خاص هيئة علماء فلسطين

         

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم ‏بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:‏

فقد تابعت هيئة علماء فلسطين في الخارج عمليّة اقتحام قوات الاحتلال الصهيونيّ لمخيّم ‏جنين، التي أسفرت عن استشهاد المجاهد أحمد إسماعيل جرّار، ونجاة عدد من المجاهدين، ‏وجرح عدد من جنود الاحتلال الصهيوني، وإنَّنا إذ نعزّي شعبنا وأمّتنا بالشهيد البطل ونهنّئها ‏في الوقت ذاته بنجاة عدد من المجاهدين؛ فإنَّنا نؤكّد على الآتي:‏

أوَّلًا: إنَّ الجهاد في سبيل الله تعالى، ومواجهة المحتلّ الغاشم بالسُبل كافّة هو السبيل إلى تحرير ‏فلسطين، وما يقوم به الشباب المجاهد على أرض فلسطين من عمليّات بطوليّة تستهدف ‏الكيان الصهيونيّ وجنوده ومستوطنيه هو أعظم صور الجهاد على الإطلاق، وكلّ أنواع الجهاد ‏الأخرى هي مساندةٌ لهذا النّوع وعاضدةٌ له، فحيّا الله سواعد المجاهدين الأبطال في فلسطين ‏كلّها وفي الضّفة الغربيّة على وجه الخصوص الذين يذيقون العدوّ الصّهيونيّ ما يشفِي صدور ‏قوم مؤمنين.‏

قال تعالى: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ” ‏التوبة:14‏

ثانيًا: تؤكّد الهيئة أنَّ ما قامت به الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة الفلسطينيّة عند اقتحام قوات ‏الاحتلال الصّهيونيّ من الفرار من المكان، وإخلاء الشوارع تسهيلًا لعملية الاقتحام وعدم ‏دفاعها عن أبناء شعبنا؛ هو بالنسبة لقيادة الأجهزة التي أمرت بذلكَ مشاركةٌ للعدوّ الصهيونيّ ‏في الجريمة، ومظاهرةٌ لليهود الغاصبين على المجاهدين المسلمين، وهو بالنسبة للجنود والعناصر ‏الذين نفّذوا ذلكَ فرارٌ من الزّحف ولا يسوّغ لهم فعلهم أنّهم مجرّد منفّذين للأوامر، فهم ‏مرتكبون لكبيرة التولّي يوم الزّحف ومساندة العدوّ على المجاهدين.‏

قال تعالى “تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ ‏عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء ‏وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ” المائدة: 80،81‏

وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ ‏يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ ‏الْمَصِيرُ” الأنفال:15،16‏

ثالثًا: تحيّي الهيئة مجاهدينا الأبطال وأبناء شعبنا المجاهد والمرابط في الضّفة الغربية وتدعو ‏مجاهدينا إلى الحفاظ على أنفسهم بالأخذ بأسباب الحماية كلّها، والحذر من اليهود الغاصبين ‏والمنافقين على حدٍّ سواء، وهذا من الواجبات الشرعيّة، كما تدعو أبناء شعبنا إلى المحافظة ‏على هؤلاء المجاهدين بالكتمان وأخذ الحيطة وعدم ترك أيّة أسباب تفيد العدو وعملاءه في ‏الوصول إلى أيّة معلومات، وعدم تداول الشائعات التي يروّجها العدوّ الصّهيوني مما يفيد في ‏الوصول إلى المجاهدين الأبطال.‏

قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا” النساء:71‏

وقال تعالى: “وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ ‏مَسْئُولًا” الإسراء:36‏

والله غالبٌ على أمره وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون

هيئة علماء فلسطين في الخارج

   ‏1/جمادى الأولى/1439هـ 

   الموافق 18/يناير/2018م