خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، محمد وآله وصحبه، وبعد:

 تابعت هيئة علماء فلسطين في الخارج –شأنها شأن كل مسلم يهمه أمر المسلمين أياً كانت الحدود التي تجمعهم- ما جرى في الآونة الأخيرة من أحداث تلت وصاحبت إسقاط تركيا للطائرة الروسية التي دخلت الأجواء التركية، والتي كان آخرها فرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية الروسية على تركيا، وما صاحب فرض تلك العقوبات من اتهامات لتركيا بالتعاون مع تنظيم الدولة ودعمه، وإننا في هذا الصدد نحب أن نؤكد على التالي:

أولاً: تؤكد الهيئة على حق تركيا الدفاع عن نفسها أمام أي اختراق لحدودها، وأن إسقاط الطائرة الروسية التي تم تحذيرها مراراً عدة قبل إسقاطها حق تكفله الشرائع الدينية والقانون الدولي كون الاختراق أحد صور العدوان الذي لا يعبر عن احترام سيادة الدول الأخرى خاصة وأن هذا الأمر تكرر من قبل مراراً، وقد قال تعالى: ” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ” الحج-39


ثانياً: تؤكد الهيئة أن فرض العقوبات الروسية على تركيا هو مبالغة في الغي والعدوان، إذ كان يتوجب على روسيا الاعتذار، ومن هنا فإن مطالبة روسيا لتركيا بالاعتذار تعتبر دعوة فجة صفيقة تطالب المعتدى عليه بالاعتذار عن دفاعه عن نفسه، وتطالب المخترقة حدودها بالاعتذار عن قيامها بواجبها الديني والوطني.


ثالثاً: إن وقوف الأمة الإسلامية بالتضامن مع تركيا هو مقتضى قيم الأخوة التي تجمع الأمة الواحدة، مصداقاً لقوله تعالى: “إنما المؤمنون إخوة”، وقيم التعاون بين الأمة الواحدة مصداقاً لقوله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”، وقيم الولاء مصداقاً لقوله تعالى: “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض”، ومن هنا فإننا نثمن دور الشقيقة قطر في عقدها لاتفاقيات مع تركيا تعوضها عن استيراد الغاز من روسيا إذ هو تعبير عملي عن القيم السامية التي أمر بها الإسلام.


رابعاً: كما ندعو أبناء أمتنا الإسلامية إلى الإقبال على شراء البضائع التركية ودعم اقتصادها بالسبل المتاحة كافة، تأكيداً لمبدأ الجسد الواحد  الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً “


خامساً: تدعو هيئة علماء فلسطين في الخارج أمتنا العربية والإسلامية لمقاطعة المنتجات الروسية كخطوة احتجاجية ووقفة ضد الظالم، كون تركيا هي جزء أساس ومكون رئيس من مكونات الأمة الإسلامية الكبرى.

هيئة علماء فلسطين في الخارج

20/صفر/1437ه 

02/12/2015م