الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فإننا في هيئة علماء فلسطين نبرق بأبلغ التهاني لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني ولشعبنا الفلسطيني عامّة بانتصار إرادتهم على السجان الصهيوني المجرم إذ تراجع عن إجراءاته بحق الأسرى البواسل المحكومين بالمؤبد وغيرهم من الأسرى الأبطال عقب تهديد الأسرى بالقيام بإضراب جماعي عن الطعام؛ وإننا إذ نبارك لأسرانا البواسل هذا النصر الكبير فإنّنا نؤكد الآتي:

أولاً: إنّ هذا التراجع الصهيوني أمام عزيمة الأسرى البواسل يدلّ إلى جانب التأكيد على بطولة وقوّة أسرانا على مدى هشاشة وضعف الكيان الصهيوني مصداقًا لقول ربنا تبارك وتعالى: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} آل عمران: 111

ثانياً: إنّ هذا الرعب الصهيوني يجب أن يكون حافزًا ودافعًا لأبناء أمتنا الإسلامية على أن يخلعوا عنهم غلالة الوهن مع تقديم الدعم للمجاهدين والمقاومين في فلسطين بالوسائل كلها لدحر العدوّ الصهيوني عن أرضنا ومقدساتنا والعمل على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال الغاشم
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} الحشر: 2

ثالثاً: إنّ من أوجب الواجبات وضع قضيّة الأسرى في سجون الاحتلال الصهيونيّ في مقدّمة أولويات عمل العلماء والسياسيين وقادة الرأي والفكر في الأمّة الإسلاميّة، وإن نصرة الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني علامة حياة الأمّة وتعاضدها لتكون جسدًا واحدًا يتداعى بالسهر والحمّى حين يشتكي منه عضو من أعضائه.
هيئة علماء فلسطين
5 صفر 1444
1 سبتمبر 2022