ضيف الحلقة: الدكتور محمد موسى الشريف
المقدم: د. عمر الجيوسي
تاريخ الحلقة: 31/3/2011م
المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيها الشعب العربي في الوطن العربي وفي فلسطين، أمن التأدب أن أقول لقاتلي عذرا إذا جرحت يديك دمائي، خمسون عام والمواطن ما له شغل سوى التصفيق للزعماء، خمسون عاما والبلاد رهينة للمخبرين وحضرة الغرباء، إن لم يكونوا ظالمين فمن ترى ملأ البلاد برهبة وشقاء، والدين معتقل بتهمة كونه متطرفا، يدعو إلى الضراء، إن لم يكونوا خائنين فكيف ياترى مازالت فلسطين لدى الأعداء، مشاهدينا كل هذا ولا يبدأ التغيير إن هذا لشيء عجاب، مشاهدينا موضوع التغيير تحيط به أسئلة جمة، فلماذا جاء تسونامي الثورات والانتفاضات العربية في نفس الوقت، وهل التغيير الذي أطاح بالنظام التونسي والنظام المصري كان عبر الجهاد القتالي أم عبر المظاهرات السلمية، ما رأيي الشرع بدولة مدنية بمرجعية إسلامية؟ ما حكم الاستعانة بغير المسلمين من أجل التغيير كما يجري الآن في ليبيا؟ وإذا كانت أحداث القضية الفلسطينية تأثر وتحرك الشوارع العربية والعالمية وخصوصاً أثناء المجازر الصهيونية مثل حرب غزة، فكيف سيؤثر التغيير الذي يجري الآن في الدول العربية على القضية الفلسطينية؟ مشاهدينا في بلادنا الآن ثمة رجال وجب إلقاء التحية لهم، وتحية أيضاً لضيفنا الدكتور محمد موسى الشريف عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو رابطة علماء السنة، حياك الله دكتور محمد
الضيف: حياك الله
المقدم: الله يحيك، دكتور نبدأ بسؤال المقدمة، لماذا جاء تسونامي “إن جاز التعبير” في نفس الوقت؟ بعض الناس يقولون ربما هو مخطط غربي، أو أنت من ناحية شرعية ربما تنظر له على أنها سنة كونية ربانية وأن الناس استوفت شروط هذا التغيير
الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على النبي الأمي الأمين وبارك عليه، أشكركم في قناة القدس على إثارة هذا الموضوع المهم وعلى إتاحة الفرصة لي للحديث على هذا الموضوع المهم حقيقة، ولا بد أن أقول قبل أن أجيب، أولا أنا أهنىء شعب فلسطين، لماذا، لأنه والله أعلم أن هذا التغيير يصب في مصلحة الفلسطينيين ومصلحة القضية الفلسطينية، التغيير في مصر يعني التغيير في فلسطين مباشرة وتلقائيا، مصر أكبر دولة عربية وهي ذات حدود مهمة مع فلسطين، فأبشرهم أن هذا التغيير سيصب في مصلحتهم إن شاء الله، ثم أنا أهنئهم وأيضا أبشرهم وكل الدلائل تدل على أن قضيتهم أوشكت على الحل وأن الله سبحانه وتعالى سيفرج عنهم قريبا وأن الابتلاء الطويل الذي تعرضوا له من خلال هذه المسيرة أكثر من 63 سنة الآن، سيكون له نهاية ونهاية قريبة جدا { وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا} إن شاء الله، وأن الصلاة في بيت المقدس وشيكة بإذن الله تعالى، كل الدلائل تشير إلى هذا، وبالمناسبة هذا التغيير ما هو إلا مقدمة، مقدمة لما هو آت، وما سيأتي سيكون أكبر وأجل وأعظم
المقدم: مثل ماذا؟
الضيف: الشعوب ترجع إلى ربها وإلى دينها وهذا أهم تغيير، الشعب الفلسطيني لن يسكت على ما يحدث، وهو أولى أن يكون هو موضع التغيير، يعني إلى حد الآن نقول أن التغيير الذي كان في تونس ما زال جاريا وليبيا الآن وهو وشيك، القذافي قريبا انقلاعه وأيضا كل الدلائل تشير إلى هذا، فإذاً هذا التغيير سيصب قطعا في وعاء القضية الفلسطينية فالأحرى بشعب فلسطين أن يقوم هو أيضا، ماذا ينتظرون أنا لا أدري، بالذات إخواننا في الضفة الغربية ماذا ينتظرون أنا لا أدري، الآن نحن بحاجة وهو الوقت المناسب للتحرك، إن لم تتحركوا الآن وتساندوا إخوانكم، إخوانكم قاموا بعملية التغيير التي هي والله أعلم، صابة في وعائكم فالآن الأحرى بكم أنتم أن تتغيروا أن تبدأوا، الآن الأخوة في مصر وتونس وليبيا يتحركون ويقومون بإزالة طغاة أذاقوا شعوبهم الأمرين خلال عقود مضت، وأنتم في فلسطين تتفرجون، ما معقول هذا، إنما المعقول أن يكون هناك انتفاضة فلسطينية ثالثة، لا بد من تحرك الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، لابد أن الضفة الغربية تتحرك وتخرج الملايين، هم أكثر من مليونين في الضفة الغربية أو ثلاثة ربما، لو تحرك منهم نصفهم لارتعدت فرائص العدو الصهيوني ولتغير الوضع في فلسطين
المقدم: نريد أن نتكلم الآن عن الوضع في البلاد العربية والثورات العربية
الضيف: إذاً أنا أبشر
المقدم: السؤال هل هي
الضيف: صنيعة أمريكية
المقدم: نعم هل هي صنيعة أمريكية
الضيف: أو صنيعة غربية، أعوذ بالله
المقدم: نظرية المؤامرة
الضيف: ما أظن أن عاقلا يقول هذا، أمريكا فوجئت والغرب فوجىء في هذا الذي جرى وإن كانوا يتوقعونه من زاوية
المقدم: يقول البعض، عن الكلام الذي تفضلت به، أن كونداليزا رايس عندما استلمت وزارة الخارجية وحملت حقيبتها، استدعيت إلى جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي وقالوا لها، ما خطتك، فقالت أنا أريد أن أعيد النظر في حلفائنا في الشرق الأوسط
الضيف: لا، هم أقل في ذهني وفي رأيي، هم أقل وأذل من أن يتحملوا تغيير مثل هذا، فهم من يجدون عوضا عن مبارك؟ من يجدون عوضاً عن بن علي؟ الذي ضبط لهم الشارع المصري والتونسي في رأيهم، من يجدون عوضاً عن القذافي؟ أخي القضية خطيرة وهذا التغيير يسمونه تغييراً غير محمود العواقب، غير مضمون العواقب، فما ممكن أن يرضى الغرب بالتضحية بنظام مبارك، نظام مبارك وصف أنه الأكثر استقرارا من الدول العربية والأكثر عمالة، فالآن حين ذهب مبارك هل يتركونه يذهب دون أن يضعوا بديلا واضحا، هذا تغيير غير مضمون العواقب
المقدم: إذاً كان يمكن أن يكون هناك البديل حتى يكون هذا خيارا، من الناحية الشرعية والتأصيل الفقهي
الضيف: الذين في الميدان، الذين حركوا الثورة لم يسألوا إذا كان هناك مصالح غربية أو لا، وقالوا ليس هناك أي أياد غربية في الموضوع، حتى لا نضخم أمريكا زيادة عن اللزوم ونضخم الغرب
المقدم: نحن نعرف أن قيوم السموات والأرض هو الله عز وجل
الضيف: لا ليس هذا فقط
المقدم: لكن حتى لا تقطف الثمرة، حتى لا يحصل هذا، كما تفضلت
الضيف: المسألة اجتهادية تلقائية، الشعوب العربية، لا الشعوب العربية اوعى من أن تقطف ثمرته في هذه الثورات، كان في الماضي نعم تقطف الثمرات، قطفت ثمرة الجزائر، ثورة اليمن أخذها الناصريون والجزائر أخذها الماركسيون، أما الآن أصبحت الشعوب العربية أوعى بكثير جدا جدا، فإن حدث ذلك سينزل الملايين إلى الميادين، سينزل الملايين في تونس
المقدم: الآن سننزل إلى الآية التي يجب أن تبدأ بها الحلقة {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} كيف يكون هذا التغيير ربانيا؟
الضيف: الله سبحانه وتعالى طلب من المسلم أن يكون عزيزا {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} فإذا نفض المسلم غبار الدنيا عنه طالبا العزة فسوف يعينه إن شاء جل جلاله، هؤلاء قاموا لينفضوا غبار الذل عنهم، في مصر تعرض الشعب المصري طويلا للذل وللهوان وتشرد في الأرض طويلا ليس فقط أيام مبارك وإنما أيام السادات بل منذ الثورة المشؤومة ثورة يوليو، ثورة مشؤومة وأكبر شؤم على مصر كانت هذه الثورة، منذ ستين سنة الشعب المصري يتعرض للإذلال، فالحمد لله لما قام الشعب المصري ونفض غبار الذل عنهم، الله أعانه وساعده، أيضا الله يطلب من المسلم أن يتكل عليه وأن يأخذ بالأسباب، الشعب المصري أخذ بالأسباب، من كان يصدق، أغرب من الخيال، 18 يوم ويسقط مبارك ويسقط جمال إلى الأبد، يسقط صفوت الشريف وفتحي سرور هؤلاء المجرمون الآثمون الذين أذاقوا الشعب المصري
المقدم: حبيب العادلي
الضيف: حبيب العادلي وأحمد عز
المقدم: دكتور نعرف أن الشريعة وأحكامها نزلت بالتدريج والذي يجري الآن، أي التغيير لم يكن بالتدريج، ولكن وكما يقولون إنما للصبر حدود
الضيف: لا على العكس التغيير كان تدريجيا، لم يبدأ فقط من ميدان التحرير، التغيير أعد له، أين جهود الدعاة إلى الله أين جهود العلماء أين جهود القنوات الفضائية، القنوات الإسلامية التي بدأت من حوالي 15 عاما، من إعداد للشعب ومن تهيئة للشعب، نعم التغيير كان مفاجئا للمتابعين بصورته النهائية وبنتيجته النهائية لكن الإعداد له كان مسبقا، أنا في ظني 15 عاما كان لبنة التغيير، القنوات الفضائية التي شاركت، وأعد للتغيير إعداد كبير جدا، في تونس على الأقل يقولون أن الصحوة التي أوجدت في تونس هي عن طريق القنوات الفضائية بعد الله تعالى طبعا، أوجدت صحوة في الشارع، هذه الصحوة هي من بدأت التغيير، طبعا حتى ننزل الناس حقوقهم هناك أطراف كثيرة شاركت في التغيير
المقدم: طيب دكتور بالنسبة للتغيير عند الجماعات الإسلامية، يعني حتى نستوفي هذا الموضوع حقه، يقال هناك جماعات إسلامية أحسنت صنعا حين لم تستخدم الجهاد القتالي أسلوبا للتغيير، لكنها عملت على مراجعة فكرها وآلياتها فما رأيكم؟ طبعا هذا فيما لا يخص القضية الفلسطينية ومحاربة الاحتلال طبعا الجهاد له أحكام، لكن هذه المراجعات ما رأيكم بذلك؟
الضيف: هذا موضوع آخر
المقدم: لكنه تغيير
الضيف: هذا الموضوع له نقاش طويل، لأن المراجعات حدثت في ظروف غير طبيعية، إن كانت هذه المراجعات حميدة، أنا الآن ليس لي أي تعليق أن هذه المراجعات غير حميدة، المراجعات التي تدعو لإيقاف قتل المسلمين أنا معها على طول الخط، لكن أيضا هل يلتزموا بها؟ الآن عندنا أخبار من ثلاث أيام أن هناك اختلاف بين قيادات الجماعة الإسلامية بالنسبة للالتزام بهذه القضايا، نتمنى أن الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد، وكل الجماعات الإسلامية التي ترى الجهاد طريقا لها بمفهوم القتال أن يشاركوا الآخرين في عملية التغيير السلمية التي تقوم على دعوة الشعب، الآن نحن في عصر يقوم على الإقناع، إقناع الشعوب لما يضمن لها مستقبلها ويضمن لها حريتها إن شاء الله
المقدم: إذاً الذي جرى هو تغيير سلمي
الضيف: أكيد، ليبيا أيضا كان سلميا في البداية لكن ماذا يفعل الشعب إذا كانوا يقصفونه بالطائرات والدبابات والبوارج وراجمات الصواريخ، وجدت أيضا كتائب مع الثوار،
المقدم: إذاً ما حكم الاستعانة بغير المسلم في مثل حالة ليبيا على الأقل؟
الضيف: شوف، إذا لم تنزل الجيوش الغربية إلى الأرض، إذا لم تنزل إلى الأرض فعندي لا بأس، لأن فيها حماية لإخواننا من مجازر هائلة، أما إذا نزلت على الأرض فأنا أول
المقدم: على الأرض يعني الاحتلال
الضيف: نعم، أنا أول رافض أن تقيم هذه الجيوش، وعندها ألف حجة أن تقيم في ليبيا، إذا كان ضربات جوية محدودة ويذهبون ويحمى إخواننا وتنجح الثورة وإخواننا يحمون، الحمد لله وهو المطلوب
المقدم: الآن نأتي إلى الذي يحصل في البلاد العربية، والموضوع الذي بدأ، في البداية كانت مظاهرة سلمية يقول ابن حجر ويقول القاضي عياض” إذا وقع الحاكم في الكفر فلا ينظر إلى مفسدة الخروج عليه، فلا مفسدة أعظم من مفسدة الكفر” وفي المقابل بعض المشايخ ظهروا في الفضائيات ومواقع النت يقولون أنه لا تجوز هذه المظاهرات، طبعا نحن نعرف أن الأغلبية يجيزونها
الضيف: شوف، حصل خلط كبير وكبير جدا، في القضية هذه، القضية أبسط من ذلك أهل السنة والجماعة متفقون على أن الحاكم المسلم الذي يحكم بالإسلام، حاكم مسلم يحكم بالإسلام لو ظلم فلا بد من الصبر عليه، فليس من المعقول كلما ظلم حاكم نقوم بالثورة عليه فلن تستقر البلد وستحصل دماء هائلة، فلا بد من الصبر عليه
المقدم: لو أخذ مالك
الضيف: الحاكم الذي يرتد كبعض حكام الدول العربية أو الحاكم الذي ليس بمسلم أصلا مثلا أيضا بعض حكام الدول العربية أو الحاكم المسلم الذي يحكم بغير شريعة الإسلام يجب عزله والخروج عليه، لكن العلماء قيدوا هذا الخروج بقيد مهم جدا، انتبه، افرض الحاكم ارتد وكفر لكن أنا لا أستطيع الخروج عليه فإذا خرجت سيقتل عشرات الآلاف من الناس، هل هذا عقل، الخروج عليه، لا طبعا، فإذا كانت مصلحة الخروج أكبر من مفسدةـ عفوا مصلحة عزل الحاكم أكبر من مفسدة ما يترتب على الحاكم في البلاد والعباد فينبغي الخروج على الحاكم، هذا بالضبط الذي جرى في مصر
المقدم: إذاً أنت تأيد كلام ابن حجر
الضيف: يعني بقيود، هذا الذي جرى في مصر، الذي جرى في مصر بوضوح أن الحاكم حكم بغير شريعة الله وأدخل البلاد في متاهات كثيرة، حكم بغير شريعة الله فهذا قطعا، فيجب على الشعب عزله، الشعب عزله في مظاهرات سلمية لم يحدث مثلها في التاريخ، ثورة مصر لم يحدث مثلها في التاريخ الحديث
المقدم: من حيث
الضيف: من حيث جودتها ونتائجها وسلميتها وعظمها وكثافتها، بعض الناس يقول قتل 300 و400، ماذا 300 و400 هذا العدد تافه جدا أمام، 300 أو 400 أو 3000او 30000 مقابل نجاة 85 مليون أو 86 مليون
المقدم: أعجبتني كلمة لقائد من قادة ثورة ليبيا في الإعلان كان يقول أن ثمن الحرية كبير ولكن ثمن العبودية الذي كنا ندفعه أكبر بكثير
الضيف: طبعا، يعني الشعب المصري في الستين سنة الماضية قتل منهم عشرات الآلاف الآن قتل 300 أو 400 أو حتى 1000 ، يأتي عاقل ويقول لا هذا، والمتظاهرون لم يقتلوا أحدا الحكومة هي التي قتلت القناصة هم الذين قتلوا، لو كان المتظاهرون هم الذين قتلوا كنا تحدثنا عن الموضوع، هم لم يقتلوا أحدا
المقدم: نأتي لجزئية مهمة عن قانون الإرهاب الذي عمل به بعد ضربة سبتمبر، تضرر منه العمل الخيري كثيرا هل سيبقى هذا التضييق مع الثورات القادمة والتغيير الحاصل ؟
الضيف: التغيير القادم الآن والحاصل والتجربة القادمة هو تغيير هادر وقوي لم يبق حاكم في ظني يظلم شعبه بعد اليوم وما يجري في بعض الدول العربية من تغير للقوانين وتغير للدساتير، المغرب يغير دستوره الآن بالكامل الأردن يغير دستوره بالكامل، عمان لجنة تغيير دستور الآن، يا أخي لا يمكن، وهذه نعمة من نعم الحاكم، الحاكم الذي يتعظ ويعتبر ، ماذا نريد من الحكام هل نريد من كل حاكم أن يصف على اليمين، لا طبعا نريد من الحاكم أن يتعقل وأن يعتبر، فإذا تعقل الحاكم واعتدل وأعطى الشعب حقوقه فالشعب يطيعونه، أما إذا الحاكم ركب رأسه ومهما كان هو المحق فالشعب سيغيره حتما لأن الوضع لا يتحمل الآن، الشعوب ترى بشعوب أخرى كانت ترزح تحت الظلم والطغيان وتحررت بفضل الله، يريد أن ينعم بحرية الشعوب الأخرى، يعني الشعب المصري لم ينعم بحرية لم ينعم بمثلها منذ وجود الإنجليز منذ 130 سنة، إذا تريد الشعوب الأخرى أن تنعم بحرية الشعوب الأخرى وهكذا التونسي وهكذا عما قريب الليبي وهكذا عما قريب اليمني، واليمني أقرب من الليبي إن شاء الله
المقدم: إذاً سيعود العمل الخيري بإذن الله
الضيف: بإذنه تعالى
المقدم: دكتور في التجسس، كان في نظام حسني مبارك يقولون أن هذا متهم بتهمة التخابر مع العدو وفي المقابل كان حسني مبارك وعمر سليمان يذهبون جيئة وذهابا إلى الكيان الصهيوني دون أن يتهموا بشيء، ورتبوا خلال هذه اللقاءات بناء الجدار الفولاذي وضرب المقاومة وإلى آخره، يعني تجسس الفرد يحاسب عليه وتجسس الدولة لا يحاسب عليه
الضيف: نحن لا نسميه تجسسا، نحن نسميه عمالة رسمية، والعمالة الرسمية مسكوت عنها طبعا لأن العمالة تقوم تحت الحراب وتحت الرماح، للأسف الشديد هؤلاء العملاء أذاقوا الأمة الويلات وأنا أبشر الأمة أنها قادمة على عهد لا تعرفه ولا تتوقعه، يا أخي قبل الأحداث هذه سئلت سؤالا عجيبا، كانت لي محاضرة لمجموعة شباب في المخيم، قالوا لي هل تتوقع التغيير؟ قلت نعم أنا من المتفائلين بالتغيير بفضل الله ومحاضراتي مليئة بذلك، فقالوا متى؟ قال يعني من خمسة حتى عشر سنوات، قالوا خمس سنوات معقول أن يحدث تغيير يعني مدة قصيرة، قلت لا في هذه الحدود إن شاء الله، والبشائر كثيرة، الآن من خمسة إلى عشرة أسابيع فهو تغيير عجيب وسريع وبشكل رائع جدا
المقدم: دكتور هناك شيء يثار وهو مهم هذه الأيام، هناك تخوف أن تقوم دولة إسلامية ولذلك أعلن في مصر مثلا أنها ستكون دولة مدنية بمرجعية إسلامية، هل يجوز ذلك شرعا؟
الضيف: شوف أخي، نحن لسنا دولة دينية ولسنا دولة مدنية، الدولة المدنية مقترح يحتاج إلى حلقة منفصلة، هو مصطلح أطلقه الأوروبيون وتخلصوا به من سطوة الأمر الكنسي تخلصوا به من هذا الطغيان، دولة مدنية ماذا تعني، مقطوع علاقتها بالله تعالى ليس لها علاقة لا بالله ولا بأنبيائه ولا برسله، هذا معناها، الدولة الدينية ماذا تعني، بالمصطلح الغربي نحن ليس عندنا دولة دينية في الإسلام، دولة دينية تعني أن الحاكم الذي يحكم يحكم باسم الله وكلامه يوازي أو يساوي تقريبا كلام الله تعالى
المقدم: وليس فيه نقاش
الضيف: وليس في كلامه نقاش أو مراجعة، نحن لا نعرف هذه الدولة، نحن عندنا دولة إسلامية أخي أنت تريد الجواب، دولة إسلامية ليست دينية ولا مدنية، أما مدنية بمرجعية إسلامية فهذا ترقيع يحتاج إلى نقاش طويل وحلقة منفصلة لكن نقول دولة إسلامية لا يظلم فيها أحد لا يظلم فيها أهل الذمة يأخذ الناس جميع حقوقهم وحرياتهم دولة إسلامية
المقدم: من المفكرين الإسلاميين يطالب بذلك
الضيف: نعم، عليهم ضغوط هائلة أنت تفكر بحرية وتفكر بإدراك وتفكر بمرجعية إسلامية واضحة يجب أن تتحرر من الضغوط، كانت عليهم ضغوط هائلة فابتدعوا هذه الفكرة قالوا دولة مدنية بمرجعية إسلامية هذا ترقيع كبير، ووافق لهم عليها، هم كانوا يريدون اجتثاث طبقات من الشعب الماركسيين والاشتراكيين، كانوا يريدون مرجعية ولم يوافقوهم حتى على هذه، قالوا الآن نحن لا نريد دولة مدنية، يجب أن نقول هي دولة إسلامية لا يظلم فيها أحد عاش فيها النصارى خمسة عشر قرنا وعاش فيها أهل الشام النصارى ثلاثة عشر قرنا، في الشام في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين وما زالوا موجودين إلى الآن نالوا حقوقهم وحرياتهم تحت مظلة دولة إسلامية، قضية دولة مدنية أوغير إسلامية فهذا تراجع وتخاذل لا ينبغي
المقدم: ينبغي لها حلقة كاملة
الضيف: نعم تريد لها حلقة كاملة
المقدم: دكتور أنت دكتور شريعة وكابتن طيار ومؤرخ ومحتك بالتقنيات ولك موقع تاريخ دوت كوم، لكن مأخوذ على بعض المشايخ أن شباب الثورة اجتازوهم بسبب تواصلهم الافتراضي، الشباب يقولون هم الكبار في السن، هم الافتراضيون ونحن الواقع، الآن هناك آليات تغيير تقليدية وهناك آليات تغيير إبداعية، فهل المشايخ بعيدون عن التقنيات هذه ؟
الضيف: لا هم ليسوا بعيدين أخي، هناك جملة أن من بين من قاد الثورة المصرية هم مشايخ، من جملة القيادة الشبابية للثورة المصرية كان هناك مشايخ، وهؤلاء المشايخ تواصلوا عن طريق الفيسبوك وعن طريق التويتر وعن طريق اليوتيوب وعن طريق المواقع وإلى آخره فمن المطلوب أولا أن نشكر هؤلاء الشباب، يعني القضية ليست قضية صراع، من الذي قام بالثورة ومن الذي يقطف ثمار الثورة ومن، جزاهم الله خيرا فهم ضحوا، لكن لا يعني هذا أنهم ليسوا بحاجة إلى المشايخ، أي شريحة أو أي مجموعة أو أي فئة في المجتمع تميل إلى المشايخ الله تعالى قال {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} أهل الذكر هم العلماء والمشايخ والدعاة
المقدم: هل يعني ذلك الأمر أنهم متخصصون في مجالهم حتى في التقنيات ؟
الضيف: لا طبعا، أخي المجتمع المسلم يكمل بعضه بعضا، فهناك مشايخ أيضا لهم غوص كبير في عالم الافتراضي هذا، وهناك مشايخ معزولون عن الواقع، المسألة تحتاج إلى تكاتف جهود، فإذا كان الشيخ يقوي جبهة بإيمانياته وفكره وثقافته والشباب يقومون بالاعتصامات، وفئات أخرى وخامسة وسادسة، هذا المطلوب من المجتمع المسلم أن يكمل بعضه بعضا لا أن يتنافس بعضه بعض ولا أن يتهم بعضنا بعضا وأنتم تخلفتوم وأنتم تأخرتم، مجموعة واحدة إن شاء الله
المقدم: دكتور الذي حصل في ثورة تونس وفي الكثير من الدول العربية، أكيد الإعلام له الدور الأكبر ولا حرج أن نقول أن هناك هتافات كانت تقول بالروح بالدم نفديك يا جزيرة، القناة الفضائية حلت كحاكم عربي، نناقش التقنيات بعد فاصل قصير إذا أذنت لنا
مشاهدينا نلتقيكم بعد فاصل قصير
أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام، دكتور كنا قبل الفاصل نتكلم عن دور الإعلام، هل كان يمكن أن يحدث التغيير في مصر وتونس وهذه البلدان العربية لولا دور الإعلام ؟
الضيف: الله أعلم، إذا أراد الله شيئا، لكن الإعلام وبعض القنوات مثل الجزيرة كما تفضلت كان أثره كبيرا، الشباب الذين بدؤوا الثورة قالوا أن دوره على الأقل حوالي 40% لقناة الجزيرة 40 % من عملية التغيير و60 % لباقي الجهود، الإعلام العربي وحرية الإعلام ارتقت بالإعلام الإسلامي، بالذات القنوات العربية ارتقت في ظني من 20 إلى 30 سنة إلى الأمام وربما أكثر في بعض البلاد، الإعلام يسوق ويتوق إلى التغيير ويقوده إلى وجهة جيدة إن شاء الله
المقدم: طيب دكتور كانت أحداث القضية الفلسطينية تحرك الشوارع العربية وخاصة المجازر بيت حانون وغزة ومجزرة جنين وغيرها، الآن كيف سيأثر ما يجري، أنت قبل قليل كنت تنادي الفلسطيني وأهل الضفة الغربية وأراضي ال48 أن يكون لهم شأن آخر، كيف سيأثر ما يجري عمليا على الأراضي الفلسطينية
الضيف: أنا لا أخفيك وهذا أقوله على الهواء، أنا متعجب جدا جدا لماذا الشعب الفلسطيني لم يتحرك إلى الآن، عدم المؤاخذة أنا أتكلم الآن في قناة فلسطينية، يا أهل فلسطين لماذا لم تتحركوا إلى الآن ماذا تنتظرون إخوانكم تحركوا، دول الجوار تحركوا في مصر في الأردن في سوريا في كذا وأنتم ماذا تنتظرون، يجب وجوبا عينيا أن يتحركوا، هذه فرصة لا تتكرر هذه فرصة عظيمة جدا، لو تحركت الضفة الغربية لو تحركت أجزاء من فلسطين 48 سيكون هناك تغيير وقلب لموازيين التاريخ، والآن الفرصة مهيئة النفوس مستعدة لقبول التغيير، النفوس مستعدة لعمل شيء، كنا ننظر بعين الإعجاب للشعب الفلسطيني وللانتفاضة الأولى وللانتفاضة الثانية وأحداث جنين و و إلى آخره، فالآن لا بد أن يبدؤوا هم، وهذا النداء أوجهه لإخواني وأخواتي في الضفة الغربية في ال48 إذا كانت الموازين عندهم تقتضي القيام فليقوموا الآن قبل الغد، أما إذا كان عندهم موازين أخرى لا نعرفها، أما الضفة الغربية فلتقم الآن تتحرك الآن، خاصة على هؤلاء بعد ظهور فضائحهم وما يسمى بويكيليكس والتسريبات وما نشرته الجزيرة، هذه الفضائح، فما عاد لهم أي مصداقية في الشارع الفلسطيني فهو فرصة الآن أن تقوم الضفة الغربية ليتحركوا وليحكم الشعب نفسه في الضفة الغربية لأنها فرصة رائعة جدا
المقدم: نعم فعلا عباس تحرك باتجاه الضفة الغربية
الضيف: والله إذا تاب وأناب ورجع إلى الله تعالى وأراد ينبذ العمالة ويترك الولاء لليهود فحياه الله، حياه الله ونرحب به، أما إذا كانت ألاعيب وخداع فدعه في مكانه ولا يتحرك
المقدم: بالنسبة لموضوع مهم وهو موضوع المعنويات عند الشعب الفلسطيني، يعني حتى أثناء المجازر التي ذكرنا قبل قليل مجزرة غزة وغيره، كان كل من يظهر في الإعلام سواء صغارا أو كبارا، يعني حتى صبيات صغار كانوا يرفعون من معنوياتنا، حتى في نقاشاتنا في هذا البرنامج، احتمالات حرب متوقعة على غزة كانوا يقولون أنتم متخوفون أكثر منا في داخل غزة، قياسا بموقف النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين عندما حمل إليه رأس أبي جهل، ما شأن الفلسطينيين تجاه ما يجري من تغيير الآن سواء في الجارة مصر أو في عموم البلاد العربية ؟
الضيف: مصلحة كبرى، نحن كشعوب عربية أينما ذهبت أينما اتصلت في البلاد العربية فهم فرحون جدا جدا بعملية التغيير التي جرت والأولى في ظني أن يفرح هم الشعب الفلسطيني، لأن هذا التغيير كله يصب في مصلحتهم وفي وعائهم، فيجب أن يفرحوا والفرح هذا شكره أي شكر هذه النعمة هو القيام بما ينبغي وهو التحرك القوي والجاد لقلب الموازين إن شاء الله، وكأني أنظر إلى الشعوب العربية وهي متجهة إلى فلسطين وتقلب الموازين وتحرر بيت المقدس إن شاء الله، أرى ذلك قريبا وقريبا جدا إن شاء الله، ليس من باب التفاؤل فقط ولكن من باب الأحداث الجارية وكل الأحداث الجارية تدل على شيء كبير سيتم إن شاء الله
المقدم: يعني هناك متشائم وهناك متفائل وربما هناك متشائل، عندما يستمر ضخ الغاز وعندما يكون هناك بشريات كسر الحصار والقوافل التي تستعد في شهر خمسة يعني بعد شهر ونص تقريبا وبشريات فتح المعبر ماذا عن هذه البشريات، كيف تقرؤها ؟
الضيف: أخي لنعط القيادات السياسية في مصر شيئا من الوقت سيكون هناك تغير كبير، بالأمس وافقوا على الدستور الحمد لله، هذه الموافقة تتم في مجلس نيابي منتخب لأول مرة في تاريخ مصر منذ ستين سنة، لأول مرة
المقدم: هو منتخب دائما
الضيف: لا أقصد، نحن نعرف كيف كانت الانتخابات فلأول مرة، أنا متأكد وواثق أن النيات صحيحة، هناك تغيير كبير فمن يعمل ويثبت نفسه بإذن الله سيتقدم لقيادة هذا التغيير في مصر، مصر مقبلة على خير كثير فلنتركها قليلا ستتقدم نحو الأحسن والأفضل، كل الموازين كل المؤشرات تشير إلى أن مصر تتقدم نحو الأفضل، الآن اليهود أنا في تقديري أنهم في أسوء حالاتهم أنهم في أسوأ حالاتهم المعنوية بل هم في مأزق لم يواجهوا مثله منذ أن قامت دولتهم المشؤومة، الغرب في ظني أنه في أسوأ حالاته وأنه في مأزق لم يواجه مثله في التاريخ الحديث، الآن الشعوب تتحرك الإسلام قادم، الغرب لا يملك إلا أن يرحب ولو كان كارها ويقول نعم هذا الذي ننتظر ولو كان كاذبا، الآن الشعوب مقبلة على تغيير فلنعطها فرصة ونمهلها، التغير القوي يحتاج إلى شيء من الزمان وشيء من التدرج فالرجاء أن نعطيهم الوقت
المقدم: دكتور موضوع الجسد الواحد وأن المسلمين يد على من سواهم وهذه البشريات التي ذكرتها، وأنتم تعيشون كخليجيين في دول الخليج وفي أبعد من دول الخليج عن القضية الفلسطينية كيف ترى ملمح ومشهد عودة القضية الفلسطينية إلى قلوب كل هؤلاء، إلى المشهد العالمي من جديد كقضية عربية وإسلامية ؟
الضيف: ما أظن أن القلوب غاب عنها فلسطين ولا القضية الفلسطينية إطلاقا، الناس مشغولة الآن بليبيا باليمن بتونس مشغولين بالتغيير نعم لكن لم يغب عنهم يوما فلسطين وأهمية القضة وسنشاهد إذا طال فينا الزمان وطال بي وبك العمر وبالمشاهدين الكرام والمشاهدات سنشاهد عما قريب إن شاء الله تعالى تغيرات هائلة كلها تصب في صالح القضية الفلسطينية بإذن الله لكن عما قريب إن شاء الله
المقدم: دكتور مصر كان فيها أكثر من مليوني شرطي أمن مركزي وغيره ومع ذلك شعب قام بثورة مسلحة، أقل من ثورة ربما حراك
الضيف: سلمية
المقدم: عفوا سلمي، استطاع أن يزيل كل أزلام النظام والعناصر الأمنية أيضا تغيرت فهل يستطيع الفلسطينيين بما عندهم من فصائل مسلحة وخبرة أن يزيلوا هذا الاحتلال ؟
الضيف: المسالة صعبة لكنها ممكنة ليست مستحيلة، صعبة أنت تتحدث عن إزالة ليس فقط الاحتلال اليهودي بل من ورائه الغرب وألمانيا والمساعدة الهائلة من ألمانيا لليهود، أنت تتحدث عن قضية في غاية الصعوبة ولكنها ليست مستحيلة بالعكس مع هذه التغيرات القادمة والجارية والتحولات في القوى أرى أنها ممكنة وممكنة جدا عما قريب إن شاء الله، أرجو أن لا نضخم، بالمناسبة، أرجو أن لا نضخم فما جرى في مصر وإمكانية أن يعاد في فلسطين، هناك إمكانية أصلا، لكنها ممكنة إذا أصر الشعب وهناك إمكانية أقرب أكثر في الضفة الغربية، الضفة الغربية ممكن أن ينسحب منها اليهود لو شعروا بالحرج الشديد كما شعروا في غزة مطلوب فقط من إخواننا أن يتحركوا في الضفة الغربية ممكن أن ينسحب منها اليهود أو ممكن أن يحصل انحسار شديد لهم إذا حصل عليهم ضغط، ضغوط شعبية، المظاهرات المليونية الآن، ماذا يستطيعون أن يقتلوا مليون لا يستطيعوا، يواجهونهم لا يستطيعوا، ليس لديهم خيار ما عندهم خيار أبدا إلا أن يسارعوا بقضية تسليم الضفة الغربية، وإذا سلموا الضفة الغربية معناها انتهت القضية الفلسطينية، إذا سلمت بأيدي نظيفة متوضأة انتهت القضية إن شاء الله
المقدم: دكتور هذا في الواقع نرجع إلى النص الشرعي في حديث ربما رواه ابن ماجه (خير السرايا 400 وخير الجيوش 4000 ولن يغلب 12000 من قلة ) كيف نفهم هذا الحديث في ظل ومضات الحالة الفلسطينية التي كنا نتكلم عنها؟
الضيف: هو (لن يغلب 12000 من قلة) أي ربما سيغلبون من شيء آخر، من اختلاف
المقدم: جميل، عمالة
الضيف: من عمالة من قلة أخذ العدة أو من كذا، لكن ليس من قلة يغلبون، يعني الرسول صلى الله عليه وسلم يقول بأن 12000 عدد كاف للنصر، والحمد لله الضفة الغربية قارب المليونين يستطيعون أن يقوموا وكذا ربما مليون أقل قليلا أكثر قليلا لا يهم المهم أنه عدد هائل
المقدم: الذين استشهدوا في حرب غزة 1500 خلال استشهادهم كان ضعف العدد أو 30000
الضيف: أخي الإحصاءات السنة الماضية أن المواليد كانوا 69000 ونيفاً في غزة فقط، فأيشٍ 1500 شهيد؟ فأولاً نسأل الله لهم الشهادة وأن يرفعهم بالدرجات، أخي ثمن الحرية غالٍ وغالٍ جداً
شوقي يقول
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
بعض الإخوة جاؤوا في أيام الانتفاضة قالوا هناك 300 فلسطيني استشهدوا قلت لهم فداء لفلسطين ربما يموت 300000 فلسطيني وليس 300 قلت لهم، هل اليهود سيتنازلون عن فلسطين بـ 300 أو 1000 أو 10000، لا بد من دفع ضريبة، أوروبا دفعت ستين مليون نسمة مقابل النظام الديمقراطي القائم الآن في أوروبا في الحرب العالمية الأولى والثانية، ستين مليون الذين قتلوا، المسألة ليست لعباً ولا مزاحاً، المسالة انتزاع الحريات فانتزاع الحريات تحتاج إلى دماء، فنقول لإخواننا اصبروا ورابطوا وصابروا ومهما قتل منكم فهذا ثمن الحرية وثمن العزة والكرامة
المقدم: في قوله تعالى {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ} نريد أن نركز على الأمن النفسي الذي يعيشه أهلنا في غزة، ربما الآن متزعزعا وأيام الحرب كان يقينا هائلا
الضيف: أي
المقدم: تخوفا من هذا التغيير أن يأتي سلبا
الضيف: لا بالعكس، كان التخوف أن يأتي حسني مبارك بجيش ويكتسح غزة وهدد عمليا، إما تستجيبوا وتوقعوا الورقة المصرية أو سندخل عليكم بجيوش عربية، طبعا حماس جزاهم الله خيرا لم يأبهوا لهذا التهديد لكن الآن يفترض أن يكونوا بأحسن حالاتهم النفسية والمعنوية، لا أن يكونوا خائفين أو قلقين، من أيش يكونوا خائفين؟ هل معقول أن الجيش المصري الآن أو الحكومة المصرية القادمة مهما كانت أن تكون بعمالة النظام السابق، مستحيل، يفترض الآن بإخواننا في غزة أن يكونوا مطمئنين، حتى اليهود بالمناسبة أنا أشك، وإن كان ما عندهم خيار أمام تسلح حماس وقوة حماس وقوة قاعدتهم في غزة أن يضربوا، ونسأل الله أن يحميهم، الآن لو ضربت غزة تصور ماذا سيجري للشعوب العربية، الشعوب العربية ستتدفق إلى سيناء وستحاول دخول فلسطين بمئات الآلاف ستكون كارثة على اليهود وأمريكا والغرب، فلا أتوقع أبدا أبدا أن يقوم اليهود بهذه الحماقة، بالعكس يفترض بأهل غزة أن يكونوا بأشد حالاتهم أمناً وطمأنينة إن شاء الله
المقدم: دكتور عن الأمن والطمأنينة هناك تخوف دائما من عدم التواصل والثورة التي تجري الآن في الوطن العربي يحارب الشخص المسؤول في البلد التواصل سواء بالهاتف أو بالنت، لكن لماذا تخاف بعض التنظيمات الفلسطينية على مكاتبها سواء في البلاد العربية أو الأجنبية طالما هناك بدائل كثيرة يمكن استغلالها ؟
الضيف: ما فهمت سؤالك
المقدم: يعني هناك وسائل اتصال كثيرة كما كنت تذكر في منتصف الحلقة
الضيف: وسائل تقنية يمكن أن يتواصلوا بها
المقدم: نعم من باب استشعار الأمن والبدائل
الضيف: يا أخي أنت تفترض أن عندهم ترددا أو عندهم خوف أو قلق، يفترض بالقيادة أن لا تأمن القيادة الفلسطينية أن تكون حذرة، طبعا القيادة الفلسطينية السوية الإسلامية الرائعة أن تكون حذرة وأن تكون منتبهة دوما للأحداث لكن الشعوب ينبغي أن تكون مطمئنة وآمنة، هذا أحسن أوقات الشعوب على الإطلاق وأنا أبشر الشعب الفلسطيني وأقول لهم وداعا للخوف حقيقة، إن شاء الله وداعا للخوف والقلق والقادم أكثر بكثير مما مضى ولا تقلقوا ولا تخافوا إخوانكم عرفوا الطريق وأنتم إن شاء الله ستكونون معانون وبقوة في أي حرب قادمة
المقدم: دكتور في الآية {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وهو عنوان حلقتنا اليوم، نحن نتكلم عن أنفس أهل فلسطين الآن، أليسوا هم أولى بالتغيير والجواب طبعا نعم، لكن ما هي الآليات التي يطلبها الدكتور محمد موسى الشريف من الداخل الفلسطيني كأولويات ؟
الضيف: المزيد من الطمأنينية والأمن مزيد من الالتصاق بشرعه، مزيد من الصلابة وعدم التنازل لأي كان، لأن هذا وقت الصلابة وقت القوة، التشدد في مطالب الأخوة الفلسطينيين، فلسطين من البحر إلى النهر، مزيد من التكاتف الاعتصام بحبل الله ومزيد من التعاضد والتآزر بين الفلسطينيين، الآن وقت إزالة الخلافات، أنا مع إنهاء الانقسام بالمناسبة، لكن هذا الانقسام بمعايير إسلامية وليس بمعايير الذل والهوان والتبعية
المقدم: ليس بمعايير الورقة المصرية
الضيف: ليس بمعايير الذل والهوان والتبعية، لو عاد وأناب وتاب وعاد القادة الفلسطينيون إلى الله سبحانه وتعالى وعادوا إلى وعيهم الذي كانوا عليه، وأنا أذكرهم بأيام فتح الأولى، أيام فتح الانتفاضة أيام فتح البندقية، لو أرادوا فعلا أن يعودوا إلى مولاهم إلى شعوبهم وأن يقوموا بالمقاومة المسلحة بالتعاون مع حماس، الله أكبر، هذا منتهى أمانينا، ليس بيننا وبين أحد تار وليس بيننا وبين أحد عداء، بيننا وبينهم كتاب الله تعالى، فإذا هم أنابوا وعقلوا ووعوا ولو عرفوا أن لا نتينياهو ولا أمريكا ولا أي قوة كبرى ستعطيهم حقوقهم ستعطيهم شيئا من فلسطين، وأنهم يضحكون عليهم وأنهم وأنهم، وكفاهم غباء وكفاهم عمالة فإخواننا وأحبابنا ما عندنا مشكلة، سنوقع العقد وننهي الانقسام، وأنا واثق أنه رأي، أنا واثق ودون أن أعرف أنه هذا رأي الأخوة في دمشق ورأي الأخوة في غزة، لكن إذا بقوا على عمالتهم
المقدم: هم أعلنوا في الإعلام أو بعض قياداتهم أعلنوا أنها مناورة
الضيف: إذا كانت مناورة، أي إذا بقوا على غلهم فليعلموا أن الله سبحانه وتعالى سيزيلهم عما قريب وأنهم لن يبقوا وإذا كانوا مخلصين فإن الله سبحانه وتعالى سينصرهم
المقدم: هذا هو السؤال من ناحية نظرة قرآنية، هل يمكن لظالم ظلم عشرين أو ثلاثين سنة أنه يمكن أن يتوب أم {وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}
الضيف: إذا تاب، ما معنى تاب مش تاب أي قال أنا تبت وخلاص ويضل بعمالته، لا، يعني في قضية القيادة السياسية الفلسطينية الآن، يتوب ويتفق مع المجاهدين الصالحين بإعادة ترتيب أوراق القضية، إذا كان الأمر كذلك فحياه الله وهو على الرأس والعين أخونا وحبيبنا، لكن إذا كانت فقط مناورات تلفزيونية وإذاعية وإرضاء لقوى معينة فهذا لا نريده كفانا تلاعب بالقضية الفلسطينية، كفانا أن تكون القضية الفلسطينية شماعة لنا ومجلبة للمصالح الشخصية، لا نريد هذا، لكن حتى نفتح الطريق أمام التوبة لأن الله يتوب على من يشاء فسنفتح الطريق ونشجع الزعماء على أن يعودوا إلى الله وأن يعودوا إلى شعوبهم ليس من مصلحتنا أن نعادي الحكام وكل الرؤساء وكل، لا ليس من المصلحة الإسلامية أصلا، والثورات ليست من مصلحة الإسلام والمسلمين أصلا إلا إذا اضطروا إليها، الكي آخر العلاج، لكن إذا عاد حاكم إلى الله، لا نقول له توبتك غير مقبولة وعد ولا نريدك، لا أظن هذا أن يكون
المقدم: دكتور لو ضمينا ما تفضلت به لهذا السؤال، يهمني أن نعرف في الداخل الأولويات، أو أولى الأوليات
الضيف: أولى الأولويات الالتصاق بشرع الله لأن الذي يغير والذي يقلب الموازين هو الله {إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ} هذه هي القاعدة {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } فأول الأولويات أن نلجأ إلى الله، بعض الناس يقول أن هذا كلام دراويش، خاصة العلمانيين واليساريين واللبراليين الاشتراكيين الذين أذاقونا الذل والهوان على مر الستين سنة الماضية، هذا كلام دراويش وهو عين اليقين، أن نرجع إلى مولانا وسينصرنا الله جل جلاله هذا أولى الأولويات، أما ثاني الأولويات أن نتعاضد ونتآزر ونتكاتف ونجتمع على كلمة سواء فمن أراد أن يلتحق بنا فحياه الله تعالى ونحن نرحب به أخ لنا ومن عادانا ورأى أن برنامجنا لا يناسبه فسيذهبه الله كما أذهب الطغاة في العالم العربي وسيذهب أيضا جماعته، فهذه أولى الأولويات الآن أن يثق الشعب الفلسطيني بربه وأنه لن يتركه وأنه الآن مقبل على أجمل وأحسن مراحله إن شاء الله وأن فتح بيت المقدس قريب وإنهاء القضية الفلسطينية قريب بإذن الله وكل البشائر تدل على هذا وكل السياقات المحلية والإقليمية والدولية تدل على هذا والآن اليهود وكما قلت لكم، وستذكرون هذا، هم في أسوء مراحلهم وسيكون هذا عما قريب إن شاء الله تعالى
المقدم: هذه الأولويات والبشريات ولكن ماذا عن المعوقات، يعني أبو الأحرار الزبير شاعر اليمن الشهير يقول “العسكري بليد للأذى فطن”، يتكلم عن حقبة معينة ربما تتكرر
الضيف: في جماعته، نعم
المقدم: نعم وغيرها، ما هي المعوقات من منطلق ما يعيشه الشعب الفلسطيني من تكثيف شديد للأجهزة الأمنية الفلسطينية ؟
الضيف: ما هناك تكثيف أكثر من التكثيف الذي وجد في مصر، كانوا يحصون أنفاس الناس، مراقبات الهاتف مراقبة البيوت، مصر معروفة بهذا الكلام، الحمد لله أزيل النظام وتكثيفاته وكل متابعاته و2 مليون من عناصره، أزيلوا في 18 يوما، ليس أن مصر الآن عادت جنة وانتهت مشكلاتها لا، لكن على الأقل بدأت طريق التحرر بإذن الله تعالى، من يصدق أن بن علي الذي كانت أوروبا ترضى عنه، كلنتون هذه ماذا قالت في أوائل الثورة، قالت مصر مستقرة وهذا ما ينفي قضية التواطؤ الغربي، قالت مصر مستقرة ونحن نرى أن مصر مستقرة، وبعد 16 يوما من كلامها هذا رمي هؤلاء في مزابل التاريخ، أنا أقول أخي أنه ليس هناك معوق في الشعوب أكثر من المعوقات الداخلية، المعوقات الداخلية التي تضع الحواجز وتضع المعوقات لنفسها، هناك هذه الحواجز والعقبات، انزلوا إلى الشارع أيها الأخوة الفلسطينيون مرة أخرى أناديكم في الضفة الغربية انزلوا إلى الشوارع وخذوا حقكم وانتزعوه، إن لم يقبل الأخوة في رام الله إن لم يقبلوا الرجوع إلى الله والعودة والتوبة والاتفاق على كلمة سواء والعودة والتوبة فانزعوهم وارموهم في مزابل التاريخ كما رمي الطغاة في مصر وتونس وليبيا، هذا واجب الأخوة في فلسطين الآن
المقدم: هذا كل ما قلته على مسؤوليتك وفي ميزان حسناتك، هذه صفحة الختام نشكرك دكتور محمد موسى الشريف عضو رابطة علماء أهل السنة وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كما نشكركم مشاهدينا ونذكركم بإيميل البرنامج الذي يظهر على الشاشة هذه تحياتي عمر الجيوسي، دمتم في أمان الله والسلام عليكم.