خاص هيئة علماء فلسطين

    

التقرير الشهري حول الاعتداءات الصهيونية على مدينة القدس والمسجد الأقصى المُبارك عن شهر أذار مارس (3) 2023م

ننقل لكم واقع مدينة القدس والمسجد الأقصى المُبارك، واعتداءات الاحتلال الصهيوني عليه، وذلك على النحو التالي:

الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى المُبارك:

شهد شهر آذار/ مارس / 2023م؛ تصاعدًا في الانتهاكات “الإسرائيلية” بحق المقدسيين، والتي تنوعت بين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك وحملات اعتقال وإبعاد، وهدم منازل ومنشآت، وبناء المستوطنات وغيرها من أنواع الانتهاكات.

– شهد شهر أذار مارس (3) مقدمة لاقتحامات وتحضيرات غير مسبوقة للمسجد الأقصى المبارك ومحيطه.

– وصلت حصيلة الاقتحامات خلال  فترة التجهيز للأعياد العبرية في آذار، والتي ستزداد في شهر أبريل، إلى اقتحام أكثر من 3514 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك في شهر أذار مارس (3)، أدَّوا خلالها صلواتٍ وطقوسًا توراتية علنية بحماية شرطة الاحتلال.

– شهدت الأحداث في المسجد الأقصى المبارك تصاعدًا منذ بداية رمضان، إذ اقتحمت شرطة الاحتلال، المسجد الأقصى المبارك، وأجبرت المعتكفين المتواجدين في المصلى القبلي على الخروج منه بالقوة، في محاولة لإنهاء الاعتكاف الذي بدأ منذ بداية رمضان.

– بلغ عدد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك خلال عيد “المساخر” اليهودي 393 متطرفا ومتطرفة. وأدى المقتحمون صلاة “بركات الكهنة” بكامل طقوسها في المنطقة الشرقية خلال اقتحام المسجد الأقصى المبارك في عيد “المساخر”.

– ركبت سلطات الاحتلال كاميرتين جديدتين على سطح المدرسة التنكزية إلى الجنوب الغربي من المسجد الأقصى المبارك بهدف كشف المساحة الفاصلة بين باب المغاربة والمصلى القبلي.

– من التحضيرات الغير مسبوقة والتي أشرنا إليها آنفاً قيام جماعة “العودة إلى جبل الهيكل” المتطرفة بنشر إعلان موجه للمقدسيين مقابل رشوة مادية مغرية، بحثا عن مساحات لتخزين الماعز والأغنام في البلدة القديمة تمهيدا لذبحها كقرابين خلال عيد الفصح داخل المسجد الأقصى المبارك.

– كما نشرت جماعات الهيكل إعلانات لمكافئات مغرية جداً للمستوطنين، لمن منهم بمحاولات إدخال القرابين إلى حرم المسجد الأقصى المبارك.

هدم وتهويد:

– خلال شهر أذار مارس (3) المنصرم؛ ازدادت وتيرة أعمال الهدم التي تنفذها بلدية الاحتلال، وقد سُجلت في محافظة القدس 12 عملية هدم خلال شهر آذار، بينها 11 عملية هدم بجرافات الاحتلال، وعملية هدم قسري واحدة. ووزعت طواقم بلدية الاحتلال إخطارات هدم لمنازل في حي السرخي ببلدة جبل المكبر.

– تنوعت المنشآت المهدومة بين منازل وممتلكات وأراضٍ زراعية، في حي واد الجوز، وبلدة أم طوبا، وزعيم والسواحرة. وشملت عمليات الهدم منازل مأهولة بالسكان ومنشآت زراعية وحيوانية وتجارية وعملية تجريف أرض زراعية.

– هدم الاحتلال 3 منازل لعائلة طوطح بحي واد الجوز تؤوي نحو 22 فردًا، ومعملاً في حي واد الجوز يعود للمقدسي فادي سلايمة، ومنزلًا مكونًا من شقتين سكنيتين للمقدسي محمد أبو طير من بلدة أم طوبا، ومنزلًا في بلدة زعيم، كما قام بتفكيك ومصادرة 3 غرف زراعية في برية السواحرة شرق القدس.

استيطان:

 الاستيطان هو الذراع اليمنى للاحتلال الصهيوني لإقامة دولته اللقيطة، وجلب الغرباء وإسكانهم محل السكان الأصليين للبلاد وهم الفلسطينيون، ولذلك فأذرع الاحتلال لا تتوقف عن إقرار المشاريع الاستيطانية:

– ففي 8/3 صادقت ما تسمى “لجنة التخطيط” في بلدية الاحتلال على 3 مخططات بناء استيطانية جديدة تضم نحو 700 وحدة استيطانية جديدة. تشمل المخططات بناء عددٍ من الأبراج السكنية الضخمة، يضم الواحد منها أكثر من 30 طابقاً،  وتضم الأبراج محالًا تجاريًا ومساحاتٍ خدماتية. وتسعى سلطات الاحتلال لتشكيل جدار استيطاني وديمغرافي يفصل جنوب القدس المحتلة عن عمقها في الضفة الغربية.

– وفي 23/3 كشفت وسائل إعلام عبرية عن مخطط جديد لإقامة 1200 وحدة استيطانية جديدة، ويهدف المخطط الجديد لمنع التواصل الجغرافي ما بين الشطر الشرقي للقدس المحتلة وبيت لحم، وكشفت المصادر العبرية بأن المشروع في طور التخطيط، على أن تنتقل البلدية إلى طرح العطاءات عن قريب.

إبعاد واعتقال وحبس منزلي وتنكيل ومواجهات:

– تمهيدًا لحملات الاقتحام للمسجد الأقصى المبارك، واستعدادًا لعيد الفصح العبري، أصدر الاحتلال قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك خلال شهر آذار مارس، بحق 61 مقدسيًا، وتشمل قرارات الإبعاد إبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، وإبعاد عن مدينة القدس بأكملها. 

– واصلت قوات الاحتلال حملات الاعتقال خلال شهر مارس كما هو عادتها، حيث اعتقلت أكثر من 190شخصًا، من بينهم 44 قاصرًا، و7 نساء.

– مددت المحكمة المركزية في بئر السبع خلال شهر آذار المنصرم قرار العزل الانفرادي بحق الأسير المقدسي أحمد مناصرة لمدة 6 أشهر جديدة، رغم معاناته النفسية مع العزل الانفرادي منذ عام ونصف.

– أصدر الاحتلال أحكامًا مشددة بحق الأسرى المقدسيين في سجون الاحتلال، سجلت من خلالها 25 حكمًا بالسجن الفعلي، و20 حكمًا بالسجن الإداري.

– ضمن قرارات الاعتقال التعسفية بحق المقدسيين، أصدر الاحتلال ما يزيد عن 32 قرارًا بالحبس المنزلي بحق مقدسيين، من ضمنهم الباحث المقدسي رضوان عمرو، وإقرار المحكمة تمديد الحبس المنزلي بحق الصحفية لمى غوشة.

– شهد شهر آذار مارس (3)؛ مواجهات واسعة في مختلف بلدات القدس، فقد وقعت مواجهات في حوالي 32 نقطة تماس متكررة في أحياء القدس وبلداتها، منها، العيساوية، وصور باهر، وسلوان، وحي الشيخ جراح، وجبل المكبر والطور.

– لم تتوقف انتهاكات الاحتلال منذ بداية شهر رمضان المبارك بحق المقدسيين في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات أمنية وعسكرية مشددة وتصاعد في حالات الاعتقال والإبعاد، في محاولة لمحاصرة ومنع الاعتكاف.

فتاوى مقدسية هامة

– أصدرت هيئة علماء فلسطين فتوى بخصوص وجوب الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك في ظل الظروف الحالية وكان أبرز ما ورد فيها:

▪️ ندعو المسلمين القادرين على الوصول إلى الأقصى رغم العناء إلى الوصول إليه بكل السبل.

▪️ كل ساعة اعتكاف تقضى في المسجد الأقصى في هذه الظروف هي ساعة رباط في سبيل الله.

▪️ من أعظم الواجبات على كل مسلم ومسلمة إعانة المرابطين ودعمهم.

▪️ يجب على الإخوة في وزارة الأوقاف الإسلامية في الأردن وجوباً شرعيّاً الإعلان عن فتح المسجد الأقصى طوال شهر رمضان، بل طوال العام للاعتكاف فيه ليلًا ونهارًا.

– كما صدرت فتوى هامة جدًا بعنوان ثوابت أمة الإسلام تجاه المسجد الأقصى المبارك، وقد صدرت الفتوى بتوقيع عدد كبير من الهيئات العلمائية وتوقيع أكثر من مئة من علماء الأمة، وكان أبرز ما ورد فيها:

🔸الثابت الأول: أنَّ المسجد الأقصى المبارك من الناحية الشرعية هو كلّ ما دار عليه السور بمساحته الكاملة (144000) متر مربع، يستوي فيه ما كان مسقوفًا أو كان مكشوفًا، وأنّ قدسيته بكامله واحدةٌ لا تتجزأ.

🔸الثابت الثاني: أنَّ المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته المذكورة أعلاه مقدّسٌ إسلاميٌّ خالصٌ لا يقبلُ التقسيم ولا المشاركة.

🔸الثابت الثالث: إنَّ دعم المرابطين والمجاهدين في المسجد الأقصى المبارك بأدوات فاعلة ومباشرة ومساعدتهم ماديًا ومعنويًا، وبكل صور الدعم بما يمكّنهم من القيام بواجبهم المتحتم عليهم، للثبات على أرض القدس والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، كلّ ذلك جهادٌ مقدّسٌ افترضه الله تبارك وتعالى على الأمّة الإسلامية.

🔸الثابت الرابع: أنّه ليس لأتباع أيّ دين غير دين الإسلام من [حقّ] في المسجد الأقصى المبارك أو ممارسة أيّ طقوس دينية فيه، وأنّ أداء الطقوس فيه عدوان وجودي يستحقّ أن يواجه بكلّ أشكال المقاومة الممكنة والمتاحة، وأنّ هذه المقاومة جهادٌ في سبيل الله تبارك وتعالى.

🔸الثابت الخامس: إنَّ دخول أيّ مسلم إلى المسجد الأقصى المبارك بسبب اتفاقية [أبراهام] سيئة الذكر، التي تنصّ على حصر القدسية الإسلامية في المسجد القبلي وقبة الصخرة، وتُعدّ ساحات الأقصى مساحات مشتركة بين مختلف الأديان؛ عدوانٌ أثيم على المسجد الأقصى المبارك يستدعي الردّ والتصدّي والمنع.

🔸الثابت السادس: أن المسجد الأقصى اليوم محتل من العدو، مدنَّس من الصهاينة، وإجماع الأمة منعقد على وجوب تحرير أي أرض إسلامية احتلها العدو، ويتأكد ذلك إذا تعلق الأمر بالمقدسات الإسلامية، وإنَّ المسجد الأقصى المبارك اليوم أسير وهو أكبر أسرى أمّة محمد صلى الله عليه وسلم فيجب على الأمّة الإسلامية كلّها بذل الغالي والنفيس من أجل تحريره.

انتهى…