خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ) الممتحنة:1

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين, ولا عدوان إلا على الظالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين, وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

  فقد هلك المجرم عوفاديا يوسف الحاخام الاكبر رئيس طائفة اليهود الشرقيين في العالم والرئيس الروحي لحركة شاس الصهيونية وهو الذي قال في عام 2000م: إن العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعاً, ووصفهم بأنهم أسوأ من الأفاعي السامة.

كما قال في إحدى عظاته في القدس المحتلة عام 2001م: إن العرب يتكاثرون في المدينة المقدسة كالنمل, تباً لهم فليذهبوا الى الجحيم.

وقال, إن الله ندم لأنه خلق أبناء اسماعيل (العرب), أبناء اسماعيل كلهم أشرار.

وزعم أنه جاء في التلمود, إذا دخلت المدينة وملكتها فاحرص على أن تجعل نساءها سباياك, ورجالها عبيداً لك او قتلى مع اطفالهم.

وفي ابريل من عام 2001 دعا ربه: ان ينتقم من العرب ويبدد ذريتهم ويسحقهم ويخضعهم ويمحوهم عن وجه البسيطة.

وفي يوليو من العام ذاته دعا الهالك عوفاديا يوسف الى ابادة العرب بالصواريخ.

وفي خطبة بثتها وسائل الاعلام العبرية في شهر اغسطس من عام 2004 قال : ادعو اليهود الى ضرورة العمل على قتل الثعابين والديدان لأنهم خطر على البشر وبالتالي فان قتل المسلمين امر طبيعي وعليه ان يحدث بالفعل.

وفي 28/8/2010 صرح الهالك عوف اديا يوسف لإذاعة الجيش الصهيوني ( أنه يتمنى لو يختفي كل هؤلاء الاشرار الذين يكرهون اسرائيل مثل ابو مازن والفلسطينيين على وجه الارض وليضربهم الرب بالطاعون ).

وبعد كل هذه الاقوال الخبيثة التي صاحبتها افعال اجرامية في العداء للإسلام والمسلمين يقوم رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله ابو مازن بالتعبير عن تعازيه الحارة لعائلة الهالك عوفاديا يوسف قائلا : التقيت بأسرة الحاخام يوسف في وقت سابق في مقر المقاطعة والآن انقل تعازيَّ وأسفي وأسف الشعب الفلسطيني لوفاته.

وأمام هذا الموقف فان هيئة علماء فلسطين في الخارج تؤكد على ما يلي:

اولاً: إن الهالك عوفاديا يوسف مجرم كبير مارس الإجرام بالوسائل كلها بحق الاسلام والمسلمين وقد بدت البغضاء من فمه وما كان يكنّه صدره من حقد هو اضعاف مضاعفة عما صرح به وقاله،

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (آل عمران:118

وقد تواترت الأدلة على أنه هو وأمثاله ممن حق عليهم العذاب في نار جهنم خالدين فيها أبداً.

ثانياً: ان ما قام به رئيس السلطة الفلسطينية من التعزية بالهالك عوفاديا يوسف أمر غير جائز شرعاً وهو ضربٌ من ضروب البرّ والموالاة مع اعداء الله وهو محرَّم, ولا يجوز الاستدلال على جواز ذلك الفعل بجواز تعزية غير المسلمين فالفرق شاسع والبون كبير بين الحالتين.

فالله تعالى لم ينهَ عن البر مع غير المسلمين الذين لم يجاهروا بالعداء للمسلمين ولم يباشروه, حيث قال تعالى: ( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة 8

اما الذين اعلنوا الحرب على الاسلام والمسلمين وأخرجوهم من ديارهم –والهالك عوفاديا يوسف – من اوضح امثلتهم فان هؤلاء لا يجوز على الاطلاق موالاتهم او القاء المودة اليهم.

قال تعالى (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )

ثالثاً : تعتبر هيئة علماء فلسطين في الخارج ما قام به رئيس السلطة الفلسطينية – فضلاً عن كونه محرما شرعاً – فهو إهانة موجهة إلى أبناء الشعب الفلسطيني وأبناء الأمة الإسلامية وما قدموه من تضحيات ودماء وشهداء في سبيل الله تعالى ودفاعا عن مقدساته بالتودد إلى عدو الله تعالى الهالك الذي ما فتئ يوجه الإهانة تلو الاخرى إلى هذه الأمة الإسلامية وأبنائها المجاهدين المخلصين.

رابعاً : تدعو الهيئة السياسيين في فلسطين وفي مقدمتهم رئيس السلطة الفلسطينية ورؤساء الفصائل وغيرهم من القادة السياسيين إلى الانضباط بأحكام الشرع الإسلامي في تصرفاتهم وأقوالهم وأفعالهم فذلك خير وأبقى.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

4/ذو الحجة/1434هــ

9/اكتوبر/2013م

هيئة علماء فلسطين في الخارج

بيان رسمي