محاضرة دروس وآثار طوفان الأقصى ‏

    

‏24/7/2024 ‏

المحاضر: د. محمود الرنتيسي ‏

المقدمة

في إطار الملتقى الدولي السادس للشباب قسم الشابات، ألقى الدكتور محمود الرنتيسي ‏محاضرة بعنوان “دروس وآثار طوفان الأقصى”، حيث تناول فيها الأحداث الجارية في ‏فلسطين، وخاصة المعركة التي وقعت في 7 أكتوبر 2023. ‏

‏ تمحورت المحاضرة حول تأثيرات هذه الأحداث على الشعب الفلسطيني والأمة العربية ‏والإسلامية، مستعرضًا الدروس المستفادة من هذه التجربة. ‏

المحاور الرئيسية للمحاضرة

‏1. الأحداث التاريخية والمعركة‏

‏- بداية الطوفان: اعتبر الدكتور الرنتيسي أن المعركة التي وقعت في 7 أكتوبر تمثل بداية ‏لطوفان الأقصى، حيث كانت نقطة تحول تاريخية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.‏

‏- تفاصيل المعركة: استعرض تفاصيل المعركة، مشيرًا إلى أن المجاهدين خرجوا ليس فقط ‏لفك الحصار عن غزة، بل من أجل المسجد الأقصى وتحرير فلسطين. وقد أشار إلى أن ‏هذه المعركة جاءت نتيجة سنوات من الظلم والقمع.‏

‏2. الآثار الإنسانية‏

‏- عدد الشهداء: ذكر أن عدد الشهداء تجاوز 50 ألف شهيد، منهم 16 ألف طفل و10 ‏آلاف امرأة، مما يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.‏

‏- قصص إنسانية مؤثرة: تناول قصصًا إنسانية مؤثرة، مثل قصة سيدة استشهدت أثناء ‏قراءة القرآن، مما يبرز عمق الإيمان والصمود لدى الشعب الفلسطيني. هذه القصص ‏تعكس روح المقاومة والتحدي في وجه القهر.‏

‏3. الاعتداءات الإسرائيلية‏

‏- اعتداءات متكررة: تحدث عن الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى، مشيرًا إلى ‏أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأكثر تطرفًا منذ عام 1948، مما يزيد من حدة الصراع.‏

‏- جرائم ضد الإنسانية: أشار إلى الجرائم التي يتعرض لها الفلسطينيون، بما في ذلك القتل ‏والتشريد والاعتقال، مما يستدعي تحركًا دوليًا لوقف هذه الانتهاكات.‏

‏4. المقاومة والصمود‏

‏- أهمية المقاومة: أكد على أهمية المقاومة كوسيلة لتحقيق الأهداف الوطنية، مشيرًا إلى ‏دور الشباب والنساء في هذه المقاومة.‏

‏- أبرز الدكتور الرنتيسي في محاضرته مفهوم الاستعداد الكامل للتضحية في صفوف ‏المقاومة الفلسطينية. أكد أن المقاومة ليست فقط قادرة على مواجهة التحديات، بل تتبنى ‏أيضًا الشجاعة الكاملة في مسيرتها نحو تحرير فلسطين. يعرف المقاومون الثمن الباهظ الذي ‏قد يدفعونه، ومع ذلك يظلون مستعدين لبذل كل ما يملكون من أجل هذا الهدف ‏النبيل.‏

‏- دور المرأة: تناول دور المرأة في المقاومة، مشددًا على أهمية مشاركتها في جميع جوانب ‏الحياة السياسية والاجتماعية. أشار إلى أن المرأة الفلسطينية تلعب دورًا حيويًا في تعزيز ‏الوعي والمشاركة المجتمعية.‏

‏5. الدروس المستفادة‏

‏- توحيد الجهود: دعا إلى ضرورة توحيد الجهود العربية والإسلامية لدعم القضية ‏الفلسطينية، مؤكدًا أن هذا الدعم يجب أن يتجاوز الكلمات إلى الأفعال.‏

‏- الوعي الجماهيري: أشار إلى أهمية الوعي الجماهيري في دعم المقاومة وتوثيق التجارب ‏والنضالات، مما يسهم في بناء جيل جديد من المدافعين عن الحقوق الفلسطينية.‏

‏-الشباب والتغيير: أكد الدكتور الرنتيسي في محاضرته على الدور الحيوي للشباب في ‏إحداث التغيير الإيجابي. شدد على أن المبادرة والتفاعل من قبل الشباب يمكن أن يكون ‏له تأثير كبير في تحقيق الأهداف الوطنية. من خلال قول الشعر ومدح المقاومة، إلى حمل ‏السلاح والانخراط في صفوف المقاومة، يكون للشباب دور حيوي في دعم القضية ‏الفلسطينية.‏

‏- الاختلافات عند الشعب الصهيوني واختلال الأمن: تحدث الدكتور الرنتيسي عن ‏التشظي والانقسامات داخل المجتمع الصهيوني وتأثيراتها السلبية على أمنهم. أشار إلى عدة ‏جوانب تشمل:‏

حجم التشظي والانقسامات

تطرق الدكتور الرنتيسي إلى حجم الانقسامات العميقة بين مختلف الفئات داخل المجتمع ‏الصهيوني، سواء كانت دينية، سياسية، أو اجتماعية. هذه الانقسامات تؤدي إلى ضعف ‏التماسك الداخلي وتؤثر على وحدة الصف والقرار، وأكثر من أربعمائة ألف غادروا ‏فلسطين.‏

انهيار الإنذار المبكر:‏

ناقش الدكتور الرنتيسي انهيار نظام الإنذار المبكر في الكيان الصهيوني، حيث فشلت ‏الأجهزة الأمنية في التنبؤ بالعديد من العمليات والهجمات. هذا الفشل يدل على وجود ‏ثغرات كبيرة في النظام الأمني.‏

سقوط نظرية الردع:‏

أشار إلى سقوط نظرية الردع التي يعتمد عليها الكيان الصهيوني، حيث لم تعد الهجمات ‏والعمليات الفلسطينية تقتصر على الردع البسيط، بل أصبحت تؤثر بشكل مباشر على ‏الاستقرار والأمن الداخلي.‏

عجز الحسم:‏

تحدث عن عجز الكيان الصهيوني في حسم المعارك ضد المقاومة الفلسطينية، حيث تستمر ‏المواجهات بدون تحقيق أهداف واضحة، مما يؤدي إلى مزيد من الاستنزاف والضعف.‏

الخاتمة

اختتم الدكتور الرنتيسي محاضرته بالتأكيد على أن نجاح المقاومة ليس نجاحًا فرديًا، بل هو ‏نجاح للأمة بأكملها. دعا الشباب إلى الاستمرار في دعم المقاومة بكل الوسائل الممكنة، ‏مشددًا على أن التغيير يبدأ بخطوة صغيرة، ولكن يمكن أن يكون له تأثير كبير على المدى ‏البعيد.‏

خلص الدكتور الرنتيسي إلى أن الأحداث الأخيرة تمثل فرصة لإعادة إحياء القضية ‏الفلسطينية في الأذهان، وأن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى دعم مستمر من الأمة العربية ‏والإسلامية. دعا الجميع إلى عدم الاستسلام، والعمل على تعزيز الوحدة والتضامن من ‏أجل تحقيق الأهداف المشروعة.‏

تظل محاضرة الدكتور محمود الرنتيسي مثالًا حيًا على أهمية الوعي والتضامن في دعم القضايا ‏العادلة، وتظهر كيف يمكن للأحداث التاريخية أن تلهم الأجيال الجديدة لمواصلة النضال ‏من أجل الحرية والكرامة.‏

توصيات

‏- حمل هم هذه القضية: أكد الدكتور أن كل شابة في الملتقى أصبحت تحمل أمانة هذه ‏القضية، وأن عليها أن تؤدي دورها في مجال تأثيرها، وأن تسهم بكل إمكانياتها في المجالات ‏التي يمكن أن تحدث فيها تأثيراً إيجابياً.‏

‏- تعزيز الوعي: ضرورة تنظيم ورش عمل وندوات لتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية.‏

‏- الشعور بالانتماء: شدد الدكتور الرنتيسي على أهمية الشعور بالانتماء للقضية الفلسطينية، ‏مبينًا أن التفكير في كيفية تحقيق النصر والدعم بكل الطرق المؤثرة والضاغطة هو واجب ‏على الجميع. أوضح أن الجميع يجب أن يكونوا جزءًا من مشروع الدفاع عن فلسطين ‏ومشروع التحرير، وليس فقط متضامنين من الخارج.‏

‏- دعم المشاريع: دعم المشاريع التي تهدف إلى توثيق التجارب الفلسطينية وتعزيز الصمود.‏

‏- التواصل مع المجتمع الدولي: العمل على بناء جسور التواصل مع المجتمع الدولي لفضح ‏الانتهاكات الإسرائيلية.‏