خاص هيئة علماء فلسطين

         

{ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } الروم 4-5

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، لا إله إلا الله وحده؛ صدق وعده ونصر عبده وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده، وبعد:

فيا أبناء شعبنا الفلسطينيّ المجاهد، ويا أبناء أمتنا الإسلاميّة العظيمة:

إنّ هيئة علماء فلسطين تتوجّه أولًا وقبل كلّ شيءٍ إلى الله تعالى الناصر المعزّ بالحمد والمنّة والخضوع والشكر والفضل، فقد أكرمنا بالنّصر تفضّلاً منه ورحمةً بعباده، فله الحمد عدد أنفاس الخلائق على ما تفضّل وأنعم، قال تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الأنفال: 10

ثمّ بعد ذلك هنيئًا لكم وهنيئًا لنا بكم يا أبطال المقاومة الذين مرّغتم أنف الاحتلال الغاشم في أوحال الذلّ والهزيمة، فبسواعدكم المتوضئة وصواريخكم وقاذفاتكم وثبات أقدامكم وبراعة إدارتكم كان هذا النصر المبين،

هنيئًا لشعبنا البطل في غزّة العزّة الذي ضرب أروع نماذج الثبات والصّمود والصبر والاحتساب والالتفاف حول المقاومة الباسلة واحتضانها،

هنيئًا للشهداء الأبرار، هنيئًا لعائلاتهم الصابرة المحتسبة، هنيئًا للجرحى، هنيئًا للواقفين بشموخ على ركام بيوتهم، فأنتم أصحاب النّصر وعنوانه الكبير،

هنيئًا لشعبنا البطل المرابط في القدس وساحات الأقصى المبارك والمنتفض في الضفة الغربيّة وأراضينا المحتلة عام 1948م الذين أشعلوا الأرض نارًا تحت أقدام المحتلّ الغاصب وكانوا رقمًا صعبًا في معادلة النّصر،

هنيئًا لشعوب أمتنا الإسلاميّة التي انتفضت وناصرت ودعمت وبذلت؛ فهي شريكةٌ في البذل والتضحية شريكة في هذا النصر العظيم.

ونقول لكلّ عالمٍ وداعيّة وكلّ تاجرٍّ وباذلٍ وكل كاتب وإعلاميّ وكلّ شابٍ تحرّك وناصر ودعم بالمال والموقف والكلمة والتأثير: أنت شريك في هذا النصر المبين فهنيئًا لك، ولئن أرغمت المقاومة عدوّنا على إيقاف العدوان صاغرًا ذليلًا فمعركتنا لم تنته، وتحرّكنا يجب أن يستمرّ ويبقى.

والله غالبٌ على أمره، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون

 9/شوال/1442هـ الموافق 21/5/2021م                                   

هيئة علماء فلسطين