خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

(سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا  إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء 1

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:

تأتي ذكرى الإسراء والمعراج وذكرى تحرير بيت المقدس من أيدي الصليبيين هذا العام وأرض الإسراء والمعراج وبيت المقدس والمسجد الأقصى تمر بظروف في غاية الخطورة تستهدف القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى في غمرة انشغال شعوب الأمة بمقارعة الأنظمة المستبدة ومواجهة همجية الطغاة.

وإننا أمام هذه الذكريات التي لا تزال تتدفق دروساً وعبراً نؤكد على ما يلي:

أولاً: عبر الإسراء والمعراج لا تزال ماثلةً أمام أعيننا، تؤكد أنَّ بعد الحزن تسلية، وبعد الشدة فرج، وأنَّ النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرا، وأن الله تعالى ناصر دينه ومظهر دعوته ومحقّ الحق ولو اشتد البأس وطالت المحنة، قال الله تعالى:( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) فلا بد من وخز وألم في طريق احقاق الحق.

ثانياً: إن الإسراء إلى بيت المقدس والمعراج منه إلى السماوات العلى وإمامة النبي صلى الله عليه وسلم فيه بالأنبياء جميعاً دلالة على أنَّ الأمة من بعده صلى الله عليه وسلم لها الريادة والإمامة وهي مكانة تكليف تحملها مسؤولية حفظ المسجد الأقصى والدفاع عنه، ان اعلان البركة حول المسجد الأقصى وليس فيه وحده إعلان لضرورة التمسك بكل أرض فلسطين وإن التنازل عن أي جزء منها أو المساواة عليه كالتنازل عن المسجد الأقصى بل والمسجد الحرام للربط به

ثالثاً: إن الإسراء والمعراج يؤكد على أن قضية القدس والمسجد الأقصى هي القضية المركزية للامة وينبغي أن تبقى كذلك في غمرة الانشغال عنها بأحداث الأمة المختلفة ومقارعتها للطغاة في مواقع عدة.

رابعاً: إن ما قام به صلاح الدين الأيوبي من جمع الشمل وتوحيد الصف وتصفية الطابور الخامس، لينطلق إلى بيت المقدس محرراً يؤكد على وجوب قيام المخلصين من أبناء الأمة قاطبة بتوحيد جهودهم وصفهم ولمّ شملهم وحشد طاقاتهم وازالة المعوقات من طريقهم وأن ذلك هو أولى السبل لتحرير المسجد الأقصى واسترداده من أيدي غاصبيه.

خامساً: نهيب بالدعاة إلى الله تعالى استثمار حادثتي الإسراء والمعراج وتحرير بيت المقدس في إحياء قضية أرض الإسراء والمعراج والمسجد الأقصى في نفوس شعوب الأمة من خلال القيام بالبرامج الدعوية والعلمية والتربوية التي تسلط الضوء على الدروس والعبر المستفادة من الحادثتين.

سادساً: نحيي المرابطين في ساحات المسجد الأقصى وجنبات بيت المقدس وندعو الأمة كلها إلى دعم صمودهم وثباتهم فهم الآن خط الدفاع الأول عن مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه وطرح المشاريع المساندة والمشابهة التي تؤدي إلى الحفاظ على المسجد الأقصى وتحول دون تهويده أو هدمه.

( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) التوبة:105

27/رجب/1453هـ

26/5/2014م

هيئة علماء فلسطين في الخارج

هيئة علماء فلسطين
بيان رسمي