خاص هيئة علماء فلسطين

         

د. رانية نصر عضو هيئة علماء فلسطين

27 يوليو 2024

الملتقى الدولي السادس للشباب “الشباب وأمواج التّغيير”في حُلَّته الثائرة على قوانين الأنظمة الظّالمة، وبالرغم من وجع الأمة الإسلامية الكبير في جرح غزة العزة التي ما زالت صامدة وحدها أمام الإعصار الهادر؛ يُعقد الملتقى الدولي السّادس للشباب تحت عنوان “الشّباب وأمواج التغيير”، حاملاً شعار العمل.. العمل.

لم تكن الملتقيات الخمس السابقة ملتقيات ترفٍ وراحة، ولم تكن تتمتع بكثير رفاهية وبحبوحة؛ بل اتّسمت بالجدّية والجسارة؛ حيث كان يتهافت الشباب إليها من كل حدبٍ وصوب، ساعين لبناء النّفس وإعدادها الإعداد الذي يستطيعون من خلاله مواجهة التّحديات التي تعصف بأمّتهم.

ومن جهتها اهتمت هيئة علماء فلسطين وإدارة الملتقى الشبابي اهتماماً واضحاً بإعداد الشباب وبنائه بناء علمياً وفكرياً وثقافياً وتربوياً وروحياً، من خلال إخضاعهم لبرامج مكثّفة ومدروسة بعناية، وذلك على أيدي خيرة العلماء والدعاة والخبراء والمتخصصين وقادة الرأي،

كانت ملتقيات بنّاءة تهدف إلى صناعة الشباب الغضّ على عينٍ منحها الله بصيرة معرفة الحق والمضي في طريقه، ووفّقها للعمل لأجل الدّين ونشر الخير في الأرض ودفع الظلم بكل أشكاله،

كانت ملتقيات رائدة للإعداد الرّاشد والجاد، وجاء الوقت ليثبت هذا الشباب أنه قادر على تحويل ما غرسته هذه الملتقيات المباركة في وعقله ووجدانه إلى برامج عمل ومشاريع قابلة للتنفيذ.في زمن سقطت فيه الأقنعة الزائفة عن وجه الحضارات المُشوّه والتي لطالما كانت تتشدق بشعارات الحرية والإنسانية والقيم والأخلاق، حيث كشف اختبار غزة زيف هذه الادعاءات،

صار لزاماً على الشباب المسلم اليوم أن يفاخر بدينه الذي يحمل معاني الإنسانية الحقيقية والقيم والأخلاق التي لا تتغير بتغيّر المصالح ولا تدور مع الدّوائر، عليه أن يقف شامخاً رافعاً رأسه عالياً قائلاً “أنا مسلم.. فتعالوا أخبركم عن ديني”.

على الشباب اليوم ألا يضيعوا فرصة سقوط هذه الأنظمة في وحل ازدواجية المعايير، عليهم أن يثبوا للعالم الغربي أن الإسلام هو القادر على صناعة الحضارة القيمية والأخلاقية، وأن قوانينه هي الأصلح لبناء الإنسان وعمران الأرض. تتعاظم مسؤوليات الشباب اليوم تزامنا مع طوفان التّغيير؛ فمهمّتهم تتجاوز المعهود من الأعمال والواجبات والمسؤوليات التي يستطيعها الجميع،

هذا الشباب الذي تميّز بالاختيار وأنعم الله عليه بأن جعله في المصطفين الأخيار لحمل راية العمل؛ يؤمل منه اليوم أن ترقى إنجازاته إلى مستوى هذا الإعداد والبناء وزيادة.غزّة التي قدّمت التّضحيات، وذادت عن أمة بأكملها في ظل التخاذل والتواطؤ والتّآمر العالمي والإقليمي المخزي والمعيب في حق الإنسانية، وغزة التي دفعت الفاتورة وحدها، وقدمت الأثمان الباهضة دفاعاً عن المسجد الأقصى وعن حق الشعب الفلسطيني في أن يعيش بكرامة وعزة وحرية، وغزة التي قدمت دماء أبنائها وزهرة شبابهم؛ تستحق العمل اليوم..

الرّجاء فيكم كبير أيها الشباب، وأنتم الأمل.. فانطلقوا للعمل، انطلقوا حيث يحب أن يراكم الله ورسوله.