لقاء بعنوان: مع طوفان الأقصى

    

25/7/2024

المحاضر: طلال نصار

مقدمة:

في إطار فعاليات الملتقى الدولي السادس للشباب، قدم الدكتور طلال نصار لقاء بعنوان “مع طوفان الأقصى” في قسم الشابات.

ركزت المحاضرة على أبعاد متعددة متعلقة بفلسطين والمسجد الأقصى من منظور ديني، اجتماعي، ونفسي، حيث استطاع الدكتور نصار دمج التحليل التاريخي والشرعي مع الواقع الحالي للأمة الإسلامية.

تنقسم المحاضرة إلى عدة محاور رئيسية تشمل البعد الروحي والتاريخي، دور الإمام أحمد ياسين، دور المرأة في المقاومة، استراتيجية المقاومة، الأبعاد العسكرية، القرارات الدولية وتحديات الاحتلال، الأثر الاجتماعي والنفسي، إبراز معادن الأمة الأصيلة، فضح المنافقين والمتخاذلين، ودور فلسطين كرافعة وخافضة وغيرها من المحاور …

1. الأساس الروحي والتاريخي:

بدأ الدكتور نصار محاضرته بالاستشهاد بآية من القرآن الكريم: ﴿أَفَمَن أَسَّسَ بُنيانَهُ عَلى تَقوى مِنَ اللَّهِ وَرِضوانٍ خَيرٌ أَم مَن أَسَّسَ بُنيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانهارَ بِهِ في نارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾ [التوبة109]، لتوضيح الأساس المتين الذي بنيت عليه حركة المقاومة الفلسطينية. وأكد أن أساس هذه المقاومة هو التقوى والرضوان من الله، مما يجعلها حركة راسخة وثابتة عبر العقود.

2. دور الإمام أحمد ياسين:

تناول الدكتور نصار دور الإمام الشهيد أحمد ياسين في تأسيس حركة حماس، موضحًا كيف كانت رؤيته تتجاوز اللحظة الراهنة، حيث كان يسعى لبناء جيل واعٍ ومؤمن بقضيته.

كما ذكر أن الإمام ياسين كان يؤكد على أن الصراع مع الاحتلال هو صراع الأجيال، وأن كسب هذا الجيل هو مفتاح النجاح.

استشهد بقول الإمام ياسين “إذا خسرنا هذا الجيل، فقد خسرنا فلسطين”. 

وتناول المحاضر بعض المواقف البطولية للإمام ياسين، وكيف تمكن من توحيد الصفوف حول القضية الفلسطينية رغم الظروف الصعبة.

3. دور المرأة في المقاومة:

شدد الدكتور نصار على الدور المحوري للمرأة في المقاومة، مشيرًا إلى أنها ليست نصف المجتمع فقط كما يدعي العالم الغربي، بل هي المجتمع بأكمله. استشهد بقول الإمام الشيخ أحمد ياسين: “أن المرأة هي كل المجتمع، لأنها النصف من حيث العدد وهي تربي النصف الآخر”. أكد أن المرأة الفلسطينية كانت ولا تزال شريكًا أساسيًا في النضال ضد الاحتلال، مبرزًا إسهاماتها الكبيرة في إعداد الأجيال المقاومة.

4. استراتيجية المقاومة:

أوضح الدكتور نصار أن المقاومة ليست محصورة في المواجهات العسكرية فقط، بل هي معركة طويلة الأمد بدأت منذ عام 1948، وقبلها منذ الانتداب البريطاني. أكد أن انتصار المقاومة في 7 أكتوبر هو نتاج تحضير طويل ومعركة عقائدية أكثر منها عسكرية. أشار إلى أن المقاومين هم من الذين باعوا أرواحهم لله، واستشهد بالعديد من الأمثلة من التاريخ الإسلامي التي تعكس عظمة التضحية في سبيل الله.

5. الأبعاد العسكرية والتحضير والاستعداد:

تحدث عن استدعاء 1200 مقاتل من كتائب القسام، موضحًا أنهم انطلقوا إلى المعركة بإرادة قوية وعزيمة. ذكر المحاضر بيت شعر يعبر عن هذه الروح: “وإذا ناد الجهاد بهم هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه”.

استشهد بآية: ﴿مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَما بَدَّلوا تَبديلًا﴾ (الأحزاب: 23). كما استشهد بأبيات شعرية تعبر عن روح المقاتلين:

“عُبّاد ليلٍ إذا جن الظلام بهم

كم عابدٍ دمعه في الخد أجراهُ

وأُسد غابٍ إذا نادى الجهاد بهم

هبُّوا إلى الموت يستجدون رؤياهُ

يارب ابعث لنا من مثلهم نفراً

يشيـدون لنا مجداً أضعناهُ”

أولئكُمُ الذين وصفهم شاعرُنا قائلاً:

هُمُ الرِّجالُ بأفياءِ الجهادِ نمو  وتحت سقف النَّدى والعُلا ولدوا

جباهُهم مَن حنَت إلا لخالقِها  وغيرَ من أبدَع الأكوانَ ما عبدُوا

الخاطبونَ من الغاياتِ أكرمَها  والسابقونَ وغيرَ اللهِ ما قصدُوا

أكد الدكتور طلال لم يتردَّد واحد من أولئكم الذين باعوا ذواتهم إلى الرحمن، وأدركوا أن ما عند الله خير وأبقى انطلقوا كالأسود ليجتذوا رؤوس اليهود هناك على ثرى فلسطين المحتلة.

6. القرارات الدولية وتحديات الاحتلال:

انتقد الدكتور نصار القرارات الدولية التي لم تحقق العدالة للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن السلام الذي تتحدث عنه الدول الكبرى هو في الواقع استسلام. استعرض كيف تلاعبت قرارات الأمم المتحدة بالحقوق الفلسطينية وكيف أن العالم لا ينحاز إلى قضايا الفلسطينيين كما ينبغي.

7. الأثر الاجتماعي والنفسي لطوفان الأقصى:

تطرق الدكتور نصار إلى الأثر الاجتماعي والنفسي الذي خلفه طوفان الأقصى على الأمة الإسلامية. أشار إلى أن هذا الحدث أعاد إحياء مشاعر الوحدة الإسلامية وروح المقاومة. استشهد بآية: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 139). أضاف أن النصر دائماً حليف المؤمنين، مما يزيد من حافز الأمة لمواصلة النضال.

8. إبراز معادن الأمة الأصيلة وفضح المنافقين والمتخاذلين:

كشف الطوفان عن معادن الأمة الإسلامية النفيسة، حيث أظهرت الأمة انحيازها التام إلى الفضيلة، والجهاد، والعفة، والطهارة. كما فضح الطوفان المنافقين والمتخاذلين الذين تساوقوا مع الاحتلال وداعميه من القوى العالمية.

9. دور فلسطين كرافعة وخافضة:

أشار الدكتور نصار إلى أن فلسطين، الأرض المباركة، تعمل كرافعة لمن يدافع عنها، وخافضة لمن يخذلها. فضحت الأحداث الأخيرة كل من تاجر بقضية القدس وكل من تخاذل عن نصرتها.

10. نتائج معركة طوفان الأقصى وأبعادها التاريخية والاستراتيجية:

استعرض الدكتور أبعاد الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وأهمية فهم قضية فلسطين كقضية للأمة الإسلامية جمعاء. شدد على أن فلسطين هي قضية جميع المسلمين، وليست فقط قضية الفلسطينيين. أشار إلى اعترافات الاحتلال بزواله ومحاولات تهجير الفلسطينيين، مؤكداً صمود الشعب الفلسطيني وتضحيته.

11. دائرة الاستقامة ومسار الأمة الإسلامية في الصراع المعاصر:

تناول الدكتور نصار أهمية الالتزام بالاستقامة والسير على نهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته. استشهد بأبيات شعرية تصف شباب الأمة الذين سلكوا طريق الاستقامة، وأكد أن المجد لا يكتب إلا لأولئك الذين ساروا في دائرة الاستقامة.

شبابٌ ذلّلـوا سبــل المعـــالي                 وما عرفوا سوى الإسلام دينا

إذا شهدوا الوغى كانوا كُماةً                  يدكـون المعــاقل والحصونـــا

وإذا جنّ المســاء فلا تـــراهم                  من الإشفــاق إلا ساجدينـا

شبابٌ لم تحطّمـــه الليالــــي                 ولم يُسلِم إلى الخصم العرينا

وما عرفوا الأغــاني مائعـــات                 ولكن العُلا صيغت لحُونــــا

12. التحذير من التبعية والخضوع:

استعرض الدكتور كيف أن بعض الأنظمة تحاول فرض أدوات رخيصة لتقويض إرادة الشعوب. أشار إلى أهمية العودة إلى طريق الحق والتمسك بالاستقامة كطريق للمجد.

الدكتور طلال أيضًا تطرق إلى موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المتخاذل أمام تصرفات الاحتلال الإسرائيلي، وأكد الدكتور أن الأمم المتحدة ما اتحدت إلا على ديننا، إلا من اجل نهب ثرواتنا، من أجل تمزيقنا، من أجل قتلنا.

مستشهداً بزيارة بان كي مون لغزة وكيف أنه انحنى أمام الاحتلال بينما رفض القائد أحمد الجعبري التفاوض حول زيارة مماثلة حتى تُفتح أبواب السجون أمام الأسرى الفلسطينيين.

ذكر الدكتور أن هذا موقف القائد المسلم، فالمعادلة: “من كان عبدًا لله فلن يكون عبدًا لسواه، أما من لم يكن عبدًا لله فلن يكون إلا عبدًا لامرأة أو نزوة أو سلطة، وسيكون ذليلًا وضيعًا”.

13. النموذج القيادي:

أشاد الدكتور بالقادة الذين قدموا أرواحهم وأرواح أبنائهم في سبيل الله، مثل القائد يحيى السنوار وإسماعيل هنية، واعتبرهم من يعيدون للأمة مجدها المفقود. أكد على أن التحرير يبدأ بالعودة إلى الله والتمسك بالقرآن الكريم. كما جاء في قول الله تعالى: “وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (آل عمران: 101).

14. الثقة بوعد الله :

ركز على الصمود والثبات في وجه المحن، مشيرًا إلى أن فلسطين ستعود إلى أحضان الأمة الإسلامية. استشهد بآيات من القرآن تعزز الأمل في النصر، مثل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ﴾ [النور: 55] و ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذينَ آمَنوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوّانٍ كَفورٍ﴾ [الحج: 38].

15.الوحدة والولاء والبراء ومواجهة الظلم:

شدد الدكتور على أهمية وحدة الأمة وتوحيد صفوفها، مشيرًا إلى ضرورة العودة إلى القيم الأصيلة مثل الولاء والبراء، واستلهام القوة من التجارب التاريخية، وانتقد التقسيمات والولاءات الضيقة التي تتسبب في تآكل الأمة، مطالبًا بالتحرر من التبعية والانقسامات التي تضر بالقضايا المصيرية، والإيمان بأننا أمة واحدة.

أمة لن تتميز.

فهي والأحداث تستهدفها تعشق اللهو وتهوى الطربا.

أمتي من بعد طول الـ ـنوم صارت غفلويه

صدَّقت كل خِداعٍ من غوي وغوية

واستكانت لخداع الذْئب من غير رويه

كيف ينقض عليها؟ كيف يرميها ضحية؟

وكتاب الله يهديـ ـها ألا هيا إِلَيَّه

كيف تمسي بخبيث الــمكر لقمات هنيه

فرأى تقسيم أوصالٍ لها في الجاهليه

ورمى أقوامها الكُثْـر بداء الفوضويه

وبأفكار زُيوفٍ محدثات زخرفيه

وقف الباغي ينادي الـقوم هل ثم بقيه؟

سوف لا أترككم إلْا شقياً أو شقيه

بكتاب الله والسنّة والأيدي القويه

بولاءٍ وبراءٍ ومبادئ عقديه

وجيوش تهزم الباغي وتسقيه المنيه

16. تأكيد على العزة والمقاومة:

أشاد بصمود غزة وحركة حماس كرمز للمقاومة والعزة. أكد أن غزة تمثل رمزية عظيمة للإيمان، مستشهداً بموقف علي بن أبي طالب في غزوة الأحزاب.

17. القيادة والمقاومة اليوم:

أكد أن هذه القيادة تقف ضد الاحتلال بصمود وإيمان، معبراً عن الأمل في تحقيق النصر قريباً. ذكر الدكتور أن المعركة رغم ما بها من خذلان، فإن الثقة في الله كبيرة، وأن هذا الخذلان لن يؤثر على قوة المقاومة.

استشهد الدكتور نصار بعدد من الآيات والأحاديث التي تعزز الأمل في النصر وترد على المشككين:

– الآية القرآنية: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ…” (الآية 14 من سورة التوبة)، التي تبرز قوة الله في دعم المؤمنين.

– حديث: “لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين…”، يعزز من الثقة في أن النصر قريب رغم التحديات.

18. الأمثلة التاريخية والنقد:

ناقش الدكتور نصار انتقادات توجه إلى المقاومة من بعض الجهات، مثل الادعاء بجلب الدمار على غزة. رد على هذه النقاشات بالإشارة إلى انتصارات تاريخية مثل الجزائر وفيتنام وأفغانستان، مؤكداً أن الخسائر التي عانى منها الشعب الفلسطيني هي جزء من الثمن لتحقيق النصر. وقد أظهر أن التحلي بالصبر والاستمرار في المقاومة هو ما يميز الحركات الثورية الناجحة.

19. تجسيد الشجاعة والإيمان:

استشهد الدكتور نصار بآية من سورة التوبة: “قاتلوهم يُعذِّبهم الله بأيديكم ويُخزِهِم وينصُركم عليهم ويشفِ صدور قوم مؤمنين” (الآية 14) لتسليط الضوء على أهمية القتال في سبيل الله وكيف أن الصبر والإيمان يؤتيان ثمارهما في النهاية. كما استشهد بنص شعري يعبر عن الشجاعة والبطولة:

إذا غمرت بشرف المروم فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم

يرى الجبناء أن العجز عقل وتلك خديعة الطبع اللئيم

وأكد الدكتور نصار على أن الصبر والإيمان يلعبان دورًا كبيرًا في الثبات خلال المحن، مستشهداً بقوله تعالى: “قاتِلوهُم يُعَذِّبهُمُ اللَّهُ بِأَيديكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدورَ قَومٍ مُؤمِنينَ” (التوبة: 14)، وذكر أن هذه الآية ترجمت لطوفان الأقصى.

كما استشهد بأبيات شعرية تعبر عن أهمية القتال والتضحية:

قاتلْ فما أحلاكَ حينَ تقاتلُ  ما قيمةُ الدنيا وزندُكَ مائلُ؟

ما قيمةُ الدنيا وسيفُكَ لم يزلْ  في غمدهِ ودمُ الكرامِ جداولُ؟

قاتلْ بآخِرِ ما تبقى مِن دمٍ  فالعارُ أن نحيا ويهنأَ قاتلُ

ذَخِّرْ يديكَ فوجهُ أرضِكَ مُمحلٌ  فلْيسْقِهِ منكَ الرصاصُ الهاطلُ

20. المعركة الحالية والألم المستمر:

تناول الدكتور نصار الوضع الحالي في غزة، مؤكداً أن الألم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني هو جزء من معركة طويلة ضد الاحتلال.

وذكر الدكتور أن هذا الألم ليس إلا جزءاً من الثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني لتحقيق النصر.

كما ذكر الدكتور نصار قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ” (التوبة: 111).

وذكر الدكتور (ليسوا سواء قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار)،ولا يجوز لنا أن نستكثر على الله أن يأخذ من أموالنا وأولادنا وبيوتنا وما شاء ربنا جل في علاه إلى أن يرضى.

استشهد الدكتور بأحداث تظهر حجم الصراع مثل الخسائر البشرية والفشل الذي يعاني منه الاحتلال في تقديم معلومات دقيقة حول خسائره. مشيراً إلى أن الاحتلال قد خسر اقتصادياً في مواجهته مع الشعب الفلسطيني.

21. النصر والتفاؤل:

أكد الدكتور نصار على أهمية التفاؤل والإيمان بقدوم النصر رغم الصعوبات. استشهد بآيات قرآنية مثل:

{وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُون}

وشدد على ضرورة أن يظل الفلسطينيون ثابتين ومؤمنين بقدوم النصر كما جاء في الأحاديث النبوية.

22: التضحيات والتحديات

استعرض الدكتور نصار التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى قصص من الواقع مثل أم نضال فرحات التي فقدت أبناءها في سبيل الله وتحدثت عن أهمية اختيارها لأبنائها أن يكونوا شهداء. وذكر قولها: “إن شجرة الإسلام بحاجة إلى رجال جباههم ساجدة، سواعدهم متوضئة، قلوبهم عامرة بالإيمان”.

الخاتمة:

أنهى الدكتور نصار محاضرته بالتأكيد على أهمية الصبر والإيمان في مواجهة الاحتلال، مشدداً على ضرورة عدم الاستسلام والتشاؤم، بل الاستمرار في النضال والعمل لتحقيق التحرير الكامل. وذكر أن هذه المعركة هي معركة الحق، وتحتاج إلى الثقة بالله وبالوعد بالنصر. أكد الدكتور أن فلسطين ليست مجرد أرض تباع وتشترى، بل هي جزء من عقيدتنا وديننا، وهي الأرض المقدسة الطاهرة المباركة بنص من آيات كتاب الله، وهي معراج النبي صلى الله عليه وسلم، والقبلة الأولى.

دعا الجميع إلى التغيير في ذواتهم والعمل من أجل التحرير، مؤكداً أن الاحتلال يهدف إلى هدم المسجد الأقصى، وأن معركة التحرير ستبقى قائمة حتى النصر بإذن الله. وأكد أن الأحزاب التي تصهينت ودافعت عن الاحتلال ستشهد زوالاً، كما حصل مع الأحزاب التي تحالفت ضد النبي صلى الله عليه وسلم، قائلاً: “اليوم نخزوهم ولا يخزوننا”.

التوصيات:

1. التمسك بالأساس الروحي والتاريخي للمقاومة: يجب بناء المقاومة على أسس دينية قوية تتجلى في التقوى والرضوان من الله، مما يعزز من قوتها واستمراريتها.

2. تعزيز دور المرأة في المقاومة: ينبغي أن تدرك الأمة أن المرأة ليست فقط نصف المجتمع بل هي المجتمع كله، لذا يجب دعمها وتمكينها لتكون شريكًا أساسيًا في النضال ضد الاحتلال.

3. تبني استراتيجية المقاومة طويلة الأمد: المقاومة ليست مجرد مواجهات عسكرية بل هي معركة عقائدية مستمرة تتطلب إعدادًا طويل الأمد وصبرًا، ويجب التركيز على إعداد الأجيال القادمة للقيام بدورها.

4. تحقيق الوحدة والتكاتف: الوحدة الإسلامية والتمسك بالولاء والبراء ضرورة لتعزيز موقف الأمة في مواجهة الظلم والاحتلال.

5. الاستعداد والتحضير العسكري المستمر: يجب الاستمرار في تعزيز القدرات العسكرية والإعداد الجيد للمواجهات مع العدو، مع ضرورة تقوية الروح الجهادية بين الشباب.

6. مواجهة القرارات الدولية بوعي: يجب التعامل بحذر مع القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حيث أن العديد منها يهدف إلى الاستسلام بدلاً من تحقيق العدالة.

7. التركيز على الأثر الاجتماعي والنفسي للمقاومة: تعزيز الروح المعنوية والوحدة الإسلامية من خلال الأحداث التي تظهر المقاومة كقوة موحدة للأمة، والاستفادة من هذا لتعزيز الصمود.

8. التمسك بالاستقامة والقيم الإسلامية: يجب أن تكون الاستقامة والتمسك بالقيم الدينية أساسًا في كل جهود المقاومة، مما يعزز من موقف الأمة ويجعلها أكثر صلابة.

9. تجنب التبعية والخضوع للضغوط الخارجية: يجب رفض أي محاولات لتقويض إرادة الشعوب الإسلامية، والعمل على التحرر من أي تبعية سياسية أو اقتصادية.

10. الثقة بوعد الله بالنصر: الإيمان الراسخ بوعد الله هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه المقاومة، مما يعزز الثقة بالنصر ويجعل الأمة أكثر قوة وتماسكًا.

11. تعزيز القيادة النموذجية: دعم القادة الذين يضحون في سبيل الله ويعملون على إعادة مجد الأمة الإسلامية، والاقتداء بهم في كل جوانب الحياة.

12. التحلي بالتفاؤل والإيجابية: يجب الحفاظ على روح التفاؤل والإيجابية حتى في أصعب الظروف، مع التأكيد على أن النصر قادم بإذن الله رغم كل التحديات.

13. العمل على تحقيق الوحدة بين أبناء الأمة: التكاتف والتعاون بين جميع المسلمين ضرورة لتحقيق التحرير الكامل لفلسطين، مع التركيز على توحيد الصفوف ونبذ الفرقة والانقسامات.

14. التوعية بضرورة الاستمرار في النضال: يجب نشر الوعي بأهمية الاستمرار في النضال وعدم الاستسلام رغم كل الصعوبات، مع التأكيد على أن هذه المعركة هي معركة حق تحتاج إلى الثقة بالله والعمل المستمر لتحقيق النصر.

قد يعجبك أيضاً

تقرير عن ملتقى عالمات الأمة

ضمن فعاليات "أسبو ع القدس العالمي"

رسائل في نهاية أسبوع القدس العالمي

بعث رئيس هيئة علماء فلسطين، رئيس اللجنة العليا لـ”أسبوع القدس العالمي”، د. نواف ‏تكروري، برسائل شكر إلى كافة المشاركين في الأسبوع الذي جرى في الفترة  14 حتى ‏‏20 من شباط/ فبراير الجاري الموافق للأسبوع الأخير من شهر رجب 1444هـ وقال د. تكروري في كلمة مصورة “نشكر كل المؤسسات، والدول، والوزارات، التي ‏تفاعلت مع “أسبوع القدس […]

ميثاق علماء الأمة

في مقاومة خطر التطبيع “السياسي” مع الكيان الصهيوني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، وبعد: فإن كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها يعتبر تحرير المقدسات الإسلامية بفلسطين قضيته التي يسعى لنصرتها، ومسؤوليته التي يُسأَل عنها. وفي سابقة تاريخية يسعى اليوم ما يسمى النظام العالمي إلى […]