خاص هيئة علماء فلسطين

         

قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا  الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} النساء: 75ـ76

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين؛ وبعد:

فإنّ الاحتلال الصّهيونيّ أقدم على ارتكاب مجزرة مروّعة بحقّ أهلنا الأبطال في مخيّم جنين، أسفرت عن أكثر من تسعة شهداء وعشرات الجرحى بعضهم في حالة خطيرة، وأمام هذه المجزرة المروّعة فلا قيمة للكلمات إلّا إذا ضمّختها الدّماء، ولا وزن للدّعاوى إلّا إن كانت الأرواح برهانها، فاليوم يوم النفير، واليوم يوم الجهاد في سبيل الله تعالى بالرّوح والنفس والمال والكلمة والموقف.

فيا أبناء أمتنا الإسلاميّة في كلّ مكان:

هذا يوم الغضب، ويوم النفير إلى الساحات والميادين تعبيرًا عن الوقوف في وجه الإرهاب والإجرام الصّهيونيّ، وهذا أقلّ الواجب تجاه أهلنا المرابطين والمجاهدين في مخيم جنين البطولة.

وليكن زحفكم إلى السفارات الصّهيونية ومحاصرتها وإعلان رفض التطبيع مع هذا الكيان المجرم

ويا أبناء شعبنا الفلسطينيّ في مختلف أماكن وجوده في الشتات والدّاخل:

هذا يوم النّصرة والبذل والعطاء، فأعلنوا الغضب والزحف والاشتباك مع العدو الصّهيونيّ حيث يمكنكم الوصول إليه لا سيما في الضفة الغربيّة والقدس المحتلّة.

قال تعالى: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} التوبة: 41

ويا مقاومتنا الباسلة:

إنّ واجب الوقت العاجل الآن أن يلتئم شملكم في غرفة عمليّات مشتركة للتباحث في سبل الردّ على هذا العدوان الإجرامي وإذاقة الصهاينة وبال أمرهم؛ فأنتم اليوم محطّ أنظار أمتنا وشعوبنا

قال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} التوبة:14

أما أنتم يا أهل مخيم جنين البطولة:

فأنتم تيجان العزّ على رؤوس الأحرار في هذا اليوم الفوّاح بعبق الشّهادة، وأنتم عنوان البطولة والرّجولة، فلا تحزنوا ولا تيأسوا؛ وتذكروا قول الله تعالى:

{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ  إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} آل عمران: 141

فالثّأر قادم بإذن الله تعالى، والنّصر قادم بإذن الله تعالى؛ وعدًا من الله، والله لا يخلف الميعاد.

هيئة علماء فلسطين

4/رجب/1444هـ

26/يناير/2023م