ضيفا الحلقة: الدكتور صلاح سلطان رئيس لجنة القدس وفلسطين في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الدكتور عطا الله أبو السِّبَح أستاذ الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية_غزة.
المقدم: د. عمر الجيوسي
تاريخ الحلقة: 30/12/2010م
المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشاهدينا يقول الله عز وجل { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } كانت بداية همجية مروعة حفرت في تاريخ الأمة استعداءً وصف بأنه الأكثر دموية على أرض فلسطين منذ أربعة عقود، ومن ينسى 27 من شهر ديسمبر من عام 2008م؟ حيث استمرت هذه المجزرة 23 يوما وأسفرت عن استشهاد 1500 فلسطيني و5000 جريح غالبيتهم من النساء والأطفال، استخدم العدو الصهيوني كل الأسلحة المحرمة دوليا بما فيها الفسفور الأبيض، وقصف جيش الاحتلال البشر والحجر والشجر والأموات والجرحى وسيارات الإسعاف والمقابر والرضع ومقرات الأنروا ومقرات الأمم المتحدة، انتهى هيلكوست غزة المروع هذا، ورغم هذا الدمار ورغم هذه الحرب القذرة فقد أعلن الكيان أنه لم يستطع تحقيق أهدافه، حيث لم يستطع القضاء على المقاومة ولم يستطع استنقاذ الجندي المغتصب شاليط {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ } فحاول الجيش الصهيوني الهروب إلى الخلف، وأصبح قادته مطالبين في المحاكم الدولية كمجرمي حرب، انتهت عملية الرصاص المصبوب كما سموها الصهاينة أو حرب الفرقان كما سماها الفلسطينيون لكنها كباقي الغزوات، تركت لنا الكثير من الدروس والعبر، دروس وعبر من حرب الفرقان هو عنوان حلقة اليوم من برنامج فقه القضية، أما ضيفا هذه الحلقة فعبر الأقمار الاصطناعية معنا الدكتور عطاالله أبو السبح أستاذ الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية في غزة والوزير والمستشار السابق، وهنا معي في الاستوديو الدكتور صلاح سلطان رئيس لجنة القدس وفلسطين في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
حياكم الله ضيفي الكريمين، وأبدأ معك دكتور سلطان مباشرة
الدكتور سلطان: حياك الله دكتور عمر، سعيد بلقائك وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا دائما على الخير أو حرب الفرقان
المقدم: آمين، في البداية بالتحديد من الذي انتصر في حرب غزة؟
الدكتور سلطان: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا رسول الله وبعد، مشاهدينا الكرام حيا الله هذه الأوقات الطيبة التي نلتقي فيها لنقيم ما قد فات ونستعد لما هو آت، ونحن لا نتحدث عن الماضي إلا لنستعد لما هو آت بإذن الله تعالى
المقدم: وللدروس والعبر كما في هذه الحلقة
الدكتور سلطان: نعم، في الحقيقة هذه الحرب الضروس الشديدة الحادة التي كانت أمريكا طرفاً رئيسياً فيها وأنظمة عربية طرفاً آخر، لقوم محاصرين، جميع التحليلات الشرعية التحليلات العسكرية التحليلات السياسية، حتى التحليلات الإعلامية، على حجم مكان صغير مثل هذا واستطاع أن يفشل لهذه الأنظمة كلها، لاحظ أمريكا من ورائها أوروبا من ورائها أنظمة عربية خائنة، وهذه كلها على قطاع محاصر ثلاث سنوات قبلها لا يدخل إليه الخمير ولا القطمير من الأشياء الضرورية فضلا عن الأدوات العسكرية، ثم تفشل الأهداف الثلاثة، لأن الحروب تقاس بتحقيق الأهداف، الهدف الأول إنهاء حكم حماس، الهدف الثاني إيقاف الصواريخ، الهدف الثالث إنقاذ الأسير شاليط،
جاءوا على عجل لتسقط في الورى فكان السقوط لهم بذات الأوعية
هذه أحد الأبيات للدكتور محمود داود يصف هذا الذي حدث في غزة “جاءوا على عجل لتسقط في الورى” لأن الكيان الصهيوني أتى بسيارات فيها أقفاص، القفص هذا لأبو العبد إسماعيل هنية، والقفص هذا لفلان، أنهم لما يأخذونهم إذا لم يقتلوهم سيأسرونهم ويلفونهم في تل أبيب والعالم كله يتفرج، لكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور، هذه الفئة الصابرة الصامدة المحتسبة، تصمد وترد الأعداء ولأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني يأخذ قرارا بإيقاف الحرب والتراجع بهذا الشكل، لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني يلبس الضباط والجنود الحفاضات التي يلبسها الأطفال حتى لا يتبولوا على أنفسهم من الخوف والفزع وعدم الخروج من الدبابة، {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ}
المقدم: ومن وجهة النظر الصهيونية، هل اعتبروا هذا خسارة للحرب؟
الدكتور سلطان: هو الحقيقة المؤسف أن بعض الناس من عندنا من العرب، يلي هم المتصهينون والقنوات العبرية التي تسمى عربية في عالمنا العربي
المقدم: دون ذكر أسماء محددة
الدكتور سلطان: هذه في الحقيقة، اعتبرت أن الكيان الصهيوني قد انتصر، لكن الحقيقة أن الهزيمة كانت ساحقة لهؤلاء فأنا أقول
المقدم: يعني باعتبار عدم تحقيق الأهداف، إذا لم تحرز النصر الذي تريده
الدكتور سلطان: أنا أقول، يوم واحد من أيام الحرب على غزة وعدم تحقيق الأهداف، لا يسويه حرب 2006 في لبنان، حيث القوة العسكرية وقوة التدريب والانطلاق في التدريب والقوة المالية والأبواب المفتوحة وكل ذلك، يوم واحد من الصمود في غزة يساوي أشهرا من الصمود في مكان آخر
المقدم: يا سلام
الدكتور سلطان: هذا الأمر الحقيقة آية من آيات الله عز وجل وتكرار لآيات الله عز وجل، } بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} ملائكة الله نزلت، وبعض الإخوة اتخذوا حتى في قافلة مرمرة
المقدم: سنأتي إلى هذه الأدوار والواجبات والمعوقات، ولكن دعنا ننتقل إلى غزة، مع الدكتور عطا الله، دكتور عطا الله توقفت الحرب منذ سنتين تقريبا في الضبط، هل هذا التوقف هو هدنة مع العدو؟ وهل هذه الهدنة جائزة شرعا كوننا نؤصل تأصيلا فقهيا لمفردات الحرب؟
الدكتور عطا الله: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعلى من عمل بدعوته واتبع هديه بإحسان إلى يوم الدين، بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقدم: وعليكم السلام
الدكتور عطا الله: حبيبي الدكتور صلاح أنا سعيد جدا بمشاركتك هذه الحلقة، أتوجه بكل الحب
الدكتور سلطان: أكرمكم الله أخي، وأنا سعيد
الدكتور عطا الله: الله يجزيك الخير، الله يكثر من أمثالك، أسأل الله عز وجل أن يلم شمل الفلسطيني ومن هنا من هذه القناة الرائعة جدا الثائرة جدا الحرة جدا، قناة القدس بكل طاقمها الرائع، أرجو الله عز وجل أن تظل صوت حق مدوياً في أرجاء المعمورة لتوقظ النيام، آمين يا رب العالمين، إخوتي في الشتات أيها الشعب الفلسطيني المصابر، أبشروا فإن النصر آت إن شاء الله، وسيلم الشمل بإذن الله تعالى، وما علا واستكبر هذا العدو الصهيوني المجرم فإن مآله إلى البوار بإذن الله تعالى، وإلى الهزيمة، إن هزيمته وشيكة بإذن الله تعالى، لكن الأمر يحتاج إلى صبر ساعة، وما النصر إلا صبر ساعة {اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} إنني أقول لكم من هنا يا أهل غزة الصامدة أقول، أقول لكم بأننا نحن ننتظر بشوق إن شاء الله تعالى كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونسير معه على درب الشهادة، أما عن سؤالك أخي الكريم، أما عن الهدنة فنعلم أن الهدنة هي أمر، أمر شرعي وله تأصيل شرعي فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم وادع قريش بعد عشر سنين بعد غزوة الحديبية والتي سماها الله تبارك وتعالى فتحا مبينا، {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} هذه من ناحية وكل الفقهاء وكل العلماء وكل الخلفاء وادعوا وهادنوا وقد أخذوا هدنة، والهدنة مشروعة في تاريخ الإسلام
الدكتور سلطان: اسمح لي يا شيخ
الدكتور عطا الله: الإسلام
الدكتور سلطان: الفقه برضوا معاك، إحنا عايشين الآن، أنا حقدر أقول إن هذا مشروط بأن لا يخلف الأعداء شروط الاتفاق، كان في اتفاق بين قريش والرسول صلى الله عليه وسلم وقد سلطت قريش قبيلة بني بكر أن يقتلوا اثنين من بنو خزاعة، بنو خزاعة غير مسلمين لكن بنو خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وأهل المدينة، يعني لم يحدث اعتداء مباشر على النبي صلى الله عليه وسلم وأهل المدينة، وإنما حدث اعتداء على مشركين من حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم فجاء عبد بن سالم الخزاعي ووقف على أبواب المدينة وأنشد شعرا يستنصر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قتلوا منهم اثنين
المقدم: نريد أن نسأل الدكتور عطا الله، هذا من حيث النص نريد من حيث الواقع، حرب الفرقان، هل أنتم يعني في مرحلة هدنة أم مرحلة واعدوا، وكما ذكر الدكتور صلاح سلطان في بداية كلامه أن اليهود أو الصهاينة اضطروا، نريد توضيحا من عندكم على أرض الواقع وأنت المستشار والوزير
الدكتور عطا الله: لا تنافي بين الأمرين، الهدنة ليست معناها الاستكانة والنوم، بل الله تبارك وتعالى، هذه آية محكمة {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} في هدنة وفي غير هدنة وضروري جدا للمسلم أن لا ينسى التمسك بسلاحه أبدا وأن يكون بكامل جاهزيته لأن الكفر ملة واحدة، وفي الكفر يقول الله تبارك وتعالى {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ} كيف ما استطاعوا فأولائك يعدوا العدة لينقضوا على الإسلام {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} نحن لا يمكن أن نأمن لهؤلاء المجرمين، فالرسول صلى الله عليه وسلم وصفهم بأنهم
المقدم: دكتور باختصار، لدينا الكثير الكثير من الأسئلة هل هذه هدنة وهل هي جائزة، بكلمتين سريعتين إذا تكرمت
الدكتور عطا الله: نعم هي جائزة، وليس معنى ذلك الاستكانة أو الرضوخ أو الاستسلام، شبابنا في غزة صباح مساء يطورون من أدواتهم ويطورون من تدريباتهم ويستقطبون من المجاهدين، ويناشدونهم استعدادا ليوم الحسم الذي لا ريب فيه مع هذا الكيان المجرم الذي لا يمكن أبدا أن يرضى بأن تكون لهم ونحن نعلم بأن حقوقنا مسلوبة من البحر إلى النهر
المقدم: طيب
الدكتور عطا الله: هذا الذي نعتقده ونؤمن به، وبالتالي لن نلقي أسلحتنا على الإطلاق، حتى وإن سكت السلاح
المقدم: دكتور ما زلنا في التأصيل،
الدكتور عطا الله: إن شاء الله النزال قادم
المقدم: أقول لك بكل التسميات لكن سريعا، بعض الإعلام العربي يسميها حرب الرصاص المصهور أو الرصاص المذاب، أنتم تسمونها حرب الفرقان، ما هي وجهة نظر الصهاينة وما رأيكم بالتسمية وبشكل مختصر
الدكتور عطا الله: اليهود مجرمون، لأنهم يقتلون النبيين ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس وهذا كما وصفهم الله تعالى في كتاب الله تعالى وعليه ليس بدعا أن يسموا حربهم علينا بالرصاص المصبوب على أهل غزة على الأبرياء على الأطفال على الشيوخ على النساء على البيوت الآمنة، وأنتم رأيتم ماذا جرى في آل السموني الذين جمعوهم جميعا في بيت واحد أكثر من سبعين نفس من أطفال وبنيات صغار ورضع، ثم قصفوا البيت مرة أخرى وكأنهم قد أحرزوا نصرا على هؤلاء الأطفال، ونحن نقول أنها حرب فرقان، نعم هي التي فرقت وفرقت بين الحق والباطل وحجمت هذا الصهيوني في مكانه كما قال حبيبنا الأستاذ الدكتور صلاح، أنه قد لبس الحفاضات ولم يغادر دبابته أبدا، والدبابة التي كان يركبها المركزاة، والمركزاة لها صورة دولية بأنها لا تمزق ولا يخترقها الرصاص، رغم ذلك وجدنا بأن المركزاة التي هاجمونا بها قد دمرت وحرقت بشظايا الصواريخ
المقدم: نعم
الدكتور عطا الله: الصواريخ القسامية، والحمد لله رب العالمين وعليه نحن كانت هذه المعركة، معركة تمايز وتميز بيننا وبين أولائك، بين الحق والباطل، لتثبت للعالم أجمع بأن هؤلاء مجرمون وما نحن إلا مدافعون عن حقنا وعن قضيتنا وعن أرضنا المسلوبة
المقدم: جزاك الله خيرا، دكتور صلاح سلطان هي تسمى من وجهة النظر الإسرائيلية الرصاص المصبوب وكانت على مبدأ الصدمة أو الرعب، إن النبي صلى الله عليه وسلم استخدام مبدأ الصدمة والرعب لكن ما الفرق بين استخدام النبي صلى الله عليه وسلم لهذا المبدأ و استخدام الصهاينة له
الدكتور سلطان: العبرة في الحقيقة في المعاملات في الوصول إلى المقاصد والمعاني وليس الألفاظ والمباني، هم في الحقيقة إذا أرادوا أن يمطروا غزة فتيانها ونسائها وأطفالها ومؤسساتها كما ذكرت في تقديم، في المقدمة الطيبة أصابوا شيئا لكنهم لم يصلوا إلى أهدافهم وبذلك فهم فشلوا فشلا ذريعا، في الحقيقة أريد أن أقول أن إخواننا ليسوا في حالة هدنة لأن الوضع في حالة حرب مستمرة، إسرائيل خرقت خلال هذه الفترة، كل يوم أو يومين كل أسبوع لا بد أن يخترقوا، وهناك حالة تلامس موجودة، لكن يمكن أن تكون المسألة بالنسبة لإخواننا متحيز للقتال ومستعد لمعركة كبرى فاصلة لا يريد أن يفوت الفرصة برد سريع على عمليات حجمقاء من الصهاينة، وأنا أعتقد من فضل الله أن إخواننا هناك في غزة هم الآن أقوى وأنكى في أعداء الله تبارك وتعالى، وأقدر على الكر والفر وإذاقة العدو بإذن الله ما لم يذقه في أية حرب سابقة بفضل الله عز وجل، وبالإضافة لهذا هناك الآن 40 ألف حافظ وهذه مسألة في معاركنا مع أعدائنا مسألة فاصلة، صلاح الدين الأيوبي كان له 15 ألف حافظ فقط حفظهم القرآن الكريم في منطقة الصالحية في مصر وجعلهم في الصفوف الأولى في المعارك الآن أربعون ألف حافظ، أخوات وإخوة شباب وشيب وعلماء
المقدم: كله في ذات الإعداد
الدكتور صلاح سلطان: كله في ذات الإعداد، هؤلاء دعواتهم إن شاء الله مقبولة، هؤلاء جهادهم فيه الأمل الكبير بنصر الله سبحانه وتعالى، فبالتالي في هذه المسألة يظن إن شاء الله أننا في حالة متحيز لقتال وليسنا في فترة هدنة، الهدنة مع العدو الآن غير قائمة، أما مسألة المسميات الكيان الصهيوني يريد أن يزيل وهذا هدف آخر لكن زادهم الله شرا، كان يريد أن يزيل من عقلية الصهيوني عندهم حالة الانهزامية بعد حرب تموز في لبنان، قالوا هذا صيد ثمين، لا نستطيع أن نواجه حزب الله في لبنان لاعتبارات كثيرة جدا، الآن هذا صيد ثمين وسريع ثم التحالف مع الأنظمة العربية
المقدم: سنأتي، المعوقات التي وقفت في وجه المقاومين في حرب غزة، ونرى الكثير من المحاور في هذه الذكرى الثانية لهذا العدوان
لكن بعد هذا الفاصل إذا أذنتم لي وأذن لي الجمهور
مشاهدينا نلتقيكم بعد هذا الفاصل بإذن الله
المقدم: من جديد نرحب بكم مشاهديناالكرام في حلقة من دروس وعبر الفرقان في برنامج فقه القضية، ضيفنا عبر الأقمار الاصطناعية هو الدكتور عطا الله أبو الشبح الوزير والمستشار الشابق وهنا في الاستوديو الدكتور صلاح سلطان المستشار الشرعي في مملكة البحرين والرئيس في لجنة القدس وفلسطين في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
دكتور عطا الله دعني أسألك عن أن الجهد الآن يتركز دوليا على منع استمرار المقاومة وحصولها على السلاح سواء في غزة أو في غيرها، السؤال الشرعي الآن ما حكم المقاومة شرعا في مثل حالة حرب الفرقان وما حكم منع هذه المقاومة
الدكتور عطا الله: أما عن المقاومة فهي واجية، وملاقة العدو من أوجب الواجبات بل جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ذروة سنم الإسلام، والله تبارك وتعالى يقول { وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} وعليه فإن الذي يمنع السلاح قد أثم ووقع في إثم كبير وفي الحرام، لا بد من تعضيد ولا بد من مؤازرة المجاهدين الذين يقفون في وجه هؤلاء الطغاة الذين قال الله تعالى فيهم {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ} وعليه فإنه عندما ينادينا الله تبارك وتعالى في كل أقطار الدنيا والمسلمين خاصة، { مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ {38 إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ } هذا السر ضروري جدا أن يعيه كل مسلم، وعليه إن لم يآزر المسلمون إخوانهم المجاهدين في غزة بالنفس وبالمال وبالمدد وبالسلاح فقد أثموا جميعا، إننا والله على ثغر من أهم الثغور من ثغور الإسلام ولابد من مآزرته وما تقاعس النظام وما تقاعس شعب وما تقاعست أمة عن نصرة هؤلاء المجاهدين إلا عنهم الله بغضب ويا عوذ بالله، إن أرض المسلمين تنتهك وأرض المسلمين تبتلع والمسجد الأقصى يهود وإن القدس تدمر وإن الإنسان الفلسطيني يعرض بأشد أنواع الفتن، وإنك قد تقدمت في بداية حديثك أخي الكريم باستهلالك بصدر سورة العنكبوت { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } إننا نتعرض لفتنة وفتنة كبيرة جدا، على كل مسلم ومسلمة في بقاع الأرض أن يمد المسلمين الذين يقفون أمام هذا العدو المجرم بكل ما يمكن أن يمدوه بالعون وبالنفس وبالنفيس وبالسلاح وبغيره وبهذا أوجب واجبات الإسلام، إننا والله في أرض المقدسات، نحن نقف في وجه هذا المجرم، وما على المسلمين إلا أن يآزروا هذه الوقفة، كمان مرة أقول وأؤكد، وإلا أثموا جميعا
المقدم: طيب دكتور
الدكتور سلطان: في المسألة هذه نقول للناس الذين يسمعونا، دكتور عطا الله يقول هذا الكلام لأنه في غزة القتال وفي ميدان القتال، أبدا هذا حكم شرعي في المجعات الفقهية، منذ سنة 1928 محمد مراغي طلع بمسيرة ويعلن الجهاد يجب أن يقاتل كل من، مجرد الدعوة للهجرة إلى أرض فلسطين، سنة 47 قرار التقسيم صدرت الفتاوى الشيخ عبد المجيد سليم، الدكتور محمد مراغي الشيخ شلتوت، شيوخ الأزهر، علماء كثر وعلماء المسلمون في العالم والمجامع الفقهية كلها
المقدم: تناولنا هذا الموضوع في ثلاث حلقات، دكتور صلاح أنا أسألك عن تسريبات ويكيليكس عن أن إسرائيل والكيان الصهيوني عرض على السلطة الفلسطينية ومصر الدعم في هذه الحرب على غزة، لكن مصر والحمد لله والسلطة الفلسطينية رفضتا، الآن لو حصل أن ساهمت بعض الأنظمة العربية وقد يحصل أن تساهم بطرق غير مباشرة والأمثلة كثيرة طبعا، هذه المساهمة في باب الولاء والبراء في أي مرتبة تكون، لو حصل وافقت
الدكتور سلطان: شوف يا أخي في القانون وهو موجود في الشريعة الإسلامية ويسمى قانون القرار السلبي بمعنى إذا أخذناه في الشريعة، أنك أنت ترى إنسان يغرق وأنت رأيته وأنت تستطيع أن تعوم وأن تسبح لكي تنقذه فلم تفعل يقال له هذا قتل بالتسبب، أنت عملت قرار سلبي بأنك لم تنقذه، إذا اتخذت أية دولة أن لا تساعد الكيان الصهيوني مساعدة عملية ثم اتخذت قرار سلبيا، بمنع دخول السلاح إلى إخواننا في غزة أنا لا أقول يمنعون الكساء والغذاء والدواء إحنا كتبنا وقلنا 485 من علماء مصر يجب فتح المعابر والمنافذ ليس فقط للطعام والشراب وإنما للسلاح ومصر أرسلت سلاح لكل الدول للثورات التي كانت تقوم بها نيابة عن أنظمة خارجية، فأهل غزة وأهلنا المقاومون والمجاهدون أولى، فأقول القرار السلبي في حد ذاته جريمة شرعية لا يجوز السكوت عليها وهي إثم بالغ والعلم وعدم إخبار إخواننا في غزة، وعدم المساندة بل عدم ترك الشعوب، ترك الشعب، إذا الحكومات ضعيفة ولا تستطيع أو عندها إلتزامات قانونية أقحمت نفسها بها، أتركوا الشعوب أتركوا الناس تعبر، لماذا يمنع الناس في المملكة العربية السعودية أن يخرجوا أن يعبروا ومنهم العلماء وعموم الناس، لماذا منع الناس في مصر واعتقلوا من أجل عيون الكيان الصهيوني، في أزمة طاحنة في الغرب كانت تضرب بالحذاء السفراء الصهاينة وإحنا في بلادنا لا يستطيع الإنسان أن يفعل شيئا، هذه كلها أنا أعتقد قرار سلبيا ثم منع الناس أن يساندوا أن يدفعوا، هذا قرار إيجابي بعدم مساعدة إثم ويعتبر ولاء لأعداء الله تبارك وتعالى وتدخل في دائرة {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} هذا نوع من
المقدم: دكتور أنت تكلمت في عموميات، لكن أنا أريد أن أعطي مثل وأريد الحكم الشرعي وأنت أستاذ الفقه، على مستوى الحكام، أقر بيريز أن بعض الحكام العرب طلبوا منه القضاء على المقاومة في غزة أثناء الحرب، هذه المقاومة، ما حكم هذا الطلب في الميزان الفقهي لو وافقت عليه بعض الأنظمة العربية
الدكتور سلطان: هذا الطلب في حد ذاته هو محادة لله ورسوله هذا الطلب هو إنهاك للمسلمين وتغليظ وإسناد للكافرين، هذا الطلب يجعله من أشد أنواع الكبائر ويرتكب أشد أنواع الموبقات لأنه لا يرعى الله ولا رسوله ولا المؤمنين ولا الأرض ولا العرض ولا الجوار ولا الإسلام ولا الجانب الإنساني ولا الطفولة ولا المرأة ولا هؤلاء الجرحى الذين ضربوا مرتين، ضربوا أولا فصاروا جرحى ثم ضربوا في عربات الإسعاف فصاروا قتلى، فهذه جرائم سيفضحها التاريخ وسيرون هذا بين يدي الله عز وجل إذا لم يتوبوا
المقدم: هذا دكتور، في قعر جهنم
الدكتور سلطان: في قعر جهنم، إذا لم يتوبوا ويرجعوا إلى الله عز وجل، ويعوضوا أهل غزة جميعا
المقدم: نريد أن نرجع بالذاكرة إلى الخلف، دكتور عطا الله، إذا كنت تسمعني، المجازر الصهيونية المتكررة منذ الاحتلال مرورا بصبرا وشاتيلا ومجزرة جنين وبيت حانون وحرب الفرقان في غزة، كل الملفات التي رفعت إلى المحاكم الدولية تغلق، في حرب غزة ذكرت وسائل إعلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وأمين سر المجلس التشريعي محمود الرمحي ذكر أن السلطة الفلسطينية قد طلبت تأجيل التصويت على غولدستون، لماذا تغلق دائما الملفات، ملفات المجازر الصهيونية
الدكتور عطا الله: يا أخي الحبيب عهدنا باليهود أنهم ذباحون لكل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ذبحوا الأنبياء وليس جديد عليهم، والمذابح لم تبدأ بالذي بدأت به، فذبحونا في دير ياسين في كل القرى الفلسطينية
المقدم: أنا وضحت القليل مما فعله الاحتلال
الدكتور عطا الله: بارك الله فيك، ومنذ الاحتلال، هذا معدنهم ذبحونا في دير ياسين ذبحونا في قانا ذبحونا في بحر البقر في مصر دمروا نظم قناة السويس، ذبحوا الجندي المصري الأسير في سنة 56 وسنة 67 ثم بعد ذلك ذبحونا في 76، دخلوا بيوتنا يخرجون الرجال العزل والحوامل ليشقوا بطون الحوامل ثم يشنقون الجنين بأمعاء أمه هذا هو معدن اليهود، الذي بنيت، وقال مناحن بيغن ذلك المجرم أنه لولا دير ياسين ما نشأت إسرائيل ولما قامت إسرائيل وهذه قضية تاريخية مفصول بها، إنما أن تأتي السلطة الفلسطينية، ليست الجريمة الوحيدة التي ترتكبها السلطة الفلسطينية في حق القضية الفلسطينية ولكن سكوتها عن تهويد المقدسات سكوتها عن
المقدم: ولكن دكتور
الدكتور عطا الله: سكوتها عن بناء المستوطنات
المقدم: لكن ما هي الحكمة التي من ورائها طلبت السلطة الفلسطينية تأجيل التصويت على تقرير غولدستون، أكيد في سبب سياسي
الدكتور عطا الله: يا سيدي هذا بند من خارطة الطريق ومن الشق الأمني فيه أنها تآزر الموقف الإسرائيلي ضد المقاومة على طول الخط، وهذا تتويج ونوع من التنسيق الأمني الذي يصل إلى درجة ذبح المسلمين على أيدي السلطة الفلسطينية بأيدي اليهود، وانعكست الآية، سلموا المجاهدين وها هم يعتقلون المجاهدين في معتقلاتهم بيد دايتون وبتنفيذ من أجهزة السلطة الفلسطينية، الأمر لا يتوقف عن غولدستون، وغولدستون ما هي إلا أمر معنوي لكن الذي يجري على الساحة الفلسطينية حرائرنا تضرب، وحرائرنا تسجن، وحرائرنا تهان كرامتها، لدرجة أن المجاهدة ميسم سلامة، ميسم سلاودة يسجنونها مع الجنائيات، مع تاجرات الحشيش مع ممارسات الدعارة يمارسن عليها كل صنوف العنت، كل صنوف الإجرام، هذا الذي يجري في الضفة الغربية للأسف الشديد، وغولدستون ما هو إلا بند بسيط مما تتسابق به هذه السلطة وأجهزتها الأمنية التي باعت نفسها للشيطان أملا بأن يعطيها اليهود شيئا، يعطونها دولة، دولة أين، الله أعلم، هذا الذي يجري في المفاوضات التي تضر بالقضية الفلسطينية أشد وأنكى من
المقدم: نعم دكتور
الدكتور عطا الله: مما حصل في تقرير غولدستون
المقدم: دكتور صلاح اسمح لي، شئ لا بمكن فهمه، دائما ملفات المجازر الصهيونية والإسرائيلية تغلق، يحق للإنسان أن يسأل، لماذا يقف العالم وبعض الأنظمة العربية دائما مع الصهاينة ضد الفلسطينيين ورغم أن الحكام من مصلحتهم زوال هذا الكيان
الدكتور سلطان: أنا لا أستطيع أن أدع وجهي وأخفيه تحت إصبعي ولم أعود عقلي على الدهانات والمراهم الخارجية التي تخفي وراءها الكثير من الأمراض والعلل الداخلية، كل من ساعد هؤلاء الصهاينة بشكل مباشر أو غير مباشر تأكد أنهم عملاء، حاولت أفهم، عايزيين فلوس هم نهبوا البلاد وعندهم فلوس بالمليارات وبعضهم أغنياء جدا، عايزين سلطة السلطة بإيديهم من عشرات السنين،
المقدم: صحيح
الدكتور سلطان: عايزين جنود وأعوان وأنصار وحرايس عندهم ملايين الحراس ويصرفوا ثلثين ميزانية الدولة على الجانب الأم ني ويتركون الفقراء والمساكين وطلاب العلم والعلماء يفرون وأصبحنا منطقة طرد للعلماء لأن مافيش علم، عندنا بعض الكليات ميزانية المكتبة 1000 جنية، أنا رحت هولندا لقيت ميزانية المخطوطات مليون يورو في هولندا، فإحنا، لما أقعد أسأل نفسي هؤلاء لماذا يفعلوا كل هذه الأشياء، في شعوبهم صاروا أعزة على المؤمنين ومع الأعداء أذلة على الكافرين عكس تماما النص القرآني
المقدم: وهذا هو السؤال، لماذا
الدكتور سلطان: هؤلاء عملاء صيغوا على عين الصهاينة والأنظمة الكبرى لمصلحة هؤلاء الصهاينة، وهم ينفذون مخططا، وهذا النخطط جزء من الكيان الصهيوني ولذلك الشاعر يقول
يا لعنة ضمي بقعر جهنم عمدا يهوديا على متهود
وقال الشاعر نزار قباني في الزيتونة لما راح السادات في الكنيست الإسرائيلي دون أن يستشير وزير خارجيته ولا مجلس النواب ولا مجلس الوزراء، القصيدة التي بدأها
أنا يا صديقتي متعب بعروبتي
ويقول فيها
من ذا يصدق أن مصر تهودت
فصلاتها عبرية وإمامها كذاب
لكن يؤسفني أن الذين صفقوا لنزار قباني كثير منهم يقولون ما لا يفعلون وكذابون أكثر من الذين كذبوا علانية، هناك من يكذب بالعلن وهناك من يكذب في السر وجاءت هذه الوثائق التي فضحت كل شئ والتي أظهرت المخبوء، والتي جعلت الأمر الظني أمر قطعيا في العمالة في الخيانة في الذلة على الكافرين والعزة على المؤمنين وهذا من أعظم الفسوق والخروج عن، أنا مش قادر أتصور، الإمام ابن خلدون في مقدمته يقول، الحاكم يحسن إلى قومه ديانة أو سياسة، يعني أنت صاحب دين تخاف الله سبحانه وتعالى وتخاف دعوة الرسول عليك (اللهم من ولي أمر من أمور المسلمين شيئا) الرسول هو من يدعي، مش إحنا يلي لينا معاصي وذنوب وغير معصومين، الرسول يدعو على كل حاكم كل والي كل مسؤول ( اللهم من ولي من أمر المسلمين شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليه فاشقق عليه) من الذي يحتمل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الشكل، هؤلاء شقوا على الأولياء وعلى الدعاة وعلى المجاهدين، لما تأخذ المجاهدين ويضربونهم وهم جرحى قتلوا ناس من المجاهدين، عايزين يأخذوا معلومات من المجاهدين ويعطونها للصهاينة، هذه فضائح بالجملة لم تعد فضائح محدودة، يعني اللسان لا يملك إلا الدعاء ” اللهم اهديهم أو هدهم”، اللهم اهدهم إلى طريقك المستقيم أو خلصنا منهم أجمعين واجعلهم في قعر جهنم أجمعين، لأننا حقيقة نحن لم نعد نتصور، يعني لما تقعد تحط السيناريوهات وتقول حيبقى بقية من كرامة وشعب
المقدم: نريد أن نضع سيناريو كيف هب العرب وهم أهل فزعة باتجاه مساعدة الصهاينة بإطفاء حريق جبل الكرمل
الدكتور سلطان: طبعا
المقدم: بينما لم يهبوا في غزة، ولكن نريد أن نضع هذا السيناريو بعد الفاصل
مشاهدينا نلتقيكم بعد هذا الفاصل إن شاء الله فانتظرونا
حياكم الله مشاهدينا في هذه الحلقة الجديدة من برنامج فقه القضية وهذه الحلقة يعنوان دروس وعبر في حرب الفرقان، دكتور عطا الله أبو السبح في غزة،
أريد أن أسألك عما تكلمنا به عن السيناريو العجيب قبل الفاصل، كنا نتحدث عن هبة العرب والسلطة الفلسطينية أو بعض العرب دون أن نظلم أحدا باتجاه مساعدة الصهاينة في إطفاء الحريق الذي شب لعدة أيام متواصلة في جبل الكرمل وتفاني بعض الرجال العرب في هذا الإطفاء، لكن في المقابل وعندما كانت تحترق غزة قبل عامين، يحتج أهل غزة ويتصلوا بنا لماذا لم يهبوا لمناجدتهم ومناشدتهم كيف يفهم أطفال غزة وأطفال فلسطين وأهل غزة عموما هذه المفارقة
الدكتور عطا الله: لم يخرجوا عما طرحه أخونا الدكتور صلاح، هؤلاء عملاء يستميلون أعداء الله على أمتهم ويمارءونهم على هذه القضية ويتآمرون معهم على المقاومة وهذه قضية لم تعد خافية سواء قالها ويكيليكس أو أننا عايشناها بالصوت والصورة، يا أخي الحبيب من المهازل التي عشناها ونراها والأكيد أنكم تابعتموها أن السلطة الفلسطينية التي كانت قد أعدت جيشا بالكامل ليثب مؤازرا الهجوم الرصاص المصبوب على غزة، وكانوا يمنون أنفسهم أن يعودوا ليحكموا هذا القطاع برعاية صهيونية، هم هم الذين بعثوا بسيارات الإطفاء وللأسف الشديد عندما جاء نتنياهو ليكرم الذين شاركوا والدول التي شاركت منع مندوبي السلطة الفلسطينية الذين قدموا طلبا ليكونوا من المكرمين، منع الدولة الإسرائيلية ورفض أن يكرمهم أو يستقبلهم، هذه مهانة وهذه وصمة عار في جبينهم، لا يخرج هذا الأمر عن سياق التنسيق الأمني الذي يأتي بكل عجيب من هؤلاء الناس الذين لا كرامة لوطن لديهم ولا كرامة لإنسان ولا كرامة لحرة من حرائر المسلمين، يا أخي العزيز أكيد أنكم تابعتم في يوم من الأيام الجنرال إياد،
المقدم: نعم
الدكتور عطا الله: أكرمكم الله، الذي قال والله لو رأيت واحدا منهم يقتل صهيونيا ولو كان أبي لقتلته، هذا يقوله إياد العلي الجنرال الفلسطيني، للأسف الشديد الذي يأتمر بأوامر رئيس الوزراء، الذي تنتهب الأرض من تحت أقدامه وهو يرى وينام على المليارات كما تفضل أخي الدكتور صلاح، نحن في عجب العجاب وللأسف الشديد فقدوا كل حياء فإن لم تستحي فأصنع ما شئت، يريدوا أن يطفؤوا النيران في جبل الكرمل ويشاركوا فيه هذا أمر دون قتل الإنسان الفلسطيني وسجنه وملاحقة المجاهدين واستكشاف مخازن التسليح للمقاومين وتسليمهم للاحتلال ليقصفهم ومش اعتقالهم كمان، بل يشاركون في قتلهم وهذه سلسلتها طويلة ولا عجب في ذلك وأسأل الله عز وجل أن يخلصنا منهم قريبا
المقدم: دكتور صلاح اسمح لي، حرب غزة
الدكتور سلطان: بس تعليق
المقدم: ممكن تدمج الجواب إذا كان لديك شئ،
الدكتور سلطان: نعم
المقدم: هناك سيناريو آخر غير إطفاء حريق جبل الكرمل هناك حرب غزة حرب الفرقان، خلفت أسرى وشهداء وجرحى ولهم عائلات، فما حكم كفالة أسرة الشهيد في المقابل ما حكم منع كفالة أسرة الشهيد ومنع الجريح، بل الاعتداء على الجرحى في بعض الدول العربية كما حصل، كيف تفهم ذلك
الدكتور سلطان: خليني أضيف لأخي الحبيب الدكتور عطا الله، المسألة يلي حاصلة دي أن تركوا أهل غزة بهذه الجراح الكبيرة جدا بل منعوا أن الناس تروح وتغيثهم مرات ومرات في المقابل هبوا بسرعة، عندهم مروءة وإنسانية رايح يطفي الحريق في الكيان الصهيوني، هذه بالضبط مثل قصة معروفة عندنا
المقدم: سريعا
الدكتور سلطان: ناس بعملوا فرح بلاقوا ناس في القاهرة مثلا، بيرحوا ناس بنصبوا طربيزة وببيعوا مخدرات فأهل العروس بفكروا أن أهل العريس ناس بتوع مخدرات وأهل العريس لما يشوفوا المسألة دي بقولوا إحنا وقعنا في ناس سيئين بتوع مخدرات، فهم لا تبع دول ولا دول فبيسألوا أحد الضباط أنتم ليه ما بتحاربوا الظاهرة هذه، بقولوا هذا عمل إنساني عشان الأفراح مش عايزين نأذيهم، في نفس الوقت يروحوا يعتقلوا ناس عندهم كتاب خلق المسلم للإمام الغزالي ويروحوا المحكمة ويجيبوا أستاذنا الدكتور محمد عمارة للحكم وقالوا له إيه رأيك بهذا الكتاب، فقال هذا الكتاب يجب أن يدرس في كل المدارس والجامعات
المقدم: لأجل الوقت، نبقى في غزة
الدكتور سلطان: نعم، في الحقيقة بالنسبة للأوضاع في غزة أنا أقول أن المسلم في أي مكان من الأرض لا بد أن يعلم أن أهل غزة وأهل المقاومة هم أحق الناس في الأرض بالزكوات وهم عندهم أربع مصارف يستحقونها
المقدم: طيب سريعا منع هذه الزكوات، حكمها
الدكتور سلطان: هذا قتل بالتسبب في الشريعة الإسلامية، قتل بالتسبب وأنا كتبت هذا في كتابي، هذا قتل بالتسبب لأنك شايف واحد بموت وتتركه يموت، كل الفقهاء يقولون هذا قتل بالتسبب، وهذا لا يجوز شرعا
المقدم: لكن وعد هؤلاء بجمع خمس مليارت من أجل إعادة إعمار غزة، ثم تحولت هذه المليارات لبناء جدار فولاذي وإغلاق معبر رفح وأشياء أخرى
الدكتور سلطان: للأسف الشديد هذا جزء من العمالة كما ذكرنا وكما أكد أخي الكريم فضيلة الدكتور عطا الله، هذه الأموال ليست أموالهم، هذه الأموال هي أموال الأمة، من الذي أعطاهم الحق أن يتصرفوا بها على هذا النحو المحرف المنجرف إلى هاوية الذل والعار والجحيم
المقدم: دكتور عطا الله كنت أسأل الدكتور صلاح سلطان أنه تم التحقيق مع جرحى بل تم أخذهم وتعذيبهم وهم جرحى جاؤوا للاستشفاء، لكن في المقابل نريد أن نبين الوجهة الأخرى، هناك المشفى الميداني الأردني عندكم في غزة عالج أكثر من ربع مليون حالة، كيف تنظرون إلى ذلك من منظار الأخوة الإسلامية
الدكتور عطا الله: نثمنه ولا نستطيع إلا أن ندعو لهم أن يبارك الله لهم في أعمالهم، وحقيقة أن الشعوب التي تنبض بحب فلسطين والتي يألمها جدا ويدمى قلبها على ما يجري في قطاع غزة هذا خارج السياق للأنظمة، وحتى لا أغوص في هذه المسألة أود أن أذكر وألفت نظر المشاهدين جميعا، أخي، سلام فياض ويفترض بالإنسان الفلسطيني يمثل قدوة للشعوب ويمثل قدوة للحكام، “والله لو رفعت يا أمير المؤمنين كانوا رفعوا” كلمة قالها علي بن أبي طالب لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، سلام فياض يا أخي، يقطع راتب كل من ينتمي إلى المقاومة، ويخاف الناس هنا الذين يتقاضون راتب من السلطة الفلسطينية سواء في الضفة أو في غزة، ليست المسألة فقط أن يمنع الإمداد أنه يشير أو يعاون الصهاينة فيما يفعلون فينا بل كل من له علاقة من قريب أو من بعيد أو ذهب إليه تقرير كيدي أو وشاية على أنه يؤيد المقاومة أو يطرح السلام على مقاوم يقطع راتبه، ما أكثر الذين قطعت راتبهم من الأطباء
المقدم: حتى لا،
الدكتور عطا الله: من المهندسين
المقدم: نعم، لكن أريد أن أسألك عن دور إيجابي آخر غير المشفى الميداني، الموضوع التركي أردوغان غادر منصة دابوس في سويسرا وكان في المقابل دور تركيا متقدم لمسافة كبيرة على دور الكثير من الأنظمة العربية، كيف ينظر أهل غزة إلى هذا في ميزان الأخوة الإسلامية
الدكتور عطا الله: أخي الحبيب أنا أعود إلى أن المستشفى الميداني التركي ليس وحده، المستشفى الميداني الأردني آسف، ليس وحده، بل جاءنا الشعب العربي من الكويت من البحرين من الخليج من قطر وقدموا وأنا أثمن هنا دور أمير قطر الذي قدم الإعانات وقدم تمويل مشاريع، أنا الآن في بناية وهذه البناية فيها مكتب يضم مكتب دعم الشعب الكويتي للشعب الفلسطيني، تركيا لها مكتب هنا تابع “IHH”، أمس أو أول أمس قد دشنوا عمارة لمن نسفت مبانيهم وعمارات تبنى على نفقة هؤلاء المسلمين الذين تحركت في داخلهم حرارة الإسلام والانتماء لهذا الدين العظيم والأخوة الإسلامية وبالتالي عندما رأينا الدماء التركية تمتزج مع مياه البحر المتوسط عندما قصفتها الطائرات المجرمة الصهيونية في سفينة مرمرة وقد صعدت أرواح الشهداء من الأتراك، هذه طمأنتنا جدا، وجعلتنا نستبشر بأن النصر آت، أما الأخوة الإسلامية لا بد أن تترجمم إلى سلوك، وأن هذا أو آملين أن هذا يوقظ في قلوب زعماء المسلمين وقادتهم
المقدم: أعذرني دكتور عشان الوقت، 1500 شهيد وأكثر 5000 جريح معظمهم نساء وأطفال، لكن السؤال الآن عن القادة قادة المقاومة الذين فقدوا وسقطوا شهداء وهم يرفعون شعار {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } هل يعتبر سقوط هؤلاء القادة خسارة
الدكتور سلطان: في حديث صحيح البخاري أن امرأة تسمى أم حارثة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله إن ابني قتل معك يوم أحد شهيدا، أو قتل معك يوم أحد، فإن كان في الجنة صبرت واحتسبت وإن كان في غيرها لترين ما أصنع، فالرسول رد عليها ردا عجيبا جدا لم أسمع بمثله أبدا في كتب السنة كلها، ( قال أو قد هبلت) يعني يقول إنت انهبلتي ( إنها جنان يا أم حارثة) فنحن أمامنا أمران النصر أو الشهادة، والمسلم عامل زي المنشار طالع واكل نازل واكل
المقدم: سريعا من أجل الوقت
الدكتور سلطان: ليس فيها أبدا أي خسارة بل هو النصر بل هو الخير هو البر هو رزق الله عز وجل يصطفي به من يشاء، ونسأل الله أن نلقى الله شهداء
المقدم: جزاك الله خير، دكتور دعني أختم معك بهذا السؤال، دكتور عطا الله أبو السبح، ما هي أهم الدروس التي استفدتموها على المستوى الداخلي داخل غزة، وبالذات على المستوى الإعلامي والأمني، وعلى المستوى العربي والتعامل معكم، ونختم بها الحلقة
الدكتور عطا الله: أولا نحن صار عندنا يقين بأن هذا العدو المجرم نستطيع أن نهزمه إن شاء الله تعالى، هذه واحدة، وأن النصر مع الصبر، نمرة اثنين، هذه الحرب علمتنا كيف نتكاتف وكيف نتعاضد وكيف نتعاون، وعليه كل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم يظهر منه أي خلل أمني لدرجة أن الماس كانت آمنة على أموالهم على أنفسهم وعلى أرواحهم وعلى دمائهم، فلم يخرج أبدا منا حتى العملاء دخلوا في جحورهم فلم نرى منهم أحدا يعيثوا في الأرض فسادا وإفسادا، نمرة ثلاثة، علم العالم جميعا أن الإسلام هو الحل وهو الوحيد الذي يقف في وجه هؤلاء المجرمين وبالتالي التف العالم والتف الشعب الفلسطيني حول الحركة الإسلامية وليس المهرجان الأخير عنا ببعيد، المهرجان الأخير الذي كان بمناسبة الانتفاضة بمناسبة انطلاقة حماس قد جمع ما لم تجمعه أي مهرجانات سابقة وهذا يدل على أن الناس قد اختاروا وأيقنوا بخيار المقاومة، تعلمنا وقد استفدنا من هذا أنه تأكد لدينا وتعزز بأن هذه المفاوضات عبثية وإنما هي موالاة لأعداء الله تبارك وتعالى وهذا الذي نعلمه، علمتنا هذه الحرب بأننا كلنا مشاريع شهادة، كما تقدم أخي الحبيب أن لدينا من الحصات وبذلك أقبل الشعب الفلسطيني
المقدم: إذا دكتور عطا الله
الدكتور عطا الله: يحفظوا كتاب الله تبارك وتعالى ولدينا الحمد لله رب العالمين الكثير الكثير
المقدم: الحمد لله، إذا بهذه الدروس وبهذه البشريات نطمأن على الوضع في فلسطين بإذن الله عز وجل بأنه دائما بخير وبأن أهله بخير مهما طال الليل، ونشكرك المستشار والدكتور أستاذ الفقه المقارن عطا الله أبو السبح من غزة عبر الأقمار الاصطناعية كما نشكر الدكتور فضيلة المستشار الشرعي ورئيس لجنة القدس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأستاذ الدكتور صلاح سلطان، باسم المشاهدين نشكركم ضيفينا، وياسم فريق البرنامج نشكركم مشاهدينا ونلتقي في حلقة قادمة من برنامجكم فقه القضية، هذه تحية فريق البرنامج ومحدثكم عمر الجيوسي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.