خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

‏”إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ ‏يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ ‏فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي ‏الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ”    آل ‏عمران:21-22‏

الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلّا على الظّالمين، والصّلاة والسّلام ‏على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد:‏

فقد تلقت هيئة علماء فلسطين في الخارج ببالغ الغضب التسريبات الإعلاميّة التي تفيد ‏بنيّة السلطات السّعوديّة الإقدام على تنفيذ الإعدام الجائر بحقّ ثلّة من العلماء، وهم ‏الشّيخ سلمان العودة والشّيخ عوض القرني والشّيخ علي العمري عقب انتهاء شهر ‏رمضان المبارك.‏

وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إذ نعلن وقوفنا مع أبناء أمتنا الإسلاميّة في وجه ‏هذه الجريمة النّكراء المتوقّعة؛ فإنّنا نؤكّد على الآتي:‏

أولًا: تؤكّد الهيئة على أنَّ اعتقال العلماء وإيذاءهم ظلمًا وعدوانًا جريمةٌ منكرةٌ، فكيف ‏بقتلهم؟! فإنَّ الإقدام على قتل العلماء جريمةٌ عظمى وحماقةٌ كبرى، وإنَّ هؤلاء ‏المصلحين أَوْلى بالتبجيل والتكريم؛ فهم الأحرص على الأوطان، وهم حراس الفضيلة، ومِن ‏أهم عناوين الخير الباقي في الأمة.‏

قال تعالى: “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ ‏وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا” النساء:93‏

ثانيًا: إنَّ من واجب الأمّة كلّها التّحرّك للحيلولة دون وقوع هذه الجريمة المتوقّعة، من ‏خلال الحملات الإعلاميّة والفعاليات الجماهيريّة، وهنا فإننا ندعو المسلمين في العالم ‏كلّه للاحتشاد والاعتصام وأداء صلوات التراويح والتهجد أمام السفارات والبعثات ‏الدبلوماسيّة السّعوديّة والأمريكيّة.‏

وتحذّر الهيئة من أنَّ الصّمت سيكون خذلانًا مرًّا، عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، وقد ‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “ما مِن امرئ يخذل مسلماً في موطن تُنتهك فيه ‏حرمته، وينتقص فيه عرضه إلاّ خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ‏ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته إلاّ نصره الله عز وجل ‏في موطن يحب فيه نصرته” ‏

ثالثاً: تدعو الهيئة أبناء الشّعب السّعوديّ الكريم لا سيما العشائر التي ينتمي إليها ‏العلماء الأجلّاء والجامعات التي كانوا يدرسون فيها وطلابهم وتلاميذهم إلى إعلان ‏رفض هذه الجريمة والضّغط بالوسائل السلميّة الشّرعيّة والقانونيّة للحيلولة دون وقوعها. ‏

رابعًا: تدعو الهيئة علماء الأمة لا سيما الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة ‏علماء أهل السّنة إلى إعلان استنفار الطاقات، والبدء باجتماع مفتوح لمناقشة ومتابعة ‏تنفيذ الإجراءات العمليّة على مستوى الأمّة كلها لمنع وقوع هذه الجريمة الكارثة.‏

خامسًا: تدعو الهيئة مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية في مختلف بلاد ‏العالم لا سيما في العالم الغربي إلى التحرك العاجل على مستوى المؤسسات والشّارع ‏لتحريك الرأي العام والضّغط على الحكومات لعدم تمرير هذه الجريمة المرتقبة.‏

والله غالب على أمره وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون

هيئة علماء فلسطين في الخارج

                                                                                                   19/رمضان/1440هـ

                                                                                                       24/5/2019م