للإمام العارف بالله عبد الرحمن بن محمد الفاسي

عن سؤال الإمام عبد القادر بن علي الفاسي

“هل يصح إطلاق لفظ الضروري على العلم النبوي”

مجلة المرقاة5 بحث4

تأليف: د. محجوبة العوينة

تعد مسألة العلم النبوي من المباحث العقدية المهمة التي خاض فيها بعض علماء أهل السنة، منهم العلامة اليوسي (ت1102هـ)، والقاضي التجموعتي (ت1118هـ)، والفقيه البناني (ت1234هـ)، ومحمد الحبيب السجلماسي (ت1240هـ)، وغيرهم؛ وقد كان سؤال الإمام عبد القادر الفاسي (ت1091هـ) حول علـم النبي صلى الله عليه وسلم، هل يصح إطلاق لفـظ الضروري عليه، فإن بعض الناس قـال فيه: إنه ضـروري كسبي؟ ولاشـك أن الضروري – كمـا قاله في “شرح الكبرى” – فيه إطـلاقــات؛ وقد كان جواب الإمام عبد الرحمن بن محمد الفاسي (ت1036هـ) واضحا بعدم جواز إطلاق الضرورة ولا الكسب على علم الله تعالى، ولا في العلم الذي هو نبوءة، بل ولا في الولاية، موضحا بأن الإلقاء للوحي من قوله تعالى على من خصه بالنبوءة، ثـم بنور الولاية كشفا وإعلاما وإلهاما ليس بكسب ولا استعداد ولا ترصد من النبي، ولا من الولي، بل هو موهبة ربانية محضة.

The issue of prophetic science is one of the important nodal detectives in which some Sunni scholars fought. Among them are Al-Yusi (T1102H)، The Mass Judge (T1118H)، the Lebanese jurist (T1234H)، Mohammed al-Habib Al-Sermassai (T1240H)، and others; The question of Imam Abdul Qadir al-Fassi (t1091H) Was the prophet science the knowledge of god is a necessity not something earned so it is necessary earned and there is no doubt that the necessary as it is mentioned in the explanation of the big essues and the answer of the imam abdrahman bin Muhammad al-Fassi (T1036H) clears it became permissible to call knowledge of god a necessity not an earned thing not even in the knowledge that is itself a prophesy not even in the guardianship explaining that the revelation from god s words to whom he selected for prophesy and then for guardianship glow as revealing telling and inspiring not earned by getting ready or by the prophet stucking or from the guarded by god indeed it is a pure God’s gift

المقدمة

 الحمد لله الذي أوضح معالـم الدين، وأنجح مقاصد المسترشدين، ومنح هدايته أصفياءه المهتدين، والصـلاة والسـلام الأتمــان الأكمــلان الطيبان، على محمد رســول الله وخاتـم النبيئين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وآله وأصحابه الغر الميامين، وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ولـم يبدل تبديلا، صــلاة وســلاما يليقان بجنـابه الشريف، ومقامه المنيف، ما تــلا تالٍ:  {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [سورة يوسف: 76]، واعترف معترف بأن منتهى العلم إلى الله العظيـم، وبعـــــدُ؛

 من بين المســائل العقدية التي استأثرت باهتمام بالغ لدى علماء المغرب خلال القرن الثاني عشر: “مسألة العلم النبوي”، وهي تعد من أهم المسـائل التي عرفها الفكر الكلامــي في بعض محطاته، حيث انبرى في الرد على هذه المسألة ثلة من علمــاء المغرب أمثــال:

  • الإمام عبد الرحمن بن محمد الفاسي (ت1036هـ) [1].
  • والإمام عبد القادر الفاسي (ت 1091 هـ) [2].

 عـاش الإمام عبد الرحمن الفاسي في فترة تموج فيها التيارات الفكرية من بدع، وأفكار إلحادية أوصلت بعضهم الى عتبات الكفر، ذكر ذلك الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد الهبطي (ت963هـ) في كتابه “الألفية السنية في تنبيه العامة والخاصة” فساق أمثلة حية للأفكار المروجة بين الجهلة، فمنهم من مس الذات الإلهية، ومنهم من تكلم في القدرة والإرادة البشرية، ومنهم من مس الجناب النبوي، وقارنه بعالـم الغيب والشهادة، ومن ذلك قوله:

إن العـوام خرقـوا الشـريعـة وبدلوهـا كلهـا بالبدعــة
وكـل بدعة لهـم كالبرهــانعلى فسـاد مـا لهم من ايمـان
لـو حرمـوا بنصر ذي الشريعـةمـا حرمـوا يا ويلهم بالطيـرة
لكـان أخذهـم من الإســلامبـأوفر الحـظ على التمــام

 وكثر اللغط وتكلم بغير علم، فانبري لذلك العديد من علماء الأمة، ومفتيها، منهم كما سبق الذكر الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد الهبطي (ت963هـ)، وابنه: محمـد بن عبد الله الهبطي المعروف “بالهبطي الصغير” (ت 1001هـ)، والإمام عبد الرحمن الفاسي (ت1036هـ)، وبعده تلميذه الإمام عبد القادر الفاسي (ت1091هـ). فالظروف والملابسات التي تعيشها الأمة هي التي تدفع العلماء لتحرير القول في المسائل المتداولة، ومحاربة التوجهات الخاطئة، والاعتقادات الغير السليمة في القضايا العقدية، مع التركيز عليها؛ فنجد الإمام الهبطي في نفس الفترة يرى أن جهل الناس بالتوحيد الخالص يضعف من إيمانهم بالله، وإذا ضعف الإيمان بالله ضعف معه الامتثال لأوامره، وتلاشى في النفوس وازع الابتعاد عن محارمه ونواهيه [3]؛ كما أن العلماء قد حاربوا كل أنواع الجهل، وعدم الاستيعاب للمسائل، خصوصا في القرن العاشر، والذي تزامن مع فترة الغزو الصليبي الذي تعرضت له البلاد الإسلامية، فنتج عنه سقوط أهم الثغور في يد العدو، فكان لابد للزاوية الفاسية أن تنهض هي كذلك بنفس الدور الذي قام به عالـم غمارة، وتحارب بدورها كل ما من شأنه أن يعكر صفو العقيدة الاسلامية، فجاء سؤال الامام عبد القادر الفاسي بعد أن سمع الطلبة يتساءلون عن علم النبي: هل هو ضروري أم كسبي؟ ولقربه ومكانته من الإمام عبد الرحمن الفاسي، استطاع أن يطرح هذا السؤال على أستاذه، وذلك لمعرفة الجواب، وشفاء غليل الطلبة، ووقوفه ضد ما من شأنه أن يمس بالجانب النبوي الشريف، إما من تحقير أو نقص ومشابهة لباقي البشر، فهو سيد البشر؛ أو من غلو وتفريط ومشابهته بخالق البشر.

أولا: اسم الكتاب ونسبته للمؤلف:

 توثيق الكتاب:

كتاب “سـؤال وجواب في علم النبي المختار ن: هـل يصـح إطـلاق لـفـظ الضـروري علـى العـلم النبـوي؟ ” السؤال بخط: الفقيه العالـم القدوة المحقق سيدي عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي (ت1091هـ)؛ والجواب لعم والده: الشيخ الإمام العارف الهمام الولي الكبير سيدي عبد الرحمن بن محمد الفاسي (ت1036هـ):

  • توجد نسخة بخزانة القصر الملكي بالرباط برقم12902 (235 أ – 235 ب) [4].
  • ونسخة بالمكتبة الوطنية بالرباط (برقم 1724/23د).
  • كما أدرجها كاملة أبو العباس أحمد البناني (ت1234هـ) [5] ضمن “الروض المعطار في علم النبي المختار” مخطوط بالمكتبة الوطنية بالرباط (برقم66 ح).

نسبته إلى المؤلف:

الكتاب لـم ينسبه للمؤلف إلا صاحب “الروض المعطار في علم النبي المختار” [6]، وذلك لصغر حجمه؛ حيث لـم تشر إليه المصادر والمراجع التي ترجمت للعارف بالله عبد الرحمن الفاسي (ت1036هـ)، واكتفت فقط بالإشارة إلى ذكر بأن له ضمن آثـاره: أجـوبة وتقـاييـد.

عنوان الكتاب:

عنوان الكتاب كما في “فهرس الكتب المخطوطة في العقيــدة الأشعـريـة” هو: “سؤال وجواب في العلم النبوي” وهو ما أشار إليه أبو العباس أحمد البناني (ت1234هـ) في تتمته الرابعة من “الروض المعطار”. وفي المكتبة الوطنية بالرباط سمـي بـ: “جواب حول إطلاق لفظ الضروري على علم الله سبحانه”؛ وفي “المصادر المغربية للعقيدة الأشعرية”: “جواب في مسألة علم النبي ن” [7].

وصف النسخة المعتمدة:

  • نسخة خزانة القصر الملكي بالرباط (رقم12902): النسخة (م): مكتوبة بخط مغربي، سريع، متوسط، دون ذكر اسم الناسخ وتاريخ النسخ. تقع ضمن مجموع، من (235 أ) إلى (235 ب)، المقياس: (28، 5 Í19، 5سم). المسطرة مختلفة، والتعقيبة مائلة. وقد اعتمدتها أصلا لاعتبارات أهمها:
  • أنهــا نسخة يمكن اعتبارها من فرائد ونفائس خزانة القصر الملكي بالرباط.
  • أنهــا الأقدم.
  • أنهــا نسخة واضحة الخط، قليلة الأخطاء.
  • نسخة المكتبة الوطنية بالرباط (برقم 1724/23د): النسخة (د): (ضمن مجموع من ورقة 105 / أ – 106 /ب)، مكتوبة بخط مغربي، سريع، متوسط، دون ذكر اسم الناسخ وتاريخ النسخ؛ وفي آخرها جاء ما نصه: (الحمد لله؛ نظم الشريف مولاي التهامي العلوي ابن القاضي مولاي عبد الهادي، تركة المصطفى، وعلى آله بمــا نصه:
قَد خَلَّـف الرسـول تِسْعاً تُعْـرَفسجــادة وسبحــة ومصحــف
وقفتــان وســواك وحصيــرمشــط ونعـلان وإبريـق منيــر
واضعهــا مكتــوبة في منزلـةيــدوم [8]
نص محقق عن ثلاثة نسخ مختلفة .
 

 د): نسخة المكتبة الوطنية بالرباط (برقم1724د).

 (النسخة م): نسخة مكتبة القصر الملكي بالرباط

النسخة المُدرجة ضمن “الروض المعطار” للبناني (ت1234هـ)، بالمكتبة الوطنية بالرباط (66ح).

الحمد لله،

نـص ســؤال وجد بخط الشيخ الإمام سيدي عبد القــادر بن علي الفاسي؛

وجــوابه بخط والده سيدي عبد الرحمن بن محمد الفاسي ¢ [9]:

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. مــا يقول سيدنا ومولانا في علـم النبي، هل يصح إطلاق لفـظ “الضروري” عليه، فإن[10] بعض الناس قـال فيه: إنه ضـروري كسبي؟ ولاشـك أن الضروري – كمـا قاله في “شرح الكبرى” [11] – فيه إطـلاقــات: منهــا أنه ما ليس مقدورا بالقدرة الحادثة؛ ومنهــا: أنه ما عُلم بغير دليل إلى غير ذلك [12]. ولا شك أنه بهــاذين التفسيرين أعـم، فيشمل الإلهـام [13] الذي هو: (إلقـاء شيء في القلب على سبيل الفيـض [14]، أو موهبة رحمـانية محضـة لا استعداد فيهـا) [15] وغيره [16] (ج)، فيصح إطلاقه على علــم النبي ن بهـذا الاعتبــار:

 وقد قـال ابن أبي شريف [17]: (إذا خاطب الله عبدا خلق له علما ضـروريا بأن الذي سمعه كلامـه سبحـانه، وأن المراد منه كذا، ومثل ذلك يقال في علم النبي ن لمـا [18] بلغه من الوحي عن الله، فعِلمُ كل من النبي والملَك بما ذكر: ضروري لا مكتسب) [19] انتهى. وعن ذلـك الاقتــران [20]: أي خلق القـدرة والمقـدور دفعة، أي: خلق العلـم، وفهم المـراد منه غير هــذا، بالكسب [21] لا غير، شبهته أنه لو كان ضروريا محضا لمـا توجه نحوه ثواب، لا أنه يريد بالكسب مـا يقوله أهـل الابتداع، أما إن خص الضروري بما يكون بالاستعـداد، والتوجه، فهو غير متناول له قطعـا. فـهل لهـذه الإطلاقات حجة [22] أم لا؟ بيـّن لنـا ذلـك سيدي بمـا يشفي العليـل، كما هو دأبكـم، والله يبقيكم ظهيرا، وذخرا كريما خطيرا؛ والسـلام.

ونـــص الجـــواب [23]:

الحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد، وآله، وصحبه، وسلم تسليما.

الجــواب، والله الموفق للصــواب، سبحانه[24]: إنه لا يجــوز إطلاق “الضــرورة”، ولا “الكســب” في علــم الله تعالى، ولا في العلم الذي هو نبــوءة، بل ولا في الولايــة. أمـا في حق علـم الله تعالى فظــاهر. وأمـا في حق النبوءة والولاية، فـلأن النبوءة وحي وإلقــاء كما قال تعـالى: { يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ} [سورة غافر: 15] وقــــال: {إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [سورة المزمل: 5]، وذلك الإلقــاء للوحي من قوله تعــالى على من خصه بنــور النبوءة[25]، ثـم بنــور الولاية كشفـا [26]، وإعلامـا، وإلهـاما، ليس بكسب، ولا استعـداد [27]، ولا ترصد من النبي، ولا من الولي [28]،

بل هو موهبة [29]ربـانية محضة. ثـم ذلك، قد يكون [30]اسمــاعا بواسطة ملَك، أو دونه، وذلك يخص النبوءة، وقد يكون إلهــاما، وتوقفا روحانيا، ونفثـا في الروع، وذلك يعم النبوءة، والولاية [31]، وليس شيء من ذلك من الكسب في شيء، بل إطلاق الكسب في ذلك ممــا يوهم اكتساب النبوءة، كما تَقَــوّلهُ الفــلاسفة [32]، وقد كفروا بذلــك.

وقـد قـال أهل التفسير في قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} سورة ص: 9: (إن فـي [33]: (الوهــاب) إشارة لكون النبوءة ليست بمكتسبة، بل هي موهبة ربانية [34] يختـص بهــا تعالى من يشــاء من عباده، كما قال تعــالى: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} سورة البقرة: 105 [35].

 ثـم لو تُصور الكسب باعتبارها، فــلا يصح إطلاقه، لإيهامه مــا لا يليـق، واللفظ المـوهم، يجتنب إطلاقه في العقــائد، وقد نصوا على أن جميع الأحوال المتعلقة بالرســل [36]، ترجع إلى العقـائد، لا إلى الأعمــال، فيجب البحث عن ذاك، لتحصيل كمــال المتعقد بذلك.

 هـذا؛ وقد نصّ علماء الأصــول، عندما عرفوا الفقــه: (بأنه العلم بالأحكام الشرعية العمليــة [37] المكتسب من أدلتها التفصيلية) [38]، على أن قيد المكتسب في العلـم، يخرج علـم الله تعالى، وما يلقيه في قلوب الأنبيــاء، والمــلائكة من الأحكــام.

 وأمـا إطلاق الضــرورة في ذلك، وإن كان قد يتجه على بعض التفاسير للضروري، فــلا يجوز إطلاقه، لمــا يتبادر منه من أنه قد يكون عن استعداد، بل والمتبــادر منه، ما يكون للعبد فيه ضرب اختبــار، كإلقــاء الحواس، والتفــات النفس له، وأنه لا يختلف فيه عاقل عن آخر، ولا يختص واحد به عن غيره، ونحو ذلك ممـا لا يصح في حق النبوءة، التي هي موهبة خصوصية، لا عمومية، وكذلك الولاية؛ وقد قال ابن العربي في “علم العقائد”: (إنه لا يحصل ضـرورة، لأنه لو كان يحصل ضرورة، لأدرك ذلك جميع العقلاء فنفى عنه الضرورة، بعدم استـواء العقـلاء فيه[39]) [40].

وكذلك قـال الغزالي في “الإحيــاء”: (اعلــم أن العلوم التي ليست بضرورية – وإنما تحصل في القلب في بعض الأحوال – يختلف الحال في حصولهـا. فتـارة تهجـم على القلب، كأنمـا ألقيت فيه من حيث لا يدري، وتارة تكتسب بطريــق الاستــدلال والعلم[41]؛ فالذي لا يحصل بطريق الاكتساب وجهة [42] الدليل يسمى: [وحيا و][43] إلهـامـا [والذي يحصل بالاستدلال يسمى: اعتبارا واستبصارا؛ ثـم الواقع في القلب بغير حيلة وتعلم واجتهاد من العبد ينقسم إلى: مــا لا يدري العبد أنه كيف حصل له، ومن أين حصل؟ وإلى ما يطلع معه على السبب الذي منه استفاد ذلك العلم، وهو مشاهدة الملك الملقى في القلب. والأول: يسمى إلهـاما ونفثـا في الـروع. والثاني: يسمى وحيا وتختص به الأنبياء. والأول يختص به الأولياء والأصفياء. والذي قبله، وهو] [44] المكتسب بطريق الاستدلال – يختص به العلماء) [45]، كما أن الوحي والإلهام يختص به الأنبيــاء والأوليـاء؛ فانظر كيف جعل الضروري ما لا يختص ببعض الأحوال، بخلاف الوحي والإلهام، فإنه خاص.

 وذكر في “كتاب الغرور”: (إن معرفة الأنبيــاء، والأوليــاء لأمور الآخرة، ولأمور الدين، أنه كشف [46] عن حقيقة الأشيــاء [47] كما هي عليه، فشــاهدوها بالبصيرة الباطنة، كما تشــاهد أنت المحســوسات الظاهرة بالبصيرة الظــاهرة، فيخبرون عن مشاهدة لا عن سمــاع، وتقليــد لجبريل [48] أو غيره، لأن التقليــد ليس بمعــرفة، والأنبيــاء عــارفون) [49]؛ وكذا مر في معناهم من الأولياء وذكر في شرح اسمه تعالى: “الباعث” [50]: (إن نشأة الولاية وخاصيتها لمن رزق تلك الخاصية طور وراء العقل؛ [ثـم ظهور خاصية النبوءة نشأة أخرى، وطور وراء طور الولاية، وهو نوع من البعث والله تعالى باعث الرسل كما هو الباعث يوم النشور وكما أنه يعسر على ابن المهدي فهم حقيقة العقل وما ينكشف في طوره من العجائب قبل حصول العقل فكذلك يعسر فهم طور الولاية والنبوءة في طور العقل… ) إلخ] [51]، انظر كلامه بتمامه، فإنه من تأييد ونور، ويطول جلبه، وربما يخـرج عن مـراد السـائـل [52].

 فلنرجــع إلى السؤال وما فيه من الاختلاف، فمن ذلك حكايته فيه عن بعض الناس، أنه ضروري كسبي، فإنه بظاهره متناقض متهـافت إلى أن يؤول بأنه: ضــروري في حد ذاتـه وحقيقته، وكســبي باعتبار أسبـابه. وهــو بعد ذلك غير صحيــح، لأنه ليس له سبب حتى يكــون كسيبا كما اتضح ممــا سبق تقــريره، [ولا ضـرورة لإيهامه كما تقدم تقريـره أيضا. وأما شبهــة الثواب [53]: فبطلانهـا واختلالها ظــاهر، وذلك أن نفس النبوءة أو الولاية الذي هو كشف مجرد، لا يترتب عليه ثواب، [لأنه ليس فيه اختيار، فضلا عن الكسب، وإنمـا هو مناجاة بعلم انفعالي، أو بعلم كشفي، لا باختيار، أو كسب فعلي، يترتب عليه ثواب] [54] في حد ذاته.

نعــم؛ الثواب على تحمل أعبائه، والصبر على أثقاله، والإذعان [55] لمـا جاء به، ممـا يرجع لاكتساب العبد، كما أن الايمـان باعتبار المعرفـة [56]، والتجلي [57]، وانكشاف حقيقة ما جاء به الرسول، لا تكليف به، ومن أمر آخر [58]، وهو الاستسلام، والإنقياد، والإذعان، فمكلف به، ويثاب عليه [59]، لأنه أمر اختياري؛ بخلاف الانكشاف، والتجلي، فإنه غير اختياري، فلا يتصــور تكليف به ولا ثواب بمجـرده، ولا يحصل به إيمان إن لـم يكن معه إذعان واستكان، بل جحـود وعنـاد، واعتبر بحال من علـم، ولـم يوفق للإنقيـاد والإستسـلام كما قــال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} ســورة النمل: 14 وقــال الشاذلي: (وبــاعد بيننا وبين العنــاد والإصــرار والشبه بإبليس رأس الغـوات) [60]، فاستبصر واعتبر وقس ولا تغر، والله الموفق وكتب عبد الرحمن بن محمد الفاسي وفقه الله هـ] [61].

 الخاتمة

 كان جواب الإمام عبد الرحمن الفاسي واضحا بعدم جواز إطلاق الضرورة ولا الكسب على علم الله تعالى، ولا في العلم الذي هو نبوءة، بل ولا في الولاية، موضحا بأن الإلقاء للوحي من قوله تعالى على من خصه بالنبوءة، ثـم بنور الولاية كشفا وإعلاما وإلهاما ليس بكسب ولا استعداد ولا ترصد من النبي، ولا من الولي، بل هو موهبة ربانية محضة، مدعما قوله بنص قرآني، وكذا قول أهل التفسير فيه.

كما أشــار: إلى أن إطلاق الضرورة في ذلك، وإن كان قد يتجه على بعض التفاسير للضروري، فلا يجوز إطلاقه لمــا يتبادر منه من أنه قد يكون عن استعداد، بل والمتبادر منه ما يكون للعبد فيه ضرب اختيار، كإلقاء الحواس، والتفات النفس له، وأنه لا يختلف فيه عاقل عن آخر، ولا يختص واحد به عن غيره، ونحو ذلك مما لا يصح في حق النبوءة التي هي موهبة خصوصية، لا عمومية، وكذلك الولاية، وقد عضد: قوله بنص للإمام أبي بكر ابن العربي المعافري حول علم العقائد، وكذا نص آخر للإمام الغزالي حول العلوم بكونها ليست ضرورية.

كما تناول: شبهة الثواب: فأشار إلى أن بطــلانها واختلالهـا ظــاهر، وذلك أن نفس النبوءة أو الولاية الذي هو كشف، مجرد لا يترتب عليه ثواب في حد ذاته.

اعتمد الإمام عبد الرحمان الفاسي على مصادر معروفة، وكان جوابه بسيطا مفهوما، وهذا شأن المعلم والشيخ المربى: الإفادة وتعميم رسالته.

إن العلم النبوي من المباحث العقدية المهمة التي خاض فيها المتأخرون من العلماء، إضافة إلى تقسيـم العلم إلى قديم وحادث، والفرق بين عصمة النبي، وعصمة الولي، وعدم جواز اطـلاق لفـظ الضروري على علمه ‘ وكذا لفظ الكسبي هــذا؛ ومع أني قد عالجت جزءا من جهد هؤلاء العلماء الأفذاذ الذي لـم أوفهم حقهم طبعا، فإني أوصي كل من أراد البحـث في مثل هذا المجال، أن يعتني بمثل هذه الدراسات حول هؤلاء الأعلام الذين بذلوا جهودا كبيرة في تحبير مسائل العلم وتقريرها، وإيصالها لنا بأمانة، خصوصا مسائل العقيدة. وأما أهم التوصيات فهي:

  • مما يُوصَى به أن يُعنى بجهود هؤلاء العلماء في إبراز أثرهم ومنهجم العقدي والفكري وما قدموه لخزانة العقيدة الإسلامية.
  • أن يعتني بإبـراز إسهـاماتهم في الجانب الدفاع عن العقيدة، من خلال التنقيب عنها وإخراجها قصد الاستفـادة منها وإغناء المكتبة الإسلامية.
  • أن يتم اعتماد مؤلفاتهم ومنهجهم ضمن مجزوءات تدريس بعض المواد بالتعليم الأصيل أو التعليم الثانوي، أو غيرهما.
  • أن يتم تحفيز الباحثين من خلال عمل دؤوب لإبراز إسهاماتهم في الجانب الفكري، وفي بعض مسائل العقيدة وقضايا الفكرية والغيبيات؛ لأن لهم مادة علمية غزيرة في ذلك.

                        هــذا؛ وصلي اللهم وسلم على النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته، وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا في سبيل الدفاع عن أصول دينه ورفع رايته، وعلى التابعين وتابعيهم وعلى أئمة الدين والعلماء الذين ذبّوا عن حيّاض دينه ودعوته إلى يوم الدين.

المراجع والمصادر

  • الجامع لأحكام القرآن: تفسير القرطبي أبو عبد الله محمد القرطبي (ت671هـ). تح: عبد الله بن عبد المحسن التركي                 الطبعة الأولى (1427 هـ – 2006م) مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان
  • تفسير البيضاوي أنوار التنزيل وأسرار التأويل         ناصر الدين أبو سعيد الشيرازي البيضاوي (ت791هـ) تح: محمد صبحي ومحمود الأطرش، الطبعة الأولى (1421 هـ – 2000م). دار الرشيد بيروت – لبنان
  • المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى أبو حامد الغزالي الطوسي(ت505هـ). تح: محمد الخشت         (1404هـ – 1985م). مكتبة القرآن، القاهرة – مصر
  • المباحث العقلية شرح العقيدة البرهانية “اليفرني الطنجي (ت734هـ) تح: د. جمال علال البختي الطبعة الأولى (1438 هـ – 2017م). منشورات الرابطة المحمدية للعلماء ومركز أبي الحسن الأشعري للدراسات

العقدية المتــوسط في الإعتقاد” لأبي بكر ابن العربي المعافري (543هـ) تح: د عبد الله التوراتي الطبعة الأولى (1436 هـ – 2015م). دار الحديث الكثانية طنجة – المغرب.

  • “كتاب النبوات وما يتعلق بها” للامام فخر الدين الرازي (ت606هـ. ) تح: أحمد حجازي سقا الطبعة الأولى (1406 هـ – 1986م) دار ابن زيدون بيروت – دار الكليات الأزهرية القاهرة
  • “غاية المرام في علم الكلام” سيف الدين الأمدي (ت631هـ)، تح: أحمد عبد الرحيم السايح وتوفيق علي وهبة الطبعة الأولى 1430 هـ – 2009م).                مكتبة الثقافة الدينية القاهرة – مصر
  • أبكار الأفكار في أصول الدين سيف الدين الأمدي (ت631هـ) تح: أحمد محمد المهدي (1424هـ – 2004م) مطبعة دار الكتب والوثائق القومية القاهرة
  • شرح العقيدة الكبرى: عقيدة أهل التوحيد لأبي عبد الله محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي التلمساني الحسني (ت895هـ). تح: يوسف أحمد الطبعة الأولى (1427 هـ – 2006م) دار الكتب العلمية بيروت – لبنان
  • شرح أم البراهين العقيدة الصغرى لأبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي (ت895هـ) الطبعة الاولى (1351هـ) مطبعة الإستقامة
  • فهرس الكتب المخطوطة في العقيــدة الأشعـريـة تأليف: خالد زهري وعبد المجيد بوكاري، مراجعة وتقديم: أحمد شوقي بنبين. الطبعة الأولى (1432 هـ – 2011م). منشورات خزانة القصر الملكي بالرباط، دار أبي رقراق للطباعة.
  • المصادر المغربية في تاريخ العقيدة الأشعرية “: ببليوغرافيا ودراسة ببليومترية لخالد زهري الطبعة الأولى (1438 هـ – 2017م). منشورات الرابطة المحمدية للعلماء ومركز أبي الحسن الأشعري للدراسات العقدية
  • الواضح في أصول الفقه أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي الظفري (ت 513هـ). تح: جورج المقديسي الطبعة الأولى (1420 هـ – 1999م) مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان
  • المحصــول في أصــول الفقه”            لابن العربي المعافري الاشبيلي المالكي (ت543هـ)     الطبعة الأولى (1420 هـ – 1999م)                دار البيارق عمان – الأردن
  • البحر المحيط في أصول الفقه أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (ت794هـ). تح: عمر سليمان الأشقر وآخرون الطبعة الأولى (1413 هـ – 1992م) وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – الكويت
  • التعـريفــات الشريف الجرجاني (ت 816هـ)، تح: محمد باسل الطبعة الثالثة 2009دار الكتب العلمية بيروت –لبنان.
  • المسامرة بشرح المسايرة ابن أبي شريف: كمال الدين، أبو المعالي (ت906هـ)  2006م المكتبة الأزهرية للتراث، القاهرة – مصر
  • الكليــات (معجم في المصطلحات والفروق اللغوية) لأبي البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي (ت1094هـ) تح: عدنان درويش ومحمد المضري الطبعة الثانية (1419 هـ – 1998م)  مؤسسة الرسالة بيروت – لبنان
  • موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم           محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمّد صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (ت بعد 1158هـ). تح: رفيق العجم وآخرون.              الطبعة الأولى 1996م)     مكتبة لبنان ناشرون بيروت – لبنان
  • المعجـم الفلسفـي                لجميل صليبا (ت1396هـ) دار الكتاب اللبناني بيروت – لبنان
  • موسوعة المصطلح في التراث العربي الديني والعلمي والأدبي “د. محمد الكتانــي عضو أكاديمية المملكة المغربية، الطبعة الأولى (1435 هـ – 2014م)               دار الثقـافة الدار البيضاء -المغرب
  • الرسالة القشيرية أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري (ت465هـ). تح: معروف مصطفى زريق. الطبعة الأولى (1421 هـ – 2001م). المكتبة العصرية بيروت – لبنان
  • إحياء علوم الدين للغزالي ومعه” المغني عن حمل الأسفار “للحافظ العراقي لأبي حامد الغزالي (ت505هـ). والحافظ العراقي الطبعة الأولى (1425 هـ-2004م). المكتبة العصرية بيروت – لبنان
  • كتاب إصطلاحات الصوفية للعلامة كمال الدين أبو الغنائم عبد الرازق بن جمال الدين الكاشانى (ت730هـ) تح: عبد العال شاهين الطبعة الأولى (1413 هـ – 1992م) دار المنار للطبع والنشر والتوزيع – القاهرة
  • روضة التعـريف بالحب الشريـف لسان الدين ابن الخطيب (ت776هـ). تح: عبد القادر أحمد عطا دار الفكر العربي
  • شفاء السائل وتهذيب المسائل ابن خلدون (ت808هـ) تح: محمد مطيع الحافظ الطبعة الأولى (1417هـ – 1996م). دار الفكر – دمشق
  • شرح حزب البر المعروف بالحزب الكبير للإمام أبي الحسن الشاذلي   العلامة العارف بالله عبد الرحمن بن محمد الفاسي (ت1036هـ)          (1422هـ – 2002م)           المكتبة الأزهرية للتراث
  • القاهرة – مصر
  • كتاب” السبحة تاريخها وحكمها “لبكر بن عبد الله أبو زيد (ت1429هـ). الطبعة الأولى (1419هـ – 1998م). دار العاصمة للنشر والتوزيع – الرياض
  • الضوء اللامع لأهل القرن التاسع لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت902هـ) دار الجيل بيروت لبنان.
  • مرآة المحاسن في أخبار الشيخ أبي المحاسن لأبي حامد محمد العربي بن يوسف الفاسي (ت1052هـ) تح: الشريف محمد بن علي الكتاني. الطبعة الأولى 1429 هـ – 2008م). مركز التراث الثقافي المغربي ودار ابن حزم.
  • الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة لنجم الدين محمد بن محمد الغزي (ت1061هـ) وضع حواشيه خليل المنصور. الطبعة الأولى (1418هـ – 1997م) دار الكتب العلمية بيروت – لبنان
  • فهرسة محمد بن أحمد ميارة الفاسي محمد بن أحمد ميارة الفاسي (ت1072 هـ) تقديم وتصحيح وتعليق بدر العمراني الطنجي الطبعة الاولى (1430 هـ – 2009م) مركز التراث الثقافي المغربي بالدار البيضاء ودار ابن حزم – بيروت
  • شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد شهاب الدين الحنبلي الدمشقي (ت1089هـ)، تح: محمود الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط. الطبعة الأولى (1414 هتـ – 1993م). دار ابن كثير بيروت.
  • ” اقتفاء الأثر بعد ذهاب الأثر “فهرس أبي سالـم العياشي أبي سالـم العياشي(ت1090هـ)” تح: نفيسة الذهبي1996م منشورات كلية الآداب جامعة محمد الخامس الرباط
  • كتاب “فهرسة عبد القادر الفاسي أو الإجازة الكبرى” عبد القادر الفاسي (ت1091هـ) تح: محمد عزوز (1424هـ – 2003م) منشورات مركز التراث الثقافي المغربي بالدار البيضاء ودار ابن حزم
  • “فهرسة” اليوسي                العلامة اليوسي (ت1102هـ)، تح: زكريا الخثيري       دار الكتب العلمية بيروت – لبنان
  • ممتع الأسماع في الجزولي والتباع وما لهما من الأتباع لمحمد المهدي بن أحمد بن علي بن أبي المحاسن يوسف الفاسي (ت1109هـ) تح: عبد الحي عموري وعبد الكريم مراد الطبعة الأولى (1415 هـ – 1994م)            مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء- المغرب
  • الروض العاطر الانفاس في أخبار الصالحين بفاس لأبي عبد الله محمد ابن عيشون الشراط (ت1109هـ). تح: زهراء النظام الطبعة الأولى1997م منشورات كلية الآداب بالرباط – جامعة محمد الخامس
  • خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر محمد أمين بن فضل الله المحبي الحموي الدمشقي (ت1111هـ)، تح: مصطفى وهبي 1284هـ دار صادر – بيروت
  • طبقات الحضيكي لمحمد بن أحمد الحضيكي (ت1189هـ)، تح: أحمد بومزكو الطبعة الأولى (1427 هـ – 2006م). مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء
  • البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع لمحمد بن علي الشوكاني (ت1250هـ). دار الكتاب الإسلامي القاهرة.
  • اليواقيت الثمينة في أعيـان مذهب عالـم المدينة “لمحمد البشير ظافر الأزهري (ت1325هـ- 1925م) مطبعة الملاجئ العباسية
  • شجرة النور الزكية، في طبقات المالكية لمحمد بن محمد بن عمر بن قاسم مخلوف (ت1360 هـ). علق عليه: عبد المجيد خيالي الطبعة الثانية 2010 م. دار الكتب العلمية بيروت – لبنان.
  • الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي لمحمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الفاسي (ت1376هـ). الطبعة الأولى (1427 هـ – 2006 م) المكتبة العصرية صيدا – بيروت
  • فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات عبد الحي الكتاني (ت1382هـ). تح: إحسان عباس. الطبعة الثانية (1402 هـ – 1982م). دار الغرب الإسلامي بيروت – لبنان.
  • نظام الحكومة النبوية المسمى التراتيب الإدارية محمد عَبْد الحَيّ بن عبد الكبير ابن محمد الحسني الإدريسي، المعروف بعبد الحي الكتاني (ت1382هـ). تح: عبد الله الخالدي الطبعة الثانية. دار الأرقم بيروت – لبنان
  • الأعـــلام   لخير الدين الزركلي الدمشقي (ت1396هـ). الطبعة 15- 2002 م دار العلم للملايين.
  • إتحاف المطالع بوفيات القرن الثالث عشر والرابع عشر لعبد السلام بن عبد القادر ابن سودة (ت1400هـ)، تحقيق محمد حجي الطبعة الأولى (1417 هـ 1997 م) دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان.
  • دليل مؤرخ المغرب الأقصى عبد السلام بن عبد القادر بن سودة المري (ت1400هـ). الطبعة الأولى (1418 هـ- 1997م). دار الفكر للطباعة والنشر بيروت – لبنان.
  • معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية عمر بن رضا كحالة (ت: 1408هـ). (1376هـ – 1957م). مؤسسة الرسالة بيروت – لبنان.
  • المصادر المغربية لتاريخ المغرب محمد المنوني (ت1999م=1419هـ) الطبعة الثانية 2014م منشورات كلية الآدب – جامعة محمد الخامس الرباط
  • موسوعة أعلام المغرب تنسيق محمد حجي (ت1423هـ – 2003م) الطبعة الأولى (1417 هـ – 1996م) دار الغرب الإسلامي.
  • ” ســؤال وجـواب “في العلم النبوي: السؤال بخط الإمام عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي (ت 1091هـ)، والجواب لعم والده: الإمام العارف عبد الرحمن بن محمد الفاسي (ت1036هـ):
  • نسخة خزانة القصر الملكي بالرباط برقم12902.
  • ونسخة المكتبة الوطنية بالرباط (برقم 1724/23د).
  • كتــاب” الروض المعطـار في علـم الـنبي المختار “لأبي العباس أحمد بن عبد السلام البناني (ت1234هـ) مخطوط بخـزانة المكتبة الوطـنية بالـربـاط (برقم66 ح).
  • ” تحفـة الأكابر في مناقب عبد القادر الفاسي “لأبي زيد عبد الرحمن الفاسي (ت1096هـ) مخطوط بالمكتبة الوطنية بالرباط (برقم2074d)؛ وبخزانة القصر الملكي بالرباط بأرقام643 و707.
  • مجلة” دعــوة الحق “التابعة لوزارة الأوقاف (العدد الرابع، السنة العشرون، جمادى الأولى 1399هـ – أبريل 1979م)، مقال: ” الداعية الشيخ عبد الله الهبطي (ت963هـ) “”””لعبد القادر العافية (ص40).

[1] هــو العلامة الفقيه المحدّث، الصوفي الفهّامة، الجامع بين العلم والعمل، الشيخ الصالح، الكثير الكرامــات: عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن يحيى بن فرج بن الجد، أبو زيد وأبو محمد، الفهري الكناني النسب، المالقي الأندلسي الأصل، القصري الولادة والمنشأ، الفاسي اللقب والدار والوفاة؛ من شيوخه: أبو زكرياء يحيى بن محمد السراج(ت1007هـ)، وأبو العباس أحمد بن علي المنجور(ت995هـ)، وأبو عبد الله محمد بن قاسم القصار(ت1012هـ)، وغيرهم؛ ومن تلامذته: أبو الحسن علي بن أبي المحاسن يوسف الفاسي(ت1030هـ)، وعبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي(ت1091هـ)، ومحمد بن أحمد مَيَّارة الفاسي(ت1072هـ)، وغيرهم؛ ومن تآليفه: “تفسير الفـاتحة على طريق الإشـارة” مخطــوط بالخزانة الوطنية بالرباط (برقم2074د)؛ وحـاشية على “صحيح البخاري” مخطـوط بالخزانة الوطنية بالرباط (برقم87ح/ 1)؛ وكذا بمؤسسة علال الفاسي بالرباط (برقم937 ع 722)؛ وحـاشية على “شرح صغرى السنوسي” مخطوط بالمكتبة الوطنية بالرباط (برقم811 د)؛ و”الفوائد السنية والفوائد السرية على شرح العقيدة السنوسية” مخطوط بخزانة القصر الملكي بالرباط(برقم3913) (1أ – 78ب)، و(برقم5126)، و(برقم5886)؛ و”تنزيـه أفعال الله تعالى عن الأغراض”التفريق بين الأثر والغاية” بالمكتبة الوطنية بالرباط (برقم257ع)؛ وكذا بمؤسسة عـلال الفاسي بالرباط (برقم1095 ع 257).. وغير ذلك. ترجمتــه في “مـرآة المحـاسن” لمجمد العربي الفاسي (ص310 ومابعدها)؛ وفي “فهرسة الشيخ محمد بن أحمد ميارة الفاسي” (برقم2 ص25)؛ وفي ” الروض العـاطر الأنفاس في أخبـار الصالحين بفاس” لابن عيشون الشراط (ت1109هـ) (ص110)؛ “نشر المثاني” ضمن موسـوعة أعلام المغرب (ج3ص1274)؛ وفي “ممتع الأسمــاع” لمحمد المهدي الفاسي (برقم160ص190)؛ “خـلاصة الأثر” للمحبي(ج2ص239)؛ “شجرة النـور الزكية” لابن مخلوف (رقم1180ج1ص433)؛ وأفـرده أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي(ت1096هـ) بكتاب: “أزهـار البستان في منـاقب الشيخ أبي محمد عبد الرحمن” مخطوط بخزانة القصر الملكي بالرباط (برقم583)، وبمكتبة مؤسسة علال الفاسي بالرباط (برقم207مكرر – 699 ع ).

[2] هــو العلامة الـمُشارك الـمُحصِّل للمفهوم والمنقول: أبو محمد عبد القادر بن علي، بن يوسف بن محمد، بن يوسف بن عبد الرحمن، القَصْرِي أصلاً، الفاسي ولداً وداراً وشهرةً؛ من شيوخـه: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الفاسي (ت1036هـ)، والقاضي أبو القاسم بن أبي النعيم الغساني (ت1032 هـ)، وأبو العباس أحمد بن محمد المقري التلمساني (ت1041 هـ)، وغيرهم؛ ومن تلامذتـه: أبو سالـم عبد الله بن محمد العياشي(ت1090هـ)، وأبو علي الحسن بن مسعود اليوسي(ت1102هـ)، وأبو علي الحسن بن رحال المعداني (ت1140هـ)، وقد جمع ابنه أبو زيد الآخذين عنه في سفر سمـاه “ابتهاج البصـائر فيمن قرأ على الشيخ عبد القـادر”؛ من تآليفـه: “أجوبة عن عدة نوازل فقهيــة” مخطوط بمؤسسة علال الفاسي بالرباط (برقم1254 ع 691)؛ و”الأجوبة الحسان في الخليفة والسلطان تأليف في الإمامة العظمى منشورة ضمن “رسالتـان في الإمامة العظمى”، تح: هشام حيجر، دار الكتب العلمية – بيروت (ط. الأولى 2011م)؛ “رســالة في احتياج الأثر إلى المؤثر” مخطوط بالمكتبة الوطنية بالرباط (برقم 2167 د )؛ “سرد عقيـدة أهل الإيمــان”؛ و”مقدمة في علم الكــلام”؛ وغير ذلك. ترجمتــه في “اقتفاء الأثر بعد ذهاب الأثر” فهرس أبي سالـم العياشي(ت1090هـ)” تح: نفيسة الذهبي منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس الرباط 1996م (ص110 – 112)؛ “فهرسة عبد القادر الفاسي (ت1091هـ) أو الإجازة الكبرى” تح: محمد عزوز منشورات مركز التراث الثقافي المغربي بالدار البيضاء ودار ابن حزم (1424هـ- 2003م) (ص17 وما بعدها)؛ وفي “فهرسة العلامة أبو علي الحسن اليوسي” (ص67)؛ “طبقـات الحضيكي” (برقم663 ص506)؛ ” تحفــة الأكابر بمناقب الشيخ عبد القادر” لأبي زيد عبد الرحمن الفاسي (ت1096هـ) (اللوحة180 وما بعدها ): مخطوط بخزانة القصر الملكي بالرباط بأرقام643 و707، وبالمكتبة الوطنية بالرباط برقم (2074 د)؛ “فهرس الفهــارس” للكتاني (برقم418 ج2 ص768)؛ “نشر المثـاني ضمن موسـوعة أعلام المغرب”(ج4ص1639)؛ “اليـواقيت الثمينة فى أعيـان مذهب عالـم المدينة” للأزهري(ص210).

[3] مجلة “دعــوة الحق” التابعة لوزارة الأوقاف (العدد الرابع، السنة العشرون، جمادى الأولى 1399هـ – أبريل 1979م)، مقال: “الداعية الشيخ عبد الله الهبطي (ت963هـ)” لعبد القادر العافية (ص40).

[4] “فهرس الكتب المخطوطة في العقيــدة الأشعـريـة” لخالد زهري وعبد المجيد بوكاري، مراجعة وتقديـم: أحمد شوقي بنبين، منشورات الخزانة الحسنية بالرباط، الطبعة الأولى (1432هـ – 2011م)، دار أبي رقراق للطباعة، (برقم12902 ج1 ص332)؛ وفي “المصادر المغربية للعقيــدة الأشعـريـة ” لخالد زهري (برقم458 ج1 ص409).

[5] هــو أبو العباس أحمد بن عبد السلام بن محمد بن أحمد بناني الفاسي (ت1234هـ)، عالـم مطلع مشـارك، كان من أهل العلم والاطلاع والتأليف، من آثاره: “الروض المعطار في علم النبي المختار”؛ و”تحلية الآذان والمسامع بنصرة الشيخ ابن زكري العلامة الجامع”؛ و”التسلية لذوي النفوس البشرية”؛ و”المعيار المعرب عن فضيحة الطائفة التي أحدثت أمرا بالمغرب”؛ وغير ذلك. ترجمتـه في “إتحــاف المطالع” لعبد السلام بن عبد القادر ابن سودة (ص123)؛ “موسـوعة أعلام المغرب” (ج7 ص2503)؛ “دليـل مؤرخ المغرب الأقصى” لعبد السلام بن سودة (برقم256ج1ص53-54)و(رقم427ص79)و(رقم2319ص340) و(رقم2339ج2 ص342) و(رقم2272ج2 ص335)؛ “المصـادر العربية لتاريخ المغرب” لمحمد المنوني (برقم821ج2ص59)؛ “الأعـلام” للزركلي(ج1ص150)؛ “معجـم المؤلفين” لعمر رضا كحالة (برقم1157 ج1ص156).

[6] أورده كاملا الإمام البناني (ت1234هـ) في التتمة الرابعة من ” الروض المعطار في علم النبي المختار “.

[7] “المصـادر المغــربية للعقيــدة الأشعـريـة ” لخالد زهري (برقم458 ج1 ص409).

[8] كتاب “السبحة تاريخها وحكمها” لبكر بن عبد الله أبو زيد (ت1429هـ) (ص53 – 54). وقد أحــال – بعد ذكره لهذه الأبيـات – إلى “نظام الحكومة النبوية المسمى التراتيب الإِدارية” للكتاني (2/ 283 – 286)؛ وبالرجــوع إلى هـذا المصدر الأخير، قصد تكميل عجز البيت الأخير، لأنه غير واضح في المتن، لـم أقف عليهـا.

[9] في (د): بسم الله الرحمن الرحيم. صلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه. نسخة سؤال وجواب: فالسـؤال بخـط: الفقيه العالـم القدوة المحقق سيدي عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي ش. والجواب لعم والده: الشيخ الإمام العارف الهمام الولي الكبير سيدي عبد الرحمن بن محمد الفاسي. ونص السؤال).

[10] في (د): (بأن).

[11] في (د): (قال في “شــرح الكبرى”)؛ وفي (م: تـمّ ذكر كتاب “شــرح الصغرى”؛ وفي (ب): أشار إلى كتاب “شــرح الكبرى”.

[12] “عمـدة أهل التوفيق والتسديد شرح عقيدة أهل التوحيد الكبرى” شرح العقيدة الكبرى” لأبي عبد الله السنوسي(ت895هـ) (فصل في قدم صفات الله تعالى – ص216).

[13] الإلهـام: الإعـلام مطلقا، ما يتلقاه الإنسان من داخل ذاته من خواطر تنهال على عقله، أو قلبه، وكأنها إعلام خفي بحقائق أو معارف لا سبيل إلى تحصيلها بالحواس، أو بالاستدلال العقلي. والإلهـام هو ما يتلقاه الصوفي من معارف وإشراقات وجدانية. أو هو إلقاء المعرفة في القلب بطريق الفيض، بلا فعل لاكتسابها. والإلهـام: مصدر ألهم، وهو أن يلقي الله في نفس الانسان أمرا يبعثه على فعل الشيء، أو تركه، وذلك بلا اكتساب، أو فكر، ولا استفاضة، وهو وارد غيبي، ويشترط فيه أن يكون باعثا على فعل الخير أو ترك الشر، ولذلك فسره بعضهم بإلقاء الخير في قلب الغير بلا استفاضة فكرية منه، وهذا يخرج الوسوسة، لأن الإلقاء من الله، أما الوسوسة فمن الشيطان. وقيل: الإلهام ما وقع في القلب من العلم، وهو ما يدفع إلى العمل من غير استدلال ولا نظـر. “المعجم الفلسفي” لجميل صليبا (ج1 ص130)؛ وفي “موسـوعة المصطلح في التراث العربي” للكتاني (ج1 ص289).

[14] الفيـض: عند بعض الصوفية ما يفيضه الله على قلب الصوفي من أسرار وحقائق، وما يفتح عليهم من معارف، وقالوا: إن ما يتلقاه القلب من الله، من هذا القبيل فهو فيض، وما يتلقاه من الشيطان فهو وسوسة. “الكليـات” للكفوي (ت1094هـ) (ص691)؛ و”موسـوعة كشـاف اصطـلاحات الفنون والعلوم” للتهانوي (ت1158هـ) (ج2 ص1294)؛ وفي “موسـوعة المصطلـح في التراث العـربي” للكتانــي (ج2 ص1905).

[15] “التعريفــات” للجرجاني (رقم260 ص38)؛ وفي “موسـوعة المصطلح في التراث العربي ” للكتاني (ج1 ص289).

[16] في (د): (وغيره) ساقطة.

[17] ثـلاث إخـوة كانوا يعرفون بنفس الاسم ” ابن أبي شريف” هـم:

  • ابن أبي شريف: برهان الدين، أبو إسحاق (ت923هـ)، وهو إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن علي المري المقدسي القاهري،. شافعي. عالم بالأصول، مولده ووفاته ببيت المقدس. درس وأفتى بمصر وبالقدس. من آثاره: “شرح المنهاج” فقه أربع مجلدات. و”شرح قواعد الإعراب” لابن هشام، و”شرح العقائد” لابن دقيق العيد، و”شرح الحاوي” فقه، مجلدان، و” نظم السيرة النبوية” و”نظم النخبة لابن حجر” و”شرح التحفة لابن الهائم” في الفرائض، و” نظم لقطة العجلان” للزركشي، و” ديوان خطب” وكتاب في ” الآيات التي فيها الناسخ والمنسوخ” ومنظومة في ” القراءات” ومختصرات وشروح كثيرة. “الضــوء اللامع” للسخاوي (ج1ص134)؛ و”الكواكب السائرة” لنجم الدين الغَزِّي (برقم195ج1ص102)؛ و”شذرات الذهب” لابن العماد (ج10ص166)؛ وفي “الأعــلام” للزركلي (ج1 ص66).
  • وابن أبي شريف: كمال الدين، أبو المعالي (ت906هـ)، وهو محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي المقدسي، من آثاره: “الإسعاد بشرح الإرشاد في الفقه “، و” الدرر اللوامع بتحرير جمع الجوامع في الأصول” و”الفرائد في حل شرح العقائد”، “المسامرة بشرح المسايرة”، وشرح شفاء عياض وغيره. “الضوء اللامع” للسخاوي (برقم169ج9 ص64)؛ و”شذرات الذهب” لابن العماد (ج10ص43)؛ و”البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع” للشوكاني (ج2 ص243).
  • وعبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود بن رضوان الجلال أبو هريرة بن ناصر الدين المري المقدسي الشافعي أخو الكمال محمد وإبراهيم ويعرف كل منهما بابن أبي شريف ولد في ليلة عاشر المحرم تحقيقا سنة ثمان وستين وثمانمائة تقريبا وأمه تركية لأبيه وقدم مع أخويه القاهرة وحفظ في القرآن، وأجازه السخاوي. كان حيا سنة 901هـ. “الضوء اللامع” للسخاوي (رقم333ج4ص125)؛ و”الكواكب السائرة” لنجم الغَزِّي (برقم455ج1ص225).

[18] في (د): (بمـا بلغـه).

[19] ذكر نحـوه القرطبي في “تفسيره الجامع لأحكام القرآن” (عند الآيتان30-31 من سورة القصص ج16 ص276)؛ والزركشي في “البحـر المحيط في أصول الفقه ” (ج1 ص174)؛ وكمال الدين أبو المعالي في “المسـامرة بشـرح المسـايرة” (ج1 ص79).

[20] الاقتـران: عند المناطقة هو ترتيب قضية على أخرى كما في القياس الاقتراني، حيث تكون المقدمة الأولى فيه حكما كليا، والمقدمة الثانية حكما جزئيا خاصا داخل ذلك الكلي العام، فهما تنتجان الحكم الثالث، غير مذكور في المقدمتين. وعند المتكلمين هو اتصال الشيء بالشيء اتصال مصاحبة أو سببية، إما لوجودهما معا في الزمان أو المكان، وإما لتغير أحدهما بتغير الآخر. ويرى الإمام الغزالي (ت505هـ) أن الاقتران بين الأمرين أو الظاهرتين لا يعد سببا ضروريا عنده وعند الأشاعرة، لكون الأولى سببا في الثانية. فكل الحوادث الناتجة عن الاقتران بين أمر وآخر لا تعني الحدوث الحتمي، كما في ظواهر الطبيعة؛ وإنما تعني أن الله خلقها على نظام من التساوق والتتابع، لا على أساس كونها قائمة على السببية الحتمية. “موسـوعة المصطلح في التراث العربي ” للكتاني (ج1 ص268).

[21] الكسـب: قال سيف الدين الأمدي في أبكار الأفكار (ج2ص425): (أولى ما قيل فيه عبارتان: الأولى: أن الكسب عبارة عن وجود المقدور بالقدرة الحادثة، وفي مقابلته الخلق، وهو وجود المقدور بالقدرة القديمة؛ والعبارة الثانية: أن الكسب هو الفعل القائم بمحل القدرة عليه، وفي مقابلته: الخلق، وهو الفعل الخارج عن محل القدرة عليه). “المبــاحث العقلية في شرح معاني العقيــدة البرهانية” لأبي الحسن اليفرني (ت734هـ) (ج2 ص1011).

[22] في (د): (صجة).

[23] في (د): (وبعـده)

[24] في (د): (والله سبحانه الموفق للصواب).

[25] في (د): (على من خصه بالنبوءة).

[26] الكشـف: عند الصوفية هو رفع الحجاب الذي يكون بين الإنسان وبين ربه، وعندما تنقدح في قلب الصوفي أنوار الحق. قال ابن خلدون (ت808هـ): (إن العلـم لذيـذ، وألـذ العلوم معرفة الله وصفاته، وأفعاله، وتدبير مملكته، بالعلم الإلهامي اللدني الذي قدمنا شرحه. ولاسيما من طال فكره في ذلك. فإنه يعظم فرحه عند الكشف بما يكاد يطير له. وهذا مما لا يدرك إلا بالذوق. والحكاية فيه قليلة الجدوى)؛ وترادفه المكاشفة. ويقولون: (الكشف الإلهي)، وهو فوق العلم والعيان، ولا يكون ذلك إلا بعد السحق والمحق الذاتي. وعلامة هذا الكشف أن يفنى أولا عن نفسه بظهور ربه، ثـم يفنى ثانيا عن ربه بظهور سـر الربوبية، ثـم يفنى ثالثـا عن متعلقات صفاته بمتحققات ذاته. ولمـا كان الكشف أسمى الغايات التي يسعى إليها الصوفي الذي يأخذ نفسه بالمجاهدة، قسمـوا المجاهدات إلى مجاهـدة استقامـة، ومجاهـدة تقـوى، ومجاهـدة كشـف). والكشف يتم بثلاث طرق: أحدها الحدس والاجتهاد والاستبصار والاستدلال وهو طريق العلماء؛ والثاني الإلهام والاستغراق في التأمل الباطن وهو طريق الأولياء؛ والثالث الوحي وهو طريق الأنبياء. “المعجم الفلسفي” لجميل صليبا (ج2 ص231). قال ابن خلدون: (يحتاج طالب الكشف إلى أحكام المجاهـدات كلهـا. فجعل الغزالي كتاب “الإحياء” مشتملا على الطريقتين: طريقة الورع، وفقه الباطن الذي تضمنه كتاب “الرعاية”؛ وطريقة الاستقامة ومجاهـدة الكشـف الذي تضمنه كتاب “الرسالة”. وأما علـم المكاشفـة الذي هو ثمرة المجاهدات ونتيجتها، فلـم يكن سبيل إلى الخوض فيه. “شفـاء السـائل” لابن خلدون (ص102-103)؛ وفي “موسـوعة المصطلح في التراث العربي ” للكتاني (ج2 ص2085).

[27] الاستعـداد: الاستعـداد للشيء هو التهيؤ له، وعند الفلاسفة هو كيفية تحصل للشيء بتحقق بعض الأسباب والشرائط، وارتفاع بعض الموانع. وتسمى تلك الكيفية استعدادا. وللاستعداد معنيان: أحدهما الكيفية المهيئة؛ والثاني القبول اللازم لها. قال ابن سينا: (وليس الاستعداد إلا مناسبة كاملة لشيء بعينه هو المستعد له). “المعجم الفلسفي ” لجميل صليبا (ج1ص70)؛ “موسـوعة المصطلح في التراث العربي ” للكتاني (ج1 ص164).

[28] الولـي: قال القشيري (ت465هـ) في الرسالة القشيرية” (ص260): (هو الذي يتولى الحق سبحانه حفظه وحراسته على الإدامة والتوالي، فلا يخلق له الخذلان الذي هو قدرة العصيان، وإنما يديـم توفيقه الذي هو قدرة الطاعة)؛ وذهب العلامة اليوسي (ت1102هـ) في “شرحه على كبرى السنوسي” (التنبيه السابع ج3 ص333) إلى أن: (الولـي هو العارف بالله تعالى وصفاته، المواظب على الطاعات، المجتنب للمعاصي، المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات؛ قال بعض الأئمة: لا يكون الولي وليا إلا بأربعة شروط: الأول أن يكون عارفا بأصـول الدين حتى يفرق بين الخالق والمخلوق، وبين النبي والمتنبي؛ الثاني: أن يكون عالما بأحكام الشريعة، نقلا وفهما، يكتفي بنظره عن التقليد في أحكام الشريعة كما اكتفى عن ذلك في أصول التوحيد؛ والثالث: أن يتخلق بالخلق المحمود الذي يدل عليه الشرع والعقل؛ والرابع: أن يلازمه الخوف أبدا، إذ لا يدري أهو من فريق السعادة أم من غيره).

[29] الموهبـة: يستعمل بعض الصوفية “المواهب” في مقايل “المكاسب”، ويستمدون ذلك من اسم الله “الوهاب” الذي يهب لمن يشاء ما يشاء، بدون علة أو سبب، والذي يبتدئ به تعالى من الوهب هو إعطاء الوجود لكل عين؛ قال ابن عربي: (إن المجاهدة حال لا عمل، والأحوال مواهب والأعمال مكاسب. ولهذا أقيم الكسب مقام العمل، والعمل مقام الكسب). “موسـوعة المصطلح” للكتاني (ج3 ص2756).

[30] في (د): (ثـم ذلك يكون).

[31] الولايـة: عند الصوفية أن يتولى الله العبد السالك الواصل إلى حضرة قدسه ببعض ما تولى به النبي، من حفظ وتوفيق، وتمكين واستخلاف وتصريف. فالولي يشارك النبي (حسب دعوى بعض أقطاب الصوفية) في أمور، منها العلم من غير طريق العلم الكسبي، والفعل بمجرد الهمة، فيما لـم تجـر العادة أن يفعل إلا بالجوارح والجسوم…، ويفارق الولي النبي في المخاطبة الإلهية. وأما في المعارج فإنهما يجتمعان في الأصول وهي المقامات، إلا أن النبي يعرج بالنور الأصلي، والولي يعرج بما يفيض من ذلك النور الأصلي. وقيل: الولايـة هي قيام العبد بالحق عند الفناء عن نفسه. وذلك يتولى الحق إياه حتى يبلغـه غاية مقام القرب والتمكين. “روضة التعريف” لابن الخطيب (القسم السادس في الولاية ص 519).

[32] عني المسلمون بإثبات النبوة باعتبارها جزءا من عقيدة الإسلام، بل أساسه المتين. وأجمعوا على أنها ثابتة بالعقل والشرع. وأن دليل ثبوتها هو المعجزات التي صاحبت دعوة الرسل، مما هو مذكور في القرآن الكريم، وزاد بعضهم دليل العناية الإلهية كالصدر الشيرازي (ت1059هـ). قال الأمدي (ت631هـ): (إن الجاحدين لوجوب الوجود قالوا: النبوة ليست صفة راجعة إلى نفس النبي، بل لا معنى لها إلا التنزيل من رب العالمين، وعند ذلك فالرسول لابد له أن يعلم أنه من عند الله، وذلك لا يكون إلا بكلام ينزل عليه، أو بكتاب يلقى إليه، إذ المرسل ليس بمحسوس ولا ملموس، وما الذي يؤمنه من أن يكون المخاطب له ملكا أو جنيـا؟ وما ألقي إليه ليس هو من عند الله تعالى؟ ومع هذه الاحتمالات فقد وقع شكه في رسالته وامتنع الجزم بنبوته). وبسبب هذا التشكيـك في النبوة انبرى المتكلمون المسلمون لمنكري النبوات. قال الإمام الرازي (ت606هـ): (اعلم أن منكري النبوات فرق: الفرقة الأولى قالت: إن إلـه العالـم موجب بالذات لا فاعل بالاختيار. وكل من أنكر أنه تعالى فاعل مختار فقد أنكر كونه عالمـا وانسد عليه باب إثبات النبوات وهؤلاء هـم الفلاسفـة). “غاية المرام في علم الكلام” للآمدي (القانون السابع في النبوات: الطرف الأول في بيان جوازها قي العقل ص300)؛ وفي “كتاب النبوات وما يتعلق بها ” للرازي (ص80).

[33] في (د): (إن في قوله).

[34] في (د): (بل موهبة ربانية).

[35] ” تفسير البيضاوي أنوار التنزيل وأسرار التأويل ” (عند الآية8 من سورة “ص” ج3 ص167).

[36] في (د): (أن جميع الأحوال المتعلقة بالرســول).

[37] في (د): (بأنه العلم بالأحكام الشرعية العلميــة).

[38] “الواضــح في أصــول الفقه ” لابن عقيل (ت513هـ) (ج1 ص7-8)؛ “المحصــول في أصــول الفقه” لابن العربي المعافري (ت543هـ) (ص21)؛ وذكــره الحجوي الثعالبي في “الفكــر الســامي” (ص18).

[39] في (د): (بعدم إدراك جميع العقــلاء له).

[40] ذكــره ابن العربي المعافري في كتابه” المتــوسط في الاعتقاد” (باب العلم بالإله وصفاته ووجه التطرق إليه بمقدماته ص111)؛ ونقلــه العلامة السنوسي في شرحه لكتابه ” العقيدة الصغرى ” المسمى ” أم البراهين أو السنوسية ” (فصل هل يجوز التقليد في العقيدة أم لابد من النظر ص15)؛ ونحــوه في “شــرح العقيــدة الكبرى” للعلامة السنوسي (ص67).

[41] في (د): (بطريق استـدلال والتعلـم).

[42] في (د): (فالذي يحصل لا بطريق الاكتساب وحيلة الدليل يسمى: وحيا وإلهـامـا).

[43] في (د): الــجزء المكتوب بين معقوفتين، مثبت في النسخ (م) و(د) و(ب)، غير وارد في “إحيـاء علوم الدين “.

[44] في (د): النـص ما بين معقوفتين، غير وارد في النسخ (م) و(د) و(ب)؛ ومثبت في “إحيـاء علوم الدين”.

[45] “إحيـاء علوم الدين ” للغزالي (كتاب شرح عجائب القلب ج3 ص25).

[46] في (د): (أنه كشف لهــم).

[47] في (د): (حقيقة أشيــاء).

[48] في (د): (وتقليد بجبريــل).

[49] “إحيـاء علوم الدين ” للغزالي (كتاب ذم الغـرور ج3 ص489).

[50] “المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى ” للغزالي (شرح اسم الله ” الباعث ” ص124 – 125).

[51] في (د): زيادة الــجزء المكتوب بين معقوفتين.

[52] في (د): (عن مـراد الســؤال).

[53] الثـواب: هو ما بعطيه الله تعالى لعباده نظير ما يعملون من أعمال صالحة. وهو إن كان يعني الجزاء على أفعال الخير وأفعال الشر، إلا أنه يغلب على الجزاء مقابل فعل الخير. والثواب عند الفقهاء بمعنيين: المعنى الأول هو الجزاء على الطاعات. والمعنى الثاني في باب الهبـة. والثـواب هو ايصـال النفع إلى المكلف على طريق الجزاء، ويقابله العقاب، وهو ايصال الألـم إلى المكلف على طريق الجزاء. “المبــاحث العقلية في شرح العقيدة البرهانية” لأبي الحسن اليفرني (ت734هـ) (ج2 ص1022)؛ وفي “موسوعة المصطلح في التراث” للكتاني (ج1ص724).

[54] في (د): الجـزء المكتوب بين معقوفتين مثبت في (م)؛ وساقـط في (د)، وأيضا في (ب).

[55] الإذعـان: لغة: الانقياد، وهو انقياد القلب للاعتقاد بشيء، إقرارا به، وخضوعا لمطلوبه لا بمعنى الاقناع العقلي، ولكن بمعنى الطاعة والانقياد. وقد يكون مع الاقتناع والإقرار بصدق الحكم أو الأمر. “موسوعة المصطلح في التراث” للكتاني (ج1ص122).

[56] المعـرفة: – قال الإمام القشيري – هي صفة من عرف الحق بأسمائه وصفاته، ثم صدق الله في معاملاته، ثم تنقى من أخلاقه الرديئة وآفاته، ثم طال بالباب وقوفه، ودام بالقلب اعتكافه، فحظي من الله بجميل إقباله، وصدق الله في جميع أحواله، وقطع عنه هواجس نفسه، ولـم يصغ بقلبه إلى خاطر يدعوه إلى غيره. فإذا صار عن الخلق أجنبيا، ومن آفات نفسه بريا، ومن المساكنات والملاحظات نقيا، وداوم في السير مع الله مناجاته، وحقق في كل لحظة إليه رجوعه، وصار محدثا من قبل بتعريف أسراره مما يجريه من تصاريف أقداره، سٌـميّ عند ذلك عارفا، وتسمى حالته معرفة. وبالجملـة فبمقدار أجنبيته عن نفسه تحصل معرفتـه بربه). وسئل الإمام الجنيد (ت297هـ)عن المعرفة بالله أهي كسب أو ضرورة؟ فقال: رأيت الأشياء تدرك بشيئين: فما كان منها حاضرا فبحس، أو غائبا فبدليل؛ ولما كان الله غير باد لصفاتنا وحواسنا كانت معرفته بالدليل والفحص والاستدلال، إذ كنا لا نعلم الغائب إلا بدليل، ولا نعلم الحاضر إلا بحس “روضة التعريـف بالحب الشريـف” لابن الخطيب (ص418)؛ و”كشـاف اصطلاحات الفنـون” للتهانوي (ج2 ص1583)؛ وفي “موســوعة المصطلح في التراث ” للكتاني (ج3 ص2568).

[57] التجلي: هو عبارة عن ظهور أسماء الألوهية، وصفاتها في قلب الصوفي من خلال إشراق روحاني يعبر عنه بالمكاشفة أو المشاهدة حسب مستوى التجلي؛ وقيل: هو ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب، وهو درجات تجلي الذات، وتجلي الصفات، وتجلي حكم الذات. وقيـل: هو من قِبل العبد: زوال حجاب البشرية، وانصقال مرآة القلب عن صدأ طبائع البشرية؛ ومن قِبل الحق: كشفه عن العبد حاله. وقد أفاض الكاشاني في شرح هذا المصطلح وتفصيله. “الرســالة القشيرية ” (ص74)؛ و”معجم المصطلحات الصوفية ” لعبد الرزاق الكاشاني (ت730هـ) (ص173)؛ وفي “موســوعة المصطلح في التراث العربي” للكتاني (ج1ص462).

[58] في (د): (وأمـا باعتبار أمر آخر).

[59] في (د): (ومثاب عليه).

[60] مــن “حزب البر أو الحزب الكبير ” لأبى الحسن الشاذلى. “شرح حزب البر المعروف بالحزب الكبير للإمام أبي الحسن الشاذلي” لعبد الرحمن بن محمد الفاسي، تح: محمد عطية خميس، المكتبة الأزهرية للتراث 2002 (ص48).

[61] في (د): الجـزء المكتوب بين معقوفتين، مبثور من (د)، ومثبت في (م)، وفي (ب).