خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} البقرة: 114

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد:

فقد أقدم الإرهابي الصهيوني يتسحاق هرتسوغ رئيس الكيان الصهيوني على اقتحام المسجد الإبراهيمي في الخليل يوم الأحد 28 نوفمبر “تشرين الأول” وأشعل الشمعدان اليهودي في استخفاف واضح بمشاعر المسلمين قاطبة،

وإننا في هيئة علماء فلسطين نؤكد إزاء هذه الجربمة الإرهابية على الآتي:

أولًا: المسجد الإبراهيمي في الخليل حق خاص للمسلمين، وليس لغير المسلمين فيه أي حق على الإطلاق، والادعاء بأن لليهود الصهاينة حقًّا فيه أو في إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو ادعاء باطل، وكل ما ينبني عليه باطل أيضًا؛

قال تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} آل عمران: 67

ثانيًا: إن الاعتداء على المسجد الإبراهيمي واقتحامه من قبل رئيس الكيان الصهيوني هو اعتداء على الأمة الإسلامية جمعاء واستخفاف بمشاعر المسلمين، وهذا يوجب عليهم التحرك العاجل الجاد نصرة لدينهم ومقدساتهم.

ثالثًا: إنّ الهيئة تطالب الحكام والمسؤولين وكل من هم في مواقع صناعة القرار والتأثير فيه في العالم الإسلامي أن يكون لهم موقف يسجله لهم التاريخ وتحفظه لهم الأجيال ويرضى عنهم به الملك القهار، وذلك بالتحرك لرفع الضيم عن مقدسات المسلمين في الخليل والقدس، وإلا فإن تهاونهم لن تكون عاقبته إلا الخزي في الدنيا والآخرة.

رابعًا: إن هذا الاقتحام يوجه صفعة للمهرولين على دروب التطبيع المخزية ويبين كذبهم  وهم يستقبلون الصهاينة في ديار المسلمين ويوقعون معهم الاتفاقيات والأحلاف، ويحاولون ستر عارهم هذا بذريعة خدمة قضية فلسطين.

ألا يستشعر المهرولون للتطبيع في الإمارات والمغرب والأردن بالمهانة من اقتحام الرئيس الصهيوني الذي يتحالفون معه لمسجد أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام؟! ما لهم كيف يحكمون؟!

خامسًا: تدعو الهيئة علماء الأمة ومؤسساتهم لبيان الموقف الشرعي من هذا العدوان ومن السكوت عليه، وبيان الواجب المفروض على جميع أبناء الأمة لمواجهته دون خوف من سطوة حاكم أو خشية من نفوذ ذي سلطان؛

قال تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا} الأحزاب: 39

سادسًا: تدعو الهيئة خطباء المنابر أن يكون المسجد الإبراهيمي في الخليل واقتحامه من عصابات الكيان الصهيوني ورأسها رئيس الكيان الصهيوني حاضرًا في خطبة الجمعة القادمة مع حشد طاقات الأمة لنصرته مادياً ومعنوياً

24/ربيع الآخر/1443هـ

30/11/2021م

هيئة علماء فلسطين                                                       .