الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:

فقد زار وزير الخارجيّة الصّهيونيّة العاصمة السودانيّة الخرطوم والتقى فيها رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، وعاد متبجّحًا أنّه عاد من عاصمة اللّاءات الثّلاثة “لا صلح؛ لا مفاوضات؛ لا اعتراف” بثلاثة “نعم” بدلًا منها.

وإنّنا في هيئة علماء فلسطين إذ ندين بأشدّ عبارات الإدانة هذه الزيارة التطبيعيّة الإجراميّة فإنّنا نؤكّد الآتي:

أولًا: التطبيع مع العدو الصّهيونيّ بأيّ نوعٍ من أنواع وأشكال التطبيع جريمةٌ لا يفعلها إلّا من اختار موالاة أعداء الله تعالى وأعداء دينه ومظاهرتهم على أبناء أمته ومناصرتهم ضد شعبنا الفلسطينيّ المظلوم المرابط.

وكلّ من مارس التطبيع مع هذا الكيان الغاصب أيًّا كانت صفته وموقعه فهو مندرج تحت قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} الممتحنة: 1

ثانيًا: واهمون هم المطبِّعون ومخادعون لأنفسهم إذ يحسبون أنّ العلاقة مع هذا الكيان الغاصب ستمنحهم الشرعيّة السياسيّة أو تثبّتهم في كراسيهم، فيسارعون إلى التطبيع وهم يظنون أنّهم بذلك يحمون أنفسهم وينالون رضا أمريكا والعالم الغربيّ، فعندما تحين ساعة الحقيقة وتقول الشعوب والأمة كلمتها سيكتشفون أوهامهم حين لا ينفعهم الندم.

قال تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ} المائدة: 52

ثالثًا: تطالب الهيئة مجلس السيادة الانتقالي بالتراجع عن هذه الخطوة التي لا تخدم إلاّ الكيان الصهيوني وتتناقض مع مصالح السودان الاستراتيجية، وتحثه على الاستجابة لمطالب الشعب السوداني الذي استهجن هذا التوجه الغريب عن سودان العز والفخار.

رابعًا: تحيي الهيئة الشّعب السوداني الشقيق الذي عبّر بفعالياته المختلفة من العلماء والمؤسسات الأهليّة إدانته لهذه الزيارة المشؤومة، وهذا يؤكّد أنّ التطبيع مع الكيان الصهيونيّ هشّ غريب عن شعوب أمتنا الأصيلة، وتدعو الهيئة الشعب السودانيّ الشّقيق إلى مزيد من الفعاليات والحراك الرافض لهذه الخطوات التطبيعيّة التي تتهدد السودان والأمة كلها.

هيئة علماء فلسطين

13/رجب/1444هـ

4/فبراير/2023م