خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

” وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ” الأنفال: 73

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فإنّه لليوم الرابع على التوالي يستمرّ الطيران الرّوسي ومعه طيران النّظام السّوري بقصفٍ عنيفٍ يستهدف مخيّم اليرموك والأحياء الجنوبيّة من مدينة دمشق، وما زال الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطينيّ والسوريّ محاصرين تحت نيران القصف الذي لا يهدأ بالصواريخ والبراميل، غير قادرين على دفن شهدائهم، وما زال العديد من الشّهداء تحت الأنقاض، وإنّنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج أمام هذه الجريمة المروعة والمجزرة المستمرة نؤكد على الآتي:

أولاً: تؤكد الهيئة بأنّ ما يجري من قصف همجيّ لمخيم اليرموك هو عمل إجراميّ يمارسه النظام السوري ومعه روسيا وإيران، وأنّ هذه الجريمة المدانة التي تستهدف شعبنا الفلسطيني ومخيم اليرموك الذي هو عاصمة الشتات الفلسطيني هي عدوان سافر على القضية الفلسطينيّة برمّتها، وهي تفضح كذب ادّعاءات المقاومة والممانعة التي يتغنّى بها من قتلوا شعبنا الفلسطيني والسّوريّ على حدّ سواء، وتأتي في إطار العمل على تصفيّة حقّ العودة الذي لا يصبّ إلَّا في خدمة العدوّ الصّهيونيّ.

ثانياً: تستغرب الهيئة الصّمت الرّسميّ الفلسطينيّ إزاء هذه الجريمة المروّعة من السّلطة الفلسطينيّة وفصائل المقاومة، وتطالب الجميع بالتحرّك العاجل لوقف هذه المجزرة وحماية آلاف المدنيّين الذين يتعرّضون للإبادة في مخيّم اليرموك والمناطق المحيطة به، وتحذّر الجميع من مغبّة خذلانهم لأبناء شعبهم وتركهم في مواجهة الموت والدمار وحدهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ” ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشّ لرعيّته إلا حرم الله عليه الجنة”

ثالثاً: تدعو الهيئة أبناء شعبنا الفلسطيني في داخل فلسطين وخارجها؛ في المخيمات وتجمعات اللجوء إلى التحرّك الشعبي الاحتجاجي رفضًا للمجزرة المروّعة بحقّ مخيّم اليرموك وأهله، والتفاعل بالوسائل المتاحة كافة لإيصال صوت المحاصرين تحت القصف إلى العالم كلّه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلِمُه” ويقول صلى الله عليه وسلّم: “ما من امرئٍ يخذل امرءًا مسلمًا في موطنٍ يُنتَقَصُ فيه من عِرضِه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمتِه، إلا خذله اللهُ تعالى في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه، وما من أحدٍ ينصر مسلمًا في موطنٍ يُنتقَصُ فيه من عِرضِه، ويُنتهَكُ فيه من حُرمتِه، إلا نصره اللهُ في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرتَه”

رابعاً: تدعو الهيئة أبناء أمتنا الإسلاميّة إلى التحرّك العاجل لإنقاذ ما تبقّى من مخيّم اليرموك وأهله، وتقديم أشكال الدّعم الماديّ والمعنويّ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”                    

هيئة علماء فلسطين في الخارج

‏6/ شعبان/1439‏هـ

 الموافق 22/4/2018م