28/7/2024
تقديم: الدكتور عزام التميمي
المقدمة:
استهل الدكتور عزام التميمي محاضرته في تحليل التجربة الصهيونية بتقديم لمحة تاريخية وسياسية عن أهمية دراسة الأحداث التاريخية لفهم الحاضر وتوقع المستقبل. كما أشار إلى أن دراسة التجربة الصهيونية تتطلب من الباحثين والمحللين فهماً عميقاً للتاريخ السياسي والديني للصهيونية، وكذلك دور القوى العالمية في دعم هذا المشروع.
أحداث السابع من أكتوبر ومقارنتها بتجربة “هجوم تيت“:
بدأ الدكتور التميمي حديثه بالإشارة إلى الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى التشابه بين هذا الهجوم و”هجوم تيت” الذي وقع خلال حرب فيتنام في عام 1968. ذكر التميمي أن هجوم تيت كان هجومًا مباغتًا من قبل الفيتناميين الشماليين ضد القوات الأمريكية وحلفائها في جنوب فيتنام، حيث استهدف هذا الهجوم إشعال ثورة بين سكان الجنوب ضد الاحتلال الأمريكي.
تشابه الهجومين:
أشاد الدكتور التميمي بالتشابه الكبير بين الهجومين، موضحًا أن كلا الهجومين تميزا بالمباغتة والنتائج المزلزلة على الصعيد النفسي والسياسي. ففي حين أن هجوم تيت لم يحقق أهدافه العسكرية بشكل كامل، إلا أنه نجح في إثارة الرأي العام الأمريكي ضد الحرب في فيتنام، مما أدى في النهاية إلى انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة.
تحليل التشابه بين التجربتين:
أوضح التميمي أن التشابه بين هجوم تيت وما حدث في السابع من أكتوبر يكمن في أن المستعمر، مهما كانت قوته، لا يستطيع البقاء لفترة طويلة إذا واجه مقاومة شرسة من أهل البلاد الأصليين. وأضاف أن هذا الأمر ينطبق على الصهيونية في فلسطين، حيث توقع أن يكون السابع من أكتوبر بداية لنهاية المشروع الصهيوني في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا الاستنتاج يعتمد على القياس مع التجارب التاريخية السابقة.
السيناريوهات المحتملة لنهاية المشروع الصهيوني:
ذكر الدكتور التميمي ثلاثة سيناريوهات محتملة لنهاية المشروع الصهيوني:
1. السيناريو الأول هو أن يتمكن الغازي من القضاء على أهل البلاد الأصليين، كما حدث في أمريكا الشمالية وأستراليا .
2. السيناريو الثاني هو انتصار أهل البلاد الأصليين وطرد الغزاة، كما حدث في الجزائر وفيتنام.
3. السيناريو الثالث هو تراجع الغزاة وإقامة نظام مشترك مع أهل البلاد، كما حدث في جنوب أفريقيا بعد انتهاء نظام الفصل العنصري.
أصل الفكرة الصهيونية ودورها الديني:
أشار التميمي إلى أن الفكرة الصهيونية في الأساس هي فكرة دينية مسيحية بروتستانتية، وليست فكرة يهودية كما يعتقد الكثيرون. وأوضح أن مؤسسي هذا الفكر، مثل مارتن لوثر وجون كالفين، رأوا أن عودة اليهود إلى أرض فلسطين هي شرط لعودة المسيح المخلص وفق المعتقدات المسيحية. كما ذكر أن الصهيونية الحديثة تطورت في القرن التاسع عشر بدعم من القوى الاستعمارية الأوروبية، خاصة في روسيا القيصرية التي رأت في اليهود عائقًا أمام الاستقرار الداخلي.
القضية الفلسطينية كقضية إسلامية شاملة:
الدكتور يؤكد أن القضية الفلسطينية ليست قضية فلسطينية بحتة، بل قضية إسلامية شاملة.
يشير الدكتور إلى أن زرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة الإسلامية كان يهدف إلى منع وحدة المسلمين ومنع أي قيام سياسي قوي لهم. ويشدد على أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة بأسرها، وليست قضية شعب واحد.
الخاتمة:
اختتم الدكتور التميمي محاضرته بالتأكيد على أن دراسة التجربة الصهيونية ضرورية لفهم الحاضر والتخطيط للمستقبل، مشددًا على أن التاريخ يعيد نفسه وأن ما حدث في الماضي يمكن أن يتكرر في الحاضر إذا ما توافرت الظروف المناسبة. وأشاد بضرورة استمرارية المقاومة والصمود لتحقيق الهدف النهائي، وهو تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.