والعدوان على المسجد الأقصى المبارك يوم التاسع والعشرين من أيّار “مايو” 2022م

قال تعالى: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء:74]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن ‏تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:‏

فقد حشدت قوّات الاحتلال الصّهيوني وقطعان مستوطنيه باطلها وأجلبت بخيلها ورجلها وشياطينها لتنفيذ مسيرة الأعلام الصّهيونيّة والوصول إلى باب العامود في القدس وإلى المسجد الأقصى المبارك لتأكيد السيادة الصّهيونيّة على المسجد الأقصى المبارك، وتنفيذ عدوانها الخطير يوم الأحد التاسع والعشرين من شهر أيار “مايو” من عام 2022م وذلك في محاولة واضحة لفرض معادلة صهيونيّة جديدةٍ بالغة ‏الخطورة، وفرض السيادة الصهيونيّة على الأقصى المبارك وتقسيم مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم مكانيًّا وزمانيًّا بقوّة الإجرام.

وإنَّنا ـ الموقعين على هذا البيان من علماء الأمّة مؤسسات وأفرادًا ـ إزاء هذا العدوان الإجراميّ الصهيونيّ نؤكّد على الآتي:‏

أوّلًا: يؤكد العلماء أنّنا لسنا أمام عدوان كسابقه من موجات العدوان الإجراميّة، بل إنّنا ‏أمام جريمةٍ متقدّمة بالغة الخطورة؛ حيث تمثل مسيرة الأعلام والإصرار على تسييرها إلى المسجد الأقصى المبارك وباب العامود خطوة عدوانيّة يراد منها إهانة الأمة جمعاء وتنذر بتفجير الأوضاع في القدس وفلسطين وخارجها أيضًا.

إنّ هذا العدوان المزمع يرادُ منه ترسيخ ما يريده العدوّ الصّهيونيّ بأنَّ ‏المسجد الأقصى المبارك أصبح حقًّا مشروعًا للصهاينة فهم أصحابه والمتحكّمون فيه، في وجه من أبشع وجوه السّعي الصّهيوني في خراب الأقصى، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم﴾[البقرة:114]

ثانيًا: يؤكّد العلماء أنَّ المسجد الأقصى ‏المبارك هو حق حصريّ وخالص للمسلمين دون سواهم بكل أجزائه وأبنيته وجدرانه وأسواره؛ وبكلّ مساحته وما فوقه وما تحته، هو محورُ الصّراعِ مع الصّهاينةِ وعنوانه وهو مركزُ قضية الأمّةِ الإسلاميّةِ كلّها، وأنَّ أيّ اعتداءٍ عليه أو على أي جزء منه يوجب على الأمّة كلّها النّفير والتّحرّك ‏بالإمكانات المتاحة لوقف هذا العدوان الإجراميّ.‏

قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيل * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾[التوبة:38-39]

ثالثًا: يحذّرُ العلماء الأمة الإسلاميّة حكّامًا وشعوبًا من التّقاعس عن نصرة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونصرة أهلنا وأبناء شعبنا الفلسطينيّ في مواجهة مسيرة الأعلام الصّهيونيّة العدوانيّة وخذلانهم، مؤكدين أنّ هذه الجريمة تستهدف الأمة كلها في دينها وعقيدتها ومقدّساتها، وإنّ خذلان أهلنا في فلسطين والتقاعس عن مواجهة الجريمة الصّهيونيّة الجديدة ينذر بالخذلان في الدّنيا والخزي في الآخرة.

رابعًا: يحيّي العلماء فصائل المقاومة الفلسطينيّة ويثمّنون موقفهم الرّاسخ وإعلانهم الواضح باعتبار خطّة وصول مسيرة الأعلام الصّهيونيّة إلى المسجد الأقصى المبارك وباب العامود إعلان حرب، ويؤكّد العلماء أنّ هذه المقاومة البطوليّة هي التي تذيق العدوّ الصّهيونيّ وبال أمره وتجعله يعيدُ حساباتِه ويرتدع عن غيّه وعدوانه، ويدعون فصائل المقاومة الفلسطينيّة لتشكيل غرفة قيادة مشتركة لوضع الخطط العمليّة لمواجهة الجريمة الصّهيونيّة. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوص﴾[الصف:4]

خامسًا: يؤكّد العلماء على وجوب التفاف الأمّة حول المقاومة الفلسطينيّة ودعمها في حربها مع الكيان الصّهيونيّ ودفاعها عن مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم، بكلّ الوسائل الممكنة الماديّة والمعنويّة، وإنّ دعم المقاومة الفلسطينيّة في مواجهتها لخطّة الضّمّ الإجراميّة هو من ضروب الجهاد في سبيل الله تعالى.

عنْ أنس رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: “جاهِدُوا المُشرِكينَ بِأَموالِكُمْ وأَنْفُسِكُم وأَلسِنَتِكُم” رواه أبو داود بسندٍ صحيح

سادسًا: يؤكّد العلماء أنَّ الأنظمة والشّخصيات الرّسمية المهرولة إلى التّطبيع مع‏ الكيان ‏الصّهيوني مشاركةٌ له في جرائمه بحق شعبنا وأمتنا ومقدّساتنا، وتتحمّل مع الكيان المجرم ‏المسؤوليّة عن هذه العربدة والغطرسة والجرائم الممنهجة بحقّ المسجد الأقصى المبارك.

كما يؤكّد العلماء أنَّ هرولتهم هذه لن تغني عنهم من الله شيئًا في الدنيا والآخرة، ‏قال تعالى:  ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِين﴾[المائدة:52]

سابعًا: ندعو علماءَ الأمّةِ ونخبَها وقادةَ الفكرِ فيها إلى حشدِ الطّاقاتِ واستنفارِ الجهودِ لإحياءِ قضية المسجدِ الأقصى في قلوبِ أبناءِ الأمّة، وتوجهيهم لنصرتهِ بالوسائلِ المتاحةِ كافّة، ودعمِ مشاريع المسجدِ الأقصى الماديّة والعلميّة المختلفة ممّا يُسهمُ في ثباتِ أهلِنا المرابطين في ساحاتِ المسجد الأقصى المباركِ، والعمل على حشدِ الجماهير لنصرةِ المسجد الأقصى المبارك، ومن ذلك تسيير مظاهراتٍ شعبيّةٍ غاضبةٍ ابتداء من اليوم يقودُها العلماءُ في البلاد الإسلاميّة المختلفة، والقيام باعتصاماتٍ تحاصر سفارات الكيان الصّهيونيّ حيثما توجد في عالمنا الإسلامي وحيثما يمكن ذلك، وتحريك الرّأي العام العالميّ المناصرِ لقضيتنا لا سيّما في أوروبا، وإنّ هذا من إساءة الوجه الواجب للكيان الصّهيونيّ الغاشم، قال تعالى: ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا﴾[الإسراء:7].

ثامنًا: يطالب العلماء جميع علماء ودعاة وخطباء الأمة الإسلاميّة ـ لا سيّما علماء وخطباء ‏المسجد الحرام والمسجد النبويّ شقيقَي المسجد الأقصى المبارك ـ إلى حشد طاقاتهم واستنفار جهودهم لبيان ما يجب على الأمّة لمواجهة هذا الكيان الغاصب وعدوانه المزمع يوم الأحد القادم، ‏ووجوب دعم المرابطين في القدس والأقصى، وخطورة التّطبيع على الأمة كلّها وعلى ‏القدس والمسجد الأقصى المبارك، كما ندعوهم إلى أن تكون خطبة الجمعة غدًا حول مسيرة الأعلام الصهيونيّة العدوانيّة ومواجهتها الواجبة على الأمة جمعاء. قال تعالى:﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾[الأحزاب:39]

تاسعًا: نوجّه التّحيّةَ إلى أهلِ القدس المرّابطين على ثراها وفي ساحات مسجدها الأقصى المبارك في وجه الغطرسةِ الصّهيونيّةِ، الرّافضينَ لمحاولات التّطبيعِ والاستكانةِ والخضوعِ، وندعو أهلَنَا في الأراضي المحتلّة عام 1948م والضّفة الغربية حيثما يستطيعون الوصول إلى القدس شدَّ الرّحالِ إلى المسجد الأقصى المبارك والدّفاع عنه بكلّ ما يستطيعون، والمرابطةِ داخلَه وفي باحاته ومحيطه ابتداء من اليوم إلى لحظة إفشال مسيرة الأعلام الصّهيونيّة.

وإنَّ النّفير إلى المسجد الأقصى المبارك لفرض إرادة المسلمين بحقّهم فيه كاملًا غير منقوص، ومنعًا لاقتحامات اليهود الصّهاينة وإفشال مسيرة الأعلام هو واجبٌ شرعيّ على كلّ قادرٍ عليه بالنّفسِ والمال. قال تعالى: ﴿انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون﴾[التوبة:41]

عاشرًا: يدعو العلماء الموقعون على البيان عموم مؤسسات علماء الأمّة إلى تنسيق جهودها والتواصل الحثيث فيما بينها والاتفاق على منهجيّة عمل موحّدة وآليات وبرامج مشتركة ومتناسقة ومكثّفة لمواجهة الجريمة الصّهيونيّة.

وإنّ على علماء الأمّة أن يكونوا أهل الريادة والسبق في توحيد الجهود وتنسيقها دفاعًا عن أرض الإسراء والمعراج ونصرة لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون﴾[آل عمران:103]

إنّ المسجد الأقصى اليوم في أشدّ ساعات حاجته لكلّ جهد وكلّ عمل فمن اختار نصرة الأقصى فقد أدرك سبيل الفلاح والعزّة ومن تنكّب عن هذه السبيل فقد سفه نفسه وأزرى بها وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون.

الموقعون على البيان:

1. الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

2. رابطة علماء إرتريا.

3. هيئة علماء المسلمين في العراق

4. الهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين

5. هيئة علماء فلسطين

6. رابطة علماء فلسطين

7. هيئة علماء المسلمين في لبنان

8. جمعية الاتحاد الإسلامي في لبنان

9.مؤسسة المرتضى للدراسات والدعوة الإسلامية – ايران

10. رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق

11. جمعية المعالي للعلوم والتربية – الجزائر

12.جمعية علماء ماليزيا

13. اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية تركيا

14.  منتدى العلماء

15. جمعية دار العلوم -زاهدان

16.مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي- غزة – فلسطين.

17. جمعية الارشاد والاصلاح الجزائرية

18. دار الإفتاء الليبية.

19. هيئة علماء ليبيا

20. منتدى القدس للاكاديميين

21.جماعة عباد الرحمن في السنغال

22. المجلس الاسلامي السوري

23. مجلس الدعاة – لبنان

24. ملتقى دعاة فلسطين

25. رابطة العلماء السوريين

26. جمعية الاتحاد الإسلامي

27. رابطة علماء ودعاة جنوب شرق آسيا

28. أكاديمية الرواد الإلكترونية

29.رابطة علماء أهل المسلمين

30. رابطة علماء المغرب العربي

31. رابطة علماء أهل السنة

32. مؤسسة إرث الأنبياء

33. اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بالمغرب

34- المجلس الوطني المستقل للأئمة بالجزائر

35- جمعية النهضة اليمنية

٣٦- مجلس العلماء للاتحاد الإسلامي الماليزي

37- هيئة علماء منظمة إكرام ماليزي

38- الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة/ المغرب

39. رابطة ارشاد المجتمع في الصومال.

40. ملتقى علماء فلسطين