هيئة علماء فلسطين تنظم ملتقى “طوفان العالمات”

    

8/2/2024

نظم قسم المرأة في هيئة علماء فلسطين، الخميس 8 فبراير الجاري، ملتقى “طوفان العالمات” عبر منصة زووم وبمشاركة عدد من الفاعلات بالتخصصات الشرعية والثقافية والإعلامية ضمن “أسبوع القدس العالمي” الرابع دعماً لغزة ولقضية فلسطين.

وتحدثت رئيسة قسم المرأة في هيئة علماء فلسطين د. فاطمة عزام عن منهجية القائد صلاح الدين الأيوبي في التحرير.

وقالت، إن صلاح الدين الأيوبي استند في صناعة النصر إلى ركنين أساسيين هما؛ الإخلاص في الإرادة فوضع نصب عينيه تحرير بيت المقدس إذ كانت في ذلك الوقت الهجمات الصليبية تغزو العالم الإسلامي، ثم جال في الواقع فوجده يسوده الانقسامات السياسية والفكرية والمذهبية فكانت إستراتيجيته مواجهة الفكر بالفكر والتربية بالتربية قبل أن ينطلق إلى تحرير بيت المقدس.

وأوضحت أن صلاح الدين جعل القضاء على كل الضلالات الفكرية والثقافية والتنموية التي نخرت جسد الأمة المنطلق لتحرير بيت المقدس آخذاً بقانون الله في الأرض (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد: 11

وأشارت إلى أن صلاح الدين الأيوبي اعتمد في إستراتيجية التحرير على بناء المدارس النظامية التي كان لها دور في التغيير وتخريج جيل من القادة والعلماء كمدرسة الإمام الغزالي والجيلاني، وإعداد المرأة وتربيتها باعتبار دورها أساسي في صناعة جيل التحرير فهي حاضنة للأجيال ومنشئة للأبطال وعنوان صلاح المجتمعات.

من جانبها، تطرقت عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رولا محسن إلى بشائر النصر التي حققتها معركة طوفان الأقصى.

وقالت، إن الأمة الإسلامية تعيش بعد طوفان الأقصى تحولاً عميقاً في مسار النصر والتمكين، مؤكدة أن ما حققته هذه المعركة من نصر إستراتيجي على العدو يستدعي أثماناً غالية من التضحيات وتقديم الأرواح فداء للمقدسات.

وذكرت محسن أن من أبرز بشائر النصر، حجم الخسائر في صفوف العدو، وصبر أهل غزة وثقتهم بالله، واجتماع الأمة على مشروع المقاومة، وإحياء القضية الفلسطينية في الوعي الجمعي للأمة، والاستعداد النفسي للجيل على مواجهة أعداء الأمة.

وأشارت إلى أن أبرز ما حققته المعركة هو أن غزة أصبحت اليوم بوابة جديدة للدعوة إلى الإسلام، مشيرة إلى دخول 300 شخص يومياً الإسلام في أوروبا منذ 7 أكتوبر، وفقاً لما تنشره المنظمات والمراكز الإسلامية في أمريكا ودول أوروبا.

وتحت عنوان “ماذا غير فينا طوفان الأقصى؟”، تحدثت عضو في اللجنة الثقافية لقسم المرأة في هيئة علماء المسلمين أمل حنينو، عن أن طوفان الأقصى غيّر نظرة الجيل للدنيا وقيمتها بما نرى من ثبات أهل غزة وصبرهم وإيمانهم.

وقالت، إن العقول أدركت أن لا قوة إلا بالله، وما قوة “إسرائيل” إلا زيف وزوال، وأن الله قاهر لها ومعز لنا.

وبينت أن المعركة زرعت الأمل لدى الأمهات بقدرتهن على إنجاب الرجال الذين تتوفر فيهم شروط الرجولة الصحيحة أقوياء النفوس والإرادات كل منهم يستطيع أن ينهض بأمة إن صحت نيته واستقامت رجولته.

وأضافت أن معركة طوفان الأقصى عادت بشباب الأمة إلى نموذجهم الحضاري والثوري على كل الجهات المعادية؛ فأيقنوا أن الصراع قائم بين الحق والباطل ودائم وطويل.

وقالت عضو رابطة علماء الأردن د. لينا الزعبي، إن معركة الطوفان ليست خاصة لأهل غزة بل شاملة لكل الأمة، مضيفة أنها تحقق صلة العبد بالله وتدافع عن عبوديته.

وذكرت أن الله سيسأل الأمة ماذا عملت للأقصى، ولعسقلان التي وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي من خلال الاستقراء التاريخي تكون غزة.

ومن تركيا، أكدت الداعية د. ديليك تشلني أن معركة طوفان الأقصى هزت الأمة جمعاء وأيقظتها من غفلتها، وكشفت من هم أصحاب الحق ومن هم أصحاب الباطل.

وأشارت المستشارة الإعلامية والتربوية د. منال العواودة إلى أن أبرز معايير النصر الربانية، الإعداد قال تعالى ﴿وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةࣲ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَیۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِینَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ یَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَیۡءࣲ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یُوَفَّ إِلَیۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ﴾ [الأنفال ٦٠]

وقالت، إن الإعداد فن من الفنون التي تحتاج صدق الغاية، وسلامة السريرة، وقوة الإيمان والإخلاص، والعمل على بصيرة وفهم، مضيفة أنه سر العمل للتميز والارتقاء بالأداء.

ولفتت إلى أن إعداد “كتائب القسام” مثال على التميز والجودة التي فاقت الخيال وفاقت التصور؛ مشيرة إلى أنه من كان يريد أن يقيم أداءه عليه أن ينظر إلى النماذج المتميزة.

وبينت العواودة أن العلماء هم ربان عملية التغيير ونهضة الأمة، مشيرة إلى نماذج من العلماء في التاريخ قادوا حروبا وحرروا بلادهم، كابن الخشاب عالم فقيه هيأ لانتصارات صلاح الدين الأيوبي.

في المحور الإعلامي، قالت مسؤولة اللجنة الإعلامية في قسم المرأة بهيئة علماء فلسطين د. رانية نصر، إننا نخوض اليوم معركة شرسة على المستوى الإعلامي فضلاً عن المستوى الميداني.

وأكدت أن المعركة الإعلامية أشد خطراً من غيرها من المعارك لما للإعلام من أهمية بالغة في التحكم في العقول والسيطرة على التوجهات والممارسات.

وذكرت نصر أن أهمية الاعلام تزداد بزيادة الدور الذي يؤديه خاصة في زمن الحروب، إذ أن الحروب الميدانية عادة ما يسبقها حروب إعلامية هدفها إيقاع الهزيمة النفسية في وجدان الناس تمهيداً للهزيمة العسكرية؛ وبالتالي تأتي عملية النصر الميداني مكملة لما حققه الانتصار الإعلامي.

وأوضحت أنه في الوقت الذي يقوم العدو الصهيوني بتقييد الرواية الفلسطينية وحظرها مقابل تكريس الرواية الصهيونية عبر الإعلام وأدواته يقوم كذلك بجهود حثيثة بتحسين صورته أمام المجتمع الدولي لتخفيف حدة الرأي العام تجاه ما يمارسه من جرائم حب وابادة.

وأشار إلى أن “القسام” أبدعت في الجانب الإعلامي من خلال توثيق العمليات النوعية وكشف كذب ادعاءات العدو وخداعه بالرغم من الإمكانات والقدرات المحدودة للكتائب.

وأضافت نصر أنه بالرغم من أن هذه التوثيقات لا تمثل سوى 20 % مما يحدث من إنجازات أسطورية من صمود وإثخان في العدو، إلا أنها استطاعت التأثير إيجابيا في جماهير الأمة مما حقق النصر النفسي، مما يعد وقوداً في المضي قدماً في الدعم والإسناد.

وأكدت أن الإعلام من أهم الثغور وأحد أبرز مفاتيح النصر، فلا بد من الاهتمام بالإعلام وامتلاك أدواته والتمكن من فهم لغته لتوظيفه لصالح القضايا العادلة وعلى رأسها الدفاع عن المقدسات الإسلامية.

ودعت نصر إلى فهم أدوات هذا الفن بلغة العصر تكريساً للرواية الفلسطينية، مشيرة إلى أنه نوع من أنواع الجهاد الرقمي من خلال سرد ونشر الحقائق وتعرية العدو وممارساته البشعة.

وأكدت مشرفة مشروع “قانتات” في الداخل السوري إيناس حنينو، أن معركة طوفان الأقصى رسمت للجيل الصاعد ملامح النصر والسيادة وخطت بدقة السبل للوصول للعلا، وغرست في قلوبهم يقيناً أن الحق يبقى قائماً ما دام هناك من يؤمن به ويحفظه ويسعى لاسترداده، فلا يضيع حق وراءه مطالب.

وبينت حنينو أن المعركة زرعت مبادئ في هذا الجيل جعلته أكثر وعيا بقضايا أمته ومقدساته الإسلامية التي استبيحت ودمرت، وعلم منها أنه لا يمكن صون حرمات الأمة إلا بالصمود والثبات والكثير من الصبر والطاعات وبالإعداد الحقيقي روحيا وجسديا علميا وعمليا.  

تغطيات صحفية لملتقى “طوفان العالمات”

وكالة قدس برس

“علماء فلسطين” تقيم ملتقى “طوفان العالمات”

وكالة البوصلة

هيئة علماء فلسطين تنظم ملتقى “طوفان العالمات”

https://albosala.com/?p=313073

جريدة الأمة

هيئة علماء فلسطين تطلق ملتقي”طوفان العالمات”

وكانت مؤسسات علمائية ومجتمع مدني أعلنت الخميس 1 فبراير الجاري، في مؤتمر صحفي، من عدة دول، عن إطلاق “أسبوع القدس العالمي 4″، تحت شعار “الأقصى.. طوفان الأمة”، يمتد من الجمعة 2 فبراير الجاري وحتى أسبوع كامل، يتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة دعماً لغزة.

ويعد “أسبوع القدس العالمي” مبادرة عالمية من عدة هيئات واتحادات علمائية ومؤسسات مجتمع مدني، يقام في آخر أسبوع في شهر رجب من كل عام، مع ذكرى ‏الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير بيت المقدس على يد صلاح الدّين الأيوبيّ.

ويهدف الأسبوع في هذه السنة إلى تفعيل الأمة مع “طوفان الأقصى”، ودمج المؤسسات العلمائية مباشرة في مشاريع عملية نصرة للقدس وفلسطين.

للاطلاع على (دليل أسبوع القدس العالمي4) وفيه البرامج والفعاليات يرجى الضغط على الرابط التالي:

https://drive.google.com/file/d/1OvexOxJWtpHTj1YGiV0-KLb0b5A9kp3T/view?usp=sharing

قد يعجبك أيضاً

تحضيرات متواصلة بمختلف الدول لانطلاقة “أسبوع القدس العالمي”

تتواصل التحضيرات في مختلف الدول الإسلامية، للمشاركة في فعاليات "أسبوع القدس العالمي" الذي ينطلق في الرابع عشر من شباط/ فبراير الحالي