المقابلة 4 مع المشارك في الملتقى العلمي الدولي الرابع للشباب

    

اسم المشارك: أحمد عبد الحميد بن حسونة مهندس اعلامية، اختصاص هندسة برمجيات، وأستاذ جامعي ووكيل شركة نشد آي تي للإعلامية.

ما أهدافك وما مدى تحقيقها ؟

يقول الحق سبحانه مخاطبا الإنسان بمؤمنهم وكافرهم : “يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”

هذا اقرار رباني، يقرن فيه الله وجودنا الاجتماعي بضرورة التبادل المعرفي في ظل التباين القبائلي والعرقي واختلاف الألسنة، ففي ذلك ثراء للعقول، وتجديد للإيمان، ودعوة لدين الله، واستثمار لمحاسن الأمم، واستئناس بالاعتزاز لهذا الدين العظيم حين تكتشف أن الإسلام قد ألقى بظلاله على بلاد شتى من أنحاء العالم.

هذا بعض من مُراد الله من وجودنا، ولكن المؤمنين في عصرنا يقفون متعطشين لإحياء هذه الشعيرة، إذ جليّ أنّ أمتنا تعيش اليوم أعمق الصراعات وأشد التحديات والتجاذب بين تنمية الاعتزاز بالهوية الاسلامية وتشتيت الانتماء لهذه الأمة العظيمة.

وإنّي في هذا المقام أرى أنّ هذا الملتقى هو خير فضاء لتجسيد عمق هذا الدين، وتمتين عرى الايمان، وتجذير روح الانتماء للإسلام، والحمد لله أن يسّر لنا التواجد مع هذا الجمع الكريم لنُحلّق في رحاب الأخوة الإيمانية بين أكثر من 350 شاباً وشابة من خيرة أبناء أمتنا، جاؤوا من 39 دولة، جَمَعهم الإسلام فأُلغِيت أمام روابط الايمان تلك الحدود التي قسّمت الأقطار والبلدان، فجاز الله المشرفين والساهرين على هذا الملتقى عنا خير الجزاء.

– أهم الميزات لهذا الملتقى؟

إنّ تعدّد الأقطار ومن ثمّة الثقافات، في ظل هوية إسلامية واحدة تجمعنا، يجعلك تلمس عزة الانتماء لهذا الدين العظيم، وتُحيي فيك روح الدعوة وإلغاء الحدود بين الأقطار.

أمرنا الله بالتعارف والتبادل الفكري والثقافي لأجل حِكَمٍ بالغة، علّ أهمها تجذير العزة بالانتماء للأمّة الإسلامية، وإحياء روح الدعوة، وهذا ما لمسته ولله الفضل والمنة بعمق، بل إنّ أول ما جال خاطري فور الارتواء من الايمانيات في بداية الملتقى، جمال الروحانيات التي عاش بها صحابة رسول الله وجلال الاعتزاز بدين محمد، ومحمد بينهم رسول الله مبلغا ومرشدا وناصحا ومجمّعا ورحيما وحريصا على الخير لأتباعه.

فأَدِمْ يا ربّ علينا نعمة الحب في الله والاجتماع في رحاب الله.

– هل من كلمة توجهها لشباب الأمة؟

الله حكيم في أوامره، ومن عظيم ما أوصانا به في كتابه هو الاعتصام بحبل الله وضرورة التحصن بالجماعة ونبذ الفرقة، والحذر من تفكك الهوية الاسلامية، “فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية”،

عِظَم أمر الله نَستبِينُه إيمانا به أولا، يقينا في حكمته ثانيا، وقراءة لمنهجية العدوّ ثالثا، إذ لا يخفى علينا اليوم أنّ العدوّ قد ركّز خطّته حول تفكيك المجتمع الاسلامي، ووجّه سلاحه لهدم أوثق عرى الإيمان، وطمس الهوية وتشتيت الانتماء لها وضرب الاعتزاز بها والتشكيك في أصولها، وكل ذلك إنّما يدلّ على الدور المحوري والجوهري للعزة بالهوية الاسلامية في الحفاظ على نهضة الأمة وتحصين المؤمن من أن يَحيد عن دين الله، فاعزم أخي على تمتين انتمائك وعمّق صلتك بأخيك المؤمن، وإنّي لأوصي نفسي وأوصيكم بما وصّى الله به رسول الأكرم حين قال له: “وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَوٰةِ وَٱلْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُۥ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمْرُهُۥ فُرُطًا”.

– اسأل نفسك أي سؤال:

إنّ جمال ما يشعر به المؤمن صحبة إخوانه في رحاب الحب في الله، لهو جنّة الله في الدنيا، وإنّ لذلك من الأجر والجزاء ما عظّمه الله فجعل الحبّ فيه من سُبُل الاستظلال بظلّ عرش الرحمان يوم لا ظل إلا ظله.

إنّ ما عشته خلال هذا الملتقى من جمال وجلال طيلة أسبوعين، يرتقي بي ليجعلني أقف باحثا عن دوري في دعم هذه المبادرة وتعميمها في بلدان شتّى، ولأكون واقعيا، فإنّ السؤال الدقيق الذي يجب طرحه هو كيف أستطيع إنجاح مثل هذا الملتقى في بلدي تونس بحيث أنال شرف المساهمة في غرس لَبِنَاتِ فضاء نحقّق فيه أمرَ الله ونقرّب فيه أفئدة شباب المؤمنين ونعمّق فيه فضيلة الحب في الله ؟

قد يعجبك أيضاً

نحن أمة الجسد الواحد ج2

8/8/2019

دليل “أسبوع القدس العالمي”‏

صادر عن اللجنة العليا للأسبوع ولجنة البرامج ولجنة ‏العلاقات ولجنة الإعلام