خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:  فإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج نتابع ببالغ القلق والغضب والاستنكار ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية ‏من عربدة ظالمة جديدة تتمثل في مطالبتها تسليم الأسيرة المحررة المجاهدة أحلام التميمي بذريعة تسببها بقتل مواطنين ‏أمريكيين، وإننا إزاء هذه الإجراءات العدوانية نؤكد على الآتي:‏

أولاً: إن أمريكا ترسل أبناءها ليكونوا جنوداً مرتزقة في جيش الكيان الصهيوني الغاصب يشاركون في قتل أهلنا ‏وأبنائنا وتدنيس مقدساتنا واغتصاب أرضنا وديارنا، حتى إذا قُتِلوا متلبسين بالعدوان جعلتهم مواطنين مدنيين أبرياء، ‏وإنّ قتال وردّ عدوان أي مقاتل ينخرط في جيش الاحتلال الصهيوني من أعظم الواجبات الشرعية أيًّا كانت جنسيته ‏ودينه.‏

ثانياً: مطالبة أمريكا هذه تمثل ذروة الازدواجية الوقحة في التعامل؛ إذ تأتي هذه المطالبة في ذكرى قتل الكيان ‏الصهيوني للناشطة الأمريكية راشيل كوري التي سحقتها الجرافات الصهيونية على مرأى ومسمع العالم كله، وهي ‏تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة في أرضه، ولم نسمع من أمريكا أية كلمة تطالب فيها بالمجرمين الذين ‏قتلوا هذه الشابة المدنية العزلاء.‏

ثالثاً: إننا نؤكد على حرمة تسليم أي مجاهد مقاوم للأعداء تحت أي ذريعة أو مبرر كان، ويكون الأمر أشد حرمة ‏وأعظم عند الله تعالى إذا كان متعلقاً بامرأة مجاهدة مسلمة، ونذكر بأن أي اتفاق ينص على ذلك لا يعدّ شرعياً؛ ‏حيث استُثنيتْ النساء بنصِّ كتاب الله تعالى في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ ‏فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} ‏‏(الممتحنة10)‏  وإننا إذ ندين ذلك فكلنا ثقة بأهلنا في الأردن الشقيق قيادة وحكومة وبرلماناً في رفض هذه المطالبات والوقوف في ‏وجه العربدة الأمريكية الصهيونية.‏

رابعاً: نثمّن جميع حملات التضامن مع الأسيرة المحررة المجاهدة أحلام التميمي، وندعو إلى المزيد منها كي يعلم ‏الأمريكان والعالم كله بأننا لا نترك مجاهدينا وحرائرنا أبداً.‏

خامساً: نعلن في هيئة علماء فلسطين في الخارج منح الأسيرة الحرة المجاهدة أحلام التميمي العضوية الفخرية للهيئة؛ ‏إذ إنها رمز من رموز أمتنا وجهادنا، وكوكب دري في سماء الجهاد وفلسطين.‏

والله غالب على أمره وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

هيئة علماء فلسطين في الخارج

20/6/1438هـ    18/3/2017م