4/1/2025
قرر الفقهاء عدة قواعد قبل إطلاق الحكم على مسألةٍ ما، ومن هذه القواعد «الحكم على الشيء فرع عن تصوره»، فلا ينبغي للفقيه الحكم على شيء إلا بعد أن يتصوره تصوراً تاماً؛ كي يكون الحكم مطابقاً للواقع، وإلا حصل خلل كبير في الحكم، لذلك اضطربت كثير من الفتاوى التي عالجت موضوع الماسونية عند ظهورها؛ إذ كان لا يعرف حقيقتها كثير من الفقهاء، وكذلك في الحكم على التدخين حيث لم يكن يعرف ضرره على وجه اليقين، وغيرها من مسائل تتطلب الإحاطة التامة بها كي يفهمها الفقيه فهماً صحيحاً دقيقاً.
ومن هذه المسائل الحكم على منظمة الصهيونية العالمية وما نتج عنها من مؤسسات؛ وبالتالي الحكم على التعامل معها وعلى الانخراط في بعض مشاريعها وأنشطتها، وعليه ينبغي أن نتعرف أولاً على هذه المنظمة ونتبين حقيقتها وأهدافها وأساليبها.
التأسيس والمنطلقات
أول من استخدم مصطلح صهيونية هو الفيلسوف اليهودي النمساوي ناتان بيرنباوم في عام 1893م، وبنى ذلك من كلمة «صهيون»، وهو أحد الأسماء التوراتية التي تشير للقدس، فصهيون اسم جبل في القدس، ونحت منه مصطلح الصهيونية للدلالة على أيديولوجية جديدة تصاغ فيها الهوية اليهودية على أساس أنها أمّة مستقلة ذات سيادة.
ويمكن تعريف منظمة الصهيونية العالمية بأنها حركة سياسية أيديولوجية ظهرت بين يهود شرق ووسط أوروبا بهدف إنشاء وطن قومي لليهود باستعمار بلاد خارج أوروبا، تمخض عنها تأسيس دولة إثنوقراطية في فلسطين عام 1948م، وقد أدت هذه المنظمة دوراً محورياً في تأسيس «دولة إسرائيل»، والترويج للأفكار الصهيونية عالمياً، وتأسست في مدينة بازل بسويسرا في 30 أغسطس 1897م، حيث نجح مؤسسها ثيودور هيرتزل بعقد «المؤتمر الصهيوني» الأول، وهو الهيئة العليا لمنظمة الصهيونية العالمية، يجتمع مرة كل 4 سنوات لانتخاب رئيس المنظمة ومجلسها العام ولجنتها التنفيذية،
ونتج عن هذا المؤتمر أمران:
الأول: الإعلان عن البيان الأول للحركة الصهيونية الذي عرف بـ«برنامج بازل» الذي يهدف لإنشاء وطن قومي لليهود يضمنه القانون العام.
والثاني: تأسيس «منظمة الصهيونية»؛ وهي إطار تنظيمي يضم جميع اليهود الذين يوافقون على برنامج بازل، وفي عام 1960م أصبح اسمها الرسمي -الحالي- «منظمة الصهيونية العالمية».
فمنطلقات منظمة الصهيونية العالمية عقائدية عنصرية تسعى لتحقيق هدف دولة «إسرائيل» باعتبارها دولة يهودية لكل اليهود، بمعنى أنه يحق لكل يهودي على وجه الأرض أن يصبح مواطناً «إسرائيلياً» لمجرد كونه يهودي الديانة، وفي المقابل، فإن غير اليهودي المقيم على أرض فلسطين المحتلة سواء في المناطق المحتلة عام 1948 أو تلك التي احتلت عام 1967م لا يعتبرون مواطنين شرعيين، على الرغم من كونهم أصحاب الأرض الأصليين، وقد نجح الصهاينة بإقرار قانون يهودية الدولة رسمياً في 19 يوليو 2018م بعد عرضه لأول مرة في «الكنيست» عام 2011م.
ومن أهداف الصهيونية العالمية أيضاً:
– تشجيع هجرة اليهود من أنحاء العالم إلى فلسطين المحتلة، وهي من أجل ذلك تقوم بتذليل جميع العقبات التي قد تحول دون ذلك.
– جمع الأموال لدعم المشروع الصهيوني، فقد أنشأت منظمة الصهيونية العالمية صناديق عديدة لجمع التبرعات، مثل صندوق «الكيرن هايسود» لدعم الاستيطان في المناطق المحتلة عام 1967م.
– تعزيز الهوية اليهودية والثقافة الصهيونية؛ لذلك فإنهم يقومون بتعزيز فكرة الانتماء لما يسمى بـ«أرض الميعاد»، ويحرصون على إحياء اللغة العبرية كلغة قومية لليهود.
ولتحقيق هذه الأهداف، فإن المنظمة لا تمتنع عن ارتكاب أي وسيلة لاغتصاب ما أمكن من الأراضي الفلسطينية بشتى الطرق (الاحتيال، الإكراه، التواطؤ مع الإنجليز سابقاً ومع غيرهم حالياً.. إلخ)، ولعل أبرز أدواتهم وأنشطتهم لتحقيق أهدافهم ما يأتي:
– حشد دعم القوى الدولية لتوفير الدعم المطلق غير المشروط وغير المحدود لدولة الكيان الغاصب، وذلك عبر تأسيس «لوبيات» قوية للتأثير على أصحاب القرار في الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة التي يوجد فيها أكبر «لوبي» صهيوني، حيث يتسابق مرشحو الرئاسة الأمريكية لإرضائهم.
– استخدام صناديق جمع الأموال مثل «الصندوق القومي اليهودي» لشراء الأراضي وتمويل المشاريع الاستيطانية.
– التحكم في التعليم والإعلام، عبر إنشاء المدارس والسيطرة على الجامعات ومراكز البحث العلمي والأدبي، وامتلاك وسائل الإعلام المختلفة، والضغط على الكتَّاب والمعارضين لفكرة الصهيونية تحت إرهاب فكرة معاداة السامية التي أصبحت تعني معاداة «إسرائيل» مهما كان المبرر، وتصوير اليهود كضحايا على الرغم مما يرتكبونه من جرائم حرب.
الصهيونية والعالم:
صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (3379)، الذي اعتمد في 10 نوفمبر 1975م بتصويت 72 دولة بـ«نعم»، مقابل 35 بـ«لا» (وامتناع 32 عضواً عن التصويت)، يحدد القرار أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، وطالب القرار جميع دول العالم بمقاومة الأيديولوجية الصهيونية التي، حسب القرار، تشكل خطراً على الأمن والسلم العالميين، وكثيراً ما يستشهد بهذا القرار في المناقشات المتعلقة بالصهيونية والعنصرية، لكن -ومع الأسف- ألغي هذا القرار بموجب القرار (46/ 86)، في 16 ديسمبر 1991م، إذ اشترطت «إسرائيل» إلغاء القرار (3379) لقبولها المشاركة في مؤتمر مدريد 1991م.
الموقف الشرعي من الصهيونية العالمية:
بعد هذه الإطلالة الموجزة حول الصهيونية العالمية، فإنه من البدهي أن يرفض فقهاء الشريعة الإسلامية الصهيونية العالمية، وبالتبع رفض أي معاملة تؤدي لتقويتهم وتسهل لهم تحقيق أهدافهم الإجرامية، استناداً إلى أسس دينية وأخلاقية وسياسية تتعلق بمبادئ الإسلام وقيم العدالة، وأيضاً بناءً على فهم تاريخي ومعاصر للحركة الصهيونية وأهدافها، فيما يلي أهم الأسباب التي يستندون إليها:
أولاً: رفض اغتصاب أي أرض إسلامية:
كما رأينا فإن الصهيونية العالمية قامت على فكرة الاستيلاء على أرض الغير، وفكرة اغتصاب حق الغير مرفوضة شرعاً بشكل عام، فكيف إن كانت أرضاً مقدسة هي مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم وفيها القبلة الأولى للمسلمين، وهذا جزء من عقيدة المسلمين لا ينفك عنهم، وفلسطين في التوصيف الفقهي هي وقف إسلامي لا يجوز التنازل عنها أو التصرف فيها على وجه يضر بمصلحة الإسلام والمسلمين من أي جهة كانت، فاغتصاب الأراضي الفلسطينية من قبل الحركة الصهيونية يُعد تعدياً على حق المسلمين في أرضهم ومقدساتهم.
والشريعة الإسلامية تحرم العدوان والظلم، وبما أن الصهيونية العالمية قامت على تهجير السكان الفلسطينيين بالقوة وارتكاب المجازر فيها، وهذا يتناقض مع مبادئ الإسلام وأحكامه التي تحرم الظلم وتجرمه، وقد حرم الإسلام الاعتداء على الآخر قال تعالى: (وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة: 190).
ثانياً: معارضة الصهيونية للتعايش مع غيرهم:
الإسلام دين عالمي سمته الرحمة للجميع لا يفرق في الحقوق والواجبات بين مواطنيه مهما كان دينهم أو لونهم أو عرقهم، على نقيض الصهيونية التي تقوم على أساس العنصرية وإقصاء الآخر ورفضه ومحاولة سلب حقوقه، فتهجير أصحاب الأرض وسلب حقوقهم مشروع أصيل للصهيونية يتعارض تماماً مع مبادئ الإسلام الرئيسة التي تدعو إلى العدل واحترام حقوق الآخرين وإن كنا نبغضهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة: 8).
ثالثاً: رفض فكرة العنصرية ومبدأ التفوق العرقي:
الناس سواسية في الإسلام أصلهم واحد وربهم واحد، وفي الحديث: «يا أيها الناس، إن ربكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم» [رواه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب]، بينما يرى الصهاينة أن اليهود شعب الله المختار وأن غيرهم مجرد خدم مسخرين لخدمتهم، وأنهم دون غيرهم أبناء الله وأحباؤه، قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ) (المائدة: 18).
رابعاً: رفض التحالف مع الظالمين:
نهى الإسلام عن التعاون مع الظالمين أو مساعدتهم، قال تعالى: (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) (هود: 113)، وقال: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: 2)، وبما أن الصهيونية قامت على الظلم والعدوان لتحقيق أهدافها فإن دعمها بأي شكل من الأشكال محرم شرعاً.
خامساً: رفض الهيمنة الغربية والاستعمار:
انطلاقاً من كون الصهيونية أداة في المخطط الغربي الاستعماري، أو انطلاقاً من التحالف الصهيوني اليهودي مع الصهيونية المسيحية الغربية الذي يسعى للسيطرة على مقدرات العالم الإسلامي، فتأسيس دولة «إسرائيل» كان بدعم غربي غير محدود، والإسلام يرفض هيمنة الغرب المستعمر سواء باحتلال مباشر كما كان قبل إنشاء دولة الكيان، أو بشكل غير مباشر بعد انتهاء الاستعمار في الظاهر وبقاء أدواته على الأرض، التي من أبرزها الكيان الصهيوني، فما الصهيونية إلا جزء من مخطط أوسع لتفكيك الأمة الإسلامية واستنزاف مقدراتها، وقد أمرنا بمقاتلة من يقاتلنا، قال تعالى: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ) (البقرة: 190)، وقال: (وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ) (البقرة: 191).
ويترتب على ما سبق حرمة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وحرمة الانتماء إلى أي مؤسسة تنبثق عن الصهيونية العالمية، وحرمة معاونتهم والتحالف معهم، ووجوب مقاطعتهم اقتصادياً وسياسياً وعلمياً ورياضياً وثقافياً، ووجوب قتالهم حتى يخرجوا من أرض المسلمين، وجهادهم هو واجب الوقت على الأمة الإسلامية.
ومن العار أن يكون بعض أبناء الأمة الإسلامية يسيرون في ركاب الصهيونية العالمية من حيث يعلمون أو من حيث لا يشعرون، في حين أن هناك من اليهود من يعارض فكرة الصهيونية من الأساس مستندين إلى أسباب دينية، أو ثقافية، أو أيديولوجية.
نقلاً عن موقع المجتمع:
———————————————
Islamic Perspective on Global Zionism
Islamic jurists have established several principles before issuing a judgment on any matter. One such principle is “judging something is a branch of understanding it.” A jurist should not issue a ruling on a matter until he fully comprehends it to ensure the judgment aligns with reality; otherwise, the ruling may be significantly flawed. Many fatwas on Freemasonry were erratic upon its emergence because many jurists did not truly understand it. Similarly, judgments on smoking were issued without knowing its definite harm, among other matters that require thorough understanding for the jurist to make an accurate and precise judgment.
One such matter is the judgment on the World Zionist Organization and its resulting institutions, and thus, the judgment on dealing with them and participating in some of their projects and activities. Therefore, it is necessary to first understand this organization, its reality, objectives, and methods.
Foundation and Principles
The first person to use the term Zionism was the Austrian Jewish philosopher Nathan Birnbaum in 1893, derived from the word “Zion,” one of the biblical names referring to Jerusalem. Zion is a mountain in Jerusalem, and from it, the term Zionism was coined to denote a new ideology in which Jewish identity is shaped as an independent sovereign nation.
The World Zionist Organization can be defined as a political ideological movement that emerged among Jews in Eastern and Central Europe with the aim of establishing a national homeland for the Jews by colonizing lands outside Europe. This culminated in the establishment of an ethnocratic state in Palestine in 1948. The organization played a pivotal role in founding the State of Israel and promoting Zionist ideas globally. It was founded in Basel, Switzerland, on August 30, 1897, where its founder, Theodor Herzl, succeeded in convening the First Zionist Congress. (1) Two key outcomes of this congress were:
- The proclamation of the first statement of the Zionist movement, known as the “Basel Program,” aimed at establishing a national homeland for the Jews under public law.
- The establishment of the “Zionist Organization,” a structural framework that includes all Jews who agree with the Basel Program. In 1960, it obtained its current official name; the “World Zionist Organization.”
Foundation and Principles
The first person to use the term Zionism was the Austrian Jewish philosopher Nathan Birnbaum in 1893, derived from the word “Zion,” one of the biblical names referring to Jerusalem. Zion is a mountain in Jerusalem, and from it, the term Zionism was coined to denote a new ideology in which Jewish identity is shaped as an independent sovereign nation.
The World Zionist Organization can be defined as a political ideological movement that emerged among Jews in Eastern and Central Europe with the aim of establishing a national homeland for the Jews by colonizing lands outside Europe. This culminated in the establishment of an ethnocratic state in Palestine in 1948. The organization played a pivotal role in founding the State of Israel and promoting Zionist ideas globally. It was founded in Basel, Switzerland, on August 30, 1897, where its founder, Theodor Herzl, succeeded in convening the First Zionist Congress. (1) Two key outcomes of this congress were:
- The proclamation of the first statement of the Zionist movement, known as the “Basel Program,” aimed at establishing a national homeland for the Jews under public law.
- The establishment of the “Zionist Organization,” a structural framework that includes all Jews who agree with the Basel Program. In 1960, it obtained its current official name; the “World Zionist Organization.”
Zionism and the World
The UN General Assembly Resolution 3379, adopted on November 10, 1975, with 72 votes in favor, 35 against, and 32 abstentions, determined that Zionism is a form of racism and racial discrimination. The resolution called on all nations to combat the Zionist ideology, which it stated posed a threat to global security and peace. This resolution is often cited in discussions related to Zionism and racism. Unfortunately, the resolution was revoked by Resolution 46/86 on December 16, 1991, as Israel conditioned its participation in the Madrid Conference of 1991 on the repeal of Resolution 3379.
Islamic Sharia Position on Global Zionism:
After this brief overview of global Zionism, it is evident that Islamic jurists categorically reject global Zionism and, consequently, any dealings that would strengthen them or facilitate their criminal goals. This rejection is based on religious, ethical, and political foundations related to the principles of Islam and values of justice, as well as a historical and contemporary understanding of the Zionist movement and its objectives. Here are the main reasons upon which they base their stance:
First: Rejection of the Usurpation of Any Islamic Land
As we have seen, global Zionism is based on the idea of seizing others’ lands. The concept of usurping others’ rights is generally forbidden in Islamic Sharia, especially when it concerns sacred land that is the site of the Prophet’s night journey and contains the first Qibla for Muslims. This belief is integral to Muslims’ faith. According to Islamic jurisprudence, Palestine is considered an Islamic Waqf (endowment) that cannot be relinquished or dealt with in a way that harms Islam and Muslims’ interests. The usurpation of Palestinian lands by the Zionist movement is thus seen as an infringement on the rights of Muslims to their land and holy sites.
Islamic Sharia prohibits aggression and injustice. Since global Zionism has forcibly displaced Palestinians and committed massacres, this contradicts Islamic principles that prohibit and criminalize injustice. Islam forbids aggression against others, as Allah says, “But do not transgress. Indeed, Allah does not like transgressors.” (Al-Baqarah: 190)
Second: Opposition to Zionism’s Lack of Coexistence with Others
Islam is a universal religion characterized by mercy for all, without discrimination in rights and duties among its citizens, regardless of their religion, color, or race. This contrasts with Zionism, which is based on racism, exclusion, and denial of others’ rights. The displacement of landowners and the usurpation of their rights is a fundamental Zionist project, entirely opposing the core principles of Islam that call for justice and respect for others’ rights, even if we dislike them. Allah says, “O you who have believed, be persistently standing firm for Allah, witnesses in justice, and do not let the hatred of a people prevent you from being just. Be just; that is nearer to righteousness.” (Al-Maidah: 8)
Third: Rejection of Racism and the Principle of Racial Superiority
People are equal in Islam; their origin is one, and their Lord is one. The Prophet Muhammad (peace be upon him) said: “O you people, indeed your Lord is One. Indeed, there is no virtue that an Arab has over a non-Arab, nor a non-Arab over an Arab, nor a red (white) person over a black person, nor a black person over a [white] person except by piety; verily, the most honorable of you with Allah is the one who has most Taqwa.” (2) On the contrary, Zionists believe that Jews are the chosen people of Allah and that others are mere servants for their service. Allah says, “The Jews and the Christians say, ‘We are the children of Allah and His beloved.’ Say, ‘Then why does He punish you for your sins? Rather, you are human beings from among those He has created.’” (Al-Maidah: 18)
Fourth: Rejection of Alliance with Oppressors
Islam forbids cooperation with or aiding oppressors. Allah says, “And do not incline toward those who do wrong, lest you be touched by the Fire.” (Hud: 113), and “And cooperate in righteousness and piety, but do not cooperate in sin and aggression.” (Al-Maidah: 2) Since Zionism is based on injustice and aggression to achieve its goals, supporting it in any form is religiously forbidden.
Fifth: Rejection of Western Dominance and Colonialism
Given that Zionism is an instrument of the Western colonial scheme, or stemming from the Zionist Jewish- Western Christian alliance that seeks to control the resources of the Islamic world, the establishment of the State of Israel was with unlimited Western support. Islam rejects Western dominance, whether through direct occupation as before the establishment of the Zionist state or indirectly after the apparent end of colonialism while its tools remained on the ground, with one of the most prominent being the Zionist entity. Thus, Zionism is part of a broader scheme to dismantle the Islamic Ummah and deplete its resources, and we have been commanded to fight those who fight us. Allah says, “Fight in the way of Allah those who fight you but do not transgress.” (Al-Baqarah: 190), and “And expel them from wherever they have expelled you.” (Al-Baqarah: 191)
Based on the above, it is forbidden to normalize relations with the Zionist entity, to join any institution stemming from global Zionism, to assist them or form alliances with them, and to boycott them economically, politically, academically, athletically and culturally. It is obligatory to fight them until they are expelled from Muslim lands. Practicing Jihad against them is the immediate duty of the Islamic Ummah.
It is shameful that some members of the Islamic Ummah follow the global Zionist movement knowingly or unknowingly, while there are Jews who oppose the idea of Zionism based on religious, cultural, or ideological reasons.
————————————————————-
(1) The Zionist Congress: The supreme body of the World Zionist Organization, which meets every four years to elect the organization’s president, general council, and executive committee.
(2) Narrated by Abu Nu’aym in “Hilyat al-Awliya” (3/100), and al-Bayhaqi in “Shu’ab al-Iman” (Hadith 5137).