خاص هيئة علماء فلسطين

         

صادر عن هيئة علماء فلسطين في الخارج

بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ  قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ) الممتحنة:13

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:

فإن هيئة علماء فلسطين في الخارج تلقت بالصدمة والاستغراب والاستنكار الشديد التصريحات التي أطلقها بعض مسؤولي رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله حول إمكانية التخلي عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني مقابل دولة بحدود عام 1967م، وما سبقها من تصريحات تفيد بأن قانون يهودية الدولة ليس من شأننا وإنما هو شأن الأمم المتحدة، وأمام هذه التصريحات المستهجنة والمناقضة لتطلعات شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية و الاسلامية وقبل ذلك كله المتجاوزة لحدود شرعنا و ديننا فإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج نؤكد على ما يلي:

  • أولاً: ليس من حق أحدٍ من الناس سواءً كان رئاسة سلطة أو حكومة أو فصيلاً أو مجموعة فصائل أو نظاماً حاكماً أو مجموعة أنظمة حاكمة أو أية مؤسسة رسمية أو مدنية، التنازل عن ذرة تراب من أرض فلسطين المباركة والاعتراف بها حقاً للصهاينة الغاصبين أو التنازل عن أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقّه في العودة إلى أرضه التي هُجّرَ منها ظلماً وعدواناً أو حقّه في الدفاع عن المقدسات والثوابت بما يتوفر لديه من أشكال الجهاد والمقاومة.
  • ثانياً: إنَّ قابلية التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته تُعد تجاوزاً لحكم الله عز وجل وشريعة الإسلام في وجوب الثبات وعدم الهوان للعدو والتنازل له، كما يُعد ذلك تفريطاً بأرض الإسلام والمسلمين وتضييعاً للدماء التي أُريقت دفاعاً عن فلسطين واستهتاراً بالتضحيات التي قدمها شعبنا الفلسطيني وما يزال منذ أكثر من تسعين عاماً، للتخلص من نير الاحتلال وظلمه وجوره وتضييعاً للأمانة التي أوجب الله حفظها ورعايتها، قال تعالى:  ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ   لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ  ) الأنفال 27
  • ثالثاً: إن عدم الوقوف في وجه قانون (يهودية الدولة) واعتباره ليس شأناً فلسطينياً أو عربياً أو إسلامياً، وإنما هو شأن الأمم المتحدة يُعدّ تضييعاً لحقوق أبناء شعبنا الفلسطيني في أرض فلسطين المحتلة عام 1948م، كما يُعدَّ تضييعاً لحق اللاجئيين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وتضييعاً لحق أمتنا في إسلامية أرض فلسطين وتمكيناً للمعتدين الغاصبين وتسليطاً لهم على المسلمين، والله تعالى يقول: (وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) النساء 141 
  • رابعاً: إننا نعتبر توفير الغطاء لهذه التنازلات سواءً كان من جامعة الدول العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو من بعض الأنظمة العربية والإسلامية جريمة كبرى بحق الإسلام والمسلمين وبحق أبناء شعبنا الفلسطيني ومشاركةً ببيع أرض الإسراء والمعراج والتنازل عنها، وفي ذلك خيانة لله ورسوله والمؤمنين وتجاوز من ولاة الأمر لمهمتهم التي أُنيطت بهم وهي حفظ مصالح الأمة بحراسة الدين وحماية الدولة.

ولذلك فإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج نحذر المسؤولين في رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله ومن يشدّ على أيديهم من التفريط والتنازل، ونذكرهم بأنهم إن لم يعودوا إلى رشدهم سَيَحِلُّ عليهم غضب الشعب الفلسطيني المجاهد وشعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، وقبل ذلك كله سَيَحِلُّ عليهم سخط الله تعالى وغضبه وستكون عاقبتهم الندامة في الدارين.

(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ   يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ   مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) المائدة 25

هيئة علماء فلسطين في الخارج      

الأربعاء 12 ذو القعدة 1431 هـ     

الموافق 20 تشرين الأول/أكتوبر 2010 م

هيئة علماء فلسطين