خاص هيئة علماء فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الانقلاب في مصر يصر على أن يطالعنا كل يوم بجرائم جديدة بحق الأرض والإنسان والحريات، يتواطؤ معه نظام عالمي يدّعي الحرية والديمقراطية، والتي كان من آخرها إدراج فضيلة العلامة “يوسف القرضاوي” رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على قائمة المطلوبين للإنتربول بتهمة التحريض على العنف وممارسته.
وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إذ نعبر عن بالغ غضبنا واستنكارنا لهذا القرار الجائر وهذه السخرية من الأمة فإننا نؤكد على الآتـي:
أولاً: إن طريق الحق ومواجهة الباطل هي طريق ذات الشوكة التي يصطفي الله تعالى لها خيار عباده لإحقاق الحق وفضح الباطل وإساءة وجهه بين يدي فضحه وإبطاله ودحره، وما هذا القرار إلا تعرية للانقلاب ومن يقف معه من مدّعي الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان.
ثانياً: إن هذا القرار الجائر يستهدف النيل من رموز الأمة ومرجعياتها وإن تمرير هذا القرار والسكوت عنه ستكون له تبعات خطيرة في استمرار الاستهانة بالأمة باستهداف رموزها وعلمائها، مما يستدعي الوقوف بحزم من شرائح الأمة كلها في وجه هذا الإجراء الظالم، والتحرك العاجل لإبطاله وإعلان الغضب العام في مواجهته.
ثالثاً: من مضحكات العصر أن نرى الإنتربول يلاحق العلامة القرضاوي وهو الذي بلغ من العمر نحو تسعين عاماً، قضاها في نشر الحق والعدل والعلم والدعوة إلى الإسلام في شموله ووسطيته وقبول الآخر بينما يُترك الإرهاب الحقيقي يسرح في بلاد المسلمين، فيترك الحكام الظلمة وفي مقدمتهم رعاة الانقلاب في مصر وسفاحوا سورية يقتلون ويسفكون الدماء ويترك المجرمون الصهاينة الذي قتلوا الآلاف في حرب غزة الأخيرة، وإن هذا دلالة على انقلاب المعايير وتقهقر القيم.
رابعاً: ندعو الفعاليات المؤثرة في الأمة الإسلامية ومن أحرار العالم وفي مقدمتهم العلماء أفراداً ومؤسسات على إعلان مواقف واضحة من هذا القرار الجائر وبطلانه وتسليط الضوء على الإرهابي الحقيقي الذي ينبغي أن يقاد إلى محاكمة عادلة، والظلم والعدوان سيطال الجميع إن لم يكن لنا مواقف واضحة في مواجهة امتداد الظلم والطغيان.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
هيئة علماء فلسطين في الخارج
17/صفر/1435هـ
9/ديسمبر/2014م