كلمة المشاركين في حفل افتتاح الملتقى العلمي الدولي الرابع للشباب

    

ألقاها: الدكتور ألف شكور الهندي

الحمد لله رب العالمين الذي بِنعمته تتمّ الصالحات وبِمنّه وفضله تتنزل الخيرات والبركات وبِتوفيقه وإذنه تتحقق المقاصد والغايات. أفضل الصلوات وأتمّ التسليم على النبي الكريم صلاة وسلاما بلا عدد باقية للأمد. اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

أيها الساداتُ الكِرام والضيوفُ الأعزّاء وزُملائي الشباب أُحَيّيكم تحيّة الإسلام – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نائبا عن جميع الشباب الحاضرين، أُقدِّم التهاني للملتقى العلمي الدولي الرابع للشباب ينعقِد في مدينة اسطنبول التركية، ولِهيئةِ علماء فلسطين التي تُنظّم الملتقى احتفالَ التعلُّم والتعليم. ندعو الله سبحانه وتعالى أن يَقْبَل جُهودهم ويُسهّل أمورهم ويجعلهم من الفائزين بِرضاه. ونشكر الله سبحانه وتعالى المُنعِمَ لنا هذه الفرصة القيِّمة للمشاركة.

إخواني الكرام، بعونه تعالى نشارك في ملتقى عالمي مُدّتها ثمانيةَ عشرَ يوما على عكس ما كانت في السنوات الماضية. يقينا، هذا الملتقى سيُعدّنا نحن المشاركين الشبابَ للقيام بواجبنا تجاه قضايا الأمّة المسلمة وبالأخص قضيةِ ‏فلسطين. لا شكّ أنّه سيُقوّي فينا فكرةَ الأمة الواحدة ويُزوّدنا بالخبرات والتجارب والمهارات، إن شاء الله.

أتينا من أربعين بلدًا، جنسيّاتنا مختلفة ونتكلم لغات شتى ومستوى معيشتنا متفاوتة وألوانُ رايات أوطاننا متنوعة. ومع هذه الكيفيات كلها الأمر الذي جمعَنا في الملتقى هو الأخوّة الإسلامية.

يا أخي في الهند أو في المغربِ

أنا منك، أنت مني، أنت بي

لا تسل عن عنصري عن نسبي

إنه الإسلام أمي وأبي

إخوتي الأحبّاء لو لم يكن لدينا دين الله الإسلام، ربما لم تكن لدينا الفرصة لهذا اللقاء النفيس. إنما المؤمنون إخوة يشد بعضهم بعضًا كبنيان مرصوص.

الوضع الحالي يُجبِر الأمة المسلمة على أن تقوم في صفّ واحد وعلى الاتحاد في الأمور المتعلقة ببقاء الإسلام والمسلمين فوق الاختلافات الفكرية والفقهية وما إلى ذلك من الأمور الهامشية. ولا نكون كمن قيل فيهم “اتفقوا على ألّا يتفقوا”. فلنذكر قول الله عزّ وجلّ في سورة الأنفال: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِير.

تُواجه الأمة المسلمة أزماتٍ عديدةً في مختلَف أنحاء العالم، فكرية، ثقافية، وجودية وأزمات الهوية. يُقتلون ويُسجنون ويُخرجون من ديارهم بسبب رفع صوتهم لأجل دينهم وهويتهم، وبمجرّد كونهم مسلمين. وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ. قضايا الأمة على رأسها قضية قدس وفلسطين يعتنقها كل مسلم كقضية نفسه. ما أصدقَ قولُ الشاعر لمّا قال:

زارنا رجل من فلسطين

فجلس على الطين

قلنا اجلس على السرير

قال كيف أجلس على السرير والقدس أسير

بأيدي إخوان القردة والخنازير

قلنا فهل عندك من القدس خطاب

قال معي من القدس سؤال يريد الجواب

قلنا ما هو السؤال؟

قال ينادي أين الرجال

أين أحفاد خالد وسعد وبلال

أين حفاظ سورة التوبة والأنفال؟

أين أبطال القتال أين أسود النزال؟

قلنا له هؤلاء ماتوا من زمان

وخلت منهم الأوطان

وخلف من بعدهم خلف هممهم ضعيفة

واهتماماتهم سخيفة

وأحلامهم خبيثة

قال لماذا تغير الأبناء على الآباء؟

قلنا الآباء كانت بيوتهم المساجد

ما بين راكع وساجد

وخاشع وعابد

وصائم ومجاهد

أما الأبناء فبيوتهم المقاهي

ما بين مغنّ ولاهي

ومن بماله يباهي

ومنهم من وقع في الذنوب والدواهي

إلا من رحمه إلهي

إخوتي الشباب واجب علينا بذلُ الجهد للعمل الإسلامي والخدمة الدينية ونصرة القدس وفلسطين والدعاء للمجاهدين في سبيل الله خاصة وللمسلمين عامة. نحن أكثر الناس حظا لأننا مشاركون في الملتقى العلمي للشباب ولأننا ذوو العلم والمعرفة ولأننا ذوو القوة الروحية والبدنية. جعل النبي الحبيب (ص) الشاب الذي نشأ في عبادة الله مِن سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. وفقنا الله أن نكون فيهم، إن شاء الله.

نحن المشاركون نشكر جمهورية تركيا حكومةً وشعباً لكونها مقرًّا وملجأً لطلاب العلم وقائدي الحركات الإسلامية العالمية واللاجئين المسلمين المخرجين من ديارهم وأوطانهم. أطال الله عمر رجب طيب اردوغان وأيّد أيديه ليقوم بخدماته الجليلة ليُوحّد المسلمين وألّا يخاف لومة لائم.

ونشكر مرة أخرى السادات المنظمين والهيئة خاصة الدكتور نواف التكروري ومساعديه. جزاهم الله خير الجزاء في الدنيا والأخرة.

أختتم كلامي شاكرا الله سبحانه وتعالى لعونه وبركته. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

قد يعجبك أيضاً

حفل سمر العيد

https://www.youtube.com/watch?v=k6cm5wtWGIc

إعلان الملتقى العلمي الدولي الأول للشباب

انطلاقاً من ضرورة تأهيل الشباب وإعدادهم للقيام بواجبهم تجاه قضايا أمتهم وبالأخص قضية المسلمين الأولى قضية ‏فلسطين، ونظراً للحاجة الماسة للاستفادة من التجارب المتنوعة والخبرات المتعددة للشباب في بلدان العالم ‏الإسلامي، فقد اتفقت الجهات الآتية: ‏هيئة علماء فلسطين FİLİSTİN ALİMLER HEYETİ DERNEĞİ وجمعية بصيرة BASİRET DERNEĞİ وجمعية خريجي الكليات الإسلامية والمعاهد الدينية ‏‏”تيامدار” TİYEMDER ( Tüm […]

الشيخ اليوسف: أسبوع القدس يعيد المدينة المقدسة إلى الواجهة

قال مسؤول لجنة البرامج في "أسبوع القدس العالمي" الشيخ علي اليوسف