تأليف: الدكتور محمد عثمان شبير

بسم الله الرحمن الرحيم

محتويات الكتاب

افتتاحية

مقدمة

المَبحَث الأول

بركة أرض بيت المقدس وما حوله

معنى البركة

بركة أرض بيت المقدس الحسية

البركة المعنوية لأرض بيت المقدس وما حوله

أولاً/ منشأ البركة المعنوية لأرض بيت المقدس وما حوله

1- أرض بيت المقدس مبعث الأنبياء ومهبط الملائكة

2- أرض فلسطين معدن الأنبياء وعشهم الذي يرقدون فيه

3- أرض فلسطين أرض المحشر والمنشر

ثانياًَ: آثار البركة المعنوية لأرض بيت المقدس وما حوله

1- أرض فلسطين عقر دار الإسلام يوم اشتداد المحن والفتن

2- المقيم المحتسب في أرض فلسطين كمجاهد في سبيل الله

3- أهل الشام هم الطائفة المنصورة التي ينتقم الله بها من أعدائه

المبحث الثاني

قدسيَّة أرض بيت المقدس وما حوله

معنى القدسية ……………………………

أولاً: منشأ قدسية أرض بيت المقدس وما حوله

1- أرض فلسطين أرض المسجد الأقصى

2- حقيقة المسجد الأقصى ومعالم الرباط فيه

3- أرض فلسطين أرض الصخرة المشرفة

ثانياً: أثر قدسية أرض بيت المقدس وما حوله

1- أرض بيت المقدس لا تقبل شركاً ولا ظلماً ولا عدواناً

2- إن الدجال لا يدخل بيت المقدس

المبحث الثالث

إسلاميّة أرض بيت المقدس وما حوله

منشأ ارتباط أرض بيت المقدس بالإسلام

1- بيت المقدس قبلة الرسول e منذ البعثة

2- أرض بيت المقدس أرض الإسراج والمعراج

3- فتح بيت المقدس وما حوله

حكم الأرض المفتوحة عنوة أو صلحاً عند فقهاء المسلمين

استمرار صفة الإسلامية على أرض فلسطين بعد الاغتصاب

آثار الفتح الإسلامي لفلسطين

أولاً المكانة التي تمتع بها المسجد الأقصى في الإسلام

أ- الأحكام الخاصة بالمسجد الأقصى

1- استحباب زيارته وشد الرحال إليه

2- فضل الصلاة في المسجد الأقصى

حكم زيارة بيت المقدس وما حوله بتأشيرة إسرائيلية

3- استحباب الإحرام من المسجد الأقصى بالحج والعمرة

4- تضاعف فيه السيئات كما تضاعف الحسنات

5- فضل مجاورة المسجد الأقصى

ب- عمارة بيت المقدس ومسجد الصخرة وعناية الخلفاء بهما

ثانياً: استقرار الحياة العامة في بيت المقدس وما حوله في ظل الحكم الإسلامي

المبحث الرابع: معالم التهويد لبيت المقدس وما حوله والاعتداءات الصهيونية

المطلب الأول: وسائل الاحتلال وسياساته في مجال تهويد الأرض

المطلب الثاني: وسائل الاحتلال وسياساته في مجال تهويد السكان

المطلب الثالث: وسائل الاحتلال وسياساته في مجال المقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى.

المبحث الخامس: واجب الأمة تجاه بيت المقدس وما حوله

المطلب الأول: واجب الحكام تجاه القدس.

المطلب الثاني: واجب العلماء والدعاة والخطباء تجاه القدس.

المطلب الثالث: واجب الشعوب العربية والإسلامية تجاه القدس.

المطلب الرابع: واجب الإعلاميين تجاه القدس.

الخاتمة

المراجع والمصادر

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الطبعة الخاصة بهيئة علماء فلسطين

   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين… أما بعد:

   فقد مضى على طباعة هذا الكتاب في طبعته الأولى في مكتبة الفلاح بالكويت حوالي أربع وعشرين سنة، حيث طَبعَ منه صاحب المكتبة عام (1987م) ثلاثة آلاف نسخة، ولم تمض على هذه الكمية عدة شهور حتى نفذت، وذلك لأن الكتب في القضية الفلسطينية من المنظور الإسلامي كانت قليلة، أو تكاد تكون معدومة، وأغلب ما هو موجود في هذا المجال كان مكتوباً بروح قومية بحتة؛ ولهذا كثر الطلب على هذا الكتاب فقد كانت المراكز الإسلامية في الغرب تطلب منه كميات كبيرة، فبعضها يطلب ألف نسخة دفعة واحدة، وبعضها يطلب خمسمائة. فعرض عليَّ صاحب المكتبة طباعة عشرة آلاف نسخة في الطبعة الثانية؛ فوافقت على ذلك، لحاجة الناس إليه في ذلك الوقت، وبفضل الله تعالى انتشر هذا الكتاب في الشرق والغرب، وكُتب له القبول بين الناس. وأذكر أن أحد القراء في الغرب بعث برسالة بريدية إلي يشكرني فيها على كتابة هذا الكتاب، ويذكر فيها: لقد تلقفت هذا الكتاب، وقرأته بكامله ، ثم عُدت إليه مرة ثانية فقرأته بكامله في الليلة نفسها. وبعد اتفاقية السلام التي عقدت في (أوسلو) بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين سنة: (1993م) خف الطلب على هذا الكتاب، وذلك لأن بعض الناس عاشوا في حلم السلام ووهمه، ولكن بعد سنوات قليلة من عملية السلام ظهرت الحقيقة، وصحا الناس من نومهم، وظهر للقاصي والداني أن عملية السلام مع الصهاينة هي حلم، وعبث، ومضيعة للوقت وازداد الطلب على هذا الكتاب، فطلبت دار النفائس بالأردن إعادة طباعة الكتاب للمرة الثالثة في سنة (2004م). وفي عهد المفاوضات غير المباشرة، وفي حالة الهوس الفلسطيني الرسمي بالمفاوضات، وتمثل هذا الهوس في ظهور كتاب بعنوان: “الحياة مفاوضات” لأحد المفاوضين الفلسطينيين، وتضمن هذا الكتاب حصر المعركة مع الصهاينة المحتلين في المفاوضات، وضرورة محاصرتهم بطاولة الحوار، وفي غمرة هذه المفاوضات قل اهتمام الفريق المفاوض بقضية القدس التي تتعرض لأشرس هجمة صهيونية صليبية من تهويد، وطمس للآثار الإسلامية فيها، وهدم لبيوت الفلسطينيين المقدسيين، وازدياد في بناء المغتصبات الصهيونية، وطرد للمقدسيين.

   لهذه الظروف التي تمر على بيت القدس والمسجد الأقصى وغيرها صارت الحاجة لهذا الكتاب شديدة؛ ومما يؤيد ذلك أن لجنة الدراسات والبحوث في هيئة علماء فلسطين في الخارج سنة (2010م) طلبت مني إعادة طباعة هذا الكتاب، مع إضافة ما استجد على قضية بيت المقدس، وبخاصة ما يتعلق بحدود المسجد الأقصى المبارك، وأن المصلى المرواني وحائط البراق جزءان لا يتجزءان من هذا المسجد. وبيان ما تتعرض له مدينة بيت القدس والمسجد الأقصى، والمقدسات الإسلامية فيها وبخاصة مقبرة “مأمن الله” التي تحوي رفات مئات الآلاف من الصحابة والعلماء والمجاهدين من مخاطر التهويد والهدم والإزالة. وبيان واجب الأمة تجاه مدينة القدس والمسجد الأقصى. ونزولاً عند هذا الطلب استجبت له، ودعوت الله تعالى أن يعينني على الوفاء بهذا الطلب. ولهذا جاءت هذه الطبعة بزيادات جوهرية على ما في الطبعات السابقة ومن ذلك:

  1. بيان حدود المسجد الأقصى المبارك.
  2. حكم زيارة بيت المقدس وما حوله بتأشيرة إسرائيلية.
  3. بيان ما يتعرض له بيت المقدس وما حوله من تهويد واعتداءات صهيونية.
  4. بيان واجب الأمة تجاه مدينة القدس والمسجد الأقصى.

   هذا بالإضافة إلى أن هذه الطبعة تضمنت بعض الصور التوضيحية للآثار الإسلامية الموجودة في القدس والمسجد الأقصى المبارك، كما تضمنت سرداً زمنياً لأبرز الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية لبيت المقدس وما فيه من المعالم والآثار الإسلامية في الفترة ما بين (7/6/1967م–أخر شهر ديسمبر2010م). وقد استدعت هذه الإضافات الجوهرية تغييراً في عنوان الكتاب ليصبح: “ بيت القدس وما حوله: خصائصه الشرعية، والأخطار التي تواجهه، وموقف الأمة منها“. وبناء على ذلك سوف اقسمه إلى خمسة مباحث، وهي:

المبحث الأول: بركة أرض بيت المقدس وما حوله

المبحث الثاني: قدسية أرض بيت المقدس وما حوله.

المبحث الثالث: إسلامية أرض بيت المقدس وما حوله.

المبحث الرابع: معالم التهويد لبيت المقدس وما حوله والاعتداءات الصهيونية.

المبحث: الخامس: واجب الأمة تجاه بيت المقدس وما حوله.

                                         الأستاذ الدكتور محمد عثمان شبير

                                         رئيس قسم الفقه والأصول السابق

                                          في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية

                                  ونائب رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج

بسم الله الرحمن الرحيم

افتتاحية الطبعة الأولى

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد .. فإنّ الله فضّل بقاعاً اختصها بتشريفه وتعظيمه، وجعلها مواطن للعبادة والطاعة، تضاعف فيها الحسنات وتنمو بها الأجور، وأخبرنا بذلك على ألسن رسله وأنبيائه لطفاً بعباده، وتسهيلاً لطرق الخير والسعادة لهم، وأفضل هذه البقاع هي مكة المكرمة، والمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وبيت المقدس .

فمكة المكرمة أرض بيت الحرام الذي بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وجعله الله تعالى مثابة للناس وأمنا، وقال e يوم فتح مكة فيها: (إن هذه البلد حرَّمه الله يوم خلق السموات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإن لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يُختلى خلاه[1] فقال العباس: يا رسول الله إلا الإذخر[2]، فإنه لقينهم[3] وبيوتهم، فقال: إلا الإذخر))، أخرجه البخاري ومسلم[4]، وعن عبد الله بن عدي بن الحمراء رضي الله عنه قال: (( رأيت رسول الله e واقفاً على الحزورة[5] ويقول: والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت.)) أخرجه الترمذي[6]

وأما المدينة المنورة فقد بناها يثرب بن مهلائل الذي ينتسب إلى العمالقة هاجر إليها رسول الله e لإقامة دين الإسلام بها، وبنى مسجده فيها، وكان ملحده الشريف في تربتها، وقال e فيها: ((إن إبراهيم حرم مكة ودعا لها –في رواية دعا لأهلها -، وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة، وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا به إبراهيم لأهل مكة))، أخرجه البخاري ومسلم[7]

وأما مدينة بيت المقدس فقد بناها اليبوسيون في حدود سنة (3000 ق.م) وأطلقوا عليها اسم ((يبوس)) نسبة إلى جدهم الأول الذي ينتمي إلى الكنعانيين الذين هاجروا من الجزيرة العربية واستوطنوا فلسطين في حوالي سنة (4000 ق.م) وفيها المسجد الأقصى الذي هُيء للعباءة بعد المسجد الحرام بأربعين سنة كما ثبت في الحديث[8]، وهي مهبط الملائكة، ومبعث الأنبياء، ومزارهم ومدفنهم، وهي معراج الرسول e إلى السموات العلى.

وتعتبر مدينة بيت المقدس أهم مدن فلسطين، فهي بمثابة القلب من الجسد، وهي أم المدن الفلسطينية وقراها. قال ابن الأثير في تحديد بقعة فلسطين: “كورة معروفة ما بين الأردن وديار مصر وأم بلادها بيت المقدس”[9]، أي أن مدن فلسطين كلها تبع لبيت المقدس وفرع عنها، وهي أصل البلاد وليس لها في المدن الفلسطينية عديل: كما يقال عن مكة أم القري، وعن سورة الفاتحة أم القرآن.

وقد ثبتت لبيت المقدس وما حوله خصائص عامة وأحكام خاصة في القرآن والسنة: بعضها متناثر في كتب الفقه والأحكام وكتب التفسير، وشروح الأحاديث، وبعضها جمع في كتاب مستقل، لكن يعوزه التحقيق والتخريج لكثير من الأحاديث والآثار، كما يعوزه التحقيق العلمي للمسائل الفقهية التي وردت فيه، فقمت بهذا البحث قاصداً أمرين:

الأول: إبراز خصائص بيت المقدس وما حوله بصورة واضحة وجلية معتمداً على ما صح من الأحاديث والآثار، لتكون باعثاً قوياً لنفوس المسلمين على التعلق القلبي ببيت المقدس وما حوله، ودافعاً حقيقياً للشعور بمسئولية التحرير الكامل لأرض فلسطين.

والثاني: التحقيق العلمي في المسائل والأحكام الفقهية الخاصة ببيت المقدس ليكون المسلم على بصيرة من أمره حينما يسمع بحكم أو ينوي تطبيق حكم منها، ومن هذه الأحكام:

1- حكم الأرض المفتوحة عنوة أو صلحاً.

2- استمرار صفة الإسلامية على أرض فلسطين بعد الاغتصاب.

3- حكم زيارة المسجد الأقصى وشد الرحال إليه.

4- فضل الصلاة في المسجد الأقصى.

5- حكم الإحرام من المسجد الأقصى بالحج أو العمرة.

6- حكم اقتراف السيئات في الحرم القدسي.

7- فضل المجاورة للمسجد الأقصى.

وقد تناولت بالشرح والتحليل ثلاث خصائص عامة لأرض بيت المقدس وما حوله وهي البركة، والقدسية، والإسلامية، وخصصت لكل منها مبحثاً.

تكلمت في المبحث الأول عن معنى قدسية أرض بيت المقدس وما حوله، ومنشأ هذه القدسية وأثرها.

وتكلمت في المبحث الثالث عن إسلامية أرض بيت المقدس وما حوله، ومنشأ هذه الإسلامية، وأثر الفتح الإسلامي على بيت المقدس وما حوله، والأحكام الفقهية الخاصة ببيت المقدس وما حوله.

وختمت بحثي هذا بخاتمة لخصت فيها أهم نتائج البحث.

والله أسأل أن يتقبل مني هذا الجهد المتواضع ويجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون.

د. محمد عثمان شبير

المَبحَث الأول

بركة أرض بَيت المقدس وَمَا حَوله

لقد نصَّ الله تعالى على بركة أرض بيت المقدس وما حوله في كتابه الكريم ومن ذلك: قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[10]. وقوله تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)[11] أي أن الله نجى إبراهيم ولوطاً عليهما السلام إلى الأرض المباركة: وهي أرض الشام ومنها فلسطين –كما قال المفسرون[12] -بعد أن كانا في العراق.

وقوله تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ)[13] أي لسليمان عليه السلام تسخير الريح تهب بشدة وتجري بسرعة إلى الأرض التي باركنا فيها: وهي أرض الشام[14].

المطللب الأول: حقيقة بركة أرض المقدس

أولاً: معنى البركة:

والبركة في لغة العرب: النمو والزيادة في الخير، وأصل البَرْك صدر البعير، وسمى محبس الماء بركة.

والبركة مشتقة من بارك الله في الشيء، وبارك عليه، وبارك له[15] والبركة في الشرع: ((ثبوت الخير الإلهي في الشيء))[16] كثبوت الماء في البركة. والمبارك ما فيه ذلك الخير الإلهي.

ثانياً: أنواع بركة أرض بيت المقدس حسية معنوية:

1- بركة أرض بيت المقدس الحسية:

بركة أرض بيت المقدس الحسية بالخصب والثمار والأشجار والأنهار وعذوبة الماء، والسهول والجبال والمنخفضات، وبموقعها المتوسط، فهي قلب الوطن الإسلامي: حدودها من الشمال لبنان، ومن الشمال الشرقي سورية، ومن الشرق الأردن، ومن الجنوب خليج العقبة، ومن الجنوب الغربي شبه جزيرة سيناء، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط.

وهي بوابة القادمين من آسيا في طريقهم إلى إفريقية، وبالعكس، وهي إحدى المنافذ المطلة على البحر المتوسط باتجاه أوربا، وهي الممر الذي لا بد من اجتيازه منذ قرون وقرون لمعظم القوافل المتحركة من الشمال إلى الجنوب، وبالعكس، وهي فضلاً عن ذلك ذات موقع وسط بين البلدان العالم القديم على المستوين الحصاري والعسكري، وربما كان هذا أحد الأسباب الرئيسية لاختيارها مبعثاً لعديد من الأنبياء، ومستقراً للرسالات السماوية، ومنطلقاً للجيوش الغازية لما حولها من البلاد، فقد مرَّ بها الاسكندر المقدوني عندما غزا مصر سنة (332ق.م) واتخذها عمرو بن العاص قاعدة لإنطلاق الجيوش الإسلامية لفتح مصر، وآثر المرور عبر السهل الساحلي ليسر المسير خلاله ومعرفة العرب دروبه، وقد كانت موانئ فلسطين قواعد لسفن المسلمين المتجهة لفتح جزر البحر الأبيض المتوسط.

ومن مظاهر البركة الحسية لأرض فلسطين: النشاط الزراعي الكثيف الذي تمخض عن وفرة في البحار والعيون والأنهار. قال ابن كثير –في بيان معنى قوله تعالى (بَارَكْنَا حَوْلَهُ) –بالزروع والثمار[17]. وقال ابن الجوزي: “ومعنى (بَارَكْنَا حَوْلَهُ) أن الله أجرى حوله الأنهار وأنبت الثمار، وقيل: لأنه مقر الأنبياء ومهبط الملائكة”[18].

ولقد لفت هذا النشاط نظر الرحالة والجغرافيين الذين زاروا فلسطين فأشاروا إليه وقالوا عن فلسطين: إنها من أخصب بلاد الشام وأكثرها عمراناً على صغر رقعتها[19]، ثم أوقفوا عند أشهر مدنها، فحدثونا عما شهدوه فيها من زروع وثمار .. فالقدس تعد من أخصب بلدان فلسطين[20]، تحيط بها بساتين وكروم ومزارع وأشجار فاكهة وزيتون[21]. وتنتشر حولها قرى كثيرة الزروع والأشجار، وقد ازدهرت فيها زراعة الأترج، واللوز، والجوز والتين والموز، فضلاً عن السماق[22]. ومما لا شك فيه أن أكثر مزروعات القدس وفرة الزيتون الذي يستخرج منه الزيت ، وكانوا يحفظونه في الآبار والأحواض ليصدروه إلى أطراف العالم[23].

ولا تقل نابلس عن القدس في كثرة أشجار الزيتون، فضلاً عن البطيخ الأصفر المنسوب إليها، والذي اشتهر بطعمه اللذيذ[24]. ويصفها الدمشقي بأنها قصر في بستان[25] وبلغ من ازدهارها الزراعي أن إقليمها اشتمل على ثلاثمائة قرية[26].

واشتهرت أريحا بزراعة النخيل والموز والريحان وقصب السكر[27]، كما اشتهرت بيسان بكثرة بساتينها وبخاصة النخيل والرز[28]. وعرفت الرملة بكثرة فواكهها وبخاصة التين والنخيل[29]، واشتهر تينها بأنه لا يوجد له مثيل في أي مكان آخر، وكانت تصدر منه كميات كبيرة إلى مختلف البلاد[30]. وتقع مدينة الخليل في وهدة بين جبلين وهي ملتفة الأشجار كثيرة الثمار[31]، وبخاصة الأعناب والتفاح والزيتون والتين والخرنوب[32]، والتي اشتهرت بكثرتها وكانت تصدر منها كميات كبيرة إلى مصر.[33]

وازدهرت عكا بزراعة أشجار الفواكه والزيتون[34]، وانتشرت في حيفا أشجار الفواكه وبخاصة النخيل[35]. وعلى سبعة فراسخ من عكا تقع قيسارية التي ازدهرت فيها زراعة الفواكه، وبخاصة النخيل والحمضيات، وقد وصفها المقدسي بأنه ليس على بحر الروم (البحر المتوسط) بلد أجمل ولا أكثر خيرات منها، وأنها تفور نعما. ولا تقل عنها خصباً عسقلان ذات البساتين والثمار، والتي يكثر فيها الزيتون والكروم واللوز والرمان فضلاً عن النخيل[36].

وأما مدينة غزة التي كانت تعرف بغزة هاشم (جد الرسول e) فقد وصفت بأنها كثيرة الشجر كسماط –بساط –ممدود، وقد ازدهرت فيها بشكل خاص زراعة الكروم والحمضيات[37].

وكثرت في منطقة صفد أشجار الكمثرى المسكي المعطر الرائحة، الطيب الطعم، والأترج الذي اشتهر بحجمه الكبير الذي يبلغ وزن الواحدة منه نحواً من ستة أرطال دمشقية على عهدة الدمشقي[38]وهناك –أيضاً –الكروم والزيتون والبطم والخروب والسفرجل وأنواع كثيرة من الفواكه[39]، وبلغ من اتساع نشاطها الزراعي أن إقليمها كان يضم –حسبما ذكر الظاهري –ألفاً ومائتي قرية[40].

وفي الجملة فإن سائر جبال فلسطين وسهولها ملأى بالزيتون والتين والجميز والعنب وسائر الفواكه[41]، فضلاً عن قصب السكر الذي ازدهرت زراعته في الغور، والقطن الذي كان يزرع في أطراف القدس ويصدر إلى عدد من البلاد[42]. ويرجع سبب هذه الكثرة في الأشجار والثمار إلى وفرة في المياه، ففلسطين تقع على البحر المتوسط، وفيها البحر الميت وبحيرة طبرية، وهي بحيرة مشهورة وماؤها عذب، وعلى جانب شواطئها تتفجر ينابيع شديدة الحرارة، وبخاصة عينها الجنوبية التي “تتسلق البيض وتنضج اللحم” وماء هذه العيون ملحي كبريتي يتخذ علاجاً طبيعياً لترهل البدن والجرب وتزايد البلغم وغير ذلك[43]، وفيها العيون والجداول والأنهار: كعيون عسقلان، وعيون أريحا، وعيون وأنهار بيسان، وعيون الخليل، وعيون قيسارية، وعين سلوان في القدس وغير ذلك[44] هذا بالإضافة إلى كمية الأمطار الكبيرة التي تسقط على أرض فلسطين في فصل الشتاء.

هذا النشاط الزراعي الكثيف يدحض الشبهة اليهودية المطروحة منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين وهي: أن اليهود أحيوا أرض فلسطين بالزراعة، فهم أحق بها من العرب والمسلمين الذين أهلموا الزراعة فيها على مدى التاريخ.

2- البركة المعنوية لأرض بيت المقدس وما حوله:

وثمة جانب مهم من جوانب البركة التي اختص الله بها أرض بيت المقدس وما حوله وهي البركة المعنوية. وهي تنشأ من عدة أمور وهي: كون هذه الأرض مبعث الأنبياء ومهبط الملائكة، وكونها العش الذي يرقد فيه الأنبياء والأرض التي يبعثون منها، وكونها أرض المحشر والمنشر والحساب ووضع الموازين للناس وفيما يلي بيان ذلك:

أ- أرض فلسطين مبعث الأنبياء ومهبط الملائكة:

شهدت أرض فلسطين عامة وبيت المقدس خاصة  نزول الوحي السماوي على كثير من الأنبياء: كداود وسليمان وعيسى ولوط وموسى عليهم السلام الذين هاجروا إلى تلك الأرض المباركة.

قال تعالى –في هجرة إبراهيم عليهما السلام إلى أرض فلسطين –(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[45]قال قتادة: هاجروا جميعاً من (كوثي) وهي سواد الكوفة إلى الشام[46]. وقال تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)[47] أي نجى الله إبراهيم وابن أخيه لوطاً عليهما السلام إلى الأرض المباركة وهي أرض الشام –كما بينا سابقاً –

وقال تعالى –في هجرة موسى عليه السلام إلى أرض فلسطين-: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)[48] وطلب موسى عليه السلام من قومه الاستمرار في هجرتهم ودخول أرض فلسطين فقال: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ)[49].

ولم يقتصر نزول الملائكة إلى هذه الأرض المباركة على الإيحاء بالتعاليم السماوية للأنبياء الذين بعثوا في هذه الأرض أو هاجروا إليها، وإنما تخطى ذلك بنزول دائم للملائكة، فهي تبسط أجنحتها على أرض الشام، كما ورد في الحديث الذي رواه زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله e يقول: ((يا طوبى للشام يا طوبى للشام. قالوا: يا رسول الله وبم ذلك؟ قال: ((تلك ملائكة الله باسطة أجنحتها على الشام))[50] أي أن الملائكة تحفها وتحوطها بإنزال البركات ودفع المهالك والمؤذيات.[51]

بهذا وبغيره استحقت أرض الشام عامة وفلسطين خاصة أن توصف بالبركة. قال الزمخشري: ((وقد جعل الله أرض الشام بالبركات موسومة، وحقت أن تكون كذلك، فهي مبعث الأنبياء ومهبط الوحي ومكانهم أحياء وأمواتاً))[52]، وقال أبو عبد الله المنهاجي: ((وجعل –أي الرب سبحانه –صفوته من الأرض كلها أرض بيت المقدس .. وقال تعالى لموسى: انطلق إلى بيت المقدس .. وتاب الله على داود وسليمان عليهما السلام في أرض بيت المقدس، وسخر الله لداود الجبال والطير ببيت المقدس، ورفعه الله تعالى إلى السماء من بيت المقدس …))[53]

ب- أرض فلسطين معدن الأنبياء وعشهم الذي يرقدون فيه.

يرقد في أرض فلسطين كثير من الأنبياء منهم أبو الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام، وقبره معروف في مدينة الخليل[54]، وإسحق ويوسف ويعقوب عليهم السلام. وسيدنا موسى عليه السلام، قبره على رمية حجر من بيت المقدس.

قال ابن الجوزي: ((وفي الأرض المقدسة إبراهيم وإسحق ويعقوب ويوسف عليهم السلام))[55]

روى مسلم وغيره عن أبي هريرة قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكه، ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت. قال فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه. فقل له يضع يده على متن ثور –أي على ظهره –فله بما غطت يده بكل شعره سنة. قال : أي رب ثم مه؟ قال ثم الموت. قال: فالآن، فسأل الله أن يدينه الأرض المقدسة رمية بحجر. فقال رسول الله e ((فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر))[56]

قال المازري: وقد أنكر بعض الملاحدة هذا الحديث، وأنكروا تصوره، فقالوا: كيف يجوز على موسى فقء عين ملك الموت؟

والجواب عن ذلك: بأن معنى الحديث الصحيح، معناه أن موسى عليه السلام لم يبعث الله إليه ملك الموت وهو يريد قبض روحه حينئذ، وإنما بعثه احتباراً وابتلاءً، ولو أراد أن يقبض روح موسى عليه السلام، إذا رأى آدمياً دخل عليه ولا يعلم أنه ملك الموت، وقد أباح الرسول e فقأ عين الموت ويفقأ عينه. وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم عليه السلام، فلم يعرفهم ابتداء، ولو علمهم لكان من المحال أن يقدم إليهم عجلا؛ لأنهم لا يطعمون.

بعد دفع هذا الإشكال في معنى هذا الحديث نبين موطن الشاهد، وهو سؤال موسى ربه أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر.

والأرض المقدسة هنا بلاد الشام عامة وبيت المقدس خاصة لفضل من دفن فيها من الأنبياء، فاستحب مجاورتهم في الممات. فإن قيل: لم سأل الإذناء منها ولم يسأل الدفن فيها؟ أجيب: بأن موسى عليه السلام إنما طلبت ذلك عندما كان في أرض التيه مع جيل الهزيمة من اليهود الذين فسدت طبائعهم نتيجة ظلم الفراعنة لهم، حيث طبعت فطرهم بطابع المهانة والذل والجبن والعبودية للبشر. فتركهم الله تعالى في التيه أربعين سنة إلى أن أفناهم الموت. والأصل أن النبي يدفن حيث يموت ولا ينقل[57] .

فلما كان موسى عليه السلام يعرف أن فتح بيت المقدس لا يمكت أن يتحقق على يد جيل الهزيمة الذي خرج من مصر؛ سأل الله أن يقربه من بيت المقدس ليدفن بالقرب من الأنبياء والصالحين.

وقيل: لأنه خاف أن يكون قبره مشهوراً عند بني إسرائيل فيفتتنوا به[58].

ومن الأدلة على أن أرض فلسطين معدن الأنبياء أن الله عز وجل جمعهم لنبينا محمد e، وصلى بهم إماماً في المسجد الأقصى، روى ابن عباس رضي الله عنه ((أن النبي e لما دخل المسجد الأقصى قام يصلي، فالتفت ثم التفت، فإذا النبيون أجمعون يصلون معه))[59]. وقال ابن كثير: ((بيت المقدس الذي بإيلياء معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام، ولهذا جمعوا له هناك كلهم، فأمهم في محلتهم ودارهم، فدل على أنه الإمام الأعظم والرئيس المقدم))[60] .

وقال أبو عبد الله المنهاجي: ((يسرّ الله الأنبياء كلهم لرسول الله e، فصلى بهم في بيت المقدس))[61].

مما سبق يتبين أن أرض فلسطين مباركة لكثرة ما دفن فيها من الأنبياء والصالحين، حتى إن بعضهم أوصى أن يدفن فيها، وبعضهم طلب من الله أن يدفن في أرض قريبة منها. قال النووي: ((وأما سؤاله –أي موسى عليه السلام –الإدناء من الأرض المقدسة فلشرفها وفضيلة من فيها من المدفنونين من الأنبياء وغيرهم[62])).

جـ – أرض فلسطين أرض المحشر والمنشر.

روى الإمام أحمد بن حنبل –بسنده –عن ميمونة بنت سعد مولاة النبي e قالت: يا نبي الله في بيت المقدس فقال: ((أرض المحشر والمنشر[63])).

فبعد أن يخرج الناس من قبورهم يوم القيامة يساقون إلى بيت المقدس أرض الموقف، لينتظروا فصل القضاء بينهم، وفي الموقف يصيب الخلائق كرب شديد، فقد روى المقداد بن الأسود عن رسول الله e أنه قال: ((تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم: كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً، وأشار e بيده إلى فيه))[64]. وفي أثناء ذلك يكون أناس في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني خاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه))[65].

وبعد العرض على الموازين والحساب يتفرق الناس من بيت المقدس: إما إلى الجنة، وإما إلى النار. وذلك قوله تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ)[66].

قال أبو عبد الله المنهاجي: ((وتوضع الموازين يوم القيامة ببيت المقدس وينفخ إسرافيل في الصور ببيت المقدس .. ويتفرق الناس من بيت المقدس إلى الجنة والنار))[67]

وقال ابن الجوزي: ((قال كعب: العرض والحساب ببيت المقدس))[68].

المطلب الثاني: آثار بركة أرض بيت المقدس وما حوله:

يترتب على كون أرض فلسطين أرض مباركة عدة آثار منها: أنها عقر دار الإسلام في وقت اشتداد المحن والفتن، والمقيم المحتسب في تلك الأرض كالمجاهد في سبيل الله والمرابط، وأهلها منصورون بإذن الله ما داموا على الحق المبين ينتقم الله بهم من أعداء الدين. وفيما يلي بيان ذلك:

أولاً: أرض فلسطين عقر دار الإسلام وقت اشتداد المحن والفتن.

تعتبر أرض فلسطين ملجأ للأنبياء والصالحين يهاجرون إليها، ويحتمون بحماها عند اشتداد المحن والشدائد، فقد هاجر إليها خليل الرحمن إبراهيم وابن أخيه لوط عليهما السلام، لعدم التمكن من إظهار الدين ونشره في أرض العراق. وخرج موسى عليه السلام تجاه بيت المقدس عندما اشتد به أذى فرعون وجنوده.

ويظل هذا الأثر ملازماً لهذه الأرض ما دامت تتصف بالبركة الإلهية، وهي لا تنقطع ما دامت السماوات والأرض. وقد نبه النبي e المؤمنين على ذلك في عدة أحاديث صحيحة منها:

1- روى الطبراني عن سلمة بن نفيل قال: ((قال رسول الله e: عقر دار الإسلام بالشام))[69].

فالشام وقت اشتداد الفتن هي المكان الآمن لأهل الإسلام.

2- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله e: ((إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، إلا أن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام))[70].

3- وعن سالم بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: ((ستخرج نار في آخر الزمان من حضرموت تحشر الناس. قلنا: فبماذا تأمرنا يا رسول الله؟ قال ((عليكم بالشام)).[71]

ثانياًَ: المقيم المحتسب في أرض فلسطين كمجاهد في سبيل الله والمرابط.

من آثار بركة أرض فلسطين أن المقيم فيها يعتبر مجاهداً في سبيل الله ومرابطاً، لأن هذه الأرض عرضة للغزو في كل وقت لمكانتها وشرفها، فهي محل أطماع الغزاة والفاتحين، ولذلك فهي تحتاج إلى أن يرابط فيها المرابطون، فيكونوا على أهبة الاستعداد لأي طارئ.

ولهذا كان قدر أهل الشام وفلسطين أنهم مرابطون إلى يوم القيامة، روى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: ((أهل الشام وأزواجهم وذرياتهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل الله، فمن احتل منها مدينة من المدائن فهو في رباط، ومن احتل منها ثغراً من الثغور فهو في جهاد))[72].

وعن عبد الله بن حولة قال: قال رسول الله e: ((ستجندون أجناداً جنداً بالشام، وجنداً بالعراق، وجنداً باليمن، فقال الحوالي: يا رسول الله اختر لي؟ قال: عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده، فإن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم[73] فإن الله  عز وجل قد توكل لي بالشام وأهله))[74].

فقوله e ((عليك بالشام)) أي الزم الإقامة في أرض الشام، لكونها موسومة بالبركة، ولأن الله قد تكفل لأهل الشام بالأجر والمثوبة على صبرهم ورباطهم في سبيل الله.

ضرورة وجود نية الرباط عند المقيم في أرض الشام

ولا يعتبر كل مقيم في أرض الشام عامة وفلسطين خاصة مرابطاً في سبيل الله، إلا إذا كان محتسباً وناوياً للرباط أو الجهاد في سبيل الله تعالى، إذا كان من أهل النية والاختيار، لقوله e: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه))[75] . وقال ابن قدامة: ((إن الرباط يقل ويكثر فكل مدة أقامها بينة الرباط فهو قل أو كثر، ولهذا قال النبي e: ((رباط يوم)) و((رباط ليلة)) وقال أحمد: ((يوم رباط وليلة رباط وساعة رباط))[76].

فضل الرباط في سبيل الله تعالى:

بيَّن النبي e في عدة أحاديث صحيحة فضل الرباط في سبيل الله تعالى، فالذي يقيم في ثغر من ثغور الإسلام بنية حفظ ذلك الثغر ودفع العدو، له ثواب عظيم يفوق ثواب الصائم القائم، وإذا توفي أجير من فتنة القبر، ويرزق كما يرزق الشهداء الذين تكون أرواحهم في حواصل الطير تأكل من ثمر الجنة. ومن الأحاديث التي وردت في فضل الرباط:

1- عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله e قال: ((رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله تعالى أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها))[77].

2- وعن سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله e يقول: ((رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه أجرِيَ عليه عمله الذي كان يعمل، وأجرِيَ عليه رزقه، وأمن الفتان))[78].

3- وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله e قال: ((كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن فتنة القبر))[79].

فقوله e ((أجرى عليه عمله)) أو ((نمى له عمله)) يدل على أن العمل الذي مات عليه وهو الرباط في سبيل الله يقع أجره على الله، ولا ينقطع ثوابه إلى يوم القيامة وهذا لا يتعارض مع قوله e ((إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث))، لأنه لا مفهوم للعدد في الثلاث، أو لأن هذا العمل يرجع إلى إحدى الثلاث هنا وهو صدقة جارية [80].

ثانياً: أهل الشام هم الطائفة المنصورة التي ينتقم الله بها من أعدائه.

روى البخاري عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال –وهو يخطب: سمعت رسول الله e يقول: ((لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك))[81].

وفي رواية قال: قال رسول الله e: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ، ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على ما ناوأهم أي ناهضهم وعاداهم –إلى يوم القيامة))[82]

اختلف العلماء في بيان المراد بالطائفة أو الأمة المنصورة فقال البخاري: هم أهل العلم، وقيل: هم أهل الحديث. وقال البيضاوي: هم المجتهدون في الأحكام الشرعية والعقائد الدينية أو المرابطون: في الثغور والمجاهدون لإعلاء الدين [83]. وقال ابن يخامر: سمعت معاذاً يقول: هم أهل الشام أو بالشام[84].

ويؤيد ما ذهب إليه معاذاً بن جبل رضي الله عنه عدة أحاديث منها:

1- ما روى الترمذي عن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: ((إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي منسورين لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك)). وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت يا رسول الله أين تأمرني؟ قال: ها هنا ونحا بيده نحو الشام[85].

2- وما روى الإمام أحمد عن أبي أمامة مرفوعاً إلى رسول الله e قال: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك. قيل يا رسول الله أين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس))[86].

3- ما روى أبو يعلي عن أبي هريرة عن النبي e قال: ((لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب جمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة[87].

4- وروى الطبراني عن خريم بن فاتك الأسدي صاحب رسول الله e أنه سمع رسول الله e يقول: ((أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده، وحرام على منافيقهم أن يظهروا على مؤمنيهم ولا يموتوا إلا هماً وغماً))[88].

5- وروى الإمام مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله e: (( لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة))[89].

قال الأمام أحمد: هم أهل الشام[90]. وقال ابن تيمية مؤيداً الإمام أحمد: وهو كما قال لوجهين:

أحدهما: أن في سائر الحديث بيان أنهم أهل الشام.

والثاني: أن لغة النبي e في أهل الغرب هم أهل الشام ومن يغرب عنهم، كما أن لغتهم في أهل المشرق هم أهل نجد والعراق، فإن المغرب والمشرق من الأمور النسبية، فكل بلد له غرب قد يكون شرقاً لغيره، وله شرق قد يكون غرباً لغيره، فالاعتبار في كلام النبي e لما كان غرباً وشرقاً له حيث تكلم بهذا الحديث وهي: المدينة.

ومن علم حساب الأرض بطولها وعرضها علم أن حران والرقة وسميساط[91] على سمت مك، وإن الفرات وما على جانبها من البيرة[92] بينهما في الطول درجتين اثنتين فما كان غربي الفرات فهو غربي المدينة وما كان ثم شرقها فهو شرق المدينة.

فأخبر أن أهل الغرب لا يزالون ظاهرين، وأما أهل الشرق فقد يظهرون تارة ويغلبون أخرى، وهكذا هو الواقع فإن الجيش الشامي ما زال منصوراً))[93]

وقد ظهر مصداق هذه النصوص على أكمل الوجوه في جهاد أهل الشام للصليبيين والتتار، فأيد الله الملسمين ونصرهم على أعدائهم أعداء الدين عندما نصروا الله ونبذوا ما بينهم من خلافات والتزموا بهدي كتاب الله وسنة نبيه e.

المبحث الثاني

قدسية أرض بيت المقدس وما حوله

لقد نص الله تعالى على قدسية هذه الأرض في كتابه الكريم، فقال على لسان موسى عليه السلام: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ)[94].

المطلب الأول: حقيقة قدسية أرض بيت المقدس وما حوله.

أولاً: معنى القدسية:

القدسية في الآية بمعنى الطهرة، وقيل بمعنى المباركة، والمعنى الأول أصح، لأن أصل التقديس التطهير فالقُدس بمعنى الطهر، ويقال للسطل الذي يتطهر به قَدَس، وقال تعالى:( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) أي نطهر أنفسنا لك. ومن هذا بيت المقدس –كما قال الزجاج والجوهري[95].

وقال الأصفهاني: ((التقديس: التطهير الإلهي المذكور في قوله تعالى: ( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) دون التطهير الذي هو إزالة النجاسة المحسوسة، والبيت المقدس: هو المطهر من النجاسة أي من الشرك، وكذلك الأرض المقدسة))[96].

فالقدسية بمعنى الطهارة من الشرك والظلم والعدوان والعلو في الأرض.

ثانياً: منشأ قدسيّة أرض بيت المقدس وما حوله:

ترجع قدسية أرض فلسطين إلى كونها أرض المسجد الأقصى والصخرة المشرفة، وهما موجودان قبل بعثة سيدنا موسى وعيسى عليهما السلام أي قبل بناء هيكل يهود، وكنيسة المهد الموجودة في بيت لحم وكنيسة النصارى الموجودة في القدس والمعروفة بكنيسة القيامة، والتي كانت تعرف بكنيسة القمامة نسبة إلى المكان الذي كانت اليهود صلبوا فيه المصلوب وجعلوا يلقون على قبره القمامة[97].
1- أرض فلسطين أرض المسجد الأقصى.

أ- تأسيس المسجد الأقصى وأسماؤه.

يعتبر بيت المقدس ثاني مساجد الدنيا وجوداً بعد المسجد الحرام، لما روى البخاري في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام.  قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال أربعون سنة))[98].

فإن قيل: الثابت أن الذي بنى المسجد الأقصى هو سليمان عليه السلام وبينه وبين إبراهيم عليه السلام أكثر من ألف سنة، لما روى النسائي عن عبد الله ابن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله e: ((إن سليمان عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالاً ثلاثا فأعطاه اثنتين وأرجو أن يكون أعطاه الثالثة.

سأله ملكاً لا ينبغي لأحد بعده، فأعطاه إياه، وسأله حكما يواطيء حكمه، فأعطاه إياه. وسأله من أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه أن يخرج من الذنوب كيوم ولدته أمه فقال رسول الله e: وأنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة))[99]. فكيف تكون المدة بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى أربعين سنة؟

قد أجيب عن هذا الإشكال بأن بيت المقدس أسس قبل أن يبنيه سليمان عليه السلام، وما كان بناء سليمان للمسجد الأقصى إلا تجديداً له كما فعل إبراهيم عليه السلام في المسجد الحرام.

قال القرطبي: ((إن الآية –أي قوله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ)[100]، والحديث لا يدلان على أن إبراهيم وسليمان عليهما السلام ابتدآ وضعهما بل كان تجديداً لما أسس غيرهما))[101].

واختلف في أول من أسس بيت المقدس، فروي أن أول من بنى البيت _يعني المسجد الحرام –آدم عليه السلام، فيجوز أن يكون له ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عاماً[102].

ويحتمل أن تكون الملائكة قد بنت بيت المقدس بعد بنائها البيت الحرام بإذن الله، ويؤيد ذلك ماروى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: ((أمر الله تعالى الملائكة ببناء بيت في الأرض، وأن يطوفوا به، وكان هذا قبل خلق آدم، ثم إن آدم بنى منه ما بنى وطاف به، ثم الأنبياء بعده، ثم استتم بناءه إبراهيم عليه السلام))[103].

والاحتمالان واردان والله أعلم.

أسماء بيت المقدس

ويرجع سبب تسمية بيت المقدس إلى أنه المكان الذي يتطهر فيه أولياء الله من الذنوب والمعاصي. أو إلى أنه المكان الخالي من الشرك والأصنام، ولذلك كانت الملائكة تؤمه وتطوف به، وكان الأنبياء عليهم السلام يعبدون الله فيه، ويقربون القرابين فيه.

ذكر ابن الأثير في الكامل: ((أنه أصاب الناس في زمان داود طاعون جارف، فخرج بهم إلى موضع بيت المقدس، وكان يرى الملائكة تعرج منه إلى السماء، فلهذا قصده ليدعو فيه، فلما وقف موضع الصخرة دعا الله تعالى في كشف الطاعون عنهم فاستجاب له ورفع الطاعون، فاتخذوا ذلك الموضع مسجداً، وكان الشروع في بنائه لإحدى عشرة سنة مضت من ملكه، وتوفى قبل أن يستتم بناءه، وأوصى إلى سليمان بإتمامه))[104]

وقد أطلق على بيت المقدس أكثر من عشرين اسماً، وكثرة الأسماء إن دلت على شيء فهي تدل على شرف هذا المكان وقداسته، ومن هذه الأسماء:

المسجد الأقصى: وسمي بذلك لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام، فهي تبلغ حوالي مسيرة شهر، أو لكونه لا مسجد وراءه.

وبيت القدس، ومسجد إيلياء، وسلم، لكثرة سلام الملائكة فيه، وأورشليم: أي دار السلام، وأورشليم، وبيت إيل وصهيون، ومصروت، وبابوش، وصلمون، وكورسيلا والقرية[105].

ب- حقيقة المسجد الأقصى ومعالم الرباط فيه:

   إن لدى الكثير من المسلمين اليوم فهماً خاطئاً بحقيقة المسجد الأقصى المبارك                    وحدوده، ومعالم الرباط فيه، فبعضهم يظن أن الصخرة المشرفة هي المسجد الأقصى. وبعضهم يظن أن المصلى المرواني ليس من المسجد الأقصى، وإنما هو مبنى آخر، لا يمت إلى المسجد الأقصى بصلة. ومنهم من كان يُشكل عليه الأمر عندما يسمع مصطلح: ” الأقصى المبارك ” ومصطلح ” الأقصى القديم “، لذلك لا بدَّ في هذا المقام من بيان حقيقة المسجد الأقصى المبارك وحدوده، ومعالم الرباط فيه؛ وذلك لأن معرفة تلك الأمور تسهم إسهاماً كبيراً في المحافظة على الهوية الإسلامية لتلك الأرض المقدسة. كما تكرس في قلوب المسلمين اليقظة لما يُخطط ضد المسجد الأقصى المبارك، ولذا سوف اتكلم عن حقيقة المسجد الأقصى وحدوده، ومعالم الرباط فيه.

أولاً: حقيقة المسجد الأقصى وحدوده:

   قال تعالى:” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”. (الإسراء:1) فالأقصى هو الأبعد عن المسجد الحرام. قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ” سُمِّيَ الأقصَى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام، وكان أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظَّم بالزيارة.[106]” والمسجد الأقصى المبارك هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في مدينة القدس القديمة المسورة. كما ذكر مجير الدين الحنبلي. قال مصطفى الدباغ: ” يتألف الحرم القدسي الشريف من المسجدين، مسجد الصخرة، والمسجد الأقصى، وما بينهما وما حولهما من منشآت حتى الأسوار[107]“. فالمسجد الأقصى هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة، والتي تسمى اليوم: “البلدة القديمة” وهو يقع فوق هضبة (موريا)، وهي إحدى الهضاب الأربع التي تقوم عليها مدينة القدس، وتبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي (144) دونماً وهي تعادل: (144000 متر مربع)، وتُشكل هذه المساحة نحو سدس (1/6) مساحة القدس المسورة، وهو على شكل مضلع غير منتظم الأطوال، فطول ضلعه الغربي (491م)، وطول ضلعه الشرقي (462م)، وطول ضلعه الشمالي (310م)، وطول ضلعه الجنوبي (281م) [108]. ومن دخل الأقصى فأدى الصلاة في أي مكان منه، سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو فوق مصطبة، أو عند رواق، أو في داخل قبة الصخرة، أو الجامع القبلي، أو المصلى المرواني؛ فصلاته مضاعفة الأجر، يصل أجرها إلى خمسمائة ضعف فيما سواه. كما في الأحكام الخاصة بالمسجد الأقصى، ومن الأحاديث التي تدل على مضاعفة الأجر ما جاء في الحديث الذي رواه أبو ذر قال: تذاكرنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما أفضل: مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو مسجد بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى، وليوشكن أن يكون للرجل مثل سية قوسه من الأرض حيث يرى بيت المقدس خيراً له من الدنيا وما فيها.[109]» فالمسجد الأقصى ليس المبنى الثماني الشكل، ذا القبة الذهبية المسمى بقبة الصخرة فقط، كما أنه ليس المسجد ذا القبة الرصاصية الذي يسمى بالجامع القِبليّ، ويسميه البعض جامع المسجد الأقصى فقط. بل كلاهما جزء من المسجد الأقصى، ومن كامل مساحته المحاطة بالسور، والتي ما تغيّرت منذ عهد آدم عليه السلام – أول من بنى المسجد الأقصى على أرجح الأقوال، دون أن يكون قبله كنيس، ولا هيكل، ولا معبد. ثم تتابعت بعده عمليات الترميم وإعادة البناء. فقد عمره سيدنا إبراهيم عليه السلام حوالي العام (2000) قبل الميلاد، وعمره أبناؤه إسحاق ويعقوب عليهم السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه، حوالي العام (1000) قبل الميلاد.

   وللمسجد الأقصى سور عظيم يحيط بالأماكن الإسلامية المقدسة، وفي هذا السور عشرة أبواب مفتوحة هي: باب الأسباط، وباب حطة، وباب شرف الأنبياء (فيصل)، وباب الغوانمة: (الخليل)، وباب الناظر، وباب الحديد، وباب القطانين، وباب المتوضأ (المطهرة)، وباب السلسلة، وباب المغاربة، كما أن له خمسة أبواب مغلقة ثلاثة في الجهة الجنوبية وهي: باب المنفرد، وباب الثلاثي، وباب المزدوج. واثنان  في الجهة الشرقية هما: الباب الذهبي: (باب الرحمة) وباب الجنائز[110]. وهذه صورة للأبواب المفتوحة  وبعض النماذج للأبواب.

           

  (باب القطانين)      (باب السلسلة)             (باب المغاربة)           (باب الأسباط)

   وضمن هذا السور: “حائط البراق” الذي يحيط بالمسجد الأقصى من الناحية الغربية، ويشكل هذا الحائط الجزء الجنوبي من السور الغربي للحرم القدسي الشريف، بطول حوالي (47) متراً، وارتفاع حوالي (17) متراً، سمي بهذا الاسم، لأنه المكان الذي ربط عنده الرسول صلى الله عليه وسلم دابة البراق ليلة الإسراء والمعراج. ويسميه اليهود – زوراً وبهتاناً -“حائط المبكى”؛ لاعتقادهم أنه من بقايا هيكلهم القديم الذي عمَّره “هيرودوس” سنة (18 ق.م)، ودكَّه “تيطس” سنة (70م). ولذلك، أخذوا يقدسونه وراحوا يزورن ما يدل عليه. وهو يعتبر جزءاً من السور الغربي، وهو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك[111]. وهذه صور لحائط البراق.

  وضمن هذا السور يوجد أيضاً: “رباط الكرد” وهو ملاصق لباب الحديد من جهته الشمالية، بجوار سور المسجد الأقصى المبارك. والأصل في الرباط أنه بناء لمن أراد المجاورة للمسجد الأقصى المبارك رباطا في سبيل الله ودفاعاً عن الأرض المقدسة. وهذا الرباط أوقفه المقر السيفي كرد صاحب الديار المصرية، أحد كبار قادة المماليك في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، في عام (693هـ – 1294م)، لإيواء الفقراء والحجاج والزوار الوافدين إلى بيت المقدس[112]. ويتكون هذا الرباط من ثلاثة طوابق الطابق الأول يشغله الرباط، والثاني تابع للمدرسة الجوهرية، أما الطابق الثالث فقد بني مؤخرا في العهد العثماني،. ويتم الوصول إليه عبر مدخل صغير، تقوم على جانبيه مكسلتان حجريتان، ويؤدي إلى ممر ضيق، وغُطي جزء منه، وهو الجزء القريب من المدخل، ثم يتسع الممر قليلاً. ويؤدي هذا الممر إلى عدة أماكن مكشوفة توصل إلى مجموعة من الخلاوي والغرف. واستمر هذا الرباط يقوم بدوره الاجتماعي والفكري عدة قرون، فقد عُدّ مدرسة من مدارس بيت المقدس القديمة. تهدمت بعض أجزائه، ويسكنه جماعة من آل الشهابي.    

   وقد صادر الاحتلال الصهيوني الطابق الأول من هذا الرباط، وحولوه إلى مكان للصلاة، وأقاموا في عام (1997م) نقطة مراقبة بجواره، وأطلقوا عليه اسم: «هاكوتل هاكاتان» أي:«حائط المبكى الصغير»، بزعم أن جداره يحتوي على حجارة كبيرة تعود لعصر معبدهم المزعوم. ويضيق المستوطنون والجنود الصهاينة الذين يتوافدون على هذا المكان على الداخلين للأقصى من باب الحديد، وأما الطوابق العليا من رباط الكرد فمتصدعة، ومهددة بالسقوط بسبب الحفريات والأنفاق التي يقوم بها الاحتلال على طول السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك[113]، والتي كانت قد سببت انهياراً جزئيا للرباط عام (1972م)، وأدانتها منظمة اليونسكو، وقررت منذ ذلك العام اعتبار البلدة القديمة من القدس ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.


   (حائط رباط الكرد) جزء من السور الغربي للمسجد الأقصى)

   بهذا يتبين إن كل بناء وكل ساحة في حدود هذه الأسوار هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، ومن ذلك الأشجار المزروعة في الساحات الترابية من زيتون وأشجار حرجية وأسبلة وقباب ومصاطب وبوائك وبقية المباني.

   إن المعرفة الحقيقة لحدود المسجد الأقصى المبارك سوف تسهم إسهاماً كبيراً في المحافظة على الهوية الإسلامية لتلك الأرض المباركة والمقدسة. كما أنها ستؤدي إلى أن يدرك المسلمون حقيقة الانتهاكات المتواصلة، والاعتداءات الصارخة الذي يعاني منها الأقصى الأسير. كما أنها ستكرس في قلوب المسلمين اليقظة لما يُخطط ضد هذا المسجد، فلا يقبلون بأي اعتداء يحصل للأقصى المبارك من قبل الصهاينة. ومن الاعتداءات الصارخة والحاقدة على الأقصى المبارك تحويل “حائط البراق” إلى ما يسميه الصهاينة اليوم – زوراً وتضليلا- “حائط المبكى” وكذلك إعلان وزارة الأديان الصهيونية قبل سنوات عن نيتها تحويل “رباط الكرد” الذي هو جزء من الأقصى إلى ما سموه مشروع ” المبكى الصغير”. وكذلك إغلاق جيش الاحتلال الصهيوني باب المغاربة الذي هو جزء من الأقصى، ومنع المسلمين من دخوله، أو الخروج منه، وكذلك قيام حكومة الكيان الصهيوني بالإغلاق المتتابع للأبواب الموصلة إلى بعض ساحات المسجد الأقصى التي تستخدم للحفر والبناء تحت المسجد الأقصى، وكذلك تحويل حكومة الكيان الصهيوني “المدرسة التنكزية” التي هي جزء من الأقصى المبارك إلى ثكنة عسكرية لجيش الاحتلال. ومما يخطط للمسجد الأقصى إقامة الهيكل المزعوم على انقاض المسجد الأقصى؛ كما صرح بذلك زعماء اليهود ومنهم: “يسرائيل هوكنز” ولكن الشيخ رائد صلاح شيخ الأقصى واجهه وزجره ورد عليه بقوله: ” أنتم تسعون لإثارة حرب عالمية ثالثة؛ لأن هذه الساحات جزء من الأقصى المبارك، ومجرد تفكيركم في إقامة هيكل عليها هو اعتداء صارخ على الأقصى المبارك.”

ثانياً: المصلى المرواني ومعالم الرباط في المسجد الأقصى:

   يضم المسجد الأقصى فضلا عن الساحات المكشوفة والمزروعة، أكثر من مائتي (200) معلم وقفي إسلامي تاريخي بين مساجد ومصليات، وقباب، وأسبلة، ومدارس، وبوائك، ومصاطب، وآبار، وغيرها. وفيما يلي بيان لبعض هذه المعالم:

1-المساجد والمصليات:

   المسجد في اللغة: من سجد بمعنى خضع وذلَّ[114]، وهو في الاصطلاح: الموضع الذي يسجد فيه.[115] والمصلى في اللغة: من الصلاة وهي الدعاء[116]، وهو في الاصطلاح: موضع الصلاة[117]. وفيما يلي بيان للمصليات والمساجد التابعة للأقصى:

أ-المصلى المرواني:

    يقعالمصلى المرواني تحت أرضية المسجد الأقصى المبارك، في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى، ويتحد حائطاه الجنوبي والشرقي مع حائطي المسجد الأقصى المبارك، وهما كذلك حائطا سور البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة. ويمكن الوصول إليه من خلال سلم حجري يقع شمال شرق الجامع القِبْلي، أو من خلال بواباته الشمالية الضخمة المتعامدة على السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، والتي تم الكشف عنها مؤخرا. وكان يُطلق عليه قديماً اسم (التسوية الشرقية) نسبة إلى التسوية المعمارية التي بناها الأمويّون في ذلك الموقع؛ إذ بنوها أصلا كتسوية معمارية لهضبة بيت المقدس الأصلية المنحدرة جهة الجنوب الأقرب إلى القبلة، ليتسنّى لهم بناء المسجد الأقصى على أرضية مستوية وأساسات متينة، ترتفع لمستوى القسم الشمالي. ويرجح أن يكون قد بُنى قبل الجامع القِبْلي، لهذا السبب، وأنه استخدم للصلاة ريثما يتم بناء هذا الجامع. وهو يتكوّن من ستة عشر (16) رواقاً قائما على دعامات حجرية قوية لتكون بمثابة أساسات متينة، ويبلغ مسطحه نحو أربعة آلاف (4000) مترٍ مربع، وهو يعد أكبر مسطح مسقوف في المسجد الأقصى المبارك حاليا،. وقد تم تخصيص هذا المبني في زمن عبد الملك بن مروان كمدرسة فقهية، ومن هنا اكتسب اسم المصلّى المرواني[118].

    وتعرض هذا المصلى خلال فترة الاحتلال الصليبي للقدس، إلى اعتداء همجي، حيث حوله المحتلون إلى إسطبل لخيولهم، ومخزنٍ للذخيرة، وأسموه “اسطبلات سليمان”. ولا يزال بالإمكان رؤية الحلقات التي حفروها في أعمدة هذا المصلى العريق لربط خيولهم. ونسب الصليبيون اسم اسطبلات لسليمان اعتقاداً منهم أن الموقع يعود لفترة النبي سليمان عليه السلام. ومن هنا يعتقد كثيرٌ من الناس أن هذا المكان من بناء سيّدنا سليمان عليه السلام، وهذا من التلبيس والدسّ الذي يستعمله اليهود، حتى تُنسَب لهم فيما بعد، لتكون شاهداً على وجودهم على هذه البقعة منذ الأزل.

   وعندما قام صلاح الدين الأيوبي (رضي الله عنه) بتحرير بيت المقدس من الصليبيين في (19/4/538هـ=4/7/1187م)، أعاد تطهير هذا المصلى وأغلقه. وفي عهد الدولة العثمانية جدد السلطان سليمان القانوني سقفه، وهو السقف الحالي له. أما الأعمدة والأقواس الموجودة فيه؛ فهي تعود إلى عهد عبد الملك بن مروان المؤسس الأول له.     

   وبالرغم من تجديد سقفه إلا أنه ظل مغلقا لسنوات طويلة، نظرا لاتساع ساحات الأقصى العلويّة، وقلة عدد الذين يشدّون الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك. إلاّ أن انتشار الصحوة الإسلامية وصعود التيار الإسلامي أسهما في مضاعفة عدد المصلّين وتعميق الوعي الإسلامي بمعاني شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، حيث لم تعدْ المساجد داخل الأقصى تكفي لاستيعاب الكمّ الهائل من المصلّين، مما أوجب ضرورة إعادة افتتاحه للمصلّين.  وفي (نوفمبر/1996م) أعادت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات، ولجنة التراث الإسلامي ببيت المقدس تأهيله، وفتحه أمام المصلين المسلمين، وهو يتسع لنحو خمسة آلاف (5000) مصل. وذلك بهدف حمايته من مخطط كان يهدف إلى تمكين اليهود من الصلاة فيه، ومن ثم الاستيلاء عليه، حيث أقاموا درجا يقود إليه عبر الباب الثلاثي المغلق في الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك. ويعتبر هذا العمل أضخم مشروع عمراني في المسجد الأقصى المبارك منذ مئات السنين. وجاء نجاح المسلمين في فتح بوابتين عملاقتين من بوابات هذا المصلى الشمالية الضخمة في (مايو/2000م)، وبناء درَجٍ كبير داخل الأقصى يقود إلى هذه البوابات، في فترة زمنية وجيزة.

   وقد كان هذا سبباً في إثارة حفيظة سلطات الاحتلال الصهيوني التي كانت تخطط للسيطرة عليه، واتهمت الأوقاف والجهات التي قامت بالترميم بإزالة أتربة تحوي آثاراً تاريخية إسرائيلية. ففي (28/9/2000م) قام الجنرال الحاقد ” أرئيل شارون” زعيم المعارضة الصهيونية آنذاك باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وحاول الوصول إلى المصلّى المرواني عبر باحات المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي أدّى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة في اليوم التالي.

   وتعاني كثير من أعمدة المصلى المرواني وجدرانه، خاصة في رواقه الأخير الملاصق للجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، وكذلك سقفه، من تصدعات خطيرة تهدده بالانهيار نتيجة تراكم ترسبات من الأوساخ والأتربة بسبب تسرب الرطوبة، والحفريات الإسرائيلية تحته؛ مما يتطلب ترميما عاجلا له، لكن المحتلين يحظرون ذلك، في إطار حصارهم المتواصل للمسجد الأقصى المبارك الأسير منذ (1967م). وذلك لتهويد الأرض الفلسطينية عامة والقدس خاصة، وهم ينتظرون انهياره لحظة بلحظة، وقادتهم يصرحون بذلك، فقد جاء على لسان قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية في منطقة القدس العقيد (حيين ليفني): ” إن المصلى المرواني في المسجد الأقصى سينهار، وسيشعل مدينة القدس بكاملها. وأضاف أن قوات دفاع مدني إسرائيلية على أهبة الاستعداد في كل مرة يشارك فيها آلاف المصلين خشية حدوث انهيار في المكان”.

   وبالرغم من أن المسؤولين في كل من الجيش والحكومة الإسرائيلية قد رفضوا التعقيب لقناة الجزيرة على تصريحات ” حيين ليفني”. إلا أن المخلصين من الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية حذروا من إطلاق هذه التصريحات والإشاعات، فقد تصدى لها الشيخ رائد صلاح وهاجم الحكومة الصهيونية وقال: ” إن الشعب الفلسطيني سوف يثور عليكم، وإذا ثار سيكون أقوى من نيران الكرمل، إن المقدسات الإسلامية في خطر صهيوني؛ يجب على المسلمين أن يذبوا عن مقدساتهم، إن العدو الصهيوني جبان يحشى التهديد لو أنا هددناهم لحسبوا لنا ألف حساب. وحسبي الله ونعم الوكيل”. وقال رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث الشيخ ناجح بكيرات: ” إن وراء نشر هذا الخبر هدفان، الأول: هو أن “إسرائيل” تريد الاستمرار في الحفريات التي ستؤدي إلى انهيار المصلى المرواني، والمصلى القبلي، وإلى انهيارات كبيرة في المباني الموجودة قرب المسجد الأقصى. والهدف الثاني: يتمثل في تشريد وتخويف المسلمين من التواجد في المصلى المرواني”. واقترح عضو الكنيست عن التجمع الوطني الديمقراطي جمال زحالقة: “دعوة لجنة تحقيق هندسية مهنية دولية لفحص الأقصى، لأنه فعلا في خطر”، وأضاف: ” أنه صمد (1500) عام، لكن هناك خطراً عليه الآن بسبب الهزات الأرضية”.

                                   

                                              (المصلى المرواني)

ب-الجامع القِبلي:

    الجامع القبلي: (بكسر القاف وتسكين الباء): هو الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى المواجه للقبلة، ولذلك سمي بالجامع القبلي، وهو المبنى ذو القبة الرصاصية. ويطلق عليه الناس تجاوزاً اسم: “المسجد الأقصى المبارك”، وما هو إلا الجزء الجنوبي المواجه للقبلة منه. ويعتبر هذا الجامع هو المصلى الرئيس للرجال في المسجد الأقصى، وفيه موضع الإمام. بني هذا المسجد في المكان الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند الفتح الإسلامي للقدس عام (15هـ/ 636م). وقد بدأ بناءه الخليفة عبد الملك بن مروان، وأتمه ابنه الوليد بن عبد الملك، بين عامي:(86-96هـ=705-715م). ويبلغ طوله من الداخل: (80) متراً، وعرضه: (55) متراً ، وله قبة مغطاة بألواح الرصاص، وهو يتسع لـخمسة آلاف وخمسمائة (5500) مصل[119].

   وعندما احتَّل الصليبيون القدس، غيروا معالم هذا الجامع، فاتخذوا جانبا منه كنيسة، وجانبا آخر سُكنى لفرسانهم، ومستودعاً لذخائرهم. ولما حرَّر صلاح الدين الأيوبي القدس في (19/4/538هـ=4/7/1187م)، أمر بإعادة المسجد إلى ما كان عليه، ووضع فيه المنبر الرائع الذي كان نور الدين محمود بن زنكي قد أمر بصنعه أثناء الاحتلال الصليبي. وبقى هذا المنبر إلى أن أحرقه اليهود في (21/8/1969م)، عندما حرقوا الجامع القبلي، ضمن سلسلة اعتداءاتهم التي استمرت لهذه الأيام، وشملت الحفريات تحت الجامع، وحوله بزعم البحث عن الهيكل المزعوم، وبناء أنفاق تحته.

                                                               

جـ-المسجد الأقصى القديم:

   يقع المسجد الأقصى القديم تحت الرواق الأوسط للجامع القبلي، وقد بناه الأمويون ليكون مدخلاً ملكياً إلى المسجد الأقصى من القصور الأموية التي تقع خارج حدود المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية. ويتم الدخول إليه نزولا عبر درج حجري. وهو يتألف من رواقين كبيرين اتجاههما من الجنوب للشمال، تحدهما أعمدة حجرية ضخمة تحمل سقفه الذي يقوم جزء من الجامع القِبْلي عليه. وهو يمثل جزءاً من التسوية الجنوبية التي أقيمت فوق الأرضية الأصلية المنحدرة للمسجد الأقصى المبارك، حتى يتسنى البناء على سطح مستوٍ.[120] وقد بقى المكان مهجوراً ومليئاً بالأتربة والأحجار لعدة سنوات إلى أن أعيد افتتاحه للصلاة عام (1998م) على يد مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات عندما تزايد أعداد المصلين. وتبلغ مساحته نحو دونم ونصف الدونم، (1500متر مربع) ولكن الجزء المخصص للصلاة فيه صغير، ولا يتسع إلا لنحو خمسمائة (500) مصل. وفي (10/8/1999م) قامت سلطات الاحتلال بإغلاق فتحة التهوية ومعالجة الرطوبة في جداره.

                                                                                     (درج المسجد)                                            (المسجد الأقصى القديم) 

د-مسجد البراق:.

   يقع مسجد البراق بمحاذاةحائط البراق في شرقه، أي داخل سور المسجد الأقصى المبارك، وتحت جزء من الساحة الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى، وينزل إليه بدرجات من الرواق الغربي، وهو مفتوح لصلوات الجمع والأعياد، وكان له باب من خارج السور في منطقة ساحة البراق. ويدعى اليهود أنه جزء من هيكل سليمان. ويعرف باسم: “حائط المبكبدرجات” والحقيقة أنه بناء أموي بناه الأمويون؛ لأنّ العناصـر الموجـودة في بابه هي نفـس العناصر الموجودة في كل من باب الرّحمة، والباب المزدوج، وقد أعيد بناؤه بشكله الحالي في الفترة المملوكيّة عام (707 ـ737هـ = 1307ـ 1336م)، وهو متصل بكل من مصلى الأقصى القديم، والمصلّى المرواني، وباب الرّحمة[121].

    وهو يعاني من تشققات في بعض حجارته نتيجة الرطوبة الشديدة وتساقط المياه، وهو وضع يهدد بالتفاقم. كما تتواجد قوة من الشرطة الإسرائيلية باستمرار عند باب مصلى البراق القائم داخل المسجد الأقصى، مما يعيق وصول المصلين إليه.  وهذه بعض الصور له:

                                         (مسجد البراق)

هـ-مسجد المغاربة: (المتحف الإسلامي)

    مسجد المغاربة: بناء قديم جداً يقع في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك، إلى الجنوب من باب المغاربة، وله بابان: أحدهما: مغلق في جهته الشمالية، والآخر: مفتوح في جهته الشرقية المواجهة للجدار الغربي للجامع القبلي. قيل إن صلاح الدين الأيوبي (رضي الله عنه) بناه سنة (590هـ- 1193م)، لصلاة المالكية. ويستعمل اليوم كقاعة عرض لأغراض المتحف الإسلامي ومقتنياته التي نقلت إليه من الرباط المنصوري، في سنة (1348هـ=1929م). ويحوي المتحف آثارا كثيرة من العهود المختلفة للحكم الإسلامي لبيت المقدس، وبداخله ما تبقى من آثار منبر نور الدين زنكي بعد احتراقه على يد اليهود سنة (1969م). وفي عام  (2004م)، قام بعض الصهاينة الذين اعتادوا اقتحام الأقصى من باب المغاربة، والذي صادره المحتلون منذ بدء الاحتلال، ويمنعون المسلمين من استخدامه؛ قاموا بتكسير أعمدة رخامية أثرية قريبة من المتحف الإسلامي، ويعود تاريخها إلى العصور الإسلامية الأولى، كما حدث انهيار في جداره الغربي في عام (2003م)، بسبب الحفريات اليهودية في ساحة البراق القريبة[122].

و- مسجد قبة الصخرة: (مسجد النساء)

   مسجد قبة الصخرة يقع في داخل المسجد الأقصى في شمال المسجد. وقد أمر ببنائه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان خلال الفترة (688م692م) فوق صخرة المعراج. ولا يزال حتى يومنا هذا رمزاً معماريا للمدينة، وقد اتخذ هذا المسجد لصلاة النساء[123].

           

      (مسجد قبة الصخرة)                          (المسجد من الداخل)

2-ماَذن المسجد الأقصى:

توجد في المسجد الأقصى أربع مآذن وهي: مئذنة باب المغاربة، ومئذنة باب السلسلة، ومئذنة باب الأسباط، ومئذنة باب الغوانمة[124].

                                                                                                                                                                 

                                                                        (مئذنة المسجد الأقصى)

3-قباب المسجد الأقصى:

   القبة هي: كل بناء مرفوع مدور وسقفه مستدير على هيئة الخيمة[125]. وتوجد في المسجد الأقصى أربع عشرة قبة وهي: قبة الصخرة، وقبة النحوية، وقبة الأرواح، وقبة السلسلة، وقبة سليمان، وقبة الخضر، وقبة المعراج، وقبة الميزان، وقبة يوسف اَغا، وقبة موسى، وقبة النبي، وقبة يوسف، وقبة عشاق النبي، وقبة الشيخ الخليلي. وفيما يلي بيان لأبرز هذه القب، وهي قبة الصخرة:

    قبة الصخرة هي: القبة الذهبية التي تعلو المبنى المثمن الأضلاع، وتقع في موضع القلب من المسجد الأقصى المبارك تقريبا، فهي تقع في وسطه إلى اليسار قليلاً، حيث تقوم على فناء (صحن) يرتفع عن مستوى ساحة الحرم حوالي (4متر)، ويتوصل إليها من خلال البوائك (القناطر) التي تحيط بها من جهاتها الأربع. وهي المعلم المميز لمدينة القدس حتى اليوم، وهي أحد أهم المعالم المعمارية في العالم، أمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وتم تشييدها بين عامي (66هـ/685م-72 هـ/691 م)؛ لإظهار عظمة الخلافة الإسلامية. وعند الباب قنطرة مقصورة بالرخام على عمودين. ومساحة هذه القبة الصخرة حوالي ثلاثة دونمات (3000 متر مربع)

                                                                   

     (منظر عام لقبة الصخرة)                                 (قبة الصخرة وأمامها قبة السلسلة)                                            

   وتمثل قبة الصخرة أقدم نموذج في العمارة الإسلامية. فهي تنطوي على روعة فنية وجمالية، وتطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مرِّ فتراتها المتتابعة، حيث جلبت انتباه واهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا لما امتازت به من تناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية حتى اعتبرت آية من في الهندسة المعمارية.[126]

                        

                               (الزخرفة الإسلامية وروعتها)         

 وهذه القبة مقامة على صخرة صغيرة، وهي التي عرج منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى في ليلة الإسراء والمعراج. والصخرة هذه ليست معلقة – كما يعتقد عامة الناس- ولا يصح فيها كثير من المرويات، كما يحذر من تعظيمها، حيث لم يرد بذلك شرع، فلا يجوز تقبيلها أو التمسح أو التبرك بها. ويوجد أسفل هذه الصخرة مغارة صغيرة، ويُنزل إليها من الناحية الجنوبية بأحد عشر درجة، وشكلها قريب من المربع، وطول كل ضلع حوالي أربعة أمتار ونصف، ولها سقف ارتفاعه ثلاثة أمتار، وفي السقف ثغرة اتساعها متر واحد[127].

                                                                     

                                                                      (الصخرة المشرفة)  

   وفي أثناء الاحتلال الصليبي للقدس، جرى تحويل هذا المكان إلى كنيسة، كما أنشئ مذبح فوق الصخرة، ورفع الصليب فوق القبة إلى أن تحررت القدس على يد صلاح الدين الأيوبي عام (583 هـ).

 4- الأروقة في المسجد الأقصى:

   الرواق هو: ممر مسقوف، يتكون من عدة عقدات[128]، يُبنى بقصد تسهيل المرور بين المعالم الموجودة في المسجد الأقصى المبارك. ومن الأروقة في المسجد الأقصى: الرواق الممتد من باب حطة إلى باب شرف الأنبياء: (باب فيصل)، والرواق المحاذي لباب شرف الأنبياء، والرواق الممتد من باب الغوانمة إلى باب الناظر، والرواق الممتد من باب الناظر إلى باب القطانين، والرواق الممتد من باب السلسلة إلى باب المغاربة، والرواق الممتد من باب القطانين إلى باب المغاربة، والأروقة التي تمتد من باب الغوانمة إلى باب المغاربة .    

    ومن الأروقة التي تأثرت بعبث الاحتلال الصهيوني الرواق الغربي؛ حيث قام  حاخام المبكى بدعم من وزارة الأديان الإسرائيلية بالحفر لعدة أشهر وبسرية تامة بقصد فتح السرداب الموجود أسفل المسجد الأقصى، والذي يبدأ من حائط البراق، وقد أدت هذه الحفريات إلى إحداث تشققات في هذا الرواق. ولكن دائرة الأوقاف الإسلامية سارعت إلى إغلاق هذا السرداب بالخرسانة المسلحة. وهذا نموذج للرواق.

                                                      

                                               (الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك)

5- البوائك في المسجد الأقصى:

   البوائك جمع بائكة وهي: عبارة عن واجهة بناء مكونة من مجموعة عقود مرتكزة على مجموعة أعمدة تنتهي هذه الواجهة بشكل حجري معين، وعادة ما تبنى عند انتهاء الدرج وفي أعلاه.وتسمى قنطرة وجمعها قناطر، وميزان وجمعها موازين. ومن وظائفها: أنها تؤدي منظراً جمالياً رائعاً، وتعطي جواباً معمارياً لجميع الأدراج الحجرية التي يصعد بها إلى صحن قبة الصخرة، حيث لم يتركْ الفنان المسلم هذا الدرج بلا نهاية، كما أنّها في كثير من الأحيان حملت توزيعاً هندسياً من خلال الأعمدة والعقود، وأدّتْ دوراً وظيفياً في حصر الصعود والنزول إلى صحن قبة الصخرة. وقال بعض المؤرخين: إنّ هذه البوائك بعقودها وفتحاتها كانت ترمز إلى شيء معيّن، فإن كانت البائكة ثلاثيّة الفتحات فهي ترمز إلى المساجد الثلاثة، وإنْ كانت رباعيّة فهي ترمز إلى الفصول الأربعة، وإنْ كانت خماسية فهي ترمز للصلوات الخمس. ومعظم هذه البوائك قد حملت تواريخ ونقوش مهمة للباني وزخرفة إسلامية رائعة، وبعضها ثبُتت فيه مزولة ساعة ظل. ووصل عددها في المسجد الأقصى إلى ثماني بوائك، وهي: البائكة الشمالية، والبائكة الغربية، والبائكة الجنوبية، والبائكة الشرقية، والبائكة الشمالية الغربية، والبائكة الجنوبية الغربية، والبائكة الجنوبية الشرقية، والبائكة الشمالية الشرقية[129]. وهذه نماذج من هذه البوائك[130].                      

                        

6- المدارس في المسجد الأقصى:

   المدرسة العثمانية، والمدرسة التنكزية، ومدارس ورياض الأقصى، وثانوية الأقصى الشرعية، والمدرسة الأشرفية، والمدرسة الملكية، والمدرسة الاسعردية، والمدرسة المنجكية، والمدرسة الباسطية، والمدرسة الأمينية، والمدرسة الفارسية، والمدرسة الغادرية. وفيما يلي تعريف بالمدرسة التنكزية:

   المدرسة التنكزية هي: من المدارس الشهيرة في القدس، وتقع عند باب السلسلة، أنشأها الأمير تنكز سنة(729هـ=1328م) وهي مدرسة عظيمة ليس في المدارس اتقن من بنائها. وقد تحولت في العصر الحاضر إلى محكمة شرعية.[131]

                                          (المدرسة التنكزية)

7-الأسبلة في المسجد الأقصى:

   الأسبلة في اللعة: جمع سبيل، وهو الطريق[132]، وهو يطلق على عين الماء، وما لحقها من صهريج، وقد زودت بصنابير للمياه وثلاجات لدى تجديدها في العصر الحديث.[133] وحرص المسلمون حرصاً شديداً على توفير المياه للشرب والطهارة في المسجد الأقصى؛ فحُفرت فيه الآبار، وتم إنشاء الصهاريج، والأسبلة داخل الأقصى في الساحات المكشوفة، لتخزين مياه الأمطار. و ويعود إنشاء هذه الأسبلة إلى العصرين الأيوبي والمملوكي، كما أن كثيرا منها استحدث، أو جدد في العصر العثماني بأمر السلطان سليمان القانوني الذي تميز عهده ببناء الأسبلة. وبلغت هذه (14) سبيلاً منها: سبيل قايتباي، وسبيل شعلان، وسبيل باب الجبس، وسبيل البديري، وسبيل باب المغاربة، وسبيل باب حطة ،وبركة النارنج، وصهريج الملك عيسى، وسبيل منبر برهان الدين ،وسبيل الزيتونة، وسبيل الكأس، وسبيل سليمان، وسبيل الرحمة ، وسبيل قاسم باشا.[134] وفيما يلي بيان لأحد هذه الأسبلة وهو سبيل شعلان:

  سبيل شعلان: يقع هذا السبيل شمالي درج البائكة الشمالية الغربية التي تقود إلى صحن قبة الصخرة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك. قام ببنائه السلطان الأيوبي الملك المعظم عيسى عام (613هـ-1216م)، وجُدد في العهد المملوكي على يد الملك الأشرف بربساي في سنة: (833هـ-1429م)، وجُدد مرة أخرى سنة:(1037هـ-1627م)، على يد بيرام باشا، المحافظ في مصر، في عهد محافظ القدس محمد باشا، في العصر العثماني. وكان السبيل عامرا حتى آخر عهد الاحتلال البريطاني، أما اليوم، فانه معطل.[135]                                                                

                                                                    (سبيل شعلان)   8- مصاطب المسجد الأقصى:    المصاطب في اللغة: جمع مصطبة، وهي بناء غير مرتفع يجلس عليه[136]. وهي عبارة عن مساحة مسطحة،  ترتفع ببناء لمسافة اقل من متر عن سطح الأرض، وتبنى عادة من الحجر، ويتم الوصول إليها من خلال عدة درجات. وغالبا ما يكون لها محراب على شكل حنية (كوع) أو تجويف في جدار صغير يحدد اتجاه القبلة[137]. وتوجد في ساحات الأقصى المبارك، وبخاصة الساحات الغربية (26) مصطبة بينها مصطبتان حديثتا البناء. وتستخدم هذه المصاطب للجلوس والصلاة والتدريس، خاصة في فصل الصيف، وفي بعض الأحيان، تخدم بعض المباني الموجودة حولها، كأن تكون حول سبيل أو قبّة أو زاوية من زوايا صحن الصخرة.    وقد تكفل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمصاريف أربع مصاطب علمية في المسجد الأقصى المبارك؛ استجابة للمشروع الذي أطلقه الشيخ رائد صلاح، والذي يهدف إلى إحياء مصاطب العلم التي اشتاقت إلى مدرس ومعلّم يقف عليها، ويعلم الناس ويرشدهم ويفقهم في الدين، كما يهدف إلى إعادة المكانة العلمية للمسجد الأقصى: كمدرسة وجامعة لتخريج العلماء؛ تكفل الاتحاد برواتب المدرسين على هذه المصاطب، بالإضافة إلى مكافآت مالية للطلبة الذين يداومون على حضور الدروس و يرابطون في المسجد الأقصى، ويتناوبون عليها في الأربع وعشرين ساعة، كل فرقة تناوب ثماني ساعات، بحيث لا يخلو المسجد من الطلبة. وهذه نماذج لبعض المصاطب.
مصطبة صابرا وشاتيلا مصطبة الظاهر مصطبة الطين مصطبة البائكة الغربية مصطبة الزاوية الفخرية

2- أرض فلسطين أرض الصخرة المشرفة:

تعتبر الصخرة المشرفة في بيت المقدس: كالحجر الأسود في البيت الحرام فهي مقدسة ومشرفة، ومصدر قدسيتها أن الملائكة يصعدون منها إلى السماء، وهي المكان الذي صعد منه النبي e في ليلة الإسراء والمعراج إلى السماوات العلى، وهي المكان الذي ينادي منه الناس يوم القيامة، لقربها من السماء، ويؤيد ذلك ما جاء في تفسير قوله تعالى: ( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ )[138]، حيث قال المفسرون: المنادي إلى الحساب إن الله يأمركم أن يجتمعوا لفصل القضاء، وهذه هي النفخة الأخيرة[139].

قال قتادة: قال كعب الأحبار: يأمر الله تعالى ملكاً أن ينادي على صخرة بيت المقدس: أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء[140].

وروى عن ابن عباس ومكحول وكعب وأنس بن مالك: أن صخرة بيت المقدس من صخور الجنة[141].

وقد مر معنا تفصيل ذلك فيما سبق.

المطلب الثاني: أثر قدسيّة أرض بيت المقدس وما حوله.

لقد ترتب على كون أرض بيت المقدس طاهرة أنها لا تقبل شركاً ولا عدواناً ولا ظلماً ولا علواً في الأرض، ولا يدخلها الدجال في آخر الزمان.

أولاً: أرض بيت المقدس لا تقبل شركاً ولا ظلماً ولا عدوانا.

كان من أثر قدسية هذه الأرض خلو بيتها المشرف من الأصنام والأوثان في غالبية العصور والدهور، وهي لا تتحمل الظلم والعدوان، ولم تمكن للأمم العاتية من العيش فيها ولا الاستقرار عليها، ويقصر عمر الدولة الظالمة فيها، وتنفى خبثها كما ينفى الكير خبث الحديد، ومن الأدلة على ذلك:

1- قوله تعالى على لسان موسى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ)[142]

لقد رفضت تلك الأرض المقدسة دخول بني إسرائيل إليها، لما كان عليه معظم جنود موسى عليه السلام من شرك في العقيدة، فساد في الفطرة وخبث في الطوية.

فقد توجهوا لفتح بيت المقدس بعد أن صنعوا عجلا من حلي نسائهم ليعبدوه. قال تعالى في بيان فساد عقيدتهم: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ)[143]، كما توجهوا لفتح تلك المدينة بعد أن فسدت طبائعهم نتيجة ظلم الفراعنة لهم حتى غدت فطرهم مطبوعة بطابع المهانة والذل والعبودية للبشر، ويدل على فساد طبيعتهم قولهم لنبي الله موسى عليه السلام: ((إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى تخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون)).

وكانت نتيجة هذا الانحراف في العقيدة والفساد في الفطرة أن ارتدوا على أدبارهم فانقلبوا خاسرين أذلاء في الدنيا، كما باءوا بغضب الله تعالى في الآخرة.

(ِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ)[144]

جاء في تفسير المنار: ((المعروف أن الشعوب التي تنشأ في مهد الاستبداد وتساس بالظلم والاضطهاد تفسد أخلاقها، وتذل نفوسها، ويذهب بأسها وتضرب عليها الذلة والمسكنة، وتألف الخضوع وتأنس المهانة، وإذا طال عليها أمد الظلم تصير هذه الأخلاق موروثة ومكتسبة حتى تكون كالغرائز الفطرية والطبائع الخلقية، إذا أخرجت صاحبها من بيئتها ورفعت عن رقبته نيرها ألفيته ينزع بطبعه إليها ويتفلت منك، ليقتحم فيها وهذا شأن البشر في كل ما يألفونه ويجرون عليه من خير وشر وإيمان وكفر، وقد ضرب النبيe مثلاًَ لهدايته وضلال الراسخين في الكفر من أمة الدعوة فقال: ((مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في الناريقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه، فيقتحمن فيها. فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقحمون فيها)) رواه الشيخان[145] قوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)[146]

فقد أخبر الله تعالى عن بني إسرائيل أنهم لما طغوا وبغوا سلط الله عليهم عدوهم فاستباح بيضتهم، وسلك خلال بيوتهم وأذلهم وقهرهم جزاء وفاقاً، وما ربك بظلام للعبيد، فإنهم كانوا قد تمردوا وقتلوا خلقاً من الأنبياء والعلماء.

قال ابن الأثير: ((إنما السبب الكلي الذي أحدث هذه الأسباب الموجبة للانتقام من بني إسرائيل أنه إذا ملك عليهم ملكاً أرسل معه نبياً، يرشده ويهديه إلى أحكام التوراة، فلما كان قبل مسير بختنصر إليهم كثرت فيهم الأحداث والمعاصي وكان الملك فيهم ((يقونيا بن يوياقيم)) فبعث الله إليه ((أرميا)) فأقام فيهم يدعوهم إلى الله وينهاهم عن المعاصي، ويذكر لهم نعمة الله عليهم بإهلاك ((سنحاريب)) فلم يرعووا فأمره الله أن يحذرهم عقوبته، وإنهم إن لم يرجعوا للطاعة سلط عليهم من يقتلهم ويسبي ذراريهم ويخرب مدينتهم ويستعبدهم ويأتيهم بجنود ينزع من قلوبهم الرأفة والرحمة، فلم يرجعوا فأرسل الله إليه لأقيضن لهم فتنة تذر الحليم فيهم حيران، ويضل فيها رأي ذي الرأي وحكمة الحكيم، ولأسلطن عليهم جباراً قاسياً عاتياً ألبسه الهيبة وأنزع من صدره الرحمة يتبعه عدد مثل سواد الليل، وعساكر مثل قطع السحاب، يهلك بني إسرائيل، وينتقم منهم، ويخرب بيت المقدس))[147].

هذه هي الوقعة الأولى، وأما الوقعة الثانية التي حدثت لبني إسرائيل فقد كانت بعد مقتل ((بختنصر)) وعودة بني إسرائيل إلى مدينة بيت المقدس، وبمجرد أن كثر عددهم واستقر لهم الوضع عادوا إلى المعاصي والعلوا في الأرض، فقتلوا يحيى وزكريا عليهما السلام فسلط الله عليهم ملكاً من ملوك بابل يقال له “خردوس” فاستباح بيضتهم وأعمل فيهم القتل، وسبى ذراريهم ونساءهم وخرب بلادهم[148].

ولم يقف الأمر عند هاتين الوقعتين، بل تعرض اليهود لعدة غزوات من الفرس والروم، وفي كل مرة يتشتت شملهم وتتمزق وحدتهم وتزول دولتهم، وذلك بسبب عودتهم إلى الفساد والعلو في الأرض ((وإن عدتم عدنا)).

هذا ما ذكره العلماء السابقون من آيات سورة الإسراء، حيث جعلوا الإفسادين المذكورين هما من الزمن الغابر لكن الدكتور عمر الأشقر يرى أنهما من عصرنا هذا حيث قال:

((ليت شعري متى علا اليهود علواً كبيراً، ثم بعث الله على اليهود عباداً له أولي بأس شديد فجاسوا خلال ديار اليهود، ثم ردّ الله لليهود الكرة عليهم، ثم جاءت الجيوش الغازية فدمرت ما صنعه اليهود من العلو، إن هذا الذي حدثنا عنه القرآن ليس له وجود إلا في عصرنا، وهما إفسادان متعاقبان متواليان، مضى بعض منهما في السنوات الماضية، ولا يزال بعض آخر منهما لم يقع.

إن اليهود أفسدوا قديماً فسلط الله عليهم المجوس بقيادة نبوخذ نصّر، فاجتاحوا ديار اليهود ودمروها، وأسروا من أسروا، وقتلوا من قتلوا، ولكن كان في اليهود في ذلك الوقت بعض الخير، وكان أحد أسراهم نبي الله دانيال، وفيهم أخيار صالحون.

ثم أين الكرّة التي كرّ بها اليهود على نبوخذ نصر ورجاله، ليس لها وجود ألبتة، وهذا الذي جرى من نبوخذ نصر أعظم ما قيل في إفساد بني إسرائيل.

والإفساد الثاني لليهود الذي يذكره علماؤنا الذي أدى إلى تدمير هيكلهم واجتياحهم وكان في سنة سبعين للميلاد، إفساد صغير بالنسبة لما يحدث ويقع اليوم، وفي ظني –والله أعلم بالصواب –أن هذين الإفسادين الواقعين من اليهود اليوم المتحدث عنهما في النص القرآني هما هذين الإفسادين اللذان يجريان في أيامنا هذه.

إن النص في سورة الإسراء صريح في أن هذين الإفسادين هما من بني إسرائيل، وأن هذين الإفسادين سيقعان مرتين متتاليتين، وهما إفسادان يصحبهما علو عظيم، وأن هذين الإفساديين واقعان لا محالة، فقد حكاهما الله بصيغة القضاء، وهو الحكم اللازم الذي لا انفكاك عن جريانه ووقوعه.

إن إخبار الله لنا بهذين الإفسادين اللذين يصاحبهما ذلك العلو الكبير بعد الإخبار بواقعة الإسراء، التي تسلّم فيها رسولنا e الإمامة من الأنبياء قبله، وورث فيها الأقصى والأرض المباركة حوله، ينبه الله فيها المسلمين إلى الحديث الكبير الآتي في مقبل الزمان، فقد أخذ الله العهد على كل نبي أنه إذا بعث محمد في عصره أن يتابعه وينصره (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) [آل عمران: 81]

إن هذا النبي هو محمد e، وقد جمع الله له الأنبياء في إسرائه فأمَّهم هناك في الأقصى.

إن الخبر صريح واضح غاية الصراحة والوضوح (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) [الإسراء: 4] وهذا الإفسادان الكبيران مذكوران في الكتاب أي في اللوح المحفوظ أو التوراة، وكونهما في التوراة المنزلة على موسى أرجح لديّ، وإن كنت حاولت على أن أعثر عليهما فيها، فلم أجد لهما ذكراً، فيكونان مما أخفته يهود وحذفته من التوراة، والله أعلم بالصواب.

وقد أخبرنا ربنا –تبارك وتعالى –أن الله سيبعث على بني إسرائيل بعد العلو الأول عباداً له أولي بأسٍ شديد، فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً.

وليس هؤلاء الذين يبعثهم الله على اليهود جيشاً كاملاًَ يستطيع أن يغلب اليهود ويقهرهم، وإنما هم عباد صادقون مع الله، وجوسهم خلال ديار اليهود ليس فتحاً لها، ولا طرداً لليهود منها.

يقول الراغب الأصفهاني محدداً معنى (فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ)  [الإسراء: 5] “أي: توسطوها، وترددوا بينها، ويقارب ذلك حاس وداس” [المفردات: 103].

وقال الفيروز آبادي في الجوس: ((الجوس هو الدخول في وسط المكان، قال تعالى: (فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ)  [الإسراء: 5] أي: توسطها وترددوا بينها)) “بصائر ذوي التمييز”. 2/410.

إن الجوس يعني أن العباد أولي البأس الشديد يدخلون ديار اليهود، ويتوسطون فيها، ويترددون بين مدنها وقراها، وليس معناه احتلالها وإخراج اليهود منها.

وقد رفع هذا الجوس اليوم، فجاس عباد الله أصحاب البأس الشديد خلال ديار اليهود، وآذوا اليهود أذىً شديداً، وقاموا بعمليات موجعة لليهود، وقد احتاج اليهود بعد إحداها أن يؤتى بالزعماء والرؤساء من غير اليهود كي يشدّوا من أزر اليهود، لقد جاء عباد الله أولي البأس الشديد ديار اليهود، فقتلوا من اليهود ودمروا ونسفوا وأوقعوا باليهود رعباً عظيماً، فأقام اليهود حول أنفسهم سوراً عظيماً ليحموا أنفسهم من ذلك الجوس، وهذا الجداء من الكرة التي حكى الله أنه سيردها على العباد الأقوياء، ولكن أنى للجدار أن يقي اليهود من بأس الجائسين، لقد انطلقت الصواريخ لتقوم بمتابعة الدور الذي كانوا يقومون به خلال الجوس في الديار، ومع ردّ الكرة لليهود يأتيهم سيل عظيم من مال الدول الصليبية الحاقدة على الإسلام والمسلمين، كما أمدّهم الله بالبنين يفدون عليهم من شتى أنحاء العالم، وخاصة من الدول التي كانت تعرف بالاتحاد السوفيتي، وأهمها روسيا.

وقد جاء اليهود إلى فلسطين من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد السوفيتي (سابقاً) واليمن ومصر وأثيوبيا، وغيرها من الدول.

واحتاج اليهود إلى قناطير مقنظرة من الذهب والفضة لتوطين المهاجرين، ولإقامة جيش قوي يدافع عن الأرض التي احتلوها، ويكون رصيداً للأراضي التي يتطلعون إلى احتلالها، ومتى وجد في تاريخ اليهود هذا الذي حدثنا الله عنه والذي نراه في أيامنا (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ) [الإسراء: 6].

لم يكن لليهود في فتنهم السابقة هذا الذي تحدث عنه النص القرآني من الإمداد بالمال والبنين، ولم يجعلهم الله في يوم من الأيام أكثر نفيراً كما جعلهم اليوم. إن اليهود اليوم بما لديهم من سلاح وعسكر يستطيعون مواجهة كل القوى الحربية المحيطة بهم بجميع جنودها وسلاحها، وقد يتفوقون عليها.

إننا لا زلنا نعيش مع اليهود اليوم في زمن الكرة التي أعطاهم الله إياها، ولا زلنا نعيش في الزمن الذي يمدهم الله فيه بالأموال والبنين، ولم يكن لهذين وجود في إفساد اليهود الغابر، ولا زلنا نرى اليهود أكثر نفيراً.

ولكننا ننتظر أن يأتي وعد الآخرة الذي قال الله فيه: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا )[الإسراء: 7].

ففي وعد الآخرة تأتي الجيوش الجرارة المسلحة بأعظم الأسلحة، وهي ليست كالمرة الأولى المقتصرة على الجوس خلال الديار، والمحدثة للرعب في دمار اليهود، ففي المرة الثانية التي سماها وعد الآخرة، تأتي قوة غالبة قاهرة، لا تخضع لضغوط الدول الكبرى، ولا تخضع لمجلس الأمن، إنها قوة غالبة، تسوء وجوه يهود، وعندها يرون من البأس ما لا يقبل لهم به، فيوقنوا حين ذلك بأن لا طاقة لهم بما يرونه، وإن أمرهم إلى زوال، وأن قوتهم إلى اضمحلال، وعند ذلك يدخل الجيش الفاتح من المسلمين المسجد الأقصى كما دخله آباؤهم في عهد عمر بن الخطاب، ويدمر الجيش الإسلامي العلو اليهودي تتبيراً، عند ذلك تفشى قلوب المؤمنين مما حلّ بها من أوجاع سببها اليهود بما أحدثوه من اغتصاب واستبداد وقتل وتشريد، ووالله إن هذا لكائن، يؤمن به كل الذين فقهوا عن الله دينه، وعلموا أن وعد الله مفعولاً.

لقد دخلنا المسجد الأقصى مرتين، الأولى في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب t، والثانية في عهد صلاح الدين الأيوبي، وسيكون دخولنا الثالث على نحو الدخول الأول، لا كما دخلناه في عهد صلاح الدين (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) [الإسراء: 7] وهذا يعني أنه ستقوم خلافة راشدة، هي التي ستعيد الأقصى إلى حضن الأمة الإسلامية من يهود.

يا حسرة على قومي الذين حملوا النص على غير محمله، الله يحدثهم في سورة بني إسرائيل الجاثمين فوق ظهر الإسراء، فيحملونه على بني إسرائيل الغابرين.

إن هذا النص يحاكي خبر هذا الواقع المشهود، وهو يتحدث حديثاً لا لبس فيه عما وقع منه حتى اليوم، ويرسم صورة الآتي منه، وسيقع كما أخبر الله به من غير تغيير ولا تبديل.

إن ضعف الأمة الإسلامية وفرقتها لن يبقى أبد الآبدين، فإن الله يغير حال الأمة عندما تؤوب إليه، وتؤوي إليه، والتغيير الذي تخشاه اليهود آت قادم، فالإيمان الحق بدأ يسري في الأمة الإسلامية، والاتجاه إلى الإسلام يموج اليوم في ديار الغرب، وقدرة الله على إيجاد القوة الغالبة التي تسوء وجوه اليهود، وتدخل المسجد الأقصى مرة أخرى وتدمر العلو اليهودي كل ذلك أمر سهل لا يستطيع أحد أن يوقفه وينهيه.

تدمير المسلمين العلو اليهودي

لفتات وخلاصات

من يقرأ النص القرآني المتحدث عن تحطيم العلو اليهودي بتدبر يلفت نظره ما يأتي:

1- نسب القرآن الإفساد إلى بني إسرائيل (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ ) [الإسراء: 4] ومن عجب أن يسمي اليهود دولتهم بإسرائيل، ولم يسموها دولة اليهود، أو دولة موسى، فيتطابق النص القرآني مع الاسم الذي سمى به اليهود دولتهم.

2- ذكر رب العزة أن القوة الغالبة التي ستقهر اليهود ستدخل المسجد، وسيكون دخولهم إليه كما دخلوه أول مرة، ومعلوم أن المسلمين دخلوا المسجد مرتين، الأولى في عهد عمر بن الخطاب وعلى يده، والثانية على عهد صلاح الدين، وسيكون هذا الدخول مماثلاً للدخول الأول، ويبدو أنه سيكون هناك خلافة راشدة، تدخل المسجد كما وقع في دخول الخليفة عمر بن الخطاب.

3- يتصف العلو اليهودي بإمداد اليهود بالمال والبنين، وسيكونون أكثر نفيراً، ولم يكن لليهود مثل هذا الإمداد في ما جرى لهم من إفساد في ما مضى، وقد تحقق هذا الإمداد، وأصبح اليهود مع قلتهم أكثر نفيراً، فبقدرتهم أن يحشدوا جيشاً يزيد في تعداده على جيوش العرب مجتمعة.

وقد قال لي بعض من حدثتهم بمعاني النص القرآني المتحدث عن الإفسادتين:

لقد أمرّ الله نبي إسرائيل بالمال والبنين في عهد نبي الله سليمان، وغفل محدي أن ما كان من نبي إسرائيل في عهد سليمان إصلاح وليس إفساداً.

4- المرتان اللتان يفسد فيهما متتاليتام قريب إحداهما من الأخرى، يجوس العباد أولو البأس الشديد خلال ديار اليهود في المرة الأولى، ولكنهم لا يملكون جيشاً قوياً يدمر اليهود، أما في الثانية فالذي يسوء وجوه اليهود فهو جيش عرمرم يتبر العلو اليهودي تتبيراً.

5- يملك الجيش الإسلامي الذي يقهر يهود قوة حربية فائقة، تتكفل بأن تسوء وجوه اليهود، وتوقع الرعب في قلوبهم، كما تتكفل بتدمير العلو اليهودي تدميراً فائقاً هائلاً.

6- هذا الذي ذكره النص القرآني واقع لا محالة، لا ينفع فيه احتماء اليهود بمن يحتمون به من الدول، ولا ينفع فيه ما يجمعه اليهود من سلاح، وفي هذا كله لون آخر من ألوان سوم اليهود العذاب الذي حكم الله به على اليهود على مرّ الزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وكونه لوناً جديداً أن اليهود جمعوا من شتى فجاج الأرض ليكون تدميرهم في اجتماعهم، بينما كان سومهم العذاب فيما مضى متفرقاً هنا وهناك من بلاد الله الواسعة.

إفساد اليهود في فلسطين ومعالمه

تخطيط اليهود للإفساد وعزمهم عليه:

كان اليهود يتحدثون ولا يزالون عن الإفساد الذي يريدون إيقاعه في الأرض المقدسة، فمن ذلك قول هرتزل مؤسس الحركة الصهونية قبل قيام دولة إسرائيل بخمسين عاماً مبيناً ما يعتمل في صدره من إفساد في أرض الإسراء: ((إذا حصلنا يوماً على القدس، وكنت لا أزال حيّاً وقادراً على القيام بأي شيء، فسوف أزيل كل شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها، وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها قرون)) [مذكرات هرتزل الصادرة في عام 1903].

ويقول مدوّنو الموسوعة اليهودية: “إن اليهود يبغون أن يجمعوا أمرهم، وأن يذهبوا إلى القدس، ويتغلبوا على قوة الأعداء، وأن يعيدوا العبادة إلى الهيكل، ويقيموا ملكهم هناك”.

وقال شابيرا الذي كان حاخاماً أكبر للكيان الصهيوني:

((على الفلسطينيين أن يعرفوا أنه لن يكون بإمكانهم البقاء في هذا المكان إلى الأبد، هذا هو قدس الأقداس بالنسبة لنا، إن أحداً لا يمكنه أن يصنع سلاماً مع الدولة التي تمثل الشعب اليهودي إذا كان يصرّ في الوقت نفسه على البقاء في المكان الطبيعي للهيكل)).

وفي حضور عددمن الوزراء الصهاينة صرخ شابيرا بصوت مرتفع أثناء الاحتفال بوضع حجر الأساس لمدرسة دينية في شرقي القدس وقال: ((لا يوجد شيء اسمه المسجد الأقصى، إن هذه كذبة افتراها علينا العرب وصدقوا أنفسهم، وللأسف إن بعضنا قد آمن لهم)) وقال شابيرا: ((لا مجال للتضليل هنا، فجبل الهيكل (المسجد الأقصى) يتبع اليهود والشعب اليهودي في كل أماكن تشتته، ولا يليق بالدولة التي تمثل الشعب اليهودي أن تبدي أي  تنازل عن هذا المكان)).

وقول هذا الحاخام هو الكذب، فقد سماه الله بالمسجد الأقصى، وأسرى برسوله إليه، وبناه عمر بن الخطاب، وصلى فيه المسلمون من ذلك الزمان وإلى اليوم باستثناء الفترة التي احتلها فيه الصليبيون.

أما إفساد اليهود الذي قام به اليهود في أرض الواقع، فيتمثل فيما يأتي:

1- اغتصاب اليهود فلسطين وهزيمتهم الجيوش العربية: احتلال أرض الإسراء، وقد تم لهم ذلك، ففي عام 1948 احتلوا أكثرها، وفي عام 1967 اغتصبوا باقيها.

وقد هزم اليهود الجيوش العربية التي تصدت لحربهم وقتالهم، وانتصروا عليها. عام 1948 أخرجوا مئات الألوف من بلادهم وأرضهم وديارهم، وقد أقام اليهود مذابح هائلة لأهل البلاد كي يضطروهم إلى الخروج من ديارهم، وقاموا بتدمير كثير من القرى في شتى أنحاد فلسطين في عام 1948، ففي قضاء صفد دمروا سبعاً وسبعين قرية وأزالوها من الوجود ككفر برعم، والمنشية المالكية، والنبي يوشع.

وفي قضاء عكا دمروا ستاً وعشرين قرية، منها البصة والدانون والنبي داود.

ودمروا واحداً وخمسين قرية في قضاء حيفا، منها الطيرة، وعتليت، وقيسارية.

كما دمروا خمساً وثلاثين قرية في قضاء بيسان وجنين، منها اللجون، وزرعين، والأشرفية، وفي قضاء طولكرم دمروا سبع عشر قرية، منها خربة المجدل، وخربة الزبابدة، وكفر سابا.

ودمروا في قضاء يافا ثلاثاً وعشرين قرية منها: يازور، والشيخ مونس، وبيت دجن، وفي قضاء اللد والرملة دمروا ثمان وخمسين قرية منها: بيت نبالا، وعنابا، وخرونة.

وفي قضاء القدس دمروا ثمان وثلاثين قرية، منها دير ياسين، والمالحة، وجرش، ودمروا في قضاء الخليل ست عشرة قرية، منها: بيت جبرين، وعنا، والدوايمة.

وفي قضاء غزة وبئر السبع دمروا خمساً وأربعين قرية، منها: عراق المنشية، وحمامة، والفالوجة.

وجملة ما دمروا من القرى في عام 1948 بلغ أربعمائة وخمسة عشر قرية.

3- تهوديهم القدس وأرض الإسراء ومحاولتهم إزالة الأقصى: بعد احتلالهم للقدس وبقية فلسطين عملوا بكل ما يستطيعون لتهويد المدينة المقدسة، كما سيأتي تفصيله في 

خرافات اليهود للاستيلاء على الأقصى:

واليهود يؤمنون بخرافات وأساطير مغرقة في الضلال لتحرير الأقصى، فمن ذلك أنه انتشرت في الأوساط اليهودية في بداية عام 1997 الأقاويل عن ظهور البقرة المقدسة الحمراء في مدينة حيفا، وقد توجهت مجموعة من الحاخامات في نيسان من العام نفسه إلى حيفا لمعاينة البقرة التي ولدت هناك، وباركوها ووضعوا حراسة مشددة عليها.

ولادة البقرة الحمراء في نظر الحاخامات هي التبرير التوراتي لهدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.

ولدت البقرة في تشرين الأول عام 1996، ووجدها الحاخامات مطابقة للمواصفات التي وردت في التوراة، ولكن يجب أن تبلغ الثلاث سنوات من عمرها لذبحها وحرقها وذر رمادها لتطهير القدس من النجاسة وإزالة كل ما هو غير يهودي في القدس[149]، وبالتالي فهي علامة من رب اليهود حسب اعتقادهم بقرب الانتهاء من النجاسة وإزالة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بدءاً من كنيسة القيامة وبالأخص المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه.

ويتذرع المتدينون سنوياً بذرائع واهية لاقتحام المسجد الأقصى وتهويده وتدميره لطمس هوية القدس الحضارية العربية والإسلامية وتهويدها.

وتعمل الحكومة الإسرائيلية على تكريس المنجزات المرحلية في التنفيذ لتهويد المسجد الأقصى تماماً كما فعلت في المسجد الإبراهيمي في الخليل، استجابة لمزاعم توراتية وتحقيقاً لأهداف استعمارية، في بادئ الأمر سمحت لليهود والسياح بزيارته، مما أجج الكراهية والعداء وصعّد من حدة الصراع الذي وصل ذروته في الزيارة المشؤومة التي قام بها شارون للأقصى في عام الألفين.

إن فتح بعض العواصم العربية على مصراعيها أمام السفاح شارون ووزرائه وسفرائه هو الذي صعّد من تمسك إسرائيل بالأكاذيب والأساطير والأطماع التوراتية، وتمسكها بتهويد القدس وبقاء المستعمرات الكبيرة في الضفة الغربية ورفض تطبيق حق العودة.

4- ما أوقعوه من قتل وأسر وقلع للأشجار وهدم للبيوت: منذ أن وطئ اليهود أرض فلسطين أرض الإسراء وهم يقتلون أهلها، ويأسرون رجالهم ونساءهم وأطفالهم، ويغتصبون أرضهم ومزارعهم ويغلقون مدارسهم وجامعاتهم.

لقد قتل اليهود عشرات الألوف في احتلالهم لفلسطين عام 1948 وهجّروا مئات الألوف من ديارهم، وهدّموا كثيراً من قراهم، وفي عام 1967 سقط عشرة آلاف من جنود الدول العربية، واحتلوا مساحات واسعة من خمس دول هي:

فلسطين، مصر، وسوريا، ولبنان، والأردن. وسقط من جيوش الدول العربية عشرة آلاف، وأسر عدة ألوف، وسأكتفي هنا بذكر تقرير كتبه عماد الإفرنجي لمجلة القدس في 19/4/2007، تحدث فيه عن عدد الشهداء الذين سقطوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في 28/ 9/ 2000 وحتى 31/ 3/ 2007، وأذكر أنهم بلغوا 5093 شهيداً، فيما بلغ عدد الجرحى 49997 جريحاً، منهم 4835 مواطناً تلقوا علاجاً ميدانياً، وبلغ عدد الشهداء من الأطفال أقل من 18 عاماً 640 شهيداً، في حين وصل عدد الشهداء الذين سقطوا جراء سياسة الاغتيالات والتصفية الجسدية 481 شهيداً من المواطنين المستهدفين.

وذكر تقرير حديث صدر عن مركز المعلومات الفلسطيني في الهيئة العامة للاستعلامات، أن عدد الشهيدات من الإناث بلغ 351 شهيدة، أما عدد الشهداء من المرضى جراء الإعاقة على الحواجز العسكرية الإسرائيلية فقد بلغ 151 شهيداً ما بين طفل وسيدة وشيخ مسن من مرضى القلب والكلى والسرطان، إضافة إلى شهداء اعتداءات المستوطنين والذين بلغ عددهم 67 شهيداً.

كما بلغ عدد شهداء الأطقم الطبية والدفاع المدني في هذه الفترة 36 شهيداً، واستشهد 9 من العاملين في الحقل الإعلامي، كما سجل التقرير 220 شهيداً من الحركة الرياضية.

وحسب التقرير فقد وصل عدد الأسرى والمعتقلين الذين ما زالوا في سجون الاحتلال إلى 10400 أسيراً، منهم 553 أسيراً قبل انتفاضة الأقصى، ما زالوا في الأسر وموزعين على أكثر من 30 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، من هؤلاء الأسرى 1150 أسيراً يعانون من أمراض مزمنة.

وحول المعتقلين من طلبة المدارس والجامعات، أفاد التقرير بوجودد 1189 طالباً وطالبة في المعتقلات الإسرائيلية، منهم 330 من الأطفال دون سن الثامنة عشرة.

أما إجمالي المعتقلين والموظفين في التربية والتعليم، فقد بلغ عدهم 107 معلماً وموظفاً فيما بلغ عدد الأسيرات الإناث 117 أسيرة.

وأفاد التقرير أن عدد المباني العامة والمباني والمنشآت الأمنية المتضررة حتى 31/3/2007 قد بلغ 645 مقراً عاماً ومنشأة أمنية، وبلغ إجمالي المنازل التي تضررت بشكل كلي وجزئي 72737 منزلاً، أما المنازل التي تضررت بشكل كلي فكان عددها 30871 منزلاً، منها 4785 منزلاً في قظاع غزة والمنازل التي  تضررت بشكل جزئي فكان عددها 64693 منها 23622 منزل في قطاع غزة حتى 31/10/2006.

وجاء في التقرير أن عدد المدارس التي تم إغلاقها بأوامر عسكرية حتى 8/8/ 2006 بلغ 12 مدرسة وجامعة، في حين تم تعطيل الدراسة جزاء العدوان الإسرائيلي في 1125 مدرسة ومؤسسة تعليم عالي، وبلغ عدد مؤسسات التربية والتعليم التي تعرضت للقصف 359 مدرسة ومديرية ومكاتب تربية وتعليم وجامعة، وقد حولت 43 مدرسة إلى ثكنات عسكرية، ووصل عدد الطلاب الذين استشهد برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى 848 طالباً من طلبة المدارس والكليات. ووصل عدد الطلبة والطالبات والموظفين الذين أصيبوا برصاص الاحتلال إلى 4792 طالباً وطالبة وموظفاً.

وأكد مركز المعلومات أن إجمالي مساحة الأراضي التي تم تجريفها حتى 31/7/2006 بلغ 80712 دونما، في حين بلغ عدد الأشجار التي تم اقتلاعها في الضفة وغزة 1357296 شجرة، منها 2278 في قطاع غزة وهدم 784 مخزناً زراعياً منها 16 في قطاع غزة، و788 مزرعة دواجن وحظائر حيوانات تم تدميرها بمعداتها منها 32 في قطاع غزة، وقد نفق 14829 رأس ماعز وأغنام، منها 99 في غزة، وقتلت 12151 بقرة وحيوان مزرعة منها 19 في غزة، وتم إتلاف 16549 خلية نحل منها 1284 في غزة، وهدمت آبار كاملة بملحقاتها، بلغ عددها 425 بئراً منها 22 في غزة، كما هدمت منازل للمزارعين بأثاثها بلغ عددها 207 منزلاً.

ونفقت 899767 دجاجة لاحمة، و350292 دجاجة بيض، وقتل 1650 أرنب مزارع، في حين جرفت قوات الاحتلال 33792 دونماً من شبكات الري منها 2529 في غزة، وهدمت 1362 بركة وخزان مياه منها 35 في غزة، وتم تجريف 631182 متراً من سياج مزارع وجدران استنادية بالمتر الطولي منها 25340 في غزة، كما تم تجريف 979239 متراً طولياً من خطوط المياه الرئيسية منها 68155 في غزة.

وذكر التقرير أن عدد المزارعين المتضررين حتى 31/7/2006 بلغ 16195 مزارعاً، فيما بلغ عدد المشاتل المجرفة 16 مشتلاً، وقام الاحتلال بإتلاف جرارات ومعدات زراعية مختلفة بلغ عددها 16 جراراً، في حين دمرت قوات الاحتلال منذ 1/10/2001 حتى نهاية شهر حزيران الماضي 9257 ورشة ومحل وبسطة.

وأشار التقرير إلى أن نسبة العاطلين عن العمل في الشعب الفلسطيني بلغت 28،4% حسب نتائج مسح الربع الرابع من العام 2006 موضحاً أن عدد العاطلين عن العمل بلغ 284500 حتى 30/9/2006، كما أشار إلى أن نسبة الفقر في الأراضي الفلسطينية جراء الإغلاق والحصار أصبحت أكثر من 70% حسب نتائج مسح الربع الثالث من العام 2006.

وأفاد التقرير بأن الانتهاكات ضد الصحافيين بلغت 1147 حالة اعتداء، في حين نصبت قوات الاحتلال 5001 حاجزاً عسكرياً ونقطة عسكرية جديدة منذ 1/ 10/ 2001، وقصفت تلك القوات الأحياء السكنية 36724 مرة من التاريخ السابق حتى الشهر الماضي.

وجاء في التقرير أن إجمالي مساحة الأراضي التي تمت مصادرتها لخدمة جدار الفصل العنصري منذ 29/3/ 2003 بلغت 247291 دونماً، وتعرضت 432 منشأة صناعية إلى الأضرار والخسارة الناتجة عن الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية، حسب ما ورد من وزارة الاقتصاد الوطني.

5- المذابح الجماعية التي أقاموها لأهل فلسطين: أقام اليهود لأهل فلسطين مذابح هائلة:

مذبحة دير ياسين ومغزيه منها:

ودير ياسين قرية تقع في غرب مدينة القدس، ترتفع 770 متراً عن سطح البحر، كان عدد سكانها قريباً من سبعمائة فرد.

توجه إليها في العاشر من أبريل سنة 1948 مجموعة من الشبان والمراهقين المدججين بالسلاح، وأحاطوا بالقرية في الساعة الثانية صباحاً، وكان أهلها نياماً، واقتحموا البيوت يقتلون كل من وجدوه أمامهم من الأطفال والنساء والرجال، وجمعوا كثيراً منهم إلى جانب جدار وحصدوهم حصداً بالرصاص، وقد تفننوا في إيذاء أهل القرية، فقد بقروا بطون الحوامل من النساء، واغتصبوا النساء وبعضهن فتيات صغيرات، وقد حفروا بآلتهم قبراً جماعياً ودفنوا فيه مائتي وخمسين جئة لمن قتلوا من الكبار والصغار والرجال والنساء. ثم دمروا مساكن القرية، وأزالوا مسجدها، وأحرقوا ما أمكنهم إحراقه. ))[150]

3- وقد سجل التاريخ الهزائم والنكبات التي حلت بالدول التي تعاقبت على الأرض المقدسة عند تماديها في الظلم والعدوان، فقد تعرض الفرس الذين حكموا فلسطين في القرن الأول قبل الميلاد إلى أشنع هزيمة على يد الرومان. وقد كانت هذه الحقيقة واضحة جلية لدى رجال الدين النصراني الذين خلفوا الفرس، واتخذوها مادة لهم لتذكير الناس لهم كلما تعرضت تلك المدينة إلى اعتداء خارجي، أو حاد أهلها عن المنهج الصحيح. فحينما وصل كتاب النبي e إلى ((هرقل)) وهو في القدس وعظ النصارى فيما كانوا قد بالغوا في إلقاء القمامة على الصخرة حتى وصلت إلى محراب داود وقال لهم: ((إنكم لخليق أن تقتلوا على هذه الكناسة مما امتهنتم هذا المسجد كما قتلت بنو إسرائيل على دم يحيى بن زكريا))[151]، ولما حاصر أبو عبيدة بيت المقدس وشدد في الحصار خرج إليه بطريرك بيت المقدس ((صفرونيوس)) فقال: “ماذا تريدون منا في البلدة المقدسة؟ ومن قصدها يوشك أن يغضب الله عليه ويهلكه”[152]، ولما سلم بيت المقدس إلى عمر بن الخطاب بكى، فقال له عمر رضي الله عنه: “لا تحزن هوّن عليك فالدنيا دواليك يوم لك ويوم عليك” فقال ((صفرونيوس)): “أظننتني على ضياع الملك بكيت والله ما لهذا بكيت، وإنما بكيت لما أيقنت أن دولتكم على الدهر باقية، وترق ولا تنقطع فدولة الظلم ساعة، ودولة العدل إلى قيام الساعة، وكنت حسبتها دولة فاتحين تمر ثم تنقرض مع السنين”[153]. وقال كعب الأحبار لعمر رضي الله عنه: “يا أمير المؤمنين إنه قد تنبأ على ما صنعت اليوم –فتح بيت المقدس –نبي منذ خمسمائة سنة. فقال: وكيف؟ فقال: إن الروم أغاروا على بني إسرائيل، فأديلوا عليهم فدفنوه ثم أديلوا فلم يفرغوا حتى أغارت عليهم فارس فبغوا على بني إسرائيل ثم أديلت الروم عليهم إلى أن وليت”[154].

لقد أصبحت هذه الحقيقة سنة ماضية في الأمم والدول إلى يوم القيامة فكل دولة تبغي وتفسد في الأرض عامة والمقدسة خاصة مصيرها إلى زوال –بإذن الله –(وإن عدتم عدنا) فلما تفرق المسلمون، وانقسموا إلى دولتين: عباسية في بغداد، وفاطمية في القاهرة في القرن الخامس الهجري، وأصبحت كل دولة تعمل من أجل توسيع مساحة زعامتها في المنطقة الإسلامية حتى انعكس هذا الصراع على بقية الأقاليم الإسلامية وبخاصة بلاد الشام، سلط الله عليهم الصليبيين الذين اندفعوا كالموج المتلاطم إلى العالم الإسلامي، فهزموا المسلمين ونكلوا بهم، وأنشأوا إمارات صليبية في قلب العالم الإسلامي.

إن السبب الأكبر لنجاح الصليبيين لم يرجع فحسب إلى كثرة عددهم، وإلى ما تلقوه من مساعدات من الدولة البيزنطية، بل يرجع أساساً إلى تفرق المسلمين وتفككهم من الناحيتين الدينية والسياسية، ففي الوقت الذي كانت فيه القوات الصليبية تشق طريقها نحو الشرق العربي الإسلامي اشتد النزاع بين الخلافتين، ذلك النزاع الذي يعود إلى الخلاف المذهبي –أي سني وشيعي –ولقد كان هذا الحال معروفاً جيداً من قبل الصليبيين، ولذلك كان توقيق الحملة الصليبية الأولى في ظروف سادها التفكك الإسلامي السياسي والديني[155].

لقد أدت هذه الخلافات بين المسلمين إلى ضعف مواجهة التحديات الصليبية، فكان هناك أمير يحارب، وأمير يسالم، وأمير يهادن وآخر يسلم، وأخير يستغل الأوضاع التي يعاني منها أخوه ليهاجم أرضه ويتوسع على حسابه[156].
ولما طغى الصليبيون وبغوا في الأرض سلط الله عليهم القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، فاستباح بيضتهم، ودمر إماراتهم، وحرر المسجد الأقصى من قبضتهم.

ومن المعلوم أن هذا الانتصار الباهر لم يتحقق إلا بعد أن قام صلاح الدين بجهد مضن وعمل متواصل في سبيل توحيد الصف الإسلامي، وتطهير تصورات المسلمين ومعتقداتهم مما علق بها من مفاهيم خاطئة، وشعارت زائفة، وقناعات منحرفة. وهكذا دواليك فإن الله لا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة ويسلط عليها الظالمين إلى أن ترجع عن غيها وظلمها، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)[157]، أي نسلط بعضهم على بعض كما قال ابن زيد[158].
وقد عاد اليهود في هذا العصر إلى فلسطين أرض بيت المقدس وأقاموا عليها دولتهم، وأسسوا فيها حضارتهم، واتخذوها مركزاً لتجميع بني  جنسهم، ووكراً لتدبير دسائسهم ومؤامراتهم ضد الإنسانية عامة والمسلمين خاصة، كما اتخذوها منطلقاً لاعتداءاتهم الغاشمة على كل من يعارض سياستهم العدوانية أو يقف في طريق مخططاتهم التدميرية، فقتلوا النفوس البريئة ويتموا الأطفال، وسجنوا النساء وهدموا البيوت، واغتصبوا الأرضين وأحرقوا المسجد الأقصى ودنسوا المسجد الإبراهيمي في الخليل، وحولوا المساجد إلى حانات للخمور ونواد ليلية، تمارس فيها الفاحشة بجميع صورها وأشكالها، وعمدوا إلى إزالة الآثار الإسلامية التي تتزين بها مدينة القدس كالمدارس التاريخية، والزوايا والتكايا والأحياء الإسلامية القديمة كحي المغاربة، والمقابر الإسلامية التي تضم أجساد الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين، وهم ماضون  في مخطط هدم المسجد الأقصى وإزالته نهائياً من أرض القدس، ويؤيد ذلك تلك المحاولات الصهيونية لتدمير المسجد الأقصى وهي:

– في يوم الخميس 21/8/1969 كانت المحاولة الأولى لتدمير المسجد الأقصى، فقد قام شاب زعموا أنه مسيحي استرالي مجنون بإضرام النار في المسجد الأقصى المبارك، فاشتعلت فيه النيران وارتفعت أعمدة الدخان إلى مئات الأقدام. وقد أسفرت هذه الجريمة عن إحراق منبر صلاح الدين بأكمله وهو المنبر الذي صنع في حلب أيام نور الدين محمود ليقدمه هدية إلى المسجد الأقصى الذي كان الصليبيون قد حولوه إلى كنيسة، وكذلك إحراق السطح الشرقي الجنوبي للمسجد .. وقد اكتفت سلطات الاحتلال باعتقال المجرم “دينيس روهان” ومحاكمته، حيث ادعت بأنه مجنون وأطلقت سراحه فسافر إلى الخارج، ثم عاد بعدها للاستقرار في فلسطين المحتلة.

ومن الأدلة على تواطؤ سلطات الاحتلال لحرق الأقصى أيضاً: قطع المياه عن الحرم غور ظهور الحريق، وتقارير المهندسين أمدت أن الحريق نشب في أكثر من موضع وأن شخصاً واحداً لم يكن قادراً على القيام بهذا العمل بمفرده، وعدم السماح لسيارات الإطفاء من بلدية القدس، وقد بقي الحريق مشتعلاً إلى أن جاءت سيارات الإطفاء من رام الله والخليل. [159]

-وفي مايو –أيار -1980 قام “كاهانا” بمحاولة تفجير المسجد الأقصى بحجة الرد على عملية “الدبوية” التي نفذها رجال المقاومة في الخليل، وقد عثرت قوات الأمن صدفة على مخزن كبير للمتفجرات على سطح إحدى المدارس الدينية اليهودية في 11/5/1980م، واعتقل الحاخام “كاهانا” وعدد من أتباعه بتهمة سرقة أسلحة من مستودعات الجيش والإعداد لنسف أماكن مقدسة إسلامية.

– وفي 8/ إبريل –نيسان -1982م وضع اليهود قنبلة موقوتة عند بوابة الأقصى وإلى جانبها رسائل تهديد إلى مدير الأوقاف الإسلامية في القدس تحمل توقيع لجنة “أمناء جبل البيت” وحركة “كاخ” التي يتزعمها الحاخام “كاهانا” إضافة إلى توقيع ما يسمى بروابط القرى العملية لليهود. وتطالب التهديدات بالتوقف فوراً عن منع اليهود من الدخول إلى الأقصى للصلاة فيه، وفي حالة عدم الإذعان فإن النتيجة ستكون قاسية: وهي تفجير أقصاكم تفجيراً كاملاً، والصخرة والساحات المجاورة وفي أوقات الصلاة لقتل أكبر عدد منكم.

-وفي 10 إبريل –نيسان -1982م حاولت مجموعة من أتباع “كاهانا” ولجنة “أمناء جبل البيت” الدخول إلى الأقصى، فتصدى لهم المسلمون، وفي هذه الأثناء قام جندي إسرائيلي يدعى “ايلين جوتمان” باقتحام الحرم وهو يطلق النار مما أدى إلى قتل اثنين من حراس المسجد، وفي الوقت نفسه كان عدد كبير من الجنود الإسرائيليين يقتحمون ساحات الأقصى ويطلقون النار على المسلمين مما أدى إلى إصابة (120) مسلماً بجروح، هذا بالإضافة إلى الأضرار المادية التي تعرض لها الأقصى.

-وفي ليلة 21 مارس –آذار 1983م جرت محاولة يهودية عبر النفق السري الذي كشفت عنه الحفريات الجنوبية للوصول إلى ساحات المسجد الأقصى لإقامة نواة استيطانية ومركز يهودي مسلح داخل الحرم القدسي.

-وفي ليلة 27 يناير –كانون الثاني -1984م قامت مجموعة مسلحة يهودية لاقتحام الحرم من الناحية الشرقية بالقرب من باب الرحمة إلا أن حراس المسجد اكتشفوا أمرهم قبل أن يتمكنوا من الصعود ففروا تاركين وراءهم قنابل ومتفجرات وأمتعة[160].
هذه المحاولات لم تكن مجرد أعمال فردية ولا رغبات ذاتية، وإنما هي أعمال منظمة تشرف عليها الدولة إشرافاً كاملاً، وتوجهها توجيها تاماً عبر رؤساء الأحزاب اليهودية التي يجمعها هدف واحد، وهو العمل على تحقيق الأهداف الصهيونية في المنطقة، ففي مايو –أيار –سنة 1977م وعد ((بيغن)) رئيس وزراء العدة سابقاً المتدينين بأن يحقق لهم إقامة الهيكل الثالث فقال: ((إن الحكومة الإسرائيلية تختبيء وراء الهيكل الثالث على أنقاضهما، وأن العمليات التي تجري بهذا الخصوص يجري ترتيبها بمعرفة الحكومة من أجل انضاج هذا المخطط))[161].

ولم تكن هذه التصريحات الصادرة عن “بيغن” مجرد برنامج خاص بحكومته، وإنما هي استراتيجية عامة يتناقلها جيل عن جيل، ويصرح بها غالبية زعماء يهود، ومن تصريحاتهم في ذلك:

جاء في مذكرات هرتزل “عندما أتذكرك في الأيام المقبلة يا أورشليم لن يكون ذلك بسرور، إن الرواسب العفنة لألفي سنة من اللاإنسانية وعدم التسامح والقذارة تقبع في الأزقة ذات ((الريحة الكريهة)) ((فإذا حصلنا يوماً على القدس وكنت لا أزال قادراً على القيام بأي شيء بنشاط في الوقت الذي نحصل فيه عليها، فإن أول ما سوف أبدأ به تنظيفها تنظيفاً كاملاً)).

((وسوف أزيل كل شيء ليس مقدساً وأنقل بيوت العمال إلى الخارج المدينة وأخلي أوكار الدعارة وأهدمها وأحرق الآثار التي مرت عليها القرون وأنقل الأسواق إلى مكان آخر))[162].

وجاء في دائرة المعارف اليهودية المطبوعة باللغة الانجليزية تحت كلمة الصهيونية: ((إن اليهود يبغون أن يجمعوا أمرهم ويأتوا إلى القدس، ويتغلبوا على قوة الأعداء ويعيدوا العبادة إلى الهيكل مكان المسجد الأقصى ويقيموا ملكهم هناك))[163].

ولم تكد الصهيونية العالمية تحصل على وعد بلفور في نوفمبر سنة 1917 بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين حتى تقدم رئيس الحاخامات اليهودي ومعه ممثل الحركة الصهيونية فيها بطلب رسمي إلى حكومة الانتداب البريطاني، للاستيلاء على منطقة المسجد الأقصى لهدمه وبناء معبد سليمان مكانه[164].

وفي عام 1929م قال “كلونز” رئيس جمعية الدفاع عن حائط المبكى في تصريح نشرته صحيفة (بلستاين ويك) اليهودية: “إن المسجد الأقصى القائم على قدس الأقداس في الهيكل إنما هو لليهود”.

وفي 20/ 11/ 1930م بعث رئيس حاخامي رومانيا “روزنباخ” كتاباً إلى رئيس المجلس الشرعي الإسلامي ومفتي فلسطين الأكبر يطلب فيه بتسليم المسجد الأقصى لليهود ليقيموا فيه شعائرهم الدينية الأمر الذي أثار ضجة كبرى في فلسطين[165].

وفي نفس العام تقريباً صرح “ألفرد منه” الوزير اليهودي البريطاني حينذاك “أن اليوم الذي سيعاد فيه بناء الهيكل أصبح قريباً جداً، وإنني أكرس ما بقي من حياتي لبناء هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى”. [166]

وفي عام 1967م أعلن دافيد بن غوريون: ((أنه لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون انتزاع موقع الهيكل من العرب))[167]

وفي حرب حزيران 1967م أسرع “شلومو غورين” حاخام الجيش الإسرائيلي إلى الحرم الشريف حاملاً التوراة، وأقام مع عدد كبير من الجنود صلاة الشكر، وأخذ يدعو الجنود إلى الإكثار من زيارة ما يسميه “جبل الرب” وأخذ يحثهم على العمل على الإسراع ف إعادة بناء الهيكل الثالث[168].

ويدعي اليهود أن المسجد الأقصى وفيه قبة الصخرة المشرفة يقومان في المكان الذي كان عليه هيكل سليمان.

وفي عيد الغفران عام 1968م قال المؤرخ اليهودي “إسرائيل الدادا” ((نحن نقف الآن حيث وقف داود حين حرر القدس، ومن ذلك الوقت مضى جيل واحد قبل أن يقوم سليمان ببناء الهيكل، وهذا يعني أن اليهود ينوون إعادة بناء الهيكل خلال جيل واحد)). ولما سئل المؤرخ الإسرائيلي ماذا سيكون مصير مسجد الصخرة في حالة الإقدام على بناء الهيكل؟ أجاب قائلاً: إن المسألة على كل حال مدار بحث ثم أردف قائلاً: لعل زلزالا يقع فيدمر مسجد المسلمين[169].

هذه الاعتداءات المتكررة على أهلنا في فلسطين المحتلة وخارجها، وعلى المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى والصخرة المشرفة والمسجد الإبراهيمي ستكون سبباً في تدمير يهود وإزالة دولتهم من الوجود كما أخبرنا النبي e في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عمر عن رسول الله e قال: (( تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله))[170]. وعن أبي هريرة عن رسول الله e قال: ((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبيء وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود))[171].

الغرقد في الحديث نوع من الشجر معروف في بيت المقدس، وقال أبو حنيفة الدينوري: إذا عظمت العوسجة صارت غرقدة. والحديث يدل على أن المعركة الفاصلة بين اليهود والمسلمين ستقع إن شاء الله تعالى، فيجب على المسلم أم يهيء نفسه لذلك اليوم الفاصل بين اليهودية والإسلام والله وحده يعلم متى يكون ذلك اليوم. ومن يدري لعل الله قدر أن يساق اليهود بجملتهم إلى أرض فلسطين، فقد هاجر إليها يهود روسيا والدول الغربية والعربية ويهود الفلاشا ويهود إيران لتكون هذه الأرض المقدسة مقبرتهم الأخيرة التي لن تقوم لهم بعدها قائمة، ولن يبقى لهم بعدها كيان دولة.

وفي الحديث إشارة إلى أن المستقبل لهذا الدين، وأن الغلبة له في النهاية مهما حيكت له الدسائس وتآمر عليه الأعداء.

((ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)).

ثانياً: إن الدجال لا يدخل بيت المقدس.

من إمارات الساعة الكبرى ظهور الدجال  -كما سماه الرسول r -لكثرة تدجيله وكذبه، ويدعي الألوهية، ويجري الله على يديه بعض مقدوراته كإحياء الموتى، وإنزال المطر، وإنبات النبات ليمتحن الناس ويختبرهم في آخر الزمان فيفتتن البعض به، ويثبت الله الذين آمنوا فلا يتخدعون باطله وضلاله.

وظهر الدجال على كل الأرض ما عدا الكعبة ومسجد الرسول r والمسجد الأقصى ومسجد الطور كما ورد في الأحاديث.

-روى أبو بكر بن أب شيبة في مصنفه عن سمرة بن جندب عن النبي r وذكر الدجال فقال: وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس وأنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس قال: ((فيهزمه الله وجنوده حتى إن جذم –أصل –الحائط في مستدركه في كتاب صلاة الكسوف وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه[172].

-وعن جنادة بن أبي أمية قال: أتينا رجلا من الأنصار من أصحاب النبي r فدخلنا عليه، فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله r ولا تحدثنا ما سمعت من الناس فشددنا عليه، فقال: قام رسول الله r فينا فقال أنذركم المسيح وهم ممسوح العين –أحسبه قال العين اليسرى –تيسر معه جبال الخبز، وأنهار الماء؛ وعلامته يمكث في الأرض أربعين صباحاً، يبلغ سلطاته كل منهل، لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة، ومسجد الرسول r، والمسجد الأقصى، والطور، ومهما كان من ذلك فاعلموا أن الله عز وجل ليس بأعور. قال ابن عون: ((أحسبه قال يسلط على رجل فيقتله، ثم يحييه ولا يسلط على غيره)) رواه أحمد ورجاله الصحيح[173] .

المبحث الثالث

إسلامية أرض بيت المقدس وما حوله

المطلب الأول: ارتباط أرض بيت المقدس وما حوله بالإسلام

إن الله تعالى بسابق علمه، وبالغ حكمته، وعزة قدرته إذا أراد أمراً هيأ له أسبابه، وقد وصف نفسه عز وجل بقوله: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[174].

أولاً: توجيه قلوب المسلمين للتعليق بالمسجد الأقصى.

ولما أراد جل شأنه، وعز سلطانه نقل الملك عن الروم إلى المسلمين في بلاد الشام عامة وبت المقدس خاصة، جعل قلوب المسلمين تحن شوقاً إليه عن طريق اتخاذه قبلة لهم، وجعله معراج نبيهم إلى السموات العلى، وأوحى إلى النبي r من الإكثار من ذكره حتى أصبح يمثل صورة حية في آذانهم، ويصور لنا الواقدي ذلك الحنين إلى بيت المقدس بقوله: (( ولقد بلغني إن المسلمين باتوا تلك الليلة –أي ليلة التجمع حول بيت المقدس –كأنهم ينتظرون قادماً يقدم عليهم من شدة فرحهم بقتال أهل بيت المقدس، وكل أمير يريد أن يفتح على يديه فيتمتع بالصلاة فيه، والنظر إلى آثار الأنبياء، قال: “فلما أضاء الفجر أذن، وصلت الناس صلاة الفجر، قال: فقرأ يزيد لأصحابه (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ)[175] فيقال: إن الأمراء أجرى الله على ألسنتهم في تلك الصلاة أن قرأوا هذه الآية كأنهم على ميعاد واحد))[176]. كما ألقى الله تعالى في قلوب الروم الذين كانوا يحكمون بلاد الشام الرَّوع والرهبة من المسلمين، وكان أول ذلك الروع والرهبة رؤيا رآها هرقل الروم في منامه فأصبح وهو مهموم يقلب طرفه إلى السماء، فقالت له بطارقته: أيها الملك لقد أصبحت مهموماً، فقال: أجل ، فقالوا: وما ذاك؟ فقال: ((أُريت في هذه الليلة أن مُلك الختان ظاهر))  فقالوا: والله ما نعلم أمة من الأمم تختتن إلا اليهود، وهم تحت يديك وفي سلطانك، فإن كان قد وقع ذلك في نفسك فابعث في مملكتك كلها، فلا يبقى يهودي إلا ضربت عنقه فتستريح من هذا الهم فإنهم في ذلك من رأيهم يديرونه بينهم إذا أتاهم رسول صاحب بصرى برجل من العرب قد وقع إليهم، فقال: أيها الملك إن هذا الملك من العرب من أهل الشاء والإبل حدّثك عن حدث كان ببلاده، فسأله عنه فلما انتهى إليه قال لترجمانه: سله ما هذا الخبر الذي كان ببلاده؟ فسأله فقال: هو رجل من العرب من قريش خرج ويزعم أنه نبي وقد اتبعه أقوام وخالفه آخرون، وقد كانت بينهم ملاحم في مواطن، فخرجت من بلادي وهم على ذلك، فلما أخبره الخبر قال: جردوه فإذا هو مختتن، فقال هذا والله الذي قد رأيت، لا ما تقولون فأعطه ثوبه، ثم إنه دعا صاحب شرطته فقال له: قلب لي الشام ظهراً لبطن، حتى تأتني برجل من قوم هذا أسأله عن شأنه. قال أبو سفيان: فو الله إني وأصحابي لبغزة إذ هجم علينا فسألنا ممن أنتم؟ فأخبرناه فساقنا إليه جميعاً[177]  . فسأل هرقل أبا سفيان عدة أسئلة ليتحقق من صفة النبي الذي سيرسل في زمنه، فلما تحقق من تلك الصفات قال: ((ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمي))[178]. وفي رواية البخاري ((لتجشمت لُقيِّه))[179] والمعنى: لتكلفت الوصول إليه وارتكبت المشقة في ذلك ولكن أخاف أن اقتطع دونه. وقال النووي: ولا عذر له في هذا، لأنه قد عرف صدق النبي r، وإنما شح في الملك، ورغب في الرياسة فآثرها على الإسلام، وقد جاء ذلك مصرحاً به في صحيح البخاري ولو أراد الله هدايته لوفقه كما وفق النجاشي، وما زالت عنه الرياسة ونسأل الله توفيقه[180].

ولم يقتصر الأمر في تعبئة نفوس المؤمنين وتخويف الروم على مجرد إلقاء المواعظ، وسرد خصائص بيت المقدس، ولا إرسال الرسل والإنذار النظري، بل توج كل ذلك بالعمل الجاد والتحرك الفعلي تجاه بلاد الشام، وكانت أول غزوة لتلك البلاد هي غزوة مؤتة[181] بقيادة الصحابي المعروف زيد بن حارثة: فقد كرست هذه الغزوة في نفوس الصحابة رضوان الله عليهم أبعاد هذا الدين وأهدافه، فهو لا يقف عند حدود الجزيرة العربية، وإنما يتخطاها ليدعو كافة الشعوب، للدخول في هذا الدين، وزودتهم بفنون الحروب الكبيرة التي كانوا يجهلون وسائلها وأدواتها. وفي المقابل ألقت هذه الغزوة في قلوب الروم الخوف والرهبة، وعرفتهم بجدية المسلمين إذا ما هددوا بشيء، وبحقيقة مواقفهم الإيجابية: فهم لا يسكتون عن الحق، ولا يقبلون الضيم، ولا يخضعون لظالم متكبر، وهم يحبون  الموت أشد من حب الروم للحياة، فقد كان عدد المشركين في هذه الغزوة حوالي مائتي ألف مقاتل، في حين أن عدد المسلمين لم يتجاوز ثلاثة آلاف، ولكن الإيمان المستقر في قلوب هؤلاء الرجال جعلهم لا يبالون بكثرة الأعداء، فحمل الراية زيد بن حارثة، وجعل يقاتل بشجاعة واستماتة، حتى شاط ف رماح القوم –أي حتى تمزق وتقطع بسبب كثرة ما أصابه من طعنات ، فتناول الراية من يده جعفر بن أبي طالب وكان في الثالثة والثلاثين من عمره، فأخذ يقاتل قتال الأبطال المغاوير وعندما أحاط به المشركون وهو يقاتلهم على فرسه تراجع عنها، واندفع على قدميه وسط الصفوف يهوي بسيفه على رؤوس أعداءه حتى سقط شهيداً. روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال: (( كنت في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى، ووجدنا في جسده بضعاً وتسعين ما بين طعنة برمح ورمية بسهم))[182] وفي رواية ((ووجدنا منها شيئاًَ في ظهره))[183]. ثم أخذ الراية من بعد جعفر عبد الله بن رواحة فتقدم بها وهو يتردد بعد التردد، ولكنه بعد قليل تشجع وأخذ يقاتل القوم وهو يقول:

يا نفس إلا تقتلي تموتي
 
هذا حمام الموت قد صُليت
  
وما تمنيت فقد أعطيت
 
إن تفعلي فعلهما هديت
  

وقاتل في سبيل الله حتى استشهد.

ثم أخذ الراية من بعد عبد الله ثابت بن أرقم، فصاح في الناس يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم، قالوا: أنت. قال: ما أنا بفاعل فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية شرع يقاتل الروم بمهارة واحتيال حتى اندقت في يده تسعة أسياف ما ثبت في يده إلا صفيحة يمانية.

وفي السنة التاسعة للهجرة أعلن الرسول r عزمه على الخروج إلى تبوك، وهي تقع في أقصى شمال الجزيرة العربية على حدود الشام، وكان هدف إلى تأمين قاعدة متقدمة للمسلمين، للانطلاق منها إلى الشام فجلس في تبوك مدة يبايع بعض القبائل العربية على الإسلام ويعقد المعاهدات مع القبائل الأخرى على الجزية إلى أن تم خضوع تلك المنطقة لحكم الإسلام. ولما رجع إلى المدينة جهز جيشاً تحت قيادة أسامة بن زيد وأمره أن يوطيء الخيل تخوم البلقاء، والداروم من أرض فلسطين وقد كان هذا الجيش جميع المهاجرين والأنصار ومن كان حول المدينة من المسلمين، لكن الله تعالى قد شاء أن يقبض رسوله r قبل ابتداء المسير إلى الشام، فتوقف الجيش إلى أن تولى أبو بكر الصديق y لخلافة المسلمين فأمضى كما أوصى النبي r.

ثانياً: منشأ ارتباط أرض بيت المقدس بالإسلام:

يرجع ارتباط أرض فلسطين بالإسلام إلى اتخاذ الرسول r بيت المقدس قبلة له في الصلاة منذ البعثة وإلى كون تلك الأرض موضعاً لمعراجه r إلى السموات العلى وإلى الفتح الإسلامي لبيت المقدس وما حوله في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

1- بيت المقدس قبلة الرسول r منذ البعثة

منذ أن بعث النبي r وهو يتجه في صلاته إلى بيت المقدس، واستمر على  ذلك طيلة  المدة التي مكثها في مكة المكرمة وكان يجمع بين القبلتين بيت المقدس والكعبة المشرفة ،فيصلي بين الركنين في جهة الجنوب مستقبلاً في للشمال . ولما هاجر إلى المدينة المنورة تعذر الجمع بين القبلتين فأمر بالتوجه إلى بيت المقدس واستمر على ذلك ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً إلى أن نزل الأمر الإلهي بالتحول إلى الكعبة قبلة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.

أخرج البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب قال ((لما قدم رسول الله r المدينة نزل على أجداده أو أخواله من الأنصار وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً وكان يعجبه أن تكون قبلته  قبل البيت))[184].  وأخرج الإمام أحمد والطبراني عن ابن عباس y قال : ((كان النبي r يصلي بمكة نحو بيت المقدس ، والكعبة بين يديه وبعد ما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهراً، ثم صرف إلى الكعبة ))[185]

وأخرج الإمام أحمد عن عبيد الله بن كعب قال :خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا، فلما توجهنا لسفرنا، وخرجنا من المدينة قال البراء لنا: إني قد رأيت والله رأياً، وإني والله ما أدري توافقونني عليه أم لا قلنا له: وما ذاك ؟ قال: رأيت أن لا أدع هذه البنية مني بظهر – يعني الكعبة – وإني أصلي إليها . قال : فقلنا له: لكنا لا نفعل، فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام ، وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة . فسألنا النبي r ، فقال للبراء : (( لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها )). فرجع البراء إلى قبلة رسول الله r ، فصلى إلى الشام[186]. فقوله r: (( لقد كنت على قبلة ..)) يدل على أن المسلمين كانوا يصلون بمكة إلى بيت المقدس، ويتخذونه قبلة لهم، وبهذا أصبح ذلك البيت علماً من أعلام الإسلام، وشعيرة من شعائر هذا الدين، فلا يجوز للمسلمين التخلي عنه، ولا التقصير في حمايته وتطهيره من الأرجاس والأنجاس .

وحرص النبي r على الجمع بين القبلتين في مكة يدل على ربط بيت المقدس بالبيت الحرام ربطاً قوياً، فهما مكانان مباركان و مقدسان ، ويستحقان أن لا ينفصل أحدهما عن الأخر في القدسية . والتفريط في أحدهما تفريط في الآخر.

تحويل القبلة

بعد حوالي سبعة عشر شهراً من الهجرة نزل تحويل القبلة على رسول الله r، وهو يصلي الظهر بعد أن صلى ركعتين، وذلك في مسجد بني سلمة فسمى مسجد القبلتين[187]، وقد كان النبي r يتشوف إلى استقبال الكعبة، ويدعو الله تعالى أن يحوله إلى قبلة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام . قال تعالى : (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)[188] وفي سبب محبته عليه السلام التوجه إلى البيت الحرام، و ترك التوجه إلى بيت المقدس وجوه[189].

الأول: مخالفة اليهود حيث كانوا يقولون يخالفنا محمد ثم يتبع قبلتنا ولولا نحن لم يدر أين يستقبل .

الثاني:  أن الكعبة كانت قبلة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام .

الثالث:  أنه عليه السلام كان يرغب في تحويل القبلة استمالة للعرب لدخولهم في الإسلام.

والرابع: أنه أراد أن يشعر الدنيا بأن التشريع الإلهي، والوحي السماوي قد انتقل من ولد إسحاق بن إبراهيم إلى ولد إسماعيل بن إبراهيم .

 2_ أرض بيت المقدس أرض الإسراء و المعراج .

يعود ارتباط أرض بيت المقدس بالإسلام إلى حادثة الإسراء والمعراج الثابتة في القرآن والسنة والإجماع :(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[190] ، وهي حادثة فريدة أكرم الله بها نبيه في وقت اشتد فيه أذى المشركين بمكة لرسول الله r ، فأسرى به من مكة إلى بيت المقدس ، وكان أن عرج به من صخرة بيت المقدس إلى السماوات العلى .

وإن دلت هذه الحادثة على شيء فهي تدل على ما يأتي :

أ- ارتباط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام .

لقد ربطت حادثة الإسراء والمعراج بين المسجدين ربطاً روحياً قبل أن تتصل حدود أرضهما ببضعة عشر عاماً ، فانتقل النبي r بروحه وجسده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وصلى فيه بالأنبياء والمرسلين، حيث أحياهم الله وجمعهم له، و ذلك ليعلن للناس جميعاً أن المسجد الأقصى أصبح مسجداً للمسلمين مرتبطاً بالمسجد الحرام في الرباط قدسي دائم .يقول د . مصطفى السباعي: (( أما صلة المسجد الحرام بالمسجد الأقصى فهي صلة الشرف بالشرف ، فسكان مكة هم أشرف سكان الأرض ، لأنهم سكان الكعبة وسدنتها من لدن أن بناها إبراهيم عليه السلام ، والمسجد الأقصى هو مهبط الرسالات، وملتقى النبوات في فترات طويلة من التاريخ، فيجب أن تنطلق مواكب التحرير من هاتين البقعتين وتسير كتائب الإيمان من هذين المسجدين ليهتدي العالم الضال، والإنسانية التائهة بنور الإيمان و رسالة الإسلام ))[191] .

ب-  وجوب تحرير الأرض المسجد الأقصى .

لقد جاءت هذه الحادثة في وقت اشتداد المحن والشدائد، وفي وقت كانت فيه الحركة الإسلامية دعوة سرية ، فكان الله أراد أن يلقى في روع المؤمنين ضرورة تحرير أرض المسجد الأقصى وعدم التغافل عنه مهما كانت الضغوط على المسلمين أن يدافعوا عنها بكل ما يملكون من قوة ، وأن يعتبروا الدفاع عنها واجباً يحتمه الدين و العقيدة .لا مفر لكل من يؤمن بالله و اليوم الآخر من القيام به إلى آخر مدة من القدرة و الاستطاعة [192].

3 _ فتح بيت المقدس وما حوله .

بعد أن تم فتح دمشق على يد الصحابي الجليل أبي عبيدة عامر بن الجراح استشار قادة الجيش في الجهة التي يتجهون إليها، فأشاروا عليه باستشارة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب y، فكتب إليه يستشيره، فجاء الرد بالتوجه إلى بيت المقدس. ولما علم المسلمون بذلك فرحوا فرحاً شديداً لشدة شوقهم إلى بيت المقدس. واستدعى أبو عبيدة سبعة من قادة المسلمين وهم: خالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، والمرقال بن هاشم بن عتبة، والمسيب بن نجية الفزاري ، وقيس بن هبيره وعروة بن مهلهل ، ثم عقد لكل منهم راية ضاماً إليه خمسة آلاف مقاتل وأمرهم بالمسير إلى بيت المقدس، ولما وصل أولئك القادة إلى أسوار بيت المقدس، بدأ القتال بين الفريقين، واستمرت المعركة عشرة أيام، و في اليوم الحادي عشر قدم أبو عبيدة عامر بن الجراح ، ومعه فرسان المسلمين وأبطال الموحدين ، فرفع المسلمون أصواتهم بالتهليل والتكبير ، ووقع الرعب في قلوب الروم ، وذهبوا إلى البطريرك فأخبروه بمقدم أمير القوم فقال: (( وحق الإنجيل إن كان قدم أميرهم فقد دنا هلاككم و السلام . قالوا : وكيف ذلك ؟ قال : لأنا نجد في العلم الذي ورثناه عن المتقدمين أن الذي يفتح الأرض في الطول والعرض هو الرجل الأسمر الأحور المسمى بعمر صاحب  نبيهم محمد ، فإن كان قدم فلا سبيل لقتاله، ولا طاقة لكم بنزاله، ولا بد لي أن أشرف عليه، وأنظر إليه، وإلى صورته فإن كان إياه عمدت إلى مصالحته، و أجبته إلى ما يريد، وإن كان غره فلا نسلم إليه قط، لأن مدينتنا لا تفتح إلا على يد من ذكرته لكم والسلام)) فوثب البطريرك ومن معه من القساوسة والرهبان، ليتحققوا من شخصية الأمير، فعرفوا أنه ليس عمر، وقال لبني قومه : ((ليس هو هذا الرجل فأبشروا وقاتلوا عن بلدكم ودينكم)) وأقبلوا يقاتلون القتال الشديد، واستمر النزال والحصار لهذه المدينة أربعة أشهر ، وقد أظهر المسلمون بطولة وشجاعة نادرتين فقاتلوا قتالاً شديداً ، وصبروا على البرد القارس والثلج والمطر ولما رأى أهل بت المقدس شدة الحصار وإحكامه وشجاعة المسلمين وصبرهم طلبوا من البطريرك أن يظهر للمسلمين ويعرف ما يريدون، فظهر البطريرك، وقام له أبو عبيدة وجماعة من المسلمين، فقال لهم :(( ماذا تريدون منا في هذه البلدة المقدسة، ومن قصدها يوشك أن يغضب الله عليه ويهلكه ))

فقال أبو عبيدة : ((نعم إنها شريفة و فيها أسري بنبينا إلى السماء ودنا  كقاب قوسين أو أدنى ، وإنها معدن الأنبياء و قبورهم فيها، ونحن أحق منكم بها، ولا نزال عليها أو يملكنا الله إياها ، كما ملكنا غيرها)) .

قال البطريرك : فما الذي تريدون منها ؟

قال أبو عبيدة: ((خصلة من ثلاث …))[193] أي : إم الإسلام ، وإم الصلح ، وإما القتال، فلما رأوا إصرار المسلمين على القتال وعزمهم الأكيد على فتح هذه المدينة أذعنوا للصلح وتسليم المدينة، ولكنهم اشترطوا ألا يسلموها إلا لشخص الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فوافقهم أبو عبيدة على ذلك، فصارت هدنة إلى أن جاء عمر رضي الله عنه، وكتب مع أهل بيت المقدس كتاب الصلح الذي جاء فيه: ((بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريقها وسائر ملته إنها لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها، ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ، ولا يسكن بإيلياء معهم  أحد من اليهود[194]، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت _ يعني اللصوص _ فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه و ماله حتى يبلغ مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل أهل إيلياء من الجزية ، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم و صلبهم ، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن كان  بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان ، فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ، ومن أحب من أهل إيلياء ان يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان، فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية. شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان[195].

هكذا تم فتح مدينة بيت المقدس صلحاً على يد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبشرط أن تكون الأرض مملوكة للمسلمين، ويقر أهلها عليها بخراج معلوم، ويؤيد ذلك ما ورد في كتاب الصلح أو العهدة العمرية: ((أعطاهم –يعني عمر رضي الله عنه –أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم … وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن))، وما أقرَّ به بطريرك القدس صفرونيوس من أحقية المسلمين بهذه الأرض، لأنه مكتوب عندهم في الكتب حيث قال: ((لأنا نجد في العلم الذي ورثناه عن المتقدمين أن الذي يفتح الأرض في الطول والعرض هو الرجل الأسمر الأحور المسمى بعمر صاحب نبيهم محمد، فإن كان قدم فلا سبيل لقتاله ولا طاقة لكم بنزاله)).
وقد ترتب على فتح بيت المقدس فتح بقية المدن الفلسطينية، حيث أمَّر عمر رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان على بيت المقدس، وأمره بفتح بقية المدن الفلسطينية التي لم تفتح بعد: كقيسارية، وغزة، فاستعان بأخيه معاوية وسيره إلى قيسارية، فنازل أهلها وقاتلهم قتالاً شديداً حتى أنه قتل منهم مائة ألف[196]، وتم فتح هذه المدينة على يديه عنوة، وكذا غيرها. قال أبو عبيدة: ((أرض الشام عنوة –أي فتحت عنوة –ما خلا مدنها فإنها فتحت صلحاً إلا قيسارية افتتحت عنوة))[197].

الطلب الثاني: الأحكام الفقهية التي تتعلق ببيت المقدس وما حوله:

1- حكم الأرض المفتوحة عنوة أو صلحاً عند فقهاء المسلمين

اتفقت كلمة فقهاء المسلمين على أن الأرض المفتوحة عنوة أو صلحاً تدخل في دار الإسلام، وتسري عليها أحكامها من وجوب الدفاع عنها والقتال دونها، ثم إن هذه الصفة لا تنفك عنها وإن استولى الأعداء بعد ذلك عليها، فيجب على المسلمين بذل كل ما يملكونه من جهد للذود عنها وطرد الأعداء الغاصبين منها وإقامة حكم الله فيها.

دخول الأرض المفتوحة عنوة أو صلحاً في دار الإسلام.

تدخل الأرض المفتوحة عنوة أو صلحاً في دار الإسلام بمجرد الفتح الإسلامي لها، سواء بقي أهلها فيها أو جلوا عنها، وتطبق عليها أحكام الإسلام، ويجب على المسلمين الدفاع عنها والمحافظة عليها، ويؤيد ذلك ما ذكره فقهاء المسلمين، فقال الماوردي وأبو يعلي الفراء: ((وتصير هذه الأرض –أي المفتوحة عنوة –جار إسلام سواء سكنها المسلمون أو أعيد إليها المشركون لملك المسلمين لها، ولا يجوز أن يستنزل عنها للمشركون لئلا تصير دار حرب))[198].

وقال الماوردي في الأرض المفتوحة صلحاً على أن تكون الأرض للمسلمين ويقر أهلها عليها بجزية وخراج معلومين: ((أن يصالحهم على أن ملك الأرض لنا –أي للمسلمين –فتصير بهذا الصلح وقفاً من دار الإسلام، ولا يجوز بيعها ولا رهنها، ويكون الخراج أجرة لا يسقط بإسلامهم فيؤخذ خراجها إذا انتقلت إلى غيرهم من المسلمين …))[199]

وبناء على هذا الحكم الذي قرره الفقهاء فإن أرض فلسطين التي فتح بعضها عنوة وبعضها صلحاً قد دخلت في دار الإسلام منذ ذلك الفتح وطبقت عليها أحكام الإسلام، وأمَّر عليها عمر بن الخطاب يزيد بن أبي سفيان وحافظ المسلمون على إسلاميتها وبقوا يجبون من أهلها الخراج. روى أبو عبيدة عن عمر ابن عبد العزيز أنه كتب إلى عبد الله بن عوف –عامله على فلسطين –فيمن كانت في يده أرض بجزيتها من المسلمين أن يقبض جزيتها، ثم يؤخذ منها زكاة ما بقي بعد الجزية، قال إبراهيم بن أبي العقيلي –راوي الأثر: أنا ابتليت بذلك ومني أخذ[200].

ب- وجوب الدفاع عن دار الإسلام.

أوجب الإسلام على الإمام الذي يتولى شئون الأمة الإسلامية الدفاع عن البلاد الإسلامية التي خضعت لحكم المسلمين بإعداد الجيوش القوية، وشحن الثغور المتاخمة لبلاد الأعداء بالعدة المانعة والقوة الدافعة، لئلا يقع الاعتداء على بلاد المسلمين، ويتنتهك الحرمات وتسفك الدماء، ويهلك الحرث والنسل.

قال الماوردي: في بيان ذلك الواجب: ((والذي يلزمه من الأمور العامة عشرة أشياء … الثالث: حماية البيض والذب عن الحريم ليتصرف الناس في المعايش وينتشروا في الأسفار آمنين من تغرير بنفس أو مال … والخامس: تحصين الثغور بالعدة المانعة والقوة الدافعة حتى لا تظفر الأعداء بغرة ينتهكون فيها محرماً أو يسفكون فيها لمسلم أو معاهد دماً))[201] وقال النووي: ((أن يشحن الإمام الثغور بجماعة يكافئون من بإزائهم من الكفار، وينبغي أن يحتاط بإحكام الحصون وحفر الخنادق ونحوها))[202]

فإذا هاجم الأعداء دار الإسلام واستولوا على شيء منها صار الجهاد فرضاً عينياً على المسلمين، فإذا أعلن الإمام النفير العام وجب على كل فرد منهم أن يطيعه بما يقدر عليه من الجهاد بنفسه وماله حتى أن الابن يخرج دون إذن أبيه، لأن حق الوالدين لا يظهر في فروض الأعيان كالصلاة والصوم، والزوجة دون إذن زوجها.

قال الكاساني –في حكم الجهاد إذا عم النفير بأن هجم العدو على بلد من بلاد المسلمين: ((إذا عم النفير بأن هجم العدو على بلد فهو فرض عين يفترض على كل واحد من آحاد المسلمين ممن هو قادر عليه لقوله سبحانه وتعالى: (انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً ) قيل نزلت في النفير، وقوله (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ)، ولأن الوجوب على الكل قبل عموم النفير ثابت، لأن السقوط عن الباقين بقيام البعض به، فإذا عم النفير لا يتحقق القيام به إلا بالكل فبقي فرضاً على الكل عيناً بمنزلة الصوم والصلاة فيخرج العبد بدون إذن مولاه، والمرأة بغير إذن زوجها، لأن منافع العبد والمرأة في حق العبادات المفروضة عيناً مستثناة عن ملك المولى والزوج شرعاً كما في الصوم والصلاة، وكذا يباح للولد أن يخرج بغير إذن والديه، لأن حق الوالدين لا يظهر في فروض الأعيان كالصوم والصلاة والله سبحانه وتعالى أعلم))[203].

لقد حافظ المسلمون على أرض فلسطين –باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من دار الإسلام –منذ أن فتحها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعندما تعرضت تلك البلاد لهجمات الصليبيين الهمجية، والذين استطاعوا بوساطتها أن يستولوا على بيت المقدس ويؤسسوا فيه مملكة اللاتين التي استمرت حوالي مائة سنة، انطلق المسلمون من جميع بقاع الأرض مستشعرين الواجب المقدس: وهو تحرير ما اغتصب من أرض المسلمين، انطلقوا بقيادة القائد المسلم صلاح الدين بعد أن عملوا على تصفية العقيدة الإسلامية مما علق بها من انحرافات وتصورات خاطئة، وبعد أن بذلوا الجهد في توحيد كلمة المسلمين، انطلقوا إلى تحرير الأرض المقدسة التي اغتصبها دعاة التعصب الغربي فكلل الله جهودهم بالنجاح والتحرير.

وعندما ساوم ((هرتزل)) السلطان عبد الحميد على أرض فلسطين قال له:

(( .. إن بلادنا التي حصلنا على كل شبر منها ببذل دماء أجدادانا لا يمكن أن نفرط بشبر منها دون أن نبذل أكثر مما بذلناه من دماء في سبيلها))[204]. وأضاف قائلاً: ((إنني أحب تطبيق المساواة على جميع المواطنين، ولكن إقامة دولة يهودية في فلسطين التي فتحناها بدماء أجدادنا العظام فلا …))[205]

استمرار صفة الإسلامية على أرض فلسطين عبد الاغتصاب

نص العلماء على مسألة شبيهة بحالة فلسطين بعد الاغتصاب وصورة المسألة: إذا غلب أهل الحرب (الأعداء) على جزء من دار الإسلام، ولم يتمكن المسلمون من تحرير هذا الجزء المغتصب، وطبق الأعداء عليه أحكام الكفر، فهل يصير هذا الجزء دار حرب وتزول عنه صفة الإسلامية أم لا؟

اختلف العلماء في هذه المسألة على عدة أقوال.

أ- ذهب كثيرمن فقهاء الشافعية إلى استمرار صفة الإسلامية على هذا الجزء المغتصب من دار الإسلام، لأنه خضع لحكم الإسلام واستقرعليه ذاك الحكم، فلا تزول هذه الصفة بحدوث أي عارض كعدوان أو اغتصاب. ويجب على المسلمين بذل جميع ما بوسعهم من أموال وأنفس وجاه ووقت لتحرير هذا الجزء المغتصب.

قال ابن حجر في تحفة المحتاج نقلا عن الرافعي وغيره من فقهاء الشافعية: ((إن دار الإسلام ثلاثة أقسام: قسم يسكنه المسلمون، وقسم فتحوه وأقروا أهله عليه بجزية ملكوه أولاً، وقسم كانوا يسكنونه ثم غلب عليه الكفار))[206]

وقال البجيرمي: ((إن دار الإسلام هي الدار التي يسكنها المسلمون وإن كان فيها أهل ذمة، أو فتحها المسلمون وأقروها بيد الكفار، أو كانوا يسكنونها ثم جلاهم الكفار عنها))[207]

ب- وذهب أبو حنيفة إلى أن دار الإسلام تصبح دار حرب باجتماع شروط ثلاثة: أحدها –إجراء أحكام الكفار عليها على سبيل الاشتهار وأن لا يحكم فيها بحكم من أحكام الإسلام. والثاني –أن تكون متصلة بدار الحرب، فلا يتخلل بينها وبين دار الحرب بلد من بلاد المسلمين. والثالث –أن لا يبقى فيها مؤمن ولا ذمي آمناً بالأمان الأول الذي كان ثابتاً له قبل استيلاء الكفار: للمسلم بإسلامه وللذمي بعقد الذمة[208].

جـ- وذهب الصاحبان من الحنفية (أبو يوسف ومحمد بن الحسن) إلى أن دار الإسلام تصير دار حرب بشرط واحد: وهو إظهار أحكام الكفر: كأن يرتد أهل البلد المغتصب، ولا يظهروا شعائر الإسلام من صلاة وزكاة وجمعة وجماعة، ولا يطبقوا أحكام الإسلام وممن ذهب إلى هذا أيضاً المالكية والحنابلة[209].

نظرة في آراء الفقهاء

إذا نظرنا في الشروط التي وضعها أبو حنيفة لانتقال دار الإسلام إلى دار حرب وفقدان صفة الإسلامية عن الأرض المغتصبة من دار الإسلام، نجد أن هذه الشروط لا تجتمع في أرض فلسطين وأهلها، فهي غير متاخمة لدار الحرب، وأهلها يظهرون شعائر الإسلام من صلاة جماعة وجمعة وعيدين وصيام وغير ذلك، ويطبقون الأحكام الشرعية في كثير من معاملاتهم.

وعلى فرض تحقق هذه فلا يمكن زوال صفة الإسلام عن أرض فلسطين التي شرفها الله بالفتح الإسلامي، واستقر عليها حكم الإسلام مدة من الزمن، ولا يمكن أن يفتي عالم بغير ذلك. فعندما تعرضت بلاد المسلمين لغزو التتار وهجماتهم أنكر أحد علماء الحنفية: وهو الإمام الاسبيجابي على من زعم أن الأرض التي اغتصبها التتار صارت دار حرب فقال: ((إن دار الإسلام لا تنقلب إلى دار حرب … وذكر شروط الإمام أبي حنيفة))[210]. وقال الشيخ إبراهيم الحلبي الحنفي بعد أن ذكر شروط أبي حنيفة ((فالاحتياط هذه البلاد دار إسلام وإن كانت اليد في الظاهر للملاعين ولهؤلاء الشياطين ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين))[211]. ويؤيد ذلك ما ذكره البجيرمي.

أما الشرط الذي وضعه جمهور الفقهاء فهو غير متحقق في أهل فلسطين.

وأما رأي الشافعية في هذه المسألة فهو حسن، أقرب الآراء إلى الصواب، لأنه يحمل مسئولية تحرير الجزء المغتصب من دار الإسلام إلى جميع المسلمين، وينظر إليه على أنه جزء لا يتجزأ من دار الإسلام إلى يوم القيامة، ولايعتبره جسماً غريباً عن دار الإسلام،. وقد أيد هذا الرأي كل من الشيخ محمد رشيد رضا، والدكتور وهبة الزحيلي.

جاء في تفسير المنار ((دار الإسلام .. فيها أربعة آراء: الرأي الأول هو أقرب الآراء إلى نصوص جمهور الفقهاء أن كل ما دخل في محيط سلطان الإسلام ونفذت فيها أحكامه وأقيمت شعائره قد صار من دار الإسلام ووجب على المسلمين عند الاعتداء عليه أن يدافعوا عنه وجوباً عينياً كانوا كلهم آثمين بتركه، وإن استيلاء الأجانب عليه لا يرفع عنهم وجوب القتال لاسترداده وإن طال الزمان. فعلى هذا الرأي يجب على مسلمي الأرض إزالة سلطان جميع الدول المستعمرة لشيء من الممالك الإسلامية وإرجاع حكم الإسلام إليها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وعجزهم الآن عن ذلك لا يسقط عنهم وجوب توطين أنفسهم عليه، وإعداد ما يمكن من النظام والعدة له، وانتظار الفرص للوثوب والعمل))[212].
وجاء في كتاب آثار الحرب في الفقه الإسلامي للدكتور وهبة الزحيلي (نجد في تحديد هذه الدار –أي دار الإسلام –أربعة آراء للعلماء، نختار منها الرأي الأول، لأنه أقرب الآراء إلى نصوص جمهور الفقهاء وهو أن كل من دخل من البلاد في محيط سلطان الإسلام، ونفذت فيها أحكامه وأقيمت شعائره قد صار من دار الإسلام، ووجب على المسلمين عند الاعتداء عليه أن يدافعوا عنه وجوباً كفائياً بقدر الحاجة وإلا فوجوباً عينياً، وكانوا كلهم آثمين بتركه، وإن استيلاء الأجانب عليه لا يرفع عنهم وجوب القتال لاسترداده وإن طال الزمان فمثل فلسطين اليوم والجزائر في الأمس القريب تعتبر كل منهما دار إسلام يجب على المسلمين جميعهم تطهيرها من الدخيل))[213].

بهذا يتبين أن صفة الإسلامية ملازمة لأرض فلسطين لا تنفك عنها لأي عارض كاغتصاب أو احتلال أو نحوه، ولا صحة لقول القائل: (( … وهذا بخلاف قرية إسلامية في حدود الأراضي التي تغتصبها إسرائيل أو يسيطر عليها الشيوعيون ويمنعون فيها الشعائر قهراً وجبراً، وكبلاد أوربا النصرانية فهذه كلها ليست دار إسلام لأن الشعائر لا تظهر فيها إلا تسامحاً بسب الإنكار))[214].

وإذا ثبتت استمرارية هذه الصفة على أرض فلسطين فيجب على جميع المسلمين وجوباً أن يعملوا على تحرير الأرض الإسلامية وتخليصها من قبضة الغاصبين، وإرجاعها لتحكم بالإسلام وشريعته الغراء.

المطلب الثالث: آثار الفتح الإسلامي لفلسطين

لقد كان للفتح الإسلامي لفلسطين أثر كبير في زيادة قدسية المسجد الأقصى، واستقرار الحياة العامة في بلاد فلسطين، حيث استقرت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

أولاً: المكانة التي تمتع بها المسجد الأقصى في الإسلام.

احتل المسجد الأقصى في نفوس المسلمين مكانة مرموقة منذ أن كان النبي e وأصحابه رضوان الله عليهم يتوجهون في الصلاة إليه، ومنذ أن شرع النبي e ببيان بعض الأحكام الخاصة به. ولذلك سارع عمر ري الله عنه إلى تنظيف الصخرة بعد الفتح مباشرة، فأزال الأوساخ التي كان النصارى يلقونها عليها، نكاية في اليهود الذين كانوا يصلون إليها، وقام عبد الملك عبد مروان بتجديد بناء المسجد الأقصى وبناء قبة الصخرة. وقد حرص المسلمون على أن يكون المسجد الأقصى عامراً بالمصلين ومفتوحاً لجميع الزائرين من المسلمين.

1- الأحكام الخاصة بالمسجد الأقصى:

أ- استحباب زيارته وشد الرحال إليه.

اتفق علماء المسلمين على استحباب ويارة المسجد الأقصى للعبادة المشروعة فيه: كالصلاة والدعاء، والذكر، وقراءة القرآن، والإعتكاف والصوم، لما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي e قال: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى))[215]، وفي رواية ((تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد))[216].

وفي رواية ثالثة: ((إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد: الكعبة، ومسجد هذا، ومسجد إيلياء))[217]

فالحديث يدل على فضل هذه المساجد الثلاثة ومزيتها على غيرها ولكونها مساجد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فهم الذين بنوها ودعوا الناس إلى زيارتها للعبادة والصلاة فيها، فإبراهيم عليه السلام هو الذي بنى الكعبة، وسليمان عليه السلام بنى المسجد الأقصى، ونبينا محمد e بني المسجد النبوي، ولم يبن أحد من الأنبياء مسجداً ودعا الناس إلى زياته للعبادة إلا هذه المساجد الثلاثة. ولهذا لا يجوز تغيير واحد من هذه المساجد الثلاثة عن موضعه[218].
ومما يؤيد استحباب زيارة المسجد الأقصى ما روى الحاكم في صحيحه عن النبي e ((أن سليمان عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالاً ثلاثاً فأعطاه إياه، وسأله حكما يواطيء حكمه فأعطاه إياه، وسأله من أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه أن يخرج من الذنوب كيوم ولدته أمة فقال رسول الله e: ((وأنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة))[219]

قال ابن تيمية: ((وقد كان ابن عمر رضي الله عنه يأتي إليه فيصلي فيه، ولا يشرب فيه ماء لتصيبه دعوة سليمان، لقوله ((لا يريد إلا الصلاة فيه)) فإن هذا يقتضي إخلاص النية في السفر ولا يأتيه لغرض دنيوي أو بدعة))[220] .

ما يراعى في زيارة بيت المقدس

وينبغي للزائر أن لا يقبل أو يستلم أو يتسمح بقبر من قبور الأنبياء ولا غيرهم، ولا صخرة بيت المقدس، ولا يصلي عند قبر من قبور الأنبياء أو مقام من مقامات الصالحين.

وينبغي أن يعلم أن السفر إلى بيت المقدس بعد الحج ليس بقربة وقول القائل: تقديس الحجة قول باطل لا أصل له.

وينبغي أن يعلم أن زيارة معابد الكفار: ككنيسة القيامة أو كنيسة المهد للعبادة منهي عنها.

قال ابن تيمية: ((ومن زار مكاناً من هذه الأمكنة معتقداً أن زيارتها مستحبة والعبادة فيها أفضل من العبادة في بيته، فهو ضال خارج عن شريعة الإسلام يستتاب فإن تاب وإلا قتل))[221].

فضل الصلاة في المسجد الأقصى:

حينما أُسري بالنبي e من مكة إلى بيت المقدس دخل المسجد الأقصى وصلى فيه، ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه[222]. ولما فتح عمر بن الخطاب بيت المقدس سأل كعب الأحبار عن المكان الذي يصلي فيه فقال: إن أخذت عني صليت خلف الصخرة، فكانت القدس كلها بين يديك، فقال عمر: ضاهيت اليهودية، ولكن أصلي حيث صلى رسول الله e فتقدم إلى القبلة فصلى[223].
وقد روى في مضاعفة الصلاة في المسجد الأقصى عدة أحاديث منها:

1- روى الطبراني عن ميمونة بنت سعد قالت: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس قال: أرض المحشر وأرض المنشر ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة قلنا: يا رسول الله فمن لم يستطع أن يتحمل إليه قال: من لم يستطع أن يأتيه فليهد إليه زيتاً يسرج فيه فإن من أهدى إليه زيتاً كان كمن أتاه)).

قال الهيثمي: روى أبو داود فطعة منه من حديث ميمونة مولاة النبي e، ورواه أبو يعلي بتمامه من حديث ميمونة زوج النبي e -والله أعلم –ورجاله ثقات.[224].

فالحديث يدل على أن الصلاة في المسجد الأقصى أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي، فالصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة[225]، والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة[226]. كما يدل الحديث على استحباب اهداء الزيت له عند عدم القدرة على زيارته، ويقصد بذلك تقديم العون للإسهام في إعماره أو إصلاح أوضاعه.

2- وروى الطبراني والبزار عن أبي الدرداء قال: ((قال رسول الله e الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة)) رواه الطبرانيفي الكبير ورجاله ثقات وفي بعضهم كلام وهو حديث حسن[227].

فالحديث يدل على أن الصلاة في المسجد الأقصى أفضل من خمسمائة صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي، قال ابن تيمية: والصواب في الأقصى بخمسمائة[228]

3- روى ابن ماجه في سننه من حديث أنس بن مالك قال: ((قال رسول الله e: صلاة الرجل في بيته بصلاة، وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة، وصلاته في المسجد الذي يجمع فيه بخمسمائة صلاة، وصلاته في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة، وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة)) وهو حديث ضعيف، لأن في إسناده أبا الخطاب الدمشقي، وهو لا يعرف[229].

مما سبق يتبين أن أصح الأحاديث الواردة في فضل الصلاة في المسجد الأقصى هما الحديث الأول والثاني، وهما يدلان دلالة واضحة على فضل ثواب المصلي في المسجد الأقصى، وقد كان المسلمون يتسابقون إلى الصلاة فيه من جميع بقاع الأرض طمعاً في رضا الله ومثوبته دون أن يضع الواحد منهم نصب عينيه رقماً معيناً، لأن الله تعالى تضاعف الحسنة الواحدة أضعافاً مضاعفة، ولا يقف الأجر والثواب عند رقم معين، ولأن العدد لا مفهوم له كما هو مقرر في أصول الفقه، وإنما المقصود أن الأجر فيها عظيم والثواب فيها كبير –والله أعلم -.

جـ- حكم زيارة بيت المقدس وما حوله بتأشيرة إسرائيلية:

 وهنا يثار سؤال:ما حكم زيارة بيت المقدس وما حوله -بتأشيرة إسرائيلية- للصلاة فيه؟  

  ثار جدل كبير حول مدى جواز زيارة العرب والمسلمين للمسجد الأقصى والقدس بتأشيرة إسرائيلية، فقد أجازها يعض المعاصرين منهم: الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري، والدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، والدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة في مصر والدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف في السلطة الفلسطينية برام الله، والدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي. فدعا الدكتور زقزوق المصريين والمسلمين حول العالم لزيارة القدس، معتبراً أن هذه الزيارات ستشعر العالم بأن قضية القدس تخص كل المسلمين .وأضاف في ندوة “مستقبل القدس” التي نظمتها لجنة الفكر الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف: ” إنه يجب على المسلمين زيارة القدس؛ حتى ولو بتأشيرات إسرائيلية؛ وذلك لأن قضية القدس من أهم القضايا الإسلامية، وتشكل جزءاً من كيان الأمة التي لا يمكن أن ينساها أحد، ولأن القدس أولى القبلتين، كما أنها قضية تخص كل مسلم في كل أنحاء الأرض، وليست قضية فلسطينية أو عربية”. واستطرد قائلا: “ولي وجهة نظر أكررها كثيرا، وهي أنه يجب على كل المسلمين زيارة القدس؛ لأنها قضية إسلامية، وليست فلسطينية حتى يعلم كل العالم أنها تخصنا جميعا”. وأضاف: “عندما قلت من قبل ذلك قامت الدنيا ولم تقعد، واتهموني وقتها بالتطبيع مع إسرائيل؛ بسبب تلك الدعوة، ومع ذلك لن اتراجع عن رأيي، وذلك من أجل حماية القدس، وعدم تركها وحيدة أمام المحاولات الإسرائيلية المستمرة لطمس هويتها.”. وأجاز الدكتور سالم عبد الجليل تلك الزيارة قياسا على موقف النبي صلى الله عليه وسلم، الذي اعتمر في البيت الحرام، على رغم خضوعه لسيطرة المشركين في مكة. وأيد الدكتور محمود الهباش دعوة وزير الأوقاف المصري لزيارة المسجد الأقصى بتأشيرة إسرائيلية؛ لما فيها من رفع معنويات أهل القدس، ودعم صمودهم. وقال الشيخ التميمي: ” على الأمتين العربية والإسلامية والعالم المسيحي نصرة القدس ومقدساتها، بشد الرحال إلى القدس وزيارتها، والإقامة بها فترة، إنقاذاً لها ولأهلها الذين يتعرضون لسياسات التهجير القسري من المدينة. وأكد الشيخ التميمي – في مؤتمر صحفي في «المركز الإعلامي والثقافي الفلسطيني» – تراجعه عن فتوى سابقة بتحريم زيارة القدس إلا بعد تحريرها، معتبراً أن زيارتها الآن ستدعم أهلها، وتحشد المساندة للقدس، التي وصفها بأنها «جوهر القضية الفلسطينية»، مشيراً إلى أن تسوية مشكلتها واعتبارها عاصمة لدولة فلسطين أمر ضروري لحل الصراع العربي–الإسرائيلي”. واستدل أصحاب هذا القول بما يلي:

1-قياس زيارة القدس المسجد الأقصى اضطراريا بتأشيرة إسرائيلية على موقف النبي صلى الله عليه وسلم، الذي ذهب لأداء العمرة في البيت الحرام، على الرغم من خضوع ذلك البيت لسيطرة المشركين في مكة، وحوله عشرات الأصنام. فلما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون حدود مكة منعهم المشركون من دخولها إلا بأذن منهم، وهو ما قبله الرسول صلى الله عليه وسلم حقنا للدماء، وقام بتأدية عمرة القضاء في العام التالي سنة (6هـ).

2-ولأن قضية القدس من أهم القضايا الإسلامية التي تشكل جزءاً من كيانها، وهي تخص كل المسلمين في كل أنحاء الأرض، وليست قضية فلسطينية أو عربية، ولا يمكن أن ينساها أحد؛ لأن القدس أولى القبلتين، ومسجدها ثالث الحرمين الشريفين.

3-ولأن في زيارة القدس رفع لمعنويات أهلها، ودعم لصمودهم على الأرض.

   في حين ذهب غالبية العلماء المعاصرين منهم: الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي، والدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، والشيخ حامد البيتاوي خطيب المسجد الأقصى ورئيس رابطة علماء فلسطين، والدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق، والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وغيرهم إلى عدم جواز زيارة المسجد الأقصى والقدس بتأشيرات سفر إسرائيلية. فقال الدكتور محمد سيد طنطاوي:” إن تلك الزيارة لن تتم في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وإن ذلك ينطبق على كل علماء المؤسسة الأزهرية الذين يتبنون الموقف نفسه”. وقال أيضاً: في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” يوم  الأحد (26/4/2009م):” أرفض زيارة القدس، وهي مكبلة بسلاسل قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ لأن زيارة أي مسلم لها في الوقت الراهن يعد اعترافاً بمشروعية الاحتلال الإسرائيلي، وتكريساً لسلطته الغاشمة. وأضاف: “القدس عربية وكل الحقائق تؤكد ذلك، ولا بد من مواصلة استخدام كل الوسائل المشروعة لاسترداد الأراضي العربية التي تحتلها إسرائيل، وأن يقف العرب جميعا صفا واحدا ضد من يسفكون الدماء ويروعون الآمنين الأبرياء، ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ دون وجه حق”. كما أعلن الدكتور نصر فريد واصل رفضه القاطع لزيارة القدس في الوقت الراهن، وقال لـ”العربية.نت”: ” لن أزور القدس والمسجد الأقصى إلا بعد تحريرهما من وطأة الاحتلال الإسرائيلي، لأن زيارتي لها الآن أو أي مسلم على مستوى العالم تعد تكريساً للاحتلال، واعترافاً بمشروعيته. وأضاف: لكن بإذن الله تعالى سأزورها، ونزورها جميعاً وهي حرة مسلمة، وبدعوة من الرئيس الفلسطيني (في ذلك الوقت)، وهذه المدينة المقدسة أمانة في عنق المسلمين، ولا بدَّ أن يبذل الجميع كل الجهد لتحريرها واستردادها بأية طريقة من الطرق. كما جدد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي في يوم الثلاثاء (13/7/2010م) رفضه لزيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية، معتبراً تلك الزيارة “عار وحرام” مادامت القدس تحت الاحتلال، وأعرب عن تعجبه من دعوة بعض العلماء لزيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية باعتبار ذلك دعماً للفلسطينيين، مشيراً إلى أنهم لو فهموا المسألة على حقيقتها، وأنها تعطي شرعية لإسرائيل، وتروج للسياحة بها؛ فإنهم سيحرمون تلك الزيارة. وأكد الشيخ القرضاوي بأن الدفاع عن القدس فريضة على كل مسلم، مشيراً إلى أن: ” الأصل الشرعي هو أنه إذا دخل العدو بلد من بلاد المسلمين، واحتل قطعة من أرض مسلمة قَلت أو كثرت على كل من يقيمون في هذه الأرض الجهاد، فإذا عجزوا عن رد العدو وجب على جميع المسلمين مناصرتهم والجهاد معهم. وقال: إن زيارة القدس لغير الفلسطينيين حرام مادامت إسرائيل تحتل القدس، وما دام الزائر سيحتاج إلى زيارة السفارة الإسرائيلية للحصول على تأشيرة. واستطرد قائلاً: من العار أن يدخل المسلم تحت العلم الإسرائيلي، ويجب أن يشعر المسلم أنه ممنوع من زيارة القدس،  وأنه ينبغي أن يزورها تحت راية المسلمين، ولا أقبل لمسلم أن يذهب لسفارة إسرائيل ليطلب تأشيرة إسرائيلية ويشجع السياحة”. وسبق أن أعلن الشيخ القرضاوي رفضه لزيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية ، قائلا: “لن نصلي في الأقصى، إلا والقدس محررة “. واستدل أصحاب هذا القول بما يأتي:

1-إن في ذهاب المسلم إلى سفارة دولة إسرائيل بقصد الحصول على تأشيرة لزيارة القدس يعد اعترافاً بمشروعية الاحتلال لفلسطين عامة والقدس خاصة، وهو مناقض لوجوب مقاومة المحتل لأي شبر من أرض المسلمين.

2-إن في زيارة القدس تشجيعاً للسياحة الإسرائيلية، ودعماً للاقتصاد الإسرائيلي الذي يوجه أغلبه لقتل الفلسطينيين.

3-إن في منع المسلمين من زيارة القدس يشعرهم بأنها محتلة، ولا بد من تحريرها من الصهاينة المحتلين لفلسطين.أهالي

    وبالنظر في القولين السابقين والأدلة التي سيقت لتأييد كل قول منهما، أرى أن القول بمنع الزيارة هو الأولى بالصواب؛ وذلك لأن موضوع ” التطبيع مع الاحتلال الصهيوني” هو المحدد الأساسي للحكم الشرعي في هذه الزيارة، فإذا كانت الزيارة تنطوي على تطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وإقرار له على احتلال القدس والمسجد الأقصى وباقي فلسطين، فلا تجوز تلك الزيارة، وبخاصة إذا كان الزائر لا يدخل إلى فلسطين والقدس إلا بتأشيرة خاصة من دولة الاحتلال الصهيوني في الأرض المحتلة، أو من إحدى سفاراتها في خارج الأرض المحتلة، فلا يجوز للمسلم المقيم في كافة البلاد الحصول على تأشيرة بقصد زيارة المسجد الأقصى والقدس. أما إذا كانت تلك الزيارة لا تنطوي على تطبيع مع العدو الإسرائيلي، كما إذا كان الزائر يحمل جواز سفر إسرائيلي، أو هوية إسرائيلية: كالفلسطيني الذي يقيم في المناطق المحتلة قبل (1948) ولا يزال، والفلسطيني الذي يقيم في الخارج، ولكنه خرج للعمل في الخارج، وهو يحمل إذن خروج ودخول مسبق؛ فيجوز لهم الذهاب لزيارة القدس والمسجد الأقصى، والصلاة فيه، فإن زيارة هؤلاء تصل إلى حد الوجوب، للمحافظة على الهوية الإسلامية لتلك المدينة المقدسة من أي عبث واعتداء صهيوني، وهذا ما يفعله المسلمون في المناطق المحتلة منذ (1948) بتوجيه إسلامي من الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح حفظه الله، وهو عمل مطلوب، ويدخل تحت ما يسمى بالرباط في المسجد الأقصى. وأما قياس زيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية على زيارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لـمكة المكرمة لأداء العمرة، وهي تحت يد المشركين فقياس مع الفارق؛ ذلك لأن  مشركي مكة كانوا هم أهل مكة، ولكن اليهود اليوم مغتصبون لفلسطين والقدس، ويقومون بتهويدها وحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى، ويمنعون شباب فلسطين من الصلاة فيه، بل ويطردون النواب المقدسيين من وطنهم. ويهدمون بيوتهم في القدس وما حولها بقصد تهويدها. واللافت للنظر أن بعض من يجيزون زيارة القدس والأقصى وهما تحت الاحتلال وبتأشيرة إسرائيلية من أهل فلسطين يمارسون نوعا من التطبيع السياسي مع العدو الإسرائيلي، ويؤيدون التنسيق الأمني معه. هذا بالإضافة إلى أن إسرائيل أعلنت فور صدور هذه الدعوة من وزير الأوقاف المصري عن ترحيبها الشديد بذلك، في الوقت الذي تمنع فيه المقدسيين من زيارة الأقصى، والصلاة فيه، وتهدم بيوتهم، وتبني مستوطناتها بالآلاف داخل المدينة المقدسة، وتجهز لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. وأما دعم صمود أهل القدس فلا يكون بزيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية، وإنما يكون بالدعم المادي لهم، ومطالبة حكوماتهم التي تطبع مع اليهود بوقف ذلك التطبيع.

استحباب الإحرام من المسجد الأقصى بالحج والعمرة.

1- روى أبو داود قال حدثنا أحمد بن صالح ثنا أبن أبي فديك عن عبد الله ابن عبد الرحمن بن يُحَنِّس عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي عن جدته حكيمة عن أم سلمة –زوج النبي e أنها سمعت رسول الله e يقول: ((من أهلَّ بحج أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أو وجبت له الجنة)) شك عبد الله أيتهما[230].

2- روى الإمام أحمد بسنده –إلى أم سلمة أن رسول الله e قال: ((من أحرم من بيت المقدس غُفر له ما تقدم من ذنبه))[231].

3- وروى ابن ماجه –بسنده –عن أم سلمة أن رسول الله e قال: ((من أهلَّ بعمرة من بيت المقدس كانت كفارة من الصحابة والتابعين وسلف الأمة: ومن هؤلاء ابن عمر، ومعاذ بن جبل، وكعب الأحبار، ووكيع وغيرهم.

روى المقدسي في فضائل القدس –بسنده –عن نافع عن ابن عمر ((أنه أحرم عام الحكمين من بيت المقدس)) وفي رواية أخرى عن سالم عن ابن عمر ((أنه أحرم بالعمرة في بيت المقدس))[232]. قال ابن حزم: ((صح عن ابن عمر أنه أحرم من بيت المقدس))[233]. وروى ابن حزم –بالسند –عن عبد الله بن أبي عمار كان معاذ بن جبل وكعب الخير: ((فأحرما من بيت المقدس بعمرة وأحرم معهما))[234]

وذكر أبو داود في سننه عن وكيع: ((يرحم الله وكيعاً أحرم من بين المقدس يعني إلى مكة))[235].

وروى الإمام أحمد في مسنده أن أم حكيم ابنه أمية بن الأخنس ركبت إلى بيت المقدس حتى أهلت منه بعمرة[236].

آراء الفقهاء في هذه المسألة

أجمع العلماء على جواز تقديم الإحرام للحج والعمرة عن الميقات المكاني، وقد نقل الإجماع كثير من العلماء: منهم ابن المنذر، والخطابي، فقال ابن المنذر: ((أجمع أهل العلم على أن من أحرم قبل أن يأتي الميقات فهو محرم))[237]، ولم يخالف في ذلك إلا داود وتبعه ابن حزم حيث قال: ((فإن أحرم من شيء من هذه المواقيت وهو يمر عليها فلا إحرام له، ولا عمرة له إلا أن ينوي إذا صار في الميقات تجديد إحرام، فذلك جائز، وإحرامه حينئذ تام، وحجه تام، وعمرته تامة))[238].

ولكن قوله هذا مردود –كما قال النووي وغيره –بإجماع من قبله من العلماء. [239].
واختلفوا في أيهما أفضل: أن يحرم من الميقات، أم يقدّم الإحرام عن الميقات، كأن يحرم من دويرة أهله، أو من بيت المقدس، أو نحوه؟ فذهب الحنفية وبعض الشافعية إلى أن الأفضل تقديم الإحرام عن الميقات، فله أن يحرم من دويرة أهله أو من بيت المقدس، لأنه أكثر تعظيماً وأوفر مشقة، والأجر على قدر المشقة، كما استدلوا بأحاديث الإهلال من بيت المقدس السابقة، وبفعل جماعة من الصحابة والتابعين وسلف الأمة كابن عمر ومعاذ وكعب وغيرهم[240].

وذهب المالكية والحنابلة وبعض الشافعية إلى أن الأفضل الإحرام من الميقات، ويكره الإحرام من دويرة أهله، أو من بيت المقدس، لأن النبي e والصحابة رضوان الله عليهم كانوا لا يحرمون إلا من الميقات، وهم لا يفعلون إلا الأفضل.[241]

مناقشة واختيار

لقد ناقش الفريق الثاني أحاديث الإهلال بالحج والعمرة من بيت المقدس فضعفها بعض العلماء، وحملها البعض الآخر على معنى آخر.

أما الذين ضعفوها فقالوا: إن رواية أبي داود فيها ابن أبي فديك، ويحيى ابن أبي سفيان الأخنسي، قال ابن سعد: ابن أبي فديك ليس بحجة[242]، وقال ابن حزم وغيره: يحيى بن أبي سفيان الأخنسي مجهول[243].

ويجاب عن ذلك: بأن ابن أبي فديك ثقة ويحتج به في الكتب الستة، قال فيه النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن معين: ثقة[244]، وأما الأخنسي فهو شيخ من شيوخ المدينة، ذكره ابن حبان في الثقات، قال الذهبي: وثق[245]. فرواية أبي داود يمكن الاحتجاج بها والاعتماد عليها.

أما رواية أحمد ففي سندها ابن لهيعة،[246] وفيه مقال معروف. وأما الذين حملوها على معنى آخر فمنهم القاضي أبو يعلي الحنبلي حيث قال: إن معنى أهلَّ أي قصد[247]، فيكون معنى الحديث قصد المسجد الأقصى لينطلق منه إلى مكة المكرمة ولا يحرم إلا من الميقات، ويجاب عن ذلك بأن بعض الروايات صرحت بالإحرام، فلا يحمل الحديث على غير ذلك.

وبناء على ما سبق فإنه يمكن العمل برواية أبي داود، فيكون للإحرام من بيت المقدس بالحج أو العمرة فضيلة خاصة: وهي غفران الذنوب وتكفيرها، لأنه قصد الوصل بين أشرف البقاع: بيت المقدس ومكة المكرمة، والجمع بين الصلاة في أفضل المساجد: المسجد الأقصى، والمسجد الحرام بإحرام واحد، قال ابن قدامة: ((ويحتمل اختصاص هذا ببيت المقدس دون غيره ليجمع بين الصلاة في المسجدين بإحرام واحد، ولذلك أحرم ابن عمر منه، ولم يكن يحرم من غيره إلا من الميقات))[248]، وإن بقاء المسجد الأقصى في قبضة اليهود الغاصبين في الوقت الحاضر يحول دون تمكن المسلمين من تطبيق هذا الحكم. ولذا فيجب على المسلمين أن يعملوا على تحريره، وتخليصه من قبضة الغاصبين ليعود إلى وضعه الطبيعي ويتمكن المسلمون في جميع بقاع الأرض من آداء نسكهم كما أرشد إليه رسولنا الكريم في الحديث.

تضاعف فيه السيئات كما تضاعف فيه الحسنات

حكى عن بعض السلف أن السيئات تضاعف في بيت المقدس كما تضاعف الحسنات، وذلك لشرف المكان وتعظيمه.

وروى أبو بكر الواسطي عن نافع قال: قال لي ابن عمر –ونحن في بيت المقدس: ((يا نافع اخرج بنا من هذا البيت فإن السيئات تضاعف فيه كما تضاعف الحسنات))[249] وروي عن كعب الأحبار أنه كان يذهب من حمص إلى بيت المقدس للصلاة فيه فإذا صار منه قدر ميل اشتغل بالذكر والتلاوة والعبادة حتى يخرج عنه بقدر ميل أيضاً، ويقول: ((السيئات تضاعف فيه))[250] وروى ابن الجوزي عن إسماعيل بن عياش قال سمعت جرير بن عثمان وصفوان بن عمرو يقولان: ((الحسنة في بيت المقدس والسيئة بألف))[251].

وقيل: إن السيئات لا تضاعف في الأماكن المعظمة لعموم قوله تعالى: (وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)[252]، ولما روي عن رسول الله e فيما يرويه عن ربك تبارك وتعالى قال: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة، وإن همَّ بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همَّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة))[253].

وتحقيق القول في هذه المسألة أن المضاعفة تقع على العقوبة ومقدارها، لا على كمية السيئات وعددها، فالمقترف لعشر سيئات في بيت المقدس تسجل عليه عشر سيئات، ولكن العقوبة تغلظ لشرف المكان وتعظيمه، فإن من عصى الملك على بساط ملكه ليس كمن عصاه في موضع بعيد.
فإن قيل: لا فرق بين مضاعفة كمية السيئات وعددها ومضاعفة العقوبة وتغليظها. يقال: إنه جاء أن من زادت حسناته على سيئاته في العدد دخل الجنة، ومن زادت سيئاته على حسناته دخل النار، ومن استوت حسناته وسيئاته عدداً كان من أهل الأعراف. فيكون للمضاعفة في العقوبة في يسكنون في بيت المقدس إذا كان عدد الحسنات أكثر من السيئات.

فضل مجاورة المسجد الأقصى

ذهب كثير من العلماء إلى استحباب مجاورة المسجد الأقصى[254] لما يحصل فيه من الطاعات التي لا تحصل في غيره: من تضعيف الصلوات والحسنات، ولكون بيت المقدس عقر دار المؤمنين يوم اشتداد المحن والفتن، ولأن الدجال لا يدخل بيت المقدس. وقد سكن بيت المقدس كثير من الصحابة والتابعين الصالحين ومن هؤلاء:

1- عبادة بن الصامت: الصحابي الجليل المجاهد الكبير الذي شهد المشاهد كلها مع رسول الله e، والذي ولاه عمر رضي عنه قضاء حمص، ثم انتقل إلى فلسطين، ومات بها ودعن ببيت المقدس 34هـ.

2- شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري: الصحابي الجليل ولاه عمر رضي الله عنه إمارة حمص. قال فيه عبادة بن الصامت: ((وكان شداد بن أوس ممن أوتي العلم والحلم)) نزل فلسطين وسكن بيت المقدس وتوفي فيها سنة 58هـ[255].

3- أبو ريحانة شمعون الأنصاري: وهو مشهور بكنيته، له صحبه وسماع، ورواية، كان الفضلاء الأخيار سكن بيت المقدس ومات فيها.[256]

4- ذو الأصابع التميمي اليمني: صاحب النبي e سكن بيت المقدس ومات فيها[257].

5- يعلى بن شداد بن أوس من كبار التابعين، أدرك زمن النبوة وأسلم زمن أبي بكر. أتى بيت المقدس للصلاة فيه[258].

6- محارب بن دثار السدوبي: تابعي روى عن عمر وجابر وغيرهما، قال: صحبنا القاسم بن عبد الرحمن إلى بيت المقدس فغلبنا على ثلاث: قيام الليل، والبسط في النفقة، والكف عن الناس[259].

7- إبراهيم بن أبي عبلة: تابعي روى عن أبي أمامة وأنس، توفي سنة اثنتين وخمسين من الهجرة[260].

8- إبراهيم بن أدهم: أحد الزهاد، ذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين، روى عن الشعبي والثوري، وبقية بن الوليد، أصله من بلخ، انتقل بعد أن تاب وترك الإمارة إلى الشام طلباً للحلال، وأقام بها مرابطاً غازياً على الجهد الجهيد والفقر الشديد، والخدمة للأصحاب، والسخاء الوافر والورع الدائم[261].

9- الإمام محمد الطرطوشي الفهري المالكي: رحل إلى بلاد الشرق سنة ست وتسعين وأربعمائة وقدم بيت المقدس وحج وتفقه على أبي بكر الشاشي وسكن الشام ودرس بها[262].

10- الإمام أبو حامد الغزالي: حجة الإسلام الطوسي، أقام بدمشق مدة ثم انتقل إلى بيت المقدس ورحل إلى الاسكندرية وأقام بها مدة، ثم عاد إلى طرطوس، مات سنة خمس وخمسمائة[263].

11- الشيخ الزاهد أبو عبد الله الدمشقي محمد بن أحمد بن إبراهيم: له كرامات ظاهرة، ومناقب جليلة باهرة، وأهل مصر يذكرون عنه أشياء خارقة.

قدم بيت المقدس، وأقام به إلى أن مات سنة تسع وتسعين وخمسمائة[264].

عمارة المسجد الأقصى ومسجد الصخرة وعناية الخلفاء بهما:

حينما فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيت المقدس لم يكن المسجد الأقصى المعروف الآن، والواقع في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف موجوداً، كما أن مسجد الصخرة المشرفة لم يكن موجوداً حينئذ، وإنما الموجود المكان الذي أحيط بالسور بما فيه من ساحات واسعة والصخرة المشرفة، وهذا هو المراد بالمسجد الأقصى في قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[265] لأن المسجد شرعاً يطلق على كل موضع من الأرض لقوله e: ((جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً))[266]، وعرفاً يطلق على المكان المهيأ للصلوات الخمس، وأما المصلى فيطلق على المكان المخصص لاجتماع الأعياد ونحوها، ولأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما كان في بيت المقدس سأل كعب الأحبار عن مكان يبني فيه المسجد فقال كعب: لقد خالطتك يهودية، بل نبنيه أمامها فبناه في قبلي المسجد[267]. وبذلك يتبين أن أول من بنى المسجد الأقصى في الإسلام هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد اتفق المؤرخون على أن عمر بن الخطاب قد أقام مسجداً متواضعاً وصغيراً في الجزء الجنوبي من الحرم القدسي بالقرب من المكان الذي يقال إن الرسول e قد ربط به البراق ليلة الإسراء والمعراج[268].

وفي عهد عبد الملك بن مروان (65 -86هـ) بنى مسجد الصخرة المشرفة وهو من أعظم الآثار الإسلامية في فلسطين، وتعتبر قبته من أعظم العمارات الإسلامية في الجمال والفخامة وإبداع الزخرفة، كما تمتاز ببساطة التصميم وتنسيق الأجزاء تمَّ بناؤها في (72هـ) وقال ابن بطوطة في وصفها: ((وهي من أعجب المباني وأثمنها وأغربها شكلاً، قد توفر حظها من المحاسن وأخذت  من رخام، ولها أربعة أبواب، والدائر بها مفروش بالرخام أيضاً محكم الصنعة ما يعجز الواصف، وأكثر ذلك مغشى بالذهب فهي تتلألأ نوراً وتلمع لمعان البرق، يحار بصر متأملها في محاسنها ويقصر لسان رائيها عن تمثيلها، وفي وسط القبة الصخرة الكريمة التي جاء ذكرها في الآثار، فإن النبيّ e عرج منها إلى السماء، وهي صخرة صماء ارتفاعها نحو قامة، وتحتها مغارة في مقدار بيت صغير: ارتفاعها نحو قامة أيضاً، ينزل إليها على درج، وهنالك شكل محراب، وعلى الصخرة شباكان اثنان محكما العمل يغلقان عليها، أحدهما وهو الذي يلي الصخرة من حديد بديع الصنعة، والثاني من خشب، وفي القبة ورقة كبيرة من حديد معلقة هنالك والناس يزعمون أنها ورقة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه))[269].

وقد ذهب اليعقوبي إلى أن عبد الملك بن مروان قصد من عنايته الفائقة ببناء قبة الصخرة صرف أهل الشام عن الذهاب لزيارة الكعبة المشرفة والحج إلى بيت الله الحرام[270] لئلا يلتقوا بعبد الله بن الزبير الذي خرج على عبد الملك واعتصم بمكة وبايعه أهل العراق والحجاز.

ويبدو أن هذه الرواية من وضع منافسي بني أمية، فقد ذكرها اليعقوبي في تاريخه ولم يذكرها غيره من المؤرخين، واليعقوبي ينتسب إلى العباسيين، وموقفه معروف من بني أمية. وليس من المعقول أن يقوم عبد الملك –الذي كان من التابعين الورعين –بمحاولة لتغيير موقع أحد أركان الإسلام وهو الحج.

والمنصف من المؤرخين يرى أن السبب في بناء قبة الصخرة هو رغبة عبد الملك بن مروان بناء مسجد للمسلمين يضاهي في جماله وروعته، وحسن تنسيقه ما لكنائس النصارى من الروعة، ولا سيما كنيسة القيامة وفي ذلك يقول المقدسي: ((أنه –أي عبد الملك –عندما رأى قبة كنيسة القيامة، وكان المسيحيون بحجون إليها من كل صوب خشي أن تؤثر بفخامتها وروعتها على قلوب المسلمين فاعتزم أن يبني في القدس قبة مثلها أو أحسن منها وفعل))[271].

وقد كانت قبة الصخرة موضع التقدير والعناية والاهتمام من جميع الخلفاء والحكام المسلمين، فهم يسارعون في ترميمها وصيانتها إذا ما ظهر فيها أي تصدع، فقد سارع بترميمها عبد الملك بن مروان بعد تصدعها إثر الزلزال الذي حدث سنة (86هـ) كما تولى إصلاحها الخليفة العباسي عبد الله المأمون، وأمر الخليفة الحاكم بأمر الله بالإسراع بترميمها إثر زلزال سنة (408هـ)، وبعد أن حرر صلاح الدين بيت المقدس سنة (583هـ) سارع إلى إزالة آثار العدوان الصليبي من صورة وتماثيل ونقوش وثنية وغير ذلك[272]

وقد سجل في نقوش أسفل رقبة القبة أسماء سلاطين دولة المماليك الذين قاموا بصيانة قبة الصخرة مثل بيبرس، والملك العادل كتبغا، والناصر محمد بن قلاوون. وقد أوقف الملك الأشرف برسباي سنة (836هـ) بعض الحبوس والأملاك على قبة الصخرة، وكذلك قدم الملك الظاهر جمقمق سنة (852هـ) إلى ناظر الحرم القدسي ألفين وخمسمائة دينار ذهب ومائة وعشرين قنطاراً من الرصاص، لعمارة قبة الصخرة من الخارج، وفي عهد السلطان الأشرف قايتباي سنة (872هـ) صنعت الأبواب النحاسية للمداخل الرئيسية لقبة الصخرة. وفي عهد السلطان سليمان القانوني العثماني كسى جدار القبة من الخارج بالرخام وبلاد القاشاني. وقد لقيت قبة الصخرة عناية فائقة من سلاطين آل عثمان كالسلطان محمود، وعبد المجيد، وعبد الحميد وعبد العزيز، وعبد المجيد الثاني وغيرهم[273].

وأما المسجد الأقصى المعروف اليوم فقد شرع عبد الملك بن مروان في بنائه بعد أن أتم بناء قبة الصخرة، ولكنه لم يتم إلا في عهد ابنه الوليد، حتى قيل هو الذي بناه. ويصفه المقدسي وغيره من المؤرخين: بأنه طويل عريض وطوله أكثر من عرضه، وهو في غاية الحسن والإحكام، مبنى على أعمدة من الرخام، ملون بالفسيفساء التي ليس في الدنيا أحسن منها.[274]

وقد حظى المسجد الأقصى بعناية الخلفاء والحكام المسلمين منذ بنائه، فوقفوا الأوقاف عليه، وسارعوا إلى ترميم ما تصدع منه، وأعادوا بناء ما تهدم. فقد روى إبراهيم بن أبي عبلة أنه قال: ((رحم الله الوليد وأين مثل الوليد؟ افتتح الهند والأندلس، وبنى مسجد دمشق، وكان يعطيني قطع الفضة أقسمها على قراء مسجد بيت المقدس))[275]، وفي سنة (154هـ) زار المنصور بيت المقدس، فطلب أهل بيت المقدس منه ترميم ما أصاب المسجد الأقصى من خراب بسبب الزلزال الذي أصاب البلاد سنة (130هـ)، ولعدم توفر المال اللازم لذلك لديه أمر ينزع الصفائح الذهبية والفضية التي كانت ملبسة على الأبواب وضربت نقوداً وانفقت على تعمير المسجد الأقصى[276] . وعندما زاره الخليفة المهدي سنة (163هـ) طلب أهل بيت المقدس تعمير ما خرب منه بسب الزلزال الذ أصاب البلاد بعد ترميم المنصور له، فأعاد المهدي بناءه، ثم توالت يد الترميم والصيانة والرعاية للمسجد الأقصى طوال العهود الإسلامية ولم تتوقف هذه الأعمال إلا في عهد الاحتلال الصهيوني سنة (1967م) بسبب العقبات التي وضعت في طريق المقاولين والمعماريين القائمين بالعمل، هذا فضلاً عن أعمال التنقيب والحفر التي قام بها الأثريون الإسرائيليون بجوار الحرم الشريف مما هدد جميع المقدسات بالتصدع والسقوط.

ثانياً: استقرار الحياة العامة في بيت المقدس وماحوله

في ظل الحكم الإسلامي:

لقد شهدت مدينة بيت المقدس قبل الفتح الإسلامي لها ثورات ومؤامرات وحروب مدمرة ومعارك طاحنة ففي سنة (558 ق.م) استولى عليها ملك بابل، فقام الجيش بإحراقها وتدميرها ونهبها، وفي سنة (538ق.م) تعرضت مدينة بيت المقدس لغزو الفرس، وفي سنة (332 ق.م) تعرضت لغزو الإغري بقيادة اسكندر المقدوني، وأبقى الوضع على ما هو عليه من قبل وتجاوزها إلى مصر. ولما انتقل حكم البطالة المقدونيين إلى السلوقيين تعرضت بيت المقدس إلى ثورة يهودية استمرت عدة سنوات بقيت البلاد خلالها في فوضى وقلاقل داخلية إلى أن تمكن ((مكابيوس)) من ضغط زمام الأمور في سنة (163 ق.م) وفي سنة (63ق.م) تعرضت البلاد للغزو الروماني بقيادة ((بومبي) فقام بتحطيم أسوار القدس وتخريبها، وفي سنة (40م) تعرضت المدينة للعزو الفارسي للمرة الثانية، فقام اليهود بثورة استمرت خمس سنوات[277].. وهكذا فإن الثورات لم تهدأ والحروب لم تضع أزوارها في تلك المدينة المقدسة إلى أن تم فتحها على يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واستظلت بظل الحكم الإسلامي سنة (16هـ -636م) فتمتعت بالهدوء والاستقرار طيلة ثلاثة عشر قرناً باستثناء فترة الحروب الصليبية (493 -583 هـ) (1099- 1187م).

لقد هدأت الثورات ووضعت الحرب أوزارها في تلك المدينة وحظيت بالأمن والأمان، وأصبحت المكان الآمن لكل من يلوذ إليها، فلما زار برنارد الحكيم القدس عام (870م) تحدث عن استقرارها بقوله: ((إن المسلمين والمسيحيين في القدس ومصر على تفاهم تام حتى إنني إذا سافرت ونفق في الطرق جملي أو حماري وتركت أمتعتي مكانها وذهبت لاكتراء دابة من البلدة المجاورة عدت فوجدت كل شيء على حالة لم تمسه يد، فقانون تبين هويته فإذا عدمها زُجَّ في السجن يحقق في أمره ويتضح قصده))[278].

وقال المقدسي في وصفها: ((إنك لا ترى فيها بخساً ولا تطفيفاً ولا شرباً ظاهراً ولا سكران، ولا بها دور فسق سراً ولا إعلاناً مع تعبد وإخلاص))[279]

وقد شهدت بيت المقدس في ظل الحكم الإسلامي نشاطاً علمياً واسعاً، فتأسست فيها المدارس والمساجد والمستشفيات وهرع إليها العلماء من كل مكان حتى أصبحت هذه المدينة دارة العلم والعلماء[280]. وقد خرجت بيت المقدس أسرة آل قدامة التي تركت أثرها الواضح في تاريخ الفكر الإسلامي والتي رحلت من جماعيل واستقرت في الصالحية بدمشق وأخرجت من العلماء ما يزيد على 115 عالماً بين رجال ونساء على امتداد ثلاثة قرون ونصف منهم: الحافظ الإمام عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور الجماعيلي المقدسي (ت 600هـ) ولد في جماعيل سنة (541 هـ)، وانتقل إلى دمشق صغيراً، ثم رحل إلى بغداد ومصر والاسكندرية وسمع الحديث من الحافظ السلفي وغيره حتى أصبح حافظ الوقت ومحدثه، واشتهر بكثرة التصانيف: كعمدة الأحكام من كلام خير الأنام، والكمال في أيماء الرجال، والنصيحة في الأدعية الصحيحة وغيرها. توفي بمصر سنة ستمائة للهجرة[281]: وضياء الدين محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي (ت 643هـ)؛ ولد في دمشق وبنى المدرسة الضيائية، من مؤلفاته سبب هجرة المقادسة إلى دمشق، والأحاديث المختارة وفضائل الشام وغيرها[282].

وعبد الله بن أحمد بن محمد قدامة المقدسي (630هـ). ولد في سنة (541هـ) بجماعيل، وقد دمشق مع أهله وله عشر سنين،  صاحب كتاب المغني في الفقه[283]. وجمال الدين يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي (909 هـ) صاحب التصانيف الكثيرة والتي بلغت أكثر من ستمائة مصنف[284]. وعبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي (1143هـ): صاحب كتاب الحضرة الآنسية في الرحلة القدسية والذي جاء فيه ((وقد زرنا في تلك القرية –يعن جماعيل –ديار أجدادنا بنى قدامة الذين هاجروا من تلك البلاد وجاءوا إلى دمشق وسكنوا بالصالحية في ذيل جبل قاسيون ..))[285]

وعائشة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسي(816هـ) سيدة المحدثين في عصرنا بدمشق، روى عنها ابن حجر العسقلاني، وقرأ عليها كتباً كثيرة، وانفردت في آخر عصرها بعلم الحديث. قال الصفدي: كانت أسند أهل الأرض في عصرها[286].

المبحث الرابع: معالم التهويد لبيت المقدس وما حوله والاعتداءات الصهيونية:

المطلب الأول: معالم التهويد لبيت المقدس

   منذ أن احتل الصهاينة بيت المقدس في (5/6/1967م) عملوا على تنفيذ مخططهم  الرهيب الذي تضمن التهويد والقيام بالعديد من الاعتداءات والانتهاكات المتكرّرة والمتواصلة على القدس والمسجد الأقصى، وعلى معالم الرباط الإسلامية فيها. و يهدف هذا المخطط إلى ما يلي[287] :

  1. تهويد بيت المقدس وما حوله باقتلاع سكانها الفلسطينيين الأصليين وطردهم منها، والاستيلاء على أراضيهم، وجعل من تبقّى منهم أقليّة بين أغلبية يهودية.
  2. تدنيس المقدسات الإسلامية ومحاولة النيل من قدسية المسجد الأقصى، بتقويض أركانه وهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
  3. طمس معالم الرباط والآثار الإسلامية والعربية في القدس، واستبدالها بمعالم يهودية تلمودية.

   ولتحقيق هذه الأهداف وضع الاحتلال عدة وسائل وسياسات  خطيرة في عدة مجالات، وهي: الأرض، والسكان، والمقدسات الإسلامية، وسوف أركز في على مدينة القدس وفيما يلي بيان لهذه السياسات والوسائل في المجالات الثلاثة:

أولاً: وسائل الاحتلال وسياساته في مجال تهويد الأرض:

   منذ احتلال الصهاينة للقدس الشرقية عام (1967م) تفجرت قضية القدس من جديد، حيث أصدرت سلطات الاحتلال (28/6/1967م) قراراً بضم مدينة القدس بكاملها إلى دولة إسرائيل، هذا بالإضافة أنها قامت بعدة إجراءات  متواصلة  تعمل على  تهويد أرض بيت المقدس بالكامل من خلال تنفيذ الوسائل والسياسات الآتية :

1-سياسة مصادرة الأراضي والعقارات الفلسطينية داخل القدس:

   لتحقيق هذه السياسة فقد تمّ إصدار أكثر من عشرين قانوناً، وعددٍ كبير من القرارات والأوامر لسلطات الاحتلال الصهيونية لمصادرة آلاف الدونمات من أراضي أهلنا المقدسيين ومئات العقارات الفلسطينية في أحياء هذه المدينة المقدسة وقراها، ومن أخطر هذه القوانين ما يُسمّى قانون أملاك الغائبين، وقانون الأرض الخضراء، وقانون المحميات الطبيعية، وقانون المصادرة من أجل المصلحة العامة، وقانون الضرائب بأنواعها على هذه الأراضي والعقارات .

2-سياسة إقامة المستعمرات والبؤر الاستيطانية الصهيونية في القدس:

   الاستيطان هو الأساس في فكر الاحتلال الصهيوني من أجل السيطرة على الأرض الفلسطينية، وقد بدأ الكيان الصهيوني ببناء مستوطنات يهودية ما لبثت أن تحولت إلى دولة يهودية بالقوة عام (1948م) ولهذا حرصت سلطات الاحتلال الصهيوني منذ احتلالها للقدس على تكثيف إقامة المستعمرات والبؤر الاستيطانية داخل المدينة المقدسة وفي محيطها؛ حيث سيطر المغتصبون الصهاينة على أكثر من (60) ألف دونم لإقامة هذه المستعمرات، هذا بالإضافة إلى استيلاء هذه السلطات الصهيونية على أكثر من (100) عقار ومنزل في محيط المسجد الأقصى المبارك، وقد تمّ تحويل هذه العقارات إلى بؤر استيطانية أقيم فيها أكثر من (50) كنيساً يهودياً، كما إنّ هناك أكثر من (2200) عقار ومنزل وكذلك آلاف الدونمات من أراضي أهلنا المقدسيين مهددة بالمصادرة لصالح سلطات الاحتلال الصهيونية .

3-سياسة تجميد البناء للفلسطينيين وتسهيله للمغتصبين الصهاينة:

 إن بلدية الاحتلال القدس لا تسمح للفلسطينيين بالتوسع الأفقي، والرأسي في البناء، كما تقوم هذه السلطات بهدم مباني أهلنا المقدسيين بإدّعاء بنائها بدون ترخيص من بلدية الاحتلال في القدس؛ حيث تَمّ هدم أكثر من (5000) منزلٍ منذ احتلال شرقي القدس؛ مما سبّب نقصاً كبيراً في مساكن أهلنا المقدسيين خاصة الأزواج الشابة؛ وهذا يفرض على هؤلاء الفلسطينيين المقدسيين البحث عن مساكن لهم خارج مدينتهم المقدسة. والاحتلال مستمر في توجيه إخطارات وإنذارات بالهدم لأهلنا المقدسيين. وتنوي سلطات الاحتلال الصهيوني هدم أكثر من (15000) منزلٍ في شرقي القدس بالادّعاء نفسه خلال العشرية القادمة التي تنتهي بحلول عام (2020م) ، كما أن من الجدير ذكره أيضاً أنّ سلطات الاحتلال الصهيونية في بلدية القدس نادراً ما تعطي تراخيص بناء لأهلنا المقدسيين، وإذا أعطت هذا النادر من التراخيص، فإنها تفرض على أصحابها رسوماً باهظة، وعلى العكس من ذلك فإنّها تمنح هذه التراخيص بسرعة للمغتصبين الصهاينة وبدون أيّة رسوم تُذكر، بل وتمنح من يريد السكن في القدس منهم تسهيلات ومساعدات عديدة.

4-سياسة عزل شرقي القدس جغرافياً عن نظيراتها مدن الضفة الفلسطينية وقراها:

   قامت سلطات الاحتلال بإقامة حواجز دولية على جميع الجهات المحيطة بمدينة القدس، حيث لا يسمح لأحد من الفلسطينيين وغيرهم من الدخول إليها أو الخروج منها إلاّ بتصاريح رسمية من سلطات الاحتلال الصهيوني ، وكان آخر ذلك إغلاق السلطات الصهيونية لبوابة ضاحية البريد، ومن ثمّ سيتم عزل سكان منطقة الرام شمال القدس خارج هذا الجدار؛ وذلك من خلال إقامة جدار الضّم والتوسع العنصري الصهيوني لإخراج التجمعات العربية من داخل ما يسمّى بمدينة القدس الكبرى في المخطط الصهيوني ـ التي تبلغ مساحتها نحو (600 كم­2)  ـ مع ضمّ تجمعات المغتصبات الصهيونية في “معاليه أودميم” و “كفارعتصيون” و”جيلو” وغيرها إلى داخل هذه المدينة لتصبح مساحة الأرض التي يسيطر عليها اليهود أكثر من الأرض التي يقطنها الفلسطينيون في القدس وأحيائها وقراها .

5-مصادرة آلاف الدونمات من أراضي القدس بحجة إقامة الجدار:

   قامت سلطات الاحتلال بمصادرة آلاف الدونمات بحجة بناء جدار الضمّ والتوسع العنصري الصهيوني حول مدينة القدس، وقد أصبح هذا الجدار يحيط بهذه المدينة المقدّسة من كلّ مكان كما يحيط السوار بالمعصم. وهذه صورة لهذا الجدار:

                     

                                   (البناء في محيط الأقصى ومصادرة الأراضي)

ثانياً: وسائل الاحتلال وسياساته في مجال تهويد السكان:

    وضع الاحتلال الصهيوني وسائل وسياسات خطيرة للإسراع في التغيير الديمغرافي لسكان مدينة القدس لصالح اليهود على حساب الفلسطينيين، ومن هذه السياسات:

1-سياسة سحب هويات أهلنا المقدسيين: حيث تمّ سحب عدد كبير من هويات هؤلاء الأهل المقدسيين لأسباب مختلفة ، وبحجج وادّعاءات باطلة، وكذلك تمّ عزل عدد كبير من سكان القدس الفلسطينيين خارج المدينة المقدسة بفعل إقامة جدار الضمّ والتوسع العنصري الصهيوني، ولتحقيق هذه السياسة فقد تَمّ سحب أكثر من أربعين ألف هوية (40000) منذ بداية الاحتلال لشرقي القدس، ولتسريع سحب بطاقات الهوية من أهلنا المقدسيين قامت السلطات الصهيونية بتعديل قانون الدخول إلى ما يسمّى دولة إسرائيل والإقامة فيها ، وسنّت قوانين وأنظمة تخوّل هذه السلطات إلغاء حق الإقامة في القدس لكل مواطن فلسطيني مقدسي تثبت إقامته خارج دولة الكيان الصهيوني لمدة سبع سنوات فأكثر أو لكل من حصل على جنسية أخرى أو على حق الإقامة فيها ، كما تشترط هذه الأنظمة والقوانين إبراز وثائق ملكيته لمنزله وممتلكاته وعقاراته في القدس إضافة لإبرازه إيصالات دفع الضريبة المستحقة عليه مع تحديد مكان عمله وأماكن دراسة أبنائه ، ومن ثمّ فعدم تحقق ما تقدم يؤدي لفقدان المواطن المقدسي حق الإقامة في القدس ، هذا والعمل في سحب الهويات ما زال على أشده وبوتيرة متسارعة . سحب الهويات : حيث تمّ سحب أكثر من 40 ألف هوية منذ احتلال شرقي القدس ، وهذا يعني تهجير وترحيل عائلات أصحاب هذه الهويات خارج القدس . وكان آخر ما حدث في هذا المجال سحب هويات الإخوة نوّاب كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة القدس وهم: الشيخ محمد أبو طير والمهندس أحمد عطّون والشيخ محمد طوطح، وكذلك سحب هوية المهندس خالد أبو عرفة وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية العاشرة برئاسة الأستاذ إسماعيل هنية .

2-تضييق الخناق على أهلنا المقدسيين: وذلك من خلال إصدار أوامر من سلطات الاحتلال الصهيونية لأهلنا الصامدين في القدس بإخلاء منازلهم وذلك لإجبارهم على الهجرة والرحيل قَسْراً بصورة جماعية خارج المدينة المقدّسة؛ كما حدث مؤخراً مع (160)عائلة في ضاحية السلام بحيّ شعفاط ، ومع (40)عائلة في برج اللقلق في حيّ رأس العامود ببلدة سلوان ، ومع (29)عائلة في حي الشيخ جرّاح منها عائلة الأخت أم كامل الكرد  وكما حدث أيضاً مع نحو (17000) مقدسي هاجروا من القدس خارج فلسطين منذ الاحتلال للقدس، ومع (12000) مقدسي هاجروا منها إلى خارجها داخل فلسطين، ومع (8000) كانوا خارج فلسطين عند وقوع الاحتلال الصهيوني للقدس.

3- تضييق الاحتلال الصهيوني على المؤسسات الفلسطينية العاملة في مدينة القدس سواءً التعليمية منها أو التربوية أو الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية، ولتحقيق هذا التضييق يقوم هذا العدو الظالم بفرض أتاوات وضرائب باهظة عليها، ويمنع بناء مؤسسات جديدة، ويضع عراقيل أمام ترميم المؤسسات القائمة، كما يمنع ممارسة هذه المؤسسات لمهامها، وقد أغلقت سلطات الاحتلال الصهيونية نحو (20) مؤسسة لأهلنا في القدس، كما حاربت هذه السلطات الصهيونية وجود أي مؤسسات سياسية للشعب الفلسطيني في هذه المدينة المقدسة كما حدث مع بيت الشرق الفلسطيني .

4-سياسة تجهيل الإنسان الفلسطيني في القدس والعمل على إفساده: حيث يتمّ تحقيق هذه السياسة من خلال نشر سلطات الاحتلال الصهيونية المخدّرات والمسكرات بأنواعها المختلفة على نطاق واسع في هذه المدينة المقدسة بين أجيال الشباب رجالاً ونساءً، ومن خلال نشر هذه السلطات الرذيلة والفاحشة بين هؤلاء الشباب وتسهيل الوصول إليها؛ وذلك لإيجاد أجيال من الشباب الفلسطيني المقدسي لا يهتم بقضاياه المصيرية، ولا بما يحدث للمسجد الأقصى المبارك وللمقدسات من انتهاكات واعتداءات، ولا بما يتهددها من مخاطر، وحتى لا ينتمي هذا الشباب لقيم الشعب الفلسطيني الصابر المرابط وأخلاقه؛ مما يؤدّي إلى تهويد هذه الأجيال من حيث اهتماماتهم وأهدافهم، وذلك بخط متوازِ مع تهويد المدينة المقدسة على مستوى الأرض والسكان.

  هذا وقد حرصت سلطات الاحتلال الصهيوني على تنفيذ هذه السياسات من خلال الأمور التالية: رفض القرارات الدولية التي تعتبر القدس أرضاً محتلة، وجميع هذه القرارات لم ينفذ منها أي قرار، علماً بأن مجموع هذه القرارات (19) قراراً . وسنّ (21) قانوناً وعدد كبير من القرارات الصهيونية التي تهدف في مجموعها إلى تهويد القدس. وقيام الاحتلال الصهيوني بجملة إجراءات وممارسات وانتهاكات واعتداءات صد المدينة المقدسة ومسجدها الأقصى ومقدساتها وآثارها وسكانها الفلسطينيين الأصليين . وبناء جدار الضم والتوسع الصهيوني العنصري المحيط بالقدس من جميع جهاتها لعزلها عن أخواتها في الضفة الفلسطينية .

ثالثاً: وسائل الاحتلال وسياساته في مجال المقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى:

   تتعرّض المقدسات الإسلامية والمسجد الأقصى لانتهـاكات يهودية خطيرة بصورة شبه يومية، وتتمثّل هذه الانتهاكات في السياسات الآتية:

1-استمرار الحفريات وإنشاء الأنفاق أسفل المسجد الأقصى المبارك وساحاته، والتي بدأتها سلطات الاحتلال الصهيونية في اليوم التالي لاحتلال القدس (8/6/1967م) حيث بدأوا بالحفر من أسفل السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، وبالقرب من قصور الخلفاء الأمويين، وقد بلغ طول هذه الحفريات إلى أكثر من ضعف طول المسجد الأقصى القبلي بحيث وصلت إلى أسفل مسجد الصخرة المشرّفة شمالاًً، وكذلك وصلت إلى ضعف عرضه من الحائط الشرقي لهذا المسجد القبلي لتمتدّ غربا إلى السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك وساحاته .

   هذه الحفريات لم تقف عند البحث عن الآثار اليهودية، وإنما يقصد الاحتلال منها إقامة شبكة متشعبة من الأنفاق الجديدة مختلفة الأطوال والأعراض والأعماق من غرب المسجد الأقصى المبارك أي من حائط البراق، ومن داخل المدينة المقدسة من جهة الشمال الغربي، إضافة إلى الأنفاق التي كُشِف النقاب عنها مؤخراً من جهة جنوب وشرق المسجد الأقصى؛ والتي من أخطرها النفق الممتد من بلدة سلوان، حيث يبلغ طوله نحو (800) متر أسفل المسجد الأقصى المبارك باتجاه أسفل مسجد الصخرة المشرّفة، وهو بعمق عشرة (10) أمتار، وفي بعض المناطق بعمق عشرين (20) متراً، وعرض خمسة أمتار؛ وذلك حتى يُفسح المجال لدخول السيارات والشاحنات والجرّافات والحافلات الصهيونية، كما تقوم الاحتلال بتوسيع الأنفاق القديمة والأثرية المقامة في العصور المتقدّمة. كما شرعت سلطات الاحتلال منذ فترة في بناء نواة “مدينة سياحية” أسفل منطقة المتوضّأ، وأسفل مسجد الصخرة المشرّفة، حيث تضمّ هذه المدينة كنيساً يهودياً، بحيث يوضع فيه مجسماً للهيكل المزعوم المنوي إقامته على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، كما تضمّ هذه المدينة متحفاً ومعبداً يهوديين.

                                         

                               (الحفريات أسفل المسجد الأقصى ومحيطه)     

   ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الحفريات الأنفاق أصبحت أصبحت تشكّل خطراً جسيماً وكبيراً وداهماًً على أساسات المسجد الأقصى المبارك وقواعده وجدرانه وعلى منازل أهلنا المقدسيين المحيطة بهذا المسجد المبارك؛ حيث رُصدت مجموعة تصدّعات وتشقّقات وانهيارات عديدة في السورين الغربي والجنوبي للمسجد الأقصى، وفي المنازل الفلسطينية المتاخمة لهما؛ مثل: التصدّعات التي حدثت في السور الجنوبي لهذا المسجد الأقصى بفعل الزلزال الذي ضرب المنطقة قبل سنوات، ومثل: الانهيارات التي وقعت في أحواش عائلات عسيلة، وعوض الله، وزربا، وفي منطقة المدرسة التنكزية، الملاصقات للسور الغربي للمسجد، والانهيارات التي حدثت في حيّ عين حلوة في الجنوب الغربي للمسجد الأقصى، وفي الساحة المضافة لمسجد بلدة سلوان، وفي سبيل قايتباي الواقع شرق باب السلسلة : أي في داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك .

                         

                                            (نفق تحت الأقصى)

2-منع المصلين المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى وشد الرحال إليه، فيمنع المسلمون من سكان قطاع غزة والضفة من الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه، وكذلك تحديد سنّ معينة لأهلنا في القدس والأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948م لدخول هذا المسجد للرجال والنساء على حد سواء ؛ فالرجال منهم حُدِّد لهم سنّ (50) عاماً والنساء حُدّد لهنّ سنّ (45) عاماً ، ويُسْمَح لمن سنّه (45 ـ 50)عاماً من الرجال ولمن سنّها (40 ـ 45) من النساء الدخول إلى هذا المسجد، ولكن بشروط : منها الحصول على تصريح من الإدارة الصهيونية في مكان سكناهما .

3-الاعتداء المتواصل على حراس المسجد الأقصى المتواجدين فيه، بالضرب المبرح، وإصابة بعضهم، ونقلهم إلى المستشفيات من جرّاء ذلك الضرب، ومنع هؤلاء الحرّاس ورئيسهم من دخول ساحات المسجد الأقصى المبارك أكثر من مرّة؛ وذلك لمنعهم من القيام  بدورهم في منع المغتصبين الصهاينة من دخول ساحات المسجد الأقصى وباحاته، وإقامة شعائرهم وطقوسهم وترانيمهم الدينية فيها .

  

                      (اقتحام الأقصى والتصريح ضده)

4-عدم سماح سلطات الاحتلال لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بالترميم:

   تمنع سلطات الاحتلال الصهيوني دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس من القيام بترميم ما يحتاج لذلك في المعالم الأثرية التابعة للمسجد الأقصى مثل: مسجد البراق، والمسجد المرواني، والمسجد الأقصى القديم، والمدارس والأسبلة والمصاطب وغيرها ، وكذلك لا تسمح هذه السلطات بتبليط بعض الأماكن في ساحات هذا المسجد المبارك بعد حدوث انهيارات فيها .

5-بناء كُنُس يهودية كثيرة تحيط بالمسجد الأقصى في معظم عقارات أهلنا المقدسيين التي تمّت مصادرتها ؛ حيث تمّ بناء أكثر من (50) كنيساً يهودياً في محيط هذا المسجد المبارك من الجهتين الجنوبية والغربية ، وقد تمّ الإعلان مؤخراً عن افتتاح كنيس يهودي كبير، وهو كنيس الخراب كخطوة لبدء بناء الهيكل على أنقاض الأقصى – بحسب معتقدات اليهود -، وهو يقع في حي الواد غرب مسجد الصخرة المشرّفة بنحو (93) متراً عن الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وبجواره ملاصقة يقوم المسجد العمري التاريخي المغلق. وهو يرتفع (24) مترًا وتشمل قبته (12) نافذة، وطليت قبته باللون الأبيض. وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أقر بناء هذا الكنيس عام: (2001م)، ورُصدت له ميزانية بقيمة: (12) مليون دولار؛  تقاسمها الحكومة ومتبرعون من يهود العالم. كما تمّ الإعلان عن الشروع في بناء أكبر وأعلى كنيس يهودي في العالم، والذي يقع في منطقة حائط البراق، والذي سيتوسع شرقاً ليدخل أسفل ساحات المسجد الأقصى من السور الغربي لهذا المسجد ، كما سيتمّ قريباً الإعلان عن افتتاح عشرات الكُنُس اليهودية في محيط هذا المسجد المبارك كما صرّحت بذلك الصحف اليهودية.

(خريطة للكنس اليهودية حول المسجد الأقصى المبارك)

     

                                                       (صورة خارجية لكنيس الخراب)

        (يلاحظ ان قبة الكنيس اصبحت اعلى من قبة الصخرة فى تحريف واضح لتاريخ القدس، ويظهر ان للصهانية أثر فى هذه البلاد)

6-التدنيس المستمر للمسجد الأقصى المبارك ولساحاته من قِبل المغتصبين والقادة الصهاينة. وقد بلغت هذه الاعتداءات أكثر من سبعمائة اعتداء منذ الاحتلال إلى يومتا هذا،  ومن هذه الاعتداءات :

أ-إحراق المسجد الأقصى المبارك في (1969/8/21م) على يد مغتصب صهيوني من أصل أسترالي، ولقد أتى هذا الحريق الإجرامي على جزء كبير من الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وخاصة منبر القائد المسلم محمود زنكي الذي أحضره إلى هذا المسجد المبارك الفاتح صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، وكذلك المحاولات المتكررة لحرقه .

ب-استيلاء اليهود على حائط البراق الذي أطلقوا عليه كذباً وزوراً حائط المبكى ، ويقيمون فيه طقوسهم وشعائرهم الدينية المزيّفة والمحرّفة ، ويسعي الصهاينة إلى توسيعه من جهة الجنوب من خلال هدمهم لتلة باب المغاربة، وإقامة جسر علوي مكان هذه التلّة، وليقسّم هذا الحائط وساحته إلى مصلى لليهود الرجال وآخر للنساء اليهوديات.

جـ-اقتحام الصهيانة المستمر للمسجد الأقصى المبارك، وإطلاق النار من قبل الجنود ورجال الشرطة والمغتصبين الصهاينة على المصلّين داخل هذا المسجد وساحاته مرات عديدة ؛ مما أدّى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى من هؤلاء المصلّين ؛ كما في الجدول التالي.

د-محاولات الصهاينة المتكررة لنسف المسجد الأقصى بالمتفجرات ، أو عن طريق القصف بالطائرات، وذلك لبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه – لا سمح الله – ولكنّ جميع هذه المحاولات تمّ اكتشافها قبل تنفيذها بفضل الله تعالى.

هـ-إزالة تلّة باب المغاربة وحائط البراق في  شهر فبراير من عام (2007م) والتي تعدّ أثراً ومَعلماّ إسلامياً مهماً في شرقي القدس ، كما لهذه التلّة رمزية خاصّة تكمن في أنّها تُعدّ جزءاً لا يتجزأ من حيّ المغاربة الفلسطيني العربي الإسلامي الذي أقطعه الفاتح صلاح الدين الأيوبي رحمه الله للمسلمين المغاربة الذين كان أكثرهم جزائريين ممن  شاركوه في تحرير بيت المقدس ، ثم استقرّ في هذا الحيّ الفلسطينيون ومن تبقّى من هؤلاء المغاربة ، ولكن بعد استيلاء اليهود على شرقي القدس  عملوا جاهدين على الاستيلاء على هذا الحيّ وتغيير معالمه ، وأقاموا فيه مبانٍ وحصوناً صهيونية على أنقاض منازل السكان الفلسطينيين والعرب الذين تمّ ترحيلهم وتهجيرهم قَسْراً والاستيلاء على بيوتهم وعقاراتهم، وأطلقوا على هذا الحيِّ الحيَّ اليهودي بعد أن تمّ تهويده وتغيير معالمه بالكامل .وهم يهدفون من عدوانهم على هذه التلّة: البحث عن آثار صهيونية مزعومة تدلّ على وجود الهيكل المزعوم ، وهذا يدلَ على أنَ اليهود  لم يتمكنوا حتى الآن من العثور على أي أثر لذلك الهيكل ولا على أي اثر يهودي آخر في القدس وخاصّة أسفل المسجد الأقصى وساحاته من خلال الأنفاق والحفريات التي قاموا بحفرها وإقامتها منذ احتلالهم شرقيَ القدس . وتوسيع حائط البراق باتجاه الجنوب ليضمّ أكبر عدد من اليهود واليهوديات أثناء أدائهم لطقوسهم المزعومة في هذا المكان الطاهر المبارك ، وليوجدوا مكاناً خاصاً للنساء اليهوديات لأداء هذه الشعائر والطقوس الدينية المزعومة .

و-الاعتداء على المساجد في داخل مدينة القدس؛ فهيلم تسلم من الهجمة الشرسة ومن الانتهاكات الصهيونية فقد تَمّ إغلاق بعض هذه المساجد ، وتحويل بعضها إلى كُنُس يهودية ، وتحويل بعض آخر إلى حانات وبارات للرقص وإتيان الفاحشة ، وإلى مرابض إبل وأغنام ، وإلى أماكن سياحية وتجارية ، مثل مساجد بلدات المالحة والقلعة وعين كارم وعكاشة وغيرها من المساجد ، كما تمّ هدم أجزاء من بعض هذه المساجد مثل المسجد العمري في قرية أمّ طوبا من قرى للقدس .

ز-الاعتداء على المقابر الإسلامية، وذلك من خلال تجريف كثير من  القبور في هذه المقابر، وإقامة ما تّدعى هذه السلطات أنّه مشاريع تطويرية مكان هذه القبور؛ مثل إقامة فنادق وشقّ طرق وعمل حدائق ومتاحف ومواقف سيارات ومشاريع سياحية وغير ذلك.    

   ومن أهمّ هذه المقابر: مقبرة ” مأمن الله ” وهي تسمى أيضاً: ” ماملا “[288]: بمعنى ماء من الله، أو بركة من الله. وهي تقع غربي مدينة القدس القديمة، وعلى بعد كيلومترين (2كم) من باب الخليل المؤدّي إلى المسجد الأقصى المبارك. وهذه صورة للمقبرة:

(ضمن مخططاتها لطمس معالم التاريخ العربي للمدينة )

     وتعد هذه المقبرة من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس، وتقدر مساحتها  بحوالي مائتي (200) دونم، بينما قدرها المهندسون بتاريخ: (16/4/1929م) بـِ ( 137.450.29م2) أي بنحو (137) دونما ونصف، علما أنه استثنى منها بناية الأوقاف التي كانت مبنية على جزء من أرض وقفها، ومقبرة الجبالية التي كانت على القندرية، والتي يفصلها عن المقبرة الشارع، وعندما سجلت المقبرة في سجلات دائرة الأراضي (الطابو) بتاريخ: (22/3/1938م) سجلت مساحتها:(134.560) من الدونمات واستصدر بها وثيقة تسجيل أراضي (كوشان طابو) ضمن أراضي الوقف الإسلامي. وقال عارف العارف في المفصل في تاريخ القدس:” إن مقبرة مأمن الله أقدم مقابر القدس عهداً، وأوسعها حجما، وأكبرها شهرة، ولقد ساير تاريخها تاريخ المدينة ، وذكر معه مراراً… ففيها دفن عدد كبير من الصحابة والمجاهدين أثناء الفتح الإسلامي (636م) وفيه عسكر صلاح الدين يوم جاء ليسترد القدس من الصليبيين (1187م)”[289]. وقد ذكر النابلسي في رحلته المقبرة فقال: ” إنها بظاهر القدس من جهة الغرب ، أكبر مقابر البلد ، وفيها خلق كثير من الأكابر والأعيان والشهداء والصالحين وفيها عدد كبير من الصحابة والتابعين “[290]. وأحيطت المقبرة في أواخر العهد العثماني بسور عام (1318هـ)، وأستمر المسلمون في دفن موتاهم حتى عام (1927م) حيث أصدر المجلس الإسلامي الأعلى حظراً على دفن الموتى فيها بسبب اكتظاظها، واقتراب العمران منها. وقام المجلس الإسلامي الأعلى أيام الانتداب البريطاني على فلسطين بترميمات متكررة لسور المقبرة، ولغرفة الحارس، وغيرها. وهي تضمّ رفات أكثر من مائة ألف من الصحابة والتابعين والسلف الصالح والشهداء والعلماء والزهّاد. وممن دُفن فيها من الصحابة: عبادة بن صامت. وعندما احتل الصليبيون القدس، وارتكبوا فيها مجزرة بشعة، حيث قُدر عدد الشهداء في هذه المجزرة من الرجال والنساء والأطفال بـِ(70.000) شهيد، أمر الصليبيون من بقي من المسلمين بدفن الشهداء في هذه المقبرة، وقد وجد المسلمون بها مقابر وأنفاق، فوضعوا جماجم الشهداء فيها، وقيل أن نفقا لا يزال تحت الأرض في الوسط الغربي من المقبرة كله مليء بالجماجم وأن قطره نحو خمسة أمتار وله امتداد أكثر من مائة متر. وعندما حرر السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله القدس من يد الصليبيين أمر بدفن من استشهدوا في المعارك مع الصليبيين في نفس المقبرة. وتوالى الدفن فيها بعدئذ فضمت قبور مئات العلماء والفقهاء والأدباء والأعيان والحكام من المدينة. والمعروف في التاريخ أن كثيرين من العلماء كانوا يُحملون من القاهرة كي يدفنوا في هذه المقبرة، وعلى العموم فإن مقبرة: “مأمن الله” تأوي رفات أكثر من سبعين ألفا بين صحابي وشهيد وعالم وزاهد منهم : الأمير عيسى بن محمد العكاري الشافعي (ت:585هـ) وهو أحد كبار مستشاري السلطان صلاح الدين الأيوبي. والذي توفي في الخروبة – قرب عكا – وحمل الى القدس، ودفن في هذه المقبرة. والشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ محمد بن عبد الولي بن جبارة المقدسي الشافعي (ت:728هـ) ، الفقيه والنحوي. والشيخ أحمد بن محمد حامد بن أحمد الأنصاري المقدسي الشافعي (ت:854هـ)، عُرض عليه قضاء القدس، فأبى وكان صالحا زاهدا ناسكا، قانعا بالقليل. وقاضي القضاة شيخ الإسلام محمد بن جمال الدين بن سعد بن أبي بكر بن الديري العبسي الحنفي (ت:827هـ) ولد في حردا بالقرب من نابلس، وسكن بيت المقدس وصار من أعيان العلماء، كان فقيها ومدرسا، ولاه الملك المؤيد قضاء الديار المصرية، ثم صرف عن القضاء باختياره، واعتذر بعلو سنه، وكان يتأسف على فراق بيت المقدس لكونه في مصر حيث كان يقول:” سكنتها أكثر من خمسين سنة، ثم أموت في غيرها.” ولكن في العام الذي توفي فيه؛ قدم إلى القدس لإمضاء شهر رمضان فيها وزيارة أهله، وبينما هو في القدس؛ يهم بالرجوع إلى مصر، فإذا بالموت يدركه.

   وقد تعرضت هذه المقبرة لانتهاكات واعتداءات متكررة منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين، وحتى اليوم، ففي شهر (4/1947م) استولى الجيش البريطاني على هذه المقبرة، وأقام فيها، كما قام بهدم أجزاء من سور المقبرة، حيث أرسل حارس المقبرة  كتابا إلى مأمور أوقاف القدس بتاريخ (4/6/1947م) يعلمه  فيها بذلك . وفي عام (1948م) احتلت القوات (الإسرائيلية)، الجزء الغربي من القدس، فسقطت من ضمنها مقبرة الشهداء والعلماء والصالحين و ” مأمن الله ” . وفي نفس العام أقرت (إسرائيل) قانونا بموجبه ” يعتبر جميع الأراضي الوقفية الإسلامية وما فيها من مقابر وأضرحة ومقامات ومساجد – بعد الحرب – بأراض تدعى أملاك الغائبين، وأن المسؤول عنها يسمى “حارس أملاك الغائبين” وله الحق التصرف بها ، فيما استثنى  القانون أملاك الطوائف الأخرى من هذا القانون، أي حارس أملاك الغائبين يستطيع التصرف فقط بأوقاف المسلمين، رغم أن هذا التسجيل الخاطئ لا يزيل صفتها الوقفية المقررة بموجب الشريعة الإسلامي، وبذلك دخلت مقبرة “مأمن الله” ضمن أملاك حارس أملاك الغائبين لدى” دائرة أراضي (إسرائيل)”    ومنذ ذلك التاريخ أصبحت إسرائيل تقوم بتغيير معالم المقبرة وطمس كل اثر فيها ، حتى لم يتبقَ فيها أقل من خمسة بالمئة من القبور التي كانت موجودة فيها ،وقدرت المساحة المتبقية منها بحوالي ثمن المساحة الأصلية أي حوالي (19) دونما. وعندما احتلت إسرائيل القدس سنة (1967م)، قامت بتجريف جزء كبير من هذه المقبرة، كما شقّت السلطات الصهيونية طريقاً واسعاً وسط هذه المقبرة، وأقامت حديقة كبيرة عامة تسمى “حديقة الاستقلال” وفندقاً ضخماً، وقامت دائرة الآثار الإسرائيلية قبل سنوات بإجراء أعمال تنقيب في المقبرة عمدت خلالها إلى نبش أكثر من مائتي قبر ونقلت رفات هذه القبور، ودفنتها في أماكن أخرى. وأخيراً وفي سنة (2007م) أصدرت ما يسمّى ” محكمة العدل العليا الصهيونية” قراراً يسمح لشركة أمريكية يهودية بإقامة ما يُسمّى “متحف التسامح” على أنقاض القبور التي تمّ تجريفها في هذه المقبرة الإسلامية التاريخية في القدس، وقد شرعت هذه الشركة في بناء هذا المتحف فور صدور هذا القرار الظالم. حيث تقوم  سلطات الاحتلال منذ ذلك الوقت بتجريف مئات القبور، وإزالتها بشكل كامل من المقبرة في الليل، بعدما فشلت بالقيام بذلك نهارًا بسبب تواجد ممثلين عن الأوقاف والحركة الإسلامية خلال عمليات الهدم الأولى[291].

                                                           (إسرائيل تجرف مقبرة “مأمن الله”)

والمتحف هو الذي صممه المهندس الأميركي الكبير ” فرانك أو. غيري”، الذي صمم خصوصا متحف “غوغنها يمي بيلباو” باسبانيا الذي افتتح في (2007م)، ومن المقرر أن تمتد مساحة هذا المتحف على (21600) متر مربع، وسوف يبنى بحجارة القدس، والزجاج، ومعدن التيتانيوم الأزرق، وسيطلق عليه رسميا اسم: “مركز الكرامة الإنسانية- متحف التسامح”. وتبلغ كلفة المشروع (150) مليون دولار، وهو ممول من مركز: “سايمون فيسنتال” الذي بنى متحفا يحمل اسمه في “لوس أنجلوس”. ويهدف هذا المتحف إلى: نشر روح التسامح بين الشعوب. وصرح الشيخ رائد صلاح لـ”فرانس برس”: إن قرار المحكمة العليا الإسرائيلية ظالم ومجحف، وسوف نتحرك للطلب من العالم الإسلامي والعالم العربي وقف هذا المشروع،  والتنديد بذلك القرار، وإننا ندعو المقدسيين وذوي الموتى إلى زيارة أمواتهم. كما  ندد النائب العربي في الكنيست محمد بركة بهذا القرار، ووصفه بأنه محاولة لطمس الطابع العربي والإسلامي للقدس. واعتبر مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين هذا القرار خطيراً؛ لأنه يمس الأماكن المقدسة الإسلامية التي لا يحق لأي جهة التدخل فيها لأنها تخضع لاختصاص المسلمين وحدهم.

   ومقبرة باب الرحمة الإسلامية[292] ، وفيها مدفون عدد من الصحابة رضوان الله عليهم منهم: الصحابي الجليل شداد بن أوس رضي الله عنه. وقد قام الاحتلال بنقل جثامين ورفات ثلاثين من الصحابة من هذه المقبرة إلى جهة مجهولة سرّاً قبل فترة وجيزة، ثُمّ تَمّ إحضار شاحنات كثيرة من التراب الأحمر بعد نحو شهرين ، ثُمّ قامت الجرّافات الصهيونية بطَمّ مكان هذه القبور بهذا التراب الأحمر ، والعمل جارٍ لإقامة حديقة تلمودية بمعالم يهودية مكان هذه القبور، وتَمّ إغلاق هذه المقبرة بحيث لا يُسمح بالدفن فيها الآن ، ويوجد توجّه صهيوني خطير لتغيير اسم هذه المقبرة ومعالمها إلى مسمّيات يهودية . هذا بالإضافة إلى مقابر عديدة في القدس تتعرض لمحاولات طمس للمعالم الإسلامية فيها مثل: مقبرة باب الأسباط، ومقابر بلدات عين كارم والمالحة، والولجة، وعكاشة، ومقبرة النبيّ داود عليه الصلاة والسلام (التي تعود وقفيتها إلى آل الدجاني) .

ح- تجريف الاحتلال لبناية المجلس الإسلامي الأعلى في فجر يوم الأحد (2007/04/22م)، وهي البناية التي تمْ بناؤها في عام (1929م) بتوجيه من سماحة الشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية العليا فيها آنذاك. علماً بأنّ هذا المجلس وبنايته هو أحد أوقاف المسلمين في مدينة القدس الذي هو ملك للمسلمين جميعاً، ولا تسقط عنه صفة الوقفية بالتقادم ولا تحت أي ادّعاء صهيوني ظالم ، وهذه البناية أقيمت على النمط المعماري الأندلسي .

ط-من المباني الوقفية في القدس المهدّدة بالإخلاء والهدم مكتبة الأنصاري: وهي تُعدّ من الآثار الإسلامية، ومن أقدم وأكبر وأهمّ المكتبات الثقافية العامّة في مدينة القدس، وهى تضمّ أشهر المؤلّفات والكتب العلمية والتاريخية والثقافية والأدبية ، كما تضمّ أشهر المجلاّت والدوريات في مختلف أنواع المعرفة والآداب ، ويستفيد منها آلاف الطلبة والأساتذة والتربويون والمؤرخين وغيرهم من مختلف أنحاء فلسطين والعالم ، كما كانت هذه المكتبة ملتقىً للأدباء والشعراء قبل إقامة جدار الضمّ والتوسع العنصري الصهيوني وقبل إغلاق مدينة القدس من جميع الجهات.

   المطلب الثاني:   سرد تاريخي لأبرز الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية للقدس والمسجد الأقصى المبارك

منذ احتلالها في (7/6/1967م) وحتى (ديسمبر/2010م)

الرقمالتاريخالاعتداءات والانتهاكاتالعنوان الرئيس
17/6/1967ماستولي الجنرال “موردخاي غور” على الأقصى في اليوم الثالث من الحرب في نصف مجنزرة.احتلال المسجد الأقصى
27/6/1967مصادرت سلطات الاحتلال إثر احتلالها للقدس عام (1967) مفاتيح باب المغاربة، ولم تعدها للآن.مصادرة مفاتيح باب المغاربة
39/6/1967متعطلت صلاة الجمعة في المسجد الأقصى إثر الاحتلال للقدس لأول مرة منذ أن حررها صلاح الدين من الصليبيين في عام (1187م) ، وتكرر ذلك يوم الجمعة (19/10/1990م) حينما اضطر أئمة المسجد إلى تأخير صلاة الجمعة لمدة ساعة بسبب منع القوات الإسرائيلية المصلين من الوصول للأقصى.تعطل صلاة الجمعة وتأخيرها
415/6/1967مالحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي شلومو غورن وخمسون من أتباعه يقيمون صلاة دينية في ساحة الأقصى، وقال:”إن بعض أقسام منطقة الحرم ليست من أقسام جبل الهيكل، ولذلك فإن تحريم الشريعة اليهودية لا يشمل تلك المناطق، وقال: ” إنه توصل إلى تلك النتائج بعد القيام بقياسات وشهادات تستند إلى علم الحفريات”.اقتحام  ساحة الأقصى من الحاخام شلومو وأتباعه
515/7/1967ممحكمة الاستئناف الشرعية الإسلامية ترفض طلبا لمؤسسة ماسونية أمريكية لبناء هيكل سليمان في منطقة الحرم بكلفة (100) مليون دولار.طلب بناء الهيكل
622/8/1967مالرئاسة الروحية لليهود تضع إشارات خارج منطقة الحرم بموجب تعاليم الشريعة اليهودية حول منع اليهود من دخول الحرم.وضع إشارات خارج المسجد
710/9/1967مالمسلمون يحتجون على إلغاء الرسوم المفروضة على الزوار عند دخول الحرم وزارة الحرب “الإسرائيلية” تعلن أن إدارة الوقف الإسلامي تستطيع أن تجمع رسوم زيارة للمساجد فقط.إلغاء الرسوم المفروضة على زوار الأقصى  
815/4/1969مالمستشار القانوني للمحكمة “زفي بارليف” وبناء على أمر مؤقت ضد وزير الشرطة “شلومو هليل” يوضح أن اليهود يجب أن لا يسمح لهم بالصلاة في منطقة الحرم.المستشارالقانوني “زفي بارليف” لا يسمح لليهود بالصلاة في منطقة الحرم.
916/6/1969ماستولت سلطات الاحتلال على الزاوية الفخرية التي تقع في الجهة الجنوبية الغربية من ساحة الأقصى.استيلاء اليهود على الزاوية الفخرية
1024/6/1969ماستولت قوات الاحتلال على المدرسة التنكزية التي تعرف بالمحكمة، وتقع عند باب السلسلة، ويستخدمها الجنود موقعا عسكريا لهم.استيلاء اليهود على المدرسة التنكزية
11  21/8/1969ماقتحم الإرهابي “دنيس روهان” ساحات الأقصى، وتمكن من الوصول إلى محراب المسجد وأضرم النار فيه في محاولة لتدميره، وقد أتت النيران على مساحة واسعة منه، إلا أن المواطنين العرب حالوا دون امتدادها إلى مختلف إنحاء المسجد.حريق المسجد الأقصى
1223/8/1969ماعتقال سائح أسترالي، من أعضاء – كنيسة الله – بتهمة تدبير حادث الحرق.اتهام استرالي بحرق المسجد
1316/9/1970ممحكمة العدل العليا تقرر أنه لا سلطة قضائية لها في الأمور التي تتعلق بحقوق ومطالب مختلف الهيئات الدينية ،ولذلك لا تتدخل في قضية منع الحكومة لليهود من إقامة الصلاة في الحرم.لا سلطة للمحكمة العليا اليهودية على الهيئات الدينية
1428/1/1976مالقاضية من المحكمة المركزية:”دوث أود” الإسرائيلية تقرر أن لليهودحق الصلاة داخل الحرم.قاضبة: لليهود حق الصلاة في الأقصى
151/2/1976موزير الشؤون الدينية “اسحق رافائيل” يقول: إن الصلاة في منطقة الحرم هي مسألة تتعلق بالشريعة اليهودية، وهي ليست من اختصاصه.اقتحام الأقصى للصلاة فيه مسألة دينية
161/7/1976مالمحكمة المركزية في القدس ردت قرار القاضية “اود” الصادر في(30/1)  وقررت أن المحاولة لإقامة الصلاة في الحرم جرت بصورة تظاهرية، وأنهم مذنبون في طريقة تصرفهم.المحكمة المركزية أبطلت قرار القاضية السابق
1725/3/1979مانتشار شائعات حول اعتزام جماعة من أتباع كهانا ،وطلاب مدارس دينية إقامة الصلاة في الحرم يؤدي إلى تجمع حوالي ألفين من الشباب العرب المسلمين بالهراوات والحجارة في ساحة الحرم ،ورجال الشرطة يقومون بتفريقهم.اتباع الإرهابي كاهانا ينوون  إقامة الصلاة في الأقصى.
183/8/1979متقديم طلب إلى المحكمة العليا لإلغاء المنع المفروض على تأدية الصلاة في الحرم،على ضوء المادة الثالثة من القانون الجديد الذي صدر بشأن القدس،والتي تؤكد حرية الوصول إلى الحرم.تقديم طلب للمحكمة بإلغاء منع الصلاة في الأقصى
1914/8/1979محاولت جماعة “غورشون سلمون” المتطرفة اقتحام المسجد، إلا أن المواطنين تصدوا لها وأفشلوا المحاولة وكرر المتطرف “مائير كهانا” وجماعته المحاولة بدعم من قوات كبيرة من الشرطة. إلا أن أكثر من عشرين ألف مواطن تصدوا لهم وخاضوا مع الجنود مواجهات ضارية للدفاع عن الحرم سقط العشرات من الجرحى .اقتحام جماعات متطرفة  الأقصى للصلاة فيه
2011/11/1979مأطلقت الشرطة “الإسرائيلية” وابلا كثيفا من الرصاص على المصلين المسلمين مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بجراح.إطلاق رصاص على المصلين في الأقصى
2119/4/1980معقد الحاخامات اليهود مؤتمرا عاما لهم في القدس المحتلة خططوا خلاله للسيطرة على الأقصى.مؤتمر للحاخامات للسيطرة على الأقصى
2213/1/1981ماقتحم أفراد حركة أمناء جبل الهيكل الحرم القدسي الشريف يرافقهم الحاخام “موشي شيغل” وبعض قادة حركة هاتحيا،وأرادوا الصلاة وهم يرفعون العلم “الإسرائيلي” ويحملون كتب التوراة.اقتحام جماعات متطرفة  الأقصى للصلاة فيه
237/5/1981ممحاولة (25) شخصا يهوديا من المتطرفين الدخول لساحات الحرم القدسي الشريف ، منعهم من الدخول حراس الحرم الشريف ،وضابط شرطة الحرم .وبقي المتطرفون خارج باب المغاربة وبعدها انضم إليهم فوج آخر وقاموا بإثارة الضجيج والصياح ثم قاموا بالصلاة هناك.اقتحام جماعات متطرفة  الأقصى للصلاة فيه
2428/8/1981مالإعلان عن اكتشاف نفق يمتد من أسفل الحرم يبدأ من حائط البراق ،وقد طلب كل من وزير الأديان السابق “أهارون أبو حصيرة” ووزير الحرب ” شارون” إحاطة الموضوع بسرية تامة ،وقالت التقارير إن السرداب قام بحفرة حاخام حائط المبكى وعمال من وزارة الشؤون الدينية، وكان العمل قد بدأ قبل شهر وكبير الحاخامات “شلومو غورن” يأمر بإغلاق الممر نظراّ لحساسية الموضوع.اكتشاف نفق أسفل الأقصى          
2529/8/1981محذر البروفيسور “يغئال يادين” عالم الآثار “الإسرائيلي” من الحفريات أسفل الحرم القدسي.حفريات أسفل الأقصى
2631/8/1981ماستمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك تؤدي إلى تصدع خطير في الأبنية الإسلامية الملاصقة للسور الغربي .حفريات أسفل الأقصى تؤدي إلى تصدع
273/9/1981ملجنة إعمار المسجد الأقصى تعتزم بناء حائط خراساني ببئر قايتباي نظراّ لعدم قيام السلطات “الإسرائيلية” بالوفاء بوعدها بإغلاق البئر تماما بل أبقت على فتحتين تمكن اليهود من مراقبة البشر.عدم إغلاق اليهود لبئر قايتباى
2824/2/1982مقام رئيس مجموعة أمناء جبل الهيكل “غوشون سلمون” باقتحام ساحة المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة والشعائر الدينية.اقتحام جماعات متطرفة  الأقصى للصلاة فيه
292/3/1982مقامت مجموعة من المتطرفين اليهود من مستوطني كريات أربع مزودة بالأسلحة النارية بمحاولة اقتحام المسجد الأقصى من باب السلسلة بعد أن اعتدت على الحارسين.اقتحام جماعات متطرفة  الأقصى للصلاة فيه
308/4/1982مالعثور على طرد يحتوي على قنبلة وهمية ورسالة تهديد عند باب الحرم الشريف، اشتملت القنبلة الوهمية على جهاز توقيت وراديو ترانزستور وقد وقعت الرسالة من قبل ما يسمى روابط القرى وحركة الحاخام “كهانا” و”أمناء جبل الهيكل”.العثور على قنبلة في الأقصى
3111/4/1982ماعتداء آثم على المسجد الأقصى المبارك يقوم به أحد الجنود الصهاينة ويدعى “هاري غولدمان” ، إذ قام الجندي المذكور باقتحام المسجد الأقصى ،وأخذ يطلق النيران بشكل عشوائي مما أدى إلى استشهاد مواطنان وجرح أكثر من ستين آخرين .وقد أثار هذا الحادث سخط المواطنين ،و أدى إلى اضطرابات عنيفة في الضفة الغربية وغزة وردود فعل عالمية غاضبة ضد الاحتلال .اقتحام غولدمان   للأقصى وإطلاق نار فيه
3212/5/1982ممراقب بلدية القدس الغربية يدخل الأقصى بمساعدة الشرطة للتأكد من ادعاءات عضو الكنيست “غيئولا كوهين” حول وجود أبنيه غير قانونية في الأقصى حيث طالبت بناء على مزاعمها بفرض حظر على أعمال البناء والترميم في الأقصى .مراقب بلدية القدس الغربية يدخل الأقصى بحجة مراقبة مبان  فيه
3320/5/1982متسلم المسؤولون في الأوقاف الإسلامية بواسطة البريد إنذارا نهائيا من المنظمات الصهيونية تطالبهم فيه بالسماح لليهود بأداء الطقوس في المسجد الأقصى وإلا سيعرضون أنفسهم للقتل.إنذار للأوقاف بالسماح لليهود بالصلاة فيه
347/7/1982مالهيئة الإسلامية تتلقى رسالة تهديد موقعة من ما يسمى بالدوريات الخضراء وحركة كاخ ومرفقة بحوالة بنكية بقيمة ليرة من بنك لئومي.تهديد للهيئة الإسلامية بالسماح لليهود بالصلاة فيه
3525/7/1982ماعتقال “يويئل ليرنر” أحد ناشطي حركة كاخ بتهمة التخطيط لنسف أحد المساجد في ساحة الأقصى ،و أدين هذا في 6/10/1982 بتهمة التخطيط لنسف مسجد الصخرة.التخطيط لنسف مسجداً في الأقصى
3620/01/1983متشكيل حركة متطرفة في “إسرائيل وأمريكا” مهمتها إعادة بناء جبل الهيكل في موقع المسجد الأقصى ،وقد ذكرت مجلة “اكزوكوتيب انتيليجانت ريبورت”الأمريكية أن هذه اللجنة تشكلت تحت اسم “كيرن هارهبيت”تشكيل لجنة يهودية أمريكية لبناء الهيكل
3710/03/1983مقامت الشرطة باعتقال مجموعة من اليهود تتكون من (40) شخصية بتهمة التخطيط لدخول الحرم بالقوة ،وكانت الشرطة قد اكتشفت أربعة من اليهود المسلحين يحاولون اقتحام الممر الأرضي المعروف باسطبلات الملك سليمان ،ويعملون بموجب تقارير المخابرات ،وقام رجال الشرطة بمحاصرة بيت الحاخام” يسرائيل اريئيل” الرئيس السابق لسكان يميت المتدينين والرجل الثاني في قائمة “مئير كهانا” لانتخابات (1981) وهناك تم اعتقال الآخرين .ولدى تفتيش بيت “ارئيل” وبيوت أخرين اكتشفت أسلحة، ورسومات لجبل الهيكل.التخطيط لاقتحام الأقصى بالقوة
3810/03/1983مإلقاء القبض على مجموعة يهودية متطرفة حاولت في الليل اقتحام الحرم القدسي الشريف من طرفة الجنوبي الاستيطان فيه ،وكان بعض أفراد المجموعة مدججين بالسلاح ويرتدون الزي العسكري، ويحملون معاول وأكياس مليئة بالمتفجرات، وقد ذكر أن هؤلاء من مستوطني كريات أربع وطلاب مدرستها الدينية وهم أعضاء في حركة كاخ التي يتزعمها “مئير كهانا” ،وذكر راديو إسرائيل أنه وجد بحوزة أفراد المجموعة بعض المواد الغذائية والملابس التي تمكنهم من البقاء فترة طويلة داخل المسجد الأقصى ،و أضاف أن أفراد المجموعة كانوا مزودين بالأسلحة الرشاشة التي يستخدمها الجيش “الإسرائيلي” من طراز عوزي وبنادق من طراز(إم/16)ومسدسات.اقتحام جماعات متطرفة  الأقصى ليلاً  ومعهم أسلحة وأطعمة.
3911/03/1983مإحباط محاولة لاقتحام الأقصى من قبل متطرفين يهود أرادوا احتلاله وقبة الصخرة و إقامة مركز للدراسات الدينية.اقتحام جماعات متطرفة  الأقصى  لإقامة معهد ديني فيه
4012/03/1983ماكتشاف عدة فتحات جديدة تحت الحائط الجنوبي لمسجد الأقصى ،حيث يعتقد أن المتطرفين اليهود قاموا بحفرها أثناء محاولتهم اقتحام الحرم الشريف.حفريات أسفل الحائط الجنوبي
4103/04/1983ممجموعة ما يسمى “بأمناء جبل البيت ” توجه دعوة لإقامة تجمع داخل باب المغاربة قرب ساحة المبكىالدعوة إلى إقامة تجمع داخل باب  المغاربة
4216/04/1983ماعتزمت جماعة ما يسمى “بأمناء جبل الهيكل”-ضمن منشورات ألصقتها على الجدران -الدخول للأقصى لتأدية ما يسمى “صلاة عيد الاستقلال”إلصاق منشورات على الأقصى للصلاة
4313/05/1983مجماعة من المتطرفين المسماة:”أمناء جبل الهيكل”يؤدون الصلاة أمام باب المغاربة قرب المسجد الأقصى المبارك ،وقد سمح لهؤلاء بتادية الصلاة بناء على قرار من محكمة العدل العليا “الإسرائيلية”.اقتحام جماعات متطرفة  الأقصى للصلاة فيه
4424/03/1984محركة متطرفة تطلق على نفسها ما يسمى “بمخلصي الحرم”تعتزم إقامة صلوات عيد الفصح ،وتقديم القرابين في الحرم الشريف ،وذكر التلفزيون “الإسرائيلي” أن هذه الحركة أبلغت رئيس الوزراء ووزراء الداخلية و الأديان بذلك.اقتحام جماعات متطرفة  الأقصى للصلاة فيه
4529/03/1984مانهيار الدرج المؤدي إلى مدخل المجلس الإسلامي الأعلى ،حيث اكتشفت ثغرة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متران وعمقها أكثر من عشرة أمتار ،تؤدي إلى نفق طويل شقته دائرة الآثار “الإسرائيلية” بمحاذاة السور الغربي الخارجي للمسجد الأقصى ،وتمتد من باب المغاربة حتى باب المجلس الذي يضم مكاتب دائرة الأوقاف ،مما هدد عمارة المجلس الإسلامي الأعلى بالسقوط.انهيار درج  المجلس الإسلامي بسبب حفريات
4623/04/1984مأفراد حرس الحدود الذين جيء بهم لتشديد الحراسة ومنع اعتداءات المتطرفين اليهود على المسجد الأقصى يجوبون الحرم وساحاته وهم يحملون السلاح في أوقات الصلاة وغيرها، ويقومون بتصرفات لا تتناسب وقدسية المسجد الأقصى كمكان عبادة.اقتحام حرس الحدود   للأقصى وهم يحملون السلاح أمام المصلين
4723/04/1984مأثرت الحفريات التي تجري بمحاذاة السور الغربي للأقصى على أساسات العمارات الأثرية الموجودة فوقها، مما أدى إلى تشقق العمارات وتشقق جدرانها ،ومن ذلكعمارة دائرة الأوقاف الإسلامية.الحفريات تؤثر على الآثار في القدس.
4821/08/1985مالشرطة “الإسرائيلية” تسمح للمتطرفين اليهود بأداء الطقوس في الأقصى إذا طلب عشرة منهم.السماح للمتطرفين  بالصلاة في الأقصى
4904/08/1986مالحاخامات عقدوا عدة اجتماعات خاصة قرروا فيها السماح لليهود بأداء الطقوس في المسجد الأقصى كما قرروا إنشاء كنيس يهودي في إحدى ساحاته.مؤتمر للحاخامات بالسماح بالصلاة في الأقصى
5002/07/1988محفرت وزارة الأديان “الإسرائيلية” نفقا بالقرب من باب الغوانمة.حفريات أسفل الأقصى
5109/08/1989مسمحت الشرطة “الإسرائيلية” بإقامة صلوات للمتدينين اليهود على أبواب الحرم القدسي الشريف وذلك للمرة الأولى رسميا.السماح للمتطرفين  بالصلاة في الأقصى
5208/10/1990مارتكبت القوات “الإسرائيلية” مجزرة داخل المسجد ،مما أدى إلى استشهاد 22 مصليا و إصابة اكثر من 200 بجراح.مجزرة في مسجد الأقصى
5319/09/1990مقامت مجموعة من المتطرفين اليهود بجولة في ساحات المسجد الأقصى وذلك بمناسبة بدئ السنة العبرية ،وقام أحد اليهود بالنفخ في البوق الذي كان بحوزته بالقرب من باب الرحمة.اقتحام المتطرفين  الأقصى للصلاة فيه
5408/12/1990مسمحت الشرطة “الإسرائيلية” لعشرة متطرفين من أعضاء حركة كاخ العنصرية بالدخول إلى ساحة الحرم القدسي حيث قاموا باستعراض استفزازي ورددوا شعارات ضد العرب والمسلمين.اقتحام المتطرفين  الأقصى للصلاة فيه
5527/12/1990محاولت مجموعة من عشرة أفراد من حركة أمناء جبل الهيكل يتزعمها رئيس الحركة “غوشون سلامون “الدخول إلى الحرم القدسي رغم وجود قرار من الشرطة بمنع الزيارة.اقتحام المتطرفين  الأقصى للصلاة فيه
5602/04/1992متجمع حوالي خمسين عنصرا عند مدخل المسجد الأقصى ورفعوا شعارات تدعوا إلى إعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى .يهود يدعون لبناء الهيكل
5713/07/1994مدخلت مجموعة من ستة أشخاص من المتطرفين الساعة الثامنة والنصف صباحا وتجولوا في ساحات الأقصى المبارك وغادروا الساعة الحادية عشرة والنصف.اقتحام المتطرفين  الأقصى للصلاة فيه
5813/07/1994مدخل متطرفان إلى ساحات الحرم القدسي الشريف الساعة الثانية بعد الظهر عن طريق باب المغاربة وخرجوا أيضا عن طريق باب المغاربة .اقتحام المتطرفين  الأقصى للصلاة فيه
5916/07/1994مدخل متطرفان إلى ساحات الحرم القدسي الشريف الساعة الثانية بعد الظهر عن طريق باب المغاربة وخرجوا أيضا عن طريق باب المغاربة .اقتحام المتطرفين  الأقصى للصلاة فيه
6007/07/1996محفريات “إسرائيلية” خطيرة تؤدي إلى اهتزازات في الحائط الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى.حفريات أسفل الأقصى
6114/07/1996ممتطرفون يهود يطالبون نتنياهو بتقسيم الحرم القدسي الشريف.تقسيم الأقصى          
6224/09/1996مفتح نفق تحت السور الغربي للأقصىفتح نفق في  الأقصى
6304/10/1996موضع الحواجز العسكرية على مداخل الأقصى ،ومنع الشبان الذين تقل أعمارهم عن “35”سنة من الوصول للصلاة في المسجد الأقصى .تحديد (35) للصلاة في الأقصى
6428/01/1997ماستمرار الحفريات “الإسرائيلية” من الجنوب الغربي للمسجد الأقصى باتجاه الغرب بارتفاع 6-9 أمتار.حفريات أسفل الأقصى
6511/03/1997مالمستشار القضائي للحكومة “الإسرائيلية” يصدر قراراّ يسمح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى بعد التنسيق مع الشرطة “الإسرائيلية”.القضاء يقرر السماح لليهود بالصلاة في الأقصى
6601/04/1997ماستغلال “إسرائيل” فرصة حفر مجار من أجل القيام بحفريات جديدة قرب حائط المبكى.حفريات تستغل حفر مجار
6712/04/1997مجماعة يهودية تخطط لإقامة الصلوات في المسجد الأقصى .اقتحام متطرفين  للصلاة
6824/04/1997مجماعة جبل الهيكل تعتزم الصلاة في محيط الحرم القدسي.اقتحام متطرفين  للصلاة
6927/04/1997ممحاولة ثلاثة متطرفين يهود الدخول إلى المسجد الأقصى من باب المغاربة لأداء الصلاة .اقتحام متطرفين  للصلاة
7006/05/1997منشر مخطط “إسرائيلي” لتوسيع ساحة “البراق الصغير”في حي الواد الذي يحاذي الحائط الغربي للمسجد الأقصى وسط حي عربي.توسيع ساحة البراق الصغير
7110/05/1997ممحاولة مجموعة من اليهود المتطرفين الصلاة في رباط الكرد في القدس من الناحية الغربية من أسوار الحرم القدسي الشريف.اقتحام متطرفين  للصلاة
7212/05/1997ممحاولة مجموعة تضم “12”متطرفاّ من اقتحام المسجد الأقصى قبل الظهر.اقتحام متطرفين  للصلاة
7313/05/1997منشر تفاصيل مشروع توسيع باحة “البراق” التي أعلنت عنها وزارة الأديان “الإسرائيلية” مؤخرا.تفاصيل توسيع ساحة البراق الصغير
7424/05/1997مإقامة نقطة مراقبة بجوار رباط الكرد.نقطة مراقبة يهودية جوار رباط الكرد
7528/05/1997محث اليهود على الصلاة في ساحات المسجد بأمر من الحاخامات المتطرفين.الحاخامات يأمرون بالصلاة فيه
7628/05/1997محاخامات المستوطنين يطالبون بتقسيم الحرم القدسي بين المسلمين واليهود .الحاخامات يطاالبرون بالتقسيم للأقصى
7704/06/1997ممحاولة يهودية لدخول الحرم القدسي.اقتحام متطرفين  للصلاة
7811/06/1997ممحاولة اقتحام المسجد الأقصى.اقتحام متطرفين  للصلاة
7914/06/1997ممحاولة اقتحام المسجد الأقصى.اقتحام متطرفين  للصلاة
8020/06/1997ممتطرفون يهود يستعدون للاستيلاء على الأقصى.الاستعداد للاستيلاء على الأقصى
8124/12/1997ممحاولة مجموعتين من المتطرفين اليهود لاقتحام المسجد الأقصى عبر بوابتي السلسلة والأسباط .اقتحام متطرفين  للصلاة
8212/07/1998ممتطرفون يهود يصلون في الحرم الشريف.؟؟!!اقتحام متطرفين  للصلاة
8302/08/1998ممحاولتان للمتطرفين اليهود لاقتحام المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وباب القطانين لأداء الطقوس الدينية .اقتحام متطرفين  للصلاة
8426/08/1998مجنود الاحتلال يقتحمون حرمة المسجد الأقصى المبارك ويعتدوا بالضرب المبرح على أحد المواطنين داخل ساحات المسجد ،و الاحتلال يرفض إبعاد جنوده ويهدد باقتحام الأقصى .الجنود يقتحمون الأقصى ويضربن مصلياً
8509/09/1998ممتطرف يهودي يحاول التسلل إلى باحة المسجد الأقصى من الجهة الأمامية والجنوبية .تسلل يهودي للأقصى
8627/09/1998ممتطرفون يهود يحاولون دخول ساحات المسجد الأقصى المبارك بعد أن سمحت لهم الشرطة الإسرائيلية بذلك.اقتحام متطرفين  للصلاة
8717/01/1999مالقاضي السابق مناحيم الون يدعو إلى تقسيم الحرم القدسي ،ويعتبر أن الأقصى هو الهيكل المزعوم”.قاض يدعو إلى تقسيم الأقصى          
8824/01/1999ماستغلال قبة الصخرة في حملة دعائية للسياحة في “إسرائيل” في أيعلان نشرته وزارة السياحة “الإسرائيلية”.استغلال الصخرة للدعاية السياحية
8927/01/1999مكشف النقاب عن تخطيط أحد ناشطي اليمين “الإسرائيلي” ” دميان فاكوبيتش “المتطرف حسب اعترافاته لتنفيذ عملية تفجير كبيرة تهدف إلى نسف المسجد الأقصى المبارك .مخطط لتفجير الأقصى  
9004/04/1999مالشرطة “الإسرائيلية” تسمح لتسعة عشر متطرفاً يهودياً من جماعة ” أمناء جبل الهيكل ” بدخول الحرم القدسي الشريف والتجول في ساحاته .اقتحام متطرفين  للصلاة
9108/06/1999متسلل أحد المستوطنين لساحة المسجد الأقصى المبارك وقام بتصرفات استفزازية تسيء لقدسية المسجد وذلك على مرأى من الشرطة الإسرائيلية وقد قام حراس الحرم بإخراجه من المسجدقيام يهودي باستفزازات في الأقصى  
9221/07/1999مإصدار المحكمة العليا “الإسرائيلية” قراراً يسمح إلى ما يسمى “بأمناء جبل الهيكل ” الدخول إلى الحرم القدسي الشريف يوم غداً .القضاء يصدر قراراً باقتحام الأقصى
9310/08/1999مقيام سلطات الاحتلال بإغلاق نافذة في جدار الأقصى القديم ، فتحت لغاية التهوية ومعالجة الرطوبة .الاحتلال يغلق فتحة تهوية في الأقصى القديم
9431/08/1999مالكشف عن مخططات “إسرائيلية” لهدم القصور الأموية المحاذية للمسجد الأقصى المبارك ، وتوسيع حائط البراق ” المبكى” بقصد تهوية المكان وتخريب المعالم الإسلامية .مخطط لهدم القصور الأموية
9513/09/1999مالحكومة “الإسرائيلية” تبحث خططاً لفرض هيمنتها على الحرم القدسي الشريف مثل استبدال حراسه الشرطة بوضع أبواب إلكترونية وسياج مكهرب .الاحتلال يحاول السيطرة على  الأقصى بوضع أبواب الكترونية
9623/09/1999مدعوة ما يسمى “بأمناء جبل الهيكل “لاقتحام المسجد الأقصى المبارك فيما يسمى بعيد المظلة لدى اليهود يوم الاثنين 27/9/1999اقتحام متطرفين  للصلاة
9727/09/1999مقيام شركة “إسرائيلية” للنبيذ بلصق صورة للقدس يتوسطها المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة على زجاجات النبيذ .استغلال شركة خمور  لصورة الأقصى
9802/10/1999مالكشف عن قيام مجموعات يهودية متطرفة باستئناف محاولات بدأت بها منذ سنوات للاستيلاء على قطعة أرض في الحرم القدسي الشريف علماً بأنها مسجلة كوقف ذري.محاولة للاستيلاء على قطعة أرض من الأقصى
9902/10/1999مقيام المستوطنين بمحاولتين لاقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك وذلك من ناحية سوق القطانين ، وقد أفشل الحراس هاتين المحاولتين.اقتحام متطرفين  للصلاة
10003/10/1999مقيام رئيس الوزراء الإسرائيلي باراك بافتتاح مدرج في الجهة الجنوبية لأقصى بهدف قيام المتطرفين اليهود بأداء الطقوس الدينية الخاصة في هذا المكاناقتحام باراك لدرج في الأقصى لتشجيع المتطرفين على  الصلاة
10130/10/1999مكشف النقاب عن بدء العدد التنازلي “الإسرائيلي” لهدم المسجد الأقصى المباركالعد التنازلي لهدم الأقصى
10214/11/1999مالحاخام الصهيوني “اسحق ليفي” زعيم حزب المفدال وزير الإسكان في حكومة “يهود براك” يدعو إلى تقسيم الحرم القدسي الشريف بين المسلمين واليهود في التسوية النهائية .حاخام  يدعو إلى تقسيم الأقصى  
10325/11/1999ماعتقلت الشرطة الإسرائيلية شرطي “إسرائيلي” سابق خطط للقيام بعملية إرهابية في الأقصى .مخطط ليهودي بإرهاب في الأقصى
10402/12/1999م“أيهود أولمرت” ما يسمى رئيس بلدية القدس أصدر أمر بمنع هيئة الأوقاف الإسلامية من مواصلة أعمال الترميم في المصلى المرواني .منع الترميم في المصلى المرواني 
10503/12/1999ممحاولات “إسرائيلية” لوقف أعمال الترميم في المسجد الأقصى المبارك والمصلى المرواني.منع الترميم في مسجد الأقصى
10610/12/1999مالسلطات “الإسرائيلية” تهدد بقطع المياه عن الأوقاف الإسلامية بسبب أعمال الترميم في الحرم القدسي الشريف .التهديد بقطع المياه بسبب الترميم
10720/12/1999مالشرطة “الإسرائيلية” تركب كاميرات للمراقبة في الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك .اليهود يركبون كاميرات
10821/12/1999مجماعة استيطانية “هذه أرضنا” تخطط لتنظيم تظاهره ضخمة حول الحرم القدسي احتجاجاً على افتتاح بوابة طوارئ في المصلى المرواني .الاحتجاج على فتح بوابة طواريء للمرواني
10906/01/2000متظاهر العشرات من الصهاينة الذين يعملون في سلطة الآثار “الإسرائيلية” احتجاجاً على عمليات الترميم في الحرم القدسي الشريف .الاحتجاج على الترميم في الأقصى
11011/01/2000مما يسمى بالمحكمة العليا “الإسرائيلية” ، ترد التماس تقدَّمت به مجموعة ما يسمى “أمناء جبل الهيكل” لوقف أعمال الترميم في المسجد الأقصى .القضاء يرد الاحتجاج على الترميم في الأقصى
11111/01/2000مما يسمى بالمحكمة العليا “الإسرائيلية” تصدر قرار تعتبر أن المستوى السياسي هو المسؤول عن البت في قضايا المسجد الأقصى المبارك .المحكمة العليا الإسرائيلية : المسؤول عن الأقصى هو السياسي
11225/01/2000مالشرطة “الإسرائيلية” تمنع شاحنتين محملتين بمواد أولية تحتاجهما أعمال الترميم الجارية في المسجد الأقصى المبارك من الدخول إليه.منع مواد البناء للترميم في الأقصى
11308/03/2000مسلطات الاحتلال توقف فتاة يهودية من ( أمناء جيل الهيكل ) حاولت أداء الصلاة في مدخل الحرم القدسي الشريف في منطقة باب السلسلةمنع فتاة من الصلاة في الأقصى
11409/03/2000مجمعية دينية يهودية متطرفة تدعى(عزرات مناحيم) تعمل لإقامة قاعة احتفالات كبرى في :” ساحة البراق” من أجل إقامة الاحتفالات اليهودية فيها .العمل على إقامة قاعة احتفالات في ساحة البراق
11515/02/2000مصحيفة(كول هعير)العبرية تكشف النقاب عن منطقة إسرائيلية تقوم عليها وزارة الأديان لحفر نفق جديد تحت ما يسمى ساحة المبكى (البراق) .حفر نفق تحت ساحة البراق
11614/7/2000م“ايهود اولمرت “رئيس بلدية القدس” يدعو اليهود إلي فرض حقهم والسماح لهم بـ “الصلاة” في المسجد الأقصى المبارك.أولمرت  يطلب السماح لليهود  بالصلاة في الأقصى
1179/8/2000ممجلس الحاخامين الصهاينة يفتي ببناء كنيس يهودي داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك.الإفتاء ببناء كنيس في الأقصى
11810/9/2000م كشف النقاب عن إجراءات تتبعها الشرطة الصهيونية إزاء زيارة المسجد الأقصى المبارك من ضمنها عدم منع اليهود من دخول المسجد والسماح لحركة ما يسمى “أمناء جبل الهيكل” بالدخول إلي ساحاته على شكل مجموعات لا يزيد عدد أفرادها عن سبعة مع مرافقة شرطي أو أكثر لهمالشرطة تطلب السماح لليهود  بالصلاة في الأقصى
11915/9/2000مرائد صلاح : رئيس الحركة الإسلامية في (48) يحذر من العروض الأمريكية والصهيونية لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود على أساس بأن ما فوق الأرض للمسلمين وما تحتها لليهود.عرض أمريكي نتقسيم  الأقصى
12019/9/2000مايهود باراك رئيس الحكومة الصهيونية يرفض أية سيادة إسلامية على المسجد الأقصى!باراك يرفض سيادة الإسلام على الأقصى
12125/9/2000معائلات يهودية من اصل أمريكي يبلغ تعدادها 300 شخص تقيم حفل عشاء في الساحة الجنوبية الملاصقة للمسجد الأقصى، تخلله عزف الأغاني والمقطوعات الموسيقية.عائلات أمريكية تقيم حفل عشاء  في الساحة الجنوبية للأقصى
12228/9/2000متدنيس مجرم الحرب”ارئيل شارون” المسجد الأقصى بتجواله في ساحاته الداخلية برفقة (3000) من جنود الاحتلال، ولمدة (45) دقيقة، ومحاولته دخول مواضع الصلاة الرئيسية داخل المسجد.شارون يدنس الأقصى
12329/9/2000مجنود الاحتلال يقتحمون المسجد الأقصى، ويقتلون ويصيبون عددا من المصلين عقب صلاة الجمعة في مذبحة الأقصى الثالثة، مما أدى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى في عموم الأراضي الفلسطينية.جنود الاحتلال يدنسون الأقصى ويصيبون المصلين
12429/9/2000مدعوات يهودية إلى تحويل المدرسة العمرية الواقعة في الزاوية الشمالية الغربية للمسجد الأقصى إلى كنيس تقام فيه “الصلوات” اليهودية.دعوة لتحويل المدرسة العمرية إلى كنيس
1255/1/2001ملجنة منبثقة عن مجلس الحاخامات الرئيسية في دولة الاحتلال تبحث اقتراحات لإقامة كنيس داخل المسجد الأقصى المبارك في باب الرحمة، أو مبنى المحكمة، أو المدرسة العمرية، أو المصلى المرواني (وكلها أجزاء من المسجد الأقصى المبارك).لجنة حاخامات تبحث اقتراحات لبناء كنيس في الأقصى
12618/2/2001مأرئيل شارون، وبعد انتخابه رئيسا للوزارة، يدرس إمكانية السماح لليهود والسياح الأجانب بزيارة المسجد الأقصى المبارك مثل ما كان الأمر قبل اندلاع انتفاضة الأقصى.شارون يدرس إمكانية السماح لليهود بزيارة الأقصىا
12728/2/2001ممحكمة صهيونية تبرئ متطرفين يهودا من الشغب قرب المسجد الأقصى وتقول إن من حق كل يهودي “الصلاة” في باحة المسجد الأقصى المبارك، ولكن الخلاف حول تطبيق هذا الحق شكلا ومضمونا.محكمة تبريء يهود من الشغب قرب الأقصى
12810/4/2001مالرئيس الصهيوني “موشيه كتساف” يصرح بأنه يتوجب تقسيم الأقصى بين اليهود والمسلمين، مثلما تم تقسيم المسجد الإبراهيمي في الخليل.كتساب يدعو لتقسيم الأقصى
12923/6/2001مأفراد مما يسمى (حرس الحدود) الصهاينة يتناولون المشروبات الكحولية داخل الأقصى.جنود يتناولون الخمر في الأقصى
13030/9/2002مالرئيس الأمريكي جورج بوش الابن يوقع على قانون يلزم الإدارة الأمريكية باعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني. (كتاب: الأقصى في خطر، د. محمد العامر، 2006م)بوش الابن يوقع على قرار يعتبر القدس عاصمة لدولة الصهياينة
1314/10/2002مقوات الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى وتعتدي على المصلين الذين تظاهروا على القانون الأمريكي المتعلق بالقدس والذي صدر مؤخرا.جنود الاحتلال يعتدون على المصلين في  الأقصى للتظاهر ضد القرار الأمريكي
1329/2/2003مالشرطة الصهيونية، وبقرار حكومي، تغلق مكاتب لجنة التراث الإسلامي في باب الرحمة، ومخاوف من تحويل المكان إلى كنيس يهودياليهود يغلقون مكاتب لجنة التراث الإسلامي
13313/5/2003ماعتقال الشيخ رائد صلاح –شيخ الأقصى- بعد أن كشف عن إحباط محاولة يهودية لاقتحام المصلى المرواني الذي هو جزء من المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المبارك عبر فتح بوابة (مغلقة يعتقد أنها المعروفة بالباب الثلاثي) في الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى.رائد صلاح يكشف عن محاولة اقتحام المصلى المرواني
13414/5/2003موزير الأمن الداخلي الصهيوني “تساحي هنغبي” يصرح: المسجد الأقصى سيفتح لزيارات اليهود والسياح الأجانب قريبا بموافقة أو بعدم موافقة الأوقاف الإسلامية.وزير الأمن: الأقصى سيفتح لزيارة اليهود
1351/7/2003متناقلت وسائل الإعلام العبرية أن الشرطة أدخلت منذ أسبوعين يهودا وأجانب إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك، برفقة قوات منها.الشرطة تدخل اليهود والأجانب إلى الأقصى
13622/7/2003مدعا زعيم حزب العمل (شيمعون بيريس) إلى تدويل منطقة المسجد الأقصى، وتسليم إدارتها لمجلس بلدي عالمي يرأسه الأمين العام للأمم المتحدة على أن يكون له نائبان: أحدهما عربي يكون مسؤولا عن المقدسات الإسلامية فوق الأرض، والآخر صهيوني يكون مسئولا عما أسماه “الأماكن الدينية اليهودية تحت الأرض”.بيريز يدعو لتدويل منطقة  الأقصى
13722/7/2003محالت دائرة الأوقاف في المسجد الأقصى المبارك دون مواصلة مجموعة من المستوطنين إقامة طقوسهم “الدينية” داخل المسجد.اقتحام متطرفين  للصلاة
13811/8/2003مأعلن وزير الأمن الداخلي الصهيوني” “تساحي هنغبي” أن زيارات اليهود والسياح الأجانب إلى المسجد الأقصى ستستأنف خلال أسبوع، حتى وإن عارضت الأوقاف الإسلامية، وقال: “إن منع يهودي من التوجه إلى “جبل الهيكل” – (يعني المسجد الأقصى) – لن يتكرر.”وزير الأمن: زيارات  اليهود للأقصى سيسمح بها خلال أسبوع
13920/8/2003م قررت الشرطة وأوساط في الحكومة الصهيونية إعادة إدخال اليهود والسياح الأجانب اعتبارا من صباح هذا اليوم إلى المسجد الأقصى.الشرطة تدخل اليهود والأجانب إلى الأقصى
14022/8/2003مالحاخام أفرايم شاخ نجل الحاخام أليعازر شاخ حاخام الدولة العبرية يدعو اليهود إلى الزحف نحو المسجد الأقصى لتطهيره مما سماه دنس العرب والمسلمين.الدعوة  لتطهير الأقصى من المسلمين
14124/8/2003منحو 150 يهوديا يقتحمون المسجد الأقصى المبارك ويحاولون أداء طقوس “دينية”اقتحام متطرفين  للصلاة
14224/8/2003مالشرطة تعتدي على عدد من مسئولي الأوقاف الإسلامية والمصلين في المسجد الأقصى وتصيب الشيخ محمد حسين – مدير وخطيب المسجد، والحاج مصطفى أبو زهرة عضو الهيئة الإسلامية العليا، بسبب احتجاجهم على إدخال اليهود إلى المسجد الأقصى المبارك مجددا.الشرطة تعتدي على مسؤولي الأوقاف والمصلين في الأقصى
14331/8/2003مقوات صهيونية تقتحم المسجد الأقصى بدعوى اعتقال أحد المصلين لاعتراضه مجموعة من المستوطنين حاولوا القيام بطقوس “دينية” في ساحاته الداخلية.الشرطة تدخل إلى الأقصى لاعتقال أحد المصلين
1441/9/2003مشهود عيان وبعض حراس المسجد الأقصى يؤكدون أن الشرطة الصهيونية أدخلت مجموعة من السياح الأجانب من النساء إلى المسجد الأقصى بلباس فاضح جدا ولا يليق بحرمة المسجد الأقصى، وعندما حاول البعض تنبيه أفراد الشرطة بحرمة ذلك، أصروا على موقفهم، وهددوا المعترضين بالاعتقال.الشرطة تدخل اليهود والأجانب إلى الأقصى
14512/10/2003مالإعلان عن “اتفاق جنيف” الذي يتضمن تنازلا عن جزء من المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس ويعطي سيادة صهيونية كاملة على حائط البراق.اتفاق جنيف يتضمن تنازلا عن جزء من الأقصى
14610/11/2003ماعتقال الشيخ تيسير التميمي -قاضي القضاة الشرعيين في فلسطين وخطيب المسجد الإبراهيمي في الخليل-، بتهمة التحريض على منع اليهود والمستوطنين من دخول المسجد الأقصى المبارك، وتم منعه من دخول مدينة القدس على إثر ذلك.اعتقال التميمي بتهمة منع اليهود من دخول الأقصى
14710/12/2003ماليساري الصهيوني “يوسي بيلين” -أحد معدي وثيقة جنيف- يصرح بان الصهاينة لم يتخلوا في المبادرة عن حقهم في إقامة “معبد سليمان” المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك.يوسي بيلين : اليهود لن يتخلوا عن بناء الهيكل
14828/1/2004موزير الأمن الداخلي الصهيوني “تساحي هنغبي” يفاخر: “من أهم إنجازاتي: اعتقال الشيخ رائد صلاح وهدم مسجد شهاب الدين في الناصرة والسماح لليهود بالدخول إلى المسجد الأقصى”.اعتقال رائد  صلاح بتهمة منع اليهود من دخول الأقصى
1493/2/2004م حزب “تكوماه” اليميني ينظم مسيرة استفزازية حول أسوار المسجد الأقصى وبمحاذاة أبوابه، وشعار المسيرة “بناء “الهيكل” المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك”.  مسيرة استفزازية يهودية حول  الأقصى
15027/2/2004مالقوات الصهيونية تقتحم المسجد الأقصى المبارك خلال صلاة الجمعة، مما يؤدي إلى إصابة 24 شخصا بينهم نساء، إصاباتهم بين خفيفة ومتوسطة.الجنود يقتحمون  الأقصى
1513/3/2004مجمعية “آل هار همور” اليهودية تفتتح دورات خاصة لتخريج معلمين لإرشاد الزوار اليهود الذين تسمح لهم الشرطة الصهيونية باقتحام المسجد الأقصى والتجول في باحاته وتعلن الجمعية أنها تسعى إلى إقامة “الهيكل” المزعوم قريبا.افتتاح دورات لليهود كمرشدين سياحيين للأقصى
1522/4/2004م قوات الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى خلال صلاة الجمعة، وتصيب 45 مصليا وتعتقل 15 آخرين.الجنود يقتحمون  الأقصى
1538/4/2004مالشرطة الصهيونية ترفض السماح لمنظمة “الحرم والمعبد” بالقيام بـ “ذبح القرابين” بمناسبة عيد الفصح اليهودي، داخل المسجد الأقصى، مما حملهم على إقامتها على جبل الطور لمقابلته المسجد الأقصى.اليهود يريدون ذبح القرابين داخل الأقصى
1548/4/2004مدعت جماعة “أمناء الهيكل” إلى إقامة “شعيرة” داخل المسجد الأقصى يطلقون عليها اسم “رش تراب مستجلب من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة” في أنحاء من المسجد الأقصى تعبيرا-حسب قولهم- على وحدة التراب الصهيوني، إلاّ أن الشرطة رفضت ذلك، واضطروا إلى تأديتها مقابل المسجد الأقصى في أحد أحياء مدينة القدس القديمة.اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
1557/7/2004م– قائد شرطة القدس “ميكي ليفي” يقتحم المصلى المرواني متخفيا، والشرطة تجري قياسات مسحية مريبة داخل المسجد الأقصىقائد الشرطة يقتحم المصلى المرواني
15618/7/2004م4000 مستوطن يشاركون في مسيرة استفزازية حول أسوار المسجد الأقصى وأبوابه، تتضمن تحريضا تلموديا على المسجد الأقصىمسيرة استفزازية يهودية حول  الأقصى
15719/7/2004م الشرطة الصهيونية تتعمد إدخال السواح والأجانب واليهود إلى المسجد الأقصى وهم بلباس فاضح وشبه عراة. الشرطة تتعهد بإدخال اليهود لى الأقصى فاضح
1589/9/2004م“مناحيم فرومان” راب “مستوطنة تكواع” يقيم حفل زواج لابنه داخل الأقصى تخلله شرب خمور ونبيذ.إقامة حفل زفاف في الأقصى تخلله شرب
15921/9/2004مقام ما يزيد عن 400 طالب يهودي باقتحام جماعي للمسجد الأقصى المبارك، وتجمعوا قبالة باب المغاربة برفقة مرشدين من المستوطنين اليهود، وحاولت مجموعة منهم أداء طقوس “دينية” مشبوهة، مما أدى إلى نشوب مشادات كلامية بين المستوطنين وبين مندوبين عن دائرة الأوقاف.اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
1603/10/2004مقائد شرطة القدس إيلان فرانكو وأفراد من المخابرات يقتحمون المصلى المرواني الذي هو جزء من الأقصى وطائرة عسكرية تحلّق فوقهم.قائد الشرطة يقتحم المصلى المرواني
16128/12/2004ممستوطن يهودي يقتحم المسجد الأقصى، ويحتسي الخمر، ويكسر الزجاجة داخل ساحات ا الأقصىيهودي  يقتحم الأقصى ويشرب الخمر
1623/3/2005مافتتاح مصلى يهودي جديد جنوبي حائط البراق لليهود المحافظين لتكريس السيطرة على الأقصى.افتتاح كنيس يهودي
16316/3/2005مالقناة الثانية للتلفزيون العبري تنشر تقريرا عن اجتماع عُقد في إحدى القاعات الملاصقة للمسجد الأقصى في القدس القديمة، كشف عن خطة لأعضاء نحو 30 منظمة يهودية لاجتياح واحتلال المسجد الأقصى، من اجل نسف خطة الانسحاب من غزة.خطة لاجتياح الأقصى
16424/3/2005ممشبوهون متطرفون يضعون صليبا على باب قبة الصخرة، التي هي جزء من المسجد الأقصى المبارك، ويسكبون الخمر الأحمر، ويؤدّون “شعائر” مستهجنة.اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
1657/4/2005ممئات من اليهود المتطرفين يتجمعون في ساحة البراق، في احتفالات راقصة وحركات بهلوانية، وينظمون بعدها ما يطلقون عليها “مسيرة الأسوار” حيث تجولوا بمئاتهم حول أسوار المسجد الأقصى وبمحاذاة أبوابه.اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
16610/4/2005مرغم الإجراءات الأمنية المشددة، ثلاثون ألفا من مسلمي الداخل وأهل القدس يلبّون نداء المسجد الأقصى ويرابطون في ساحاته ويفشلون مخططات منظمة “ريفافاه” لاقتحام المسجد.إجراءات مشددة حول الأقصى
16720/4/2005ممجموعات يهودية وسياح أجانب يتجولون في ساحات المسجد الأقصى بلباس سافر وفاضح واختلاط وتشابك أيدي الفتيان والفتيات والتقاط الصور الجماعية دون مراعاة لحرمة المسجد الأقصى المبارك.اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
16828/4/2005مالمئات من اليهود اقتحموا المسجد الأقصى المبارك بمجموعات تتألف من 50 شخصا، المجموعة تلو الأخرى.اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
169أبريل – نوفمبر 2005مجماعات يهودية بقيادة “أمناء جبل الهيكل” تحدد عدة مواعيد لاقتحام المسجد الأقصى ووضع حجر الأساس لـ “الهيكل” الثالث المزعوم، والمسلمون في القدس المحتلة يتصدون لها في كل مرة. (كتاب: رسالة من المسجد الأقصى إلى كل غيور، الشيخ رائد صلاح، 2007م)اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
17019/5/2005ممنعت الشرطة الصهيونية 200 طالبة فلسطينية من دخول المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه، في الوقت الذي مكّنت عشرات المستوطنين الصهاينة من تدنيس المسجد.منع طالبات فلسطينيات من الصلاة في الأقصى
1716/6/2005محاولت مجموعة من المستوطنين بحراسة شرطية مكثفة اقتحام المسجد الأقصى وسط تواجد كثيف من المسلمين المرابطين منذ ساعات الفجر في ساحات المسجد، الأمر الذي أثار حفيظتهم، فقاموا بطرد المستوطنين بالحجارة وبالضرب مما أدى إلى جرح شخصين منهم، بينما تدخلت الشرطة الصهيونية وأصابت عددا من المصلين بجروح بعضها خطيراقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
17228/9/2005مبعد عشر سنوات من الحفر تحت المسجد الأقصى، سلطات الاحتلال تدشِّن موقعاً يُعتبر الأول من نوعه في الفضاء التحتي للمسجد من جهته الغربية تحت اسم “أنت في سلسلة التاريخ”، يبث أكاذيبهم عن المسجد الأقصى.تزوير التاريخ
1738/10/2005ممتطرفون يحاولون تسلق جدار الأقصى في منطقة باب الأسباط، والمواطنون يجبرونهم على الهرب باتجاه المستوطنات في سلوان المتاخم للأقصى.اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
17419/10/2005مالعشرات من المتطرفين اليهود من جماعة “أمناء جبل الهيكل” يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال، متذرعين بقرار سابق من “المحكمة الصهيونية العليا” يقضي بالسماح لليهود بتأدية “شعائر دينية” داخل المسجد الأقصى ما بين الساعة السابعة حتى التاسعة صباحاً حين يكون تواجد المصلين المسلمين قليلاًاقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
17519/10/2005مثلاثة مستوطنين يهود بينهم امرأة يحاولون اقتحام المسجد الأقصى المبارك من بابي الناظر وحطة خلال أداء المصلين لصلاة التراويح، وحراس المسجد يتصدون لهم، وشرطة الاحتلال تزعم اعتقالهم.اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
17623/10/2005مالمحكمة العليا في الدولة العبرية تعتبر قرارها السماح لجماعة “أمناء جبل الهيكل” بـ “الصلاة” في باحة المسجد الأقصى “زلة لسان” وخطأ في صياغة القرار حيث إنها كانت تقصد السماح لهم بدخول المسجد دون ممارسة أية “شعائر دينية” أو “الصلاة” فيه، وتستبدل عبارة “السماح لليهود بـ”الصلاة” على جبل “الهيكل” [المسجد الأقصى]” بعبارة “السماح لليهود بالدخول وزيارة جبل “الهيكل””.المحكمة الاسرائلية العليا تعيد النظر في قرار السماح لليهود بالصلاة في الأقصى
1779/11/2005ممجموعة قوامها 35 شخصاً من مخابرات دولة الاحتلال يقتحمون المسجد الأقصى وهم يحملون أسلحتهم الخاصة من باب المغاربة، ويقومون بجولة لمدة ساعتين في باحاته، حيث دخلوا الجامع القبلي والمصلى المرواني وقبة الصخرة (وكلها مصليات داخل المسجد الأقصى) والتقطوا صوراً لكل هذه المواقع بكاميرات الفيديو وآلات التصوير الفوتوغرافية.اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
1788/2/2006موزارة التربية والتعليم في دولة الاحتلال والوكالة اليهودية يوزعان آلاف النسخ لخرائط البلدة القديمة في القدس على أطفال يهود في عشرات المدارس في روسيا، وضعت فيها صورة لمجسم “الهيكل” الثالث مكان قبة الصخرة في قلب المسجد الأقصى المبارك.وزارة التربية توزع خرائط للقدس القديمة
17914/2/2006محُراس المسجد الأقصى يفشلون محاولة تسلل أربعة من المتطرفين اليهود إلى الأقصى في ساعات متأخرة من الليل، حيث كانوا يحفرون في مقبرة الرحمة محاولين الوصول للمسجد الأقصى. وتلاصق مقبرة الرحمة السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، وتضم رفات عدد من الصحابة والعلماءاقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
1801/3/2006مالرئيس الصهيوني موشيه كتساف يفتتح كنيسا يهوديا تحت المدرسة التنكزية المعروفة بمبني المحكمة والتي هي جزء من الحائط الغربي للمسجد الأقصى.كتساب يفتتح كنيساً تحت المدرسة التنكز
18112/4/2006ممجموعة مستوطنين متطرفة تحاول الدخول إلى المسجد الأقصى بزعم “تقديم قربان” بمناسبة حلول عيد الفصح العبري، حيث قدِموا ومعهم “جَدي” وأرادوا الوصول إلى باب المغاربة ليذبحوه هناك، ومنعتهم الشرطة.اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
18212/4/2006ممستوطن متنكر بزي عربي يتسلل إلى ساحات المسجد الأقصى وذلك خلال صلاة الظهر حيث شوهد وهو يتوجه إلى مخفر شرطة الاحتلال الموجود داخل المسجد الأقصى المبارك.اقتحام متطرف الأقصى   للصلاة
18313/6/2006مإيهود أولمرت، رئيس وزراء دولة الاحتلال يؤكد خلال كلمةٍ ألقاها أمام البرلمان البريطاني أنّه لن يتنازل عمّا أسماه “جبل الهيكل” ويقصد الجبل الذي يقوم عليه المسجد الأقصى بأيّ شكلٍ من أشكال التفاوض مع الفلسطينيين.أولمرت لن يتنازل عن بناء الهيكل
1843/8/2006مالمسلمون المرابطون في المسجد الأقصى يحبطون محاولة لمتطرفين يهود لاقتحام المسجد في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”.اقتحام متطرفون الأقصى 
1856/2/2007مسلطات الاحتلال الصهيونية تشرع بهدم طريق باب المغاربة وغرفتين من المسجد الأقصى في أكبر تغيير لمحيط الأقصى. وتعتبر مؤسسة القدس خطوة مفصلية في مخطط الاحتلال لتقسيم المسجد الأقصىالشروع في هدم باب المغاربة
1868/2/2007مفي إطار فعاليات متواصلة، المئات من الفلسطينيين، وعلى رأسهم القيادات الإسلامية في القدس المحتلة، يعتصمون قبالة باب المغاربة القائم في سور القدس احتجاجاً على مواصلة السلطات الصهيونية هدم طريق باب المغاربة الآخر القائم في الجدار الغربي للمسجد الأقصى وغرفتين من المسجد المبارك.الاعتصام قبالة باب المغاربة من قبل المسلمين
1879/2/2007مقوات الاحتلال تقتحم الأقصى أثناء صلاة الجمعة، وتصيب (17) مصليا بزعم محاولتهم الاحتجاج على أعمال الهدم المتواصلة في طريق باب المغاربة. جنود الاحتلال يدنسون الأقصى ويصيبون المصلين
18813/2/2007مالشيخ رائد صلاح يكشف عن وثيقة يهودية تؤكد أن الصهاينة يخططون لبناء جسر ضخم بدلا عن طريق باب المغاربة ليتيح لمئات الجنود الصهاينة، ولآليات عسكرية وجرافات، اقتحام الأقصى في وقت واحد.التخطيط لبناء جسر بدلاً عن طريق باب المغاربة  
1895/3/2007ممؤسسة الأقصى تحذر من محاولة يهودية لتقديم “قرابين عيد الفصح العبري” داخل المسجد الأقصى مطلع شهر إبريل القادم.محاولة متطرفين تقديم قرابين عند الأقصى  
19023/7/2007ماقتحم نحو (3000) يهودي المسجد الأقصى، وأدوا طقوساً مشبوهة، وادعوا أنها دينية.اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
19129رجب 1429هـ الموافق1/8/2008م  تصدي أهالي حي البستان لجرافات بلدية القدس تصدت عائلات من حي البستان في سلوان أمس لجرافات بلدية ما يسمى القدس التي حاولت تجريف أرض في البستان تعود لعدد من عائلات سلوان ، بدعوى أنها صودرت للصالح العام لإقامة موقف لسيارات وحافلات السائحين الذين يزورون المنطقة.تجريف في حي البستان بسلوان  
1923 شعبان 1429هـ الموافق 5/8/2008مالاحتلال يقرر هدم 50 منزلاً بالقدس المحتلة
كشف مركز القدس للحقوق الاقتصادية النقاب عن أن سلطات الاحتلال الصهيوني سلمت حوالي (50) إخطاراً لمواطنين مقدسيين في بلدة العيسوية بالقدس لهدم بيوتهم بدواعي عدم الترخيص لها أثناء البناء.
هدم (50) منزلاً  
1933 شعبان 1429هـ الموافق5/8/2008م  جرافات البلدية العبرية في القدس تهدم منزلا في حي الطـــورهدمت جرافات بلدية ما يسمى القدس اليوم منزل المرحوم أمين العباسي في حي الطور وسقيفة وأساسات منزل في رأس العامود وواد قدوم بالقدس5/8/2008م.تجريف منزل  
1944 شعبان 1429هـ الموافق 6 /8/2008مأكد مركز القدس للدراسات الاقتصادية والاجتماعية، أن سلطات الاحتلال قامت بهدم أكثر من (80) منشأة ومنزل تعود ملكيتها للفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري، وأصدرت آلاف الأوامر بحق هدم المنازل حيث أصبح أكثر من (150) ألف منزل معرض للهدم في أي يوم.(150) ألف منزل معرضة للهدم  
19510 شعبان 1429هـ الموافق12/8/2008مكشفت وسائل الإعلام الصهيونية، اليوم، النقاب عن اقتراح قدمته حكومة الاحتلال لبناء نقطة استيطانية جديدة قرب مدينة القدس المحتلة.الاحتلال يعتزم إقامة مستوطنة جديدة قرب القدس
19616/8/2008ماقتحمت جماعات دينية يهودية متطرفة باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة بوابة المغاربة.اقتحام متطرفين الأقصى   للصلاة
19719 شعبان 1429هـ الموافق22/8/2008مالاحتلال يعلن عن تأسيس مدينةٍ مقدّسةٍ يهودية تشمل أجزاء من المسجد، والأعوام القليلة القادمة حاسمةً في تحديد مصير المسجد. حيث أعلن مهندس البلدية يورام زاموش عن مخطط (القدس أولاً) الذي أعده وسوف يدخل إلى حيز التبني الرسمي الإسرائيلي الواضح كما شهد بدء تطبيقه العملي بمخطط ما يدعى (أورشليم أولاً).‏تأسيس مدينة يهودية
19824 شعبان 1429هـ الموافق26/8/2008مأكدت مصادر فلسطينية أن مستوطنين يهود أدخلوا قاذفات صواريخ إلى البلدة القديمة للقدس، حيث يقطن هؤلاء في البيوت التي تم سرقتها من المقدسيين بهدف قصف المسجد الأقصى كما يسعى العدو الصهيوني لبناء جسر جديد عند باب المغاربة في الأول من سبتمبر مع بداية رمضان الكريم بهدف تسهيل دخول الدبابات إلى ساحات المسجد الأقصى.قذف الأقصى بالصواريخ
1994رمضان 1429هـ الموافق4/9/2008م  ادعاءات علماء آثار صهاينة: إنه تم اكتشاف جزء من سور مدينة القدس يعود إلى أكثر من ألفي سنة تعود إلى فترة الهيكل الثاني كما يدعون . وقد رفض نائب رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المهندس رائف نجم بشدة هذه الادعاءات .  إدعاءات  صهيونية بأن جزء من السور يعود لألفي عام
20011 رمضان 1429هـ الموافق11/9/2008مبعد نجاح الاعتكاف الثاني داخل الأقصى في هذا الشهر ستفرض الشرطة الصهيونية قيودا يوم غد الجمعة على دخول المصلين من سكان الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك.  فرض قيود على دخول المصلين للأقصى            
20119رمضان 1429هـ الموافق19/9/2008متتصدى أم كامل الكرد المقدسية لإخلاء منزلها الكائن في حي الشيخ جراح في القدس، ومجموعة من الأجانب يتضامنون معها بالصيام .طرد المقادسة  من البيوت    
20219 رمضان1429هـ الموافق19/9/2008مالاحتلال يفرض إجراءات مشددة على مدينة القدس مع مرور الساعة الأولى على منتصف الليلة الماضية، وبداية صباح الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك، وقد بدأت جموع المُصلين تشدّ الرحال إلى الأقصى وتزحف عبر حافلات منظمة ومركبات خصوصية، قادمة من مختلف مناطق وأحياء وبلدات مدينة القدس المحتلة، وأراضي العام 1948، ليؤكدوا أن للأقصى مكانته الخاصة والمميزة في نفوسهم .فرض قيود على دخول المصلين للأقصى            
20321رمضان 1429هـ الموافق21/9/2008مكشفت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث”،اليوم الأحد أن سلطات الاحتلال ستفتتح قريبا كنيسا يهوديا كبيرا، لا يبعد سوى خمسين مترا عن المسجد الأقصى المبارك.ويرتبط هذا الكنيس بشبكة أنفاق وحفريات تصل بعضها داخل حدود المسجد الأقصى المبارك ، في حين تنوي افتتاح أبواب أخرى للكنيس اليهودي يقع مباشرة في داخل البيوت المقدسية وعلى حساب ارض وقف إسلامي.الإعلان عن افتتاح كنيس الخراب            
20423رمضان 1429هـ الموافق23/9/2008مرفضت المحكمة المركزية مؤخرا التماسا قدمته عائلتا المسلماني وجمجوم ضد قرار محكمة البلدية القاضي بهدم منزلهما الكائنين في بيت حنينا بحجة أن الأرض تعود لدائرة أراضي ما يسمى “إسرائيل”.الطرد  من البيوت           
20523رمضان 1429هـ الموافق23/9/2008متقدمت نائبة يمينية صهيونية بمشروع قانون للكنيست يدعو إلى إلزام حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية بمنع رفع الأذان في مساجد مدينة القدس المحتلة عبر مكبرات الصوت على اعتبار أن ذلك يسبب الإزعاج للمستوطنين اليهود.مشروع قانون بالكنيست لحظر الأذان في القدس
تقدمت به  نائبة يمينية صهيونية
20624رمضان 1429هـ الموافق24/9/2008مالعـدو الصهيوني يبدأ جولات ليلية لليهود والسياح الأجانب في القـدس العتيقـــة لتهميش تاريخها العربي- الإسلامي وما فيها من الأسوار العتيقة التي يعود عهدها إلى فترة حكم السلطان العثماني سليمان القانوني وعهد الكثير من آثارها وأماكنها المقدسة الإسلامية والعربية إلى أيام الأمويين الأوائل وعهد صلاح الدين الأيوبي والمماليك.  تهويد القــدس ليلاً
20725رمضان 1429هـ الموافق25/9/2008مقامت جمعيات صهيونية منها جمعية “أرض إسرائيل” بإخفاء ومصادرة العقارات الفلسطينية المقدسية خاصة بالأحياء القديمة في القدس والمحيطة بالمسجد الأقصى المبارك، وتسليم هذه العقارات للمغتصبين لتسكينهم فيها وإقامة بؤر استيطانية وبعض الكنس اليهودية في بعض هذه البؤر.جمعيات صهيونية تخفي وتصادر عقارات مقدسية فلسطينية
20825رمضان 1429هـ الموافق الخميس25/9/2008مفي تقرير صدر عن الأمم المتحدة إن نظام الحواجز التي يقيمها جيش الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة والتي يصل إلى نحو (700) حاجز حولتها إلى جيوب منعزلة ومناطق مجزأة على المدى البعيد.نظام الحواجز في الضفة
20926رمضان 1429هـ الموافق26/9/2008مفرض إجراءات صهيونية مشددة على المصلين المسلمين من سكان الضفة الغربية والداخل الفلسطيني الذين يؤمون المسجد الأقصى لإقامة صلاة الجمعة الأخيرة وإحياء ليـــلة القـــدر، حيث لا تسمح إلا لمن تتجاوز أعمارهم الـ (55) عاما من الرجال  و (45)عاما من النساءفرض قيود مشددة على دخول المصلين للأقصى
21026رمضان 1429هـ الموافق26/9/2008مالحواجز والمعابر تمنع الآلاف من الفلسطيني الوصول للأقصى للاعتكاف والصلاة وقد أدى هذا إلى حرمان ألاف المواطنين الفلسطينيين من الضفة الغربية من دخول القدس والصلاة في المسجد.فرض قيود مشددة على دخول المصلين للأقصى
21126رمضان 1429هـ الموافق26/9/2008محرمان أهل قطاع غزة من الصلاة في الأقصى بسبب الحصار والمنع من قبل سلطات العدو الصهيوني وقد تمكن نحو (350) ألف مصلٍ من أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني وأعداد من أهل الضفة الغربية من  إحياء ليلــة القــدر في الأقصى ، وكان دعاؤهم: اللهم خلّص الأقصــى من كل ظالمحرمان أهل غزة من دخول القدس
21229رمضان 1429هـ الموافق29/9/2008مأحبط المصلون محاولة جماعة صهيونية متطرفة اقتحام المسجد صباح يوم أمس، فيما قامت جماعة استيطانية أخرى بمحاولة استفزاز المصلين في منطقة باب حطة في ساعات المساء. كما أن جماعة من المستوطنين اقتحمت المسجد عبر باب المغاربة في ساعات صباح أمس، بحماية الشرطة الصهيونية،وتصدى لهم حراس الأقصى والمصلون وحالوا دون توغلهم في داخل الساحات، ومن ثم إجبارهم على الخروج.تصاعد اقتحام  اليهود لساحات الأقصى            
2139/10/2008مقامت مجموعات من المستوطنين والحاخامات ورجال السياسة الإسرائيليين تحت حراسة مشددة من أفراد الشرطة الإسرائيلية بتنفيذ اقتحامات جماعية ومسيرات يهودية  للمسجد الأقصى.مجموعة من المستوطنين والحاخامات  يقتحمون الأقصى            
2149/2/2009مإسرائيل تدخل مئات السياح والسائحات المرتديات لباساً فاضحاً داخل المسجد الأقصى.إدخال سائحات كاسيات عاريات
2154/3/2009مكشفت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” أن إسرائيل تستعد لحفر نفقين تحت المسجد الأقصى بتكلفة (10) ملايين شيكل ( 2.5) مليون دولار أميركي. وذلك لربط “حي الشرف” الفلسطيني في البلدة القديمة بالقدس -الذي احتلته إسرائيل عام (1967م)وهجّرت سكانه العرب، وسمته بالحي اليهودي، بساحة البراق، غرب المسجد الأقصى المبارك. في إطار محاولاتها لتهويد القدس المحتلة، طول النفق الأول (56) متراً، ويبلغ طول النفق الثاني (22) متراً، وتعتزم سلطات الاحتلال تركيب مصعد كهربائي في النفق العمودي، وممر كهربائي في النفق الأفقي، في خطة هدفها تسهيل وصول الإسرائيليين والسياح الأجانب من حي الشرف المصادَر إلى حائط البراق والمسجد الأقصى ويتزامن هذا مع قيام سلطات الاحتلال بتسليم (55) عائلة فلسطينية إخطارات بإخلاء منازلها شمال المدينة،إنشاء نفقين تحت الأقصى
21611/3/2009ممجموعة مكونة من ثلاثين (30) يهودياً متطرفاً بلباس تنكري؛ تقتحم باحات وساحات المسجد الأقصى المبارك، لإقامة شعائر تلمودية داخل المسجد وقرب الرحمة.اقتحام  متطرفين لساحات الأقصى            
21714/4/2009معشرات المستوطنين اليهود يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلواتهم بمناسبة عيد الفصح اليهودي.اقتحام  متطرفين لساحات الأقصى            
2184/7/2009ممؤسسة القدس: تضع زعماء العرب في اجتماع القمة العربية المنوي عقدها في (27) من الشهر الجاري أمام مسؤولياتهم من إعلان الصهاينة عن افتتاح اكبر كنيس في تاريخ اليهود وهو (كنيس الخراب) الكنيس رقم 60 من سلسلة الكنس المحيطة بالمسجد الأقصى، حيث سيفتتحه رئيس الدولة الصهيوني “شمعون بيرس” ورئيس الوزراء “نتنياهو”، فماذا انتم فاعلون أمام هذا الحدث الجلل؟ هل ستكتفون بعبارات التنديد والشجب التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟ أم ستتخذون مواقف جادة وحقيقية لحماية المسجد الأقصى؟ ان الأقصى ينتظر منكم الكثير وان شعوبكم ستغفر لكم ماضيكم السيئ وستقف إلى جانبكم إذا ما قمتم بنصرة الأقصى.مناشدة قادة العرب اتخاذ موقف نحو إعلان فتح كنيس الخراب            
21924/9/2009معناصر الوحدة المسماة:”خبراء المتفجرات” في شرطة الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى وتقوم بجولة داخل باحاته.اقتحام  خبراء متفجرات لساحات الأقصى            
22027/9/2009ماجتمعت الفصائل والمؤسسات الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة على التوعد بـ”إراقة دم الصهاينة” ردا على محاولات اقتحام المسجد الأقصى المبارك، ودعت الشعوب الإسلامية كافة إلى الاستنفار، وحكامهم إلى عقد قمة طارئة لإغاثة المسرى، إثر محاولة يهود متطرفين اقتحامه بالتزامن مع الذكرى التاسعة لاقتحام رئيس الوزراء الأسبق آرئيل شارون للمسجد برفقة 3 آلاف جندي إسرائيلي مما فجر انتفاضة الأقصى آنذاك.
وحملت تلك التهديدات سلسلة من البيانات التي أصدرتها الفصائل والمؤسسات الفلسطينية بعد أن نجح المصلون المرابطون داخل الأقصى منذ ساعات الفجر الأولى في إحباط مخطط جماعات يهودية متطرفة لاقتحامه بعد مواجهات عنيفة، علت خلالها التكبيرات من حناجر المرابطين وهم يرمون المتطرفين بالحجارة، مما أفزع هؤلاء المتطرفين، ودفع القوات الإسرائيلية إلى التدخل بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز لتفريق المصلين الذين أصيب منهم 16 شخصًا.
تصاعد اقتحام  المتطرفين لساحات الأقصى وموقف الفصائل الفلسطينية من ذلك            
22116/12/2009م  حذرت ” مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ” في بيان لها من دعوات لمنظمات وجماعات يهودية تدعو إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى يوم غدٍ الخميس( 17/12/2009م)، وإقامة شعائر دينية يهودية وتلمودية خاصة ببناء الهيكل الثالث المزعوم، وذلك بمناسبة ما يسمونه “عيد الحانوكاه – الشمعدان”، كما حذّرت ” من تنظيم مسيرات يهودية خلال هذا الأسبوع حول المسجد الأقصى تدعو الى تسريع بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى .تصاعد اقتحام  المتطرفين لساحات الأقصى  
222النصف الثاني من شهر/1/2010ممجموعات كبيرة من اليهود المتطرفين تقتحم سوق القطّانين بالبلدة القديمة من مدينة القدس ويؤدّي هؤلاء اليهود طقوساً وشعائر تلمودية بصورة استفزازية وصاخبة على بعد عدة أمتار من بوابة القطّانين في السور الغربي للمسجد الأقصى.اقتحام  المتطرفين لسوق القطانين
223النصف الثاني من شهر/1/2010مالهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات تؤكد أن الحفريات الصهيونية أسفل المسجد الأقصى المبارك تسببت بإحداث تشققات جديدة في جدران المسجد الأقصى المبارك.التحذير من الحفريات أسفل ساحات الأقصى
224النصف الثاني من شهر/1/2010محراس المسجد الأقصى يحبطون محاولة تسلل يهودي متطرف يحمل سكيناً إلى داخل المسجد الأقصى.تسلل يهودي إلى  الأقصى ومعه سكين
225النصف الثاني من شهر/1/2010مفي اليوم نفسه عناصر من الشرطة الصهيونية تعتدي على أحد حراس المسجد الأقصى المبارك وهو المواطن المقدسي/ مهند إدريس (25عاماً).الشرطة تعتدي على أحد حراس الأقصى
226النصف الثاني من شهر/1/2010مقوات الاحتلال الصهيونية تسمح لأفراد شرطتها المتواجدين داخل ساحات المسجد الأقصى بمشاهدة أفلام إباحية داخل هذه الساحات.الصهاينة يشاهدون الأفلام الإباحية في الأقصى
227النصف الثاني من شهر/1/2010مهدم منازل المقدسيين ومن ذلك: منزل حسن سالم في قرية جبع شمال شرق مدينة القدس بادّعاء البناء بدون ترخيص. ومنزل عبد الرحمن أبو فرحة الكائن في حارة السعدية في البلدة القديمة بادّعاء البناء بدون ترخيص. كما أمرت النيابة العامة الصهيونية بتشكيل طاقم خاص لتطبيق قوانين التنظيم والبناء في الأحياء الواقعة خارج جدار الضمّ والتوسع الصهيوني في القدس، بقصد ملاحقة البناء الفلسطيني في المناطق والأحياء المتاخمة لمدينة القدس، والتي تشكل غلافاً لهذه المدينة. كما حوّلت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس مساحة (660) دونماً من أراضي أهلنا المقدسيين في القدس المحتلة إلى حديقة يهودية.هدم منازل وإستيلاء على أراضٍ  
228النصف الثاني من شهر/1/2010مصدرت عدة تصريحات عنصرية منها: ما صدر عن المتطرف ” نير بركات” رئيس بلدية الاحتلال في القدس من أن تزايد أعداد الفلسطينيين في القدس تهديد استراتيجي للكيان الصهيوني. وقال مسؤول رفيع في مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو: إنّ مشاريع الاستيطانية الأخيرة في القدس الشرقية المحتلة تمت بالتنسيق بين نتنياهو وواشنطن.  وقال وزير المالية الصهيوني ردّاً على اقتراح أوروبي بإعادة فتح المؤسسات الفلسطينية المغلقة في شرقي القدس: “لامجال لأي وجود سياسي فلسطيني في شرقي القدس”. وتوقف وزارة داخلية الاحتلال في القدس عن منح تصاريح عمل للأجانب الذين يعملون في منظمات الإغاثة الدولية في شرقي القدس. ونقلت صحيفة معاريف الصهيونية عن رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو: إنه يرفض اقتراح محمود عباس بوقف البناء سراً في القدس لستة أشهر مقابل استئناف المفاوضات بين الجانبين.تصريحات صهيونية عنصرية  
22919/1/2010مسلطة الآثار الإسرائيلية تقوم في ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل بتحميل عشرات الأكياس المملوءة بالأتربة والحجارة من المناطق التي يتم حفرها جنوب المسجد الأقصى، وتحميلها عبر رافعات على شاحنات كبيرة، ونقلها إلى مكبِّ النفايات المقام على أراضي العيزرية.  وتؤدي هذه الحفريات إلى الانهيار الأرضي الجديد في الشارع الرئيسي الواقع بين حي البستان ومنطقة باب المغاربة والجدار الجنوبي للمسجد الأقصى القريب من منطقة الانهيار الأخيرةنقل أثربة
23019/1/2010متصاعد ملحوظ في عمليات الاقتحام والانتهاكات والاعتداءات من قِبَل الجماعات اليهودية المتطرِّفة والمؤسَّسة العسكرية؛ تمثلت في قيام 50 طالبًا صهيونيًّا من قسم الآثار بجامعات الاحتلال باقتحام ساحاته وتعبئة بعض الأتربة والصخور في أكياسٍ ونقلها معهم،(50) طالباً من الآثار يقتحمون الأقصى
23119/1/2010ممصادقة ما تسمَّى “اللجنة المحلية للتنظيم والبناء” التابعة لبلدية الاحتلال؛ وذلك بعد توصية ما تسمَّى “لجنة الحفاظ على الآثار في المدينة”، و”اللجنة المحلية” التابعتين للاحتلال، بالمصادقة على مخطط بناء محطة وقوف للسيارات تتكون من خمسة طوابق مقابل باب المغاربة، ويمتد المشروع على مساحة 5.6 دونمات،مخطط لبناء مواقف بعدة طوابق للسيارات مقابل باب المغاربة 
23219/1/2010مقيام أفراد من مخابرات الاحتلال والوحدات الخاصة بطرد أربعة مصلين مسلمين أتراك أثناء تأديتهم صلاة الظهر في المسجد الأقصى المبارك.طرد(4) أتراك من الأقصى
23319/1/2010مقيام مغتصب باقتحام مسجد قبة الصخرة أثناء تأدية النساء صلاة الظهر. ومن ثم قامت مجموعة من أفراد شرطة الاحتلال النسائية باقتحام الأقصى والتجوال في ساحاته والتقاط بعض الصور.اقتحام  يهودي لسجد قبة الصخرة اقتحام  شرطة نسائية لساحات الأقصى            
23419/1/2010موقع أمس انهيار في الشارع الرئيسي ببلدة سلوان الذي لا يبعد عن جدار المسجد الأقصى من جهته الجنوبية سوى عشرات الأمتار؛ واتسع قطره ،وامتد إلى مسافات إضافية وسط استمرار هطول الأمطار في المدينة، بالإضافة إلى ما يمكن أن يحدث للعديد من العقارات والمباني في المنطقة، والتي تعاني أصلاً من تشققاتٍ وتصدعاتٍ نتيجة الحفريات المتواصلة لسلطات الاحتلال وجمعياتها اليهودية في المنطقة؛ لشق شبكةٍ من الأنفاق تتجه جميعها إلى الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى وأسفله.  وأفادت مصادر صحفية في مدينة القدس بأن شرطة الاحتلال اضطرَّت إلى إغلاق الشارع الرئيسي أمام حركة المواطنين القاطنين في بلدة سلوان وأحيائها وبلدة السواحرة وأحياء الثوري وجبل المكبر ووادي قدوم. وأضاف أن الحي شهد تجمعًا للمواطنين الذين أعربوا عن غضبهم واستيائهم من استمرار هذه الانهيارات، وأكدوا أنها ستتواصل ما دام هناك حفريات متواصلة في المنطقة. فيما أفاد شهود عيان بأنهم رأوا فراغات كبيرة تحت الشارع نتيجة إزالة أتربة الحفريات وشق الأنفاق المتشعبة في المنطقة؛ الأمر الذي ينذر بكوارث كبيرة تنتظر المنطقة.انهيارات في الشارع العام لسلوان
23515/03/2010م تم افتتاح كنيس الخراب كخطوة لبدء بناء الهيكل على أنقاض الأقصى بحسب معتقدات اليهود. وهو معبد يهودي، وهو يقع على مسافة عشرات الأمتار عن الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وبجواره ملاصقة يقوم المسجد العمري التاريخي المغلق وقد أقر الاحتلال الإسرائيلي بناء هذا الكنيس عام (2001)، ورصدت له ميزانية بقيمة (12) مليون دولار تقاسمتها الحكومة ومتبرعون من يهود العالم. وبدئ ببنائه في (2006) فور الانتهاء من وضع خرائط هندسية على أساس صور قديمة للكنيس قبل تهدمه عام (1948). وكانت إسرائيل وفي قرار حكومي إسرائيلي آخر أوكلت مهام إدارة كنيس الخراب إلى ما يسمى بـصندوق تراث المبكى وهي شركة تابعة للحكومة الإسرائيلية تتابع شؤون حائط البراق بشكل مباشر من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية. ويرتفع كنيس الخراب (24) مترًا وتشمل قبته (12) نافذة. وطليت قبته باللون الأبيض،.افتتاح كنيس الخراب
236في سنة 2010مقيام (50) طالباً صهيونياً من قسم الآثار بجامعات الاحتلال باقتحام ساحاته الأقصى وجمع بعض الأتربة والصخور في أكياس ونقلها معهم.اقتحام  (50) طالباً الأقصى لجمع الأتربة
237في سنة 2010ممحاولات حقيقية لتقسيم المسجد الأقصى بشكل دائم بحيث تقتطع الساحات الجنوبية الغربية لتخلص للمصلين اليهود منهية بذلك الحصرية الإسلامية للمسجد ممثلة بالأوقاف الأردنية. وستحاول مختلف الأوساط المعنية من الدولة والجمعيات المتطرفة أن تستثمر الأعياد والمناسبات اليهودية لمحاولة فرض مثل هذا الأمر؛ لما من المتوقع أن تعاود دولة الاحتلال العمل في الجسر الحديدي على باب المغاربة، لاستكمال البنية التحتية اللازمة للتقسيم.محاولات تقسيم المسجد الأقصى
238في سنة 2010ماستكمال مشروع المدينة اليهودية المقدسة أسفل المسجد الأقصى ومحيطه من خلال افتتاح عدد من مواقع الحفريات التي وصل فيها العمل إلى مراحله النهائية خصوصاً في الجهة الجنوبية للمسجد، وليس من المستبعد أن تصل الحفريات في هذه الجهة إلى المصلي المرواني كما أن من المتوقع أن تتوسع الحفريات في الجهة الغربية للمسجد باتجاه الأسوار الغربية للبلدة القديمةالعمل على استكمال المدينة اليهودية المقدسة في القدس
239في سنة 2010مالبدء ببناء مزيد من المعالم والرموز اليهودية الدينية في البلدة القديمة للقدس فبعد افتتاح (كنيس الخراب) الذي يمثل الرمز اليهودي الأهم والأكبر في بلدة القدس القديمة من المتوقع أن يبدأ المحتل بمشاريع بناء إضافية تعزز وجوده الديني في المدينة، وقد يكون من أبرزها كنيس “قدس النور” الذي كان مخطط “أورشليم أولاً” قد تحدث عنه عام (2008م) ويفترض أن يقام فوق المحكمة الإسلامية الملاصقة للسور الغربي.تهويد القدس كنيس قدس النور

المبحث الخامس: واجب الأمة تجاه بيت المقدس وما حوله.

   إن بيت المقدس هو محور القضية الفلسطينية  وجوهرها، فهو ذو مكانة عظيمة في قلب كل مسلم وعربي، وله رمزية إسلامية، فهو قبلة المسلمين الأولى، وهو مكان معراج النبي إلى السموات العلى، وهو يعمل على تقوية العزيمة على استعادة الحق المغصوب، وفك أسر المسجد الأقصى. وهو عمل طويل وشاق تفرضه طبيعة الصراع التاريخي والمستقبلي  بين المشروع الصهيوني والاستيطاني الخطير من جهة، والمشروع الإسلامي والنهضوي من جهة أخرى. وهذا العمل يحتاج منا نحن المسلمين إلى نفس طويل، وإلى المزيد من الخطط والاستراتيجيات، والمشروعات التي تسهم في الحفاظ على القدس والدفاع عن المقدسات وحماية الأقصى، ومن ثم تحريرهم من أيدي الصهاينة الغاصبين. وهذا العمل لا يطلب من شريحة بعينها من شرائح المجتمع العربي والإسلامي، وإنما هو مطلوب من كل الشرائح: من الحكام، والعلماء والدعاة والخطباء، والشعوب، والإعلاميين.[293]، وفيما يلي بيان لدور كل شريحة من هذه الشرائح:

المطلب الأول: واجب الحكام تجاه القدس.

   مواقف الغالبية من حكام العرب والمسلمين تجاه القدس والمسجد الأقصى لا ترقى إلى المطلوب، ولا تلبي أدنى الاحتياجات التي تحتاجها هذه القضية، وأقصى ما يفعلونه المناداة لاجتماع في مؤتمر قمة من أجل هذه القضية، أو إدراج هذه القضية على هامش مؤتمر من المؤتمرات، والتي في الغالب تكون قراراتها وتوصياتها حبراً على ورق، وأبرز ما في هذه القرارات الشجب، والاستنكار، والإدانة، والمناشدة، وتصاغ تلك القرارات بعبارات وتعابير مطاطة لا تسمن ولا تغني من جوع. والمطلوب من حكام العرب والمسلمين تجاه قضية القدس يتمثل فيما يلي:

أولاً: تبنى حكام العرب والمسلمين لقضية القدس وفلسطين، واعتبارها قضيتهم الأولى، فلا يستقر لهم قرار إلا بتحرير فلسطين. 

ثانياً: دعمُ المقاومةِ الفلسطينية المسلحة ماديًّا ومعنويًّا وإعلاميًّا، وتثبيتُ قوّتِها، والتواصلُ الرسميُّ والشعبيُ معها؛ حتى لا تظلَّ وحيدةً في ميْدانِ المعركة، وخصوصًا بعد الإنجازات الرائعة التي حققتها في السنوات الأخيرة. وذلك لأن جهاد المحتل أمرٌ مجمَعٌ عليه عند فقهاء أهل الإسلام، حيث قرّروا أنّه إذا احتُلَّ شبرٌ من بلاد المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم، تخرج فيه المرأة من غير إذن زوجها، والعبد بغير إذن سيده، والولد بغير إذن والده، ولئِنْ كان الأقصى قد أُسِر سابقاً إلا أنّ أمْره الآن يحوج إلى أنْ يكون الحال كذلك لمسيس الحاجة إلى إنقاذه قبل أنْ يهدم ليكون الهيكل مكانه.

ثالثاً: تخصيص صندوق مالي من الدول العربية والإسلامية؛ ينفق منه على ترميم الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية حفاظاً عليها من العبث “الإسرائيلي”، وعدمُ تركِها لعواملِ الزمنِ لتنهار، وتسجيلها لدى الهيئات الدولية ذات الصلة، كما ينفق منه على دعم صمود  الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عامة والقدس خاصة، وذلك للتشبث بالأرض وعدم بيعها، وتسريبها لليهود بالبيع بأسعار مغرية، ويمكن تخصيص قدر من الزكاة لتمويل هذا الصندوق، فإن الإنفاق في سبيل الله من مصارف الزكاة الثمانية التي نص عليها القرآن الكريم.

رابعاً: العملُ على نشرِ القضيةِ الفلسطينية عامة والقدس خاصة، وفضحِ المخططاتِ الصهيونيةِ لطمس المعالم الإسلامية وتهويد الأرض والاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين عامة والقدس خاصة، في جميع المؤسسات الدولية.

خامساً: توجيه سفارات الدول العربية والإسلامية إلى الاهتمام بقضية القدس واعتبارها أحد محاور نشاطها الدبلوماسي في الدول المضيفة لها.

سادساً: توجيه المؤسسات الأكاديمية والتعليمية في الدول العربية والإسلامية من جامعات ومدارس بتدريس مقرر إلزامي في القضية الفلسطينية عامة، ومقدسات بيت المقدس خاصة، وتشجيع الدراسة والبحث عن القدس، وإعداد مسابقات في هذا الشأن ورصد جوائز تشجيعية لها.

سابعاً: المطالبة بتفعيل دور المؤسسات العربيةوالإسلامية العالمية: كجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ولجنة القدس، والعمل على استخدامها كوسائل ضاغطة لتغيير الرأي العالمي ونصرة القضية الفلسطينية؛ لأن هناك بعداً إنسانياً عالمياً لقضية فلسطين،  هذا البعد ينبغي أن يعمل على محاولة تأثيم الضمير الإنساني العالمي لسكوته عن الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وغضه الطرف عن الصلف اليهودي، ومخاطبة كل المنظمات الإنسانية العالمية مثل منظمة حقوق الإنسان ومنظمات رعاية الأمومة والطفولة ومنظمة العدل ومجلس الأمن والجمعية العامة  ونحوها.  وكذلك توضيح أن الإرهاب هو ما يقوم به الكيان الصهيوني وليس ما يقوم به الفلسطينيون من مقاومة مشروعة للاحتلال، بالإضافة إلى تحميل أمريكا مسؤولية ما يحدث للشعب الفلسطيني، وفضح تحالفها مع العدو ضد حقوق أمتنا، واستخدامها المعايير المزدوجة التي تتبناها دوماً لصالح اليهود، كما يشمل هذا البعد مطالبة المنظمات الدولية بأن تسلك مبدئية المواقف بعيداً عن اختلال الموازين التي تؤدي إلى فقدان مصداقيتها.

المطلب الثاني: واجب العلماء والدعاة والخطباء تجاه القدس.

   العلماء ورثة الأنبياء في بيان حقائق الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أكبر المنكرات في هذا العصر احتلال القدس، والتخطيط الصهيوني لتهويدها. والمطلوب من العلماء والدعاة والخطباء تجاه قضية القدس يتمثل فيما يلي:   

أولاً: نشرِ حقيقة القضية الفلسطينية عامة والقدس خاصة، وفضحِ المخططاتِ الصهيونيةِ، من خلال المنابر الدينية والثقافية، والمؤتمرات والندوات وحلقات النقاش العلمية؛ للتأكيدِ على هُوِّيَّةِ وعروبةِ وإسلاميةِ القدس.

ثانياً: التأكيد على أن فلسطين أرض وقف إسلامي ليست ملكاً للفلسطينيين وحدهم، بل هي ملك للمسلمين عامة وللأجيال المسلمة إلى قيام الساعة، والذي يملك شيئاً يجب أن يحافظ عليه، لذلك يجب على المسلمين دعم صمود الفلسطينيين المرابطين على أرض الإسراء والمعراج؛ كي يبقوا محافظين على الأرض الفلسطينية.

ثالثاً: مطالبة المجامعِ العلميَّةِ والفقهيَّةِ القيام بدورِها في إحياءِ الروحِ الإسلاميَّةِ في الأمَّةِ، وإصدار الفتاوَى الشرعيةِ والبيانات الصحفية التي تُلْزِمُ الأمة حكامًا ومحكومين بالعملِ لاستنقاذِ المسجد الأقصى؛ باعتبارِ ذلك واجبًا دينيًّا ومسئوليةً شرعيةً وأخلاقيةً.

رابعاً: الدعوة إلى مقاطعة المنتوجات التي يعود مردودها لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومن يدعمهم، حيث يسهم مردودها في قتل أهل فلسطين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

خامساً: تحريض الناس على الجهاد في سبيل الله لمقاومة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، فقد نص الفقهاء في جميع المذاهب الفقهية على أنه إذا احتل شبر من أرض المسلمين صار الجهاد فرض عين حتى تخرج المرأة دون إذن زوجها.

سادساً: الدعاء في ظهر الغيب وعلى المنابر لفلسطين وأهلها المرابطين فيها، فلا يجوز للعالم والداعية ترك ذلك، كما ينبغي له توجيه المسلمين للقيام بذلك؛ لأن المسلم أخ للمسلم، والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى،  والله يستجيب الدعاء إذا أيقن صاحبه بذلك، يقول الله في كتابه العزيز:” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون.” (البقرة: 186)وعن ابن عباس – رضي الله عنه – قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله .[294]فيجب أن يكون هذا الموضوع شغلنا الشاغل، ويدعو الإمام في كل صلاة جمعة ويردد وراءه المصلون.

المطلب الثالث: واجب الشعوب العرية والإسلامية تجاه القدس.

  مواقف الشعوب العربية والإسلامية تجاه القدس، وما تتعرض له من تهويد وانتهاكات ليست على المستوى المطلوب، وصوتها ليس على مستوى واحد؛ فيرتفع أحياناً في بعض الدول، ويخفت أحياناً في بعضها، ويصمت في كثير منها، فلا تستطيع أن تخرج إلى الشوارع ولا أن تتظاهر بسبب ما تلاقيه من القمع. هذا إضافة إلى بعض هذه الشعوب لا تحمل في قلوبها إيمانا كافياً يدفعها إلى التضحية وإلى العمل الجاد المخلص، والتعبير عنه بالوسائل السلمية، وبالطرق الحضارية. والمطلوب من الشعوب:

أولاً: التبرع لصالح قضية القدس كل حسب استطاعته فعن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت:”يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، قال: “أرض المحْشر والمنشر، ائتوه فصَلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره” قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟  قال: ” فتهدي له زيتا يُسرجُ فيه، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه[295]“. فهذه دعوة نبوية لأبناء الأمة بأن يشدوا الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، فمن لم يستطع منهم كالعرب والمسلمين خارج فلسطين، والذين لا يستطيعون الوصول إليه؛ نتيجة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، فهؤلاء عليهم واجب كبير، وهو مساعدة إخوانهم وأشقائهم المرابطين في فلسطين عامة ومدينة القدس بصفة خاصة من سدنة وحراس، وتجار، وطلاب، وجامعات، ومستشفيات، ومواطنين، والذين يشكلون رأس الحربة في الذود عن المقدسات الإسلامية في فلسطين بالنيابة عن الأمتين العربية والإسلامية، وذلك بإقامة المشاريع الإسكانية، وترميم البيوت في البلدة القديمة، لاستيعاب الزيادة السكانية للفلسطينيين في مدينة القدس، وكذلك تشجيع الاستثمار في المدينة المقدسة، حتى يستطيعوا التصدي لمؤامرات تسريب الأراضي للمحتلين، والمحافظة على هوياتهم المقدسية، والثبات في البيوت في البلدة القديمة والتي تعمل سلطات الاحتلال على تفريغها من أهلها، وإسكان المستوطنين بدلاً منهم. ويتحقق ذلك بالإسهام في دعم المشاريع التي تدعم بقاءَ الفلسطينيين ببلادِهم عن طريقِ تمويل الصناديقِ الإسلامية الأهلية التي يقوم عليها أناس موثوقون؛ لدعمِ صمودِ شعبِنا المجاهدِ الصابرِ في أرضِ الرباطِ، ولنذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن قيمة الأرض القريبة من الأقصى عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ” لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ سِيَةِ قَوْسِهِ [296] مِنَ الْأَرْضِ؛ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا”[297].

ثانياً: الاستجابة لدعوة العلماء إلى مقاطعة المنتوجات التي يعود مردودها لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ومن يدعمهم، حيث يسهم مردودها في قتل أهل فلسطين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

ثالثاً: الدعاء في ظهر الغيب لفلسطين وأهلها المرابطين فيها، وللأقصىأن يحفظه الله تعالى، ويدفع الأذى عنه، ويبطل كلّ كيدٍ يُراد نحوه، فالدعاء سلاح المؤمن. فلا يجوز للمسلم ترك ذلك السلاح؛ لأن المسلم أخ للمسلم، والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى،  والله يستجيب الدعاء إذا أيقن صاحبه بذلك، يقول الله في كتابه العزيز:” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون.” (البقرة:186) وعن ابن عباس – رضي الله عنه – قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله .[298]فيجب أن يكون هذا الموضوع شغلنا الشاغل.

رابعاً: الرباط في المسجد الأقصى المبارك ممّن قرب محله منه، وكان بإمكانه أنْ يرابط فيه، وقد صحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إنّ كلّ ميّتٍ يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله[299]“.

خامساً: شدّ الرحال إليه لمن يقدر على ذلك ودون أن ينطوي على التطبيع مع الاحتلال، فقد صحّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: «لا تُشَدّ الرحال إلا إلى ثلاث: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.[300]»، وصحّ عنه أنّه قال: “ائتوه فصلّوا فيه، فإنْ لم تستطيعوا فابعثوا بزيتٍ يوقد في قناديله.[301]

المطلب الرابع: واجب الإعلاميين تجاه القدس.

   الإعلام هو السلطة الرابعة في الدول المعاصرة، فيجب على من تبوأ هذه السلطة أن يقوم بواجبه تجاه قضية القدس ومن ذلك:

أولاً: تخصيص مساحة كافية على الفضائيات العربية والإسلامية لنشرِ حقيقة القضيةِ الفلسطينية عامة والقدس خاصة، وذلك لإبراز الحق الشرعي للمسلمين في فلسطين، من خلال النصوص الشرعية والتاريخية والعقدية والحضارية، والحديث بجميع اللغات عن أهمية القدس خاصة وفلسطين عامة ومكانتها، فالإعلام له دور كبير في إظهار الحقوق، والرد على الشبهات والأباطيل وفضحِ المخططاتِ الصهيونيةِ التي ترمي إلى طمس المعالم الإسلامية في مدينة القدس، وتهويدها؛ وذلك بصوت واحد قويً.

ثانياً: تفعيل التعامل مع شبكات الانترنت  للتصدي للهجمة الصهيونية حول الحقوق العربية والإسلامية في القدس وفي فلسطين. 

ثالثاً: العملُ على استقطابِ الرأيِ العامِ الغربيِّ والعالميِّ وبخاصة المسيحي منه لنُصرةِ الحقِّ الفلسطينيِّ العربيِّ الإسلاميِّ، الوقوف مع الشعب الفلسطيني، والتصدي للهجمة الصهيونية الشرسة ضد المواطنين والمقدسات، والإصرار على عودة مدينة القدس محررة من براثن الاحتلال، حيث توجد أقدس مقدسات المسيحيين في العالم على الأراضي الفلسطينية مثل كنيسة القيامة، وكنيسة المهد؛ وذلك من خلالِ الحملات الإعلامية ونشرِ الدراسات العلميةٍ والتاريخية الحقيقيةٍ، بمختلف اللغات الحية.

الخاتمة

هذا هي الخصائص العامة لبيت المقدس وما حوله حاولت جهدي إبرازها بصورة واضحة جلية ومدعمة بالأدلة الثابتة القوية، وعرضت خلالها الأحكان والمسائل الفقهية الخاصة ببيت المقدس عرضاً يعتمد على الاستدلاء والتحقيق، ويتضح من هذا البحث الأمور التالية:

1- أن أرض بيت المقدس وما حوله مباركة أثبت الله فيها الخير الإلهي كثبوت الماء في جوف الأرض، فهي جنة الله في أرضه من الناحية المادية، وهي دار الأنبياء والصالحين أحياء وأمواتاً، وهي أرض المحشر والمنشر في آخر الزمان، تضاعف فيها الحسنات وتنمو بها الأجور، ويحرص الصالحون على زيارتها وسكناها، فينبغي أن تكون طريقها سالكة، والسبل المؤدية إليها مأمونة، وأن تزال كل العقبات التي تحول دون الوصول إليها من عدوان أو اغتصاب.

2- أن أرض بيت المقدس وما حوله مقدسة مطهرة من الشرك والظلم:

فهي لا تتحمل الشرك المنافي للتوحيد الخالص، وهي تتأفف من وجود أمم فاسدة وعاتية، ودول ظالمة ومتعالية، ولا تمكن لتلك الأمم والدول من العيش فيها مدة طويلة، وهي تنفي خخبثها كما تنفي النار خبث الفضة. وهذه صفة ثابتة ومستمرة ما دامت السموات والأرض توكل الله تعالى برعايتها وتنفيذ وعيده بالأمم والدول الظالمة ((وإن عدتم عدنا))[302] ، ومما لا شك فيه أن هذا الوعيد سيحيق بيهود اليوم الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد فاغتصبوا الأوطان، ودمروا البيوت على ساكنيها وأهلكوا الحرث والنسل، قال e: ((تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله))، ولكن قدر الله في اليهود لا يتحقق إلا على أيدي ثلة من المؤمنين الذين اعتصموا بحبل الله وسنة رسول e، وباعوا أنفسهم وأموالهم لله تعالى –كما أخبر الرسول e في الحديث –فينبغي لمسلمي اليوم أن يهيئوا أنفسهم ويعدوا العدة لذلك اليوم الفاصل (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا).

3- أن أرض بيت المقدس وما حوله إسلامية فتحها رسول الله e فتحاً إسلامياً حينما أسري به إليها بروحه وجسده، وفتحها الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في السنة السادسة عشرة للهجرة، ومنذ ذلك الوقت اكتسبت صفة الإسلامية، ودخلت في دار الإسلام وأصبحت جزءاً لا يتجزأ منها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فلا تزول عنها تلك الصفة لأي عارض من عدوان أو اغتصاب، ويجب على المسلمين أن يدافعوا عنها بكل ما يملكون من قوة، ويعملوا على تحريرها كاملة غير منقوصة من أيدي الغاصبين الذين يعملون على إزالة معالم الإسلام العامة فيها : كالمساجد، والأحياء القديمة، والأسواق الإسلامية وغير ذلك.

4- المسجد الأقصى المبارك هو: اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة، والتي تسمى اليوم: “البلدة القديمة” وهو يقع فوق هضبة (موريا)، وهي إحدى الهضاب الأربع التي تقوم عليها مدينة القدس، وتبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي (144) دونماً وهي تعادل: (144000 متر مربع)، وتُشكل هذه المساحة نحو سدس (1/6) مساحة القدس المسورة.  ويدخل فيه المسجد القبلي، وقبة الصخرة، والمسجد المرواني وغير ذلك.

5- لا تجوز زيارة القدس والمسجد الأقصى وباقي فلسطين لغير الفلسطينيين بتأشيرة إسرائيلية خاصة من دولة الاحتلال الصهيوني في الأرض المحتلة، أو من إحدى سفاراتها في الخارج؛ لأن موضوع ” التطبيع مع الاحتلال الصهيوني” هو المحدد الأساسي للحكم الشرعي في هذه الزيارة، فإذا كانت الزيارة تنطوي على تطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وإقرار له على الاحتلال، فلا تجوز شرعاً، أما كانت لا تنطوي على التطبيع فتجوز الزيارة وقد تصل إلى حد الوجوب: كالفلسطيني المقيم في داخل فلسطين أو خارجها، وله أقارب يريد زيارتهم.

6- إنَّ معرفة هذه الخصائص توجب على المسلم رفض جميع الحلول الاستسلامية المطروحة في هذا الوقت لحل القضية الفلسطينية، لأنها تتضمن التنازل عن غالبية فلسطين الإسلامية المباركة لليهود في مقابل السلام الهزيل.

7- إن معرفة هذه الخصائص توجب على المسلم رفض فكرة الوطن البديل عن أرض الإسراء والمعراج، لأنها ليست مجرد أرض عاش عليها شعب وأقام عليها كيانه، وإنما هي أرض مباركة ومقدسة نبتت فيها عقيدة التوحيد، ونشأت عليها حضارة الإسلام، وكل جزء منها ينبئك بتاريخ عريض ومجد تليد: اختلط ترابها الطاهر بدم الأنبياء والحواريين واسرى إليها برسولنا الكريم واستشهد فيها كثير من الصحابة والتابعين، فهي عند المسلم قضية عقيدة وحضارة وليست قضية أرض وتراب.

8- إن حرص الخلفاء والحكام الدائم على عمارة المسجد الأقصى وترميمه كلما أصابه شيء من التصدع أو التلف يوجب على حكام المسلمين اليوم في جميع بقاع الأرض العمل الجاد على تحرير المسجد الأقصى من قبضة يهود الذين يبيتون النية على إزالته من الولجود لإقامة الهيكل مكانه.

9- يتعامل الصهاينة المحتلون مع بيت المقدس وما حوله وفق مخطط رهيب يهدف إلى: تهويد بيت المقدس وما حوله باقتلاع سكانها الفلسطينيين الأصليين وطردهم منها، والاستيلاء على أراضيهم، وجعل من تبقّى منهم أقليّة بين أغلبية يهودية. وتدنيس المقدسات الإسلامية ومحاولة النيل من قدسية المسجد الأقصى، بتقويض أركانه وهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه. وطمس معالم الرباط والآثار الإسلامية والعربية في القدس، واستبدالها بمعالم يهودية تلمودية.

10- إن بيت المقدس هو محور القضية الفلسطينية  وجوهرها، فهو ذو مكانة عظيمة في قلب كل مسلم وعربي، وله رمزية إسلامية، فهو قبلة المسلمين الأولى، وهو مكان معراج النبي إلى السموات العلى، وهو يعمل على تقوية العزيمة على استعادة الحق المغصوب، وفك أسر المسجد الأقصى. وهو عمل طويل وشاق تفرضه طبيعة الصراع التاريخي والمستقبلي  بين المشروع الصهيوني والاستيطاني الخطير من جهة، والمشروع الإسلامي والنهضوي من جهة أخرى. وهذا العمل يحتاج منا نحن المسلمين إلى نفس طويل، وإلى المزيد من الخطط والاستراتيجيات، والمشروعات التي تسهم في الحفاظ على القدس والدفاع عن المقدسات وحماية الأقصى، ومن ثم تحريرهم من أيدي الصهاينة الغاصبين. وهذا العمل لا يطلب من شريحة بعينها من شرائح المجتمع العربي والإسلامي، وإنما هو مطلوب من كل الشرائح: من الحكام، والعلماء والدعاة والخطباء، والشعوب، والإعلاميين.

والله أسأل أن يبعث في هذه الأمة من يجدد لها أمر دينها فيبصرها بطريق الذين أنعمت عليهم، ويجنبها طريق المغضوب عليهم والضالين، وييسر لهم طريق الجهاد والتحرير لإقامة حكم الله في واقع البشر أجمعين.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

المراجع والمصادر

أولاً: كتب التفسير.

1- تفسير القرآن الكريم لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (774هـ) –دار المعرفة ببيروت.

2- الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي (671هـ) دار إحياء التراث العربي ببيروت -1965م.

3- زاد المسير في علم التفسير لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (596هـ) المكتب الإسلامي ببيروت ط1 -1964م.

4- تفسير المنار –السيد محمد رشيد رضا –دار المعرفة ببيروت ط2.

ثانياً: كتب الحديث.

5- تهذيب التهذيب لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر (852هـ) –دار صادر ببيروت –مصور عن مطبعة دائرة المعارف العثمانية سنة 1325هـ.

6- جامع الأصول في أحاديث الرسول لمجد الدين أبي السعادات بن الأثير (ت 606هـ) –دار البيان بدمشق 1389هـ -1969م.

7- سنن ابن ماجه –لأبي عبد الله محمد بن زيد القزويني المعروف بابن ماجه (ت 275هـ) مطبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة 1373هـ -1953م.

8- سنن أبي داود –لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (275هـ) –دار إحياء السنة المحمدية –مصور.

9- سنن الترمذي –لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة (279هـ) –دار إحياء التراث العربي ببيروت.

10- السنن الكبرى لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (458هـ) –دار الفكر ببيروت.

11- شرح النووي على مسلم ليحيى بن شرف بن مري الحوراني النووي (676هـ) المطبعة المصرية بالقاهرة.

12- صحيح البخاري لأبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري (256هـ) المكتب الإسلامي باستانبول 1979م.

13- صحيح مسلم لأبي حسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (261هـ) طبعة إدارة البحوث العلمية بالرياض 1400هـ -1980م.

14- طرح التثريب في شرح التقريب لأبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي (806هـ) –دار إحياء التراث العربي ببيروت.

15- عمدة القارئ في شرح صحيح البخاري للشيخ بدر الدين بن محمد محمود ابن أحمد العيني (855هـ) دار الفكر ببيروت.

16- فضائل بيت المقدس لضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي (643هـ) دار الفكر بدمشق ط1 -1405هـ -1985م.

17- فضائل الشام لأبي الحسن الربعي (444هـ) –المكتب الإسلامي ببيروت ط4 -1403هـ.

18- فيض القدير لعبد الرؤوف المناوي (1031هـ) –دار المعرفة ببيروت 1391هـ -1972م.

19- مجمع الزوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (807هـ) –دار الكتاب العربي ببيروت.

20- مسند الإمام أحمد لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل (241هـ) –دار صادر ببيروت.

21- مناقب الشام وأهله لأبي العباس تقي الدين أحمد بن تيمية (728هـ) المكتب الإسلامي ببيروت ط4 -1403هـ.

22- نيل الأوطار لمحمد بن علي الشوكاني (1250هـ) –مطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة –الطبعة الأخيرة.

ثالثاً: كتب الفقه.

23- الأحكام السلطانية لأبي الحسن علي بن حبيب الماوردي (450) مطبعة مصطفى الحلبي بالقاهرة 1958م.

24- الأحكام السلطانية لأبي يعلي محمد بن الحسين الفراء الحنبلي (458هـ) مطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة ط2 -1386هـ -1966م.

25- إعلام الساجد بأحكام المساجد لمحمد بن عبد الله الزركشي (794هـ) –طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة 1385هـ.

26- الإفصاح عن معاني الصحاح ليحيى بن محمد بن هبيرة (560) مطبعة الكيلاني بالقاهرة 1980م.

27- الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام (224هـ) –مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة ط1 -1388هـ -1968م.

28- البحر الزخار الجامع لمذاهب الأمصار –أحمد بن يحيى بن المرتضى الزبيدي (840هـ) –مؤسسة الرسالة ببيروت ط2 -1394هـ.

29- بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع لعلاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني (587هـ) مطبعة الإمام بالقاهرة 1972م.

30- در المنتقى في شرح الملتقى لمحمد بن علاء الدين الإمام الحصكفي (1088هـ) على هامش مجمع الأنهر-دار إحياء التراث العربي ببيروت.

31- تحفة الراكع والساجد لتقي الين أبي بكر بن زيد الجراعي الحنبلي (883هـ) المكتب الإسلامي ببيروت ط1 -1401هـ -1981م.

32- تحفة المحتاج بشرح المنهاج لأحمد بن حجر الهيثمي (974هـ).

33- حاشية البجيرمي على شرح المنهج للأنصاري –لسليمان بن عمر بن محمد البجيرمي (القرن 14هـ) المكتبة الإسلامية بتركيا.

34- رحمة الأمة في اختلاف الأئمة لمحمد بن عبد الرحمن الدمشقي العثماني (القرن 8هـ) مطبوع على هامش الميزان للشعراني –دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة.

35- رد المحتار على الدر المختار ((حاشية ابن عابدين)) –لمحمد أمين الشهير بابن عابدين (1252هـ) دار الفكر ببيروت 1399هـ -1979م.

36- روضة الطالبين وعمدة المفتين ليحيى بن شرف بن مري الحوراني النووي (676هـ) –المكتب الإسلامي ببيروت ط2 -1405 -1985م.

37- شرح السير الكبير لمحمد بن أحمد السرخسي (483هـ) مطبعة مصر بالقاهرة.

38 فتاوي ابن تيمية تصوير عن الطبعة الأولى 1398هـ.

39- الفتاوى الهندية –للشيخ نظام الدين وجماعة من علماء الهند (1070هـ) دار إحياء التراث العربي ببيروت ط3 -1400 هـ -1980م.

40- قوانين الأحكام الشرعية ومسائل الفروع الفقهية لمحمد بن أحمد بن جزي الغرناطي المالكي (741هـ) –دار العلم للملايين ببيروت.

41- المبدع في شرح المقنع لأبي عبد الله محمد بن مفلح (763هـ) –المكتب الإسلامي ببيروت ط1 -1401هـ -1981م.

42- المجموع شرح المهذب ليحيى بن شرف بن مري الحوراني النووي (676هـ) دار العلوم للطباعة بالقاهرة 1972م.

43- المحلّي لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري (456هـ) –دار الاتحاد العربي بالقاهرة 1388هـ -1968م.

44- المغني على مختصر الخرقي لأبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة (620هـ) مكتبة الرياض الحديثة بالرياض.

رابعاً: كتب التاريخ.

45- اتحاف الأخصا بفضائل الأقصى لأبي عبد الله محمد بن شهاب الدين أحمد ابن علي المنهاجي السيوطي (880هـ) –الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة ط1 -1398هـ.

46- آثار البلاد وأخبار العباد زكريا بن محمد القزويني (682هـ) دار صادر ببيروت ودار بيروت 1380هـ -1960م.

47- أحسن التقاسيم للمقدسي المعروف بالبشاري (380هـ) –مطبعة بريل ليدن 1906م.

48- البداية والنهاية لأبي الفداء الحافظ بن كثير الدمشقي (774هـ) –مكتبة المعارف ببيروت ط2 -1977م.

49- بلادنا فلسطين لمصطفى مراد الدباغ –دار الطليعة ببيروت ط1- 1395هـ -1975م.

50 –تاريخ الأمم والملوك لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (310هـ) دار الفكر ببيروت 1399هـ -1979م.

51- تاريخ الخلفاء لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي (911هـ) دار نهضة مصر بالقاهرة.

52- تاريخ فلسطين القديم لظفر الإسلام خان –دار النفائس ببيروت ط3 -1401هـ -1981م.

53- تاريخ اليعقوبي لأحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب اليعقوبي (بعد 292هـ) دار صادر ببيروت.

54- تقويم البلدان لأبي الفداء عماد الدين بن اسماعيل صاحب حماة (732هـ) دار الطباعة السلطانية بباريس 1840م.

55- خريدة العجائب وفريدة الغرائب لسراج الدين أبي حفص عمر بن الوردي (ت 749هـ) مطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة ط2 -1358هـ -1939م.

56- خطط الشام لمحمد كرد علي.

57- الحضرة الأنسية في الرحلة المقدسية لعبد الغني النابلسي (1143هـ) مكتبة القاهرة بمصر.

58- ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (795هـ) مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة.

59- رحلة ابن بطوطة –دار التراث ببيروت 1388هـ -1968م.

60- زبدة كشف المماليك –غرس الدين خليل بن شاهين الظاهري (873هـ) مطبعة الجمهورية بباريس 1894م.

61- صورة الأرض لأبي القاسم بن حوقل النصيبي (بعد 367هـ) منشورات دار مكتبة الحياة ببيروت.

62- الطبقات الكبرى لابن سعد –دار صادر ببيروت.

63- فتوح الشام لأبي عبد الله محمد بن عمر الواقدي (207هـ) المكتبة الأهلية ببيروت ط1 -1966م.

64- فضائل القدس لأبي الفرج بن الجوزي (597هـ) دار الآفاق الجديدة ببيروت ط2 -1400هـ -1980م.

65- القلائد الجوهرية لمحمد بن طولون (953هـ) نشر مكتب الدراسات الإسلامية بدمشق 1368هـ -1949م.

66- الكامل في التاريخ لعلي بن محمد بن الأثير (630هـ) –دار الكتاب العربي ببيروت ط2 -1401هـ -1981م.

67- معجم البلدان لشهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي (626هـ) –دار صادر ببيروت، ودار بيروت 1376هـ -1957م.

68- المقدمة لابن خلدون –دار النشر العربية المصرية بالقاهرة.

69-نخبة الدهر في عجائب البر والبحر لشمس الذين أبي عبد الله محمد الدمشقي.

خامساً: كتب اللغة.

70- تهذيب الأسماء واللغات لأبي زكريا محي الدين بن شرف النووي (676هـ) دار الكتب العلمية ببيروت.

71- المصباح المنير لأبي العباس أحمد بن محمد الفيومي (770هـ) المطبعة الأميرية بالقاهرة ط6 -1926م.

72- المفردات في غريب القرآن للحسين بن محمد الراغب الأصفهاني (502هـ) مطبعة مصطفى الحلبي بالقاهرة.

73- النهاية في غريب الحديث للمبارك بن محمد بن الأثير (606هـ) –دار الفكر ببيروت.

سادساً: الكتب الحديثة.

74- آثار الحرب في الفقه الإسلامي للدتور وهبة الزحيلي –دار الفكر بدمشق ط3- 1401هـ -1981م.

75- أحكام الصيام وفلسفته للدكتور مصطفى السباعي –المكتب الإسلامي ببيروت.

76- الإسلام والقضية الفلسطينية –عبد الله ناصح علوان –مكتبة المنار بعمان ط1 -1402هـ -1982م.

77- الحروب الصليبية لارنست باركر.

78- عروبة بيت المقدس للدكتور إسحق موسى الحسيني –منشورات مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية ببيروت 1969م.

79- العلاقات الخارجية في دولة الخلافة للدكتور عارف أبو عيد –دار الأرقم بالكويت ط1 -1404هـ -1983م.

80- فلسطين في الأدب الجغرافي العربي للدكتور عماد الدين خليل ضمن كتاب دراسات تاريخية للمؤلف –المكتب الإسلامي ببيروت ط1 -1403هـ -1983م.

81- المدارس في بيت المقدس –للدكتور عبد الجليل حسن عبد المهدي –مكتبة الأقصى بعمان 1981م.

82- مستقبل إسرائيل بين الاستئصال والتذويب –كما محمد الأسطل –دار الموقف العربي بالقاهرة.

83- مصنفة النظم الإسلامية –الدكتور مصطفى وصفي –مكتبة وهبة بالقاهرة ط1 -1397هـ -1977م.

84- من تاريخنا –محمد العامري.

85- المؤامرات الصهيونية من خيبر إلى القدس –حسن فتح الباب.

سابعاً: الدوريات

86- مجلة الأمة القطرية.

87- مجلة البلاغ الكويتية.


[1] لا يختلى خلالها: أي لا يقطع نباتها الرطب.

[2] الاذخر: نبات طيب الرائحة.

[3] قينهم: الحداد والصانع ومعناه يحتاج إليه القين في وقود النار.

[4] ابن الأثير: جامع الأصول 9/288، وشرح النووي على مسلم 7/125.

[5] الحزورة: موضع بمكة عند باب الحناطين وهو بوزن قسورة قال الشافعي الناس يشددون الحزورة والحديبية وهما مخفقان (النهاية لابن الأثير 1/380).

[6] ابن الأثير: جامع الأصول 9/292، سنن الترمذي، كتاب المناقب، باب فضل مكة، (925. وهو صحيح)

[7] المرجع نفسه 9/308.

[8] انظر الحديث في المبحث الثاني.

[9] ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث –دار الفكر ببيروت 3/471.

[10] آية: 1 من سورة الإسراء.

[11] آية: 71 من سورة الأنبياء.

[12] انظر: ابن الجوزي: زاد المسير –المكتب الإسلامي ببيروت ط1 1964م 5/368، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن –دار إحياء التراث العربي ببيروت 11/305.

[13] آية: 81 من سورة الأنبياء.

[14] انظر: ابن الجوزي: زاد المسير5/374، القرطبي الجامع لأحكام القرآن 11/ 322، ابن كثير: تفسير القرآن العظيم –دار المعرفة ببيروت 3/187.

[15] انظر: الفيومي: المصباح المنير –المطبعة الأميرية بالقاهرة ط6 1926م1/ 62، الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن –مطبعة مصطفى الحلبي بالقاهرة 1961م ص44.

[16] الأصفهاني: المرجع السابق.

[17] ابن كثير : تفسير القرآن العظيم 3/2.

[18] ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير5/5.

[19] ابن حوقل: صورة الأرض –منشورات دار مكتبة الحياة ببيروت ص159.

[20] المرجع نفسه.

[21] إسحق بن الحسين: آكام المرجان ص13 نقلاً عن بحث فلسطين في الأدب الجغرافي العربي للدكتور عماد الدين خليل –ضمن كتاب دراسات تاريخية –المكتب الإسلامي ببيروت –ط1 -1403هـ -1983م ص126.

[22] المقدسي: أحسن التقاسيم ص166، ياقوت الحموي: معجم البلدان 5/169.

[23] ناصر خسرو: سفرنامه ص19 نقلاً عن بحث فلسطين في الأدب الجغرافي ص126.

[24] رحلة ابن بطوطة –دار إحياء التراث العربي 1388هـ -1968م ص56 ، الدمشقي: نخبة الدهر وعجائب البر والبحر –طبعة 1923م –ص 200 -201.

[25] الدمشقي: المرجع السابق.

[26] الظاهري: زبدة كشف المماليك –مطبعة الجمهورية بباريس ص 146.

[27] المقدسي: أحسن التقاسيم ص175، القزويني: آثار البلاد وأخبار العباد –دار صادر ببيروت ص142.

[28] المقدسي: المرجع السابق ص 162 -180، أبو الفداء: تقويم البلدان –دار الطباعة السلطانية بباريس 1840هـ ص43.

[29] المقدسي: المرجع السابق ص164.

[30] ناصر خسرو: سفرنامة ص19 نقلاً عن بحث فلسطين في الأدب الجغرافي ص126.

[31] ابن الوردي: خريدة العجائب وفريدة الغرائب –مطبعة مصطفى الحلبي بالقاهرة 1358هـ ص42، ابن حوقل: صورة الأرض 158.

[32] الخرنوب والخرّوب: نبات معروف، واحدته خرنوبه، وخرنوبه.

[33] المقدسي: أحسن التقاسيم ص172، أبو الفداء: تقويم البلدان ص241.

[34] المقدسي: المرجع السابق ص162.

[35] ناصر خسرو: سفرنامة ص18 نقلاً عن بحث فلسطين في الأدب الجغرافي ص127.

[36] المقدسي: أحسن التقاسيم ص174.

[37] المقدسي: المرجع السابق، الدمشقي: نخبة الدهر ص213، الظاهري: زبدة كشف المماليك ص42.

[38] الدمشقي: نخبة الدهر وعجائب البر والبحر ص211.

[39] المرجع نفسه.

[40] الظاهري: زبدة كشف الممالك ص42.

[41] ابن حوقل: صورة الارض ص158 -159.

[42] المقدسي: أحسن التقاسيم ص180.

[43] الدمشقي: نخبة الدهر وعجائب البر والبحر ص211 -212، رحلة ابن بطوطة ص58.

[44] ياقوت الحموي: معجم البلدان 5/168.

[45] آية 26 من سورة العنكبوت.

[46] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم –دار المعرفة ببيروت 3/410.

[47] آية 71 من سورة الأنبياء.

[48] آية 138 من سورة الأعراف.

[49] آية 21 من سورة المائدة.

[50] رواه الترمذي في صحيحه 5/734، وأحمد بن حنبل في مسنده 5/184، والطبراني والحاكم قال: الهيثمي في مجمع الزوائد (10/60) “رواه الطبراني ورجاله الصحيح” وقال الحاكم) صحيح على شرط الشيخين” فيض القدير للمناوي 4/274.

[51] المناوي: فيض القدير –دار المعرفة ببيروت 4/274.

[52] نقله عنه المناوي في فيض القدير 4/342.

[53] أبو عبد الله محمد المنهاجي السيوطي: اتحاف الأخصّا بفضائل المسجد الأقصى تحقيق أحمد رمضان أحمد –الهيئة المصرية العامة للكتاب 1982م / 105 -106.

[54] اختلف العلماء في ثبوت القبر المعروفة في مدينة الخليل لسيدنا إبراهيم عليه السلام، ولكن الصحيح الذي عليه الجمهور –كما قال ابن تيمية في الفتاوى (27/445) –أنه قبره، أما قبر بونس وإلياس وشعيب وإسحق فلا يعرف.

[55] ابن الجوزي: فضائل القدس تحقيق الدكتور جبرائيل جبور –منشورات دار الآفاق ببيروت ص97.

[56] رواه البخاري في صحيحه 2/92 ومسلم في صحيحه 4/1842.

[57] انظر: العيني عمدة القاري –دار الفكر ببيروت 8/149.

[58] انظر: النووي: شرح صحيح مسلم –المطبعة المصرية بالقاهرة 15/128.

[59] مسند الإمام احمد 1/257.

[60] ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 3/2

[61] أبو عبد الله المنهاجي: اتحاف الأخصا 1/108.

[62] النووي: سرح مسلم 15/18.

[63] رواه الأمام أحمد في مسنده 6/463، وابن ماجه في سننه كتاب الإقامة 1/429 وهو حديث صحيح.

[64] رواه مسلم في صحيحه. انظر مسلم بشرح النووي 17/196.

[65] رواه مسلم في صحيحه، انظر مسلم بشرح النووي 7/120.

[66] آية 14 من سورة الروم.

[67] أبو عبد الله المنهاجي: اتحاف الأخصا 1/ ص107.

[68] ابن الجوزي: فضائل القدس ص137.

[69] حديث صحيح رواه الطبراني ورجاله ثقات (انظر الهيثمي: مجمع الزوائد 10/ 60).

[70] حديث صحيح: أخرجه الحاكم وابو نعيم في الحلية وقال الحاكم: ((صحيح على شرط الشيخين)) انظر الهيثمي: مجمع الزوائد 10/57، الربعي: فضائل الشام ص13.

[71] حديث صحيح. أخرجه أحمد (2/8 ، 53) والترمذي وابن حبان والطبراني وأبو يعلي. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10 /61): ((رجاله رجال الصحيح)).

[72] رواه الطبراني، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/60): ((فيه أرطاه ابن المنذر وبقية رجاله ثقات)).

[73] واسقوا من غدركم: الغدر جمع غدير وهو الحوض، ومعنى أن تتخذ كل جماعة من أهل الشام غديرا وتلتزم به ولا تزاحم الجماعة على غديرها، لئلا يكون ذلك سبيلا إلى الاختلاف وتهييج الفتن.

[74] حديث صحيح: رواه أحمد وأبو داود (انظر جامع الأصول 9/350 ، مجمع الزوائد 10/58 فضائل الشام للربعي ص11.

[75] رواه البخاري في صحيحه 1/2.

[76] ابن قدامة: المغني 8/354.

[77] رواه البخاري في صحيحه 3/224.

[78] رواه مسلم في صحيحه 3/1520 وأحمد في مسنده 2/204.

[79] رواه الترمذي في سننه (4/165) وقال حسن صحيح.

[80] انظر: النووي: شرح صحيح مسلم 13/60، المناوي: فيض القدير 5/34، السرخسي: شرح السير الكبير 1/9.

[81] شرح العيني على البخاري 25/48، جامع الأصول لابن الأثير 9/351.

[82] المرجع السابق، صحيح مسلم 3/1524.

[83] شرح العيني على البخاري 25/48، المناوي: فيض القدير 6/396.

[84] ابن الأثير: جامع الأصول 9/351.

[85] سنن الترمذي 4/485 وقال: حديث حسن صحيح، ابن الأثير: جامع الأصول 9/351.

[86] رواه الإمام أحمد في مسنده 5/269.

[87] الهيثمي: مجمع الزوائد 10/60 وقال: ((رجاله ثقات)).

[88] الهيثمي: مجمع الزوائد (10/ 60-61) وقال رجاله ثقات.

[89] رواه مسلم في صحيه 3/1525.

[90] ابن قدامة: المغنى 8/355.

[91] سميساط: مدينة على شاطئ الفرات الغربي في طرف بلاد الروم (معجم البلدان).

[92] البيرة: بلد فيه قلعة سميساط.

[93] ابن تيمية: مناقب الشام وأهله مع فضائل الشام للربعي –المكتب الإسلامي 276 -77.

[94] آية 21 من سورة المائدة.

[95] النووي: تهذيب الأسماء واللغات –دار الكتب العلمية ببيروت 4/109.

[96] الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن –مكتبة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة 397.

[97] ابن كثير: البداية والنهاية 2/101، 7/56.

[98] الحديث متفق عليه. انظر صحيح البخاري 4/117، جامع الأصول لابن الأثير 9/375.

[99] الحديث أخرجه أيضاً ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما والحاكم في مستدركه وقال: صحيح على شرط الشيخين.

[100] آية 127 من سورة البقرة.

[101] انظر: القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 4/138، العيني: عمدة القاري 15/362 .

[102] القرطبي: المرجع السابق.

[103] القرطبي : المرجع السابق.

[104] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 1/127.

[105] انظر الزركشي: إعلام الساجد بأحكام المساجد –دار التحرير للطباعة بالقاهرة 1984هـ ص277، الجراعي: تحفة الراكع والساجد في أحكام المساجد، المكتب الإسلامي ط1401هـ – 1981م ص184، المنهاجي: اتحاف الأخصا 1/93.

[106]  القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، 10/212.

[107]  مصطفى الدباغ: بلادنا فلسطين – بيت المقدس، (9/2) ص119، وانظر: مجير الله الحنبلي: الأنس الجليل 1/60-63.

[108]  انظر: المنهاجي السيوطي: اتحاف الأخصا بفضائل الأقصى ، ص76، و د. عبد الله معروف: المدخل لدراسة المسجد الأقصى المبارك ، ص33.

[109] البيهقي: الجامع لشعب الإيمان، ، 7/13،وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، والحاكم في المستدرك، وصححه، ووافقه الذهبي. وإسناده لا بأس به

[110]  انظر: المنهاجي السيوطي: اتحاف الأخصا بفضائل الأقصى ، ص76.

[111]  الأنصاري: مناسك القدس الشريف ، 46.

[112] انظر: مجير الدين الحنبلي: الأنس الجليل 2/37، كامل العسلي: معاهد العلم في بيت المقدس، ،ص320-322.

[113]  رائف يوسف نجم وآخرون: كنوز القدس، عمان: مؤسسة آل البيت، 1983، ط1،

[114]  الفيومي: المصباح المنير، 1/363.

[115]  المجددي:  التعريفات الفقهية ، ص 204.

[116]  الفيومي: المصباح المنير، 2/473.

[117]  المجددي:  التعريفات الفقهية ، ص 208.

[118]  انظر: د. عبد الله معروف: المدخل لدراسة المسجد الأقصى المبارك، ص103.

[119]  انظر: د. عبد الله معروف: المدخل لدراسة المسجد الأقصى المبارك، ص102.

[120]  المرجع السابق.

[121]  انظر: عارف العارف: المفصل في تاريخ القدس، ص718، رجا عرابي: الكافي في تاريخ القدس، ص 679

[122]  انظر: رشاد الإمام: مدينة القدس في العصر الوسيط، ص170، رجا عرابي: الكافي في تاريخ القدس، ص 678

[123]  عارف العارف: المفصل في تاريخ القدس، 1/111، رجا عرابي: الكافي في تاريخ القدس،ص300.

 [124]  رجا عرابي: الكافي في تاريخ القدس،ص252.

[125]  المجددي: التعريفات الفقهية، ص 170.

[126]  انظر: المنهاجي: اتحاف الأخصا بفضائل الأقصى، ص37، د. عبد الله معروف: المدخل لدراسة المسجد الأقصى المبارك، ص100.

[127]  انظر: المرجعين السابقين.

[128]  انظر: المعجم الوسيط 1/382.

[129]  انظر: د. عبد الله معروف: المدخل لدراسة المسجد الأقصى المبارك، ص107.

[130]  انظر: المرجع السابق.

[131]  انظر: مجير الدين الحنبلي: الأنس الجليل، 2/387، كرد علي: خطط الشام، 6/119، رشاد الإمام: مدينة القدس في العصر الوسيط، ص 193، العسلي: معاهد العلم ، ص119.

[132]  انظر: الفيومي: المصباح المنير، 1/361، والمعجم الوسيط 1/414

[133]  انظر: العسلي: من آثارنا في بيت المقدس، ص218.

[134]  المرجع السابق.

[135]  انظر: المرجع السابق، وعكرمة صبري: الوقف الإسلامي، ص467.

[136]  انظر: المعجم الوسيط 1/514.

[137]  انظر: كامل العسلي: معاهد العلم في بيت المقدس، ص39، وما بعدها.

[138] آية 41 من سورة ق.

[139] انظر: ابن الجوزي: زاد المسير 8/24، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 17/27 ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 4/230.

[140] ابن كثير: المرجع السابق.

[141] ابن الجوزي: فضائل القدس ص139. وقد بحثت عن هذا الأثر من الكتب المتوفرة لديَّ فلم أعثر عليه.

[142] الآيتان 21، 22 من سورة المائدة.

[143] الآية 148 من سورة الأعراف.

[144] الآية 152 من سورة الأعراف.

[145] محمد رشيد رضا: تفسير المنار –دار المعرفة ببيروت 6/337. والحديث في صحيح البخاري 7/186، صحيح مسلم 4 /1789.

[146] الآيات من 4-8 من سورة الإسراء.

[147] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 1/148.

[148] انظر: القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 10 /221.

[149] ليس المسلمون هم الأنجاس، بل اليهود هم الخبثاء الأنجاس، ولذلك كان عجباً أن يريد الأنجاس تطهير القدس من النجس، وهم هم الأنجاس.

[150] عمر الأشقر: وليتبروا ما علوا تتبيراً: بشرى المؤمنين بالنصر العظيم على اليهود الغاصبين (164-180)

[151] ابن كثير: البداية والنهاية 7/56.

[152] الواقدي: فتوح الشام.

[153] عبد الله التل: خطر اليهودية على الإسلام والمسيحية ص129.

[154] الطبري: تاريخ الأمم والملوك. 4/161.

[155] آرنست باركر –الحروب الصليبية ص32-33

[156] كمال الأسطل: مستقبل اسرائيل بين الاستئصال والتذويب –دار الموقف العربي –القاهرة.

[157] آية رقم 129 من سورة الأنعام.

[158] ابن الجوزي: زاد المسير 3/124.

[159] بتصرف من مقال مؤامرة على الأقصى للشيخ سعد الدين العلمي مفتي القدس –مجلة الأمة القطرية عدد 55 شنة 1405هـ ، 1985 ص55.

[160] المرجع السابق.

[161] نقلاً عن مقال القدس في ضوء العقيدة الإسلامية لمفتي الأردن الشيخ عز الدين التميمي –مجلة البلاغ عدد 812 ص46.

[162] المرجع السابق.

[163] حسن فتح الباب: المؤامرات الصهيونية من خيبر إلى القدس ص63.

[164] المرجع السابق.

[165] المرجع السابق.

[166] المرجع السابق.

[167] محمد أديب العامري: من تاريخنا ص 176.

[168] نقلاً عن مقال القدس في ضوء العقيدة الإسلامية للشيخ عز الدين التميمي –مجلة البلاغ الكويتية عدد 813 ص40.

[169] نفس المرجع.

[170] صحيح مسلم 4/2239، سنن الترمذي 4/508، مسند الإمام أحمد 2/122،149.

[171] صحيح مسلم 4/2239، مسند الإمام أحمد 2/417.

[172] الزركشي: أعلام الساجد ص290، وقال ضياء الدين المقدسي في فضائل بيت المقدس ص62: ((رواه الإمام أحمد في مسنده بطوله بنحوه عن أبي كامل عن زهر عن الأسود، والترمذي وابن ماجة والنسائي طرفاً منه وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

[173] الهيثمي: مجمع الزوائد 7/343، وأحمد بن حنبل: المسند (24083) وإسناده ضياء الدين المقدسي: فضائل بيت المقدس ص63.

[174] آية 26 سورة آل عمران.

[175] آية 21 من سورة المائدة.

[176] الواقدي: فتوح الشام ، المكتبة الأهلية ببيروت ط1 1966م 1/215.

[177] ابن كثير: البداية النهاية –مكتبة المعارف ببيروت ط19803م4/ 262 -263.

[178] صحيح مسلم بشرح النووي 12/107.

[179] صحيح البخاري 4/4.

[180] النووي: شرح صحيح مسلم 12/107.

[181] سميت بالغزوة وإن لم يحضرها رسول الله لكثرة المحاربين فيها حيث بلغوا ثلاثة آلاف جندي.

[182] صحيح البخاري 5/86 – 87.

[183] المرجع نفسه.

[184] رواه البخاري في صحيحه 1/15 

[185] مسند الإمام أحمد 1/325، مجمع الزوائد للهيثمي 2/12، وقال: رجاله رجال الصحيح

[186] رواه الإمام أحمد في مسنده 4/461.

[187] ذكر النووي عن محمد بن حبيب الهاشمي: أنها حولت في الظهر يوم الثلاثاء نصف شعبان، كان  r في أصحابه فحانت صلاة الظهر في منازل بني سلمة، فلى بهم ركعتين من الظهر في مسجد القبلتين إلى القدس ثم أمر في الصلاة فاستدار واستدارت الصفوف خلفه فأتم الصلاة فسمي مسجد القبلتين. (روضة الطالبين 10 / 206)

[188] آية: 144 من سورة البقرة.

[189] انظر ابن الجوزي: زاد المسير.

[190] آية: 1 من سورة الإسراء.

[191] نقلا عن كتاب الإسلام والقضية الفلسطينية لعبد الله علوان ص15.

[192] انظر: مقال ذكرى الإسراء والمعراج في تاريخنا للدكتور مصطفى السباعي ضمن كتاب أحكام الصيام ص102.

[193] الواقدي: فتوح الشام –المكتبة الأهلية ببيروت ط1 1966م1 / 217 -219.

[194] هذا شرط البطريرك صفرونيوس الذي سلم مدينة القدس للمسلمين، لأن النصارى قد حرموا عليهم العيش في المدينة المقدسة تخلصاً من مؤامراتهم ودسائسهم.

[195] الطبري: تاريخ الأمم والملوك –دار الفكر ببيروت 4/159 -160.

[196] ابن الأثير: الكامل في التاريخ –دار الكتاب العربي ببيروت 2/346.

[197] نقلاً عن كتاب المغني لابن قدامة الحنبلي.

[198] الماوردي: الأحكام السلطانية ص136، الفراء: الأحكام السلطانية ص146.

[199] الماوردي: نفس المرجع ص137.

[200] أبو عبيد: الأموال ص127.

[201] الماوردي: الأحكام السلطانية ص15 -16.

[202] النووي: روضة الطالبين 10/208.

[203] الكاساني: بدائع الصانع –مطبعة الامام بالقاهرة 9/4301.

[204] جواد اتلخان: الخطر المحيط بالاسم ص121 122 نقلا عن موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية لحسان علي حلاق ص183.

[205] اتلخان: الإسلام وبنو اسرائيل ص152 نقلا عن موقف الدولة العثمانية السابق ص183.

[206] ابن حجر: تحفة المحتاج 9/269.

[207] جاشية البجيرمي: 4/277-278.

[208] الفتاوى الهندية 2/232، البحر الزخار للمرتضى 3/301.

[209] الفتاوى الهندية 2/232، ابن هبيرة: الافصاح 2/230 الدمشقي: رحمة الأمة 2/129.

[210] نقلا عن العلاقات الخارجية في دولة الخلافة للدكتور عارف أبو عيد –دار الأرقم بالكويت ط1 1404هـ ص60.

[211] إبراهيم الحلبي: در المنتقي في شرح الملتقى 1/634.

[212] تفسير المنار –دار المعرفة ببيروت 10/ 316.

[213] د. وهبة الزحيلي: آثار الحرب في الفقه الإسلامي –دار الفكر بدمشق ط3 -1401هـ -1981م ص169.

[214] د. مصطفى وصفي: مصنفة النظم الإسلامية –مكتبة وهبة بالقاهرة ط1 -1397هـ – 1977م. ص287.

[215] صحيح البخاري مع العيني 7/251، صحيح مسلم مع النووي 9/168، مسند أحمد 3/234.

[216] صحيح مسلم مع النووي 9/168.

[217] المرجع نفسه.

[218] انظر: ابن تيمية: مجموع الفتاوى 27/353.

[219] مرَّ تخريج الحديث: وهو حديث صحيح.

[220] ابن تيمية: مجموع الفتاوى 27/6.

[221] المرجع السابق 27/14.

[222] مسند الإمام أحمد 1/257.

[223] الهيثمي: مجمع الزوائد 4/6.

[224] المرجع نفسه. وأحمد بن حنبل ، المسند (28178)، وروي من المعجم الكبير للطبراني ومعرفة الصحابة لأبي نعيم ومسند الشاميين للطبراني وغيرها.

[225] الجراعي: تحفة الراكع والساجد في أحكام المساجد المكتب الإسلامي ببيروت ط1 1401هـ -1981م ص138.

[226] المرجع نفسه.

[227] الهيثمي: مجمع الزوائد 4/7، والجامع لشعب الإيمان للبهيقي 7/10، (3845)

[228] الجراعي: تحفة الراكع والساجد ص180، والفتاوى الكبرى لابن تيمية، باب صلاة الجماعة.

[229] المرجع السابق، وسنن ابن ماجه (1413)

[230] سنن أبي داود 2/144، البيهقي: السنن الكبرى 5/30 وقال أبو داود: رحم الله وكيعاً أحرم من بيت المقدس: يعني إلى مكة

[231] مسند الإمام أحمد 6/299 وقال أرناؤوط: ضعيف لجهالة حال أم حكيم، وهي حكيمة بنت أمية بن الأخنس.

[232] ضياء الدين المقدسي: فضائل بيت المقدس –دار الفكر بدمشق ط1 ص89.

[233] النووي: المجموع شرح المهذب 7/172، العراقي: طرح التثريب في شرح التقريب 5/6.

[234] ابن حزم: المحلي 7/73.

[235] سنن أبو داود 2/144.

[236] مسند الإمام أحمد 6/ 299.

[237] العراقي: طرح التثريب 5/6 ابن قدامة: المغني 3/264.

[238] ابن حزم: المحلي 7/63.

[239] النووي: المجموع 7/182، العراقي: طرح التثريب 5/6.

[240] حاشية ابن عابدين 2/478، الزركشي: إعلام الساجد بأحكام المساجد ص289.

[241] ابن جزي: قوانين الأحكام ص149، ابن قدامة: المغني 3/265، ابن مفلح: المبدع 3/113، الجراعي: تحفة الراكع والساجد ص188، النووي: المجموع 7/179، العراقي: طرح التثريب 5/6.

[242] ابن مفلح: المبدع 3/113، ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/61.

[243] ابن حزم: المحلي 7/74.

[244] ابن مفلح: المبدع 3/113، ابن حجر تهذيب التهذيب 9/61.

[245] الشوكاني: نيل الأوطار 4/333، ابن حجر: تهذيب التهذيب 11/224 المناوي: فيض القدير 6/91.

[246] الجراعي: تحفة الراكع ص188.

[247] ابن مفلح: المبدع 3/113، الجراعي: تحفة الراكع ص188.

[248] ابن قدامة: المغني 3/265.

[249] الزركشي: إعلام الساجد ص290، ابن الجوزي: فضائل القدس ص91.

[250] الزركشي: المرجع السابق.

[251] ابن الجوزي: المرجع السابق.

[252] آية 160 من سورة الأنعام.

[253] صحيح مسلم بشرح النووي 2/150.

[254] الزركشي: إعلام الساجد بإحكام المساجد ص290، الجراعي: تحفة الراكع والساجد في أحكام المساجد ص 188، ابن الجوزي/ فضائل القدس ص91.

[255] المنهاجي: اتحاف الأخصا بفضائل الأقصى 2/29.

[256] المرجع نفسه 2/29-30.

[257] المرجع نفسه 2/32.

[258] المرجع نفسه 2/36.

[259] المرجع نفسه 1/41.

[260] نفسه

[261] المرجع السابق 2/47

[262] المرحع السابق 2/53.

[263] نفسه.

[264] المرجع نفسه 2/55.

[265] آية: 1 من سورة الإسراء.

[266] رواه الإمام أحمد في مسنده 2/222.

[267] الجراعي: تحفة الساجد ص182.

[268] المقدسي: أحسن التقاسيم ص72، ابن خلدون: المقدمة ص310.

[269] رحلة ابن بطوطة ص58.

[270] اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي –دار صادر ببيروت 2/261.

[271] المقدسي: أحسن التقاسيم ص166.

[272] محمد كرد علي: خطط الشام 1/139.

[273] محمود العابدي: الآثار الإسلامية في فلسطين والأردن ص93.

[274] ياقوت: معجم البلدان 5/198.

[275] السيوطي: تاريخ الخلفاء ص351.

[276] ابن الأثير: الكلمل 5/37.

[277] انظر: ظفر الإسلام خان: تاريخ فلسطين القديم 23-134، مصطفى الدباغ بلادنا فلسطين ص30 -77، إسحق موسى الحسيني: عروبة بيت المقدس ص9 -17.

[278] وياد نقولا: رواد الشرق العربي في العصور الوسطى ص55 نقلا عن بلادنا فلسطين ص130

[279] المقدسي: أحسن التقاسيم ص77.

[280] انظر: عبد الجليل عبد المهدي: المدارس في بيت المقدس –مكتبة الأقصى 1981م.

[281] ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة –مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة 2/5.

[282] ابن كثير: البداية والنهاية. 13/169.

[283] ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة –مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة 372هـ -1952م 2/133.

[284] انظر: ((ابن عبد الهادي وأثره في الفقه الإسلامي)) رسالة دكتوراه للمؤلف ص98-153 ، دار الفرقان، الأردن د1، 2001م.

[285] الحضرة الإنسية في الرحلة القدسية –مكتبة القاهرة 1971م ص11.

[286] محمد بن طولون: القلائد الجوهرية في تاريخ الصاليحة تحقيق محمد دهمان نشرة نشرة مكتب الدراسات الإسلامية بدمشق 1949م ص310.

[287]  انظر: رجا عرابي: الكافي في تاريخ القدس، ص 727، و تقرير مؤسسة القدس في قطاع غزة برئاسة الدكتور أحمد أبو حلبية، الدكتور محسن صالح: معاناة القدس والمقدسات تحت الاحتلال الإسرائلي، ، 21-113، والتقرير الاستراتيجي الفلسطيني لسنة:2007، ص 285، والتقرير الاستراتيجي الفلسطيني لسنة: 2008، ص 233، محمد صالح يونس: أوراق من القدس، ص 133.

[288]  كامل العسلي: أجدادنا في بيت المقدس، ص 117.

[289]  عارف العارف: المفصل في تاريخ القدس،ص 727.

[290]  عبد الغني النابلسي: الحقيقة والمجاز في رحلته بلاد الشام ومصر والحجاز، ص339.

[291]  (islamtoday.net/albasheer/artshow-12-137525.htm)

[292]   كامل العسلي: أجدادنا في بيت المقدس ص 133.

[293]  انظر: ماجد الكيلاني: هكذا ظهر صلاح الدين،  ص 145.

[294]  الترمذي: السنن، كتاب صفة القيامة، باب (59) رقم الحديث: (2516) وهو صحيح.

[295]  مر تخريج هذا الحديث.

[296]   سِيَةِ قَوْسِهِ:  ما عُطِفَ من طَرَفَيْها. 

[297]  مر تخريج هذا الحديث.

[298]  مر تخريج هذا الحديث.

[299]  مر تخريج هذا الحديث.

[300]  مر تخريج هذا الحديث.

[301] مر تخريج هذا الحديث.

[302] آية: 1 من سورة الإسراء.