خاص هيئة علماء فلسطين

         

د. محمود سعيد الشجراوي

بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم الأربعاء 7/ 6 / 2023م هو الذكرى ال 56 لاحتلال القدس والمسجد الأقصى المبارك، حيث دخل اليهود الصهاينة إلى القدس مثل اليوم تمامًا يوم الأربعاء 7/ 6/ 1967 م بعد حصارها ليومين فقط، بعد احتلال المظليين لحي الشيخ جراح وجبل الطور (شمال وشرق المدينة القديمة)، واحتلال لواء المشاة المعزز بالآليات جبل المكبر (شمال المدينة القديمة)، وفي يوم الأربعاء 7/ 6/ 1967 م الساعة العاشرة صباحًا دخلت قوات الاحتلال المدينة القديمة من الجهة الشرقية أولًا، من باب الأسود (باب الأسباط)،وتم احتلال ودخول أحياء المدينة القديمة كلها (عدا حارة المغاربة وحارة الشرف)، ودخول واحتلال المسجد الأقصى المبارك وإغلاق أبوابه العشرة المفتوحة، ولم تُقم صلاة الجمعة يوم الجمعة9 /6/ 67 م في المسجد الأقصى المبارك بعد انتظامها دون انقطاع مدة 780 سنة تقريبًا.

وكان لهذا اليوم الأربعاء 7/ 6 ما بعده بالنسبة لمدينة القدس فقد استكمل الصهاينة دخول باقي المدينة صباح يوم الأحد 11/ 6/ 67 م وبدأوا فعلا صباح الأحد 11/ 6 بهدم حارة المغاربة المجاورة تمامًا لحائط البراق لتكون أول نقطة تهويد مركزية لتغيير هوية المدينة المقدسة، وما تزال معركة السيادة مستمرة حتى يومنا هذا، يحقق الاحتلال فيها إنجازات جزئية تُشكل بمجموعها واقع مدينة القدس المحتلة، ويبذل فيها المقدسيون والمرابطون أوقاتهم وجهودهم لإبقاء الهوية العربية الإسلامية للمدينة الأسيرة المحتلة حتى صار للمدينة رموزٌ جغرافية لمعركة الهوية والسيادة كباب العمود وحي الشيخ جراح وأحياء سلوان المهددة، ومن مظتهر هذه المعركة أيضًا منذ 56 عام؛ معركة هدم منازل المقدسيين المستمرة، ومعركة الإبعاد عن القدس أو المسجد الأقصى المبارك، وسحب الهويات، وفرض الغرامات والضرائب بهدف واحد وهو تفريغ المدينة المقدسة من أهم عامل في معركة السيادة وهو تثبيت المقدسيين ووجودهم في قلب المدينة المقدسة القديمة حتى اليوم بنسبة لا تقل عن 92% من سكان المدينة القديمة والأحياء الملاصقة لها.