خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

” إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ” الشورى/42

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فقد تابعنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج تداعيات وتطورات قرار رئيس السلطة محمود عباس إيقاف الرواتب وخصمها بحق ثلة من أبناء قطاع غزة، وإننا أمام هذا العمل المرفوض من الناحية الشرعية والأخلاقية والوطنية والإنسانية فإننا نؤكد على الآتي:

أولاً: إن إيقاف الرواتب عن أي أحد من أهلنا في قطاع غزة هو إسهام في تشديد الحصار ومشاركة في الجريمة المستمرة بحق القطاع وأهله منذ أكثر من عشر سنوات بسبب رفضه الانصياع للاحتلال والخضوع لسياسة الاستسلام والتنازل ولا شك أن هذا اقتطاع لأموال الناس بالباطل واعتداء على حقوقهم ومصالحهم وأرزاقهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم متوعداً: “مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امرئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ الله لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ” فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئا يَسِيراً، يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: “وَإِنْ قَضِيبا مِنْ أَرَاكٍ”. رواه مسلم

ثانياً: نطالب رئيس السلطة محمود عباس بالتراجع الفوري عن هذا القرار الجائر الظالم بل ندعوه إلى إعادة الرواتب المقطوعة عن جميع أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وإعادة المفصولين من أعمالهم نتيجة للمناكفات السياسية التي يجب أن لا تكون أصلاً، فضلاً عن كونها سبباً في التضييق على الناس في أرزاقهم ومعاشهم، فقد اتفقت كلمة العلماء بأن مهمة الحاكم رعاية مصالح الشعب وحمايتها والدفاع عنها وتوفير أسباب العيش الكريم له، وليس إذلال الناس بالتضييق عليهم في أرزاقهم، وقد حذر رسول  الله صلى الله عليه وسلم ولاة الأمر من غشّ رعيتهم، وبيّن عاقبة ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: “مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ”. رواه البخاري

ثالثاً: نؤكد أن من حق الذين وقع عليهم الجور والحيف والظلم أن يرفعوا أصواتهم رافضين هذه الإجراءات التعسفية الظالمة بل يجب على شعبنا كله أن يقف إلى جانبهم ويطالب بحقوقهم، ونندد بمحاولات منعهم في الضفة الغربية من إبداء الرأي وقمع الحريات.  قال تعالى: {لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} النساء/148

رابعاً: نطالب الدعاة والخطباء في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة بإبراز مخاطر هذه الجريمة وتداعياتها على النسيج الاجتماعي الفلسطيني وبيان الحكم الشرعي في هذه الإجراءات الظالمة، وهذا من البيان الواجب، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} آل عمران 187

أخيراً: هذه كلمة العلماء اليوم الوعظ والنصح، وغداً لا شك أنه يجب علينا أن نكون في مقدمة الشعوب؛ لوقف صور الظلم والاستبداد.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

                                                                                                                                                                        هيئة علماء فلسطين في الخارج

14/رجب/1438هـ

11/04/2017م