خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاةُ والسّلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسانٍ ‏إلى يوم الدّين وبعد:‏

فقد شهد قطاع غزّة البارحة ملحمة بطوليّة من مسيرات العودة التي ما زالت تقضّ مضجع العدوّ ‏الصّهيونيّ وتربك حساباته وتغيظُ أولياءه، ممّا جعل هذا العدوّ الوالغ في الإجرام يرتكب مجزرة ‏بشعةٍ بحقّ أهلنا المشاركين في مسيرات العودة، العزل من السلاح إلَّا سلاح الإيمان بالله تعالى، ‏والإرادة التي تلين أمامها الجبال الشمّ، فارتقى العديد من الشّهداء والمئات من الجرحى برصاص ‏الغدر الصّهيونيّ، وإنَّنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إذ نحيّي أهلنا الأبطال في قطاع غزّة ‏العزّة ومسيرات العودة فإنَّنا نؤكّد على الآتي:‏

أوَّلًا: إنَّ الإجرام الصّهيوني مهما بلغ فلن يفتَّ في عزيمة أهلنا الأبطال الذين قرَّروا أن يقاوموا ‏الاحتلال الصّهيونيّ بكلّ وسيلةٍ متاحة، بل إنَّ دماء الشّهداء هي وقود المعركة التي لن تتوقّف ‏رحاها حتّى كنس هذا الاحتلال البغيض بإذن الله تعالى النّاصر، قال تعالى: “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ‏النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا ‏بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ” آل عمران: ‏‏173- 174‏

ثانيًا: إنّ حدوث هذه المجزرة عقب التّهديدات التي أطلقها رئيس السّلطة محمود عبّاس بحقّ أهلنا ‏وشعبنا في قطاع غزّة من على منصّة الأمم المتّحدة يؤكّد أن هذه التهديدات هي إحدى أسباب ‏تجرئة العدوّ الصّهيونيّ على سفك المزيد من الدّماء؛ وإنَّنا إذ نستنكر ونرفض هذه التّصريحات ‏فإنَّنا نؤكّد على وجوب أن تتّخذ القوى الفاعلة في شعبنا الفلسطيني وأمّتنا مواقف رافضة لها ‏ومؤثّرة في تراجع رئيس السّلطة عنها.‏

ثالثًا: تستغرب الهيئة هذا الصّمت العام والمريب تجاه ما يجري من مجزرةٍ مستمرّة بحقّ أهلنا وشعبنا ‏في قطاع غزّة، وتدعو الأمّة بشرائحها كافّة إلى التّفاعل الذي يرتقي إلى مستوى التّضحيات التي ‏يبذلها أبطال غزّة العزّة، ونحذّر الجميع شعوبًا وحكّامًا وعلماء وإعلاميّين من عاقبة الخذلان، قال ‏رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ ‏وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ ‏مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ ‏نُصْرَتَهُ”‏

تقبَّل الله الشّهداء الأبطال في رحمته ورزقهم الفردوس الأعلى، وشفى الله الجرحى، إنَّه أكرم ‏مسؤول وبالإجابة جدير

والحمد لله رب العالمين

هيئة علماء فلسطين في الخارج

                                                                                                    19/محرم/1440هـ

                                                                                                       29/9/2018م