المواد المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الهيئة
10/10/2024
د. أسامة جمعة الأشقر
1. العدوّ يريدها الآن معركته الفاصلة الأخيرة، وقيامته المنتظرة، ورجال الله في الميدان ماضون في حرب استنزافٍ بكل ما تبقّى لهم من إعداد في خضمّ هذا الخذلان المستطير، ووصيّتهم الوحيدة أن تقوموا بأمر أهلهم فإن كلّ ما يصلهم من خيركم لا يغطي حدّ الاحتياج العاجل، وكل نفقة الآن ليست مثل أي نفقة سابقة.
2. وهنا موضع الحديث (من أنْفَقَ نفقةً فاضِلةً في سبيل اللّه فبِسَبْعمِائة)، وفضلُ النفقة هنا يكون في تميّز محلها وحُسن موقعها وجلال زمانها، كما يكون أيضاً في المال الفاضل عن الحقوق المعجّلة، فلا يضارّ فيها صاحب حقّ من والدٍ أو ولدٍ أو ذوي النفقة الواجبة، *وظنّي أن ردّ هذا العدوان الكبير وكسر موجته العاتية والدفاع عن أهل هذه الأرض الثائرة بات في حكم وجوب النفقة .
3. وثمّة وجهٌ في قراءة الحديث لا تجده إلا في كتب اللغة يجعل الضاد المعجمة في ” نفقة فاضلة” بالصاد المهملة (من أنْفَقَ نَفَقَةً فاصِلَةً في سبيل اللّه فبسَبْعمائة)، ولهذه الرواية اتجاهٌ في المعنى له أصلٌ متينٌ في الفهم والنظر والميقات، فإن محل هذه النفقة في هذا الطوفان فيصلٌ بين الحق والباطل، أو بين الإيمان والكفر، وبين الوجود والعدم، وبين الاعتبار والإهمال، وبين النصرة والخذلان، وبين الجدارة والحقارة.
4. إنها النفقة الفاصلة اليوم، وهي الأشد وجوباً، والأعظمُ حاجةً، والأعجلُ نداءً، والأبلغُ استغاثةً، والأمضَى سلاحاً، والأعلى أجراً في حساب الله سبحانه لأنها (بسبعمائة)؛ فمَن أدّاها اليوم فهو بَدْريُّ زماننا، ولا يضرّه ما فعل بعد اليوم، إذ إن ما فعله يعني أنه في ولاية الله الأعلى.
5. وإذا خُتمت هذه الحرب، ولا اعتبار لكم في جُندها فهي الخسارة الفادحة، والعار المتصل، والذلّة القائمة، ولا عزاء للجبناء.
نقلاً عن: