خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فقد أقدم الكنيست الصهيوني على إقرار مشروع قرار منع أذان الفجر في فلسطين المحتلة عام 1948م ومدينة القدس، ‏ومنع استخدام مكبرات الصوت من الساعة 11 ليلاً حتى 7 صباحاً، ممّا يؤدي إلى منع نقل شعائر بعض العبادات في ‏رمضان وأذان الإمساك وتكبيرات الأعياد، إلى جانب منع أذان الفجر على مدار العام.‏

وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إذ نعلن الرفض والاستنكار الغاضب لهذا القرار العدواني فإننا نؤكد على الآتي: ‏

أوّلاً: إن هذا القرار يمثّل اعتداءً سافراً على مقدّس من مقدسات المسلمين وشعيرة من أعظم شعائرهم وهي أذان الفجر، ‏وهو من ضروب منع ذكر الله تعالى في المساجد والسعي في خرابها الذي كان دأب اليهود والصهاينة عبر القرون، وقد قال ‏الله تعالى فيهم: [وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا ‏خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ] البقرة114، وهذا العدوان يستوجب على الأمة كافّة التحرّك لنصرة ‏دين الله عز وجل وشعائره والذود عن المقدسات التي اعتاد اليهود الصهاينة انتهاكها تباعاً أمام مرأى ومسمع العالم كله ‏مستغلاًّ انشغال الشعوب بمقارعة الاستبداد وانشغال حكّامها بالقمع والإرهاب، ويتطلب من العلماء سعيا دؤوبا ضاغطا على أصحاب القرار للتحرك وتحمل مسؤولياتهم، وحشد طاقات جماهير الأمة للتعبير عن غضبها ورفضها لهذا القرار العدواني.   

ثانياً: ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس والأراضي المحتلة عام 1948هـ لرفض هذا القرار والوقوف في وجهه والتحرّك ‏الغاضب بالوسائل المتاحة كافّة لمنعه وإبطاله وإظهار التمسك بالأذان وفي مقدمتهم أئمة المساجد والمؤذنون من خلال الإصرار على رفع أذان الفجر واحتشاد أبناء شعبنا المرابط لحمايتهم من كيد قوات الاحتلال الصهيوني،  وكذلك رفع الأذان من على أسطح المنازل والأسواق ‏والأماكن العامة إغاظة لأعداء الله تعالى وتأكيدا على التمسك بهذه الشعيرة العظيمة.

ثالثاً: ندعو أبناء المقاومة في الضفة الغربية وغزة للتحرك بكل ما يمكنهم لتلقين هذا العدو الصهيوني درساً يردعه عن ‏الاستمرار في غيه وعدوانه.‏      وإن الجهاد في سبيل الله تعالى بوسائله المتاحة كافّة هو السبيل لدحر هذا العدو المتغطرس الذي مهما حاول فلن يُسكت ‏صوت الأذان الذي سيبقى صادحاً في أجواء فلسطين

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

هيئة علماء فلسطين في الخارج

                                                                                                   13/جمادى2/1438هـ

                                                                                                       11/3/2017م