محاضرة شبهات سياسية واستراتيجية حول طوفان الأقصى

    

25/7/2024

المحاضر: الدكتور علي أبو رزق

في اليوم الخامس من الملتقى، شهدت الشابات محاضرة مميزة بعنوان “شبهات سياسية واستراتيجية حول الطوفان” قدمها الدكتور علي رزق.

افتتح ‏الدكتور رزق محاضرته بتعريف المفاهيم الأساسية المتعلقة بالموضوع، مشدداً على أهمية فهم السياق التاريخي والسياسي للطوفان. ‏

تناول الدكتور في محاضرته تحليل الشبهات المتعددة التي تحيط بالطوفان من منظور سياسي واستراتيجي، مستشهداً بأمثلة ونماذج من الواقع المعاصر. ‏

كما استعرض الدكتور رزق الأسس النظرية والعملية التي يجب أن تستند إليها الأمة في تعاملها مع هذه الشبهات، مؤكداً على ضرورة التحليل الدقيق ‏والاستعداد المستمر لمواجهة التحديات.‏

هذه المحاضرة جاءت لتسلط الضوء على الأبعاد الخفية والتحديات المرتبطة بالطوفان، مقدمة رؤية شاملة ومنهجية مدروسة للتعامل معها بفعالية ‏وحكمة.‏

ابتدأ الدكتور محاضرته موضحًا كيف أن المقاومة قسمت الناس إلى ثلاثة أصناف: الداعمين، والمحايدين، والمعادين. وأوضح كيف ينجذب الناس دائمًا إلى ‏البطولات. ففي الأسبوع الأول للطوفان، صفق الجميع للطوفان، ثم بدأ عدد المعادين يرتفع تدريجيًا‎.‎

ثم انتقل الدكتور الى وسائل الإعلام وكيف أنها المسؤول الأول عن توجيه الرأي السياسي، القناعات وكذا التوجه الفكري.‏

تطرق الدكتور إلى أهم عشر شبهات يتم تداولها والتي تمثلت في: ‏

الشبهة 1: غزة كانت عايشة قبل الحرب‏

غزة كانت محاصرة مند سنة 2006، أي منذ حوالي 17 عامًا، مع انتشار الفقر والبطالة بنسب كبيرة. ورغم كل هذا، فإن حرب غزة لم تقم لأسباب اقتصادية، بل من أجل الكرامة والحرية. ‏قبل الطوفان، وجدت حركة حماس نفسها تُروض شعبها لا إراديًا لخدمة مصالح إسرائيل. لذلك، قرروا العودة للمواجهة مع الكيان لاستعادة الحرية والكرامة

الشبهة 2: لماذا لم يكن هنالك تنسيق؟

تطرق الدكتور إلى أن فكرة التنسيق لم تكن قائمة، بل كانت مستحيلة. يعود ذلك إلى كون الكيان يملك أقوى منظومة استخباراتية، وهم يقاتلون بقوى عالمية بتعاون بريطاني وأمريكي. لذلك، ‏لم تكن فكرة الطوفان لتكلل بالنجاح إن تم مشاركتها مع جهة أخرى

الشبهة 3: المقاومة كانت تعلم أن الإقليم لن يسمح لها بالانتصار ‏

لم يكن الطوفان لانتظار نصرة الإقليم، فلو كان الأمر كذلك لكان قد تحرك منذ زمن بعيد. لكنه كان يعلم أنه لا فائدة من الانتظار، بل سعى بدوره إلى قلب المشهد ‏الإقليمي بدلاً من أن يبقى أسيرًا لذلك المشهد.‎

كما أنها حولت القضية إلى قضية أممية ضد الكيان، فقد استشهد فيها الفلسطيني واللبناني، واليمني، والتركي، والسوري. أعادت هذه المعطيات تعريف القضية إلى أساسها ‏الصحيح، حيث إنها لقضية شعب محتَل منذ عام 1948‏‎.‎

الشبهة 4: التحضيرات قبل الحرب لم تكن كافية ‏

غزة، حتى لو أرادت فإنها لم تكن تملك ما يكفيها من الموارد المالية لإعداد الملاجئ ولكن أغلبية المحلات كانوا متعودين على الحصار فلديهم على الأقل ما يكفي ثلاثة أشهر في ‏حال نشوب حرب ‏

الشبهة 5: المقاومة مجموعة حالمين ‏

كل من حققوا إنجازات عظيمة على مر التاريخ كانوا من الحالمين وليسوا من الواقعيين وضرب مثالا لمارتن لوثر كينغ، كما أن المعركة عقدية وسياسية تتحرر بالدم والمقاطعة ‏وحدها لن تكفي.‏

الشبهة 6: انعدام الخيارات لا يعني الصمود ‏

أغلبية شعب غزة اختار الصمود ولم يجبر عليه وخير مثال الفيديوهات المنتشرة كيف ان أما فقدت زوجها وأبنائها وتقول بكل فخر وصمود ” نحن مع المقاومة ” ‏

وحتى الفئة التي أجبرت على الصمود لا تلام فمشاهد التقتيل لا يتقبلها عقل إنسان خاصة وانهم يشعرون بالخذلان الشديد من الشعوب العربية ‏

الشبهة 7: المقاومة دمرت غزة ‏

المقاومة لم تدمر غزة، وإنما هذا المشهد كان ليكون حتى ولو يقم الطوفان، هو فقط كان استباقا لأحداث خطط لها الكيان مند زمن طويل، كما أن مشاهد القتل والتنكيل ‏بالأسرى والحصار ليست جديدة، وإسرائيل لا تقتل أحدا بالخطأ هي تحاول تحويل تورة لعنة الاحتلال الى لعنة الشعب الفلسطيني حتى لا يفكر مرة أخرى بالمواجهة، ‏ولكن هدا خير دليل على أن 7 أكتوبر كان هزيمة كبيرة للاحتلال ‏

الشبهة 8: أنتم تقاتلون أمريكا والعالم ‏

حركات التحرر لا تقاتل بالقوى الجبارة، بل يقاتلون بنظرية الشروخ وهي بدورها تتحول الى عبئ يلاحق الاحتلال يؤدي الى سقوطه شيئا فشيئا.‏

الشبهة 9: لم تنتصر المقاومة بالضربة القاضية ‏

وهنا ضرب الدكتور مثال الشعب الجزائري، فحركات التحرر لا تقاتل بالضربة القاضية باستنزاف الموارد على المدى الطويل وهو ما يحدث الفرق.‏