خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ” الشورى:39‏

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم ‏بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:‏

فإنّنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج نتابع مع أبناء أمّتنا الإسلاميّة ببالغ الغضبِ ‏والألمِ ما يجري من إبادةٍ جماعيّة وحربٍ إجراميّةٍ وتهجيرٍ ممنهج بحقّ أهلنا وأشقائنا ‏جنوب سوريا في محافظة درعا وأرض حوران المباركة؛ بفعل الطيران الرّوسيّ وجنود ‏النّظام السوريّ والإيرانيّ والقصف بالصواريخ الذي خلّف مئاتِ الشهداءِ وآلاف ‏الجرحى وتدميرًا لمدنٍ كاملةٍ على رؤوسِ أهلها وعشرات آلافِ المهجّرين في العراء على ‏الشريط الفاصل مع الأردن الشقيق والسلك الفاصل مع أرضنا في الجولان المحتلّ، وإنّنا ‏إذ نستنكر ببالغ الغضب هذه الجريمة والمجزرة المروّعة المستمرّة ونستنكر الصّمت عليها ‏وخذلان أهلنا هناك فإنّنا نؤكّد على الآتي:‏

أولًا: إنَّ ارتكاب المجازر المروعة بحق أهلنا في أرض حوران وتهجير أهلها وصمةُ عارٍ ‏في جبينِ الإنسانيّةِ جمعاء، وإن البشريّة كلّها اليوم تتسربل بالعار أمام إنسانيّتها ‏الانتقائيّة وشعاراتها المنادية بحقّ الإنسان في الحياة والعيش الكريم، والأمّةُ الإسلاميّة ‏اليوم أمام واجب حقيقيّ يفرضه الدّم المسفوح والأرواح البريئة وأعراضنا المنشرة في ‏العراء التي تناشد المسلمين جميعاً نصرتها وحمايتها.‏

ثانيًا: نطالبُ أمتنا الإسلاميّة بمكوناتها كافة بالتحرّك العاجل لوقف هذه المجزرة المروعة، ‏كما نطالب مؤسسات المجتمع المدني إلى إغاثة أهلنا المهجّرين وتأمين احتياجاتهم ‏العاجلة، وهذا واجبٌ على كلّ قادرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “ما من ‏امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله ‏الله في موطن يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من ‏عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته” [رواه أبو داود]

ثالثًا: ندعو حكومة المملكة الأردنيّة الشقيقة إلى فتح الحدود أمام عشرات آلاف ‏المهجّرين المنتشرين في العراء على الحدود، ونؤكد بأنَّ إغاثة هؤلاء المهجّرين واجبٌ ‏شرعيّ وإنسانيّ وأخلاقي، ونتوجّه ببالغ التحيّة إلى أبناء شعبنا الأردنيّ النّشامى الذين ‏أطلقوا حملة إعلاميّة مطالبةً بفتح الحدود أمام إخوانهم المهجّرين، قال رسول الله صلّى ‏الله عليه وسلّم: “مَن نَفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من ‏كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر ‏مؤمناً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” [رواه ‏مسلم]

‏حمى الله أهلنا في سوريا وفي محافظة درعا وأرض حوران، وردّ عنهم كيد الطغاةِ، ونصرهم ‏على من عاداهم، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.

والحمد لله رب العالمين

هيئة علماء فلسطين في الخارج

                                                                                                     16/11/1439هـ

                                                                                                      30/6/2018م