9/2/2024
قال الطبيب صهيب الهمص ضمن مشاركته في مؤتمر طوفان العطاء العالمي لأجل غزة:
العدوان الصهيوني مستمر على اهلنا في قطاع غزه يستبيح دماءنا منذ أربعة أشهر وكل يوم يمر علينا منها كانه 100 عام ولم نكن نتوقع ان تمضي هذه الايام والاعوام وان يظل العالم العربي والاسلامي يتفرج والمجتمع الدولي بما فيه من احرار او بقيه احرار صامتا بهذه الطريقه.
كنا نتوقع ان ينتفض العالم عن بكره ابيه وان يخرج الناس الى الشوارع والساحات والميادين وان يعتصموا امام السفارات عندما قصف المستشفى المعمداني أو عندما دمرت مستشفياتنا وخرجت عن الخدمه واحدا تلو الاخر ونحن اليوم سنتكلم بلغه الارقام علها تجدي نفعا من ضمائرنا العربيه والاسلاميه الميته اليوم نقول لكم اليوم هناك اكثر من 350 شهيد من الطواقم الطبية.
هناك اكثر من 100 معتقل من الطواقم الطبية
اكثر من 150 مركز صحي دمر بالكامل.
30 مستشفى خرجت عن الخدمة. اليوم نتكلم عن استهداف مباشر للطواقم الطبية والصحفية وسيارات الاسعاف والدفاع المدني. لم يعد في غزه اي مظهر من مظاهر الحياة.
لم يعد في غزه أي مكان آمن.
الاحتلال الصهيوني الذي تغول على كل القوانين الدوليه والاعراف الانسانيه والشرائع السماويه وتجاوز كل اخلاقيات الحروب.
ولم يعد أمام جيش الاحتلال أي خط أحمر فقد امن العقاب فأساء الأدب.
إن ما يذبحنا اليوم أكثر من صواريخ العدو الصهيوني رغم صمود مقاومتنا الباسلة ما يذبحنا هو الصمت العربي والتخاذل الاسلامي عن ذبحنا بهذه الطريقة.
اليوم انتم تتكلمون عن غزه اليوم بلغة الأرقام تعدون شهداءنا بالأرقام وتعدون جرحانا بالأرقام وتعدون مجازرنا بالأرقام ولا تعلمون يقينا ان شهدائنا ليسوا أرقاما بل هم أصحاب أحلام وطموحات وكل شهيد منهم وراءه حكايه وألف حكايات، وتحاولون ان ترضوا ضمائركم بإرسال مساعدات هنا هناك اليوم نقول لكم لا مكان للحيادية.
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التوبة: 38، 39].
اليوم يبدو انكم نسيتم واكتفيتم بأموركم كأنكم قد اعتدتم على رؤيه مشاهد القتل والدمار اعتدتم على رؤية مجازرنا وأشلاء أطفالنا ونسائنا، المطلوب منكم اليوم اكبر من المساعدات او جمع التبرعات المطلوب منكم اليوم قول الله عز وجل ((﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ﴾
[ الأنفال: 65]
حرضوا المؤمنين على الخروج الى الشوارع والميادين والساحات اعتصموا امام السفارات. لم يعد هناك اي مكان للقوانين الدوليه التي اخترقها العدو الصهيوني اليوم نقول لكم غزه هي الفاضحة والكاشفة.
نقول لكم اليوم نحن صامدون على أرضنا لن نغادر مستشفياتنا ولن نخذل مرضانا ولو خذلنا كل العالم ولن يضرنا من خذلنا لكن نقول لكم اليوم نفتح أمامكم بابا من أبواب الخير لتعذروا الى الله ولتعلموا يقينا اننا في غزه لن نعذركم ولن نسامحكم ولن نغفر لكم إن قصرتم.
ولا يجب ان تكتفوا اخواننا الاحباب بجمع التبرعات الشعوب اقوى من ذلك ودور العلماء اقوى من ذلك نحن اليوم نقول لكم من وسط المستشفيات ونحن نعاني انهيارا تاما في ظل انهيار المنظومه الصحيه ونحن نعاني تكدسا في أعداد المرضى والشهداء نقول لكم اليوم شهداؤنا لا نستطيع إحصائهم ولا يوجد اي احصائيه حقيقيه عن الأرقام الحقيقيه للشهداء والمرضى وعن المفقودين.
نحن اليوم نتكلم بلغه الارقام عن 27,000 شهيد ونتكلم عن اكثر من 70,000 جريح منهم 6000 جريح ينتظرون العلاج بالخارج امام معبر رفع المغلق بايدي عربية.
اليوم نقول لكم إن استهداف مستشفياتنا وإن ما يحدث اليوم في غزه كارثة إنسانية و كارثة صحية بكل ما تعنيه الكلمه.