ورشة مهارات التأثير والتغيير

    

28/7/2024

الدكتور إبراهيم مهنا

المقدمة:

تعتبر محاضرة الدكتور إبراهيم مهنا في الملتقى الدولي السادس للشباب / قسم الشابات حول “التأثير والتغيير” من المحاضرات البارزة التي تسلط الضوء على جوانب رئيسية في عملية التأثير والتغيير. في عالم سريع التغير، يصبح فهم كيفية التأثير على الآخرين وتحقيق التغيير الفعّال أمراً حيوياً ليس فقط على الصعيد الشخصي، ولكن أيضاً على الصعيد المجتمعي. يهدف الدكتور مهنا من خلال محاضرته إلى تزويد الحضور بالأدوات والمعرفة اللازمة ليصبحوا مؤثرين حقيقيين وقادرين على إحداث تغييرات إيجابية. يعالج الدكتور في محاضرته مفهوم التأثير، خطوات التغيير، وأهمية بناء فرق عمل قوية، بالإضافة إلى استعراض مهارات التواصل والإقناع التي تلعب دوراً أساسياً في تحقيق الأهداف والتأثير الفعّال. هذه المحاضرة تعد فرصة ثمينة للتعرف على كيفية استخدام القدرات الفردية بشكل مثمر لتحقيق أهداف مشتركة ولإحداث فرق ملموس في المجتمع.

التأثير والمؤثر

– بدأ الدكتور إبراهيم مهنا محاضرته بتعريف التأثير: بأنه ترك الأثر في الشيء. يُقال: “أثرت فيه تأثيراً”، أي جعلت فيه أثراً، فتأثر، أي وافق وانفعل.

– مبينًا أن التأثير في الاصطلاح هو القوة التي يمتلكها المؤثر أو السيطرة التي يكتسبها، بناءً عليها يستطيع التأثير في سلوكيات الآخرين. وأشار إلى أن التأثير يُعدّ من أهم مكونات التواصل مع الآخرين.

معنى التغيير

  تناول الدكتور معنى التغيير باعتباره عملية الانتقال من الواقع الحالي إلى واقع منشود خلال فترة زمنية محددة وبطرق معروفة لتحقيق أهداف محددة. كما أوضح الفرق بين التغيير والتغير، حيث يعتبر التغيير عملية مقصودة تهدف إلى تطوير الأفراد أو المؤسسات بدافع داخلي أو خارجي.

حتمية التغيير

– أكد الدكتور على ضرورة اختيار التغيير قبل أن يُفرض علينا، مشيراً إلى أن قوة الاختيار تمكّن الأفراد من إحداث تغيير إيجابي في حياتهم ومجتمعاتهم.

مراحل التغيير

استعرض الدكتور مهنا مراحل التغيير الأساسية التي تبدأ من تشخيص المشكلة وتنتهي بتنفيذ ومتابعة خطة التغيير. وتشمل هذه المراحل:

1. تشخيص المشكلة.

2. تحديد الحاجة إلى التغيير.

3. تخطيط جهود التغيير (وضع الأهداف والخطط).

4. تنظيم خطة التغيير وتحديد معوقاتها (الموارد، والمدة، ومقاومة التغيير وسبل المواجهة).

5. تنفيذ ومتابعة خطة التغيير.

خطواتي نحو التغيير

أبرز الدكتور مهنا عدة خطوات أساسية لبدء عملية التغيير:

1. تحديد الأشياء المهمة في حياتك: أكد على أهمية كتابة الأهداف ومراجعتها باستمرار.

2.الإيمان بإمكانية تحقيق التغيير: بيّن أهمية البدء بخطوات صغيرة لتحقيق فرق كبير.

3. تركيز الجهود على الحاضر: دعا إلى عدم التعلق بالماضي والتركيز على الحاضر لتحقيق التغيير في المستقبل.

4. التغيير التدريجي: أوضح أن التغيير يجب أن يكون تدريجياً وعدم محاولة تغيير كل شيء دفعة واحدة، مشيراً إلى تجربة الخليفة عمر بن عبد العزيز عندما تولى الخلافة جاءه ابنه وقال: “يا أبتي احمل الناس على تغيير ما كانوا عليه جملة واحدة”، قال: “يابني: لو حملنا الناس على تغيير ما اعتادوا عليه جملة واحدة لتركوه جملة واحدة.”

5. مواجهة المخاوف: شدد على ضرورة التغلب على المخاوف لتحقيق التغيير.

6. التوازن بين الجسد والروح والفكر: أشار إلى أهمية التوازن في الشخصية لتحقيق تأثير فعّال.

7. المحاسبة الذاتية: ركز على أهمية التقييم الذاتي بدون جلد الذات لتحسين الأداء.

8. التعلم والتدرب المستمر: دعا إلى الحفاظ على الرغبة في التعلم واكتساب معارف جديدة.

السر في التغيير

أوضح الدكتور أن سر التغيير يكمن في توجيه كافة المهارات والقدرات نحو بناء الحاضر بدلاً من محاربة الماضي.

الاتصال

تحدث الدكتور عن أهمية الاتصال باعتباره عملية نقل وتبادل المعلومات والأفكار بطريقة فعّالة، مشدداً على ضرورة استخدام وسائل الاتصال المتعددة لتحقيق الإقناع والتأثير.

سمات المؤثرين والمغيرين

المصداقية:

أشار الدكتور إلى أن المؤثر يجب أن يتمتع بالمصداقية العالية ليكون أكثر إقناعاً. وبين أهمية المصداقية كصفة أساسية للمؤثرين، مشيراً إلى الآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ” (الصف: 2).

القبول:

أوضح أن من الضروري أن يكون المؤثر محبوباً ويحظى باحترام الآخرين.

الثقافة والتخصص:

دعا إلى ضرورة الجمع بين الثقافة العامة والتخصص العميق في مجال معين.

الأخلاق العالية:

شدد على أهمية الأخلاق لدى المؤثرين، مؤكداً على ضرورة تجنب الإكراه والتلاعب.

الرسالية:

دعا إلى أن يكون المؤثر صاحب قضية يعيش من أجلها ويسعى لتحقيقها.

ثقافة المؤثر وتخصصه في قضية فلسطين

– بيّن الدكتور أن القدس هي محور التغيير وأن اكتساب المعرفة حول القضية الفلسطينية ضروري لتحقيق تأثير فعّال.

– أكد على أهمية نشر العلم وتخصص المؤثر في مجالات تعزز من قدرته على التأثير.

العلم والتعلم في حياة المؤثرين

استشهد الدكتور بقول عبد الرحمن بن مهدي حول أهمية العلم والتعلم في حياة المؤثرين، مشيراً إلى أن التعلم المستمر يعزز من قدرات الشخص المؤثر.

قال: “كان الرجل من أهل العلم إذا لقي من هو فوقه في العلم فهو يوم غنيمته، سأله وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه في العلم علمه وتواضع له، وإذا لقي من هو مثله في العلم ذاكره ودارسه.”

التأثير بالقدوة الحسنة

أكد الدكتور على ضرورة أن يجمع المؤثر بين القول والعمل، مشدداً على أهمية أن يكون قدوة عملية أمام جمهوره.

– دعا إلى توثيق الأعمال ونشرها لتحقيق أقصى تأثير في المستقبل.

بناء فرق عمل من المؤثرين (العمل المؤسسي)

– شدد الدكتور على ضرورة بناء فرق عمل متجانسة ومؤهلة لتعزيز فعالية التأثير.

– أشار إلى أن نجاح التغيير يعتمد على تنسيق الجهود بين أعضاء الفريق لتحقيق الأهداف المشتركة.

المؤثر بين الإقناع والتفاوض

أشار الدكتور إلى أن تغيير السلوك يتطلب جهداً مضاعفاً في الإقناع والتفاوض، مؤكداً على أهمية امتلاك المؤثر لمهارات الإقناع الفعّال.

أهمية امتلاك المؤثرين لمهارات الإقناع

ذكر أن مهارات الإقناع تعتمد على التفكير المنطقي ومشاركة المشاعر ونقل المعلومات بذكاء.

الاستفادة من المبادئ الستة للتأثير

أوضح الدكتور أن المؤثر الناجح يستفيد من المبادئ التالية لتحقيق تأثير أكبر:

1. المعاملة بالمثل: يُستثمر الإحسان لرد الإحسان.

2. الالتزام والاتساق: التدرج من الالتزام الصغير إلى الأكبر.

3. الدليل الاجتماعي: التأثير من خلال معرفة توقعات المجتمع.

4. الإعجاب (الميل الاجتماعي): التركيز على القواسم المشتركة.

5. السلطة: التأثير من خلال السلطة والموقع.

الخاتمة:

اختتم الدكتور إبراهيم مهنا محاضرته بالتأكيد على أن التأثير والتغيير هما عنصران أساسيان لتحقيق النجاح في مختلف المجالات. شدد على أن التأثير الفعّال لا يعتمد فقط على القدرات الشخصية، بل يتطلب أيضاً مهارات التواصل والإقناع والتفاوض، إضافة إلى العمل الجماعي المتكامل لتحقيق تأثير إيجابي ومستدام. وبرغم التحديات، يبقى التغيير ممكناً من خلال خطوات مدروسة ومتناغمة تثمر نتائج ملموسة.

التوصيات:

1. تحديد الأهداف بوضوح والعمل على تحقيقها.

2. البدء بخطوات صغيرة لضمان استمرارية التغيير.

3. الاستمرار في التعلم لمواجهة التحديات.

4. الحفاظ على توازن بين الجسد والعقل لتعزيز القدرة على التأثير.

5. بناء فرق عمل فعالة لتحقيق الأهداف المشتركة.

6. مواجهة المخاوف كوسيلة للتغيير الشخصي والاجتماعي.

7. استثمار المعرفة في القضايا المهمة مثل قضية فلسطين لتحقيق تأثير إيجابي.

قد يعجبك أيضاً

ورشة (مفاتيح التأثير والضغط في الفضاء الرقمي)

تقديم بلال خليل وتامر عودة

الملتقى الدولي الثاني لمؤسسات العلماء نصرة للقدس وفلسطين

شاركت هيئة علماء فلسطين في (الملتقى الدولي الثاني لمؤسسات العلماء نصرة للقدس وفلسطين) المقام في إسطنبول

لقاء تلفزيوني على قناة قاف التفاعلية

استضافت قناة قاف التفاعلية على منصة فيسبوك بتاريخ 4/8/2022 مدير البرنامج العلمي في (الملتقى العلمي الدولي الرابع للشباب) د. ياسر القادري للتعريف بالملتقى وأهدافه ومخرجاته، وأجرى الحوار الإعلامي فاتح حبّابة.

انطلاقة “أسبوع القدس العالمي”.. ولفتة بارزة لكارثة الزلزال‎

أعلنت اللجنة العليا المنظمة لـ”أسبوع القدس العالمي”، عن انطلاقة فعاليات الأسبوع رسميا، بدءا من ‏يوم الثلاثاء، وحتى العشرين من شباط/ فبراير الجاري.‏‎ ‎ ويأتي انطلاق الأسبوع بعامه الثالث، في ظل أوضاع مأساوية تمر بها تركيا، وسوريا، على وقع ‏الزلزال المدمر الذي خلف أكثر من 34 ألف قتيل، وشرّد مئات الآلاف من منازلهم، وهو ما دفع […]