خاص هيئة علماء فلسطين

    

(آيات الأحكام نموذجاً)

د. أيمن عبد الحميد عبد المجيد البدارين

الأستاذ المشارك في الفقه وأصوله

رئيس قسم الفقه والتشريع وماجستير القضاء الشرعي

كلية الشريعة– جامعة الخليل – فلسطين

[email protected]

الملخص

هذا بحث بعنوان (منهج ابن أطَّفَيِّش في تفسيره تيسير التفسير (آيات الأحكام نموذجا) حرص الباحث فيه أن يضيئ معالم الطريق التي سلكها العلامة ابن أطَّفَيِّش في تفسيره تيسير التفسير، واتبع الباحث فيه المنهج الوصفي والتحليلي مستفيداً من الاستنباطي، وقسم البحث إلى تمهيد وستة مطالب بين في التمهيد أهمية الموضوع وأسئلة البحث والدراسات السابقة ومنهج البحث وتقسيمه، عرف في المطلب الأول بابن أطَّفَيِّش وتفسيره، وفي الثاني بالمنهج العام في تفسيره السورة القرآنية، وفي الثالث بالمنهج الخاص في تفسيره لآيات القرآن، وفي الرابع بين المنهج الخاص في تفسيره آيات الأحكام، وبالخامس نبه على أهم المؤاخذات على تفسيره تيسير التفسير ككثرة اعتماده على الإسرائيليات، والاستطراد، والاستدلال بالأحاديث الضعيفة ورده للصحيحة أو تأويلها إن لم تتفق مع منهجه، وختم الباحث هذه المطالب بمطلب سادس بين فيه نموذجاً تطبيقياً لمنهج ابن أطَّفَيِّش الفقهي من خلال آيات الأحكام، ونموذجاً تطبيقياً لمنهجه في العقيدة إتماماً للفائدة.

وختم البحث ببيان أهم النتائج والتوصيات، ومن نتائجه أن تفسير تيسير التفسير اختصار لتفسيره “هميان الزاد” ويعتبر المرجع الأهم للتفسير عند الإباضية، وظهر ابن أطَّفَيِّش في معالجته للقضايا الفقهية وآيات الأحكام في هذا التفسير فقيها متبحرا حاز أسس الاجتهاد، وقد امتاز منهجه الفقهي بميزات تدل على واسع فقه الرجل وتعمقه فيه، مع كثرة استدلاله بالقواعد الأصولية في توجيه النصوص الشرعية، وذكر خلاف الفقهاء كأهل السنة وغيرهم… وعموماً فهو تفسير إباضي بامتياز حيث تجد الانتصار للفكر الإباضي في كل آية فيها دليل لهم أو عليهم.

Abstract

This is a research is entitled: (The Approach of Ibn Atfish in His Interpretation of Tayseer al-TafsirJudgment Verses as a Model). The researcher was keen to illuminate the path followed by Ibn Atfish in his interpretation Tayseer al-Tafsir. The researcher adopted the descriptive, analytical, and sometimes the deductive methodology. This research is divided into an introduction and six Chapters. The Introduction indicated the importance of the topic, research questions, previous studies, and research methodology. It also included an introduction of Ibn Atfish and his interpretation of Tayseer al-Tafsir. The Second Chapter tackled the general approach followed by Ibn Atfish in his interpretation of the Quranic verses.

The Third Chapter identified Ibn Atfish’s special approach interpreting verses of the Holy Quran. However, the Fourth Chapter indicated his special approach interpreting the verses of judgments. The Fifth Chapter, he warned of the most important reservations in the interpretation of Tayseer al-Tafsir, such as dependence on the Israelites, the digression, and the interpretation of the weak Hadiths and how he responded to the correct ones if they are inconsistent with his approach. The researcher concluded with a Sixth Chapter where he indicated an applied model of Ibn Atfish’s jurisprudence through the verses of the judgments, and an applied model of his methodology in faith to complement the benefit. The research concluded to a number of findings and recommendations. One of the research results showed that the interpretation of the Tayseer al-Tafsir is a short interpretation of the “Humayan of Zad” and is the most important reference to the interpretation of Ibadi. Consequently, Ibn Atfish, in in his treatment of jurisprudential issues and verses of judgments, appeared to be an expert who possessed the basics of Ijtihad. His method of jurisprudence is featured by his broad jurisprudence knowledge, with a frequent use of the rule of fundamentalism in the guidance of the Sharia texts, in addition to mentioning jurists’ disagreements, like the Sunnis and others. In general, it is a distinctive Ibadi interpretation where you find the victory of Ibadi thought in every verse in which there is an evidence for them or against them.

تمهيد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، وخاتم النبيين، سيدنا محمد ومن سار على دربه من المتقين إلى يوم الدين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت يا مولاي تجعل الحزن والصعب إذا شئت سهلا، اللهم يسر لنا أمورنا، وأشرح لنا صدورنا، وارزقنا قلبا خاشعا، وعلما نافعا، واجعل هذا العمل مخلَصا متقبلا برحمة منك يا أرحم الراحمين.

أما بعد:

فهذا بحث بعنوان (منهج ابن أطَّفَيِّش في تفسيره تيسير التفسير (آيات الأحكام نموذجا) حرصت فيه أن أضيئ معالم الطريق التي سلكها عالم من علماء الأمة المعاصرين في تفسير كتاب الله تعالى؛ وهو العلامة ابن أطَّفَيِّش ليكون قدوة لغيره فيما أجاد فيه وأفاد في خدمة كتاب الله تعالى.

وسبب اختياري لهذا الكتاب ما رأيناه كثيرا في الأعصار السابقة وأصبح ظاهرة في عصرنا أن ينسب المخالف لمخالفه ما لم يقله دون تحرير وتحقيق، وبما أن المذهب الإباضي هو المذهب المنتشر اليوم في عمان وأجزاء من الجزائر، وقد تبنت الدولة العُمانية هذا المذهب بشكل رسمي، فعلينا لتحقيق مبدأ التعايش مع الأخ الآخر أن نفهم حقيقة مذهبهم خاصة من الناحيتين العقيدية والفقهية، وكي لا نعتمد على نقل عنهم، ونسب إليهم، كان لزاما على الباحثين أن يأخذوا العلم من أهله، والذهب من في صاحبه، سعيا وراء التجرد في الحكم على الآخرين، واستفادة من تراثهم، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، سائلا المولى الكريم أن يجعله صدقة جارية في ميزان حسناتي ووالدي.

منهج البحث

اتبعت في بحثي هذا المنهجين: الوصفي الاستقرائي والتحليلي، مستفيداً من المنهج الاستنباطي، مقتصرا على استقراء تفسير “تيسير التفسير” لاستنباط منهجه.

مشكلة البحث

يحاول البحث الإجابة عن الأسئلة التالية:

  1. من هو ابن اطفيش؟ وكيف نشأ علميا؟ وما المدرسة التي يتبعها؟.
  2. ما هي الإباضية وما أبرز معتقداتها والفروق بينها وبين مدرسة أهل السنة والجماعة؟.
  3. ما سبب تأليف ابن اطفيش لتفسيره تيسير التفسير؟.
  4. هل لابن اطفيش منهج خاص في التفسير. وما هو هذا المنهج العام الغالب في تفسير السورة القرآنية عموما وتفسير آيات القرآن خصوصا؟.
  5. ما هي معالم المنهج الخاص بابن أطَّفَيِّش في تفسير آيات الأحكام؟.
  6. ما هي أبرز وأهم المؤاخذات على تفسير تيسير التفسير؟.
  7. هل التزم ابن اطفيش بمنهجه الفقهي الخاص في تطبيقاته في آيات الأحكام؟.

الدراسات السابقة

لم أجد سوى دراسة واحدة فقط تتعلق بموضوع بحثي وهي (منهج الشيخ محمد بن أطفيش في تفسيره تيسير التفسير) للطالب محمد مصطفى الخواجا نوقشت في الجامعة الأردنية عام 1994م بإشراف الدكتور أحمد فريد، وقد امتاز بحثي عنها بميزات أهمها تركيزي على الجانب الفقهي بإظهار ميزات لم يبينها الباحث الكريم، وتحليل منهج ابن أطفيش في السور عموما وخصوص منهجه في الآيات وهو ما لم يتطرق إليه الباحث الآخر، وانفراد بحثي هذا بذكر ميزات كثيرة في منهج ابن أطفيش لم يتطرق إليها الباحث الآخر أصلا.

تقسيم البحث

وقد قسمت هذا البحث إلى تمهيد وستة مطالب بعد التمهيد الذي بينت فيه أهمية الموضوع وأسئلة البحث والدراسات السابقة ومنهج البحث وتقسيمه، وهي:

المطلب الأول: التعريف بابن أطَّفَيِّش وتفسيره.

المطلب الثاني: المنهج العام لابن أطَّفَيِّش في تفسير السورة القرآنية.

المطلب الثالث: المنهج الخاص بابن أطَّفَيِّش في تفسير آيات القرآن.

المطلب الرابع: المنهج الخاص بابن أطَّفَيِّش في تفسير آيات الأحكام.

المطلب الخامس: أهم المؤاخذات على تفسير تيسير التفسير.

المطلب السادس: نموذج تطبيقي لمنهج ابن أطَّفَيِّش.

وختمت ببيان بعض نتائج البحث وتوصيات البحث.

المطلب الأول: التعريف بابن أطَّفَيِّش وتفسيره.

قبل الخوض في منهج المؤلف رحمه الله تعالى لا بد من التعريف به وبكتابه ومدرسته العقيدية والفقهية الإباضية.

الفرع الأول: من هو الشيخ ابن أطَّفَيِّش.

هو محمد بن يوسف بن عيسى أطَّفَيِّش الحفصي العدوي الجزائري ولد عام (1236هـ – 1332هـ) وتوفي عام (1820م – 1914م) علامة بالتفسير والفقه والأدب، إباضي المذهب، مجتهد، كان له أثر بارز في قضية بلاده السياسية يدل على وطنية صحيحة. مولده ووفاته في بلدة يسجن (من وادي ميزاب في الجزائر)([1]).

وهو من عشيرة آل باامْحَمَّد ببني يزقن، وينتهي نسبه للحفصيين في تونس، ووالده من أعيان زمانه مارس التجارة في شمال الجزائر ثم في ميزاب، توفي والده فربته أمه مَامَه سَتِّي بنت الحاج سعيد بن عدُّون صغيرا وربته على طلب العلم فحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وكانت شهيته هائلة في القراءة([2]).

وأما معنى اسمه “أطَّفَيِّش” فهو لفظ بربري، مركب تركيبا مزجيا من ثلاث كلمات، الأولى (أطَّف) بفتح الهمزة وتشديد الطاء المفتوحة وسكون الفاء، ومعناها ببعض لغات البربر (أمسك) والثانية (أيا) بفتح الهمزة وتشديد الياء، ومعناها (أقبل – تعال) والثالثة (أش) ومعناها (كل) فمجموع الجملة (أطف أيا أش) وترجمتها (أمسك، تعال، كل)([3]).

نشأ بين قومه، وعُرِف عندهم بالزهد والورع.. واشتغل بالتدريس والتأليف وهو شاب لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، وانكبَّ على القراءة والتأليف، حتى قيل إنه لم ينم في ليلة أكثر من أربع ساعات. وله من المؤلفات في شتَّى العلوم ثروة عظيمة تربو على الثلاثمائة مؤلَّف… فمن ذلك: نظم المغنى لابن هشام خمسة آلاف بيت.. وكان ذلك في شبابه، وشرح كتاب التوحيد للشيخ عيسى بن تبغورين وهو من أهم مؤلفاته في علم الكلام، وله مؤلفات أخرى في النحو والصرف، والبلاغة، والفلك، والعروض، والوضع، والفرائض، وغيرها. وأما التفسير فله “هميان الزاد إلى دار المعاد”، و”تيسير التفسير”، وهو مختصر من السابق([4]).

وهو علَّامة بالتفسير والفقه والأدب إباضي المذهب، مجتهد، وقد حفظ القرآن وهو ابن ثمان سنين وأخذ عن علماء بلده حتى نبغ واشتهر، سافر إلى الديار المقدسة مرتين وكان يؤلف وهو في السفينة، وقد عرف بعدائه الشديد للاستعمار وحبه للعالم الإسلامي وغيرته عليه وكان له أثر بارز في قضية بلاده السياسية يدل على وطنية صحيحة، من كتبه في التفسير (داعي العمل إلى يوم الأمل) وهو تفسير لم يكمل من سورة الرحمن إلى سورة الناس قال إبراهيم أطَّفَيِّش: لقد رأيت في هذا التفسير من التحقيق مالم أره في غيره. وله أيضا: شرح النيل وشفاء العليل: عشرة أجزاء كبيرة في الفقه الإباضي وعليه قامت شهرته في العالم الإسلامي([5]).

وله مؤلفات أخرى في النحو والصرف، والبلاغة، والفلك، والعروض، والوضع، والفرائض، وغيرها منها: (الذهب الخالص) في الدين وآدابه، و(نظم المغني) أرجوزة في نحو خمسة آلاف بيت، و(شامل الأصل والفرع) في علوم الشريعة، جزآن، و(تخليص العاني من ربقة جهل المثاني) في البلاغة، و(وفاء الضمانة بأداء الأمانة) في الحديث، ثلاثة أجزاء، و(جامع الشمل) حديث، و(السيرة الجامعة) في المعجزات، و(شرح الدعائم) في الفقه، طبع منه جزآن، و(شرح عقيدة التوحيد) و(إطالة الأجور في فضائل الشهور) و(شرح أسماء الله الحسنى) و(الغسول في أسماء الرسول) و(ترتيب اللقط) فقه، و(شرح النيل) عشرة أجزاء كبيرة في الفقه، و(مختصر الوضع والحاشية) في الفقه وأصول الدين، و(حيَّ على الفلاح) ستة أجزاء، حاشية على الإيضاح لعامر الشماخي، فقه، و(بيان البيان في علم البيان) و(ربيع البديع) في علم البديع، و(إيضاح الدليل إلى علم الخليل) عروض، و(داعي العمل إلى يوم الأمل) تفسير لم يكمل، و(شرح القلصادي) و(إيضاح المنطق) و(إزالة الاعتراض عن محقي آل إباض) رسالة، و(رسالة في بعض تواريخ أهل وادي مزاب) و(رسالة الإمكان) و(الجُنة في وصف الجَنة)، و(حاشية القناطر) في علوم الدين، و(الرسم) في قواعد الخط العربيّ. وله شعر في (ديوان)([6]).

ويدل على نشاطه السياسي أنه عندما احتلت فرنسا الجزائر كان للمنطقة التي يعيش فيها ابن أطفيش وضع خاص ومعاهدة خاصة مع الفرنسيين منها أن لا تتدخل فرنسا في شؤونها ولا يشارك ابناء ميزاب في التجنيد الإجباري الفرنسي… لكن فرنسا نقضت العهد وأمرت باحتلال وادي ميزاب فوقف الشيخ محمد ابن أطفيش في وجه قائد الحملة بكل جراءة وأنكر عليه نقض المعاهدة، وأن أهل ميزاب لا يرضون بالاحتلال الفرنسي، فخاف قائد الحملة الفرنسي أن يثير عليه هذا العالم أبناء ميزاب والصحراء فقام باعتقاله، ولم يطلق سراحه حتى احتل عاصمة الوادي (غرداية) واستقوى بجنده وأمن المقاومة([7]).

الفرع الثاني: طبعات التفسير وسبب تأليفه وأهميته.

صدرت الطبعة الأولى منه في سبعة مجلدات طبع في بلاد المغرب، وصدرت أجزاؤه بين سنتي 1325-1327هـ.

وقد أعادت وزارة التراث القومي والثقافة في سلطنة عمان طبعه كاملا في سبعة عشر مجلدا بتحقيق الشيخ ابراهيم محمد طلاي بمساعدة لجنة من الأساتذة، وصدرت طبعته الأولى عام 2004م.

وقد أوجز ابن أطَّفَيِّش سبب تفسيره لهذا التفسير في مقدمة تفسيره وبين أنه اختصار لتفسيره هميان الزاد فقال: “فإنه لما تقاصرت الهمم عن أن تهم بهميان الزاد إلى دار المعاد الذي الفته في صغر السن وتكايلوا عن تفسيري ” داعي العمل ليوم الأمل ” أنشطت همتي إلى تفسير يغتبط ولا يمل، فان شاء الله قبله بفضله وأئمته قبل الأجل، وأنا مقتصر على حرف نافع ولمصحف عثمان تابع، وأسأل ذا الجلال أن ينعم علي بالقبول والإكمال”([8]).

وأصل هذا التفسير وهو “هميان الزاد إلى دار المعاد”، ذلك التفسير الذي ألفه صاحبه في صغره، فقد طبع في زنجبار بالمطبعة السلطانية سنة 1314هـ، وأصدرت الطبعة الثانية وزارة التراث القومي والثقافة، في سلطنة عمان سنة 1401هـ، وقد لخص المؤلف منهجه في هذا التفسير الذي اختصره لاحقا في تيسير التفسير بقوله: “وبعد، فهذا تفسير رجل يسجني –اسم بلدته- إباضي وهبي، ويعتمد فيه على الله سبحانه وتعالى ثم على ما يظهر لفكره بعد إفراغ وسعه ولا يقلد فيه أحدا إلا إذا حكى قولا أو قراءة أو حديثا أو قصة أو أثرا لسلف، وأما نفس تفاسير الآي والرد على بعض المفسرين والجواب فمنه، إلا ما تراه منسوبا، وكان ينظر بفكره في الآية أولا ثم تارة يوافق نظر جار الله([9]) والقاضي([10]) وهو الغالب والحمد لله وتارة يخالفهما، ويوافق وجها أحسن مما أثبتاه أو مثله… ويتضمن -إن شاء الله- الكفاية، في الرد على المخالفين فيما زاغوا فيه وإيضاح مذهب الإباضية الوهبية واعتقادهم، وذلك بحجج عقلية ونقلية”([11]).

ويعتبر تفسيره تيسير التفسير المرجع الأهم للتفسير عند الإباضية من الخوارج، غير أنه لا يُصَوِّره لنا حالة التفسير عندهم في عصورهم الأولى، وذلك لقرب عهد مؤلفه، وتأخره عن زمن كثير من التفسير الذين وافقوه في مذهبه، والذين خالفوه فيه. ولقد جرت سُنَّة الله بين المؤلفين أن يأخذ اللاحق من السابق، وأن يستفيد المتأخر من المتقدم، وصاحبنا في تفسيره هذا، استمد من كتب مَن سبقه من المفسِّرين على اختلاف نِحَلهم ومشاربهم وإن كان يدَّعى في مقدمته أن لا يُقلِّد فيه أحداً إلا إذا حكى قولاً، أو قراءة، أو حديثاً، أو قصة، أو أثراً لسَلَف. وأما نفس تفاسير الآى، والرد على بعض المفسِّرين، والجواب، فمن عنده إلا ما نسبه لقائله. كما يَدَّعى أنه كان ينظر بفكره في الآية أولاً، ثم تارة يوافق نظر جار الله الزمخشري، والقاضي البيضاوي – وهو الغالب – وتارة يخالفهما، ويوافق وجهاً أحسن مما أثبتناه أو مثله. ومهما يكن من شيء فلا يسعنا إلا أن نقول: إن الرجل – وقد قرأ الكثير من كتب التفسير – تأثر بما جاء فيها، واستفاد الكثير من معانيها مما يدعونا إلى القول بأن تفسيره يمثل التفسير المذهبي للخوارج الإباضية في أواخر عصورهم فقط، وبعد أن خرجوا من عزلتهم التي مكثوا فيها مدة طويلة من الزمن([12]).

الفرع الثالث: التعريف بالإباضية.

هم أصحاب عبد الله بن إباض الذي خرج في أيام مروان بن محمد، فوجه إليه عبد الله بن محمد بن عطية، فقاتله بتبالة، وقيل: إن عبد الله بن يحيى الإباضي كان رفيقا له في جميع أحواله وأقواله([13]). وقد أجمعت الإباضية على القول بإمامة عبد الله بن أباض([14]).

وقد ذهب بعض العلماء من الإباضية إلى تحديد الوقت الذي استعملت فيه تسمية الإباضية، وأن ذلك كان في القرن الثالث الهجري، وقبلها كانوا يسمون أنفسهم “جماعة المسلمين”، أو “أهل الدعوة”، أو “هل الاستقامة”([15]).

من أبرز معتقدات الإباضية([16]):

  1. الحكم على مخالفيهم أنهم من أهل القبلة كفارٌ غيرُ مشركين، ومناكحتهم جائزة، ومداراتهم حلال، وغنيمة أموالهم من السلاح والكراع عند الحرب حلال، وما سواه حرام. وحرام قتلهم وسبيهم في السِّرِّ غيلة إلا بعد نصب القتال، وإقامة الحجة. وإن دار مخالفيهم من أهل الإسلام دار توحيد، إلا معسكر السلطان فإنه دار بغي. وأجازوا شهادة مخالفيهم على أوليائهم. وقالوا في مرتكبي الكبائر: إنهم موحدون لا مؤمنون.
  2. ويرون أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى: إحداثاً وإبداعاً، ومكتسبة للعبد حقيقةً.
  3. العالم يفنى كله إذا فني أهل التكليف.
  4. أجمعوا أن من ارتكب كبيرة من الكبائر كفرَ كُفْرَ النعمة لا كفر المِلَّة، وتوقفوا في أطفال المشركين، وجوزوا تعذيبهم على سبيل الانتقام، وأجازوا أن يدخلوا الجنة تفضلا.
  5. ثم اختلفوا في النفاق: أيسمى شركا أم لا؟ قالوا: إن المنافقين في عهد رسول الله r كانوا موحدين، إلا أنهم ارتكبوا الكبائر، فكفروا بالكبيرة لا بالشرك.
  6. يعتقدون أن كل شيء أمر الله تعالى به فهو عام ليس بخاص، وقد أُمِرَ به المؤمن والكافر، وليس في القرآن خصوص.

فما يجمع فرقهم المختلفة اتفاقهم أن مخالفيهم من هذه الأمة براء من الشرك والإيمان، وأنهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار، وأجازوا شهادتهم، وصححوا مناكحتهم والتوارث منهم([17]).

قال ابن حزم: “وشاهدنا الإباضية عندنا بالأندلس يحرمون طعام أهل الكتب، ويحرمون أكل قضيب التيس والثور والكبش، ويوجبون القضاء على من نام نهارا في رمضان فاحتلم، ويتيممون وهم على الآبار التي يشربون منها إلا قليلا منهم وقال أبو إسماعيل البطيحي([18]) وأصحابه وهم من الخوارج: أَنْ لا صلاة واجبة إلا ركعة واحدة بالغداة وركعة أخرى بالعشي فقط، ويرون الحج في جميع شهور السنة، ويحرمون أكل السمك حتى يذبح، ولا يرون أخذ الجزية من المجوس، ويكفرون من خطب في الفطرة والأضحى، ويقولون إن أهل النار في النار في لذة ونعيم، وأهلُ الجنة كذلك“([19]).

وافترقت الإباضية فيما بينهم أربع فرق وهي: الحفصية([20]) والحارثية([21]) واليزيدية([22]) وأصحاب طاعة لا يراد الله بها([23]).

والدارس لمذهبهم يجدهم في العقيدة أقرب إلى المعتزلة منهم إلى طائفة أخرى من فرق المسلمين، من حيث منهجهم الاستدلالي، وآرائهم العقيدية في الصفات ورؤية الله تعالى…

وقد تفانى بعض الإباضية المعاصرون في رد كل قول يجعل الإباضية من الخوارج، وهاجموا جميع علماء الفرق المتقدمين منهم والمتأخرين على حد سواء، واعتبروا عد الإباضية من الخوارج ظلم وخطأ تاريخي كبير؛ لأن تاريخ الخوارج عنده يبدأ من سنة 64هـ بقيام نافع بن الأزرق فمن بعده، وسمى ما قام به المحكِّمة الأولى فتناً داخلية، ونفوا وجود أي صلة ما بين المحكِّمة الأولى والخوارج بقيادة نافع بن الأزرق، ونجدة بن عامر، وغيرهما من الخوارج([24]).

المطلب الثاني: المنهج العام لابن أطَّفَيِّش في تفسير آيات القرآن.

أولا: الترابط المنطقي في عرض المباحث وتسلسلها.

عندما يعرض فكرة ما في أي علم من علوم الشريعة تراه يعرضها بأسلوب منطقي تصاعدي فيبدأ بالمقدمات وصولا إلى النتائج في حبكة مقنعة لمن ليس له اطلاع على أقوال غيره وأدلتهم فيها.

ثانيا: التخصيص وعمق الطرح.

يمتاز التفسير بالتخصيص وعمق الطرح والوقوف متسائلا ومجيبا عن مواضع كثير من الكلمات مثال ذلك كلمة (قد) التي أبتدأ الله بها سورة المجادلة، لماذا أبتدأ الله بقد، الجواب: “لتوقع المخاطب لأن النبي r وخولة وزوجها أويس الأنصاريين يتوقعون الجواب أو القَبول من الله، والمعنى أنَّ ” قد ” استعملت في كلام ينتظره أحد، كقول المقيم للصلاة قد قامت الصلاة فإن الناس الحاضرين ينتظرونها، كذلك النبي r والزوجان ينتظرون الوحي بالجواب أو القَبول، والسمع المتوقع هو جواب الله عز وجل أو قبوله شكواها على التجوز الإرسالي؛ لأن السمع سبب للجواب أو القبول، وملزوم السمع كناية عن الجواب أو القَبول، ويجوز أن تكون قد للتحقيق”([25]).

ثالثا: ظهور شخصية الباحث وثقته بنفسه.

شخصيته واثقة قوية ويرجح دائما ما يراه صوابا مع ذكر الخلاف، كما ذكر اسم المرأة التي نزلت فيها سورة المجادلة فرجح أنها خولة بنت ثعلبة بنت حكيم، وأن ما ذهب إليه هو ما عليه الأكثر، وضعف الأقوال الستة الأخرى، ومثله في اسم زوجها.

رابعا: أصالة الطرح.

التفسير جاد في كل صفحة من صفحاته على نمط القدماء فلا يختلف عنهم في شيء، فمن يقرأه من المحدَثِيْن دون أن يعرف تاريخ وفاة مؤلفه يظن أنه من مؤلفات القرن السابع أو الثامن الهجري.

خامسا: طرح مشاكل الأمة المعاصرة ومحاولة حلها من خلال تفسيره.

تفسير الشيخ يمثل العصر الذي عاش فيه (فقد عاش في النصف الأخير من القرن التاسع عشر وأربعة عشر عاما من القرن العشرين) وهذه الفترة من أحرج الفترات التي مرت بها الأمة الإسلامية. وناقشها الشيخ في تفسيره بكل ما فيها من محاسن ومساوئ وعكس لنا صورة ما تعيشه الأمة من أحداث ومتغيرات، وما تعانيه من مشكلات اجتماعية وسياسية، فكافح ونافح في سبيل توحيد كلمة المسلمين وجمع شملهم في ظل الخلافة العثمانية التي كانت هدفا للاستعمار، وكان الشيخ من بين القلائل الذين يدركون خطر الاستعمار وينبهون إلى ذلك، فوظف الشيخ فهمه للآيات لعرض ما تعانيه الأمة محاولا التركيز على ما أورده القرآن الكريم من حلها وهو بهذا يشابه اتجاه المدرسة الاجتماعية الحديثة في التفسير كالعلامة محمد رشيد رضا.

سادسا: الاستفادة من نتاج الأقدمين والبناء عليه والموازنة بينه.

فلا يَنْقُل إلا عن الأقدمين وخاصة الصحابة والتابعين، ونادرا ما ينقل عن المتأخرين من المفسرين، فيكثر النقل عن ابن عباس وعلي…، فعند بيانه من هو طه، قال: ومعنى طه: يا رجل أو يا إنسان عند مجاهد والحسن والضحاك وعطاء وغيرهم([26]).

غالبا ما يذكر أسباب النزول:

غالبا ما يذكر سبب نزول السورة كما ذكر سبب نزول سورة المجادلة وهو قصة خولة وزوجها أوس([27]).

سابعا: الاعتدال في النقل عن أئمة التفسير وروايته عن أكثر الصحابة.

يعتدل في نقله عن غيره، فتراه يكثر النقل عند بيان الخلاف أو أوجه تفسير آية أو كلمة ليبين أنها ليست من بنات أفكاره دلالة على أمانته العلمية، لكنه أحيانا يذكر اسم المخالف وغالبا لا يذكره إلا بلفظ: وقيل كذا…..

ولم يقتصر على فئة معينة بل روى عن جميع الصحابة كعلي وعثمان وعن المفسرين والقراء والنحويين واللغويين والبلاغيين والأصوليين والفقهاء وغيرهم، ولم يكن مجرد ناقل بل كان يناقشها –غالبا- مناقشة علمية تُظهر منزلته وبراعته في التفسير، وقد أجاد الشيخ في صنيعه هذا لما فيه من الاطلاع على آثار العلماء والمفسرين.

ثامنا: أبدع في الإكثار من ذكر الوجوه المتنوعة في تفسير كلمة أو آية مع ترجيح قول منها.

حتى أنه يصح أن يسمى ” التفسير الاحتمالي ” لكثرة بيانه للوجوه التي يحتملها النص، مع بيان القوي من الضعيف منها، ففي معنى ” البروج ” حيث ذكر أربعة آراء في معناها وكذا في (وشاهد ومشهود) حيث ذكر اكثر من عشر أقوال في معنى الشاهد والمشهود، وغالبا ما يذكر القول الراجح في أول تفسير الآية ثم بعد ذلك يذكر بقية الأقوال([28]).

تاسعا: تفسير القرآن بالقرآن والسنة.

اهتم بتفسير القرآن بالقرآن كتفسير قوله تعالى (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) [الشورى: 5] في سورة الشورى بالمؤمنين، فقصر المراد بعموم: (لِمَنْ فِي الْأَرْضِ)، وخصهم بالمؤمنين مستدلا بقوله تعالى (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) [غافر: 7]([29])، وفسر قوله تعالى في سورة الدخان (وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ) [الدخان: 28] بأن القوم الآخرين هم بنو إسرائيل بدليل قوله تعالى (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) [الشعراء: 59].

عاشرا: الاستعانة بالقراءات في التفسير.

كما في (تُجَادِلُكَ) في سورة المجادلة ذكر قراءات أخرى مثل (تحاورك)([30]) (تسائلك)([31])، حيث جعلها مفسرة لمعنى كلمة ” المجادلة “([32]).

والشيخ يورد كثيراً من القراءات المتواترة والشاذة دون أن يحكم عليها بالشذوذ وقد اعتمد في تفسيره على قراءة نافع فقد ذكر في مقدمة تفسيره أنه سيعتمد على حرف نافع([33])، ومن القراءات الشاذة التي اعتمد عليها تفسيره للخمر بعصير العنب في قوله تعالى (إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا) [يوسف: 36] في سورة يوسف ؛ قال: ” وقرأ عبد الله وأُبَيّ (أعصر عنبا)”([34])

حادي عشر: الاعتماد على تفسير القرآن بالحديث.

فاستدل بكم هائل من الروايات وكثير من الأحاديث أحيانا يذكر راويها وأحيانا لا يذكر وجميع كتب الحديث التي انتخب منها هي كتب لأهل السنة كالصحيحين والمسانيد والسنن الأربعة.

ثاني عشر: يعتبر تفسيراً جامعاً بين المنقول والمعقول.

فقد أكثر رحمه الله من استعمال علم الكلام والمنطق والعلوم العقلية في تفسيره، إضافة الى أسباب بالنزول وتفسير القرآن بالقرآن، وتفسيره بالأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والتابعين، وقد ظهر هذا وسيظهر في غير مكان في هذا البحث.

ثالث عشر: يؤول آيات الصفات الخبرية، وينكر على المفوضة والمجسمة.

الشيخ إباضي المعتقد معتزلي المشرب فكثير من عقائد الإباضية معتزلية المشرب والمنهج، فهو يؤول الصفات عموما: كما أول السمع بالعلم في آية المجادلة قال: “(سمع الله) أجاب أو قبل وإلا فسمعه تعالى علمه بالأصوات”([35]).

وكذا يُؤَوِّلُ البصر بأنه العلم بكل شيء تدركه العين من ذات وهيئة([36]).

رابع عشر: عرضه لبعض القواعد الأصولية.

ففي تفسيره لقوله تعالى (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) [البقرة: 198] وقال: الإفاضة من عرفات واجبة؛ لأن الأمر المجرد للوجوب ولا يتم إلا بالكون في عرفات، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب([37]).

وفي تفسيره لقوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ) [البقرة: 217] قال: والمذهب _ قصد الإباضي – أن شرع من قبلنا ليس شرعا لنا، والذي عندي أنه شرع لنا وأنه يقدم عل الاجتهاد ما لم ينافه القرآن أو الحديث أو الإجماع بدليل راجح، ولا خلاف في أنه ليس شرعا لنا إذا صرح في ذلك بخلافه ولا يصح أن شيئا شرع لمن قبلنا إلا إن ذكر عنهم القرآن أو الحديث أو الإجماع أو رواه ثقة اسلم منهم كعبد الله بن سلام([38]).

خامس عشر: الأدب مع المخالف.

عندما يذكر المخالفين له – خاصة في الأمور الفقهية – يكون في غاية الأدب في عرض أقوالهم والرد عليها بأسلوب علمي رصين، أما مخالفيه في الاعتقاد من أهل السنة فقد يقسو عليهم.

فعندما أنكر على المعتزلة قولهم إنَّ الإنسان يخلق فعله قال: والمعتزلة قبحهم الله – يقولون: الفاعل يخلق فعله([39]).

سادس عشر: أحد أهم مصادر التفسير البلاغي البياني.

فهو يشير إلى الأوجه البلاغية والبديعية إن وجدت غالبا: من ذلك قوله: “فالبروج في الآية استعارة تصريحية لا مكْنِية معها، أو شبه السماء بالمدينة أو سورها فذلك استعارة وإثبات البروج تخيل باق على أصله، أو بلفظ البروج استعارة”([40]).

سابع عشر: اهتمام الشيخ كثيراً باللغة.

فتفسيره سفر حافل بكل ألوان علوم العربية وفنونها وأفنانها كالمباحث اللغوية والمفردات القرآنية والاتجاه النحوي البارز فيها تفسيره، حتى أن القارئ لَيَخالُه أعرب غالب آيات كتاب الله.

ثامن عشر: الاستشهاد بالشعربالشعر .

يكثر الشيخ من الاستشهاد بالشعر في تفسيره وإن كان يصعب تمييز الشعر عن غيره في طبعات الكتاب بسبب طبع الكلمات متلاصقة دون كتابة الشعر كتابة شعرية مرتبة لائقة أحيانا.

ففي تفسير قوله تعالى (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا) [النحل: 80]، فسر السكن بقوله: “موضعا تسكنون فيه حين الإقامة كالقبض بمعنى المقبوض، قال:

جاء الشتاء ولم أعدد له سكنا                يا ويح نفسي من شر القراميص([41]).

على المتبادر أو يجعل بمعنى يستأنس إليه كقول صاحب لأميه العجم:

فيمَ الْإِقَامَة بالزوراء لَا سُكْنى … فيهَا وَلَا نَاقَتي فِيهَا وَلَا جملي([42]).

تاسع عشر: التوسط في استخدام الألفاظ الصعبة.

نادرا ما يستخدم الألفاظ والعبارات العربية الصعبة القديمة، وإن كان يستخدم أحيانا المصطلحات المنطقية والكلامية والنحوية والبلاغية التي لا يفهمها إلا المطلع أو المتخصص لا المبتدأ.

فيسَّر في جانب وصعب في آخر، إلا أن تفسيره على العموم متوسط الصعوبة، لا يحسن فهمه العامي، ويتذوقه طالب العلم الجاد بشيء قليل من التركيز اللهم إلا عند غوصه في بعض المناحي النحوية والبلاغية.

عشرون: يقتصر في الإعراب على الوجه اللازم في تفسير الآية.

في تفسير قوله تعالى (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ) [البروج: 4] قال: ” على الأخبار على حذف اللام وقد؛ لأنه لإيجابٍ بالماضي المثبت المتصرف الذي لم يثبت معموله بدونها إلا أنه يجوز حذفها للفصل أي: والسماء ذات البروج لقد قتل أصحاب الأخدود([43]).

وقوله في تفسير المجادلة في تفسير قوله تعالى (وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ) [المجادلة: 1] ومن العجب جعل الواو للحال داخلة على مضارع مثبت  مجرد من قد على القلة أو داخلة على مبتدأ  محذوف…..)([44]).

المطلب الثالث: المنهج الخاص بابن أطَّفَيِّش في تفسير السورة القرآنية.

وهو المنهج الذي اتبعه المفسر ابن أطَّفَيِّش غالباً في سورة الكتاب:

  1. يبدأ تفسير السورة بمقدمة حول السورة:

لكن ثمة اضطراب بين في أسلوب تقديمه للسور:

  • فقد تكون هذه المقدمة معنى اسم السورة كما في سورة الواقعة قال: “والواقعةُ عَلَمٌ بالغلبة للقيامة، أو منقول، وذكر ابن عباس أنه من أسمائها، وذلك كالآزفة، وسميت بذلك لتحقق وقوعها”([45]).
  • وأحيانا يبدأ السورة بذكر فضلها كما في سورة طه والحديد حيث ذكر في الحديد أثر علي بن أبى طالب: “يا براء إذا أردت أن تدعو الله باسمه الأعظم فاقرأ من أول الحديد عشر آيات….. الخ”([46])
  • وأحيانا يبدا بحكم الفقهي كما في مقدمة سورة الرحمن حيث ذكر تحريم تسمية سورة الرحمن بالرحمن دون الإضافة إلى السورة([47])، كما حكم بتحريم تسمية سورة الحشر بهذا الاسم وإنما تسمى بسورة بني النضير معتمدا على ما رواه ابن عباس في البخاري([48]).
  • وأحيانا يبدأ مباشرة في التفسير كما في سورة البروج([49]).
  • وأحيانا يبدأ السورة بذكر سبب نزولها كما فعل في سورة المجادلة والأنفال.
  • وأحيانا يذكر المأثور عن السورة من كلام رسول الله r أو صحبه كما فعل في سورة مريم.
  • يذكر معاني الكلمات الصعبة، ولا يعتني بالمعنى القاموسي وإنما يركز على اشتقاقاتها.
  • يذكر القراءات المتواترة وغيرها في الآية، مثل (أَعْصِرُ خَمْرًا) [يوسف: 36] متواترة، و (أَعْصِرُ عنبا) [يوسف: 36] شاذة، وقد مرت معناً.
  • يبين وجه الإعراب الراجح في الآية ليبين من خلاله معنى الآية، فلا تراه يذكر الإعراب إلا كوسيلة لمعنى يرجحه بعدها وقد يذكر بعض وجوه الإعراب الأخرى بلفظ (قيل)
  • يبين غالبا بلاغة الآيات من محسنات بديعية وغيرها بعبارة موجزة رصينة وإبداعات فائقة جميلة.
  • كثيرا ما يبين وجه التقديم والتأخير في الآيات والحكمة من استخدام كلمة دون غيرها، ويحاول أن يحل الإشكالات التي قد ترد على نظم الآيات.
  • الانتصار لمذهبه دائما في شتى المجالات العقدية والفقهية والأصولية كلما سنحت له الفرصة.
  • وقد يختم السورة بالصلاة على الرسول الكريم عليه أصدق الصلاة وأتم التسليم أو بكلمة: ” الله أعلم ” ثم بعد ذلك يبدأ بتفسير الآيات آية آية تفسيرا تحليليا دون منهج مطرد أو مرتب.

المطلب الرابع: المنهج الخاص بابن أطَّفَيِّش في تفسير آيات الأحكام.

يظهر منهجه الفقهي في تفسيره من خلال أنه في كل آية فيها تطرق إلى القضايا الفقهية يبدأ بالراجح عنده ثم يذكر خلاف الفقهاء كأهل السنة وغيرهم، ونادرا ما يذكر المخالف وإنما يذكره بلفظ: “قيل” مثال ذلك قوله في حكم السحر: “وتعلم السحر للعمل به أو لتعليمه أو للثراء به حرام، وللحذر منه أو لتعليمه من لا يعصي به فمباح، أو لغيره فمكروه أو مباح أو حرام أقوال، وعن أحمد أن السحر شرك ولو لم يعتقد حِلَّه ولا تضمن”([50]).

وكما في تجويزه التعريض للبائن بحرمتها أبدا بوجه من وجوه التحريم أو بطلاق الثلاث أو خلاف من تكون الاثنان أو الواحدة في حقها ثلاثاً… “ولا يجوز التعريض في بائن يصح رجعتها برضاها”([51]).

وأحيانا يذكر اسم المخالفين كذكره خلاف أبي حنفية والشافعي مع الإباضية كما في مقدار متعة المطلقة([52]).

فقد ظهر الشيخ في معالجته للقضايا الفقهية وآيات الأحكام في هذا التفسير فقيها متبحرا حاز أسس الاجتهاد واقتدر على توجيه الآراء، وعرض إلى جانب مذهبه الإباضي للفقه المقارن فكشف عن العديد من مذاهب العلماء وآرائهم الفقهية، وأظهر بعض قيم الأحكام والتوجيهات السلوكية التي تؤخذ من الآيات وتعرض لبعض أصول الفقه فحقق بذلك كله ثروة فقهية طائلة([53]).

وقد امتاز منهجه الفقهي بميزات تدل على سعة فقه الرجل وتعمقه فيه، فمن ذلك:

  1. استدلاله بالقواعد الأصولية في توجيه النصوص الشرعية، يظهر ذلك في آيات كثيرة كما في قوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ) [البقرة: 217] استعان بالقاعدة الأصولية شرع من قبلنا، وخالف مذهبه في ذلك مدللاً على اجتهاده –رحمه الله – في المذهب فقال: ” والمذهب أن شرع من قبلنا ليس شرعا لنا، والذي عندي أنه شرع لنا، وأنه يقدم على الاجتهاد ما لم ينفه القران أو الحديث أو الإجماع بدليل راجح” ثم بين شروط قبول شرع من قبلنا بأن لا يعارضه أقوى منه من نص أو إجماع، وثبوته بدليل شرعي أو بنقل عمن اسلم منهم كعبد الله بن سلام، ثم نقل عن الأكثر الاستدلال بقاعدة النسخ على نسخ حرمة القتال في الأشهر الحرم بقوله تعالى (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة: 5] واستدل لذلك بقاعدة (الإيجاب المطلق يرفع التحريم المقيد)، ثم أكمل نقاشه الأصولي بالإجابة عن اعتراض أصولي أن القتال نكرة في سياق الإثبات فلا يعم فلا ينسخ الخاص أصلا مبينا عمومه بطريقة جميلة بقوله: ” وقيل: نسخت هذه الآية ولو كان “قتال” نكرة في الاثبات… ولا سيما أنها قيدت بما تعم به وهو قوله “فيه”، على أنه نعتها أو متعلق بها، فلما عمت صح نسخها بقوله تعالى (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة: 5]”([54]).
  2. كما تجده في أي آية فيها فقه يعنون بقوله (فقه) بين قوسين. وأحيانا يعنون بعنوان فقهي كقوله: “التسمية عند الذبح والأكل والإطعام منها) في شرح قوله تعالى (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ) [الحج: 36]([55]).
  3. يكثر من استدلاله بالسنة وأسباب النزول لبيان فقه الآية كما في الآيتين السابقتين([56]).
  4. الاستدلال بآثار الصحابة، والاستئناس بآثار التابعين، فقد استدل على ربط الرجل اليسرى للذبيحة بفعل النبي r في ابن أبي شيبة وأبي داود، ونقل عن ابن عباس الرجل اليمنى، وعن عطاء التخيير بين الرجلين([57]).
  5. المقارنة مع المذاهب الأربعة، فغالبا ما يقارن في المسائل الخلافية مع المالكية خاصة لعيشه بينهم واطلاعه الوثيق على مذهبهم، كما يقارن كثيرا مع مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة، كما ترى ذلك حاضرا في تفسيره كآية الوضوء([58]).

المطلب الخامس: أهم المؤاخذات على تفسير “تيسير التفسير”.

يؤخذ على التفسير مجموعة من المؤاخذات أبرزها:

  1. كثرة اعتماده على الإسرائيليات دون تمحيص مما جعله يورد ما يخالف الشريعة الإسلامية.
    1. فبعد أن ذكر قصة أصحاب الأخدود اتبعها بروايات إسرائيلية كثيرة([59]).
    2. وكذا في تفسير (إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) [البقرة: 246] ذكر إسرائيليات كثيرة([60]).
    3. وكذا في قصة الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه([61]).
    4. وكذا في قصة الْمَلَكين اللذين يعلمان السحر حيث ذكر موضوع خاتم سليمان ولم ينكره مع أن به طامات([62]).
  2. الاستطرادات الكثيرة التي تخالف مقصود التفسير المبني على الاختصار والتيسير وفي أمور جانبية: كما في تفسير معنى البروج في سورة البروج حيث استطرد في أقسام البروج والكواكب ومعلومات علمية حولها وذكر أرقاما في سرعات الكواكب ودورانها باليوم وأجزاءه إلى الدقيقة  ملأ صفحاتٍ كاملةً بمعلومات عن الكواكب([63]).
  3. الإسهاب سمة عامة في هذا التفسير: فالتفسير مسهب جدا في تفسير كل آية فقد جاء التفسير في (15) مجلدا ضخما، مع أن هدفه من تفسيره هذا الاختصار والتسهيل على تلامذته وطلبة العلم الإباضي؛ لطول تفسيره الآخر.
  4. الانتصار للفكر الإباضي في كل آية فيها دليل لهم أو عليهم، كما سيأتي معنا في المثال التطبيقي في الجانب العقيدي.
  5. الاستدلال بالأحاديث الضعيفة وتأويل الأحاديث التي لا تتفق مع منهجه وخاصة في فضائل السور. كحديث (اقرءوا على موتاكم يس) فقد ضعفه الدارقطني وابن حجر([64]).
  6. قليلاً ما يحكم على الأحاديث، فأحيانا يذكر مصدر الحديث كأثر ابن عباس في كراهة تسمية سورة الحشر بهذا الاسم([65])  في البخاري، وما نسبه لرواية الترمذي في تفسير الشاهد والمشهود([66])  وغالبا لا يذكر الحكم على الحديث أو الأثر.
  7. نقله عن غيره أحيانا دون أن يذكر اسمه أو يقول: قال بعض المفسرين أو بعضهم أو قيل…….
  8. صعوبة الأسلوب (جرى على طريقة القدماء فيه): التفسير لم يصل بطلبة العلم إلى مقصده فقد استخدم العبارة والأسلوب والتراكيب الصعبة الذي لا يسير معها طلبة العلم المبتدئين والمتوسطين إلا بصعوبة بالغة، والمنتهون بحذر وانتباه دائبين حتى لا يفوتهم شيء من درره، ناهيك عن عدم وضوح أسلوبه في تفسيره وكل هذا عقَّد الأمر، إلا أنه في الجملة من التفاسير المتوسطة الصعوبة كالبيضاوي.
  9. تهجمه على أصحاب المذاهب الأربعة المتبوعة مذاهب أهل السنة والجماعة، خاصة عند تفسيره لقوله تعالى (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [المؤمنون: 53] وعرض بالأئمة الأربعة بعد ذكره أنه دخل في هذه الآية كل مذهب زائغ حيث قال (وقد هرب الشافعي إلى مصر خوفا من القتل أو العذاب، وقيد المأمون أحمد حتى وضربه حتى غاب عقله، ومات في سجنه، فعل ذلك بهم لقولهم بالرؤية وقدم القرآن، فأين الاتفاق على هؤلاء الأئمة الأربعة”([67]).
  10. ندرة الربط بين السور والآيات:

لا يربط بين السور والآيات إلا نادرا ومن ذلك قوله في الربط بين سورة هود ويوسف (وسماها الله احسن قصة لما فيها من العبر والأحكام، ومصالح الملوك والعامة، وبيان مكر النساء، والصبر والعفو مع المقدرة، ويقال: إن أهل الجنة يتفكهون بسورة مريم وسورة يوسف، وأنه لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها، فيناسب أن يقال لهذا: لعلها نزلت بعد سورة هود التي شيبته r ليزول بها همه، وفيها أيضا تسلية بما لاقى يوسف ممن هم أقرب إليه وهم اخوته([68])).

ومن لطائفه: بيانُه مناسبة سورة الطور لسورة النجم فقال في بداية الثانية: (اتصلت بالتي قبلها لاختتامها بالنجوم كابتداء هذه – بعد البسملة المشتركة وواو القسم – بالنجوم، ولأنه في الأولى ذكر الذين أمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان، وفي هذه (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ) [النجم: 32])، وهو متضمن لذكر ذرية اليهود، وأيضا قال في الكفار أو العموم (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) [النجم: 39] ([69]).

المطلب السادس: نموذج تطبيقي لمنهج ابن أطَّفَيِّش.

بما أن ابن أطفيش من المفسرين المعاصرين وهو صاحب منهج عقيدي مختلف، كان هذا المنهج لا بد أن يظهر في مجالين رئيسين هما العقيدة والفقه، وسأقدم العقيدة لأهميتها، وأختم بالفقه الذي هو مقصودي، فأضرب على كلٍ مثلا:

الفرع الأول: نموذج تطبيقي لمنهجه العقيدي.

آيتي النضر والنظر من سورة القيامة والآيات من قوله تعالى (بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15) لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 20 – 23].

ابتدأ المفسر مباشرة بتفسير السورة دون ربط لها بما قبلها أو ما بعدها من السور أو أي شيء عن السورة فقال: ” (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) [القيامة: 1] لا: نافية أي لا أقسم به عظم شأني”([70]).

ذكر في تفسير الآية اثنا عشر وجهاً:

الوجه الأول: لا نافية: أي لا أقسم بع لعظم شأني فأنا الصادق المصدق.

الوجه الثاني: لا نافية: أي لا أقسم به لوضوح الأمر أي ولو كنت أقسمت لأقسمت بيوم القيامة إعظاما لشأنه.

الوجه الثالث: نافية: أي: لا أقسم بيوم القيامة الذي من شانه الإقسام به قلبا لإنكارهم له.

الوجه الرابع: ” لا ” نافية لمحذوف، أي لا ينتفي البعث كما زعمتم بل هو ثابت أقسم به. ورفض تفسير المغيرة بن شعبة وعلقمة للقيامة بمطلق موت الإنسان مستدلا بأنه تواتر إطلاق يوم القيامة ليوم البعث.

الوجه الخامس: “لا ” زائدة، فهي صِلة للتأكيد تزاد أول الكلام كما تزاد آخره.

واستدل على احتمال زيادتها بالشعر ومنه:

لا وأمك ابنة العامري.

قال: قيل: إنما تزاد وسطا وهنا وسط لأن القرآن ككلام واحد، أي: فما قبل ” لا ” من كلام الله أيضا وهو واحد وأجاب: أن القرآن كلام واحد في تصديق بعضه بعضا وتقييده ببعض لا في مثل هذا.

واستدل على ذلك بالقرآن الكريم فقال:

كما أجيب قوله تعالى (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) [الحجر: 6] بقوله تعالى (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) [القلم: 2].

الوجه السادس: لام الابتداء وألف أنا. أي ” لأنا أقسم ” وذكر بصيغة التمريض وقبل دون أن يعلق عليها.

الوجه السابع: قيل: لام الابتداء أشبعت ودخلت على المضارع.

الوجه الثامن: ” لا ” نفي للقسم لا جواب له. وعلق على هذا الاحتمال بقوله: لا باس بهذا.

الوجه التاسع: قيل: ” لا ” نفي للقسم جوابه محذوف تقديره تبعثن.

الوجه العاشر: قيل: ” لا ” نفي للقسم جوابه (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ) [القيامة: 3] ورد هذا الاحتمال بأن جواب القسم لا يكون ” بلى “، فهو جواب لغير القسم

الوجه الحادي عشر: ” اللام ” في خبر ” إن ” أي: ” إني لا أقسم “، وأشبعت بألف زائدة. واستدل لهذا الاحتمال بقراءة قنبل ” لاقسم ” بلا إشباع، وقد ذكر هذا الاحتمال بصيغة التمريض ” قيل “.

الوجه الثاني عشر: ” لا ” لام قسم دخلت على المضارع دون أن يؤكد بالنون، وذكر هذا الاحتمال بصيغته التمريض ” قيل “.

أما في بيان معنى النفس اللوامة فقد جاء بسبعة وجوه لتفسيرها

الوجه الأول: هي النفس المؤمنة والكافرة؛ لأن من شأنها أن تأتي بما تلام عليه، واستدل بحديث عن رسول الله r في هذا المعنى وبين أن فائدة ذكر اللوم الزجر والتنبيه على ما سيقع.

الوجه الثاني: نفس المؤمن، حيث تلوم نفسها على تقصيرها وتتمنى زيادة الخير، فذكِّرها بما سيحدث الآن حتى تجتهد ولا تزال تلوم نفسها وتنسبها بالتقصير.

الوجه الثالث: نفوس الأخيار التي تلوم الأشرار يوم القيامة.

الوجه الرابع: ” لا ” الأولى: صلة، و” لا ” الثانية: نافية، أي: أقسم بيوم القيامة لعظمه، ولا أقسم بالنفس اللوامة لخستها.

الوجه الخامس: هي النفس التي لم تزل تلوم نفسها على الطاعة وتجتهد، أي: لا أقسم بها لأن الأمر ظاهر.

الوجه السادس: نفس آدم التي لم تزل تندم عن الأكل من الشجرة الموجب لإخراجه من الجنة.

الوجه السابع: نفس الشقي تلومه على المعصية الموجبة للشقوة، تقول: يا حسرتي على ما فرطت.

ثم بين الفرق بين أنواع النفوس:

اللوامة: وهي التي تندم جدا على فعل المعصية وهي دون الأمَّارة.

الأمارة بالسوء: وهي المبالِغة في المعصية وتوبتها قليلة.

المطمئنة: وهي الراسخة في الخير.

وبين أن كل هذا اصطلاح لأن كل نفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي.

وفي تفسير قوله تعالى (بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) [القيامة: 14].

فأتى بخمسة وجوه في تفسير ” بصيرة ” في الآية:

الوجه الأول: أي ” بصير ” والتاء للمبالغة لا للتأنيث.

ومعناها: جوارح الكافر برهان على نفسه تنطق بما فعل، وسمى البرهان بصيرة لأنه مسبب ولازم عن الإبصار.

الوجه الثاني: التاء للتأنيث، أي: حجة بصيرة، وإسناد البصر إلى الحجة مجاز؛ لأن البصير صاحبها، أو شبه الإنسان بالحجة ورمز إليها بلازمها وهي الإبصار.

الوجه الثالث: جوارح الإنسان على نفسه بصيرة أي شاهدة، واستدل لتفسير الآية بهذا بقوله تعالى (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النور: 24].

الوجه الرابع: قال: ويجوز أن تكون الآية تجريدا بأن جرد من الإنسان إنسانا آخر.

الوجه الخامس: وقيل: البصيرة ملكان يكتبان أعماله فلا تجريد وقوله على نفسه خبر بصيرة.

وفي تفسير قوله تعالى (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَة) [القيامة: 20، 21] ذكر توجيه من المخاطب بالآيات ستة أوجه:

الوجه الأول: وهو الذي رجحه، المخاطب في ” كلا بل تحبون العاجلة ” الرسول r فهو ردع له عن العجلة ولو في طلب العلم وأمر الدين لأنها إذا كانت على حد غير لائق كان الخلل، إلا أنه عليه السلام لا يوصف بحب الدنيا ولا بترك الآخرة.

وفسر قوله ” وَتَذَرُونَ الْآخِرَة ” بأنه خطاب لسيدنا محمد أيضاً، فمعناها أن الله تعالى لا يسامحك فيم يسامحك فيه غيرك من العجلة لعلو منصبك فلا يعافيك.

وبين أن تحريكه عليه الصلاة والسلام للسانه بالقرآن قبل النهي طاعة لا ذنب لأن الأصل قبل الوحي الإباحة، ولم يحرك لسانه عليه السلام به بعد النهي.

الوجه الثاني: لم يدخل r في هذا الخطاب واستدل لهذا الرأي بقراءة جماعة ” يحبون ويذرون ” بالغَيبة، فيكون الخطاب للكفار.

الوجه الثالث: الخطاب لكل من يصلح.

الوجه الرابع: الخطاب له r ولغيره والمراد غيره.

الوجه الخامس: الخطاب للإنسان في قوله تعالى لا تحرك ما بعده إلى وتذرون يقال له: (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) [الإسراء: 14] فيتلجلج لسانه للسرعة في القراءة وللخوف فيقال له لا تحرك….الخ، فانه علينا بالوعد والحكمة جمع أعمالك وقراءتها عليك فاتبع قراءتها بالإقرار وعلينا بيان جزئها، فالهاءات لكتاب الإنسان

الوجه السادس: الهاءات ليوم القيامة: أي لا تحرك لسانك بذكره في شأن وقته ولا في شأن ما يقع فيه وعلينا بيان أحواله وما عليك إلا أن تستعد له وما يناسبه وتبليغ الوحي، ولا يكن في قلبك ميل إلى أن نبينه وقد بُلِّغت وكفى.

أما في تفسير قوله تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 22، 23]:

ففسر الوجوه بالمعنى المتبادر أو الأجساد، واليوم هو يوم القيامة إذ برق البصر وخسف القمر.

والناضرة هي الحسنة المسفرة المشرقة المتهللة الغضة الطرية لما في القلب من السرور بذلك اليوم لأن فيه فوز المؤمن ودمار الكافر.

وأما ” ناظرة ” فنفى أن تكون بمعنى النظر إلى الله تعالى؛ لأن ذلك في نظره يلزم عليه التحيز للذات الإلهية، فأولها وجعل معناها: منتظرة ثواب ربها ورحمته.

واستدل لذلك من الشعر والقرآن وكلام علي بن أبى طالب.

استدل من الشعر:

وجوهٌ ناظراتٌ يومَ بدرٍ       إلى الرحمنِ يأتِيْ بالفلاحِ.

وقول ” شاعر “:

كل الخلائقِ ينظرونَ سجالهُ       نظرَ الجحيمِ إلى طلوعِ هلالِ.

استدل من القرآن: بقوله تعالى (فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) [البقرة: 280].

استدل بقول علي: ” على ناظرة تنتظر متى يأذن لهم ربهم في دخول الجنة “.

ومع تسليمه أن تفسيره للنظر بالانتظار: تأويل؛ لأن الأصل أن يكون النظر بالعين قال مبينا منهجه في مثل هذه الآيات.

” كل حذف أو تأويل ولو كان خلاف الأصل مقدم على عدمه إذا كان عدمه يؤدي إلى التشبيه أو نحوه، والتقدير والتأويل هما المناسبان لقوله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى: 11] المتفق عليه ولكونه لا يتحيز ولا يتجه ولا يتجسم كما هو المتفق عليه ولكون المتنزه عن الحوادث لا تدركه الحوادث كما هو المتفق عليه ولتنزهه عن الحلول كما هو المتفق عليه ولتنزهه عن الزمان كما هو المتفق عليه وذلك كله بالذات لا يتخلف باختلاف الأزمنة ولتنزهه عن اللون والطول والقصر والغلظة والرقة ورؤيته تنقض هذه الأصول كلها وتثبت غيبته عن المواضع الأخرى والتجزؤ”.

ورد على الأشاعرة المثبتين للرؤية بإلزامهم أنه إن رئي لزم أن يكون محسوسا.

وادعى أن الأشاعرة ومن أثبت الرؤية ” وضعوا أحاديث ” في إثبات النظر إلى الله تعالى، راداً بذلك ما ثبت بأحاديث في الصحيحين وغيرهما.

ومثل على هذه الأحاديث الموضوعة بحديث (إن أكرم أهل الجنة على الله تعالى من ينظر إليه صباحا ومساءً)، وحديث (أنه تعالى ينظر إلى أهل الجنة وينظرون إليه ولا يقطعون نظرهم حتى يحتجب عنهم)([71]).

واستطرد يرد على أهل السنة والجماعة في إثباتهم الكلام النفسي لله تعالى وأن الله اسمعه موسى وخصَّ رده بالرد على الغزالي والأشعري في ذلك.

وقال: ولا ينفع مدعي الرؤية دعوى أنها ليست على المعتاد لأن حاصلها الانكشاف وهو منزه عنه.

وكلامه في نفي رؤية الله تعالى كلام باطل، فسيرى المؤمنون الله يوم القيامة رؤية حقيقية لا كما نرى الأجسام اليوم، فشروط الرؤية الإلهية تختلف عن شروط الرؤية الجسمية، يدل على ذلك كشف الغطاء (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) [ق: 22]، وليس هذا مقام النقاش العقيدي لمسألته، وإنما هي دراسة تحليلية لمنهجه.

الفرع الثاني: نموذج تطبيقي في تفسير آيات الأحكام.

في تفسير قوله تعالى (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ) [البقرة: 221] بين دخول الكتابيات تحت تحريمها ثم بين نسخ ذلك بقوله تعالى (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ) [النساء: 24] وبقيت الكتابيات المحاربات وسائر المشركات على التحريم، ولم يقل بأنها مخصصة حيث شرط للتخصيص اقتران الآيتين جريا مع مذهب الإباضية فقال: ” ولم اقترنت الآيتان؟ لقلت: إن ذلك من تخصيص العام كما شهر في المذهب”، ثم بين رأي الشافعية بأنه تخصيص لا نسخ، وقولهم بجواز تأخر دليل الخصوص.

ثم حاول أن يأتي بقول ثالث يخرج من هذا الخلاف بقوله: ” ولك أن تقول: لا نسخ ولا تخصيص، بل المشركات في الآية غير الكتابيات”، وعلل ذلك بأن كثيرا من الآيات قابلت المشركات بالكتابيات (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ) [البينة: 1]، ثم نقل عن بعض الإباضية جواز نكاح الكتابيات الحربيات لعموم الآية، وأنكره بأنه ليس بشيء، ونص ابن عباس على المنع وهو الصحيح([72]).

وفي تفسير قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة: 6]([73]).

بدأ وبين حتمية الإرادة للصلاة وشرطية الطهارة من الحدثين لها، وأنه لا يجب الوضوء لكل صلاة مستدلا بفعله r أنه جمع الصلوات الخمس بوضوء واحد قصدا دون أن يبين مصدر الحديث، ورد على الظاهرية القائلين بلزوم تجديد الوضوء لكل صلاة بقوله تعالى (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا) [النساء: 43] حيث جعل الحدث شرطا للتيمم وهو بدل الوضوء فيأخذ حكمه، وأن تكرار الوضوء لكل صلاة مندوب وعليه يحمل فعل الأئمة، ورد على من ادعى أن الآية على ظاهرها توجب لكل صلاة وضوء، وأنها نسخ للتجديد؛ لأن سورة المائدة آخر ما نزل مستدلا بقوله r (المائدة من آخر ما نزل، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها) ولم أجد هذا النص في كتب السنة، أما حديث (عمدا فعلت) الذي استدل به على أن النبي r صلى خمس صلوات بوضوء واحد فهو في صحيح ابن حبان ونصه عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال صلى رسول الله r🙁 الصلوات كلها يوم فتح مكة بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال له عمر إني رأيتك اليوم صنعت شيئا لم تكن تصنعه قبل اليوم، قال: “عمدا فعلت يا عمر)([74]).

ثم استدل بما في سنن أبي داود ونسبه له ولابن حبان والطبري ونصه الذي ذكره مخالف بعض الشيء لما في أبي داود ولم أجده في ابن حبان.

عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، قال: قلت: أرأيت توضؤ ابن عمر لكل صلاة طاهرا، وغير طاهر، عم ذاك؟ فقال: حدثتنيه أسماء بنت زيد بن الخطاب، أن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر، حدثها «أن رسول الله r أمر بالوضوء لكل صلاة، طاهرا وغير طاهر، فلما شق ذلك عليه، أمر بالسواك لكل صلاة»)([75])، ثم قوى هذا الحديث على حديث المائدة أخر ما نزل ونقل عن العراقي أنه لم يجده مرفوعا.

ثم استدل بالقاعدة الأصولية (الأمر المجرد للوجوب) فلا تقبل دعوى أن الآية فيها ندب لتجديد الوضوء لكل صلاة.

ثم في تفسير قوله تعالى (اغسلوا) شَرَحَ حَدَّ الوجه مع وجوب غسل جزء من الرأس لتحقق غسل كامل الوجه، ثم عرف الغسل بأنه إفراغ الماء مع الدلك عند الإباضية والمالكية، وأن الدلك شرط، ورد على الشافعية والحنفية والحنابلة أنه سنة لا شرط، وذكر خلاف أبا يوسف في قطر الماء عند الغسل، ونسب أنه جاء الحديث بإشراب العينين الماء لئلا تريا نارا حامية – ولم أجده- لا غسلهما؛ لأنه ضرر.

وقال بكفاية الغسل دون الدلك لما بين الأصابع عند تفسيره لقوله تعالى (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ) معللا ذلك بقلة ما بينهن، وحكم بدخول المرافق في اليد، ونسب إلى داود وزفر وإلى الجمهور إدخالها، وأن إلى بمعنى مع مستدلا بقوله تعالى (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) [هود: 52] أي وأيديكم مضافة إلى المرافق بالغسل، وبين الحكمة من ذكر المرافق لجعل حد للوضوء حتى لا نصل في غسل اليد إلى الإبط لدخول العضد في مسمى اليد، ولما لم تتميز المرافق حكمنا بدخولها، وقال: وصح عنه r أنه أدار الماء على مرافقه، ثم تكلم عن وجوب غسل الكفين وتحريك الخاتم لإيصال الماء تحته.

وحكم بكفاية غسل ثلاث شعرات من الرأس بثلاث أصابع، ونسب للشافعي: بعض شعرة، ولأبي حنيفة ربع الرأس، ومالك وأحمد الكل احتياطا، ثم ساق دليل الحنفية في مسح الناصية ورد على استدلالهم به.

ثم بين وجوب غسل الرجلين كما جاءت به السنة وعمل الصحابة ونسبه للجمهور، وحدد الغسل (إلى الكعبين) ثم بين حكمة جعلها بعد مسح الرأس إيماء لتقليل الماء في غسلها بأن يجعل كالمسح خشية الإسراف.

ثم حكم بوجوب ترتيب أعضاء الوضوء لترتيبها في الآية، كذلك يستفاد الترتيب من حرف الفاء، وقياسا على السعي لقوله r (نبدأ بما بدأ الله به) والترتيب ليس واجبا عند الإباضية –وخالفهم- وعند الحنفية، ثم رد قول القائلين بمسح الرجلين مستدلا بأثر عن عائشة، وأنه لم يثبت عن أحد من الصحابة وفق ما نقله عن عطاء.

ثم ختم بدخول غسل الفم والأنف في الغسل ولم يبين حكمه، وأنه لا يكفي أن يوضئ أحد أحدا؛ لأن الوضوء غير معقول المعنى، مثله الغسل من النفاس والحيض والجنابة.

أهم نتائج البحث

توصل الباحث إلى عدد من النتائج أبرزها:

  1. العام في تفسير آيات القرآن بميزات أهمها: الترابط المنطقي في عرض المباحث وتسلسلها، التخصص وعمق الطرح، ظهور شخصية الباحث وثقته بنفسه، أصالة الطرح، طرح مشاكل الأمة المعاصرة ومحاولته لحلها، الاستفادة من نتاج الأقدمين والبناء عليها والموازنة بينها، أبدع في الإكثار من ذكر الوجوه المتنوعة في تفسير كلمة أو آية مع ترجيح قول منها، أحد أهم مصادر التفسير البلاغي البياني…
  2. وقد امتاز منهجه الفقهي بميزات تدل على واسع فقه الرجل وتعمقه فيه.
  3. أهم المؤاخذات على تفسير “تيسير التفسير” كثرة اعتماده على الإسرائيليات دون تمحيص، والاستطرادات الكثيرة، والاستدلال بالأحاديث الضعيفة وتأويل الأحاديث التي لا تتفق مع منهجه وخاصة في فضائل السور…

توصيات الباحث

يوصي الباحث بأن تدرس مذاهب فرق أهل الإسلام من خلال كتبهم لا من خلال ما سطره مخالفوهم عنهم ونسبوه إليهم، حيث سيجد الباحث خطأَ نسبةَ كثيٍر من الأقوال إليهم مما سيضيق فجوة الخلاف بين المسلمين اليوم، حاثا الدراسين أن يتناولوا تفاسير أخرى للمعتزلة والشيعة والزيدية… بالدرس والتنقيب والتمحيص.

ثبت بأهم المراجع والمصادر

  • محمد بن رزق بن عبد الناصر بن طرهوني الكعبي السلمي أبو الأرقم المصري المدني، التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا، أصل هذا الكتاب: رسالة دكتوراه، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1426 هـ
  • وزارة التراث القومي والثقافة في سلطنة عمان، بتحقيق الشيخ ابراهيم محمد طلاي، الطبعة الأولى، 2004م.
  • الطبعة الأولى بالمطبعة السلطانية في زنجبار 1314، وطبعة وزارة التراث القومي والثقافة في سلطنة عمان 1401.
  • .
  • ، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت.
  • عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد الله البغدادي التميمي الأسفراييني، أبو منصور (-429هـ)، الفرق بين الفرق، دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة: الثانية، 1977م.
  • .

فهرس الموضوعات

الملخص__ – 0 –

تمهيد – 2 –

منهج البحث_ – 2 –

مشكلة البحث_ – 2 –

الدراسات السابقة – 3 –

تقسيم البحث_ – 3 –

المطلب الأول: التعريف بابن أطَّفَيِّش وتفسيره. – 4 –

الفرع الأول: من هو الشيخ ابن أطَّفَيِّش. – 4 –

الفرع الثاني: طبعات التفسير وسبب تأليفه وأهميته. – 6 –

الفرع الثالث: التعريف بالإباضية. – 8 –

المطلب الثاني: المنهج العام لابن أطَّفَيِّش في تفسير آيات القرآن. – 12 –

أولا: الترابط المنطقي في عرض المباحث وتسلسلها. – 12 –

ثانيا: التخصيص وعمق الطرح. – 12 –

ثالثا: ظهور شخصية الباحث وثقته بنفسه. – 12 –

رابعا: أصالة الطرح. – 12 –

خامسا: طرح مشاكل الأمة المعاصرة ومحاولة حلها من خلال تفسيره. – 12 –

سادسا: الاستفادة من نتاج الأقدمين والبناء عليه والموازنة بينه. – 13 –

سابعا: الاعتدال في النقل عن أئمة التفسير وروايته عن أكثر الصحابة. – 13 –

ثامنا: أبدع في الإكثار من ذكر الوجوه المتنوعة في تفسير كلمة أو آية مع ترجيح قول منها. – 14 –

تاسعا: تفسير القرآن بالقرآن والسنة. – 14 –

عاشرا: الاستعانة بالقراءات في التفسير. – 14 –

حادي عشر: الاعتماد على تفسير القرآن بالحديث. – 15 –

ثاني عشر: يعتبر تفسيراً جامعاً بين المنقول والمعقول. – 15 –

ثالث عشر: يؤول آيات الصفات الخبرية، وينكر على المفوضة والمجسمة. – 15 –

رابع عشر: عرضه لبعض القواعد الأصولية. – 16 –

خامس عشر: الأدب مع المخالف. – 16 –

سادس عشر: أحد أهم مصادر التفسير البلاغي البياني. – 16 –

سابع عشر: اهتمام الشيخ كثيراً باللغة. – 16 –

ثامن عشر: الاستشهاد بالشعر. – 17 –

تاسع عشر: التوسط في استخدام الألفاظ الصعبة. – 17 –

عشرون: يقتصر في الإعراب على الوجه اللازم في تفسير الآية. – 18 –

المطلب الثالث: المنهج الخاص بابن أطَّفَيِّش في تفسير السورة القرآنية. – 18 –

المطلب الرابع: المنهج الخاص بابن أطَّفَيِّش في تفسير آيات الأحكام. – 20 –

المطلب الخامس: أهم المؤاخذات على تفسير “تيسير التفسير”. – 22 –

المطلب السادس: نموذج تطبيقي لمنهج ابن أطَّفَيِّش. – 24 –

الفرع الأول: نموذج تطبيقي لمنهجه العقيدي. – 24 –

الفرع الثاني: نموذج تطبيقي في تفسير آيات الأحكام. – 29 –

أهم نتائج البحث_ – 33 –

توصيات الباحث_ – 34 –

ثبت بأهم المراجع والمصادر – 35 –

فهرس الموضوعات_ – 38 –

لتحميل جميع أعداد (مجلة المرقاة المحكمة) بنسخة Word + pdf :

https://drive.google.com/drive/folders/1ZDoZNZFySzrdmILoMtn-pZ0no9Lbh7VU?usp=sharing



([1]) الزركلي، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (-1396هـ)، الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة: الخامسة عشر، أيار/مايو 2002 م. (7/156). وفي مقدمة الطبعة العمانية للتفسير انه ولد عام (1237هـ – 1818م). وضبطت اسمه بـ (امحمد) بوضع الف قبيل اسم محمد معه صفحة س.

([2]) مقدمة الطبعة العمانية لتفسير تيسير التفسير صفحة س-ع.

([3]) الزركلي، الأعلام (7/156-157).

([4]) الذهبي، محمد السيد حسين الذهبي (-1398هـ)، التفسير والمفسرون (2/236)، مكتبة وهبة، القاهرة، مصر. وانظر: الرومي، أ. د. فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي، اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر (1/305-306)، طبع بإذن رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية برقم 951/5 وتاريخ 5/8/1406، الطبعة: الأولى 1407هـ- 1986م.

([5]) أبو الأرقم المصري، محمد بن رزق بن عبد الناصر بن طرهوني الكعبي السلمي أبو الأرقم المصري المدني، التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا (1/356-358)، أصل هذا الكتاب: رسالة دكتوراه، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1426 هـ

([6]) الزركلي، الأعلام (7/156-157)، وأخذ الزركلي ترجمته مباشرة من مذكرات الشيخ إبراهيم أطَّفَيِّش ابن أخي صاحب الترجمة.

([7]) جهلان، عدوان، الفكر السياسي عند الإباضية من خلال آراء الشيخ محمد بن أطفيش، مكتبة الضامري، عُمان، 1991م (ص110).

([8]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (1/1) من الطبعة العمانية بتحقيق طلاي.

([9]) هو المفسر جار الله الزمخشري المعتزلي صاحب التفسير المهشور.

([10]) هو القاضي عبد الجبار المعتزلي.

([11]) ابن أطَّفَيِّش، هميان الزاد إلى دار المعاد، الطبعة الأولى بالمطبعة السلطانية في زنجبار 1314، وطبعة وزارة التراث القومي والثقافة في سلطنة عمان 1401، ج1 ص5.

([12]) الذهبي، التفسير والمفسرون (2/236-237)

([13]) الشهرستاني، أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبى بكر أحمد الشهرستاني (-548هـ)، الملل والنحل (1/134-135)، مؤسسة الحلبي، دون معلومات طبع.

([14]) عبد القاهر البغدادي، عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد الله البغدادي التميمي الأسفراييني، أبو منصور (-429هـ)، الفرق بين الفرق، دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة: الثانية، 1977 (ص:82).

([15]) أجوبة ابن خلفون (ص 9). العواجي، فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام (1/246)

([16]) الشهرستاني، الملل والنحل (1/134-135).

([17]) عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق (ص:82- 83).

([18]) قال الخطيب محمد بن عبد الله العسكري الفقيه، يعرف بالبطيحي، قال الدارقطني: أبو إسمعيل البطيحي ثقة. ومات سنة 203هـ، وقد يكون البِطِّيْحيْ عرف بذلك محمد بن عبد الله بن منصور أبو سعيد الشيباني الفقيه الإمام العسكري البكاء لقب اشتهر به الهيتم بن جماز الكوفي لكثرة بكائه. القرشي، عبد القادر بن محمد (-775هـ)، الجواهر المضية في طبقات الحنفية، مير محمد كتب خانه، كراتشي (2/70) (2/364).

([19]) ابن حزم، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (-456هـ)، مكتبة الخانجي، القاهرة، الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/144).

([20]) قَالُوا بإمامة حَفْص بن أبي الْمِقْدَام، وَهُوَ الذى زعم أَن بَين الشّرك والايمان معرفَة الله تَعَالَى وَحدهَا، فَمن عرفه ثمَّ كفر بِمَا سواهُ من رَسُول اَوْ جنَّة اَوْ نَار اَوْ عمل بِجَمِيعِ الْمُحرمَات من قتل النَّفس وَاسْتِحْلَال الزِّنَا وَسَائِر الْمُحرمَات فَهُوَ كَافِر برئ من الشّرك، وَمن جهل بِاللَّه تَعَالَى وَأنْكرهُ فَهُوَ مُشْرك، وَزَعَمُوا أن عليا هُوَ الذى أنْزِلْ الله فِيهِ (وَمن النَّاس من يُعْجِبك قَوْله فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَيشْهد الله على مَا فِي قلبه وَهُوَ أَلد الْخِصَام). البغدادي، الفرق بين الفرق (ص: 83).

([21]) هم اتباع حَارِث بن مزِيد الإباضي، وقَالُوا فِي الْقدر بِمثل قَول المعتزلة، وزعموا أَن الِاسْتِطَاعَة قبل الْفِعْل، وأكفرهم سَائِر الإباضية فِي ذَلِك؛ لَأن جمهورهم على قَول أهل السّنة في أن الله تَعَالَى خَالق أَعمال الْعباد، وفي أَن الاستطاعة مع الفعل، وَزَعوا أنه لم يكن لَهُم إِمَام بعد المحكمة الاولى إِلَّا عبد الله بن أبادي وَبعده حَارِث ابْن مزِيد الإباضي. عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق (ص: 84).

([22]) هم اتباع يزِيد بن ابى أنيسَة الْخَارِجِي، وَكَانَ على رَأْي الإباضية ثمَّ إنه خرج عَن قَول جَمِيع الأمة لدعواه أن الله عز وَجل يبْعَث رَسُولا من الْعَجم وَينزل عَلَيْهِ كتابا من السَّمَاء وينسخ بشرعه شَرِيعَة مُحَمَّد r. عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق (ص: 263). وانظر: الشهرستاني، الملل والنحل (1/136)

([23]) يقولون أَنه يَصح وجود طاعات كَثِيرَة مِمَّن لَا يُرِيد الله تَعَالَى بهَا كَمَا قَالَه ابو الهزيل وَأَتْبَاعه من الْقَدَرِيَّة. عبد القاهر البغدادي، الفرق بين الفرق (ص: 84).

([24]) الإباضية بين الفرق الإسلامية ص 377 و 383 ((والإباضية في موكب التاريخ)) ص 62 كلاهما لعلي يحيي معمر. العواجي، فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها (1/247).

([25]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (13/170)

([26]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (8/127)

([27]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (13/171)

([28]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (15/57-60)

([29]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (3/6)

([30]) وهي قراءة عَبْد اللَّه. الفراء، أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء (-207هـ)، معاني القرآن المحقق: أحمد يوسف النجاتي /محمد علي النجار /عبد الفتاح إسماعيل الشلبي، الناشر: دار المصرية للتأليف والترجمة – مصر، الطبعة: الأولى (3/138)

([31]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (13/170). ليست قراءة وإنما ذكرها أهل التفسير مفسرة لقراءة تحاورك. انظر مثلا: القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (-671هـ)، تفسير القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية – القاهرة، الطبعة: الثانية، 1384هـ – 1964 م (17/272).

([32]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (13/170)

([33]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (1/7)

([34]) ابن أطَّفَيِّش، تيسر التفسير (6/134). قال الطبري: ابراهيم بن بشير الأنصاري، عن محمد بن الحنفية قال في قراءة ابن مسعود: إنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ عِنَبًا. وذكر أن ذلك من لغة أهل عمان، وأنهم يسمون العنب خمرًا. الطبري، مد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (-310هـ)، تفسير الطبري= جامع البيان، المحقق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1420هـ-2000م (16/97).

([35]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (13/170)

([36]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (13/173)

([37]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (1/303)

([38]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (1/327)

([39]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (13/382)

([40]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (15/57)

([41]) وجدته:

جاء الشتاءُ ولمَّا أتخذ رَبَضًا … يا ويح كفَّيَّ من حَفْرِ القراميصِ

ابن السكيت، أبو يوسف يعقوب بن إسحاق (المتوفى: 244هـ)، اصلاح المنطق، المحقق: محمد مرعب، دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الأولى 1423 هـ , 2002 م (ص: 60)

والقرموص: حفرة يحتفرها إلى صدره، فيدخل فيها إذا اشتد عليه البرد. وقوله “ربضا” أي: موضعا آوي إليه. ويقال لمبيض القطاة: قرموص وأفحوص. ابن السكيت، أبو يوسف يعقوب بن إسحاق (المتوفى: 244هـ)، كتاب الألفاظ، المحقق: د. فخر الدين قباوة، مكتبة لبنان ناشرون، الطبعة: الأولى، 1998م (ص: 351)

([42]) لامية العجم للطغرائي. ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (7/47). الدميري، كمال الدين، محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدَّمِيري أبو البقاء الشافعي (المتوفى: 808هـ)، شرح لامية العجم تحقيق: الدكتور جميل عبد الله عويضة، طبعة: 1429هـ /2008م. (ص: 5).

([43]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (15/63)

([44]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (15/171)

([45]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (13/57) أو الطبعة العمانية (14/259).

([46]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (13/114)

([47]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (13/5)

([48]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (13/219)

([49]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (15/57)

([50]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (1/139)

([51]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (1/374)

([52]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (1/376)

1. بتصرف من: الخواجا، منهج الشيخ محمد بن اطفيش ص (227)

([54]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (2/27 وما بعدها)

([55]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (9/400)

([56]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (2/27 وما بعدها) (9/400)

([57]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (9/401)

([58]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (3/478 وما بعدها)

([59]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (15/67)

([60]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (10/390)

([61]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (420/424)

([62]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (1-140)

([63]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (15/57-60)

([64]) الخواجا، منهج ابن أطَّفَيِّش (101)

([65]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (13/219)

([66]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (15/62)

([67]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (15/57-60)

([68]) انظر: ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (9/33-34)

([69]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (12/523)

([70]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (15/413 وما بعدها)

([71]) لم أجد الحديثين في كتب السنة مع سعة بحث، ولم أجد أحداً استدل بهما من الأشاعرة أصلا خلافا لما زعم!!!.

([72]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (2/38-39)

([73]) ابن أطَّفَيِّش، تيسير التفسير (3/478 وما بعدها)

([74]) وصحح الأرناؤوط اسناده. ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (-354هـ)، صحيح ابن حبان، ترتيب: الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (-739 هـ)، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرناؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة: الأولى، 1408 هـ – 1988 م – محققا (4/608)

([75]) أبو داود، أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني (-275هـ)، سنن أبي داود، المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت (1/12)