خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: ” وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” البقرة: 237‏

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:

فإنَّنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج نتوجّه إلى أبناء أمتنا الإسلاميّة في هذه الأيّام المباركة من خواتيم شهر رمضان المبارك وبين يدي عيد الفطر السّعيد ببالغ التّحيّة والتّهنئة والدّعوات بقبول الأعمال ونصر الأمّة، ويطيب للهيئة في هذا الإطار أن تؤكّد على الآتي:

أوّلًا: إنَّ قضيّة فلسطين كانت وما زالت وستبقى قضيّة الأمّة جمعاء، فهي قضيّة إسلاميّة من واجب المسلمين جميعًا العمل لها، كما أنّها قضيّة عادلةٌ يتبنّاها أحرار العالم على اختلاف انتماءاتهم وتوجّهاتهم.

ثانيًا: تؤكّد الهيئة على أنَّ الأمّة لم تخذل فلسطين ولم تتخلّ عن القضيّة الفلسطينيّة، وأنّ شعوب أمّتنا وكثيرًا من الدّول الإسلاميّة رغم جراحها النّازفة وقضاياها المُلحّة لم تألُ جهدًا في البذل والعطاء والدّعم بما تستطيعه؛ فجزى الله أمّتنا خيرًا وبيّضَ وجه أهلنا الكرام على امتداد هذه الأمّة المعطاءة، فكثيرون من شعوبنا المعطاءة هم الذين يصدق عليهم حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ بالمدينة أقوامًا، ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلّا كانوا معكم، قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة مقيمون؟ّ قال: نعم، قد حبسهم العذر” أخرجه البخاري

ثالثاً: إنَّ بعض الأنظمة التي خذلت فلسطين وتآمرت على قضيّتها وسارت في ركب المحتلّ لا تمثّلُ الشّعوبَ ولا الأمّة، وما تفعله هو عارٌ يجلّلها وحدها وما زالت شعوب أمتنا تعلن رفضها له وتعلن وقوفها في خندق الجهاد والمقاومة مع شعبنا الفلسطينيّ في مواجهة الاحتلال الصّهيونيّ البغيض.

رابعًا: إنّ شعوب أمتنا قاطبة قد بذلت ودعمت وقدمت فالواجب شكرها وإن التقليل من دور الأمة هو كشف لظهر المقاومة أمام العدو وقطع لها عن عمقها الاستراتيجي.

خامسًا: ترى الهيئة أن شكر الداعمين للمقاومة يستوجب شكر أمتنا المعطاءة إلى جانبه لا نسيان دورها والتنكر له واستفزازها وجرح مشاعرها؛ قال تعالى: “اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” المائدة: 8

سادسًا: تشيد الهيئة بدعم الشعب السوريّ الشقيق للمقاومة في فلسطين رغم عظم المأساة التي يعيشها في ظل جرائم النظام المتصاعدة، وتؤكد الهيئة أن الوفاء لدماء ابناء الشعب الفلسطيني والسوري المراقة على الأرض السورية تستوجب نصرتها والوقوف إلى جانبها لا نصرة الظالم الجلاد والإشادة به؛ قال تعالى: “وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ” هود: 113

سابعًا: إنَّ الهيئة إذ تشكرُ أمّتنا وشعوبها الخيّرة فإنَّها تدعوها إلى المزيد من البذل والعطاء لا سيما في هذه الأوقات التي تتعاظم فيها المؤامرة على فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك؛ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من جهّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيًا في سبيل الله بخير فقد غزا” أخرجه البخاري

والحمد لله رب العالمين

هيئة علماء فلسطين في الخارج

                                                                                                   28/رمضان/1440هـ

                                                                                                       22/6/2019م