خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

‏”أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم ‏بِغَيْرِ حَقٍّ ‏إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ ‏وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ ‏يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”  ‏الحج: 39-40‏

الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان ‏إلى يوم الدّين؛ وبعد:‏

فقد أقدم العدوّ الصّهيوني على ارتكاب جريمةٍ كبيرة باغتياله أحد قادة المقاومة في قطاع غزّة وهو ‏الشّهيد البطل بهاء أبو العطا ومحاولة اغتيال عضو المكتب السّياسي لحركة الجهاد الإسلاميّ ‏واستشهاد نجله في قصف استهدف منزلهم في دمشق في عمليّة أخرى متزامنة.‏

وأمام هذه الجريمة الكبيرة والخطيرة فإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج نؤكّد على الآتي:‏

أوّلًا: إنَّ العدوّ الصّهيونيّ محتلّ غاصبٌ، وهو سائر في غيّه، متطاول في عدوانه ووحشيّته؛ ومن ‏المسلّمات الشرعيّة أنّ ردّ عدوانه واجبٌ شرعيّ، وأنَّ مواجهته بالوسائل المختلفة فريضةٌ على كلّ ‏قادرٍ من المسلمين، وأنَّ الجهاد في سبيل الله تعالى هو السّبيل لردّ العدوان وردع هذا الكيان المجرم

قال تعالى: “” قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ ‏وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ” ‏التوبة:14‏

ثانيًا: تدعو الهيئة فصائل المقاومة في فلسطين إلى المزيد من التعاضد ووحدة الصّفّ وجمع ‏الكلمة، وتؤكّد على ضرورة الموقف الموحّد والقرار المشترك للردّ على العدوان الصّهيونيّ، وتثمّن ‏الهيئة التئام الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، وتؤكّد على ضرورة دعم قرارها في آليّة الرّد على العدوّ ‏الصّهيوني ‏

قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ” الصّفّ: 4‏

ثالثًا: تجدّد الهيئة دعوتها إلى السّلطة الفلسطينيّة في رام الله إلى الانسجام مع قرار الشّعب ‏الفلسطيني في مقاومة العدو الصّهيونيّ، ووقف مسار التسوية والتّنسيق الأمني بشكل حقيقيّ ‏وفعليّ، وإطلاق يد المقاومة في الضّفّة الغربيّة المحتلّة

قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا ‏بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي ‏سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ ‏فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ” الممتحنة: 1‏

رابعًا: تدعو الهيئة علماء الامّة الإسلاميّة ودعاتها وخطباءها مؤسسات وأفرادًا إلى حشد ‏الطّاقات واستنفار الجهود لنصرة أهلهم وإخوانهم ودعم المجاهدين في قطّاع غزّة الذي يتعرّض ‏للعدوان الصّهيونيّ.‏

قال تعالى: “الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا” ‏الأحزاب: 39 ‏

خامسًا : تستنفرُ الهيئة شعوب الأمّة الإسلاميّة؛ فهي اليوم رغم ما بها من جراح نازفة تتحمل ‏مسؤولية عظمى ‏في دعم أهلنا في غزة من مجاهدين ومدنيين على حد سواء، لا سيما في ظلّ ‏هذا الحصار العالميّ والسياسات الإجرامية التي تمنع وصول الدّعم ‏إلى أهلنا مما يجعل الجهاد ‏بالمال ‏أشد توكيدا من أي زمن مضى.‏ ‏

‏ قال رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم: “من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا ومن أخلف غازيًا في ‏أهله بخير ‏فقد غزا”

سادسًا: تحيّي الهيئة أهلنا الصابرين المرابطين في غزّة العزّة، كما تحيّي مجاهدينا الأبطال ‏القابضين على ‏جمر الثّبات، الموقعين بالعدو الصّهيونّ النّكاية والألم الشديد، المنافحين عن كرامة ‏الأمة كلّها، والصّابرين على ‏لأواء الطريق

قال تعالى: ” وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ‏اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا”‏ النساء:104

والحمد لله رب العالمين

هيئة علماء فلسطين في الخارج

                                                                                                 15/ربيع الأول/1441هـ

                                                                                                      12/11/2019م