أصدرت 18 جهة علمائية دولية فتاوى داعمة ومساندة لأهل القدس والمسجد الأقصى، خاصة حكم الجهاد بالمال للمرابطين، تعزز صمودهم في وجه الاحتلال ومخطط الاقتحام بخصوص، وهذا نص الفتوى مع الموقعين:

 ‏إن الله تعالى قد فرض الجهاد بالمال كما فرض الجهاد بالنفس ومن المقرّر شرعًا ‏أن الله سبحانه وتعالى فرض على المسلمين أن يجاهدوا بأنفسهم وأموالهم، إذا ‏احتل العدو بلدًا من بلادهم ومن عجز من المسلمين عن الجهاد بالنّفس، فعليه أن ‏يجاهد بماله، ولا يسقط عنه من الجهاد الواجب إلا ما تعذر، والجهاد بالمال واسع ‏الإطار وهو وإن كان أهل بابه هم الأغنياء إلا أنه واجب على الجميع كل بقدر ‏وسعه في موطن الحاجة إليها، بل إن الله تعالى قدم الجهاد بالمال في كل موقع على ‏الجهاد بالنفس إلا في موقع واحد. ‏

‎ ‎قال تعالى: “لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْـمُجَاهِدُونَ ‏فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْـمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى ‏الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْـحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْـمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا ‏عَظِيمًا” النساء: 95‏

وعن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “جاهدوا ‏بأيديكم وألسنتكم وأموالكم” رواه أحمد والنسائي وأبو داود وغيرهم.‏

وقال ابن القيم رحمه الله في حكمة تقديم المال على النفس في آيات الجهاد في سبيل ‏الله تعالى: “هذا دليل على وجوب الجهاد بالمال كما يجب بالنفس، فإذا دهم العدو ‏وجب على القادر الخروج بنفسه، فإن كان عاجزاً وجب عليه أن يكتري بماله”.‏

وفي هذه الفتوى يجدّد العلماء تجلية الأحكام الشرعيّة الآتيّة ووجوب العمل بها ‏في هذه الأوقات الصّعبة التي يمرّ بها المسجد الأقصى المبارك والمرابطون فيه.‏

أولًا: إنّ ما يبذله المسلم من دعمٍ ماليّ لإخوانه المجاهدين المرابطين في المسجد ‏الأقصى المبارك ليس تبرعًّا، ولا تطوعًّا، ولا تفضّلًا، بل هو قيامٌ ببعض الحقّ ‏الواجب عليه، وهو ضرب من ضروب الجهاد المفروض في مواجهة المعتدين، ‏والتخلي عنه مع القدرة عليه قليلاً أو كثيراً، مثل التولي يوم الزحف وترك قتال ‏المعتدي مع القدرة عليه. ‏

قال تعالى: “إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‏وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا ‏لَكُم مِّن وَلايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ‏النَّصْرُ إلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” الأنفال:72‏

ثانيًا: إنّ المرابطين في المسجد الأقصى المبارك هم من مصارف الزّكاة ‏المفروضة الذين حدّدتهم الآية الكريمة في قوله تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ ‏وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ‏اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” التّوبة: 60 ، وينطبق على ‏هؤلاء المرابطين أكثر هذه المصارف فهم يستحقّون سهم “في سبيل الله” فهم ‏المجاهدون المرابطون القادمون من أنحاء فلسطين ممن يمكنهم الوصول إلى ‏المسجد الأقصى ليرابطوا ويدافعوا عنه، ثم يرجعوا إلى ديارهم بعد أن ردّوا كيد ‏المقتحمين، ويستحقون سهم “وفي الرّقاب” فمنهم الأسرى والمعتقلون الذين ‏يحتاجون إلى إنفاق على تكاليف القضايا والمحاكمات والإنفاق على أهليهم في ‏غيابهم. كما أنّ منهم “الفقراء” و”المساكين” و”ابن السّبيل”، القادم من أنحاء ‏أخرى من فلسطين ليرابط ويدافع، كما أن منهم “الغارمين” الذين أثقلتهم الديون ‏بسبب ما يفرض عليهم من الضرائب وما يمنعون من ممارسة حقوقهم في التجارة ‏وبناء بيوتهم حيث تهدم البيوت. ‏

وعلى هذا فإنّ دفع أموال الزّكاة المفروضة لأهل القدس والمرابطين في المسجد ‏الأقصى المبارك هو من أوجب الواجبات وأعظم القربات، بل لهم سهم في سبيل ‏الله ولما يمثلون من مشروع حماية المقدسات والحفاظ على الأقصى ومدينة ‏بيت المقدس. ‏

ثالثًا: يجوز دفع الصّدقات الواجبة من كفّارات ونذور وفدية الصّيام لأهل بيت ‏المقدس وكذلك صدقات التطوّع ومشاريع الوقف مهما كانت يسيرةً؛ وهنا ندعو إلى ‏تعميم ثقافة الإنفاق وتكثيف ذلك للمرابطين في القدس والمسجد الأقصى المبارك ‏بكل الصور فتدفع النفقات الواجبة والتطوعية ولا شك أن اختيار وضع هذه النفقات ‏في القدس له ميزة على غيره لشرف المكان وطبيعة المعركة مع عدو ذي مشروع ‏احتلالي يحتاج إلى البذل لإيقافه وردّه.‏

رابعًا: إنّ التقاعس في ميدان الجهاد بالمال وخذلان المرابطين في بيت المقدس ‏والمسجد الأقصى المبارك هو من المحرّمات التي توعّد الله تعالى فاعليها وحذّرهم ‏من الانزلاق إليها.‏

قال تعالى: “فَرِحَ الْـمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا ‏بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْـحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ‏لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ” التوبة:81 ‏

خامسًا: إن الخطر الذي يواجه أهل بيت المقدس ويتصدون له وكل أهل فلسطين، ‏خطر لا ينال من بلادهم فقط بل هو خطر توسعي يتطلع إلى بلاد المسلمين ‏بالغصب والإفساد، وبالتالي فإن كل من يجود ويبذل في هذا المشروع إنما يدافع ‏عن بلده من وجه من الوجوه مما يقتضي مزيداً من المواءمة بين حاجات أي بلد ‏مسلم وحاجات القدس.  ‏

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

الجهات العلمائية الموقعة على الفتوى:

‏1. هيئة علماء فلسطين.‏

‏2. ملتقى دعاة فلسطين.‏

‏3. اتحاد العلماء والمدارس الشرعية في تركيا.‏

‏4. مؤسسة منبر الأقصى الدولية.‏

‏5. جماعة عباد الرحمن في السنغال.‏

‏6. التجمع الإسلامي في السنغال.‏

‏7. جمعية النهضة اليمنية.‏

‏8. مركز معراج للبحوث والدراسات.‏

‏9. هيئة علماء المسلمين في العراق.‏

‏10. رابطة علماء فلسطين بغزة. ‏

‏11. هيئة علماء ليبيا.‏

‏12. دار الإفتاء الليبية.‏

‏13. هيئة علماء المسلمين في لبنان.‏

‏14. مجلس الدعاة في لبنان‏

‏15. الرابطة التونسية للدعوة والإصلاح.‏

‏16. رابطة إرشاد المجتمع الصومالية.‏

‏17. ملتقى علماء فلسطين.‏

‏18. هيئة علماء اليمن‏