خاص هيئة علماء فلسطين

         

14/8/2024

محمد خير موسى

تزداد الأيام تعقيدًا والأحداث تدحرجًا ومساحة الدم المراق تفرض على كلّ واحد منّا أن يكون في مواجهة الأحداث المتصاعدة، ومن ظنّ من الشّباب أنّه بمنأى عن الانخراط فيها فهو واهم، فمن لم ينخرط فيها راغبًا سيكون في أتونها راغمًا.

وهذه المرحلة الحرجة توجب على الشباب زادًا يوميًا لا يصلح فيه المرء لمجابهة واجباتها ومتطلباتها دونه، وهذه عشرُ نقاط فيها عناوين الزاد اليوميّ المطلوب:

أولًا: تجديد العهد مع الله تعالى على بذل غاية الوسع في إحقاق الحقّ ونصرة أهله وإبطال الباطل ومجابهة أهله، واستصحاب نيّة الرباط على الثغر الواجب.

ثانيًا: تعزيز مرجعيّة الوحي في الحياة اليوميّة الفرديّة والجمعيّة، والانطلاق في الأعمال كلّها واتخاذ المواقف من الأفكار والأشخاص والأحداث وتقييمها من الوحي، وتعاهد النفس من خلال مرجعيّة الوحي وتطهيرها من العصبيّات القُطريّة والقوميّة والحزبيّة الضيّقة، وعدم الدّخول في أيّة اشتباكات على أساس هذه العصبيّات.

ثالثًا: استحضار رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ سيرته وشمائله وخصائصه، وسيرة خلفائه الرّاشدين ومجتمع الصّحابة الأوّل رضي الله عنهم أجمعين في حركة الحياة اليوميّة ففي ذلك ترشيد وتوجيه وتثبيت للقلب والأقدام.

رابعًا: لا تفرّط في غذاء الرّوح اليوميّ تحت ستار موهوم من الانهماك في العمل للإسلام والمشروع الإسلامي؛ فحذار أن تفرط بالسنن الرواتب والنّوافل اليوميّة والورد القرآنيّ وأذكار اليوم والليلة، وكلّ ما فيه زاد لقلبك وروحك.

خامسًا: احرص في بداية كلّ يوم عند صحوك وفي نهايته قبيل نومك على تطهير قلبك مما علق به من أدران الغلّ والتباغض والأحقاد والسخط والحسد وغيرها من مهلكات القلب؛ فالطريق الوعرة لا تسير فيها إلّا القلوب النقيّة، وطريقنا في هذه المرحلة الحرجة بالغة الوعورة.

سادسًا: سؤالان لا تبدأ يومك قبل الإجابة عنهما؛ ماذا يجبُ عليّ في يومي هذا؟ وكيف أنفذ وأفعل هذه الواجبات؟ فلا تبدأ يومك دون تخطيط مرحلي قصير ليومك فالعشوائيّة والارتجاليّة لا تحقق ثمارًا حقيقيّة مهما كانت العاطفة جيّاشة والنّفس توّاقة.

سابعًا: احذر أن تستنزف طاقتك وتضيع جهدك في المعارك الصغيرة أو الهامشيّة التي تظنّ أنّك تنتصر فيها للحق وما هي إلّا معارك إلهائيّة، وأنت في الطريق الوعرة لا تلتفت إلى جانبيّ الطريق إلا على سبيل الاستكشاف وركّز نظرك في الهدف وامض ولا تلتفت.

ثامنًا: لا تتخلّ في يومك عن جرعة معرفيّة يوميّة مركّزة وراشدة تتعرف من خلالها حقائق ما يجري حولك في عالم الفكر والسياسة، فإنّ بناء الوعي من أهم حاجات السّائرين في المرحلة الحرجة.

تاسعًا: في نهاية يومك لا بدّ لك من جرد حساب يوميّ لما حققته في خدمة أهل الحقّ ومعركة الحقّ التي غدوت جنديًا فيها، ومصارحة الذات بمواطن التقصير وتلافيها ومواطن النجاح وتعزيزها، بلا تقييم يوميّ في المرحلة الحرجة سنقع في المطبّ ذاته مرات عديدة.

عاشرًا: من الزّاد الذي لا يستغنى عنه دوام الاستعانة بالله تعالى فهو مسبب الأسباب وحده لا شريك له؛ والضراعة له بالهداية إلى طريق الحق والثبات عليه، والدّعاء لأهل الحقّ المدافعين عنه السائرين في الطريق الوعرة المشتبكين مع الباطل في كلّ مكان.