خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء العمليات العسكرية في سورية بذريعة محاربة الإرهاب التي افتتحت بغارات جوية على ريف مدينة حمص، مخلفة مجازر حصدت أرواح العشرات من النساء والأطفال والمدنيين، وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج أمام هذا العدوان نؤكد على الآتي:

أولاً: إن هذا الاحتلال يشكل حلقة جديدة من الإجرام الدولي الذي ينتصر للنظام وطغيانه بحق الشعب السوري المسلم الذي ما خرج إلا لينشد الحرية والكرامة، ويأتي هذا العدوان من خلال تفاهم غربي أمريكي مع روسيا لا يمكن اخفاؤه وإن حاولت بعض الدول المناورة على ذلك بإعلانها صداقة الشعب السوري.

وإننا نعد الوجود الروسي احتلالاً لسوريا تجب مقاومته ومحاربته بأشكال الجهاد والمقاومة كافة، قال تعالى:

“أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ” (الحج /39)


ثانياً: إن دعوة الطاغية بشار الأسد القوات الروسية للعدوان على الشعب السوري هو خيانة عظمى وجريمة تضاف إلى سجل إجرامه بحق الأمة كلها مما يوجب على المسلمين أن تتضافر جهودهم لتخليص الشعب السوري والأمة الإسلامية والبشرية من طغيانه وإجرامه.


ثالثاً: إن وصف رئيس الكنيسة الأرثوذوكسية العدوان الروسي على سورية بالحرب المقدسة يكشف حقيقة الحرب المعلنة على الشعب السوري المسلم واستهدافها الأمة الإسلامية جمعاء في وجودها وعقيدتها، ويستدعي إلى الذهن الحروب التاريخية التي خاضها الغرب على الأمة الإسلامية باسم الدين والعقيدة، وندعو المسيحيين عامة لا سيما العرب الأرثوذكس إلى بيان موقفهم الرافض لهذه التصريحات العدوانية، كما نؤكد أن هذه التصريحات تكشف مدى الازدواجية القبيحة التي يمارسها العالم الغربي بوصف أي عمل مقاوم مشروع يمارسه المسلمون بأنه إرهاب في الوقت الذي يباركون ويدعمون الإرهاب الحقيقي ضد أمتنا ويغضون الطرف عن وصفه بالحرب المقدسة.


رابعاً: نطالب العاملين في ميادين الثورة السورية كافة لا سيما العسكرية والسياسية بتوحيد الصفوف ولم الشمل ونبذ التنازع والاختلاف ونكران الذات، ونطالبهم بالمزيد من التماسك، ولئن كان هذا واجباً في الأوقات كلها فإنه الآن في مواجهة هذه المرحلة المفصلية يغدو أشد وجوباً وأعظم توكيداً، وقد قال تعالى:

“إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ” (الصف/4)


خامساً: نطالب أصحاب القرار في الأمة الإسلامية من الحكام ورؤساء الأحزاب والجماعات والحركات الإسلامية بالتحرك العاجل لمواجهة هذا العدوان الذي يستهدف الأمة جمعاء، ويشكل حرباً معلنةً على الإسلام والمسلمين، ونطالبهم بطرد السفراء الروس من بلادهم ومقاطعة روسيا وإيقاف التعامل معها.

كما نطالبهم بدعم الشعب السوري بالوسائل المطلوبة كافة لمواجهة العدوان وتعزيز صموده وهو الذي ينزف متروكاً منذ أكثر من أربع سنوات.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويرد عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم”


سادساً: ندعو أبناء الأمة الإسلامية إلى نصرة الشعب السوري بكل ما يملكون من إمكانات مادية ومعنوية، كما نطالب جماهير الأمة بالتعبير عن رفضها واستنكارها لهذا العدوان الروسي بالتحرك في الساحات والميادين العامة والزحف إلى السفارات الروسية ومحاصرتها في البلاد المختلفة، ليعلم هؤلاء المعتدون المحتلون أن المسلمين لن يتركوا إخوانهم في سورية ولن يخذلوهم أبداً امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله”


وأخيراً نبشر أهلنا الصامدين المجاهدين في سورية بالنصر والظفر بإذن الله تعالى ونوصيهم بالصبر والثبات واليقين بأن العاقبة للحق وأهله وأن الله تعالى لن يخذلهم مهما تكالب عليهم أهل الظلم والبغي من أصقاع الأرض كلها، قال تعالى:

“الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (آل عمران/173-174)

هيئة علماء فلسطين في الخارج

18/ذي الحجة/ 1436هـ

الموافق 2/10/2015م