د. عطية عدلان*

د. حاتم عبد العظيم*

لتحميل ملف Word + pdf لهذه المقالة المحكمة:

https://drive.google.com/open?id=1n_zM91rG4AtwfE3q1GETY15qAffm-CnZ&authuser=mail%40palscholars.org&usp=drive_fs

لتحميل ملف Word + pdf لكامل كتاب (ندوة صفقة القرن .. رؤية شرعية وقراءة استراتيجية):

https://drive.google.com/drive/folders/1r2-BGQF0Y5IXWzFDRP3goka9jrfh_rW9?usp=sharing

تمهيد:

     تعيش الأمة الإسلامية بمجموعها العام في هذه الآونة حالة استثنائية من الوهْن والتراجع الحضاري رغم ما تملكه من مقومات وإمكانات ومقدرات..

ولا يخفى على الناظر في ربوع الأمة شواهد هذا الوهن ومظاهره، حتى وصلنا إلى درجة من الغثائية لم تكن تخطر على خيال العدو قبل الصديق، وصارت عواصم عربية كبرى تسارع في بني صهيون تطبيعاً مجانياً ودعاية رخيصة وتبييضاً لجرائم المحتل، وكأن الأمة الآن تعيش تلك الحالة التي وصفها القرآن الكريم بدقة في قوله تعالى : ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ (51) فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ (52) وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ﴾ [المائدة: 51 – 53].

لقد رآينا عواصم الفتنة وأنظمة الضرار تصفق لمشروع ترامب لإعادة رسم خارطة المنطقة في المشروع المعروف بصفقة القرن، والذي بُني على أسس أهمّها دمج الكيان الصهيوني في المنطقة بوصفه دولة طبيعية، وإنهاء القضية الفلسطينية بتسوية نهائية، تحرم اللاجئين حق العودة، وتعيد توطين الشعب الفلسطيني على أرض عربية أخرى، وتسلم الأرض الفلسطينية للمحتل.

وهذه المؤامرة الكبرى تستوجب استنهاض عزائم الأمة لمدافعتها، وفي الأمة خير لم تغيبه المحنة، وعناصر قوة لا يستهان بها، والله تعالى يقول في سورة الحج: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 39 – 40].

فلا مناص أمام الأمة من مدافعة هذا الفساد العريض الذي تحمله صفقة القرن وسباق التطبيع وإلا سوف تُهدم معاقلها ومقدساتها في وضح النهار، يقول الزمخشري : “ولولا أن اللَّه يدفع بعض الناس ببعض ويكف بهم فسادهم، لغلب المفسدون وفسدت الأرض وبطلت منافعها وتعطلت مصالحها من الحرث والنسل وسائر ما يعمر الأرض”.[1]

وهذه المدافعة القرآنية لا تنحصر في مجال واحد ولا صورة واحدة، بل تشمل كل جهد ممكن، وكل فعل مستطاع لإيقاف المؤامرة وإحباط الصفقة المشؤومة.

وإننا اليوم إذ نتباحث حول واجباتنا الشرعية أفراداً وشعوباً ومؤسسات إزاء صفقة القرن المزعومة، إنما نصدر في ذلك عن الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني والمصلحي للأمة المسلمة وللعالم كله. ونؤكد على أننا اليوم نكتب ما نكتب ورغم ما نجد في أنفسنا من آلام أمتنا إلا أننا أمضى عزيمةً وأقوى إرادة، وكلنا استبشارٌ وتفاؤل بأن الله –عز وجل– لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، فالليل إن تشتد ظلمته نقول: الفجر لاح، ورب ضارة نافعة، ولعل –صفقة القرن– كذلك، عسى ربنا أن يجعلها سبباً في بعث أمة الإسلام من جديد وعندها نردد قوله تعالى: ﴿وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِغَیۡظِهِمۡ لَمۡ یَنَالُوا۟ خَیۡرࣰاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِیًّا عَزِیزࣰا﴾ [الأحزاب ٢٥].

صفقة القرن بين الواجبات العينية والكفائية:

   تتكامل فروض الأعيان وفروض الكفايات في سبيل استكمال الحقيقة الشرعية في باب الواجبات وتحقيق المقصود الشرعي منه، وبين هذين القسمين من الواجبات تكامل دقيق، بحيث لا يستغني أحدهما عن الآخر، نعم قد يبدو فرض العين تكليفاً فردياً خالصاً، لكنه في الحقيقة خاص أريد به العموم؛ فالخطاب بالصلاة فرديٌّ والمراد منه جماعي لذلك كانت المساجد والجُمع والجماعات، والتكليف بالزكاة فرديٌ والمقصود منه جماعي يتمثل في كفالة الضعفاء وكفاية الفقراء والارتقاء بالمجتمع كله. أما فرض الكفاية الذي يبدو للوهلة الأولى تكليفاً جماعياً محضاً فهو في الحقيقة عام أريد به الخصوص -كما قال الشافعي رحمه الله- فالتكليف فيه عام للأمة، لكنَّ كلّ فرد مطالب بالمبادرة إليه ما كان أهلاً لذلك سداً للثغور ووفاءً بمصلحة المجموع.

فالفرد المسلم في التكييف الفقهي يجب أن يستشعر الانتماء لأمته ومجتمعه في أخص عباداته، حتى يظلَّ وهو في أخص أحواله منتمياً لأمته ولمصلحتها العامة وقضاياها الجامعة. كما أن المجتمع في تكليفاته العامة يستنفر أبناءه الأكفاء، ويحرّضهم على القيام بالمهام المختلفة التي يستطيعونها ويملكون متطلباتها، فيندبون أنفسهم للقيام بها نيابة عن مجموع أمتهم.

ومشروعُ التطبيع والتركيع الذي تحمله صفقة العار والخيانة تتعلق به في الحقيقة عشرةٌ من الواجبات العينية والواجبات الكفائية، على نحو ما يأتي:

أولاً: الواجبات العينية على آحاد المسلمين تجاه صفقة القرن:

ثمة واجبات شرعية منوطة بكل مسلم على ظهر الأرض تجاه تلك المؤامرة الخبيثة يمكن أن نحصر بعضها فيما يأتي:

  1. إخلاص النية لله تعالى في الذود عن بيت المقدس، فصدق النية بوابة التوفيق ومعراج القبول،  وإن من أول الواجبات على المسلمين في كل شأن أن يخلصوا نيتهم ويوجهوا قصدهم لله، ويجددوا إيمانهم، ويصلوا أنفسهم بالله، ويستعينوا به على أمرهم، ويتوكلوا عليه في كل أعمالهم.
  2. تصحيح العقيدة، والثقة في قدرة الله وصدق وعده والإيمان بأن النصر والمستقبل والعزة لهذا الدين، وأن تحرير بيت المقدس وعد إلهي لا يمكن أن يتخلف، وأن أعداء الله لا يعجزونه في الأرض، ولا يعجزونه هرباً، وأن استعظام قوة العدو وخشيتهم من دون الله يقدح في سلامة الإيمان، والله تعالى يقول: ﴿لِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَا⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا فِیهِنَّۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرُۢ﴾ [المائدة ١٢٠]. وإن العقيدة الحقة ليست في حفظ المدونات ودراسة المطولات والإحاطة بالمصطلحات والتقسيمات والتفريعات بقدر ما هي السعي في الأرض بمقتضى كليات الإيمان وثوابت الدين، ومن أعظم آثار العقيدة الصحيحة ألا يخاف المسلم إلا من الله وأن يبرأ من الخوف مما سواه.
  3. البراءة من أعداء الله: لا يستقيم الإيمان في قلب المؤمن حتى يبرأ من أعداء الله، ويعاديهم طاعة لله، قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [المائدة 53].

فما بالنا! ويهود اليوم غاصبون محتلون معتدون، أوجب الشرع الشريف دفعهم بكل سبيل ممكنة، وحرم على المسلمين موادتهم على أي نحو، قال تعالى﴿إِنَّمَا یَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِینَ قَـٰتَلُوكُمۡ فِی ٱلدِّینِ وَأَخۡرَجُوكُم مِّن دِیَـٰرِكُمۡ وَظَـٰهَرُوا۟ عَلَىٰۤ إِخۡرَاجِكُمۡ أَن تَوَلَّوۡهُمۡۚ وَمَن یَتَوَلَّهُمۡ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ﴾ [الممتحنة ٩].

يقول ابن القيِّم -رحمه الله- في قصيدته النونيَّة:

أَتُحِبُّ أَعْدَاءَ الْحَبِيبِ وَتَدَّعِي حُبًّا لَهُ مَا ذَاكَ فِي الإِمْكَانِ!

وَكَذَا تُعَادِي جَاهِرًا أَحْبَابَهُ أَيْنَ الْمَحَبَّةُ يَا أَخَا الشَّيْطَانِ؟!

شَرْطُ الْمَحَبَّةِ أَنْ تُوَافِقَ مَنْ تُحِب عَلَى مَحَبَّتِهِ بِلاَ نُقْصَانِ

فَإِنِ ادَّعَيْتَ لَهُ الْمَحَبَّةَ مَعْ خِلافِكَ مَا يُحِبُّ فَأَنْتَ ذُو بُطْلاَنِ[2]

  • التوبة والإقلاع عن المعاصي والرجوع إلى الله تعالى، فالله تعالى لا ينصر العصاة إنما ينصر الطائعين الذين يخافونه بالغيب، وينصرونه في خلواتهم وجلواتهم، قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾ [محمد ٧]، ويقول: ﴿وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ (40) ٱلَّذِینَ إِن مَّكَّنَّـٰهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُوا۟ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡا۟ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ﴾ [الحج: 40-41]، فجعل إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شروط النصر والتمكين.
  • نشر الوعي بخطورة المؤامرة وآثارها المدمرة على الأمة ووجوب العمل على إسقاطها، والتحرك الواسع بهذه المفاهيم في كل الدوائر الأسرية والمجتمعية، والتأكيد على ضرورة ممانعة الأمة ورفض شعوبها لهذا المخطط المجرم والعمل على إسقاطه، والرد على الدعاوى الزائفة التي تزعم أن ذلك المشروع البغيض يحمل للمنطقة السلام والتنمية والرخاء، وهي شبهات خطيرة يجري ترويجها عبر وسائل إعلام المطبعين، وينطلق الرد عليها من بيان طبيعة المحتل الصهيوني التوسعية التي لا تعرف التعايش، وبيان تجارب المطبعين السابقين، وما جنَوه من فشل سياسي واقتصادي بعد عقود من التطبيع، ثم وهو الأهم؛ أن التطبيع خيانة للدين وللأوطان، والله تعالى لا يهدي كيد الخائنين.
  • مدارسة سيرة النبي ﷺ وخاصة المراحل التي مرت فيها الجماعة المسلمة بحصار الأعداء وكثرتهم وتكالبهم على الجماعة المؤمنة، كما هو الحال في غزوة الأحزاب التي تشبه حال الأمة في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة من كل الوجوه، وتأمل قوله تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ جَاۤءَتۡكُمۡ جُنُودࣱ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِمۡ رِیحࣰا وَجُنُودࣰا لَّمۡ تَرَوۡهَاۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرًا (9) إِذۡ جَاۤءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ (10) هُنَالِكَ ٱبۡتُلِیَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُوا۟ زِلۡزَالࣰا شَدِیدࣰا (11) وَإِذۡ یَقُولُ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ إِلَّا غُرُورࣰا (12) وَإِذۡ قَالَت طَّاۤىِٕفَةࣱ مِّنۡهُمۡ یَـٰۤأَهۡلَ یَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواۚ وَیَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِیقࣱ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِیَّ یَقُولُونَ إِنَّ بُیُوتَنَا عَوۡرَةࣱ وَمَا هِیَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن یُرِیدُونَ إِلَّا فِرَارࣰا (13) وَلَوۡ دُخِلَتۡ عَلَیۡهِم مِّنۡ أَقۡطَارِهَا ثُمَّ سُىِٕلُوا۟ ٱلۡفِتۡنَةَ لَـَٔاتَوۡهَا وَمَا تَلَبَّثُوا۟ بِهَاۤ إِلَّا یَسِیرࣰا (14) وَلَقَدۡ كَانُوا۟ عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ لَا یُوَلُّونَ ٱلۡأَدۡبَـٰرَۚ وَكَانَ عَهۡدُ ٱللَّهِ مَسۡـُٔولࣰا (15) قُل لَّن یَنفَعَكُمُ ٱلۡفِرَارُ إِن فَرَرۡتُم مِّنَ ٱلۡمَوۡتِ أَوِ ٱلۡقَتۡلِ وَإِذࣰا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِیلࣰا (16) قُلۡ مَن ذَا ٱلَّذِی یَعۡصِمُكُم مِّنَ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ سُوۤءًا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ رَحۡمَةࣰۚ وَلَا یَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیࣰّا وَلَا نَصِیرࣰا (17) قَدۡ یَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلۡمُعَوِّقِینَ مِنكُمۡ وَٱلۡقَاۤىِٕلِینَ لِإِخۡوَا⁠نِهِمۡ هَلُمَّ إِلَیۡنَاۖ وَلَا یَأۡتُونَ ٱلۡبَأۡسَ إِلَّا قَلِیلًا﴾ [الأحزاب: 9-18]، وفي تلك الآيات دروس للواقع وتصحيح للمفاهيم وبيان لسنن الله في خلقه، ينبغي على المسلم أن يتأملها حتى يستلهم منها زاد الطريق وشعاع النور نحو الخلاص.
  • 7-           التخفف من الدنيا، وتأهيل النفس للتضحية في سبيل الله، والاستعداد لبذل النفس والنفيس استنقاذاً لبيت المقدس ودفاعاً عن الحرم القدسي الأسير، استجابة لقوله تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَا لَكُمۡ إِذَا قِیلَ لَكُمُ ٱنفِرُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِیتُم بِٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا مِنَ ٱلۡـَٔاخِرَةِۚ فَمَا مَتَـٰعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ إِلَّا قَلِیلٌ (38) إِلَّا تَنفِرُوا۟ یُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِیمࣰا وَیَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَیۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَیۡـࣰٔاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾ [التوبة 38-39]. والمؤمن الحق يعلم أن حياته هي رسالةٌ غايتها تمكين الدين والحق في الأرض، ومجاهدة الباطل والظلم ما وسعته الحيلة، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاق”.[3]
  • المسارعة لكل عمل جماعي فيه نصرةٌ لفلسطين ومقاومةٌ لمشروع التطبيع، سواء بالمشاركة في المظاهرات أو الوقفات أو المؤتمرات أو الندوات أو غير ذلك من وسائل الحراك التي تعبر بها الشعوبُ عن رفضها لمشروع الخيانة، وتلك الأعمال هي نوع من المدافعة التي أَمرنا بها الشرع الشريف.
  • تحويل قضية فلسطين إلى جزء رئيس من حياة كل أسرة مسلمة، مدارسةً لتاريخها ومتابعةً لأخبارها وتبرعاً لمساندتها، وتخصيصَ وقتٍ للدعاء لها وعلى عدوها، وتشكيل وجدان النشء المسلم على نصرتها وفهمِ أبعادها.
  • تفعيل الوجود على وسائل التواصل الاجتماعي بما له من تأثير، ونشرُ الوعي بمشروع الصفقة وخطورته على الأمة، وخطورةِ التطبيع الذي يمثل مقدمة هذا المشروع ولبنته الأولى، وما يمثله من تهديد لكل الشعوب المسلمة .
  • إحياء ذكر شهداء الجهاد الفلسطيني ورموز القضية والتعريف بهم؛ حيث إنهم قدوات للأمة، وتضحياتُهم الجليلة باعثةٌ للهمم ومحفزة لروح التضحية والفداء.
  • نشر الفتاوى الشرعية التي تحرّم التنازل عن أرض فلسطين، والتي تجرّم مصالحة المحتل، وعلى رأسها فتوى الشيخ أمين الحسيني مفتي القدس عام 1922[4]، وفتوى علماء المسلمين في مؤتمر القدس المنعقد 1935[5]، وفتوى جمعية العلماء المركزية في الهند 1935[6]، وفتوى علماء نجد 1937[7]، وفتوى علماء العراق 1937[8]، وكذلك فتاوى الأزهر الشريف المتعاقبة[9] وفتوى الشيخ محمد رشيد رضا[10]، وغيرها من الفتاوى التي تواطأ فيها علماء الأمة ومجامعها الفقهية على الفتوى بتحريم التنازل عن أرض فلسطين أو مصالحة المحتل.
  • اقتطاع جزء من المال والتبرع به لنصرة القضية، وفي الصحيحين من حديث زَيْد بْن خَالِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: “مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا”.[11]
  • الدعاء في الصلوات والخلوات بنصرة قضية فلسطين العادلة وإحباط ما يحاك ضدها من مؤامرات امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِی سَیَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ﴾ [غافر ٦٠]، وقوله عز وجل: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ﴾ [البقرة ١٨٦].

 
ثانياً: الواجبات الكفائية على ذوي الاختصاص من المسلمين:

  • واجبات العلماء:

     إن علماء الأمة هم قادتها على الحقيقة؛ فهم صناع الوعي وموضع الثقة ومرجعية الأمة وورثة النبوة وحملة الوحي، ومن ثم فأثرهم في الأمة عظيم، جِد عظيم.

وإن عليهم تجاه قضية فلسطين وما يحاك لها واجبات عظيمة أهمها ما يأتي:

  1. إصدار فتاوى جماعية تؤكد ما أفتى به الأسلاف من العلماء أفراداً وجماعات من حرمة التنازل عن أرض فلسطين بوصفها أرضاً مفتوحة موقوفة على المسلمين، والتأصيل لهذه الحقيقة الشرعية بمختلف الأدلة، وترسيخ هذا الحكم في نفوس العامة.
  2. الرد على الشبهات التي أثارها علماء السلطان ودعاة التطبيع، وبيان المغالطات الضخمة في استدلالهم بوثيقة المدينة التي كانت مع بعض سكان المدينة، وكان مفادها دخولهم تحت سلطان المسلمين، وفي استدلالهم بصلح الحديبية الذي كان على أرض لم تُفتح بعد، واستدلالهم بدعوة الإسلام للسِّلم والموادعة وهي دعوة مشروطة برغبة العدو في السلم، ولا يتحقق ذلك إلا بجلائه عن الأرض وفكاكه للأسرى.. وغير ذلك من الشبهات التي يروّج لها المطبعون.
  3. إشاعة روح الأمل والثقة في موعود الله وإخراج الأمة من حالة اليأس والإحباط إلى حالة الفعل والمدافعة، فاليائس منهزم من داخله مستسلم لعدوه لا يدفع ضراً ولا يحرز نصراً، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: ” ﴿وَلَا تَا۟یۡـَٔسُوا۟ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا یَا۟یۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ﴾ [يوسف ٨٧]، ويقول سبحانه: ﴿قَالُوا۟ بَشَّرۡنَـٰكَ بِٱلۡحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡقَـٰنِطِینَ (55) قَالَ وَمَن یَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦۤ إِلَّا ٱلضَّاۤلُّونَ﴾ [الحجر: 55، 56].
  4. الردُّ على شبهةِ بيعِ الفلسطينيين لأرضهم، وشبهةِ فلسطينيةِ القضية ببيان الجذور العقدية للصراع، والحقائقِ التاريخية للقضية، وبيانُ تضحيات الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة.
  5. إبراز نماذج العلماء المجاهدين الذين خاضوا شرف الجهاد على أرض فلسطين بدءاً بعز الدين القسام، ومروراً بالشيخ ياسين والرنتيسي ونزار ريان، وغيرهم من العلماء المجاهدين الشهداء.
  6. التبني والدعم والإشراف على المؤسسات الشبابية ووصلها بالزاد التربوي لمواجهة هذه الصفقة، وتحصينهم بالفكر الواقي ضد دعاوى المساواة بين الجهاد والإرهاب، وبيان أن الجهاد تضحية في سبيل لله ردعاً للمغتصب ودفاعاً عن العرض وطرداً للمحتل، لتكون كلمة الله هي العليا، وأن الإرهاب هو احتلال بلاد الغير، ونهب خيراته، وإخراج أهله الآمنين، وإراقة دماء الأبرياء من أبنائه ونسائه وأطفاله.
  7. أن يجعل كل عالم جزءاً من منجزه الشخصي في نشر العلم والدعوة للتوعية بخطورة هذه الصفقة الآثمة سواء كان هذا المنجز منشورات على منصات التواصل، أو مقالات في المدونات، أو مقاطع فيديو قصيرة، أو خطب الجمعة والدروس العامة..
  • واجبات الفصائل الفلسطينية:

إن القضية الفلسطينية تمر بمنعطفها الأصعب، وتعيش تحدياً وجودياً غيرَ مسبوق، وهو ما يستتبع واجبات جساماً على قدر التحدي تتمثل فيما يأتي:

  1. تحقيق المصالحة الوطنية المنتظرة منذ عقود بأسرع ما يمكن، وأعمق ما يمكن، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعبر عن المجموع الفلسطيني في رفض الصفقة والسعي لإسقاطها.
  2. إصدار إعلان وطني فلسطيني بأن دولة فلسطين تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس، ودعوة المجتمع الدولي لتحمل كامل مسؤولياته القانونية تجاه الشعب الفلسطيني وأراضيه المحتلة بالقوة.
  3. التمسك بهدف إنهاء الاحتلال وتحرير كامل الأرض كقاعدة مشتركة للمجموع الوطني الفلسطيني، وتوفير شروط الصمود والمواجهة والمقاومة للشعب الفلسطيني فوق أرضه.
  4. التمسك بالمقاومة الشعبية الفلسطينية خياراً استراتيجياً للشعب الفلسطيني والمحافظة على مكتسبات المقاومة خلال الفترة الماضية.
  5. تطوير الاحتجاجات لتشمل كل الأراضي المحتلة.
  6. دعوة المجتمع الدولي للتحضير لمؤتمر دولي كامل الصلاحيات وعلى أساس القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
  7. اتخاذ قرار جماعي بمقاطعة دول التطبيع مقاطعة تامة على المستوى السياسي.
  • واجبات وسائل الإعلام:

     لا يخفى على أي عاقل اليوم ما تستطيعه الآلة الإعلامية الجبارة من السيطرة على عقول وقلوب الناس، ولقد أغفل أهل الإسلام أهمية هذا المارد في عصرنا الحديث حتى سيطر عليه الصهاينة المجرمون.

ولا نجحد فضل الذين تنبهوا من المسلمين لهذا الثغر مبكراً، ولكننا نقول أن مجهودهم وحده لا يكفي وقد آن الأوان أن نأخذ الأمر على محمل الجد، ونكرس له الطاقات والجهود المؤسسية الفاعلة.

ولعل أهم ما يجب على رجال ومؤسسات الإعلام هو:

  1. فضح جرائم الاحتلال ونشر تاريخه الأسود بدءاً من وعد بلفور المزعوم وحتى اليوم.
  2. فضح خيانات حكام العرب وتفريطهم في القضية الفلسطينية وأنها ليس لها بعد الله إلا الأمة بمخلصيها وأحرارها.
  3. فضح ازدواجية المواقف الدولية ما بين التشدق بالدفاع عن الحقوق والحريات، وما بين الصمت الرهيب إزاء القضية الفلسطينية، ثم الدعم والتأييد لصفقة القرن المزعومة.
  4. إنتاج قوالب إعلامية وفنية مختلفة لفضح الصفقة وبيان مخاطرها.
  5. الاهتمام بمنصات التواصل الاجتماعي والإكثار من المنافذ عليها للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الفاعلين.
  6. التركيز في عرض القضية على عمقيها التاريخي والعقائدي.
  • واجبات مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية:

    مؤسسات المجتمع المدني في عصرنا هذا أحد الفواعل المؤثرة في صناعة الحدث في العالم، وعلى تلك المؤسسات أن تضطلع بواجبها في التصدي لتلك الصفقة المشؤومة من واقع مسئوليتها الوطنية والأخلاقية والدينية ومن منطلق  قول النبي  ﷺ: “كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا مَسْئولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ- وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”.[12]

ومن أهم ما يجب على تللك المؤسسات:

  1. التواصل مع المؤسسات المشابهة في مختلف بلدان العالم وتدويل القضية ما أمكن.
  2. مخاطبة الجهات الأممية بجرائم الاحتلال ومطالبتها بحماية الشعب الفلسطيني.
  3. إصدار التقارير التي تبرز جرائم الاحتلال واعتداءه على حقوق الشعب الفلسطيني.
  4. إصدار التقارير التي تبين الانتهاكات والأضرار المتوقعة على الشعب الفلسطيني جراء هذه الصفقة.
  • واجبات الحكومات والأحزاب والجماعات السياسية:

ينبغي على الحكومات الشريفة في العالم والأحزاب والقوى السياسية أن يكون لها عمل مؤثر في مواجهة ذلك المشروع البغيض، ويمكن دراسة المقترحات الآتية:

  1. عمل تكتل سياسي واسع رافض لتلك الصفقة وإصدار بيانات باسم ذلك التكتل.
  2. تنظيم فعاليات جماهيرية واسعة للتنديد بالصفقة.
  3. الضغط في المحافل الدولية لدعم الموقف الفلسطيني الوطني الرافض للصفقة.

وأخيراً إلى أهلنا أهل فلسطين الأبية:

ثبَّت الله أقدامكم، وربط على قلوبكم، وأفاض عليكم من خيراته وبركاته، وأمدكم بجند ونصر من عنده، ونحن معكم بكل ما نملك، ولن نتخلى عنكم مهما كانت التضحيات: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 139-141].

والله الهادي إلى سواء الصراط..


* الدكتور عطية عدلان باحث وأكاديمي مصري، أستاذ الفقه وأصوله، متخصص في السياسة الشرعية، ورئيس مركز محكمات.

* الدكتور حاتم عبد العظيم باحث وأكاديمي مصري، أستاذ الفقه وأصوله، عضو سابق بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

[1]  الزمخشري، تفسير الزمخشري: ( الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل)، 1/ 296

[2] ابن قيم الجوزية، القصيدة النونية، صـ 221

[3] أخرجه مسلم في صحيحه، 3/ 1517، حديث رقم: 1910

[4] راجع النص في موسوعة الفتاوى الفلسطينية، مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية، ط2، 1433ه-2012م، صـ386-387

[5] المصدر السابق، صـ388-391

[6]  انظر: جريدة فلسطين، عدد: 81/ 3272 بتاريخ 18/ 6/ 1936.

[7] أكرم زعيتر ، الحركة الوطنية الفلسطينية : 1935-1939 (يوميات أكرم زعيتر ) ، سلسلة الدراسات رقم 55 (بيروت : مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، 1980) ، صـ302

[8] المصدر السابق

[9]  ومن ذلك فتوى علماء الأزهر سنة 1947م، الهيئة العربية العليا (فلسطين)، حكم الإسلام في قضية فلسطين: فتاوى شرعيَّة خطيرة لمناسبة معاهدة الصلح بين مصر والعدو الإسرائيلي، ص: 14 ـ 15. وقد وقَّع على هذه الفتوى (26) عالماً من علماء الأزهر، كـان مـنهـم: الشيـخ محمـد حسـنين مخـلوف، والشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد دراز، وغيرهم من أهل العلم والفضل والدين.

[10] موسوعة الفتاوى الفلسطينية، صـ386-387

[11] أخرجه البخاري في صحيحه، 4/27، حديث رقم: 2843، ومسلم في صحيحه، 3/1506، حديث رقم: 1895

[12] متفق عليه: صحيح البخاري، 2/ 5، رقم الحديث: 893، وصحيح مسلم، 3/ 1495، رقم الحديث: 1829