صادر عن المجلس الإسلامي السوري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على سيدنا رسولِ الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

فإن الله تعالى يقول في مُحكم كتابه وهو أصدقُ القائلين: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} إنّ اليهود الصهاينة قد جاوزوا الحد في عداوتهم وظلمهم للمسلمين، فقد اغتصبوا أرضهم، ودنسوا مقدساتهم، ونكلوا بالفلسطينيين قتلاً وسجناً وتشريداً، ونجد من المسلمين اليوم من ينطبق عليه قوله تعالى:

{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ}

قد جاء هذا الوصف القرآني لأحوال أقوامٍ تضعفُ نفوسهم أمامَ استعلاءِ أهل الباطلِ وانتفاشهم، فيسارعونَ فيهم سعياً لنفعٍ موهومٍ أو اتِّقاءِ ضُرٍّ مزعوم، مُحذراً لنا من الوقوع في هذا المحظور الَّذي يدلُّ الوقوع فيه على ضعف اليقين بالله وعدم التمسك بحبله المتين وصراطه المستقيم.

ويزدادُ الطِّينُ بلةً عندما تكونُ مثل هذه المسارعة في أعداءِ الله –ولاءً لهم ومداً لجسور المودَّة فيهم– وأعداء الأمة في حال الاستكبارِ والطُغيان، فلا يزيدهم هذا إلا تعنتاً في ظُلمهم، وزيادةً في تجبُّرهم وعدوانهم على المستضعفين من أبناء أُمَّتنا وأهلينا.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما حذر أشدَّ التحذير بقوله: (ما من مسلمٍ يخذلُ امرءاً مسلماً في موضع تُنتهكُ فيه حُرمته، ويُنتقص فيه من عرضه؛ إلا خذله الله في موطنٍ يحبُّ فيه نُصرته، وما من امرئٍ ينصرُ مسلماً في موضعٍ يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حرمته إلا نصرهُ الله في موطن يحبُّ فيه نصرته).

فكيف يقبل مسلم أن تمتدَّ يده بالتطبيعِ مع أعداءِ الأمَّة دونَ ردعٍ لهُم عن عدوانهم ودونَ إعادة الحقوقِ إلى أصحابها، وهي تعلمُ أنَّها بهذا تُطمئنُ الباغي وتشدُّ على يديه وتقهرُ المظلومَ وتخذلهُ بدلَ نصرته.

إنّ المجلس الإسلاميَّ السوريَّ وهو يحذر من هذه التحركات غير المشروعة ليؤكد أنَّ الباطل مهما استطال، فإنَّ العاقبة للتقوى، وإنَّ للحق كرَّةً لا مفرَّ منها، وإنّ المجلس يدعو كُلَّ قوى الأمَّة الحُرَّة إلى بثِّ روح الوعي والثَّبات لدى أجيالنا الصَّاعدة لتتمسَّك بحقوقنا التي استُلبت في الأرض التي بارك الله فيها وحولها.

إنَّنا على العهدِ باقونَ حمايةً للقدس والمقدَّسات وأرضِ فلسطين، أرض النُبوَّات ومهد الرسالات، أرض الحشد والرباط، ودرَّتها المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

المجلس الإسلامي السوري

7 محرم 1442 هـ  الموافق 26 آب/أغسطس 2020م

نقلاً عن موقع المجلس الإسلامي السوري

http://sy-sic.com/?p=8522&fbclid=IwAR2RDodFc_-cBZSOKoLWWAAeZ5jZxj-GWhkgvptoniwZYZ8l9mXHUrbYEGE