11/1/2024

عقد الاتحادُ العالمي لعلماء المسلمين هيئتَه العموميةَ السادسة بمدينة الدوحة في الفترة ما بين 24 و 28 جمادي الآخرة 1445ه الموافق له6-10 يناير 2024 بمدينة الدوحة بدولة قطر، وذلك بمشاركة تسعمائة من العلماء الذين قَدِموا من القارات الخمس، وقد عُقدت الهيئةُ تحت شعار: “نقيم ديننا، وننهض بأمتنا، وننصر ديننا”.

وقد اُفتتحت الدورةُ بجلسة افتتاحية اُستهلّت بتلاوة من الذكر الحكيم، ثم تتالت كلمات الترحيب من قبل السادة: رئيس الاتحاد ونوابه والأمين العام وممثلي الضيوف، وقد جاء فيها الثناءُ على دولةِ قطر أميراً وحكومة وشعبا على استضافتهم لهذه الدورة، وعلى ما استقبلوا به العلماءَ من الحفاوة والإكرام، وما وفّروه من أسباب النجاح، واُختتمت الجلسة بالمصادقة على جدول الأعمال.

وقد انعقدت الجمعية في أول غياب لإمامها المؤسس الشيخ العلامة يوسف القرضاوي عليه رحمة الله، الذي غرس بذرة هذا المشروع المبارك، حيث خُصصت لذكراه كلماتٌ من كبار العلماء والشخصيات العامة.

وخلال الأيام الثلاثة الموالية وعبر جلسات وندوات وورش عمل ناقش المؤتمرون العديد من القضايا التي تهمّ الاتحاد في تنظيمه الداخلي، وأقيمت ورش عديدة حول الخطة الاستراتيجية وأولويات المرحلة القادمة، ورسالة الاتحاد العلمية، وواجباته إزاء قضايا الأمّة، وانتهت المناقشات المستفيضة إلى الحصائل التالية:

أولا ـ صادق المؤتمرون على التقرير الأدبي والمالي اللذين عرضهما الأمين العام، وأمين المال، والمتعلقين بالفترة ما بين الدورة الخامسة والسادسة.

ثانيا ـ تمّ انتخاب رئيس الاتحاد ونوابه من قبل الهيئة العمومية، وهم السادة:

ـ الدكتور علي محيي الدين القرداغي رئيسا

ـ الشيخ أحمد الخليلي نائبا للرئيس

ـ الدكتور سالم سقاف الجفري نائبا للرئيس

ـ الدكتور عصام أحمد البشير نائبا للرئيس

ـ الشيخ محمد الحسن ولد ددو نائبا للرئيس

ـ الدكتور محمد كورماز نائبا للرئيس

ـ الدكتور عبد المجيد النجار نائبا للرئيس

وانتخب مجلس الأمناء من قبل الهيئة العمومية. وانتخب الأمين العام للاتحاد من قبل مجلس الأمناء، وأسفر الانتخاب بالاقتراع السري على تكليف الدكتور: محمد علي الصلابي بالأمانة العامة للاتحاد.

ثالثا ـ  تداول الحاضرون في الجهود العلمية التي بذلها الاتحاد عموما وأعضاؤه من العلماء، ما يتعلّق منها بالإفتاء في الأحداث الكبرى التي تطرأ على العالم عامّة وعلى الأمّة الإسلامية خاصّة، وما يتعلّق بالتعريف بالدين وبيان حقائقه وقيمه بلغات عديدة، وتصحيح ما داخل بعضها من خلل في الفهم أو في السلوك. وقد ثمّن الحاضرون الجهود التي بذلها الاتحاد بإدارته وعلمائه في هذا الشأن، وما تمّ في ذلك من دورات تكوينية ومن منشورات علمية على رأسها موسوعة المصطلحات الإسلامية، ودعوا إلى مزيد اهتمام بالجوانب العلمية التي تعالج قضايا الأمّة الإسلامية خاصّة، وقضايا الإنسانية عامّة بالهدي الديني.

رابعا ـ عُقدت ندوةٌ علميةٌ خاصّة بالأسرة، وقع فيها بحثُ ما تتعرّض له الأسرةُ في العالم عامّة، وفي العالم الإسلامي خاصّة، من تحدّيات كبيرة مآلها هدم هذا البناء الذي هو أساس المجتمع الإنساني، وهو ما تجاوز الهدم العملي إلى الهدم الفلسفي والقانوني العالمي. وقد انتهى المشاركون إلى التوصية ببذل الجهد أقصاه في سبيل المحافظة على الأسرة على أساس القيم الإسلامية، وتحصينها بالتوعية وبالتشريع وبالقانون وبالإجراءات العملية ضدّ ما تتعرّض له من عوامل الهدم.

خامسا ـ عُقدت ندوةٌ علمية خاصّة بظاهرة الإلحاد التي تجاوزت ما يحصل في العالم الغربي إلى العالم الإسلامي؛ الذي تمددت فيه مشاريع الغواية، وانتقلت من الشبهات العقلية والشهوات النفسية إلى مربّعات الإلحاد حتى أصبح ذلك ظاهرة ملحوظة تنذر بخطر جسيم على الفرد والمجتمع والدولة، وانتهى الحاضرون من خلال بحوث علمية ونقاشات ضافية جادّة إلى التوصية بوجوب بذل الجهد الأقصى في سبيل تحصين الشباب عامّة والشباب الإسلامي خاصّة ضدّ هذه الأخطار، وذلك باستنهاض فطرة الإيمان في العقول والنفوس بالخطاب العلمي الدعوي الذي يتناسب مع ثقافة العصر، وباستثمار المنهج القرآني الكريم في هذا الشأن، واستثمار التقدّم العلمي في الآفاق والأنفس في هذا الخطاب.

سادسا ـ خُصّصت قضية الأقصى وما يجري من أحداث في فلسطين عامّة وفي غزّة خاصّة بندوة خاصّة انتهى فيها المؤتمرون إلى ما يلي:

1 ـ    يؤكد  الاتحاد على ما أصدره من بيانات سابقة ومواقف معلنة لنصرة قضية مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، ويندّد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأقصى العبارات بالاعتداءات الوحشية الهمجية على المواطنين الفلسطينيين العزّل من قبل الصهاينة ومن وقف معهم  بالتأييد أو الصمت والإقرار  وأسهم في إبادة جماعية للأطفال والنساء والرجال وفي دمار شامل لكلّ شيء على وجه الأرض وباطنها لم يشهد العصر الحديث لها مثيلا، والحال أنّ هذا الاعتداء والتأييد يصدر ممن يرفعون شعار حقوق الإنسان والمدنيين والأطفال في ازدواجية للمقاييس في التفرقة بين الناس بحسب أجناسهم وألوانهم وأديانهم، وهو ما تكون نتيجته أن يكفر الناس بهذه الشعارات فتسود الفوضى في العالم.

2 ـ يشيد بمواقف الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، ومواقف بعض الأحرار من المفكرين والمثقفين، ومواقف بعض الدول وعلى رأسها دولة جنوب إفريقيا فيما أبداه هؤلاء جميعا من مؤازرة لحقوق الفلسطينيين، وشجب وتنديد بالإجرام الذي يتعرضون له من قبل الصهيونية ومن والاها. وتقدمت بطلب إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه ضد الإنسانية.

3 ـ يدعو الاتحاد الشعوب إسلامية وغير إسلامية والدول كلها وأحرار العالم إلى الضغط المكثّف بكل الوسائل المشروعة لرفع هذه الإبادة الجماعية التي تشمل على أهل فلسطين عامّة وأهل غزّة خاصّة، وتدشين إعلان الدوحة ” حلفا للفضول” يناصر كل مظلوم دون تفرقة بين لون أو جنس أو دين .

4 ـ  يدعو الأمّة الإسلامية خاصّة حاكمين ومحكومين إلى نصرة الشعب الفلسطيني بكلّ الوسائل الشرعية لرفع الظلم عنهم، والحصول على حقوقهم في استعادة وطنهم المحتلّ ، وتكوين دولتهم مثل سائر شعوب العالم.

سابعا ـ  يدعو الاتحاد العالمي الأمّة الإسلامية حاكمين ومحكومين إلى نبذ الفرقة، بينهم، وانتهاج الحوار  فيما يختلفون فيه، وحلّ مشاكلهم بالتوافق، كما يدعو إلى  الاستبعاد الكلّي لنهج فتنة التحارب فإنها أشدّ من القتل، ويدعو المعتدين إلى الرجوع عن فرقاء الذين يدور بينهم الآن فتنة الحرب مثل السودان وغيرها إلى أن يتّقوا الله في أنفسهم وفي شعوبهم، وأن يسعوا جادّين حلّ مشاكلهم بوسائل السلم لا بوسائل الحرب فإنّها متلفة للأنفس والأموال والتنمية والتعمير.

ثامنا ـ يدعو الاتحاد أحرار العالم عامّة والمسلمين خاصّة إلى أن ينتصروا للمظلومين والمضطهدين في كلّ أنحاء العالم بقطع النظر عن أجناسهم وألوانهم وأديانهم، وأن يعملوا على رفع الظلم والاضطهاد عنهم، وأن يُمكّنوا من حقوقهم في الحرية والعيش الكريم، وتقرير المصير، وتنظيم أمورهم بحسب إرادتهم، وذلك أداء لما أوجبه الله عليهم ، ووفاء لحقوق الإنسان، وحفظا للسلم العالمي، وتفاديا للصراعات المحبطة لمستقبل الحضارة الإنسانية.

تاسعا ـ يدعو الاتحاد كافّة المسلمين إلى أن ينتهجوا في العلاقات بينهم وفي تدبير شؤونهم نهج قرآنهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وتفعيل قيم الشورى والحوار والتغافر، وأن يراعوا بجدّية حقوق الإنسان، وحفظ كرامته، والحريات العامّة والخاصّة، وأن لا يؤآخذ الناس بجريرة آرائهم، والتعجيل بإطلاق سراح كل مساجين الرأي من المفكرين والعلماء، وأن يسعوا جهدهم في تحقيق التنمية، وبناء العمران، وإنجاز الحضارة، وللحكّام المسؤولية الأولى في هذه السبيل.

عاشرا ـ يدعو الاتحاد المسلمين كافّة إلى أن يتمسّكوا بالقيم الإسلامية والإنسانية في التعامل مع سائر الأمم والشعوب والدول، وأن يكونوا سفراء للإسلام أينما حلّوا، حفظا للحقوق، وعدلا بين الناس، ومقاومة للغلوّ والتطرّف، ونصرة للمظلومين، ونشرا للخير في كلّ مكان، وتحقيقا  للسلم العالمي، وتعاونا على البرّ والتقوى،  وسعيا إلى العلم، وإسهاما حقيقيا في حلّ المشاكل التي تعترض الإنسانية في مجال البيئة، والأسرة، والعلاقات الاجتماعية، والعدل والمساواة بين الناس، وذلك ليكونوا شهداء على الناس كما كلّفهم الله تعالى بهذه المهمّة، وذلك كما جاء في قوله تعالى:” وكذلك جعلناكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على الناس”.

الاتحاد العالم لعلماء المسلمين

الأربعاء 28 جمادي الثاني 1445ه الموافق له 10 يناير 2024

الدوحة – قطر

نقلاً عن موقع الاتحاد:

https://iumsonline.org/ar/ContentDetails.aspx?ID=32134&fbclid=IwAR1oJy94vu0_KxcIu0ljo47MMCRP5mLS405g2qxTyVrqt-VSJOw78oXlA1E