يقول تبارك تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) [الأنفال 30].
ويقول تبارك وتعالى : (( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً )) [الدهر8-9].
عن أبي موسى رضيَ الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فكوا العاني – الأسير – وأطعموا الجائع، وعودوا المريض)
أخرجه البخاري.
وعن أبي جحيفة قال : قلت لعلي رضي الله عنه : ( يا أمير المؤمنين، هل عندكم من الوحي شيء ؟ ) قال: ( لا و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ، إلا فهماً يعطيه الله عز و جل رجلاً وما في هذه الصحيفة ) ، قلت : ( و ما في هذه الصحيفة ؟ ) قال : (العقل ، و فكاك الأسير ، و لا يقتل مسلم بكافر ) .
أخرجه البخاري .

يقول الفاروق عمر رضي الله عنه: ((لئن أستنقذ رجلاً من المسلمين من أيدي المشركين أحب إليّ من جزيرة العرب)) [مصنف ابن أبي شيبة8/05].
ويقول الإمام أبو بكر ابن العربي ـ رحمه الله : (( إذا كان في المسلمين أسرى أو مستضعفون، فإن الولاية معهم قائمة، والنصرة لهم واجبة بالبدن بألا تبقى منا عين تطرف، حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم، كي لا يبقى لأحد منا درهم من ذلك)).[أحكام القرآن 4/182].
ويقول الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى : (( وإنقاذ أسرى المسلمين من أيدي الكفار من أفضل القربات ، وقد قال بعض العلماء : إذا أسروا مسلما واحدا وجب علينا أن نواظب على قتالهم حتى نخلصه أو نبيدهم ، فما الظن إذا أسروا خلقا كثيرا من المسلمين !)). [ أحكام الجهاد وفضائله97].
ويقول الإمام النووي رحمه الله :(( لو أسروا مسلما، أو مسلمين، فهل هو كدخول دار الاسلام ؟ وجهان: أصحهما: نعم، لأنّ حرمته أعظم من حرمة الدار)) [روضة الطّالبين 7/ 418].
وكتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى الأسرى المسلمين في القسطنطينية: )) أمّا بعد : فإنكم تعدون أنفسكم الأسارى ، ومعاذ الله، بل أنتم الحبساء في سبيل الله. اعلموا أني لست أقسم بين رعيتي، إلا خصصت أهلكم بأكثر من ذلك وأطيبه، وإني قد بعثت إليكم فلان ابن فلان بخمسة دنانير ولولا أني خشيت أن يحبسها عنكم طاغية الروم لزدتكم. وقد بعثت إليكم فلان ابن فلان يفادي صغيركم وكبيركم وذكركم وإناثكم وحركم ومملوككم، بما يسأل منه، فأبشروا ثم أبشروا. والسلام)) [تهذيب مشارع الأشواق/293].

واجب العلماء والدّعاة تجاه إخوانهم الأسرى على أرض فلسطين
العلماء هم القادة الحقيقيون لقلب الأمّة وضميرها، وهم المحرّكون عملياًّ لطاقتها وإمكاناتها، وقضيّة الأسرى من أهم قضايا الأمّة التي يجب أن يتحرّك العلماء من أجلها، ويحرّكوا الأمّة للانتصار لها.
تحميل فئات الأمّة كافة من حكام وعلماء وشعوب مسؤولياتهم تجاه الأسرى، والعمل على تحريرهم من سجون الاحتلال الصّهيوني بالوسائل كافّة.
إحياء قضيّة الأسرى في نفوس الشّعوب الإسلامية ، وجعلها من أولويات القضيّة الفلسطينيّة.
إصدار الفتاوى اللّازمة التي تتعلّق ببيان واجب الأمّة أفراداً وجماعات تجاه أسرى فلسطين.
استحضار قضيّة فلسطين في المحافل العامّة ، والخطب المنبريّة، والدّروس المسجديّة.
فضح ممارسات الاحتلال الصّهيوني وانتهاكاته بحق الأسرى، وبيان مدى معاناة الأسرى في عتمة الزّنازين.
تحريك الشّعوب العربيّة والإسلامية لرفض واستنكار الممارسات الغاشمة بحق الأسرى في سجون الاحتلال الصّهيوني، وإقامة النشاطات الشّعبية الاحتجاجيّة للتعبير عن رفض هذه الانتهاكات، ولفت أنظار العالم إلى هذه الممارسات.
القنوت في الصّلوات لهم ، فإنّ أَسر المسلمين من النوازل التي قنت لها النّبي صلّى الله عليه وسلّم، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ..)) أخرجه البخاري.
حثّ الأمّة على بذل الغالي والنّفيس لرعاية الأسرى وأسرهم ، فإنّ من أبسط حقهم على الأمّة رعاية من خلفهم.

واجب المسلمين عامة نجاه إخوانهم الأسرى في سجون الاحتلال الغاشم
إثارة قضيّتهم في وسائل الإعلام، والتّعريف بحقوقهم، وحمل همّهم كلٌّ حسب مكانته وموقعه وإمكاناته .
بذل المال لرعاية شؤونهم وأحوالهم داخل السّجون والمعتقلات الصّهيونيّة ، وما يتعلّق بشؤونهم والدّفاع عنهم خارجها .
كفالة أسرهم من ورائهم، وسدّ احتياجاتهم المادّيّة والمعنويّة.
احتضان أطفالهم ، والعمل على تربيتهم وتنشئتهم على الأخلاق الفاضلة، وحفظهم من السقوط أو الإسقاط.
التحرّك مع المنظمات الإنسانيّة ولجان الدّفاع عن الأسرى، ومنظمات حقوق الإنسان في العالم للدّفاع عن الأسرى والمعتقلين.
تشكيل المجموعات القادرة على إثارة قضيّتهم ، ونشر معاناتهم على الشّبكة العنكبوتية ” الانترنت”.
الدّعاء لهم في الخلوات ، القنوت لهم في الصّلوات.
التواصل مع ذويهم وأسرهم وتثبيتهم ورفع معنوياتهم فهو ضرب من كفالتهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين