الحلقة 12 بشائر النصر في فلسطين

    

ضيف الحلقة: الدكتور محمد الددو الشنقيطي    رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا

المقدم: عمر الجيوسي

تاريخ الحلقة: 18-2-2010م

يوتيوب:

المقدم: السلام عليكم ورحمة الله مشاهدينا الكرام, يقول رب العزة: { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}, الانتصار حتم مقضي ووعد إلهي وقد يسأل المسلمون الظامئون لنصر الله: لماذا يتأخر النصر؟ وقد يسأل أهل فلسطين: متى يقاتل المسلمون اليهود؟ وأين هي الطائفة المنصورة؟ ولماذا لا يتحقق النصر إلا بكلفة باهظة, بل وفي آخر الزمان؟ وقد يسأل المسلمون في كل مكان بل يجب أن نسأل: ما هو دورنا الشرعي والإنساني تجاه فلسطين طالما هي قضيتنا المحورية؟ بشائر النصر في فلسطين هو موضوع حلقتنا لليوم وضيفنا هو الشيخ العلامة الدكتور محمد الحسن الددو الشنقيطي رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا

أهلا بك شيخنا, الله يحييك في قناة القدس.

الضيف: الله يبارك فيك.

المقدم: دكتور رغم أن هذه الحلقة موضوعها بشائر النصر في فلسطين إلا أنه يبدو أننا ما زلنا على مسافة ليست بالقريبة من النصر فالإحباط والشعور بالهزيمة والتمزيق بالصف العربي والانكسارات المتلاحقة التي حصلت من إسرائيل لنا, كل ذلك يجعلنا لا نثق بالنصر كثيرا, هل هذا توصيف صحيح.

الضيف: ليس هذا توصيفاً صحيحاً، لأنه كلما اشتدت الأزمات كلما قرب الفرج ومن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى جعل هذه الحياة الدنيا مسرح للصراع بين الحق والباطل فمنذ مهبط أبانا آدم وأمنا حواء وهبط معهما ابليس إلى هذه الأرض بدأ الصراع بين حزبين هما حزب الله وحزب الشيطان وهذا الصراع نتيجته حتمية ومعلومة وهو قول الله{فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} {أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} ولكن لابد أن يكون لها صولات وجولات {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} ولابد أن يمتحن الله الناس على طريق الحق فيصرف الذين لا يقتضي خدمتهم للدين ولا يستفيد منهم وقد تعهد بصرفهم فقال {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} وقال {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ }

المقدم: وهل من بشائر للنصر في الحديث النبوي, وهي بشائر كثيرة.

الضيف: نعم سنذكرها, {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} وقال{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرالدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } وقال{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّ بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} لذلك وجب علينا أن نؤمن أن الله سبحانه وتعالى لو شاء ما خلق الشر وأهله وما كفر أحد من الخلق به قال{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} فهنا كل الأصناف الأخرى غير الناس, ذكر توحيدها وسجودها لله تعالى, وجعل منهم المؤمن والكافر, فمنهم شقي وسعيد, وكان بالإمكان هديهم جميعا  {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } وقال{ ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ} ولذلك لله سبحانه وتعالى أن يمتحن عباده كما قال الله تعالى{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {2}وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } فيجب أن نعلم أننا لسنا أكرم على الله من رسله, فهذا نوح عليه السلام مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما وهو يطلب النصر, وبعد أن قال إني مغلوب فانتصر فأمر السماء فانفتحت بماء منهمر وأمر الأرض ففجرت عيونا والتقى الماء على أمر قد قدر, وكذلك الأنبياء من بعده فإبراهيم عليه السلام تجمع عليه قومه حتى وصل بهم الطغيان أن رموا خليل الله في النار

المقدم: دكتور تسمح لنا فقط لضيق الوقت, الأدلة كثيرة ماشاء الله, نريد فقط شواهد سريعة.

الضيف: الشواهد السريعة أن هذه سُنة الله في خلقه وأنها لا تؤدي إلى هزيمة ولا انكسار, لأن أهل الإيمان يعلمون أن وعد الله حق وأن الله لا يخلف الميعاد وهذا وعده بين أيدينا ونحن نقرأ قول الله تعالى{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } وقول{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ*3*   ص 337أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }

المقدم: والأدلة من الحديث نريد حديث فقط.

الضيف: كذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عدد كبير من الأحاديث فيما يتعلق بالنصر في فلسطين بالخصوص من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (لتقاتلً اليهود ولتقتلنهن حتى يقول الحجر والشجر يا عبد الله يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله) وكذلك ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (لينزلن المسيح عيسى بن مريم حكما عدلا عند المنارة البيضاء الشرقية دمشق يمينه ملك وشماله ملك إذا طأطأ رأسه تحدر منه مذر الجمال وإذا رفعه تقاطر كأنه نزل من ديماس لا يحل لكافر أن يجد ريح نفسه إلا ذاب كما يذوب الملح بالماء وإن نفسه ليبلغ ما يبلغه بصره فليقاتلن الدجال حتى يدركه  برملة لد أو بباب لد فيقتله) وكذلك حديث الطائفة المنصورة من هذه الأ مة

المقدم: سآتي, طبعا لحديث الطائفة المنصورة له سؤال مهم, لكن بعض الناس يقول أننا لم نصل في حالة من الذل والهوان كما نحن عليه الآن عبر تاريخنا خصوصا بالملف الكبير الجرح الدائم فلسطين, السؤال هل هذا قدر فلسطين إلى الأبد.

الضيف: ليس قدرها بل هو وقت يسير, لكن الناس بنوا بالاستعجال وهذا ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما آتاه الخباب متوسلا له في ظل الكعبة كما جاء في حديث البخاري ( ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا لما نحن فيه قال قد كان فيما قبلكم يؤتى بالرجل فيوضع المنشار على مفرقه فيفرق به فرقتين ومن ومن يمشط بممشط الحديد فيمشط ما به من بين عظم ولحم لا يصده ذلك عن دينه  والذي نفس محمد بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى يصير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه لكنكم قوم تستعجلون) لذلك أنت الآن قلت في مقدمتك إن كثير من الناس يقولون أن النصر مؤكد لكن يبدو أنه بعيد, وما يدريك, هذا كلام قاله الناس يوم الأحزاب, سبع سنوات على غزوة الأحزاب حتى جاء النصر وفتحت كنوز الدنيا كنوز كسرى ونفقت في سبيل الله.

المقدم: سبع سنوات فقط, نعم هو طبيعة الإسلام ينتشر سريعا بإذن الله والحمد لله, في الآية التي تقول { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} لماذا نرى الصهاينة قد انتصروا.

الضيف: ما انتصروا, بالنسبة للنصر يشمل شئ كثيرا, أنواع النصر كثيرة, منها التمكين بالأرض  ومنها التمكين في القلوب ومنها تمكين الدين لهم ومنها كذلك المحبة في أهل السماء وأهل الأرض.

المقدم: يعني هي مسألة صولات وجولات.

الضيف: صولات وجولات نعم لابد منها والصهاينة سيهزمون أكيد, طبعا وعدهم الله أيضا أنه سيكون لهم دولتان, الدولة الأولى أقامها داوود وسليمان عليهما السلام وهذه الدولة لم تدم طويلا لأنها تعاقب عليها الملوك الفاسقون الفاسدون من بني إسرائيل من بعد الأنبياء, قتلوا الأنبياء قتلوا زكريا قتلوا يحيى, حاولوا قتل المسيح بن مريم وتأمروا عليه فسلط الله عليهم “نبوخد نصر” “والبيزنطيين” فاسقطوا دولتهم الأولى, ثم بعد ذلك جاءت دولتهم الثانية الآن.

المقدم: دكتور نحن على أساس نركز بهذه الحلقة على النصر الآية نفسها التي تقول  { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} ولكن المؤمنون الآن يعانون الأسر المجازر الآلام والعذابات, لكن السؤال كيف تفسر هذه الآية هذا الواقع وكيف يفسر الواقع هذه الآية

الضيف: لكن أولا يجب أن نعرف من هم المؤمنون, فقد عرفهم الله فقال{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} فمن تراهم الموجودون الآن حققوا كل هذه الصفات الذين وعدهم الله أن ينصرهم هم من حققوا هذه الصفات ولا يقتضي ذلك أن تكون الأمة كلها على هذا الوصف لكن إذا كان هناك طائفة حققت هذا الوصف في أنفسها فسوف الله يحقق لها الوعد على أرضها, وعد الله والله لا يخلف الميعاد, لكن لا تقول أن المؤمنون كل من شهد أن لا إله إلا الله وكل من صلى إلى القبلة كما يتوهم بعض الناس فالله لم يقل وكان حقا علينا نصر المسلمين قال وكان حقا علينا نصر المؤمنين وعرف المؤمنين فقال{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }

المقدم: هذا توصيف دقيق طبعا لكن من الناحية النفسية ربما كسر الإرادة وسياسة فرق تسد وكذلك الحرب النفسية بعض الناس يقابل في نفسه بعض الإنهزام, فريق ارتمائي انبطاحي إلى آخره من هذه الأوصاف, وهوانه على القريب والبعيد, ما دور الحالة النفسية هذه بانعدام بشريات الأمل تحديدا.

الضيف: لكن لا بد أن نعرف أن هذه الحالة النفسية ليست متجذرة في النفوس فما مضى عليها الآن إلا واحد وستون سنة, وهذه مدة يسيرة.

المقدم: لكن اليهود مبدعون بالحرب النفسية.

الضيف: لكن واحد وستون سنة لا تساوي شيئا مما ذكرناه من عمر نوح ومن صبره ومن أعمال الأنبياء, حتى لو قارنا وضع الاستضعاف أنه لم يمر على الأمة مثله, هذا غير صحيح, في سنة 652 لما جاء التتار كان التتري المغولي يأمر المسلم بسكين ليذبحه بها.

المقدم: ويبقى في مكانه من الانهزام النفسي.

الضيف: فكانت الهزيمة النفسية الكبرى حاصلة في أصقاع الأرض حتى قال ابن تيمية إن الجند الغالب هم أهل الشام وهم الطائفة المنصورة, وأنه قسم ونظر في الأمة فوجد الشعوب الأخرى ما بين مستسلمة للبدع والخرافة وما بين منشغلة بالدنيا وما بين مرتمية في أحضان النصارى واليهود فرأى أن الطائفة المنصورة لا تكون إلا في أهل الشام.

المقدم: دكتور اسمح لنا أن نتوقف مع فاصل

مشاهدينا الأعزاء فاصل قصير ونعود إليكم إنشاء الله.

المقدم: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام ونرحب بشيخنا فضيلة الدكتور محمد حسن الددو

دكتور عندنا موضوع تشخيص واقع الأمة, الأمة يبدو أنها متأخرة عن الأمم قليلا وبالتالي نصرنا متأخر, هل تأخير النصر من سنن النصر.

الضيف: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين, من سنن الله سبحانه وتعالى أن لا يأتي النصر إلا مع الصبر وقد بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال( إنما النصر مع الصبر) فلا يقع إلا أن يأتي ما يحوجنا إلى النصر, ولذلك انظر إلى ما حصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه في العهد المكي والحصار في الشعب مدة ثلاث سنين وهم يأكلون ما وجدوا حتى أن سعد بن أبي وقاص يقول”لقد وجدتني ليلة في الشعب أخرج إلى البطحاء لأقضي حاجتي فوقعت يدي على شئ فإذا هو جلد فنفضته فأتيت به أصحابي فشويناه أكلنه”  ويقول عتبة بن غزوان” لقد رأيتني في الشعب مع النبي صلى الله عليه وسلم وما منا أحد إلا ويعصر الحجر على بطنه من ما فيه من الجوع ثم بالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيت أولائك النفر إلا وهو والي على مِصرا من الأمصار” وسعد بن أبي وقاص يقول أيضا كما في صحيح البخاري”والله لأني أول العرب رمى بسهم في سبيل الله ولقد رأيتنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وما لنا زاد إلا وورق السمر وهذه  وهذه الحولى وان أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلت ……………” وكان الصحابة آنذاك يسألون النبي صلى الله عليه وسلم إلى متى ونحن في هذا الهوان إلى متى ونحن في هذه المذلة, حتى أنه في يوم الحديبية قالوا أنعطي الدنية على ديننا ألسنا على الحق وهم على الباطل وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثبتهم, كما في حديث خباب بن الأرط (لكنكم قوم تستعجلون) فالمدة إذا قسناها

المقدم: شيخ لو تعدد لنا أسباب تأخر النصر.

الضيف: نعم أسباب تأخر النصر هي أولا الإعراض عن أمر الله جل جلاله, وهذا يشمل الارتياب والشك, فمن ارتاب بنصر الله لا يمكن أن ينصر, الأمر الثاني إرادة الدنيا فالطمع والهلع سبب لأن الله قال يوم أحد{مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ}

كذلك من أسباب تأخر النصر حصول الخلاف داخل المسلمين أنفسهم فالتقاتل والتناحر والتخاذل وإسلام بعضهم لبعض هذا من أسباب الهزيمة, أيضا من أسباب الهزيمة الدخن في التصور والمنهج والابتعاد عن منهج الله وما تركنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم, فكل هذه من أسباب تأخر النصر ويذكرنا الله

المقدم: طيب دكتور أنت ذكرت الأسباب, ونحن أمة الأسباب طبعا وهي من سنن النصر ومهمة جدا, والله عز وجل قادر, الذي خلق الكون في ستة أيام قادر على أن يخلقه في لحظة واحدة, لكن لماذا لا يتحقق النصر إلا بكلفة باهظة ومتأخر في آخر الزمان

الضيف: كل الموجود ليس المقصود به مجرد النصر, المقصود به امتحان فحكمة هذا الكون كله امتحان كما قال الله تعالى{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} إذا هذا امتحان ولابد أن لا يكون سهلا, طبيعي لابد أن يكون امتحان صعبا يتناحر فيه الناس وخاصة إذا عرفت الجائزة فمن يفوز بالامتحان له الجنة ويبيض الله وجوههم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه وينالون مرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا وينالون لذة النظر إلى وجهه الكريم, فهذا أمر ليس بالهين.

المقدم: دكتور بالحديث الذي ذكرته منذ قليل, إذا قتل اليهود وراء الحجر والشجر وانتصر المسلمون فهل هذا يعني أن القيامة ستقوم مباشرة ولا يفرح المؤمنون بنصر الله.

الضيف: لا, بالنسبة لقتال اليهود يجب أن يكون هناك قتالان حربان ضروسان في أرض فلسطين الأولى قبل نزول المسيح عيسى بن مريم  قبل خروج الدجال وهي في وقت الخلافة الراشدية في آخر الزمان, في الخلافة الراشدة التي تقوم بين يدي الساعة  يتداورها 12 خليفة كلهم من قريش, كما في حديث جابر بن سمرة في صحيح البخاري وغيره, وهذه الخلافة يفتحون بيت المقدس, وفتح بيت المقدس هو فتح روميا ويخرج الدجال في الثانية وهذه الحرب الأولى لا يقضى فيها على اليهود لكن تسقط دولتهم ويخرجون من فلسطين مشردين ويتجهون إلى العراق وإيران وتجتمع فلولهم في أصفهان ويخرج الدجال بين الشام والعراق وعاثى يمينا وعاثى شمالا فيجتمع عليه فلول اليهود ويحاول العودة إلى فلسطين مرة أخرى وحين ينزل المسيح بن مريم وتقع الحرب الثانية لكن هذا بعد مدة وهذه المدة أكثر من ثمان سنوات, فما بين فتح روما وخروج الدجال ثمان سنوات وما بين فتح بيت المقدس وفتح روما, الله أعلم به ولكن والله أعلم إنهما متقاربان إذا حربان والحرب الثانية هي التي يتكلم بها الحجر والشجر وذلك بعد نزول المسيح, أما الحرب الأولى فسيكون جيش المسلمين شرقي نهر الأردن واليهود غربيه وتقع الحرب الثانية فيحرر بيت المقدس.

المقدم: نفس الحديث دكتور (لتقاتلن اليهود حتى يقول) الشرطين( يا مسلم ياعبد الله ) شرط الإسلام والشرط العبودية هل هناك شروط أخرى وقوانين للنصر, على الصعيدين العداد

الضيف: قضي الأمر لأنه جاء المثبت, لأنه من سنة الله أنه إذا جاء امتحان وأزمة خانقة أن يأتي بعدها مثبت يرد الناس إلى إيمانهم, والمثبت الكبير في آخر الزمان هو نزول المسيح بن مريم حكما عدلا ومعه سلاح الدمار الشامل لأن نفسه يبلغ ما يبلغ بصره ولا يحل لكافر أن يجد ريح نفسه

المقدم: هذا من أسلحة الدمار الشامل.

الضيف: أي نعم, ولا يحل لكافر أن يجد ريح نفسه إلا ذاب كما يذوب الملح بالماء, هذا سلاح الدمار الشامل تنفس المسيح بن مريم عليه السلام.

المقدم: يعني ممكن نلخص الإسلام والعبودية وما إلى ذلك من شروط.

الضيف: بمجرد نزول المسيح بن مريم, وسيهاجر الناس إليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم(في الناس تكون هجرة بعد هجرة ويوشك أن تكون خير هجرة, هجرة أبيكم إبراهيم عليه السلام ) فلذلك هذا الحديث(يا عبد الله يا مسلم) متحقق في جميع المسلمين الذين مع المسيح, إذا لا يطلب الآن منا نحن, إنما المطلوب منا نحن قبل ذلك وهو قول الله تبارك وتعالى{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }فهؤلاء من الذين يدافع الله عنهم, إن الله يدافع عن الذين أمنوا, إن الله لا يحب كل خوان كفور, فمن كان خائن مساعد لليهود أو راكن إليهم أو يعمل لحسابهم بأي وجه هذا خوان كفور والله لا يحب كل خوان كفور,{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ {39} الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ {40الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِوَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}

المقدم: إذا يجب أن يدافعوا, لكن هذا بالنسبة للأمة لكن للجيش المسلم في الآية التي تقول{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ {45} ص 183وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {46} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ

عَن سَبِيلِ اللّهِ } في هذه الآية هناك ثمان أو تسع شروط لانتصار الجيش المسلم, هل تتضمن الآية سنن وقوانين أخرى لانتصار الجيش المسلم.

الضيف: بالنسبة للآية كان سبب نزولها في غزوة بدر في المقارنة آنذاك كان المسلمون لا يتجاوزون 300 مقاتل وليس لهم من السيوف إلا ثمانية وليس لهم من الخيل إلا ثلاثة وما معهم من الإبل إلا مائة يتعاقب على كل بعير ثلاث رجال وهم بمقابل جيش عرمر قوامه الألف, فيه ألف فارس ومعهم السلاح ومعهم الإبل ينحرونها والقينات والخمور خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس, فهنا هذه سنة وهي تتكرر دائما إذا تحقق ما ذكر فالأسباب قليلة التي ذكرها المسلمون لكن كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله, ولذلك السمع والطاعة وذكر الله كثيرا وعدم التنازع ووحدة الكلمة والصبر الحقيقي وعدم الخيلاء والفخر وعدم الرياء, فقصد وجه الله الكريم بذلك لا نطلب النصر لأنفسنا ولا نطلب أرضا ولا شعبا ولا مالا, فالامتحان الذي امتحن به الله تعالى بني إسرائيل من بعد موسى, رسبوا فيه بسبب رغبتهم بالأرض والمال لأن الله قال{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا} فجاهدوا لأجل الديار والأبناء لا في سبيل الله.

المقدم: دكتور كل آية إذا تلونا القرآن الكريم, كل آية أو كل سورة ذكرت القتال والجهاد نجد أنها تعرضت لسنن النصر وكلمة سنن وردت بالقرآن الكريم, ذكرت السنن أكثر من 15 مرة والنصر ذكرت الكثير من الآيات وما يتعلق بمصطلح النصر 142 مرة تقريبا, ونلاحظ أن هناك آيات تقول نصرهم من مثل ونصرناهم من القوم, أو نصره على وانصرنا على القوم الكافرين, هل الذي حصل في فلسطين قبل عام في حرب الفرقان هو انتصار من أو على إسرائيل.

الضيف: انتصار على, لأن انتصار منهم أي أبادهم, كما حصل لنوح فقد انتصر من قومه, وكما حصل للوط فقد نصره الله من قومه واقتلع قريته حتى سمع في السماء أصوات كلابهم ثم جعل عاليها سافلها وردها على الأرض وأمطرها بحجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد, فهذا هو انتصار من القوم أي أخذهم جميعا, لكن الانتصار عليهم هو سنة الله الغالبة في أوليائه ينصرهم الله على أعدائه, لكن قد يؤمن بعض الأعداء كما قال الله تعالى في سورة آل عمران للنبي صلى الله عليه وسلم{أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ} وكما قال الله في سورة التوبة{وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ}.

المقدم: بعض العلماء مثل الشيخ القرضاوي قال أن الذي لا يعترف بالنصر الذي حصل منذ عام في فلسطين وفي غزة تحديدا سواء من إسرائيل أو على إسرائيل هو أعمى, والصهاينة اعترفوا أنهم لم يحققوا أهدافهم, من المعلوم أن المعارك تقاس نتيجتها بالأهداف وليس بالأرباح والخسائر, وهذا منهج في القرآن الكريم الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أخرج من مكة من أعز مكان, اعتبره القرآن نصر{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ }.

الضيف: هذا ليس المقصود, إن الإخراج هو النصر, ليس كذلك, بل المقصود أن الله نصره حين أخرج فقد مكن له في المدينة وجعلها عاصمة الإسلام  ودولة الإسلام ولكن ليس الإخراج بذاته هو النصر 

المقدم: لكنه استشراف للمستقبل بأنه طريق النصر.

الضيف: طريق النصر, نعم, هكذا كل ضيق بالنسبة للمسلمين هو طريق للنصر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال(عجب لأمر المؤمن إن أمره كله خير إذا أصابه سراء شكر فكان خير له إن أصابه ضراء وصبر فكان خير له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن) فلذلك النصر الذي حصل في غزة له أوجه كثيرة منها أولا عدم تحقق أي هدف من أهداف الصهاينة لأنه بالبداية رسموا هدفا وهو الإطاحة بالحكومة وإزالة حركة المقاومة الإسلامية ثم رسموا هدف آخر وهو إزالة الصواريخ ومنع انطلاقها إلى الأرض المحتلة ثم رسموا بعد ذلك هدفا وهو تحريك الشعب ويراهنون على الطابور الخامس في الداخل, فكل أهدافهم فشلت ولم يتحقق منها أي هدف وإن كانت متدرجة وفيها تراجعات لكن لم يتحقق منها أي هدف, الأمر الثاني من النصر هو ما حصل أيضا من قلة الخسائر, هذا الضرب لمدة 23 يوم بأعتى أنواع الأسلحة لو صب على أي أرض ما يتوقع أن تكون الخسائر بهذا القدر, نحن عرفنا في صبرا وشاتيلا ليلة واحدة وكان القتلى أكثر من الذين قتلوا في غزة ل23 يوم, كان القتلى 5000 وفي غزة 1500, لا مقارنة

المقدم: لا مقارنة نعم, واستخدام الفسفور الأبيض.  

الضيف: وأيضا تطور السلاح, أكثر من عشرين سنة بين المعاركتين, وأيضا حتى الاجتياحات الإسرائيلية السابقة في 68 كان عدد القتلى 28 ألف, وفي الآن ما يموت في الحروب في العراق في أفغانستان في غير ذلك حتى الثورة الجزائرية مليون ونص مليون وهذه الحرب ما مات فيها إلا ألف و500, مع أن القطاع صغير ليس كما الجزائر كبيرة, قطاع صغير وليس فيه الجبال الشاهقة التي يتحصن بها ولا فيه الملاجئ الكبيرة كما العامرية في العراق وغيرها 

المقدم: دكتور سؤال مهم, ما واجبنا نحن كمسلمين وما واجب أهل فلسطين لتثبيت هذا الانتصار ومن أجل استثماره والحفاظ عليه

الضيف: بالنسبة لهذا الانتصار ليس لأهل غزة وحدهم وإنما هو نصر لهذه الأمة ولذلك النصر النفسي الذي كنت سأتحدث عنه ورددتني, هذا النصر حصل للمسلمين في أقاصي الأرض مشارقها ومغاربها

المقدم: أنا رددتك كترتيب للحوار ولم

الضيف: فهذا الأثر النفسي الآن يشهده المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها, ولذلك فلسطين قدمت للأمة الإسلامية أكثر بكثير مما قدمته الأمة الإسلامية لفلسطين, فالعزة التي يشعر بها المسلمون والانتصار في كل مكان حتى الشتات في أمريكا وفي أوروبا وفي كل مكان أصبحوا يرفعون رأوسهم

المقدم: ونحن نشعر بذلك الآن.

الضيف: نعم, وعندهم العزة التي حققها لهم أولائك الفئة القليلة المضطهدة فمعناه لو أن الأمة عملت كل جهودها فماذا سيكون, هذه مليون وفعلت, ولم تكن كل غزة فمن شارك لا يمكن أن تصل إلى نسبة 10%  ما ممكن أن تصل

المقدم: 10%

الضيف: ما ممكن أن تصل 10% من هذا المليون ومع ذلك أنظر لهذا الانتصار فماذا لو شارك أهل غزة جميعا بالمعركة, أو لو شارك معهم أهل مصر فقط بالمعركة, أو شارك معهم دول الطوق أو شاركت معهم الدول العربية أو شاركت معهم الأمة الإسلامية.

المقدم: حتى فلسطين في الشتات ثلثي الشعب الفلسطيني.

الضيف: كيف يكون الحال, لذلك لابد أن نعرف أن هذه القضية قدمت للأمة الإسلامية أمثر بكثير مما قدمته الأمة الإسلامية لهذه القضية, وأيضا الانتصار

المقدم: لكن ما واجب الشعب الفلسطيني تجاه الشعب الفلسطيني في هذه الحال لتثبيت هذا النصر

الضيف: نعم يجب على المسلمين جميعا سواء من كان من فلسطين ومن كان من العرب جميعا أو غير العرب وجب عليهم جميعا أن يؤازروا وأن لا يخذلوهم وأن لا يسلموهم وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه) وقال( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد  بالحمى والسهر ) وقال(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ولا يسلمه ولا يكذبه والتقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاثا), (بحسب امرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم), (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه), كذلك قوله صلى الله عليه وسلم( المؤمنون تتكاتف دماءهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم ), فيجب على المسلمين جميعا أن يكونوا يد واحدة وأن يجدوا أنفسهم في نفس الخندق الذي فيه أهل غزة.

المقدم: دكتور هذا الواجب بشكل عام, نريد بعد الفاصل أن نأخذ واجب الأمة الإسلامية كواجب, ما من أحد قدم لأهل غزة لأجل تثبيت هذا النصر, اسمح لنا شيخنا أن نأخذ هذا الفاصل

فاصل آخر ونعود إليكم بإذن الله

المقدم: حياكم الله من جديد مشاهدينا الكرام بهذه الحلقة الخاصة ببشريات النصر في فلسطين وحيى الله الضيف الكريم الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي, كنا باستعراض تثبيت النصر الذي حصل في فلسطين, وتكلمت بشكل عام لكن هل على أرض الواقع من مثبتات لهذا النصر.

الضيف: نعم لاشك أن لنا الكثير جدا من الوسائل التي نستطيع بها المواصلة والتثبيت, وقد بذل الكثير من شعوب الأمة الإسلامية الكثير مما يستطيعونه وليس معنى ذلك أنهم أدوا الواجب, لكن على الأقل بذلوا, فجمع التبرعات بأنحاء العالم الشئ الكثير جدا وإن كان الكثير منه أو أكثره لم يصل وبالأخص المواد العينية ما وجد طريق لإيصالها وأنا شاهدت بعيني مقعدا يتبرع بعكازه, شاهدته بعيني واشتريت العكازتان بمبلغ محترم.

المقدم: تقديرا لفعلته.

الضيف: نعم, تقديرا لفعلته, وردت عليه ونحو هذا الكثير جدا, فشاهدت شيخا كبير السن فقيرا لا يملك إلا دجاجة فجاء يحملها, وهكذا نشاهد تبرعات الناس بكل ما يملكون, فهذا من المثبتات كذلك الإتصالات, فأيام الحرب كثرت الإتصالات على أهل غزة بشكل لافت حتى أصبح الناس هناك يخافون أن يكون الاتصال مراقبا أو من قبل الصهاينة, والناس أخذوا مفتاح غزة ويركبون أي رقم بعده.

المقدم: ماشاء الله.

الضيف: نعم, من مشارق الأرض ومغاربها يتصلون, كذلك من المثبتات ما حصل في هذا الانفتاح الإعلامي بالمواقع والمؤتمرات والكتابات, ثم بعد هذا ما قامت به المنظمات الإسلامية, فالمنظمات الإسلامية قامت بجهد مشكور, فهذه المنظمات ومنها الندوة العالمية للشباب الإسلامي ومقرها في غزة ويعمل في علاج المرضى منها كذلك مؤسسة آل ثاني في قطر

المقدم: كذلك غير المسلمين دكتور.

الضيف: كذلك غير المسلمين, نحن هنا سنركز على مؤسسة القدس العالمية, فهذه المؤسسة أيضا بذلت الجهود كثيرة بالاخص في مدينة القدس بالخصوص, فلها مشاريع تعليمية ومشاريع طبية ومشاريع بالإسكان لتثبيت المواطنين بأرضهم

المقدم: هذا ضروري بالتثبيت.

الضيف: نهم, كذلك الآن قضية الكثير من المشاريع التي تعدها الكثير من الجمعيات بخصوص إعمار غزة ما إن يؤذن لها بالدخول حتى أن المهندسون يشتغلون الآن على التصاميم الهندسية في أنحاء العالم

المقدم: دكتور ذكرت قبل قليل موضوع صور النصر العزة والتمكين الصولة والجولة, نجاة المؤمنين وهلاك الكافرين, وقضية أيضا هناك صور كثيرة للنصر, لكن ما هو النصر بالتحديد الذي بشرتنا به الآيات والأحاديث النبوية.

الضيف: بالنسبة لسيناريو النصر أن اليهود سيضايقون حتى يرموا المدينة النبوية بالغازات السامة وحين إذن يخرج منها أهلها ويتركوها على خير ما كانت ولا يغشاها إلا العوافي مدة ستة أشهر حتى يأتيها ذئب أبيض فيغذيها على المنبر لايرده أحد وآخر من يدخلها راعيان من مذينة يلحقان بغنميهما حتى إذا بلغا ثنية الوداع انكبا على وجوههما ثم بعد ذلك تقوم الخلافة فتفتح فلسطين ويحرر المسجد الأقصى فينصرف اليهود وينهزموا وشتاتهم إلى جهة المشرق ثم يستمر النصر سنوات وفيها ثمان سنوات للفتح بعد فتح روميا ثم بعد ذلك ينزل الدجال, يخرج الدجال أقصد, ويجتمع عليه فلول اليهود ويجتمعوا ويغزوا بهم المدينة فينزل بالسباق وينزل مسارح سباقها ويصعد هو على جبل من جبالها فيرى المسجد ويقول ذاك القصر الأبيض قصر محمد ولا يحل له أن يدخل المدينة, على أنقابها ملائكة يصرفونه ثم يفر راجعا إلى الشام

المقدم: ما ذكرته موجود

الضيف: لا, الحديث فقط يتركون المدينة على خير ما كانت, ولم يبين لنا ذلك ولكن الذي نفهمه أنه يترك المباني كما هي والأشجار كما هي لكن يقتل الحيوان والبشر.

المقدم: لكن, دكتور النصر العزة والتمكين هو أحد صور النصر

الضيف: النصر هنا أنه ستحرر فلسطين بالكلية حتى لا يبقى فيها واحد, فيخرجون عنها ثم يدخلون مع المسيح الدجال بدون الرجوع إلى مبانيهم وما بنوه فإذا جاءوا نزل المسيح بن مريم وحين إذ أيضا سيقضى عليهم بالكلية, لأن المسيح إذا نزل فسيسقط حكم واحد من أحكام الشريعة وهو حكم الجزية وسيقتل الخنزير ويجتمع عليه المؤمنون وتكون الشام إذا عاصمة المؤمنين في الأرض, هذه الأرض المحتلة الآن ستكون عاصمة المؤمنين وسيانلون جميعا حظهم منها يأتون إليها من مشارق الأرض ومغاربها فيأتون من العراق

المقدم: دكتور الآية التي ذكرنا{وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى} هنا في الآية شرط أن يرتضوا الدين, هل أهل غزة تحديدا

الضيف: لقد ارتضى{أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} فالدين الذي ارتضاه الله هو الإسلام.

المقدم: نتجه باتجاه الواقع من هذه النقطة من النصوص الكريمة, هل انتصر أهل غزة بشرط الدين.

الضيف: أهل غزة الآن أغلقت عليهم أبواب الأرض وفتحت لهم أبواب السماء, عندما حوصروا من وراء جدر ولم يجدوا أي ملجأ لجأوا لله جل جلاله فأواهم فلذلك عرفوا أن أبواب الأرض قد أغلقت فرفعوا رؤوسهم إلى السماء, فلذلك نجد في هذا العام تخريج أكثر من 20 ألف حافظ وحافظة لكتاب الله

المقدم: نعم أنا أريد هذه الشواهد تحديدا, الحفظ, الالتزام

الضيف: نعم الالتزام العجيب, أيضا حتى الأمن العجيب, قبل حصول هذه الحرب وما قبلها ما كان يفوت أسبوع إلا ونسمع عن قتيل في غزة أو عن حريق أو عن اعتداء على محجبة ومكثنا على هذا الحال مدة بعد خروج الصهاينة من غزة, ثم بعد هذا الآن أمن وأمان

المقدم: من فضل الله

الضيف: لا نسمع إلا حوادث ونتوءات نادرة مرة في السنة

المقدم: إذا هو هذا النصر ارتبط بشرط الالتزام بالدين, لكن لو أهل فلسطين عامة التزموا بدينهم هل يغني التزامهم بدينهم عن بقية الأمة الإسلامية ويتحقق النصر الكبير.

الضيف: نعم يؤثر, فيجب أن تلتزم الأمة كلها بأمر الدين وحتى المدينة أصلا في العهد النبوي وحتى الذين خرجوا مع النبي يوم أحد لم يكونوا كلهم على هذا المستوى منهم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة فإذا تحققت الشروط في عدد يعلمه الله سيحقق الله لهم, ونحن لا نعلم هذا العدد, ويمكن أن يكون مختلف بإختلاف الزمان والمكان

المقدم: طيب, حديث الطائفة المنصورة لا تزال طائفة من أمتي وهم ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس, هل المقصود من الطائفة المنصورة جماعة من الناس أم الصحوة الإسلامية بشكل عام

الضيف: بالنسبة للطائفة المنصورة جاء بها نوعان من أنواع الحديث فيه الحديث المتعلق بالفرقة الناجية وأحاديث تتعلق بالطائفة المنصورة, فالفرقة الناجية هم الملتزمون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهجه عموما وهؤلاء ولو كان فيهم دخن ولو كان فيهم فسق ولو كان فيهم بعض الإنحراف ولو كان فيهم بعض الإبتداع لكنهم ناجون من بين الغلو والتطرف إلى جهة والتشدد والتنازل والتساهل والإنحلال, والأحاديث الواردة بالطائفة المنصورة هي طائفة من المجاهدين الباذلين لايزالون قائمون بالحق وهم بكل عصر من العصر النبوي إلى نهاية هذه الأمة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال وفي عدد من الأحاديث فقد أخرج البخاري في الصحيح في حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله معطي ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك) وفي الحديث الآخر الذي أخرجه مسلم في الصحيح( لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك وهم أهل الغرب) وكذلك الحديث الذي ذكرته وإن كان فيه ضعف في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس, لكن معناه أنه في ككل مكان لابد أن تبقى الحجة قائمة.

المقدم: الرواية تحديدا فيها ضعف أم

الضيف: فيها ضعف, بس هذه الرواية ونحن ذكرنا لك الاحاديث الصحيحة

المقدم: عن الطائفة المنصورة.

الضيف: الطائفة المنصورة فيها الأحاديث المتواترة, لكن كلمة بيت المقدس وأكناف بيت المقدس هذه التي فيها ضعف لكن لها شواهد أخرى.

المقدم: طيب, حديث ربما في حديث الترغيب(بشر هذه الأمة في الثناء والرفعة والتمكين بالأرض) أو كما قال صلى الله عليه وسلم, كما أن هناك أحاديث

الضيف: أيضا الأحاديث الصحيحة التي تتعلق بهذا بالخصوص لما أخرجه الترميذي بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم) ومثل أحاديث أخرى صحيحة جمعها ابن عساكر في كتابه الكبير الذي سماه “فضائل الشام” قد جمع فيه1050 حديث في فضائل الشام وفيها الكثير من الأحاديث صحيحة, فيها فضل أهل الشام وجهادهم ورباطهم ونصرهم الله سينصرهم.

المقدم: الآن السؤال الذي يتعلق بعنوان الحلقة البشريات ورد لفظ البشرى وما يتصل به أكثر من 82 مرة في القرآن الكريم وبشر الصابرين وبشر المؤمنين

الضيف: منها المبشرات بالوحي كما ذكرت ومنها مبشرات أخرى, لهم البشرى بالحياة الدنيا والآخرة والبشرى بالحياة الدنيا بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه مثل بشرى الرؤية الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له وهذه المرائي فيها مثبتات وفيها بشائر كذلك حصول النصر الواقع لأنه محبوب إلى النفوس كما قال الله تعالى  {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } فالشئ المحبوب إلى النفس, كذلك من المبشرات أيضا أحداث بعينها تدل على أمور محددة وقد جاء فيها أمور غريبة جدا من النصوص التفصيلية ولا أريد أن أصل إلى بعض الضعيف منها الذي وجد منه واقع , لأن الضعيف إذا تحقق بالواقع فذلك يشهد له والغريب منها بعض التفسيرات لأهل العلم ليست وحيا, ولكنها مجرد إشارات في القرآن, مثلا أخذ…… بقول الله تعالى {وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ {3} فِي بِضْعِ سِنِينَ} وقد حسب الوقت الذي سيحتل به بيت المقدس والوقت الذي يستنقذ فيه باليوم والشهر والسنة.

المقدم: مع أن الآية تتحدث عن الروم والفرس.

الضيف: لا تحدثت بإشارة الآية فقط

المقدم: بالإشارة فقط.

الضيف: وتحدث أيضا حول غزة

المقدم: كيف

الضيف: ذكر في تفسيره أشياء تحدث عنها أن الكسيح يقتله الأجهر ويصاب الأجهر بدماغه وذلك آية نصره

المقدم: غير واضحة

الضيف: الكسيح نحن نفهمها أنه محمود ياسين يقتله الأجهر الأجهر هو كبير العينين نفهمه أنه شارون ثم يصاب الأجهر في دماغه وهذا حصل

المقدم: هل هذا نص.

الضيف: لا هو ليس وحيا لكن هو فقط فهم منه هو بالإشارة, الكسيح يقتله الأجهر وذلك آية نصره, بعد إصابة شارون يأتي النصر وقد شاهدنا ذلك, وهذا إن كان ليس من النصوص الوحيية التي يجب الإيمان بها لكن صدقه الواقع واقعنا وحياتنا وغير هذا كثير جدا حتى المرائي, قد حدثني عدد من الأخوة الصادقين في غزة  بمرائي عجيبة جدا, عندهم شاب لا يكاد يرى رؤية إلا وجاءت كفلق الصبح

المقدم: داخل غزة

الضيف: داخل غزة وقد رأى الرؤية قبل الإنتخابات بأنه رأى “اسماعيل هنية” رئيس لوزراء فلسطين وبعد ذلك رأى رؤية أخرى أنه رءاه يخطب بالمسجد الأقصى على منبر صلاح الدين, ومبشرات أخرى كثيرة جدا حتى في أطراف الأرض, أخبرني أحد المشايخ بالرياض وهو الدكتور عبد الله الحاكمي أنه أحد طلابه الصادقين المزكين عنده في أيام الحرب رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وقد جرد سيفه فقال إلى أين يارسول الله فقال إلى غزة, هذه المبشرات من المرائي التي أخبر الرسول صلى الله عليه سلم, وبقيت المبشرات فقال الرؤية الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له

المقدم: دكتور ملامح الصحوة الإسلامية التي تكلمت عنها, الصحوة الإسلامية انتشار الدين في النفوس بالإعلام بالمؤسسات في الجماعات في الهيئات بكل مناحي الحياة, العلماء هم عقل الأمة وهم قلبها النابض وهم من يستطيعون تشخيص الطبيب الماهر للأمة وأيضا هم قرون الإستشعار للمستقبل وجرس الإنذار إذا كان هناك شئ, لكن البعض يقول أن القرن التاسع عشر كان قرن مسيحيا والقرن العشرين كان قرنا يهوديا والقرن الواحد والعشرين سيكون قرنا إسلاميا, هل هذا تفاؤول بلا مبشرات.

الضيف: لا ليس تفاؤول, لكن عموما لا شك أن هذه الصحوة الإسلامية الآن ضربت وأن هذا العصر الذي نحن فيه وهذه العشرية التي نحن فيها لا يمكن أن تقارن فيما قبلها, فأنت إذا أتيت الحرم في العشر الأواخر في رمضان أو بالحج أو في أي وقت رأيت تسونامي بشري هادر, فتوقن يقين أن هذه الأمة الآن أقبلت على ربها وعادت إلى دينها وقد حدثني أحد القضاة الكبار في مكة أنه قبل أكثر من أربعين سنة جاء إلى الحرم المكي في ليلة السابع والعشرين من رمضان وإذا بالشيخ عبد الله الخليفي رحمه الله وهو إمام الحرم يصلي الصلاة الثانية وما وراءه إلا ثلاث, ليلة سبع وعشرين وانظر الآن إلى, فلذلك وخلال أربعين سنة حصل هذا التغير الكبير في إقبال الناس على الله ورغبتهم بالدار الآخرة وحرصهم على العبادة وهذا كله بجهود الصحوة المباركة التي يقودها العلماء ويوجهونها وهو بالتالي من جهود العلماء وهو أيضا من تثبيت الله سبحانه وتعالى, والهزائم التي حلت بأعداء الله, المثبطون والمخذلون ما عندهم قول يجهرون الناس بهم الآن, كان يقولون يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا, فبماذا هل يمكن أن يقف إنسان بوجه الدبابات الكبرى أم يقف بوجه الطائرات إف 16 أم يقف بوجه الصواريخ البحرية الكروزر, ورؤوا وقوف الإنسان بوجه كل هذا بل رؤوا الشاب يقفز من الدور الثالث في جباليا على دبابة صهيونية ويمسك صاحبها ويقلعه من دبابته

المقدم: على كلاً, دكتورنا العلامة الدكتور محمد الحسن الددو الشنقيطي نشكرك شكرا خاصا ومشاهدينا الكرام نأمل أن تكون حلقتنا هم يتبعه همة وإلى اللقاء في الحلقة القادمة نستودعكم الله وهذه تحيات فريق البرنامج وتحيات محدثكم عمر الجيوسي السلام عليكم دمتم في أمان الله.